التسميات

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

لقــاء مع د. الهادي أبو لقمة ...

لقــاء مع د. الهادي أبو لقمة
حوار: صــلاح عجينــة
 
        ذات مساء، وفي مكتب الراحل كامل حسن المقهور، كان حواراً ...ثم همس إثر ذلك في مسامعنا الأديب "يرحمه الله" بصوت يعود إلى منتصف الخمسينات، حين كان يدرس الحقوق بجامعة القاهرة، ويسكن سوية مع صديقه الهادي أبو لقمة وبقية الرفاق.. أن نهتم بهذا العلامة الليبي والأستاذ الباحث الذي عرفته الجامعات الليبية وقاعات المؤتمرات العلمية في أنحاء العالم العربي والعالم.. والحقيقة أيضاً أن اسم هذا العلامة في ذاكرتي منذ كنت أريد أن أتعرف على العالم "وأنا طالب بالإبتدائية" ووسيلتي في ذلك أطلسه التعليمي، لقد كان عليّ أن أجلّ هذا الاسم كلما قرأت له أو سمعت عنه أكثر.. فمؤلفاته وتراجمه لا يزال صداها يخصّب الذاكرة الثقافية لدى جمهور عريض بين أنحاء بلادنا وغيرها، وإن الأسلوب العلمي في البحث سمة تميّز مشروع الهادي أبو لقمة، ذلك يتجلى مثلاً في كتب صدرت بالإشتراك أو بتكوين فريق بحث، وهي عادة علمية نفتقدها في العمل وغيرها من السمات التخصصية الأخرى التي قد تغيب عنا، وخلاصة القول عن تجربة هذا الأكاديمي أنه سجّلاً ليبيّاً حافلاً بالعطاء المتواصل والرصين، وتأسيساً على هذا كانت هذه الإشراقة على تجربته من خلال هذا الحـوار.
 
س: البداية، تواريخ وأحداث..؟
 
        ولدت عام 1934ف بالزاوية، درست الإبتدائية بمدرسة الزاوية المركزية وتحصلت على الشهادة الإبتدائية عام 1947ف الدفعة الثانية بعدها تم تأسيس مدرسة الزاوية الثانوية وإلتحقنا بدراسة شهادة الثقافة العامة والتوجيهية "امتحان التوجيهية كان بطرابلس، أما امتحان شهادة الثقافة العامة كان ببنغازي، وبعد ذلك تم إيفادنا إلى جامعة القاهرة عام (1952، 1953) كنت قد تحصلت على أعلى درجة في التوجيهية وكان بوسعي أن أختار المجال الذي أريد واخترت دراسة الحقوق، وأمليت ذلك في الإستمارات قبل سفرنا إلى القاهرة، لكن المفاجأة كانت حين وصولنا إلى هناك لقد وجدت اسمي مقيّداً بكلية الآداب لملابسات لا أود أن أعيد سيرتها.. كنت قد ظلمت وكان عليّ أن لا أنصاع لهذا القدر بسهولة، لقد بدأت أطوي شوارع القاهرة مدة سبعة أشهر تقريباً حتى قبل الإمتحانات النهائية بشهر، عندها التحقت بمقاعد الدراسة واخترت قسم الجغرافيا لأني وجدته الأقرب لميولي وقد ساعدتني الجامعة عن فترة غيابي واستمرت السنوات الأربع وحصلت على الليسانس عام 1957م.
 
س: هل تذكر من الطلبة الزاويين وغيرهم ومن زملائك الليبيين ممن اختاروا قسم الجغرافيا؟
 
        الطلبة الليبيين الذين التحقوا بقسم الجغرافيا بالإضافة إلى شخصي كان المرحوم د. مختار بورو، وكان قد تولى منصب "محافظ طرابلس" بعد قيام الثورة و د. محمود الخوجة.. أما الطلبة الزاويين بصفة عامة كانوا عددا محدوداً وهم عبد الحكيم البشتي (درس حقوق) وعبد السلام رحومة (درس معهد معلمين) وجمعة الأربش (هندسة).
 
س/ هل كانت هناك امتحانات قبول من قبل الجامعة؟
 
        لا.. كانت شهائدنا معتمدة أصلاً من مصر ثم إن المقررات مصرية والأساتذة عدداً كبيراً منهم مصريين.. لكن دعني أشير أن عام (52 و53) شهد أحداث الثورة في مصر، وفي تلك السنة كنا حديثي العهد فيها، لذا فبعد إتمام دراستنا، نظرت إلينا الحكومة يومها أننا شباب يحمل فكراً قومياً وغيره وعملت على إقصائنا وذلك يتعجيل إيفادنا للدراسة بالخارج، فانتهيت إلى بريطانيا وتحديدا بجامعة درهام لإكمال دراستي بالجغرافيا كان ذلك في نفس السنة التي تخرجنا فيها (57 و58) وما حصل معي من إحباط في بداية إلتحاقي بجامعة القاهرة تحوّل إلى دافع وحافز عند دراستي العليا لأنها مرحلة جديدة واللغة أيضاً جديدة والظروف جديدة.
 
        وقد عملت جهداً خارقاً للعادة.. إن صحت العبارة..وأنهيت رسالة الماجستير خلال سنتين فقط.. كان رقماً قياسياً بين زملائي الإنجليز وحصلت على الدرجة العلمية في يوليو 1960 ف وكان زميلاي مختار بورو ومحمود الخوجة أيضاً يدرسان بنفس الجامعة، وقد سافرنا أيضاً على متن طائرة واحدة إلاّ أنهما تأخرا بعض الوقت لإتمام رسالتيهما.
 
        س: هل كان من سبقكم في دراسة الجغرافيا دراسة عليا؟
 
أعتقد إننا أول دفعة تدرس أي شيء دراسة عالية، الإشكالية فقط "مستويات تحصيلنا" فأنا أتممت "لحسن حظي" بسرعة وبالتالي بمجرد تخرجي رحبت بي الجامعة الليبية كمعيد سنة 1960 ف وبقيت لمدة سنتين (1960- 1962) أدرّس الطلبة وفي هذه الأثناء كنت على اتصال بجامعة درهام، وكانت الجامعة تقدر لي جهدي.. وبالتالي بمجرد تقدمي لدراسة الدكتوراه قُبلت.. وكما حصل في المرة الأولى حصل في الدكتوراه "فالحد الأدنى ثلاثة سنوات للدكتوراه وأن أتممتها خلال سنتين فقط.. كان ذلك يحتاج إلى إذن خاص من الجامعة في مثل هذه الحالات، كان الإجتهاد وسيلتي وناقشت في يوليو 1964ف، هذا لم يكن يسمح به إلا بإذن خاص من مجلس الجامعة.
 
س: موضوع رسالتك..؟
 
الماجستير كانت ضمن فرع الجغرافيا البشرية وتحديداً دراسة عن الشريط الساحلي ما بين طرابلس والحدود التونسية، أما الدكتوراه كانت أكثر تعمقاً حول جغرافية المدن.
س: بعد ذلك؟
        رجعت إلى الوطن وبقيت عضواً في هيئة التدريس بالجامعة الليبية ما بين عــام
1964/ 1965ف.. وبعد قيام ثورة الفاتح عُينت وكيلاً للجامعة بجزئيها ببنغازي وطرابلس.
 
س: في تلك الفترة، هل نشرت مقالات.. أبحاث مثلاً؟
 
        أجل نشرت مجموعة مقالات وأنا طالب دكتوراه باللغة الإنجليزية بالمجلة المحلية بالجامعة.
        وكنت أكتب في ركن خاص بصحيفتي الروبرتاج والزمان ببنغازي ومقالات مختلفة في صحيفة الحقيقة.. وفي سنة 1968ف قمت بأول ترجمة تحت عنوان "أخبار الحملة العسكرية على برقة" وبعدها توالى النشر، لم أتوقف أبدا عن الكتابة حتى آخر سنة 2002ف صدر لي كتاب (مصطلحات ونصوص جغرافية "يحمل رقم (22).
 
س: إسهامك بالإذاعة؟
 
نعم.. كنت أقدم برنامجاً أسبوعياً اسمه (من بلاد العالم) بثت منه تقريباً (52 -54) حلقة خلال عام 1969 ف بالإذاعة الليبية.
 
س: كيف تقدم مؤلفاتك.. أو بالأحرى ماذا تقول عنها؟
 
الكتب التي أصدرتها تنقسم إلى نوعين، إن لم تكن ثلاثة، كتب من تأليفي وكتب أخرى من ترجمتي، وكتب أخرى ترجمة بالإشتراك.. الترجمة الخاصة تنال الحظ الأوفر!!
 
        وفي هذا الخصوص أود القول أنني أعتبر الترجمة.. تعطي مردوداً أعم فائدة لأن التأليف في مجال التخصص هو مجال ضيق وقارئه ينحصر بين شريحة المختصين والطلاب، بينما الترجمة تسد فراغاً كبيراً في المكتبة الثقافية الليبية، وهذا ما حاولت أن أقوم به وأيضاً لي اهتمام بكتابة المقالة، وقد كتبت حوالي أكثر من أربعين مقالة مختلفة وإن كان أكثرها يتعلق بالجغرافيا وحاولت أن أضمّن بعضها في كتب ضمن سلسلة دراسات ليبية إذا نشرت الجزء الأول عام 1968ف والجزء الثاني من هذه السلسلة عام 1998ف وأعتقد أنني أحتاج إلى جزءين آخرين لتوثيق هذه المقالات إذا وجد الناشر.
 
س: أهم الوظائف التي أنيطت إليك..؟
 
        عملت وكيلاً للجامعة الليبية ما بين عامي (1969/ 1973) ثم شغلت منصب رئيساً لجامعة بنغازي بعد انقسامها عن طرابلس حتى سنة 1976 ف وفي تلك الأثناء كنت أعمل أيضاً رئيساً للجنة الإدارية للمدينة الجامعية ببنغازي.
 
        أيضاً اشتغلت مستشاراً للهيئة القومية للبحث العلمي لعدّة سنوات وعضواً باللجنة الإدارية لمصلحة المساحة وأمينا لمركز البحوث والدراسات العليا بجامعة السابع من إبريل وأشتغل الآن منسقاً للدراسات العليا بقسم الجغرافيا بجامعة السابع من أبريل، وكذلك رئيساً فخرياً للجمعية الجغرافية الليبية.
 
        أشرفت "كذلك" على عشرين رسالة ماجستير ورسالة دكتوراه واحدة، كما عملت بالتدريس بمعهد الدراسات العربية التابع للجامعة العربية بالقاهرة خلال سنة (1973/ 1974ف).
 
        أما الآن فأنا مشغول جداً.. جداً، ليس لدي وقت، علي عبء كبير ناجم ذلك عن النقص في الأساتذة المشرفين على الرسائل العلمية.. اللائحة تلزمني بذلك فأشرف حالياً وفي نفس الوقت على أربعة عشر رسالة علمية منها (9) رسائل ماجستير و(5) للدكتوراه.. هناك مشكلة في الوقت، ومشكلة في مصادر البحث والموارد، ومع ذلك فإننا نتحرى جيداً مستوى الأداء العلمي، وأقولها إن مستوى الرسائل العلمية بجامعة السابع من أبريل الأكثر دقة وضبطاً..
 
س: تكريـم تلقيته..؟
 
نعم، نلت جائزة الدولة التقديرية للعلوم الاجتماعية عام 1973 ف.
 
س: عضوياتك العلمية؟
 
عضو اتحاد الجغرافيين العرب.
 
س: أحداث لها وقع خاص في حياتك؟
 
ليست ثمة ظروف غيّرت من مجرى حياتي أو عكّرت صفوها إلا فيما أخبرتك سابقاً عند التحاقي بالجامعة.. لقد كنت أنعم بنوع من القبول الأبوي والرضا الكامل لما حققته من نجاح..
 
س: هوايات أو نشاطات عبر رحلتك في الحياة؟
 
زمان، كنت عضواً بفريق مدرسة الزاوية الثانوية لعبنا مثلاً مع فريق ثانوية طرابلس خلال دوريات يشرف عليها التعليم كان أمراً مثيراً، كنت منخرطاً أيضاً بفريق السلة بجامعة القاهرة، لكن الظروف العلمية لم تجعل مني أهتم بذلك بجدية أكثر!!، وأيضاً كنت عضواً بنادي الهلال.
 
س: موقفك من الحركات الشعبية والمظاهرات، وأنت طالب؟
 
كنا نشارك في جل التظاهرات التي حدثت بمدينة الزاوية، أما عام 1956 ف أما عند العدوان الثلاثي على مصر فقد تدربنا في معسكر جامعة القاهرة لفترة جيدة، وكنا ضمن القوات التي يمكن استدعائها.
س: أهم المؤتمرات التي شاركت فيها؟
 
        مؤتمرات لا حصر لها، لكن يمكن القول بأنني كنت عضوا ممثلاً للجماهيرية في لجنة الأسماء الجغرافية التابعة للأمم المتحدة وعضوا دائماً بمنظمة المدن العربية إذ كنت ممثلاً عن بلدية بنغازي في كل اللقاءات وفي كل لقاء أعد ورقة بالخصوص كما هو متعارف عليه.
 
        تنقسم كتب الدكتور الهادي أبو لقمة إلى التأليف والتحرير والترجمة التاريخية والعلمية وهذا ثبت بهذه الكتب  مع الإشارة إلى تاريخ الطبعة الأولى واسم الناشر كلما أمكن ذلك:
 
1- أخبار الحملة العسكرية الأولى: 1968 ف.
 
2- بنغازي عبر العصور (باللغة الإنجليزية): 68، 72، 1985 ف.
 
3- دراسات ليبية "الجزء الأول" 1968ف: ثلاث طبعات.
 
4- مشروع الاستيطان اليهودي في برقة: 1975 ف مكتبة قورينا.
 
5- خريطة الطرق في ليبيا: 1976 ف، الشركة العامة للنشر والتوزيع (عدة طبعات).. وهي أول خريطة للطرق في ليبيا.
 
6- من بلاد العـالم: بداية السبعينات.
 
7- مدينة طرابلس بمدخليها الغربي والشرقي: 1980ف، المنشأة الشعبية للتوزيع والإعلان.
 
8- السلفيوم الثروة المفقودة: 1985 ف، منشورات جامعة قاريونس.
 
9- الأطلس التعليمي: 1985ف، أمانة التعليـم.
 
10- تجارة الذهب وسكان المغرب الكبير: 1988ف، منشورات جامعة قاريونس.
 
11- منظمة الأوبك: 1991 ف.
 
12- أزهار من قورينا: 1992ف، منشورات جامعة قاريونس.
 
13- الانفجار السكاني: 1993 ف، منشورات جامعة 7 إبريل.
 
14- ترحـال في الصحراء: 1993 ف، منشورات جامعة قاريونس.
 
15- مدخل إلى الصحـراء: 1993 ف، منشورات جامعة قاريونس.
 
16- الجغرافيا البحرية: 1994ف، عدة طبعات (مقرر جامعـي).
 
17- الجماهيرية دراسة في الجغرافيا: 1995 ف، الدار الجماهيرية.
 
18- الأخوان بيتشي والساحل الليبي: 1996ف، منشورات جامعة قاريونس.
 
19- الساحل الليبي: 1997ف.
 
20- دراسات ليبية (الجزء الثاني): 1998 ف.
 
21- الاستيطان الإيطالي في ليبيا: التسعينات، مركز جهاد الليبيين.
 
22- مصطلحات ونصوص جغرافية: 2002ف، دار شموع الثقافة.
 
المخطوطات:
 
23- دراسات ليبية: الجزء الثالث.
24- دراسات ليبية: الجزء الرابـع.
 
_________________
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا