الأزمة المرورية في شوارع دمشق
فوزي المعلوف : تزداد المشكلة المرورية تفاقماً في شوارع دمشق, خاصة خلال ساعات الذروة, وتشل الاختناقات المستعصية مركز المدينة, والأزمة مرشحة لمزيد من التعقيد مع غياب الحلول الجذرية على الرغم من جهود رجال المرور وهي جهود مشكورة.
ولا تلوح في الأفق بوادر مشجعة, فالحلول المرورية من جسور وأنفاق, توجهت إلى أطراف المدينة, حيث اجتهدت محافظة دمشق في السنوات الأخيرة بتنفيذ بعض المشروعات, شملت أنفاق الفيحاء والعباسيين والأمويين, وحاليا بدأ تنفيذ حل مروري في دوار المطار, وبخطا خجولة.
ورغم أن مركز المدينة لم يحظ سوى بنفق الثورة وجسر فكتوريا, منذ نحو ثلاثة عقود, فإن العقد المرورية الجاري تنفيذها على مسار المتحلق الجنوبي, من العقدة الخامسة على طريق المطار, ولغاية عقدة حرستا, ونفق الأمويين تسير كالسلحفاة, وقد يكون الحال أفضل بقليل في نفق العباسيين.
إن معالجة الواقع المتردي لشبكة المرور بدمشق تحتاج إلى تسريع وتائر العمل في العقد المرورية على المتحلق الجنوبي, واتخاذ قرار جريء بوضع دراسة محور المهدي بن بركة موضع التنفيذ, على أن يكون إنجازها بفترة قياسية, وبذلك يمكن تخفيف الضغط على المحور الممتد من ساحة الأمويين إلى شارع النصر باتجاه الفيحاء, إضافة لتنفيذ الحل المروري في شارع النصر.
ويعتري الحركة المرورية في دمشق القديمة العديد من المنغصات, أبرزها إغلاق كامل لشارعي باب توما- القشلة- ومدحت باشا- خلال فترتي قدوم وانصراف طلاب المدارس, ورغم الحديث عن نقل المدارس خارج المدينة القديمة منذ عقدين, إلا أن شيئا من ذلك لم يتحقق!
وظهرت مشكلة جديدة مع الانتشار العشوائي للمطاعم, حيث يتسبب توقف سيارات روادها إلى تعطيل شبه كامل للشوارع, وحتى بعض الأزقة, حيث تتواجد المطاعم, ما يلحق الغبن بالجوار ومساكنهم.
للأمانة فإن الحلول المرورية بدمشق القديمة موجودة بالحفظ والصون, ووضعت في أدراج مغلقة بإحكام, ويحتاج الإفراج عنها بعض الوقت, أو القليل من التمحيص.
وتتلخص الحلول المرورية بإخراج المدارس الخاصة وباصاتها, واستكمال المخطط التوجيهي لدمشق القديمة, والذي ينظم النشاطات المختلفة, ومنها توزع المطاعم, وتنفيذ مرآب السيارات خلف ساحة باب توما.
وتلقي الأزمة المرورية بظلالها القاتمة على الشرائح كافة., ويبقى عناصر وضباط شرطة المرور الأكثر تأثراً بالضوضاء والتلوث,وقساوة الظروف الجوية صيفا وشتاء.
ورغم أن حالة التوتر النفسي التي يعانون لا أحد يحسدهم عليها, فإن أداء فرع مرور دمشق خلال الأشهر الأخيرة بدا متميزا, إن كان لجهة التعامل مع مستخدمي الطريق, من سائقين ومشاة, أو لجهة منع توقف المركبات في الشوارع المركزية في المدينة, لتسهيل التدفق المروري قدر الإمكان, وهنا نذكر التعامل الإيجابي مع المهمات الصحفية.
إن كل عنصر مرور يؤدي واجبه بصدق يستحق التقدير ونطالب معه بالإنصاف المادي بما يتوافق والعمل المرهق ويوازي الخطر المحدق.
________________
فوزي المعلوف ،الأزمة المرورية ،صحيفة الثورة ،حديث الناس، مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية الثلاثاء 29/3/2005م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق