التسميات

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) ...

التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS)
Spatial analysis of archaeological sites and tourist attractions in Medina Using GIS Technology
 

د. آمال بنت يحيى عمر الشيخ


1432هـ - 2011م





قائمـة المحتويـات



م

الموضوع

الصفحة

1

الملخص

2

2

المقدمة

3

3

أهمية الدراسة ومبرراتها

3

4

أهداف الدراسة

3

5

منهجية الدراسة

3

6

منطقة الدراسة

4

7

الدراسات السابقة

5

8

أدوات الدراسة، وإجراءاتها، ومصادر البيانات

5

9

خطوات الدراسة

6

10

التوزيع الجغرافي للأماكن الأثرية والسياحية

6

11

التحليل المكاني للأماكن الأثرية والسياحية

7

12

أولًا: تحليل صلة الجوار

8

13

ثانيًا: التحليل المكاني للمركز المتوسط (الافتراضي) والمسافة المعيارية

9

14

ثالثًا: التحليل المكاني للمركز المتوسط (الفعلي) واتجاه التوزيع

9

15

رابعًا: تحليل كيرنل Kerenal لاختبار كثافة التركز

10

16

خامسًا: التحليل المكاني بحسب معيار المسافة

11

17

سادساً- التحليل المكاني بحسب معيار زاوية الانحراف عن المسجد النبوي

11

18

أثر الكثافة السكانية على التوزيع الجغرافي للمواقع الأثرية والسياحية

12

19

الخاتمة والنتائج

13

20

التوصيات

13

21

قائمة المراجع

14

قائمة الأشكال والجداول



م

الشكل أو الجدول

الصفحة

1

منطقة الدراسة

4

2

جدول: الموقع الجغرافي للأماكن الأثرية والسياحية حسب اتجاه توزيعها من المسجد النبوي

6 - 7

3

نمط التوزيع الجغرافي للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

8

4

المركز المتوسط والمسافة المعيارية للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

9

5

المركز المتوسط واتجاه الانتشار للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

10

6

تحليل كيرنل لكثافة التركز للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

10

7

تمثيل للقيم السالبة والموجبة لزوايا الانحراف عن المسجد النبوي الشريف

12

8

الكثافة السكانية في المدينة المنورة (البلديات الفرعية)

12


التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS)

الملخص:
تسعى هذه الدراسة إلى تطبيق منهجية التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS)، عن طريق أدوات التحليل المكاني المتوفرة داخل بيئة برمجيات نظم المعلومات الجغرافية ArcGIS Spatial Analyst، التي تتميز بقدرتها على تحليل البيانات المكانية المرتبطة بقاعدة بيانات وصفية؛ من أجل التعرف على خصائص المكان، من خلال دراسة العلاقات المكانية للظاهرة الجغرافية، ومعرفة نمط التوزيع الجغرافي للمعالم الجغرافية، وانتشارها على سطح الأرض.
وقد اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي في معالجة البيانات الرقمية، من خلال الاستعانة ببعض الأساليب الإحصائية، والتمثيل البياني، والكارتوغرافي؛ من أجل إبراز الخصائص المكانية للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة. وخلصت الدراسة إلى وجود تباين واضح في التوزيع الجغرافي للمواقع السياحية والأثرية؛ إذ تركزت معظم المواقع في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، بنسبة بلغت 39.442 %. بينما بلغ تركزها في الجهة الشمالية الغربية للمسجد النبوي الشريف، بنسبة بلغت 32.786 % من مجمل عددها. كما أظهرت الدراسة أن نمط توزيع هذه المواقع هو نمط متجمع، أو متكتل؛ إذ يقع نحو 47% من هذه المواقع ضمن أربعة كيلو مترات من المسجد النبوي، ونحو 62% من هذه المواقع تقع ضمن نصف كيلو من الطرق الرئيسة.
الكلمات الدالة:
تحليل مكاني؛ جغرافية السياحة؛ نظم معلومات جغرافية؛ المدينة المنورة؛ السياحة الدينية.

المقدمـة:
المدينة المنورة هي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثواه، وهي المدينة التي أحبها الرسول وأحبته؛ حتى أنه بنا عليها مسجده الشريف. فهي المدينة التي ناصرته، وخاضت معه الغزوات والمعارك التاريخية الفاصلة، التي كان لها أثرها في انتصار الإسلام، وانتشاره في أصقاع المعمورة، وهي –كذلك- مدينة الصحابة، والأنصار، والمهاجرين. وقد تفاوتت أهمية المدينة المنورة من حقبة تاريخية لأخرى، فمن محطة تجارية قبل الإسلام، إلى عاصمة الدولة الإسلامية في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، وأيضًا خلال عهد الخلفاء الراشدين(مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة: الشبكة الدولية للمعلومات).
وتتميز المدينة المنورة بالكثير من المواقع التاريخية والسياحية والأثرية؛ كالمساجد، والقلاع، ومواقع الغزوات والمعارك، والحدائق والمتنزهات. كما ارتبطت الخصائص المكانية لهذه المواقع ارتباطًا وثيقًا مع البعد التاريخي والجغرافي للمسجد النبوي الشريف. ونظرًا للتوسعات المتعاقبة للمسجد النبوي الشريف، والنمو البشري المطرد للسكان، والحركة المستمرة للزوار من حجاج ومعتمرين على مدار العام، والأهمية البالغة لهذه المواقع من الناحية التاريخية والجغرافية والسياحية؛ كان من الضروري إلقاء الضوء على الخصائص المكانية لهده المواقع، بالدراسة والتحليل، والعرض والاستنتاج.
وتعد نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information System (GIS)؛ تقنية حديثة نسبيًّا، تساعد الباحث الجغرافي -وغيره- في الكشف عن أنماط التوزيع الجغرافي، لمواقع الظواهر على سطح الأرض. كما تساعد هذه التقنية على جمع البيانات، وتخزينها، وتحليلها، وإخراجها، بطريقة تمكنه من تفسير، وتعليل ارتباط المتغيرات، بصورة لم تكن متاحة من قبل. وأهم ميزة لهذه النظم هي القدرة على ربط المعلومات المختلفة، وتوظيفها في تقديم الحلول للمشكلات المطروحة على أساس توفير العديد من البدائل التي يختار منها ما يناسب الباحث وأغراض الدراسة(الصالح والسرياني: 2000م).
أهمية الدراسة ومبرراتها:
ترتبط أهمية هذه الدراسة بعدة مناحي، لعل من أبرزها: توضيح أهمية تطبيق منهجية التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، وذلك باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية GIS. كما تنبع أهميتها أيضًا من كونها تسلط الضوء على الخصائص المكانية لأهم المواقع الدينية والتاريخية والسياحية في المدينة المنورة؛ لما تمثله هذه الموقع من أهمية بالغة، ومكانة رفيعة في نفوس المسلمين عامة، وسكان المدينة خاصة.
أهداف الدراسة:
  1. إظهار القدرات الكامنة في تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) في تطبيق منهجية التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، من خلال استخدام أدوات التحليل المكاني Spatial Analyst.
  2. التعرف على نمط التوزيع الجغرافي Spatial Distribution للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة.
  3. الكشف عن مدى العلاقة المكانية بين المسجد النبوي الشريف والأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة.
  4. الكشف عن مدى العلاقة المكانية بين الطرق الرئيسة، والأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة.
منهجية الدراسة:
استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي للبيانات الرقمية، المستند على الأساليب الكمية التحليلية والإحصائية، والتمثيل البياني، والكارتوغرافي؛ لإبراز الخصائص المكانية للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة.

منطقة الدراسة:
تقع المدينة المنورة في الجزء الغربي من المملكة العربية السعودية، على بعد (150كم) شرق البحر الأحمر، وتبعد عن مكة المكرمة بنحو (550كم) تقريبًا، وعن العاصمة –الرياض- بنحو (900كم) تقريبًا. ويبلغ متوسط ارتفاعها عن مستوى سطح البحر نحو (620م)، وتبلغ مساحتها حوالي (50كم²)، كما هو موضح في الشكل رقم (1). كما تقع بين دائرتي عرض 24º 20´ 21"، و 24º 35´ 11". وخطي طول 39º 25´ 09" و 39º 46´ 58".
الشكل رقم (1) منطقة الدراسة

المصدر: الباحثة بواسطة خريطة المملكة مقياس رسم 1/7.000.000؛ (الفارسي: 2001م).
وتحيط بالمدينة المنورة كثير من الحرات؛ فمن الجهة الشرقية (حرة واقم)، ومن الجهة الجنوبية (حرة شوران)، ومن الجهة الغربية (حرة الوبرة). كما يوجد بأطرافها عدد من الجبال، أهمها: جبل أحد، وجبل جمة، وجبل عير. فصلًا عن الوديان، التي من أهمها: وادي العقيق، وادي قناة (العاقول)، ووادي بطحان.
أما بخصوص مناخ المدينة؛ فهو مناخ جاف بصورة عامة، يتميز بدرجات حرارة عالية، تتراوح ما بين (30- 45) درجة مئوية في الصيف، وما بين (10- 25) درجة مئوية في الشتاء، ويقدر متوسط المعدل السنوي لسقوط الأمطار عليها حوالي 94,3 مم، ونادرًا ما تسقط الأمطار في فصل الصيف. أما الرطوبة؛ فهي منخفضة في معظم أوقات السنة، ومتوسط معدلها (22%)، وترتفع في فترات سقوط الأمطار إلى (35%)، وتنخفض في فصل الصيف لتصل إلى حوالي (14%). وتهب على المدينة عادة رياح جنوبية غربية، وهي في الغالب حارة جافة، وتعد رياحًا هادئة(الشبكة الدولية للمعلومات).
ويتصل بالمدينة المنورة عدد من الطرق الرئيسة، إضافة إلى الطرق الداخلية، لعل من أهمها:
  1. طريق مكة المكرمة - المدينة المنورة السريع (420كم)، ويتصل بطريق جدة - مكة المكرمة السريع، ويتكون من ستة مسارات، مع جزيرة وسطية بعرض (20) مترًا، ويضم (27) تقاطعًا علويًّا لخدمة عدد كبير من القرى.
  2. طريق المدينة المنورة - بدر - جدة (400كم)، ويمتد في اتجاه الجنوب الغربي، ويؤدي أيضًا إلى مدينة ينبع، الواقعة على الساحل الغربي للملكة.
  3. طريق المدينة المنورة - الرياض (1000كم)، ويمر بمنطقة القصيم في الشمال الأوسط.
  4. طريق المدينة المنورة - تبوك (1000كم) ويمتد في اتجاه الشمال، حيث يتصل بالطريق المؤدي إلى الأردن وسوريا.
وأثناء إنشاء شبكة الطرق الرئيسة داخل المدينة المنورة؛ تم مراعاة تيسير الاتصال بين أحيائها، دون الحاجة إلى المرور من وسطها؛ منعًا للاختناقات المرورية في قلب المدينة، حيث منطقة المسجد النبوي الشريف. كما أنشئت ثلاثة طرق دائرية حول المدينة، للغرض نفسه، أسوة بما أتبع في بعض المدن الأخرى ذات الكثافة المرورية العالية، بحيث يمكن العبور من وإلى المدينة المنورة في مختلف الاتجاهات دون المرور بداخلها. أما بخصوص موانئ المدينة؛ فيبعد مينائها البري -مطار المدينة المنورة- أثني عشر كيلو مترًا إلى الشمال الشرقي منها، أما أقرب الموانئ البحرية إليها؛ فهو ميناء ينبع، الذي يقع على مسافة (250كم)(الفارسي؛ وأطلس المدن والمناطق: 2005م).
الدراسات السابقة:
تفتقر المدينة المنورة من الدراسات العلمية التي تتعلق بتطبيق منهجية التحليل المكاني، باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية، غير أن هناك دراسات استأنست بها الباحثة، تتناسب والبعد التقني لهذه الدراسة، ومن أهمها:
1- دراسة (الكتبي: 1994م)، والتي جاءت تحت عنوان: (التحليل المكاني لحوادث الحرائق بمدينة مكة المكرمة)؛ وقد هدفت إلى معرفة نمط التوزيع الجغرافي لحوادث الحريق في مكة المكرمة، والتحليل المكاني لها حسب أحياء المدينة، كما تناولت التحليل المكاني لمراكز الدفاع المدني في المدينة. وخلصت إلى أن التوزيع الجغرافي لمراكز الدفاع المدني يفتقر إلى المنهج السليم، والقواعد العلمية الصحيحة، وخاصة في الأحياء القديمة، كما وجدت أن معظم حوادث الحريق تركزت في منطقة الشقق السكنية.
2- دراسة (الحربي: 1425هـ)، وجاءت بعنوان: (السياحة في المدينة المنورة؛ دراسة في الجغرافية السياحة)؛ وقد هدفت إلى تحديد الملامح والسمات للنشاط السياحي في المدينة، من خلال دراسة أبرز محاور النشاط المتمثل في السياحة الدينية والتاريخية، والخدمات السياحية الوافدة، وخصائص الزوار، وتحليلها. وتوصلت إلى أن دراسة الوظيفية الدينية للمدينة أسهمت بشكل كبير في تحديد نمط النشاط السياحي فيها. وأن الحركة السياحية الداخلية الوافدة إلى المدينة سجلت خلال العقدين الماضيين تطورًا بسيطًا في أعداد الزوار، في حين أن الحركة السياحية الخارجية الوافدة إلى المدينة ذاتها سجلت خلال الفترة نفسها ارتفاعًا كبيرًا في عدد الزوار.
3- دراسة (حسن: 2006 م)، وهي بعنوان: (التحليل المكاني للخدمات الصحية في الجمهورية اليمنية)؛ وقد هدفت إلى الكشف عن مدى تباين أحجام مكونات الخدمات الصحية في الجمهورية اليمنية، ومدى إمكانية ترتيبها قطاعيًّا ومكانيًّا. كما سعت إلى تقديم صورة تحليلية لواقع الخدمات الصحية في الجمهورية اليمنية، معتمدة على عدد من الأساليب التحليلية الهادفة إلى تطوير أساليب المعالجة الجغرافية للظواهر التي تدرسها. وخلصت الدراسة إلى وجود تباين في أحجام مكونات الخدمات الصحية باختلاف الوحدات الإدارية، وتباين ترتيب هذه المكونات على مستوى الجمهورية اليمنية؛ تبعًا لأحجامها.
أدوات الدراسة، وإجراءاتها، ومصادر بياناتها:
تم جمع البيانات الخاصة بالدراسة من خلال المصادر التالية:
  1. خرائط طبوغرافية (عدد2)، شمال وجنوب المدينة المنورة، بمقياس رسم 1/50.000، والتي تمت بواسطة وزارة البترول والثروة المعدنية: 1981م.
  2. خريطة المواصلات للمملكة العربية السعودية، مقياس رسم 1/3.000.000، والتي تمت من قبل الإدارة العامة للمساحة العسكرية: 1424هـ.
  3. أطلس المدن والمناطق بالمملكة العربية السعودية، (الفارسي: 2001م).
  4. خرائط سياحية للمدينة المنورة بمقياس رسم 1/45.000؛ ومقياس رسم 1/ 20.000.
  5. صورة القمر الصناعي (Landsat7-ETM) للمدينة المنورة، والتي تم التقاطها عام 2000م.
  6. صورة القمر الصناعي أيكونوس (عدد4) للمدينة المنورة، والتي تم التقاطها عام 2006م.
  7. مخططات أمانة المدينة المنورة، والتي تم إعدادها عام 1424هـ.
  8. جهاز تحديد المواقع GPS لرصد إحداثيات المواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة.
خطوات الدراسة:
يمكن تلخيص الخطوات التي تمت الدراسة من خلالها في النقاط التالية:
  1. جمع البيانات من مصادرها المختلفة، مثل: خرائط، وجداول، ومخططات، ومرئيات فضائية، وبيانات نصية، وبيانات حقلية.
  2. معالجة البيانات عن طريق تحويلها إلى بيانات رقمية (Digital)؛ بحيث يمكن التعامل معها وتصنيفها، وتشكيلها، وترميزها، وتحليلها، وأرشفتها، وتخزينها.
  3. عمل (Mosaicing) لصور القمر الصناعي (Ikonos) عدد (4)، ذات الدقة المكانية (1م).
  4. عمل اقتطاع (Subset) لمنطقة الدراسة على صورة القمر الصناعي لاندسات الأمريكي، ذات الدقة المكانية (30 م).
  5. إسقاط المواقع الأثرية والسياحية على خريطة المدينة المنورة، وصور الأقمار الصناعية.
  6. بناء قاعدة بيانات جغرافية خاصة بالمواقع الأثرية والسياحية.
  7. تطبيق منهجية التحليل المكاني للمواقع الأثرية والسياحية، من خلال إجراء الاختبارات الكارتوغرافية المناسبة.
  8. عرض النتائج وتحليلها وتفسيرها.
التوزيع الجغرافي للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة:
من خلال مراجعة بعض المراجع المتعلقة بتاريخ المدينة المنورة؛ أمكن حصر معظم الأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، والتي بلغ عددها (61) موقعًا، كما تم رصد هذه المواقع ميدانيًا بواسطة جهاز تحديد المواقع Global Positioning System(GPS)، ثم تصنيف مواقعها الجغرافية بالنسبة للمسجد النبوي الشريف، حسب الاتجاهات الأربعة للمسجد، وهي: الجهة الشمالية الغربية للمسجد النبوي الشريف (ش – غ)، والجهة الجنوبية الشرقية (ج – ش)، والجهة الشمالية الشرقية (ش – ش)، والجهة الجنوبية الغربية (ج – غ)، كما هو موضح في الجدول رقم(1).
جدول رقم (1) الموقع الجغرافي للأماكن الأثرية والسياحية حسب اتجاه توزيعها من المسجد النبوي

م

اسم الموقع

الموقع

م

اسم الموقع

الموقع

1

مقبرة البقيع

ج - ش

32

مسجد قباء

ج - ش

2

مسجد السجدة

ج - غ

33

جبل أحد

ش - ش

3

شهداء أحد

ش - ش

34

مسجد بني دينار

ج - غ

4

مسجد القبلتين

ش - غ

35

وادي العقيق

ش - غ

5

مسجد بني ظفر

ج - ش

36

مسجد غرس

ج - ش

6

سد عاصم

ج - غ

37

حديقة الوادي

ش - غ

7

مسجد الفتح

ش - ش

38

بئر السقيا

ج - غ

8

مسجد الغمامة

ج - غ

39

مسجد أبو بكر الصديق

ج - غ

9

قلعة أحد (خشم الذيب)

ش - غ

40

حديقة النخيل

ش - غ

10

مسجد الجمعة

ج - ش

41

مسجد عمر بن الخطاب

ج - غ

11

مسجد سيد الشهداء

ش - ش

42

الجامعة الإسلامية

ش - غ

12

محطة سكة الحديد

ج - غ

43

حديقة البيداء

ج - غ

13

قلعة العيون

ش - غ

44

مسجد الفضيخ

ج - ش

14

حديقة الهجرة

ج - غ

45

مكتبة الملك عبدالعزيز

ش - غ

15

بئر العهن

ج - ش

46

مسجد أبي ذر الغفاري

ش - ش

16

قصر سعيد بن العاص

ش - غ

47

مسجد العنبرية

ج - غ

17

مسجد الشيخين

ش - غ

48

بئر بضاعة

ش - غ

18

قلعة عروة

ج - غ

49

بئر زمزم

ج - غ

19

مسجد المستراح

ش - غ

50

المكتبة العامة

ج - ش

20

مسجد الميقات

ج - غ

51

بئر رومة (عثمان)

ش - غ

21

مسجد الإجابة

ش - ش

52

أببار علي

ج - غ

22

قصر عروة بن الزبير

ج - غ

53

حديقة السرور

ش - ش

23

قلعة (عمود) اللاسلكي

ش - غ

54

جبل قريظة

ج - ش

24

جبل عير

ج - غ

55

المساجد السبعة

ش - غ

25

مسجد الراية

ش - غ

56

سد وادي رانوناء

ج - غ

26

مسجد علي بن أبي طالب

ج - غ

57

سقيفة بني ساعدة

ش - غ

27

سكة الحديد (الجسر)

ش - غ

58

بئر غرس

ج - ش

28

المنتزه العام

ج - غ

59

سوق التمور

ج - غ

29

جبل سلع

ش - غ

60

برج عروة

ج - غ

30

حديقة الوادي

ج - غ

61

مسجد السقيا

ج – غ

31

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف

ش - غ



المصدر: الباحثة بواسطة نظام تحديد المواقع (GPS).
ويعتبر الكشف عن وجود نمط معين من التوزيع (Pattern)، هو ما يهم الجغرافي في دراسته للتوزيع المكاني للظواهر؛ حيث تتخذ أنماط التوزيع أشكالًا عديدة، منها: المتجمع، والمشتت، والعشوائي. وإذا تم تحديد نمط معين لانتشار هذه الظواهر؛ يبدأ الباحث الجغرافي بالبحث عن تفسير هذا النمط، والكشف عن مسبباته، والمتغيرات التي أدت إلى تكوينه. أما إذا دلت الاختبارات الكارتوغرافية على أن نمط التوزيع هو نمط عشوائي؛ فإن عوامل الصدفة هي التي تكون قد لعبت دورًا في تشكيله(مجلة جامعة أم القرى للعلوم الاجتماعية: 1430هـ).
ويظهر لنا الجدول رقم (1) أن أكبر عدد من المواقع الأثرية والسياحية التي تم رصدها، تقع في الجهة الجنوبية الغربية (ج- غ) للمسجد النبوي الشريف؛ إذ قد بلغ عددها (24) موقعًا، في حين كان أقل عدد تم رصده في الجهة الشمالية الشرقية (ش- ش) للمسجد، إذ بلغ (7) مواقع فقط. أما في الجهة الشمالية الغربية (ش- غ) للمسجد؛ فقد تم رصد (20) موقعًا، وفي الجهة الجنوبية الشرقية (ج- ش)؛ تم رصد (10) مواقع.
وقد تفاوت توزيع هذه المواقع على بلديات المدينة المنورة؛ فجاءت بلديات قباء، والعقيق، في المرتبة الأولى، إذ بلغ عدد المواقع في كل منهما (14) موقعًا، أي نحو (22.95%) من إجمالي عدد المواقع لكل منهما. وجاءت بلديات الحرم، وأحد، بعدها على التوالي؛ إذ بلغ عدد المواقع في كل منها (10) مواقع، بنسبة وصلت إلى (16.393%) لكل منهما. أما بلدية العيون؛ فقد شملت (7) مواقع، بنسبة (11.475%)، ثم بلدية العوالي، التي ضمت (5) مواقع، بنسبة (8.196%)، وأخيرًا جاءت بلدية البيداء في المرتبة الأخيرة.
التحليل المكاني للاماكن الأثرية والسياحية:
تتيح تقنية نظم المعلومات الجغرافية إجراء العديد من العمليات التحليلية، سواء المكانية أو الإحصائية، التي يتطلب انجازها وقتًا طويلًا. ويأتي في مقدمتها عمليات النمذجة الرياضية المكانية المعقدة، في شتى أنواع الموضوعات الجغرافية، الطبيعية والبشرية، ومجالات البيئة، والمطابقة Overlaying، والتقييم المشروط للمواقع، وبناء السيناريوهات المستقبلية، وإنشاء النطاقات والممرات Buffers and Corridors حول الظواهر، ووضع نماذج اختيار أفضل المواقع Site Suitability Models، وتحليل التجاور Proximity Analysis، والقياس المكاني Spatial Measurement، والتقريب المكاني Spatial Interpolation، إلى غير ذلك. الأمر الذي يفتح كثيرًا من الآفاق أمام المخططين والباحثين في مختلف المجالات التنموية(الرحيلي: 1427هـ). وذلك من خلال استخدام ملحق التحليل المكاني Spatial Analyst في برنامج ArcGIS(9.2) (ArcInfo)).
وقد تم تطبيق الاختبارات الكارتوغرافية، من أجل الكشف عن نمط توزيع المواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، أهم هذه الاختبارات:
أولًا: تحليل صلة الجوار Nearest Neighbor Analysis:
يعد معامل صلة الجوار واحدًا من المعايير القليلة التي تعتمد على معيار كمي مستمر (Continuous) في تحليل النقاط وتوزيعها، يبدأ بنقطة التطرف الأولى في سلم المعيار (صفر)، وفيها تتجمع جميع نقاط التوزيع في مكان واحد، مارًا بجميع النقاط، حتى نقطة التطرف الأخيرة (2.15)؛ للدلالة على انتظام التوزيع. بينما القيمة الوسطى (1) تعني عشوائية التوزيع، ولا تخرج التوزيعات المكانية عن أحد من الأنماط التالية:
1.   توزيع منتظم (Uniform Distribution)؛ وفيه يتضح أن المسافة بين أي نقطة في التوزيع وأقرب نقطة أخرى، يكاد يكون متساويًا في كل المساحة، ويدل هذا التوزيع في أفضل وأعلى مستوياته على أن كمال الانتشار وانتظامه مع كل النقاط.
2.   توزيع عشوائي (Random Distribution)؛ وهو نمط ليس له توزيع محدد، ويجمع بين خصائص النوعين السابقين في آن واحد، وبمعنى آخر: نجد فيه نزعة مجموعة من النقاط نحو التشتت والانتشار، بينما نجد البقية تميل نحو الانتظام.
3.   توزيع عنقودي (متجمع) (Clustered Distribution)؛ وفيه تتقارب المسافات بين مجموعة كبيرة من النقاط، وتتجمع في مساحة صغيرة، بينما القلة المتبقية (إن وجدت) تنتشر في مساحة واسعة، فضلًا عن بعد المسافات بينها(مجلة أم القرى للعلوم الاجتماعية: مرجع سابق).
وقد تبين من خلال تطبيق تحليل معامل صلة الجوار على المواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، أن نمط التوزيع الجغرافي للمواقع هو توزيع عنقودي (متجمع) (Clustered Distribution)، يتجه إلى التوزيع العشوائي (Random Distribution)، كما هو واضح في الشكل رقم (2).
الشكل رقم (2) نمط التوزيع الجغرافي للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

المصدر: الباحثة بواسطة برنامج: ArcGIS(9.2) (ArcInfo))
ويشير الشكل رقم (2) إلى أن ناتج قسمة الوسط المحسوب Observed Mean للمواقع على الوسط المتوقع Expected Mean، كان 0.84، وهو رقم قريب من الواحد الصحيح، الأمر الذي يشير إلى تكتل معقول، غير أنه ليس كبير عن التوزيع العشوائي. وبالنظر إلى خريطة توزيع المواقع على اللاندسكيب؛ نجدها تتكتل بالقرب من المسجد النبوي.
ثانيًا: التحليل المكاني للمركز المتوسط (الافتراضي) والمسافة المعيارية
تعد هذه الوظيفية إحدى وظائف النزعة المركزية الهادفة للكشف عن الأنماط النقطية، بغرض إيجاد المركز المتوسط الذي يمثل مركز الثقل للتوزيع المكاني للنقاط. ويقيس اختبار المسافة المعيارية شكل انتشار المواقع حول مركزها المتوسط. أما المسافة المعيارية؛ فهي وصف مختزل لشكل انتشار النقاط حول مركزها المتوسط. ومن خلال استخدام ملحق التحليل المكاني في برمجية نظم المعلومات المكانية؛ تم استخراج المركز المتوسط، وتحديد المسافة المعيارية، للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، كما هو مبين في الشكل رقم(3).
الشكل رقم (3) المركز المتوسط والمسافة المعيارية للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

المصدر: الباحثة بواسطة برنامج: ArcGIS(9.2) (ArcInfo))
تمثل النقطة الحمراء -في الشكل السابق- المركز الجغرافي المتوسط (مركز الثقل للتوزيع) لجميع النقاط التي تمثل المواقع الأثرية والسياحية، وهي تقع على مسافة أفقية قدرها (1348) مترًا من المسجد النبوي الشريف، في الجهة الجنوبية الغربية منه، وتقع هذه النقطة بالتحديد في حي (السقيا) ضمن بلدية (العقيق). أما الدائرة ذات اللون البرتقالي؛ فتمثل المسافة المعيارية، التي تمثل انحرافًا معياريًّا واحدًا عن الموقع الوسط لكل المواقع الأثرية والسياحية في المدينة، وسيلغ نصف قطرها (4377) مترًا عن المركز المتوسط، بينما النموذج الأساس تحتوي هذه الدائرة على 68.26% من مجموع النقاط. غير أن الواقع أشار إلى أن دائرة المسافة المعيارية احتوت على (44) موقعًا، بنسبة (72.13%) من إجمالي عدد المواقع. مما يشير إلى أن نمط التوزيع الجغرافي للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة هو نمط متكتل أو متجمع، وأنه كلما ارتفعت هذه النسبة كلما اتجه التوزيع إلى التكتل أو التجمع، في حين يشير انخفاض النسبة إلى انتشارها العشوائي.
ثالثًا: التحليل المكاني للمركز المتوسط (الفعلي) واتجاه التوزيع:
يمثل المركز المتوسط الفعلي للمواقع الأثرية والسياحية، الموقع الأكثر توسطًا بين هذه المواقع، ويتم استخراج هذا الموقع من خلال حساب المتوسط الحسابي للمسافة بين كل هذه المواقع. وقد كان هذا الموقع –ذات اللون الأصفر على الشكل السابق- في حي (المناحه) الواقع ضمن بلدية (الحرم)، على بعد نحو (504) مترًا من المسجد النبوي الشريف، في الجهة الجنوبية الغربية. ويبعد الموقع المتوسط الفعلي، عن المركز المتوسط الافتراضي الممثل على الخريطة باللون الأسود نحو (867) مترًا، كما هو واضح في الشكل رقم (4).

الشكل رقم (4) المركز المتوسط واتجاه الانتشار للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

المصدر: الباحثة بواسطة برنامج: ArcGIS(9.2) (ArcInfo))
الأمر الذي يعني تكتل معظم المواقع بالقرب من المسجد النبوي، خاصة وأن المركز المتوسط الفعلي يأخذ بعين الاعتبار المواقع الفعلية لكل المراكز الأثرية والسياحية، في حين يأخذ المركز المتوسط الافتراضي المساحة الكلية للمدينة المنورة، ويمثل الشكل البيضاوي على الخريطة، اتجاه انتشار المواقع على المساحة الكلية للمدينة المنورة. وهو إذ يتخذ من الموقع المتوسط الفعلي، الذي يبعد عن المسجد النبوي نحو نصف كيلو؛ يشير إلى اتجاه شمالي شرقي، بمعنى: أن معظم المواقع تتركز في الجهة الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية للمسجد النبوي.
رابعًا: تحليل كيرنل Kerenal لاختبار كثافة التركز:
يقوم هذا الاختبار الإحصائي الكارتوغرافي، بحساب كثافة النقاط حول نقطة المركز، ويظهر على شكل خلايا متصلة بشكل الكثافة التي تظهر عليها المواقع الأثرية والسياحية، ومدى ارتباطها بالمسجد النبوي. وقد أظهر تحليل (كيرنل) أن أعلى قيمة لكثافة التركز للمواقع تكون عند نقطة التمركز (الثقل)، أي بجوار المسجد النبوي الشريف، من الجهة الغربية الجنوبية ضمن نطاق بلديات الحرم والعقيق، وبالتحديد في أحياء النقا، وبضاعة، والمناخة، والسقيا، والمغيسلة. وتتناقص هذه القيمة بالابتعاد عن نقطة المركز المتوسط الفعلي (مركز الثقل)، كما هو مبين في الشكل رقم (5). ويعكس اتصال خلايا الكثافات القرب الجغرافي لهذه المواقع، ويدل اللون الأحمر على كثافة تركز عالية جدًا، بينما يدل اللون الأصفر على كثافة تركز عالية.
الشكل رقم (5) تحليل كيرنل لكثافة التركز للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة

المصدر: الباحثة بواسطة برنامج: ArcGIS(9.2) (ArcInfo))
خامسًا: التحليل المكاني بحسب معيار المسافة:
يعد المسجد النبوي الشريف قلب المدينة المنورة النابض، لذلك شيدت في جواره ومن حوله أضخم الفنادق، والأسواق التجارية، والمطاعم، ومكاتب السياحة والسفر؛ خدمة لزوار المدينة من حجاج ومعتمرين. ومع هذا التطور العمراني الهائل في شتى أنحاء المدينة المنورة، بقي المسجد النبوي الشريف محور كافة النشاطات المختلفة سواء الاقتصادية، أو السياحية، أو الدينية، ومركزها.
وبناءً عليه فأن أهم معيار لكافة النشاطات البشرية، هو معيار المسافة عن المسجد النبوي الشريف، والطرق الرئيسة. لذلك تم تسليط الضوء على معيار المسافة عن المسجد النبوي الشريف، بالإضافة إلى معيار المسافة عن الطرق الرئيسة الهامة في المدينة المنورة، مثل: الطريق الدائري الأول/ طريق الأمير فيصل، والطريق الدائري الثاني/ طريق الأمير عبدالله، والطريق الدائري الثالث/ طريق الملك خالد، وطريق الملك عبد العزيز، وطريق السلام، وطريق قباء، وطريق عثمان بن عفان.
أ- التحليل المكاني حسب معيار البعد عن المسجد النبوي الشريف:
يعتبر قياس المسافة التي تقع عليها المواقع الأثرية والسياحية في المدينة عن المسجد، مقياسًا في غاية الأهمية، لكون المسجد النبوي أهم معلم ديني وثقافي وتاريخي في المدينة. ومن أجل الكشف عن هذا الارتباط، تم استخدام اختبار النطاقات المتعددة، ضمن ملحق التحليل المكاني Spatial Analyst؛ حيث تم رسم (12) نطاقًا حول المسجد، بلغ نصف قطر كل منها (1) كم. ثم إسقاط كافة المواقع على خريطة النطاقات، ليصار إلى عدها في كل نطاق من هذه النطاقات. ليتبين أن عدد المواقع التي تقع على بعد كيلو مترًا واحدًا من المسجد النبوي الشريف بلغ (17) موقعًا، بنسبة 27.868% من إجمالي عدد المواقع. تلاها في ذلك النطاق الرابع، وذلك من حيث العدد والنسبة، ذلك النطاق الذي يبعد عن المسجد حوالي (4) كم، والذي يضم (12) موقعًا، بنسبة 19.672 %، ثم النطاق الثاني، الذي يقع على بعد (2) كم من المسجد، والذي يضم (9) مواقع، بنسبة 14.754 %. وهذا يعني أن (48) موقعًا هي مجموع المواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، تقع ضمن (4) كم من المسجد النبوي، من أصل (65) موقعًا. وهذا يعني أن أكثر من 70% من المواقع ترتبط جغرافيًّا بالموقع الجغرافي للمسجد النبوي، مما يعكس الأثر المباشر للمسجد على التوزع الجغرافي لهذه المواقع.
ب- التحليل المكاني حسب معيار البعد عن الطرق الرئيسة:
تم تطبيق اختبار النطاقات المتعددة الخطية، حول أهم الطرق في المدينة المنورة؛ لقياس مدى ارتباط هذه المواقع بالطرق الرئيسة، أو ارتباط الطرق بها، إذ تعتبر هذه الطرق هي الأحدث من حيث المنشأ من المواقع ذاتها. ومن أهم الطرق التي تم اختيارها لإجراء عملية الربط هي: الطريق الدائري الأول، والطريق الدائري الثاني، والطريق الدائري الثالث، وطريق عمر بن الخطاب، وطريق الملك عبد العزيز، وطريق السلام، وطريق عثمان بن عفان، وطريق قباء، وطريق الهجرة، وطريق خالد بن الوليد. وتم تحديد (7) نطاقات خطية عن وسط الطرق المذكورة، ثم توقيع الأماكن الأثرية والسياحية ضمن هذه النطاقات. حيث بلغت أعلى نسبة لعدد الأماكن الأثرية والسياحية عن الطرق الرئيسة، هي ضمن المسافة التي تتراوح بين (250-500م)؛ إذ بلغت نسبتها نحو (32.786 %)، جاء بعدها مباشرة النطاق الذي يبعد عن الطرق مسافة (100-250م)، إذ تبلغ نسبته (29.51 %). بينما احتوى النطاق الذي يقع ضمن المسافة التي تتراوح بين (1000-1500م)، على أقل نسبة، وقيمتها (1.64 %).
سادسًا: التحليل المكاني بحسب معيار زاوية الانحراف عن المسجد النبوي:
تم اعتماد المسجد النبوي الشريف كنقطة تمركز لانتشار المواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، ومن ثم حساب زاوية انحرافها عن المسجد النبوي الشريف، باعتبار المسجد النبوي الشريف هو نقطة تقاطع المحور الصادي مع المحور السيني (الشماليات والشرقيات). كما تم اعتماد القيم السالبة لتمثل المنطقة الواقعة شمال المحور السيني (شمال خط الصفر)، والمنطقة الموجبة لتمثل المنطقة الواقعة جنوب المحور السيني (جنوب خط الصفر). ليظهر أن عدد المواقع الأثرية والسياحة الواقعة شمال المسجد النبوي هو (29) موقعًا، منها (9) مواقع في شمال شرق المسجد، و (20) موقعًا شمال غربه، و(36) موقعًا، جنوب المسجد، منها (11) موقعًا جنوب شرقه، و (24) موقعًا جنوب غربه؛ الأمر الذي يعني أن توزيع المواقع هو شبه متوازن بين شمال المسجد النبوي وجنوبه، غير أن الشكل والجدول يشيران إلى أن نسبة أعلى من المواقع تقع إلى الغرب من المسجد النبوي؛ حيث تموضع نحو (45) موقعًا إلى الغرب من المسجد النبوي، مقارنة بـ (20) موقعًا شرقًا منه.
الشكل رقم (6) تمثيل للقيم السالبة والموجبة لزوايا الانحراف عن المسجد النبوي الشريف

المصدر: الباحثة بواسطة برنامج ArcGIS(9.2) (ArcInfo)
أثر الكثافة السكانية على التوزيع الجغرافي للمواقع الأثرية والسياحية:
تعد المدينة المنورة إحدى المدن الرئيسة في المملكة؛ حيث تحتل مكانه مهمة في مخططات الدولة سكانيًّا وعمرانيًّا وسياحيًّا، كما أنها من المدن التي شهدت نموًا سكانيًّا كبيرًا، وتوسعًا عمرانيًّا ملموسًا. فلم يعد مركز المدينة والمتمثل في (بلدية الحرم) مركز الثقل السكاني فحسب؛ بل تداخلت فيه عدة عوامل أخرى؛ أدت إلى زحزحة مركز الثقل السكاني من (منطقة بلدية الحرم) نحو الأطراف الأخرى المحيطة بمركز المدينة، والتي شهدت بدورها معدلات عالية من التوسع العمراني، وبالتالي؛ التفاوت في التوزيع الجغرافي للمواقع الأثرية والسياحية، كما هو واضح في الشكل رقم (7).
الشكل رقم (7) الكثافة السكانية في المدينة المنورة (البلديات الفرعية)

المصدر: الباحثة بواسطة برنامج ArcGIS(9.2)؛ وبيانات أمانة المدينة المنورة: 1428هـ.
ونستنتج من الشكل السابق أن أعلى كثافة سكانية قد احتلتها على التوالي بلديات: الحرم، والعقيق، وأحد، وقباء؛ لذلك حظيت هذه البلديات بنسبة كبيرة من انتشار للمواقع الأثرية والسياحية، وتوزيعها. في حين حظيت بلديات البيداء، والعوالي، والعيون، بأقل الكثافات السكانية على التوالي؛ ولذلك فهي لم تحظَ إلا بنسبة قليلة من انتشار المواقع الأثرية والسياحية، ووجودها.

الخاتمة والنتائج:
استخدمت الدراسة تقنية نظم المعلومات الجغرافية في التحليل المكاني للمواقع الجغرافية للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة؛ وذلك من خلال تجريد هذه الأماكن، التي بلغ عددها (65) مكانًا، على شكل نقاط، عن طريق تحديد إحداثيات هذه الأماكن، بواسطة المسح الميداني، ونظام التوقيع العالمي. وسعت الدراسة إلى الكشف عن نمط التوزيع الجغرافي لهذه الأماكن على صفحة اللاندسكيب، ومدى ارتباطها بالمسجد النبوي الشريف، الذي يعد المعلم الديني والتاريخي والأثري الأهم في هذه المدينة المقدسة. وقد استخدم العديد من الاختبارات الإحصائية الكارتوغرافية التي توفرها هذه التقنية للوصول إلى الأهداف التي سعت الدراسة لتحقيقها.
وقد أظهرت نتائج التحليل المكاني أن نمط التوزيع الجغرافي للمواقع الأثرية والسياحية في المدينة المنورة هو نمط متجمع، يقترب قليلًا من النمط العشوائي. وأن توزيعها الجغرافي له علاقة ارتباط قوية بموقع المسجد النبوي الشريف. حيث تموضع أكثر من ثلثي المواقع كان في الجهة الغربية من المسجد، ونحو 40% منها في الجهة الغربية منه. وأن أقل من 10% منها تموضع في الجهة الشمالية الشرقية منه. وقد حظيت بلدية قباء ضمن المدينة بنحو (22.95%) من مجمل عدد الأماكن المدروسة. وأن أقل نسبة من هذه المواقع كان في بلدية البيداء. كما أظهر التحليل المكاني أن المركز المتوسط الافتراضي لهذه المواقع كان على بعد نحو (1348) مترًا إلى الجنوب الغربي من المسجد، ضمن حي (السقيا) في بلدية العقيق. بينما وقع المركز المتوسط الفعلي، الذي يمثل أحد المواقع، كان على بعد (504) مترًا من المسجد، في حي المناحة ضمن بلدية الحرم.
كما أظهر التحليل المكاني أن اتجاه الانتشار الجغرافي للأماكن المدروسة، اتخذ شكلًا بيضاويًّا يتمحور حول المسجد النبوي، نحو الجهة الشمالية الشرقية، والجنوبية الغربية. كما أثبت تحليل المسافة المعيارية، الذي يقيس مدى تكتل الأماكن المدرسة؛ أن أكثر من 72% من الأماكن المدروسة يقع ضمن انحراف معياري واحد، من المركز المتوسط لهذه المواقع، في دلالة واضحة على تكتل هذه الأماكن في الفراغ الجغرافي المحيط بمنطقة الحرم النبوي الشريف. وأكد لنا تحليل كيرنل لكثافة التركز هذه النتيجة. حيث تموضع نحو 28% من مجمل الأماكن التي خضعت للدراسة ضمن كيلو مترًا واحدًا من المسجد النبوي الشريف، وأن أكثر من 47% من مجموع هذه الأماكن تقع ضمن (4) كيلو مترًا من المسجد. كما أظهر التحليل المكاني أن أكثر من 62% من هذه المواقع تقع ضمن نطاق لا يزيد عن نصف كيلو مترًا من الطرق الرئيسة.
التوصيات والمقترحات:
  1. ضرورة الحفاظ على الطابع الحضاري والسياحي للمواقع الأثرية والسياحية في المدنية المنورة، من خلال الاهتمام بها، ورعايتها، وترميمها، وصيانتها، ونظافتها باستمرار.
  2. العمل على تحسين الطرق المؤدية للأماكن الأثرية والسياحية، وتطويرها، وصيانتها باستمرار، إلى جانب الاهتمام بالمنطقة التي تحتويها (قرية أو مدينة).
  3. ضرورة العمل على إعداد برامج سياحية تبين أهمية هذه الأماكن الأثرية والسياحية للمواطن والسائح، وتعمل على دعم عجلة التنمية السياحية، وذلك من خلال الإعلان بالكتب، والنشرات السياحية، وشتى أنواع وسائل الإعلام.
  4. الاهتمام بنشر الخرائط والمخططات الأثرية والسياحية بمختلف اللغات، والعمل على توفيرها في المكتبات العامة، ونشرها من خلال وسائل التعليم المختلفة؛ ليسهل تناولها.
  5. الاهتمام بالمواقع الأثرية والسياحية في باقي مدن المملكة، وتشجيع الدراسات والأبحاث التي تسهم في إبراز هذه المواقع، والتعريف بها.
  6. أثبتت الدراسة أن المسجد النبوي الشريف يُعد أقوى عامل مؤثر في التوزيع الجغرافي للأماكن الأثرية والسياحية في المدينة المنورة، لذلك تقترح الباحثة العمل على إيجاد كافة الوسائل والسبل للمساهمة في تخفيف الضغط عن المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف، للحفاظ على الطابع الحضاري والتاريخي للمسجد النبوي الشريف، والمنطقة المحيطة به.
قائمة المراجع
1.      الصالح؛ والسرياني: الجغرافيا الكمية والإحصائية أسس وتطبيقات بالأساليب الحاسوبية الحديثة (2000م)، مكتبة العبيكان، الرياض.
2.      الحمامي؛ والعزاوي؛ والقصاب: التحليل المكاني في أنظمة المعلومات الجغرافية، (2006م) جامعة الموصل، العراق.
3.      خير؛ صفوح: الجغرافية موضوعها ومناهجها وأهدافها، (2000م). دمشق، دار الفكر.
4.      عودة؛ سميح أحمد محمود: أساسيات نظم المعلومات الجغرافية وتطبيقاتها في رؤية جغرافية، (2005م)، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع.
5.      السلمان؛ عبد الملك: تعريب أنظمة المعلومات الجغرافية GIS، (2005)، جامعة الملك سعود.
6.      الكتبي؛ زهير بن محمد جميل: التحليل المكاني لحوادث الحرائق بمدينة مكة المكرمة،(1994م)، دار الفنون للطباعة والنشر والتغليف، جدة.
7.   الحربي؛ هنادي عبد الله: السياحة في المدينة المنورة - دراسة في الجغرافية السياحة، (1425 هـ)، دراسة غير منشورة، رسالة ماجستير، جامعة الملك عبد العزيز.
8.      حسن؛ أمين علي محمد حسن: التحليل المكاني للخدمات الصحية في الجمهورية اليمنية، (2006م)، جامعة عدن، اليمن.
9.      سرين محمد موسى علي الشوامرة: التحليل المكاني للوظيفة السياحية في منطقة تل السلطان، (2007م)، جامعة بيرزيت، فلسطين.
10. محمود؛ كامران ولي: التوزيع الجغرافي الحالي والمثالي للمدارس الإعدادية في مدينة أربيل - دراسة مقارنة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية، (2006م)، جامعة صلاح الدين، أربيل، العراق.
11. الهاشمي؛ أمينة بنت صالح بن صالح: توزع وخصائص مساكن الحجاج غير الفندقية بمدينة مكة المكرمة، (1425هـ)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
12. الرحيلي؛ بسمة: استخدام نظم المعلومات الجغرافية لتقييم الوضع الراهن لمواقع مدارس البنات الحكومية بمدينة مكة المكرمة، (1427هـ)، جامعة أم القرى، مكة المكرمة.
13. الفارسي: خرائط سياحية للمدينة المنورة بمقياس رسم 1/45.000 ومقياس رسم 1/ 20.000، (2005م). أطلس المدن والمناطق بالمملكة العربية السعودية.
14. تحليل صلة الجوار في الدراسات الجغرافية بالتطبيق على المستوطنات البشرية في منطقة مكة المكرمة، (1430هـ)، مجلة جامعة أم القرى للعلوم الاجتماعية، المجلد الأول، العدد الأول.
15. الشبكة الدولية للمعلومات (الشبكة العنكبوتية) www.al-madinah.org
16.  Christopher, B,J; Geographic Information Systems and Computer Cartography, 1999, Addison Wesley Longman Limited.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا