التسميات

الخميس، 19 سبتمبر 2013

المرافق الثقافية والترويحية في مدينة الرياض خلال مائة عام ...

المرافق الثقافية والترويحية في مدينة الرياض خلال مائة عام

Cultural and Recreational Facilities

in Riyadh over 100 Years

  
Dr. Ghazi S. Al-Abasi
Assistant Professor, Department of Architecture & building Science, College of Architecture & Planning, King Saud University

(Received June 20, 2002    Accepted July 24, 2002)

Abstract:

   This study focuses on the cultural and recreational facilities in Riyadh over the past century and follows up with their growth. During this period, Riyadh has developed from a small town with limited facilities -similar to any traditional Najdi village- to a large city that incorporates multiple recreational facilities distributed throughout the city.  However, it is very important to follow up with this vast development by classifying these facilities into five main types, and to subdivide this long period into smaller periods, where the development stages of Riyadh can be measured accordingly.  Riyadh has started its first facility with Alfotah Park in 1356h.  These facilities kept increasing in different forms until they totaled up to 2150 facilities by the end of the latest stage, which marked the centennial anniversary of the capture of Riyadh. These facilities consist of 72 educational centers, 135 cultural centers, 50 recreation centers, 1520 sport centers and 430 parks. These facilities cover an area of 51,270,000 m2, which makes 14 squared meters per person.  By comparing this data with the data from some international and national cities using computer software, it was found that Riyadh did not reach the standard of European and American cities, but it scored an average result compared to Saudi cities. Furthermore, the variety of facility types was not evenly distributed. For example, number of parks needs to be increased compared to the number of sport facilities.
   The significance of this study stems from the fact that it follows up with the growth of these facilities over one hundred years, and ties that growth with the development phases of the city. Also, the study categorizes and compares these facilities with each other and within other cities nationally and internationally. In addition, it highlights each person's share of these facilities. This study provides factual picture of the condition of these facilities in order to come up with recommendations to develop and maintain them. Moreover, this paper will provide a primary material in this field, which will be a good reference for researchers in the future.     
 
المرافق الثقافية والترويحية
في مدينة الرياض خلال مائة عام 
د. غازي بن سعيد العباسي الغامدي
أستاذ مساعد بقسم العمارة وعلوم البناء، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود

  ملخص البحث

      ركزت هذه الدراسة على المرافق الترفيهية في مدينة الرياض وتتبع نموها خلال مائة عام. وخلال هذه الفترة تطورت مدينة الرياض من مجتمع ذو مرافق ترفيهية محدودة  يشبه نمط الحياة به قرى نجد التقليدية ليحوي العديد من نماذج الترفيه التي تنتشر في أنحاء المدينة. كان لابد عند تتبع ذلك التطور الكبير ان يتم تصنيف هذه المرافق الى خمسة عناصر رئيسة و تقسيم هذه الفترة الطويلة الى فترات زمنية نستطيع من خلالها قياس مراحل نمو المدينة وبالتالي معرفة تطور المرافق الترفيهية. فلقد بدات الرياض بأول مرفق لها عام في عام 1356هـ وهي حديقة الفوطه و استمرت المرافق في الزيادة والتنوع حتى بلغ عددها في أخر هذه الحقبة الزمنية والتي احتفل فيها بالمئوية بما لا يقل عن 2150 مرفقا، حيث كان نصيب المرافق الثقافية 72 مرفقا و 135 مرفقا اجتماعيا و 50 مرفقا ترويحيا و1520 مرفقا رياضيا و430 حديقة عامه، تغطي جميعها مساحة 51270 الف متر مربع  ليكون نصيب الفرد فيها 14 مترا مربعا. وبمقارنة هذه المعلومات عن الرياض بباقي المدن العالمية والمحلية وتحليل النتائج بالحاسب الالي، وجد أنها لم تصل إلى مستوى الدول الأوربية والأمريكية، في حين أنها تقع في المستوى المتوسط بين مدن المملكة، و أن التوزيع التصنيفي لها لم يكن متعادلاً فالحدائق ما زالت بحاجة إلى زيادة نسبةً الى المرافق الرياضية التي تعد اكبر هذه المرافق.
      وتكمن أهمية هذه الدراسة في رصد النمو الذي حدث لهذه الأنشطة خلال مائة عام، وربط ذلك بمراحل نمو مدينة الرياض، وتصنيف الأنشطة الترفيهية ومقارنتها مع بعضها البعض ومع باقي مدن العالم، ومعرفة نصيب الفرد منها.  لقد أعطتنا هذه الدراسة صورة حقيقية عن وضع هذه المرافق في مدينة الرياض في محاولة لتطوير أسلوب امثل يساعد بالخروج بتوصيات تساهم بالحفاظ عليها. كما يمكن ان تكون مرجعاً توثيقياً للباحثين وطالبي الدراسات في هذا المجال.

 

  مـقدمـة:

     يميل الإنسـان في حياته غالباً إلى الراحة والاستجمام، وتتباهى المدن العصرية بمدى توفر المرافق الثقافية والترفيهية بها. حيث تعد هذه المرافق سمة من سمات المجتمعات المتقدمة التي تعكس مستوى الرخاء الذي يعيشه ذلك المجتمع. وتتنوع أسـاليب الثقافة والترويح كي تفي بالحاجات الإنسانية واختلاف البشر وتنوع أذواقهم وثقافاتهم. والمملكة العربية السعودية كباقي الدول تسعى دائماً لتوفير هذا المطلب الإنساني, ومدينة الرياض كعاصمة للمملكة يتوفر بها الكثير من ذلك، فقد شهدت  مدينه الرياض خلال قرن من الزمان (1319هـ  ـ 1419هـ) تطوراً ملموساً في كافة المجالات، وأصبحت من أهم المدن في الشـرق الأوسـط، يربو عدد سكانها على 3.5 مليون نسمه، بمعدل نمو سكاني من أعلى المعدلات على مستوى عواصم العالم، وبمساحة تزيد عن ألف كيلومتر مربع، فبعد أن كانت الرياض وحتى عام (1349هـ) عبارة عن بلدة صغيرة، محاطة بسـور من الطين لا تتجاوز مسـاحتها الكيلو متر المربع محدودة مظاهر الترويح بها، أصبحـت اليوم تضاهي بعض مدن العالم الكبرى من حيث نصيب الفرد في وسـائل الثقافـة والترويح.

  هدف الدراسة:

      تهدف هذه الورقة إلى رصد النمو الذي شهدته المرافق الثقافية والترفيهية بمدينة الرياض خلال قرن من الزمان، وربط ذلك بمراحل نمو المدينة وتطورها مع تصنيف للأنشطة الثقافية والترفيهية ومقارنة تطورها بالإضافة إلى مقارنة نصيب الفرد في مدينة الرياض مع بعض المدن السعودية والعالمية. كما تهدف الدراسة الى توفير مرجع توثيقي عن المرافق الثقافية والترفيهية بمدينة الرياض.    

  منهجية الدراسة:

      اعتمدت منهجية البحث على جمع كافة المعلومات عن المرافق الثقافية والترفيهية بالرياض وحصر الجهات التابعة لها هذه المرافق، كما تم تصنيف مراحل نمو المدينة الى خمس مراحل زمنية، روعي فيها بالدرجة الأولى ان تكون بأرقام تمثل العقد من الزمن أو مضاعفاته لكل مرحلة،كذلك محاولة ربط بداية ونهاية كل مرحلة بإحداث تاريخية معينة بمدينة الرياض، كما تم تصنيف الأنشطة الترفيهية على حسب نوع النشاط وطبيعته، وتم تحليل البيانات بالحاسب الآلي لإبراز الرسوم البيانية لهذه النتائج.    
 1 عناصر الترفيه الأساسية
      تتنوع أسـاليب الثقافة والترويح كي تفي بحاجة اختلاف أذواق الناس وثقافاتهم، زاد في ذلك التطور الهائل في كافة المجالات، إضافة الى كبر رقعة المدن وزيادة الازدحام حيث اصبح مفهوم الترويح يحوي عدداً من الأنشطة التي لا تتسع لنوع واحد فقط بل هناك العديد من الأساليب للترويح والتي يمكن ان تصنف هذه  المرافق الى عدة تقسيمات حسب طبيعة المستخدم او طبيعة المرفق او كيفية استخدام المرفق.  وقد اعتمد في هذا التصنيف الى التصنيف الأمريكي للمرافق الذي يقسم المرافق الى خمسة عناصر أسـاسـية تعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة النشاط المزاول بصرف النظر عن نوعية المستخدمين [1، ص48].  وفيما يلي وصف لكل تصنيف من الأنشطة:
  1. المرافق الثقافية:  يمثل هذا النوع من الأنشطة كافة المرافق ذات الطابع التعليمي مثل  المكتبات العامة، والمتاحف، وصالات الفنون، و المراكز الثقافية والاجتماعية، والقبة الفلكية، وأحواض عرض الأسماك والكائنات المائية، وحدائق الحيوان والنبات، والمباني التراثية والأماكن الأثرية.
  2. المرافق الاجتماعية: يمثل هذا النوع من الأنشطة كافة المرافق التي يكون بها تجمع وتجمهر عالٍ مثل قاعات الاجتماعات وقاعات العرض وقاعات إحياء حفلات الزواج وقاعات ممارسة الهــوايات والاستراحات.
  3. المرافق الترويحية: يمثل هذا النوع من الأنشطة المرافق المجهزة لإغراض الترويح  كمنتزهات الترويح التي بها العاب كهربائية للأطفال والكبار وقاعات المعارض.
  4. المرافق الرياضية: يمثل هذا النوع من الأنشطة المرافق التي يمكن من خلالها مزاولة الرياضة كميادين القولف وملاعب التنس وكرة القدم والطائرة والسلة واليد وميادين التزلج و البولنج والمسابح وكافة المرافق الرياضية الأخرى والمعسكرات.
  5. الحدائق والمنتزهات: يمثل هذا النوع كافة الحدائق سواء على المستوى الوطني، أو الإقليمي، أو الخاصة بالمدينة أو جزء منها أو على مستوى الأحياء ، وحدائق مخصصة للعب الأطفال.   
 2 مراحل نمو الأنشطة الثقافية والترفيهية
      شهدت مدينه الرياض خلال قرن من الزمان (1319 هـ  ـ 1419 هـ) تطوراً ملموساً في كافة المجالات، فبعد أن كانت تجمع سكاني بسيط لا يزيد عدد سكانها عن 27 ألف نسمة يقطنون مساحة لا تتجاوز الكيلومتر المربع في بداية هذه الحقبة الزمنية، أصبحت اليوم من أبرز المدن في الشرق الأوسط، يربو عدد سكانها على 3.5 مليون نسمه، بمساحة تزيد عن 1231كيلو متر مربع. ومدينة الرياض قد مرت بعدة مراحل نمو [2، ص 29-34] اخُتلف في طريقة عرضها وتقسيمها حسب الغرض من عملية التقسيم، وقد تم في هذه الدراسة تقسيم مراحل نمو المدينة الى خمس مراحل رئيسة، تدرجت فيها الأنشطة الثقافية والترفيهية من أساليب فردية بدائية إلى كم هائل متنوع من الأنشطة والمرافق، كما روعي في تقسيم مراحل النمو التقارب في الحقب الزمنية لكل مرحلة فيما عدا المرحلة الأولى والتي كانت اكثر من 30 عاماً، والسبب في ذلك يرجع الى كون هذه المرحلة تمثل الوضع التقليدي للقرى النجدية ويمكن ان تسمى (الوضع التقليدي)، والمرحلة الثانية والثالثة كانت كل منها 20سنة في حين ان المرحلتين الرابعة والخامسة كانت 15 سنة لكل مرحلة. ويبدو قصر المراحل مع تقدم الزمن، والسبب يعود الى القلة في المرافق الترويحية في المراحل الأولى والنمو الكبير من حيث الكم والتنوع مع تقدم هذه الحقب الزمنية للمراحل اللاحقة، و هذه المراحل الخمسة هي:
  1- المرحلة الأولى: (التقليدية)، (1319 هـ - 1350 هـ) تمثل الوضع التقليدي للقرى النجدية، تبدأ هذه المرحلة من فتح مدينة الرياض، وحتى البدء في خروج العمران الى خارج أسوار المدينة.
  2- المرحلة الثانية: (بداية النمو)، (1350 هـ –1370 هـ) تبدأ هذه المرحلة من بداية التوسع الحقيقي والخروج من طوق أسوارها، وتنتهي بهدم أسوارها وتوسع الرياض وربطها بالعالم الخارجي بطرق المواصلات الحديثة من السكة الحديد مع الميناء الشرقي الدمام وباقي مدن العالم بالمطار.
  3- المرحلة الثالثة: (الانطلاقة)، (1370 هـ – 1390 هـ) تبدأ هذه المرحلة من افتتاح المطار والسكة الحديد وانتقال الوزارات الى التوسع الكبير والتفكير في أيجاد مخطط شامل للمدينة.
  4- المرحلة الرابعة: (مرحلة التخطيط)، (1390هـ – 1405هـ) تبدأ هذه المرحلة متزامنة مع الخطط الخمسية وإيجاد مخطط دوكسيادس وتنتهي باكتمال المدينة وتوسعها الكبير والخروج عن النطاق العمراني المحدد.
  5-المرحلة الخامسة: (مرحلة التوسع)، (1405هـ – 1420هـ ) تبدا هذه المرحلة بالتوسع الهائل للمساحة والازدياد العالي لعدد السكان تزامناً مع نقل السفارات و تجهيز الحي الدبلوماسي وكذلك تشغيل مطار الملك خالد الى يومنا هذا.
  وفيما يلي تفصيل للتطورفي المرافق خلال مراحل نمو المدينة:
  2-1 المرحلة الأولى  (1319 هـ  - 1350 هـ)
      كانت الرياض وحتى عهد قريب عام (1349 هـ) عبارة عن بلدة صغيرة لا تتجاوز مساحتها الكيلو متر المربع، محاطة بسور من طين، جدد بناؤه الملك عبد العزيز بعد فتح الرياض وذلك في الخامس من شوال عام 1319 هـ /1901م  وقد أستغرق بناؤه أربعين يوماً، يصل ارتفاع السور إلى حوالي ثمانية أمتار مدعم بحصون وأبراج للحراسة وبه تسع بوابات من اشهرها بوابة الثميري وبوابة القرى في الشرق ومن الغرب بوابة المرقب وبوابة السويلم وبوابة الظهيرة ومن الجنوب ثلاث بوابات منها بوابة دخنه [3، ص ص ،11-15]، وكانت جميع مباني المدينة من الطوب الطيني وكانت طريقة البناء غير منتظمة مما أدى إلى وجود شوارع وأزقة مسقوفة ومتعرجة، (شكل 1). 
شكل (1) خريطة الرياض داخل السور توضح التكوين العمراني للمدينة.   الحصين [3]
      كانت البيوت قديما صغيره وعبارة عن طابق أو طابقين مبنية من الطين والأزقة ضيقة لا تتسع لمرور أكثر من ثلاثة أشخاص، وكانت البيئة العمرانية لمدينة الرياض آنذاك مكونه من بيوت وقصور ومساجد تـتخللها الممرات الواصلة بين البيوت والممرات الرئيسية التي توصل إلى البوابات الآنفة الذكر [5، ص، 67]. 
      يتوسط المدينة الجامع الكبير  الذي يقع في مركز المدينة وتحيط به الأسواق والحركة التجارية، (شكل 2) أما المساجد الأخرى فهي موزعة على أحياء الرياض بحيث لا يتجاوز أطول مسافة من المسجد عن البيت 150م ويصل عددها إلى إحدى عشر مسجداً   [3، ص ، 25-26]. 
 شكل (2) الساحة العامة المجاورة للمسجد الجامع.    الرياض والتاريخ [4]
      وقد كانت الحياة في مدينة الرياض قبل توسع المدينة خارج اسوارها شبيهه بحياة قرى نجد الأخرى حيث يعتمد أهلها على الزراعة و التجارة. وكان البرنامج اليومي حافلا بالعمل الشاق سواء كان في زراعة النخيل أو التجارة ضمن سوق المدينة، فكانت ساحة السوق هي مقر اللقاءات العامة والتسوق، حيث تكمن أهمية الرياض في وجود مقر الحكومة وقصر الملك.
      وكان مجتمع الرياض يتمتع بعلاقات اجتماعيه قويه وتأصيل ديني موثق ويعد المسجد هو المحور الحقيقي للمدينة بصفة عامه وهناك المساجد الصغيرة التي هي محاور فرعية لكل تجمع سكاني في أحياء الرياض.  ويعد النداء للصلوات الخمس هي المواقيت الحقيقة لبداية او نهاية الأنشطة اليومية ابتداء من بعد صلاة الفجر وحتى غروب الشمس، هذه الحياة يتخللها تجمعات وأنشطة قد تكون ثقافية أو ترفيهية وذلك بالجلوس بعد الصلاة للتحدث والتعرف عن أحوال الجيران، ويتأكد ذلك بصورة أكبر عند الجامع الكبير يوم الجمعة لكون المدينة بها منطقة مركزية تجارية واحدة مما يجعل أهل المدينة يرتبطون بهذا المركز بشكل دوري. ولما لهذه الأحياء المحيطة من خصوصية فقد ساهم ذلك بجعل نساء الحي يرتبطن بنشاط اجتماعي من نوع خاص أدى الى روابط اجتماعية وثيقة وعناية أكبر بالبيت وشؤونة إضافة الى العمل بالمزارع المحيطة بالرياض وكذلك جلب المياه من الابار. كما خلقت هذه البيئة نوعا من التآلف والتجانس  بين الجيران فنجد أزقه الحي مليئة بالأطفال الصغار يلعبون في الممرات والسـاحات الواسـعة والتي تحيط بمسجد الحي في حين تكون الساحة المركزية للمدينة ساحة عامه للتسـوق العام سواء لأهل الرياض أو التجار القادمين من خارج المدينة لعرض بضائعهم [6، ص 132].
      وكان يوجد في وسط مدينة الرياض آنذاك ساحة شعبيه كبرى تحيط بها القصور الملكية والمسجد الجامع وبعض المحلات التجارية الصغيرة. هذه الساحة بمثابة القلب النابض للمدينة حيث يتم فيها الاحتفالات العامة من عرضات وحفلات الأعياد الدينية والسلام على الحاكم والتسوق العادي (شكل 3). كان هذا هو الجانب الوحيد للترفيه العام على مستوى المدينة، فيما عدا ذلك فهو على مستوى الحي وبشكل اجتماعي ولا يتطلب توفير مكان لهذه الأنشطة، خلاف ذلك كان الخروج لبساتين النخيل المحيطة بمدينة الرياض وللشباب مزاولة هواية ركوب الخيل والتمتع بالطبيعة خارج أسوار المدينة، كذلك تمثل النزهة البرية أبرز الأنشطة الترفيهية التى مارسها سكان المدينة في تلك المرحلة.  
شكل (3)   ساحة الصفاة المركزية اثناء الاحتفالات.    الرياض والتاريخ [4]
  2-2 المرحلة الثانية  (1350هـ –1370 هـ)
      في هذه المرحلة بدأت المدينة تنمو وتمتد خارج السور وتتسع بعض الشيء حيث  أزيل معظم السور.  وقد شهدت هذه المرحلة أول عمل تخطيطي من قبل أمانة الرياض وذلك بتقسيم  منطقة منفوحة إلى قطع سكنيه صغيره (8م x8م) وشوارع لا يـتجاوز عرضها 8 أمتار كما تم وضع شبكة للطرق المعبده [7، ص 242].
      وقد أرتفع في هذه المرحلة عدد سكان الرياض من 30 ألف نسمة تقريبا في بداية هذه المرحلة إلى 83 ألف نسمة وذلك حسب تقدير مكتب تخطيط المدن [8، ص 79] بمعدل نمو سنوي مقداره 6.4% سنوياً، ويعود سبب ذلك الى زيادة الهجرة من باقي مدن المملكة الى الرياض للعمل أو ضمن برنامج توطين البادية.
      لقد تم في هذه المرحلة إرساء قواعد للترفيه والمنتزهات فكانت أول حديقة عامه تنشأ في الرياض هي حديقة الثميرى وذلك عام 1356 هـ بحي الديره  بمساحة 6600 م2،  تبع ذلك افتتاح حديقة الفوطة  عام 1365 هـ (شكل 4)، ثم حديقة الملز على مسـاحة بلغت كل منها 40.000 م2 [9، ص 17-27].
      كما ظهرت خلال المرحلة الألعاب الرياضية في المملكة عام 1365هـ وانتشرت بين الشباب.  وكان خلال هذه الفترة تأسيس نادى الشباب بالرياض عام 1367هـ مما يؤكد تطور جانب الترفيه الرياضي بين شباب الرياض آنذاك،  حيث كانت تلك الأندية تقيم في مباني صغيرة لا يتعدى حجمها الغرفتين أو الثلاث في حين كانت أماكن اللعب في الساحات الخارجية خارج النطاق العمراني للمدينة. كما كان تأسيس المعهد العربي لتدريب الشباب والقادة الرياضيين عام 1361 هـ الذي كان له دور في إحياء فكرة الرياضة والوعي الرياضي في مدينة الرياض مما ساهم فيما بعد في إنشاء الأندية الرياضية خلال هذه الفترة وما بعدها. كما شرع في نهاية هذه الفترة بتأسيس جامعه الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتأسيس كلية الشريعة والتي تؤكد على الجانب الثقافي وذلك بزيادة عدد طلبة العلم القادمين الى هذه المدينة [5، ص 281-288]. 
شكل (4) صورة حديثة لحديقة الفوطة.    الداغستاني [8]
 
2-3  المرحلة الثالثة  (1370 هـ – 1390 هـ)
      تعد هذه المرحلة هي البداية الحقيقية لنمو واتساع الرياض فلقد تم خلال هذه المرحلة وبالتحديد عام 1373هـ افتتاح السكة الحديد و مطار الرياض الذي كان يبعد عن المدينة تقريباً عشرة كيلو مترات إلى الشمال، وإنشاء الوزارات في الجزء الشمالي من المدينة على جانبي الطريق المؤدي إلى مطار الرياض (القديم). كما حدث نمو وتوسع كبير ملحوظ خارج المنطقة المركزية وأنشئت الأحياء السكنية الجديدة مثل الملز والمربع والبديعة وكانت مساحة القطعة حوالي 500م2 وعرض الشوارع 15م وذلك تسهيلا لحركة السيارات بين هذه الأحياء السكنية، وفي هذه الفترة تغير أيضا تصميم المباني السكنية فبدأ استخدام الخرسانة للبناء بدلا من الطين حيث شيدت الفلل السكنية العصرية. كانت هذه الأحياء لذوي الدخل المتوسط أو العالي في حين أن الوافدين إلى الرياض سكنوا الأحياء البسيطة مثل حي حلة القصمان وحلة الدواسر تبعا لأغلب ساكنيها، وكانت الخطة هنا في بناء قاعدة عمل ونقل الوزارات .
      وقد أرتفع عدد السكان لمدينه الرياض من 83 الف نسمه في بداية هذه المرحلة إلى 350 ألف نسمه بمعدل نمو مقداره 15% سنوياً وهذا المعدل يعتبر عالي ويزيد نسبياً عن المرحلة السابقة، مما يوضح أهميه الرياض وتنوع السكان، وبنهاية هذه المرحلة بدأ العمل على إعداد أول مخطط عام والذي أسـند الى شركة دوكسيادس وبدأ العمل فيه 1388 هـ . 
      خلال هذه المرحلة ايضاً تم تأسيس جهاز رسمي متخصص للشباب وكان تحت إشراف وزارة الداخلية وذلك عام 1372 هـ وكان تأسيس نادي الرياض الرياضي 1373 هـ، كما تم تأسيس جامعه الملك سعود عام 1377هـ والتي تحتوى على بعض المرافق الترفيهية للطلاب من سكن طلابي ومرافق رياضية كبيرة. وتابع الاستمرار في فتح الأندية الرياضية في بداية هذه الفترة حيث تم افتتاح نادى النصر عام 1375هـ كما تلاه نادي الهلال الذي أسس عام 1377 هـ حيث يؤكد وجود أربعة أنديه رياضية في هذه الفترة مما يدعم الجانب الرياضي الذي كان بمثابة الترفيه للشباب، وما لهذه الأندية فيما بعد من التوجهات الأدبية. كما تنوعت الرياضة وتكونت اتحادات لكل لعبة منها اتحاد كرة القدم و السلة والدراجات والعاب القوى. وكان لتأسيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية في عام 1384 هـ  دوراً إيجابياً في انخراط الشباب في الرياضة الأولمبية الترفيهية. كما تم إنشاء أول حديقة حيوان (شكل 5) أهداها الملك سعود إلى مدينه الرياض واختير لها مكان شرق حي الملز وكانت هذه الحيوانات خاصة بحديقة قصر الملك سعود الواقع  بحي الناصرية[5، ص 262]، [10، ص 102]. 
 شكل (5)  صورة لحديقة الحيوان بالرياض   الامانة [10]
  2-4 المرحلة الرابعة  (1390هـ – 1405هـ)  
      كانت هذه المرحلة بداية التوسع المنظم لمدينة الرياض حيث تم استلام أول مخطط عام للرياض عام 1392هـ والذي أعدته شركة دوكسيادس مع نهاية الفترة السابقة واستغرق العمل فيه أربع سنوات. كما تم أيضا إنشـاء هيئة تهتم بتخطيط الرياض سميت الهيئة العليا لتطور مدينه الرياض وذلك في 28ـ29/5/1394هـ. [11، ص 77] كما صاحب ذلك تأسيس الكثير من الأحياء الجديدة وتضاعف الدخل إلى أكثر من أربعة أضعاف مما كان عليه. و تضاعف عدد سكان الرياض خلال هذه المرحلة حتى أصبح عدد سكانها في نهاية هذه المرحلة تقريبا 1.5 مليون نسمه [8، ص 78] أي بمعدل عالٍ  14.5%  وتم في هذه الفترة الاستعانة بالكثير من الشركات الأجنبية لبناء المدينة مما دعا إلى التوسع الفكري والثقافي لدى سكان الرياض وذلك من خلال الاحتكاك بالجنسيات العاملة المختلفة.
      وتم في هذه المرحلة إنشاء الكثير من المرافق الترفيهية العامة كإقامة بعض الفنادق والحدائق العامة المنتشرة في الأحياء وإنشاء بيت للشباب وزيادة اتحادات الألعاب الرياضية وازدياد المرافق الترفيهية التابعة للجامعات. وقد بلغ عدد المرافق الترويحية بنهاية هذه المرحلة اكثر من 1550 مرفقاً والتي تمثل 73% من عدد المرافق الموجودة في مدينة الرياض اليوم، كان نصيب المرافق الثقافية وحدها 46 مرفقاً و94 مرفقاً اجتماعياً و11 مرفقاً ترويحياً و1260 مرفقاً رياضياً، في حين كان عدد الحدائق يزيد عن 150 حديقة عامة منها 110 حديقة لعب أطفال.
  2-5  المرحلة الخامسة  (1405هـ – 1420هـ ) 
      في هذه المرحلة نرى الوجه الذي أصبحت عليه الرياض الآن حيث شهدت توسعا عمرانيا كبير جدا، فلقد زاد عدد سكانها من 1.5 مليون نسمه إلى أكثر من 3.5 مليون نسمه خلال 15 سنه فقط مما يؤكد سرعة النمو الهائل في هذه المدينة والذي بلغ معدله حوالي 17.5% في هذه المرحلة، والتي يظهر فيها النمو السريع، واتسعت رقعة مدينة الرياض وأصبحت مدينة مترامية الأطراف،  ونظراً للتوسع في إنشاء الطرق داخل المدينة فقد توسعت الرياض توسعاً هائلاً (شكل 6).  
 شكل (6)  خريطة استعمالات الاراضي لمدينة الرياض.  الداغستاني [8]
  3   المرافق الترفيهية في الرياض اليوم  
      ازدهرت الرياض بمرافقها واشتهرت بكثرة أنشطتها، حيث توجد في الرياض اليوم أكثر من 2150 مرفقاً ترفيهياً، تمثل كافة المرافق الترفيهية. تغطي هذه المرافق مساحة تُقدر بحوالي 51270 ألف متر مربع  لتخدم مساحة أرضية مقدارها 1231 مليون متر مربع،  بحيث وفرت لكل ساكن في الرياض 14 متراً مربعاً من المساحات الأرضية، ومتراً مربعاً واحداً من المرافق الترفيهية المبنية، وكان نصيب المرافق الثقافية منها 72 مرفقاً و الاجتماعية 135مرفقا ً والترويحية 30مرفقاً في حين كانت المرافق الرياضية 1520مرفقاً وبلغ عدد الحدائق والمنتزهات 430مرفقاً (الشكل 7). 

 
الاجتماعية
الحدائق
الثقافية
الترويحية
الرياضية

شكل (7) حجم المرافق الترفيهية بمدينة الرياض اليوم على حسب أصنافها
   

      كما تعود ملكية المرافق بشكل عام إلى كلٍ من الأمانة و القطاع الخاص و الهيئات العامة والمؤسسات. حيث تمتلك الأمانة منها 415مرفقاً من هذه المرافق أي بنسبة 19%  من مجموع المرافق، بينما يمتلك القطاع الخاص 879 مرفقاً وذلك بنسبة 41% مرفقاً من الكل،  وذلك نتيجة العدد المرتفع لملاعب كرة القدم المؤقت والذي يبلغ 680 ملعباً . كما تمتلك بعض الهيئات العامة الأخرى 508 مرفقاً أي حوالي 24% من مجموع المرافق،  وتمتلك هيئات أخرى مثل وزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية 298 مرفقاً بنسبة 14% بينما تعود ملكية 31 مرفقاً أي بنسبة1 % فقط من المجموع إلى بعض المؤسسات العامة. و يعد المسح الشامل الذي قام به الاستشاري الهولندي (فينماب اوي ، (Finnmap OY من أهم المراجع لرصد المرافق الترفيهية بالرياض [1].  وفيما يلي عرضاً للمرافق الترفيهية في مدينة الرياض حسب تصنيفها:
  3-1 المرافق الثقافية
      يوجد في مدينة الرياض اكثر من 72 مرفقا ثقافياً أي حوالي 3% من مجموع المرافق عامة وهي في الغالب مكونة من مكتبات صغيرة ملحقة بمرافق رئيسة، و تتمثل الخصائص الأساسية لهذه المرافق  في كون أن أغلب هذه المرافق ممثلة في 38 مرفقاً عبارة عن أقسام تابعة لمجمعات رئيسة، وأن مساحة هذه المرافق تتطلب ابنية كبيرة بمعدل 0.05  متراً مربعاً لكل  ساكن، ومساحة إجمالية تحدد 0.3  متراً مربعاً لكل ساكن، كما تعود ملكية أغلبية هذه المرافق للهيئات العامة والأمانة. في حين أن المرافق المخصصة للنساء لا تتعدى أربعة مرافق ممثلة في مكتبتين وجمعيتين نسائيتين، وتعدُّ هذه المرافق نشطة إلى حد ما.
  3-2 المرافق الاجتماعية 
      يوجد في مدينة الرياض اكثر من 135 مرفقا مخصصاً للتجمعات العامة أي بنسبة 6% من مجموع المرافق أغلبها عبارة عن قاعات كبيرة ملحقة بمرافق رئيسية [1].  تتمثل هذه المرافق في ميادين السباق و قاعات للاجتماعات العامة و قاعات عرض و قاعات إحياء حفلات الزواج  وقاعات ممارسة الهوايات والاستراحات, وتتميز الخصائص الأساسية لهذه المرافق في أن أغلبها ممثلة في حوالي 66 مرفقاً عبارة عن أقسام تابعة لمجمعات رئيسة ويمكن اعتبار قاعات الاجتماعات وقاعات ممارسة الهوايات كأمثلة نموذجية لمثل هذه المرافق الفرعية. كما أنها تتطلب مساحة واسعة، أوسع من أي مرفق آخر من المرافق الترفيهية، فقد وفرت لكل فرد من سـاكني الرياض 0.08 متراً مربّعاً من مساحة المباني و 8.4 متراً مربعاً من المساحة المفتوحة، وذلك بسب المساحة الشاسعة المخصصة لسباق الهجن، كما تعود ملكية أغلبية هذه المرافق للهيئات العامة وللقطاع الخاص. الجدير بالذكر أن  هذه المرافق تشهد نشاطاً موسميا فقط.
  3-3 المرافق الترويحية
      يوجد في مدينة الرياض اكثر من 30 مرفقا ترويحياً أي بنسبة 1% من مجموع المرافق عامة [1]. وتتلخص خصائصها الأساسية في كونها عبارة عن مرافق و منتزهات خاصة قائمة بذاتها تلاقي إقبالاً كبيراً. هذه المنتزهات توفر الأجهزة والألعاب الكهربائية المخصصة للأطفال وتلقى لدى هؤلاء قبولاً كبيراً لما توفره لهم من خدمات أثناء الأمسيات والإجازات ولا يسمح عادة للوالدين بمرافقة أبنائهم إلى داخل هذه المنتزهات التي تخصص وقتاً للذكور وآخراً للإناث.  كما أن هناك بعض المرافق الترويحية  تكون ضمن المحلات التجارية التي توفر اللعب الكهربائية للأطفال، والتي ساهمت بدورها في تغطية جزءاً كبيراً من المساحة المخصصة لهذا النشاط، إلا إنها لم تدخل ضمن الرقم المذكور أعلاه وغالباً ما تكون ضمن النشاط التسويقي، ولتشعب هذا النوع من الأنشطة فانه يحتاج الى انفراد بدراسة خاصة.
  3-4 المرافق الرياضية
      إن كثرة التنوع في الرياضة ذات الطابع الترفيهي وتعدد مرافقها يجعل هذه المرافق من أكبر المجموعات، فقد بلغت جملة مرافقها اكثر من 1520 مرفقاً بنسبة 70% من إجمالي المرافق المخصصة للترفيه، حيث تمثل ملاعب كرة القدم المؤقتة أكثر المرافق توفراً وعدد 686ملعباً،  بينما يتوزع الباقي على 150 ملعباً لكرة الطائرة و 140 ملعباً لكرة المضرب و93 ملعباً دائماً لكرة القدم  و81 مسبحاً.  كما يوجد  403 منتزهاً بنسبة   19% من إجمالي المرافق، من ضمنها 219 ملعباً للأطفال. وتتلخص الخصائص الأساسية لهذه المجموعة في سيطرة ملاعب كرة القدم المؤقتة، والتي تعُد  أكثر المرافق توفراً في الرياض على هذه المجموعة ثم تأتي بعدها ملاعب كرة الطائرة والتنس وكرة السلة وملاعب كرة القدم الدائمة (شكل 8). كما تتطلب هذه المرافق مساحة شاسعة تقديرها 4 امتار مربعة لكل ساكن، في حين أنها تتطلب فقط مساحة مباني تقدر بحوالي  0.01 متراً مربعاً لكل ساكن [1]. 
 شكل (8)    استاذ الملك فهد الدولي.    رعاية الشباب [12]
  3-5 مرفق الحدائق والمنتزهات
     تغطي المنتزهات كلاً من الحدائق الوطنية والإقليمية، والحدائق الخاصة بالمدينة والحدائق الخاصة بالأحياء والحدائق المخصصة للعب الأطفال، وقد خطت مدينة الرياض خطوات شاسعة في مجال الحدائق والمنتزهات إلا إن اتساع رقعة المدينة والازدياد المطّرد في عدد سكانها جعل الحاجة ماسة إلى المزيد من زيادة الرقعة الخضراء داخل المدينة، (شكل 9). 
 شكل (9) حديقة المركز التاريخى (احدث الحدائق في مدينة الرياض)  الهئية العليا [13]
      ويتوزع في مدينة الرياض أكثر من 430 مرفقاً أي بنسبة 20% ،  مقسمة بين 211 منتزهاً، و 219 ميداناً للعب الأطفال، ويمكن وصف أهم خصائص هذه المرافق الترفيهية من منتزهات وحدائق لعب الأطفال التي تبلغ مساحتها 9270 الف متراً مربعاً، ويبلغ نصيب الساكن في الرياض بمعدل يصل إلى 2.6  متراً مربعاً من المساحات المفتوحة،  و  0.1 متراً مربعاً من مساحة البناء.  كما  تملك الأمانة 293 مرفقاً أي بنسبة 73%   من  عدد المرافق الخضراء،  بينما تملك الهيئات العامة كوزارة الإسكان والأشغال العامة 64 مرفقاً، تعود ملكية 44 منها للهيئات الخاصة [1]، [9]، [10].     
      ويمكن تصنيف الحدائق إلى 24 حديقة خاصة بالمدينة أو ببعض أجزائها و 87 حديقة خاصة بأحياء معينة، وتمتلك أمانة مدينة الرياض 75 حديقة من هذه الحدائق، وتتراوح مساحة حدائق الأحياء بين 2.5 الى 20 ألف متراً مربعاً  أي بمعدل  9 الاف متراً مربعاً لكل حديقة وتمثل من حيث العدد حديقة لكل 30 الف ساكن . أما بخصوص ملاعب الأطفال فان مساحة حدائق العاب الأطفال تتراوح  بين ألف الى 10 آلاف متراً مربعاً،  أي بمعدل 24 متراً مربعاً  للحديقة الواحدة، بحيث تخدم كل حديقة للأطفال 12 ألف ساكن، [9].
      بالإضافة لهذا المنتزه الواقع في الرياض تم تخطيط منتزهين وطنيين آخرين خارج المدينة هما منتزه الثمامة البري الذي مساحـته  195 كم2، والأخر المنتزه الوطني بالثمامة الذي مساحـته 130 كم2، ويقع كلاهما على مسافة 80 كم تقريباً إلى الشمال من مدينة الرياض.
 4  مقارنات دولية ومحلية
      الرياض في بدايات القرن الواحد والعشرون ليست فقط مدينة عمل بل إنها مدينة متكاملة بها العديد من مرافق الترفيه، فالمدينة تزدهر بالعديد من المراكز الترفيهية على شتى أنواعها من مراكز ثقافية واجتماعية وترويحية وترفيهية ورياضية سواء داخل المدينة أو في ضواحيها.  ويظهر مدى العناية التي تلقاها مدينة الرياض من القائمين عليها وتوفير غالبية المرافق الترفيهية جلياً عند مقارنة  نصيب الفرد المقيم في مدينة الرياض من هذه المرافق مع بعض المدن العالمية. إذا علمنا أن متوسط نصيب الفرد في الوقت الراهن من المساحات المخصصة للترفيه في مدينة الرياض بلغ 14 متراً مربعاً لكل  نسمه، في حين أنة في القاهرة 9 امتارمربعة لكل نسمه، وتونس 9.5 متراً مربعاً لكل نسمه، و مدينة الكويت 12.5 متراً مربعاً لكل نسمه، و روما 12 متراً مربعاً لكل نسـمه، و لندن 15 متراً مربعاً لكل نسمه، واستوكهولم 30 متراً مربعاً لكل نسمه، وفي المدن الأمريكية الكبرى تصل الى 36 متراً مربعاً لكل  نسمه، و هلسنكي 45 متراً مربعاً لكل نسمه، وهذه المقارنة تؤكد أن مدينة الرياض قد سعت في تطوير المرافق وسايرت بعض المدن العالمية [1]، [14]. هذا اذا اخُذ في الحسبان الظروف البيئية لمدينة الرياض والتي ساعدت اغلب المدن العالمية ذات التوفير العالي لمساحات الترفيه، حيث ان جزء كبير من مساحة تلك المرافق يعود لكثرة الحدائق والمنتزهات بها، (شكل 10).

 
م2/شخص

شكل (10)  نصيب الشخص في مدينة الرياض مقارنة ببعض المدن العالمية

      وعلى النطاق المحلي يعد نمو المرافق الترفيهية في مدينة الرياض في مرتبة وسطاً اذا ما قورن ببقية مدن المملكة، حيث يتوفر في مدينة جدة 15 متراً مربعاً لكل نسـمه، ومدينة الطائف 8 م2 لكل نسـمه، والمدينة المنورة 20 متراً مربعاً لكل نسـمه، [1، ص  93-97]، (شكل 11).

 
م2/شخص
شكل (11)   نصيب الشخص في مدينة الرياض مقارنة ببعض المدن السعودية
5  المعوقات والمشاكل
     يعد نمو المرافق الترفيهية في مدينة الرياض ملموسا مقارنة بالحقبة الزمنية التي تطورت بها هذه الأنشطة، كما واكب ذلك النمو في باقي المرافق الأساسية الأخرى للمدينة،  وخلال هذا النمو السريع الذي قد يصاحبه بعض المعوقات والمشاكل التي تواجه الترفيه في الرياض والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
  • الافتقار الى وحده تنظيم إدارية مركزية تعنى بالترفيه، حيث ترجع مسؤولية تنمية المرافق الترفيهية لمؤسسات عديدة، مثل أمانة مدينة الرياض، ورعاية الشباب، والحرس الوطني، والمؤسسات الحكومية الكبرى مثل الجامعات 000 الح.
  • عدم الاستفادة الكاملة من الطاقة الاستيعابية للمرافق الترفيهية، والسبب يعود غالباً الى كون اغلب هذه المرافق مخصصة لفئات معينة من المستفيدين.
  • افتقار بعض الفئات من الاستفادة من المرافق، والسبب في ذلك يعود الى طريقة تشغيل اغلب المرافق وحصرها على فئات معينه مثل رجال فقط، او نساء فقط.
  • التوزيع المكاني للمرافق الترفيهية غير مناسب لحاجة المستفيدين وكثقافاتهم، حيث ترتفع نسبة الحدائق في بعض الأحياء وتفتقر الأحياء الأخرى إلى ذلك، وهذا ينطبق على بقية أنواع الترفيه.
  • يلاحظ انخفاض معدل المرافق الثقافية والاجتماعية مقارنة بالمرافق الترفيهية الاخرى.
 6  التوجهات المستقبلية والتوصيات
      خلال فترة البناء السابقة والتي نتج عنها ذلك العدد من المرافق الترفيهية بمدينة الرياض، وللحفاظ على ذلك، وبالنظر الى المعوقات والمشاكل الأنفة الذكر يمكن تحديد توجه مستقبلي لذلك يمكن حصره في ثلاثة عناصر أساسية من إدارة، وتحسين، و بناء مرافق ترفيهية، والتي يمكن وصفها كما يلي:
  • تطوير الهيكل الإداري المشرف على القطاع الترفيهي بحيث تعود مسؤولية التخطيط والتنسيق والتنمية في مدينة الرياض الى هيئة واحدة، وهذا لا يلغي الهيئات الموجودة حالياً ولكن يتم الأشراف عليها وتوزيعها على مساحة الرياض. 
  • تحسين استخدام المرافق الراهنة من زيادة طاقتها الاستيعابية وتحسين أدائها بالتفكير بوسائل إدارية مبتكرة، بعمل برامج وتنظيم رحلات ومسابقات ومهرجانات، و إشراك القطاع الخاص في ذلك، والعمل على استخدام كافة المرافق المتوفرة على نطاق أوسع مثل المرافق التابعة للمدارس من ملاعب ومكتبات.
  • العمل على رفع معدل المرافق الثقافية والاجتماعية ونشر الوعي بدورها في المجتمع.
  • العمل على بناء مرافق ترفيهية جديدة وخاصة في الأحياء التي تفتقر لوجود بعض المرافق الترفيهية، وخاصة الحدائق العامة، والتفكير في وسائل تمويل لذلك.
  • الاهتمام بموضوع الصيانة الدورية للمرافق الترفيهية وخاصة الحدائق التى تقع في الاحياء السكنية الاقل مستوى.
  • الاهتمام فى وسائل الاعلام بالتوعية بالترفيه واهمية وكيفية الحفاظ على المناطق الترفيهية واستخدامها.
  المراجـع
[1 ] الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ، الدراسة الخاصة بالمرافق الترفيهية بمدينة الرياض، التقرير النهائي، الرياض، أغسطس 1986م .
[2 ] المعهد العربي لإنماء المدن، الرياض حضارة عريقة وحاضر زاهر، الطبعة الثالثة، الرياض، 1413 هـ.
[3 ] الحصين، محمد عبدا لرحمن، البنية العمرانية لمدينة الرياض، الرياض،  1417هـ .
[4 ] أمانة مدينة الرياض، الرياض التاريخ والتطور، الرياض، موسسة التراث، 1420 هـ .
[5 ] الكليب، فهد بن عبد العزيز، الرياض ماض تليد و حاضر مجيد، الرياض، دار الشبل للنشر، 1410 هـ .
[6 ] الوشمي، احمد بن مساعد، الرياض مدينة و سكاناً كيف كانت وكيف عاشوا، الرياض، الوكالة العامة للأعلام (نبراس) .
[7 ] Facey, William,   Riyadh The Old City,   London,  UK,  IMMEL  Publishing, 1992.
[8 ] داغستاني، عبدالمجيد إسماعيل، الرياض التطور الحضري والتخطيط، الرياض، شركة الطباعة العربية، 1406هـ .
[9 ] أمانة مدينة الرياض، دليل حدائق الرياض، الرياض، المطابع الأهلية، 1417 هـ .
[10]   أمانة مدينة الرياض، التشجير والتجميل في مدينة الرياض، الرياض، المطابع الأهلية للأوفست، 1410 هـ .
[11] المعهد العربي لإنماء المدن، الرياض مدينة المستقبل، الطبعة الأولى، الرياض .
[12] الرئاسة العامة لرعاية الشباب، استاد الملك فهد الدولي، الرياض، المطابع الأهلية، ط2.
[13] الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ، مجلة تطوير، العدد 30، الرياض، 5/1423 هـ .
[14]   المعهد العربي لإنماء المدن، الترويح في المدن العربية، الموتمر السادس لمنظمة المدن العربية، قطر، هـ  .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا