التاريخ الجغرافي لتطور بغداد والإدارة الحضرية ...

التاريخ الجغرافي لتطور بغداد والإدارة الحضرية

معماري مخطط حضري.برنابي , كولمبيا البريطانيه - كندا :

  بغداد مدينة السلام بناها الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور لتكون عاصمة الخلافة العباسية الفتيه. لقد ابتدأ في إنشاء مدينة بغداد المدورة عام 145 هجريه وانتهى العمل فيها عام 148 هجريه. أختير جانب الكرخ- الجانب الغربي لنهر دجله- لأستحداث المدينه المدوره عليه و بالتحديد في منطقة العطيفيه الحاليه حيث تكون المسافه بين نهري دجله والفرات على اقصرها.

   لقد تم إنشاء مدينة بغداد على شكل دائرة مؤلفه من ثلاث حلقات مركزيه كل واحده من تلك الحلقات ذات وظيفة معينه ومحاطة بسور. الحلقه المركزيه تضم قصر الخلافه و الوسطيه خصصت كثكنات عسكريه اما الحلقه الثالثه فقد كان استعمالها للسكن والتجاره والأعمال.

   يذهب البعض من المؤرخين الى اعتبار تصميم بغداد المدور بأنه تصميم فريد في نوعه في تاريخ انشاء المدن في حين أن العديد من مدن وادي الرافدين القديمه قد تم بناها بشكل دائري أو بيضوي لأغراض عسكريه دفاعيه على سبيل المثال فأن مدينة طيسفون الواقعه جنوب بغداد- الموقع الحالي لمدينة سلمان باك- ومدينة الحضر في شمال العراق كانتا مدورتين.

   إن أول توسع لبغداد قد تم على أثر قرار أمني أقتضى بموجبه ترحيل الأسواق التجاريه الى خارج المدينه المدوره. ثم أعقب ذلك قيام ولي العهد المهدي انشاء ثكنته العسكريه في جانب الرصافه على الضفه الشرقيه لنهر دجله في عام 768 للميلاد.

   
    خلال نصف القرن الأول من عمرها وفي عهد الخليفه العباسي الخامس هارون الرشيد غدت بغداد في أوج ازدهارها وتأثيرها مما ادي الى توسع المدينه على ضفة النهر الغربيه في جانب الرصافه في تلك الحقبه والتي أصبحت فيما بعد والى يومنا هذا مركز مدينة بغداد.

بقيت بغداد مركز التجاره والعلوم والثقافه في عموم العالم الاسلامي ولمدة اربعه قرون لاحقه بعد تاريخ الانتقال الى العاصمه سامراء في عام836 ميلادي والتي بنها عاصمة لحكمه الخليفه العباسي المعتصم بالله.

    في عام865 ميلادي تم استحداث سور نصف دائري حول المدينه في كل من جانبي الكرخ والرصافه وبعد ذلك بأقل من عقد تم نقل مركزالخلافه من جانب الكرخ الى جانب الرصافه وذلك في عام 892 ميلادي.

   في عام 1258 للميلاد وبعد حصارفرضه المغول حولها سقطت بغداد عاصمة الخلافه الاسلاميه بأيدي جيوش هولاكو المغولية وقتل آخر خلفاء بني العباس المستعصم بالله لقد استبيحت وانحطت وأصبحت هدف لكل مغامرطامح من الغزاة الأجانب.

    بقيت بغداد العاصمه هدف للغزاة الى ان احتلت وسقطت عام 1401ميلادي على أيادي جيش تيمورلنك ومن ثم وفي عام 1508 ميلادي استولى عليها الفرس إلى أن طرهم منها العثمانيون وذلك في عام1532 ميلادي ثم عاد الفرس لاحتلاها من جديد في عام 1623 ميلادي وبعد عقد ونصف من هذا التاريخ أي بتاريخ 1638 ميلادي استعدها العثمانيون من جديد وضمت إلى إمبراطوريتهم لمدة أربعة قرون كمركز وعاصمه إقليميه لولاية بغداد.

   لقد تم وضع نهاية لارتباط بغداد بالسلطنة العثمانيه في أعقاب سقوطها أثناء الحرب العالميه ألاولىعلىأيادي الغزاةالبريطانين وذلك في عام 1917 ميلادي.

   خلال القرن التاسع عشر الميلادي أجرى بعض الولاة العثمانيون إصلاحات لتحسين الأوضاع الحضرية والعمرانية لبغداد. ففي عام 1869 ميلادي قام الولي مدحت باشا باستحداث اداره بلديه في بغداد ثم قام خليفته الولي ناظم باشا بهدم سور بغداد الشرقي ثم قام بإنشاء السدة الشرقية- سدة ناظم باشا- وذلك بهدف تأمين فضاء لنمو بغداد العمراني.

   غير أن تفكيك الهيكل العمراني التقليدي لبغداد قد ابتداء عندما شرع مبضع الجراح في تمزيق الهيكل العمراني التاريخي لبغداد اذ تم في عام 1910 ميلادي شق أول شارع في بغداد هو شارع النهر الحالي. ولمقتضيات تأمين الامدآدات للعمليات العسكرية في الحرب ألعالميه الأولى جرى فتح جادة خليل باشا- علىأسم الوالي خليل باشا- من باب المعظم شمال المدينة القد يمه إلى جنوبها عند الباب الشرقي وذلك في عام 1916 ميلادي وقد تم بعدئذ تسميته بشارع الرشيد والذي يؤلف اليوم أحد أهم محاورمركز التجاره والأعمال الرئيس في وسط العاصمة بغداد.

   في عام 1921 ميلادي عادت بغداد لتصبح من جديد عاصمه للدولة العراقية التي استحدثها المستعمر البريطاني. لقد ألف هذا الحدث نقله نوعيه في حياة بغداد إذ شكل ألانطلاقه والزخم للتوسع العمراني اللاحق لبغداد حيث تم في بغداد عاصمة الدوله الفتيه توطين المؤسسات ألمدنيه والعسكرية للدولة العراقيه. فضاءالتعمير الذي كان متاحا للنمو العمراني هي تلك المساحات من الأراضي والبساتين الممتد ه على ضفاف نهر دجله المحمية جيدا من خطر الفيضان.

التخطيط العمراني أداة الاداره الحضريه

   في مجال الاداره الحضرية بعد ألاحتلال البريطاني يشير المنطق إلى أنه كان هناك تخطيط ما لتنمية بغداد منذ احتلال بغداد في عام 1917 ميلادي بيد أنه لم يعثر على الوثائق التي اعتمدتها ألإدارات آنئذ وحتى تاريخ اعداد الأمان للتنمية والتطوير.

    لغرض ادارةالنمو الحضري لبغداد بعد انتهاء ألانتداب الأجنبي قامت أمانة ألعاصمه- أمانة بغداد الحالية- بتكلف مكاتب خبره دوليه لأعداد العديد من التصميم الأساسية لتنمية وتطوير بغداد. بيد أن أول تصميم أساسي موثق أعده مكتب خبره ألماني عام 1938 ميلادي. إن العديد من المشاريع التي اقترحها هذا التصميم قد تم وضعها موضع التنفيذ منها شارعي الملك غازي والشيخ عمرفي جانب الرصافه كذلك افتتحت بموجب ذلك التصميم شوارع في جانب الكرخ أيضا.

   
    بعد زيادة حصة البلاد من عائدات النفط أثر قيام الدكتور محمد مصدق بتأميم النفط ألا يراني ولمواجهة متطلبات توسع الاستثمارات التنموية تم في عام 1956 ميلادي إعداد تصميم أساسي جديد لبغداد أعدته دار الخبرة البريطانية مونوبوريو. بعد فترة ثلاث سنوات فقط من قيام مونوبوريو بتقديم تصميمه لبغداد تم اعداد تصميم آخر لبغداد أعده ألاستشاري اليوناني دوكسيادس في عام 1959 ميلادي. لقد أسهم انجاز سد الثرثار شمال مدينة سامراء في عام 1955ميلادي ومن ثم بناء السده الشماليه في جانب الرصافه في الحد الى درجة عاليه من خطر الفيضان الذي طالما هدد العاصمه بغداد وأدى انجاز تلك المنشاءآت الكبيرة إلى تأمين أراضي بمساحات شاسعة في جانبي الكرخوالرصافه لتوسع بغداد العمراني وفي سبيل التمهيد لإعادة توجيه التحضروالنمو العمراني وبغية الحد من امتداد العمران على الأراضي الزراعية الجيده على ضفتي نهردجله قامت الحكومه العراقيه وباشراف رئيس الوزراء المرحوم الزعيم عبدالكريم قاسم وأمانة العاصمه بشق قناة الجيش وشارع فلسطين في جانب الرصافه وشارع 14 تموز ورمضان والربيع في جانب الكرخ وذلك لتحفيز التوسع العمراني الى خارج حزام نهر دجله. وفي عام 1968 ميلادي أنجزت موؤسسة بول سرفس البولنديه التصميم الأساسي لمدينة بغداد والذي تم تطويره في عام 1973 ميلادي الى التصميم الأنمائي الشامل وهو التصميم الوحيد في تاريخ التخطيط العمراني في العراق الذي يؤلف وثيقه قانونيه بعد ان تم المصادق عليه في عام 1974 ميلادي بقرارمن مجلس قيادة الثوره المنحل.. كما تجدرالملاحظة هنا أنه لأول مره في تاريخ تخطيط بغداد قدم الأستشاري البولندي مقترح لمبدء معالجة المشاكل الحضريه المتفاقمه لبغداد ضمن اطاراقليمي ضمن منطقة الأقليم المركزي- والذي أقترحه بدائره نصف قطرها 110كم. وفي هذا الإطاركذلك بهدف الحد من توسع بغداد العمراني فقد اقترح أنشاء مدن توابع نائمه حول ألعاصمه بغداد لتوطين الزياده السكانيه المتصاعده.

   في العقود الثلاثه الأولى للنصف الثاني من القرن العشرين كان المعدل العام لنمو السكاني السنوي في العراق2و3% في حين بلغ معدل النمو السكاني السنوي لبغداد في عين تلك الفترة ما بين 6% – 5و7% . وعليه فقد تم في عام 1982 ميلادي تكليف ألمجموعه الاستشارية اليابانيه" جي سي سي أف" بأعداد التصميم الأنمائي المتكامل لبغداد – مشروع بغداد2001-والذي استهدف اعداد مدينة بغداد وإقليمها وفق المعايير المعاصرة للدخول الى القرن الحادي والعشرين وذلك بصياغة مشاريع وخطط للمناطق الجغرافيه الثلاث التي ستغطيها الدراسه وهي:

- تصميم أساسي لمدينة بغداد.

- تصميم هيكلي لمنطقة بغداد الكبرى

- واطار اقليمي لمنطقة الإقليم المركزي للعراق + محافظتي النجف والقادسية.

    لذلك فأن المشروع كان عبارة عن دراسة تخطيطية عمرانية وتنموية تتوخى تنظيم وترابط مشاريع التطوير الحضري والإقليمي لكلا القطاعين العام والخاص إلى جانب كونه وسيله لتوزيع السكان والاستثمارات في منطقة إقليم ألعاصمه.لقد اعتبرت هذه الدراسة المتعددة المستويات أوسع دراسة تخطيطية في تاريخ التخطيط في العراق. غير أن إنجاز مراحل الدراسة قد تعثر جرّاء الانعكاسات السلبية التي حدثت بسبب الحرب العراقيه- الايرانيه لاسيما فيما يتعلق بالتخصيصات المالية وسلامة الخبراء الدوليين العاملين في الدراسة. في ربيع عام 1988 ميلادي تم إنجاز المرحلة الأولى من الدراسه وقد قررت رئاسة الجمهوريه أعتبارها مؤشرات للاسترشاد بها.

   
    لعدم توفر التخصيات الماليه لأكمال المراحلتين المتبقيتن من الدراسه تم الاتفاق مع ألاستشاري على الشروع بدراسة صفقة الحد الأدنى وذلك لتلافي انعدام جدوى نتائج الدراسه وتعزيز امكانية توظيف نتائجها في عملية التنميه والتطويرعلى المدى القريب. غير أن معوقات التمويل المالي بقيت عقبه في سبيل تقدم الدراسه الى أن توقفت بشكل نهائي بسبب اندلاع الأزمه الكويتيه وحرب الخليج الثانيه.

   
    في الوقت الحاضر مع ألانحسار النسبي للعنف في بغداد ركنت أمانة الى احالة دراسة لاعداد تصميم الجديد لبغداد – الذي اطلقت عليه تسمية"خطة التنميه الشامله لمدينة بغداد"- الى مكتب العلمي والخطيب اللبناني وقبل التطرق الى معوقات اعداد عمل ذا ابعاد خطير كعمل تصميم أساسي جديد لبغداد أرى أنه اولا كرئيس للتخطيطي الأنمائي المتكامل لمدينه بغداد من سنه 1983 الى 1993من صميم الواجب ألآشاره الى أن مؤسسة العلمي والخطيب لم يسبق لها تولي مهمة تخطيطيه بالحجم والتعقيد والخطورة التي يمثلها تخطيط بغداد.

    في رساله الكترونيه وجهتها الى أمين بغداد السابق السيد المهندس علاء التميمي اقترحت عليه عدم ألاستعجال بالشروع في اعداد مشروع التصميم المقترح لبغداد وذلك للأسباب التاليه:-

- ا لأحصاء السكاني:- ان حجر الأساس لقاعدة معلومات أي عمل تخطيط هو توفر احصاء سكاني دقيق وموثوق وآخر احصاء أجرته الحكومه العراقيه عام 1997 ميلاديه لايرقى في الدقه الى مستوى اعتماده لاغراض تنميه لأسباب عديده منها عدم تغطية منطقة الحكم الذاتي في كردستان العراق والهجره الى الواسعه الى خارج البلاد الى جانب الأهداف السياسيه للسلطه آنذاك خلف تلك العمليه. وعليه لايمكن اعتماده لغرض اعداد تصميم بغداد وذك للعدد الهائل من العراقيين المهجرين والمهاجرين- العدد آنئذ كان يقدر بالملايين ما بين 3 -4 مليون- الى جانب الأعداد الكبيره من المفقودين في حربي ايران والكويت.

- تفكيك ألدوله العراقيه:- ان عملية تفكيك الدوله العراقيه التي قام بها ألاحتلال قد قادت الى الغاء الأطرالاداريه والقانونيه والاقتصاديه والجغرافيه التي تجري عملية التخطيط في نطاقها وبالتالي يتوجب توفر ألاسس البديله لذلك والتي تتيح القيام بدراسات تخطيطيه على المستويات الحضريه والاقليميه والوطنيه.

- ان دوامة ألاضطرابات وعدم الاستقرار الأمني لا يوفرنا فرصه لأجراء المسوحات الميدانيه المطلوبه والتي من غيرالممكن بدونها انجاز أي عمل تخطيطي عملي ذا مصداقيه لغرض انجاز تخطيط علمي للتنميه الحضريه. وللأسف قد أضيفت للتعقيدات آنفة الذكر مسائلة التهجير الداخلي الذي من غير المعقول البته عدم ادراك انعكاستها في تغير و تشويه التركيبه ألاقتصاديه/ ألاجتماعيه لسكان العاصمه.

- ان ماذهبت اليه ليس فقط هي الأسباب التي ستؤدي الى استحداث تصميم أساسي سيوضع على الرف بعد انتهاء العمل به مباشرة. كذلك فأن جدول المتطلبات الفنيه الذي أعدته أمانة بغداد لن يؤدي توفير الحد الأدنى من الأدوات التخطيطيه المطلوبه لادارة للنمو الحضري والتنميه الحضريه والعمرانيه أدناه بعض العناصر المعوقه الذي لم يتضمنها بتاتا أو لم تظهر بصوره واضحه ومحدده في جدول المتطلبات الفنيه التي أعدته أمانة بغداد:-

- الأهداف والخدمات المطلوبه هي الأتي:-تعديل وتحديث التصاميم الأساسيه لبغداد وذلك لتؤلف أطارمفيد ممكن تنفيذه لتوجيه عملية التنميه …الخ و التصاميم التي أعتمدت للتعديل والتحديث هي تلك التي اعدت في الستينيات والعمل الذي تم في الثمانينيات لاذكرهنا للتصيم الأنمائي الشامل لعام1973 ميلادي وهوالتصميم القانوني الوحيد لبغداد مع العلم أن المرحله الأولى للتصميم الأنمائي المتكامل التي جرت في عقد الثمانينيات قد مرعلى انجازها أكثرمن عقدين من الزمن وان التصاميم الأساسيه السالفة الذكرقد تمت صياغتها في اطار التنظيم الاقتصادي الموجه مركزيا في حين أن البلاد قد تبنت الآن اقتصاد السوق الحره وبالتالي فأن فلسفه التخطيط التي اعتمد في القرن العشرين لم تعد مناسبه للتنميه في الوقت الراهن.

- كذلك بموجب بند الأهداف والخدمات المطلوبه فأن" النطاق الجغرافي":- قد حددت منطقة الدراسه بمساحة 900 كيلومتر مربع بمعنى آخرأن تلك المساحه هي مساحة المدينة ضمن حدود أمانة بغداد ولكن المساحه في الواقع هي 930 كيلومترمربع. أن بغداد يقطنها حوالي 25% من سكان العراق الى جانب الحجم السكاني الكبيربالنسبه لمجموع سكان البلاد فهي مدينه في حالة نمو سكاني متواصل وبمعدلات عاليه بسبب امكانات بغداد العاليه في توفير فرص العمل وبسبب الفرق الشلسع بين المستوى الحضري للحياة في بغداد ومستوى ونوعية الحياة في بقية الحواضر والأرياف العراقيه بلاضافه للمشكله اعلاه هناك قضية الاكتظاظ السكاني في كل من مركز بغداد ومركزي الكاظميه والأعظميه و مدينة الصدر( مدينة الثوره) …..الخ . أن الفائض السكاني الذي سيتولد من خلال معالجة الاكتظاظات والتي يمكن بكل بساطه وبدون تردد تسيمها اختناقات الى جانب التدفق السكاني الريفي المستقبلي والذي يجب توجيهه مع فرص العمل وفق خطه مدروسه الى خارج مدينة بغداد الى منطقة بغداد الكبرى ومنطقة اقليم العاصمه.مع مراعاة الحفاظ على الأراضي الزراعيه الى أقصى حد وذلك في اطار توازن بيئي حضري/ ريفي.

- ليس هناك في جدول المتطلبات الفنيه توجيه للاستشاري واضح ومحدد لجمع المعلومات عن الوضع الأقتصادي والاجتماعي فحين انه قد مضي مدة مايقارب العقد على انجاز الأحصاء السكاني واستمرارتدفق الهجره الى خارج البلاد منذ آنئذ ومن ثم الستقطابات بمختلف ألوانها التي أدت الى نزوح السكان داخل البلاد مواصلة تدفق الهجره الى خارج البلاد في أعقاب الغزو الأجنبي وتدميرالبنى التحتيه .لذلك فأن مسح مدني شامل بحجم عينه تتراح بين 3% – 5% قد توفر قاعدة معلومات سكانيه و اقتصاديه واجتماعيه الى حد ما يمكن الركون الي اعتمادها لأغراض التخطيط العمراني.

- لم يشار الى وجوب العمل على ازالة الفوارق الكبيره بين السكان الحضر وسكان الأرياف ضمن مساحة أمانة بغداد.

- لم تشر الدراسه الى مهمة تنظيف البيئه البغداديه المولوثه باليورانيوم المنضب والأهميه القصوى لتطهيرها من ذلك للحد من الأمراض السرطانيه والتشوهات الخلقيه. كذلك لم يشار الى لزوم المحافظه على أراضي بغداد الزراعيه وتوسيع المناطق الخضراء والمفتوحه وضرورة معالجة تعري الأرضي الزراعيه والعمل على الحد من خطورة العواصف الترابيه على الصحه العامه.

- لم يفرد جدول المتطلبات الفنيه باب لأوجه التخطيط الأساسيه للمشروع وهي:-

- هيكل المدينة:- الدراسة التفصيلية لهيكل المدينة الراهن وتشخيص صفاته على جميع المستويات وطابع ألمدينه المميز. مع العلم إن لبغداد طابعها الخاص المعرف بمفردات عديدة هي الأبنية والمنشاءآت والنصب والمناظر الطبيعية.

- لم يشار كذلك إلى التوزيع السكاني:-إن معدل الزيادة السكاني السنوي في بغداد أكبر من ضعف معدل النمو السكاني على المستوى الوطني وهذا الأمر يشكل ضغط سكاني هائل على ألمدينه ومرافقها مما يتطلب الوصل إلى كيفيه لمعالجة ذلك في خطة التنمية

- لم يشار إلى هيكل بغداد العام:- كتحسين وزيادة الخدمات العامة من سكن ومواصلات واتصالات وأهمية توقيع تلك المرافق في المدينة وعلاقة تلك المرافق بعضها ببعض وبالمرافق الأخرى وفعاليات المدينة وشبكة مواصلاتها وذلك بهدف احتواء وتوجيه النمو والتطور لغرض استحداث تحضرتسير فيه الحياة بيسر وبشكل منظم وسريع ويقود الى تطوير حاضره يطيب فيها العيش والعمل.

- لم يتطرق جدول المتطلبات الفنية إلى مسائلة حماية التراث ومواقعه والذي يؤلف جزء مهما من المناطق المركزية الرئيسه في بغداد والكاظميه والأعظميه.

- تطوير الموؤسسات:-على الرغم من التبديل والتطوير المستمرين التي تقتضيه مستلزمات اعادة بناء وهيكلة الدوله العراقيه في المجالات البلديه والتشريعات والقوانين والتعليمات لم يطلب من الاستشاري وضع صيغه عصريه للعمل البلدي وأدارة التحضر.

- هناك العديد من الدراسات التخطيطيه الأساسيه التي تؤلف العمود الفقري لتطوير وتنمية بغداد لم يتم توضيحها بالشكل اللأزم في جدول المتطلبات الفنيه منها على سبيل المثال لاالحصر ألسكن وأنواعه ومستواه و خطة النقل العام ومشروع النقل السريع و تصاميم المناطق المركزيه والتصاميم الحضريه ,وتطويرالمشهد الحضري لبغداد وحبهة النهروالبنى الارتكازيه والتخلص من النفايات واعادة تدوير بعضها ومقايس الخرائط والمخططات التي سيقدمها الاستشاري في نهاية العمل….الخ.

- المشاريع المستعجله: لم يؤمن جدول المتطلبات الفنيه المجال لمعالجات حالات المشاريع المستعجله التي قد تبرز أثناء العمل وتحتاج الى دراسات مستقله من قبل استشاريين للتنفيذ. أن ظاهره كهذه تكون ذات احتماليه عاليه جدا وذلك لكون كل من العاصمه والعراق على حد سواء عاجلا اواجلا سيشرع في مرحلة اعادة الاعماروالبناء واسعة النطاق مما يتطلب آخذ ذلك بنظرالاعتبار وعلى أن يتم تشخيص ذلك في الوقت المناسب والشروع في العمل على دراسة المؤثرات التي قد تنجم جراء ذلك على مشروع التخطيط نفسه.

    للأسف ليس هناك في خلفية الاستشاري الفنيه والعلميه ما يشجع على الاعتقاد بأن النقاط آنفة الذكر قد لفتة نظره بيد انني أرى أنه علي ألاشاره الى أنني لم أستلم العرض الفني للاستشاري لذلك فالملاحظات أعلاه تنصب على نطاق العمل المعد من قبل أمانة بغداد فقط. للأسف كذلك ليس هناك مايشجع لترجيح احتماليه احتواء تقرير روؤيا بغداد2030عا م لها. غير أن عدم تنبيه أمانة بغداد الى ما مر ذكره سيؤدي الى ضياع زمن اضافي في عملية اعادة اعماروبناء بغداد وخساره ماليه مضافه