التسميات

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

مضيق هرمز: ضرورة ضمان حرية الملاحة فيه وأهميته للملاحة العربية ...

جامعة الشارقة / كلية الهندسة
مساق: المواصلات في حياتنا اليومية  


 ورقة بحث بعنوان :


    مضيق هرمز
        
ضرورة ضمان حرية الملاحة فيه

وأهميته للملاحة العربية 

    الاسم : نعيمة حمد عمران .الرقم الجامعي : 20620477
      الدكتور : زاهر الخطيب .  
مقدمة:
       تعتبر منطقة الخليج العربي محورا أساسيا من محاور الصراع الاستعماري سياسيا واقتصاديا في الشرق الأوسط . ولقد تنازعت عليها القوى الاستعمارية الدولية الطامعة منذ القدم لامتيازها بموقع استرتيجي مهم , ولخطرها العسكري المتزايد , ولمرافئها البحرية والجوية المؤدية إلى عدة بقاع من العالم , إضافة إلى ثروتها النفظية الهائلة ومخزونها الاحتياطي الكبير . كل هذه الأمور وغيرها أدت إلى أن تلعب دورا خطيرا في حياة الأمم كافة .  
ويعتقد أن مصالح جميع شعوب الأرض تلتقي على حد السواء في هذه البقعة من الكرة الأرضية . ويعتبر الخليج العربي من أهم البحار الداخلية في العالم و لا يوجد بحر داخلي يضاهيه من ناحية الأهمية التي يتمتع بها , سواء بالنسبة للجغرافيين أو المؤرخين أو رجال السياسة  وله كذلك في تاريخ البشرية سجل حافل يعود إلى أقدم العصور.  


ولقد سعت الدول الامبريالية بشتى الوسائل والطرق للسيطرة على هذا الممر المائي متذرعة بمختلف المبررات والحجج.ولعل آخر ما توصلت إليه في هذه  الأيام هو ما تدعو إليه الامبريالية من وجوب ضمان أمن الخليج وضمان حرية الملاحة في منفذه الوحيد (مضيق هرمز) , وهي مشاريع لا تستند إلى القانون الدولي بل تتعارض وإياه لكونها مواقف سياسية ذات أهداف استعماريةمتناسبة , إذ حمى القانون الدولي الملاحة في هذا الخليج ومضيقه ووضع الاسس لضمانها وتنظيمها .

 أولا : التعريف بالمضيق الدولي وانواعه: 

        مما لا شك فيه أن مضيق هرمز مضيق مهم جدا للملاحة الدولية وللاقتصاد الدولي . وتتشابك في هذه المنطقة من العالم مصالح جميع الدول . وهو يشكل عنق الزجاجة الضيق للخليج العربي ويربط بين جزئيه وهما خليج عمان "خليج خارجي " والخليج العربي " خليج داخلي" ...
ولكن ماذا نعني بالمضيق الدولي ؟؟

وللإجابة على هذا السؤال نذكر ما يلي:
  1. ورد في علوم اللغة أن المضيق يعني ما ضاق من الأمور والأماكن .
  2. أما في الجغرافيا فإن المضيق يعني ممرا مائيا طبيعيا ضيقا يصل بين بحرين . وهذا ينطبق على مضيق هرمز الذي يربط بين الخليج العربي وخليج عمان .
  3. أما القانون الدولي فيعتبر الممر المائي مضيقا إذا كان :
  • طبيعيا ضيقا ولا يتجاوز ضعف البحر الإقليمي وبذلك تخرج منه القنوات .
  • أن يصل بين بحرين عاليين أو البحر الإقليمي بالبحر العالي.
  • أن يكون مستخدما عادة للملاحة الدولية .
 أما المضائق فقد تم تقسيمها إلى نوعين : الأول : يخضع لاتفاقيات خاصة نظمت وضمنت حرية الملاحة فيها وفق شروط نظمتها تلك الاتفاقيات , ويشمل مضيق ماجلان ومضيق جبل طارق والمضائق الدانماركية ومضيقي البسفور والدردنيل . ويخضع النوع الثاني للقواعد العامة التي استقرت في القانون ويقرب عددها من 120 مضيقا دوليا.
 
ثانيا : الوصف الجغرافي لمنطقة الخليج العربي : 
   كما ذكر سابقا فإن مضيق هرمز هو المنفذ الوحيد لخليج العربي , وأنه يربط بين جزئيه وهما خليج عمان والخليج العربي اللذان يفصلان السواحل العربية عن السواحل الإيرانية . ويقع مضيق هرمز بين إيران في الشمال والشمال الغربي وعمان في الجنوب .وتتألف شواطئه الشمالية من الجزء الشرقي لجزيرة قشم وجزيرة لارك وجزيرة هنجام . أما شواطئه الجنوبية فتتألف من الساحلين الغربي والشمالي لشبه جزيرة مسندم الواقعة في أقصى شمال الأراضي العمانية . ويبلغ عرض عرض الطريق إلى مضيق هرمز من خليج عمان باتجاه الشمال حوالي 30 ميلا ثم يصل حوالي 28 ميلا بين شبه جزيرة مسندم والساحل الشرقي لجزيرة قشم . 
    أما الجزر الثلاث الواقعة في الخليج العربي والقريبة من مضيق هرمز هي جزيرة طنب الكبرى وطنب الصغرى وجزيرة أبو موسى التي تسيطر على المضيق إذ تبعد- وهي تابعة لإمارة الشارقة -  عند مدخل المضيق حوالي 60كلم . وتبعد عن الساحل الإيراني  حوالي 75كلم , وعن الساحل العربي 60كلم . وتبلغ مساحتها 20كلم وتحيطها مياه عميقة . وهي ذات موقع استراتيجي مهم إضافة إلى كونها أكبر جزر الإمارة وأغناها . أما جزيرة طنب الكبرى فتبعد عن إمارة رأس الخيمة بحوالي 20كلم وهي صغيرة ولا تتجاوز مساحتها 9كلم , وفيها فنار لإرشاد السفن ليلا .
  وتعتبر مواصفاتها غاية في الأهمية الاستراتيجية من حيث قلة عدد السكان والموقع المتمركز في المنطقة والمتحكم بمضيق الخليج العربي , والسيطرة على  مدخل المحيط الهندي إلى الخليج العربي . وأما جزيرة طنب الصغرى فتبعد حوالي 90كلم عن الشاطئ العربي وتعود الجزيرتان الأخيرتان إلى إمارة رأس الخيمة .
  وقد احتلت الجيوش الإيرانية هذه الجزر عام 1971بالقوة في محاولة لفرض السيطرة على الخليج العربي. إن إحتلال هذه الجزر إضافة إلى جزر أخرى قد يمكن إيران من فرض المراقبة على جميع السفن الداخلة إلى الخليج العربي بالإضافة إلى المنافع كاستخراج اللؤلؤ وصيد السمك ونقل النفط . 
  أما الملاحة في مضيق هرمز فيعترضها بعض الصعوبات بسبب عواصف المد التي تكون قوية في بعض الأحيان عبر المضيق إضافة إلى هبوب رياح قوية قوية حدوث تغيرات مفاجئة في الجو , إذ  تهب رياح الشمال صيفا ورياح ناشي شتاء . وهناك فنار قوي جدا في جزيرة قوين الصغرى لمساعدة الملاحة ليلا . أما القناة  الموجودة بين جنوب جزيرة قوين الصغرى والجزر المحيطة وشبه جزيرة مسندم ويبلغ طولها 10 أميال وعرضها 4 أميال وثلاثة أرباع الميل فهي المفضل استعمالها للملاحة في المضيق الرئيسي في الشمال.
  وليس هناك موانئ ولا أرصفة للتحميل والتنزيل في المنطقة إلا بجانب مدينة قشم  الساحلية الصغيرة على الساحل الشمالي لتلك الجزيرة وكذلك بعض الأرصفة في ميناء بندر عباس الايراني . كما أنه من الصعب تثبيت حدود البحر الإقليمي  إذ لا معالم يابسة في المنطقة . ولكن هناك جزرا صغيرة فوق الماء تقع على أقل من مائة كلم من الجانب الجنوبي من جزيرة قوين العظمى .
 
ثالثا : أنواع المرور المقرر في المضيق الدولي:
  لو عدنا إلى بنود القانون الدولي لوجدنا أنه استقر على مبدأ عدم جواز إغلاق المضائق في وجه الملاحة الدولية أو عرقلتها وهذا ما نستنتجه مما يلي:  
أجمع الفقه الدولي على وجوب فتح المضائق أمام الملاحة الدولية. فقد كانت الفكرة أنه عندما يستخدم المضيق كموصل بين بحرين عاليين يجب أن لا تمنع السفن التجارية من المرور فيه . وكذلك قرر القانون الدولي في المادة العاشرة الفقرة الثاثلة من مشروعه سنة 1894أن المضائق التي تستخدم كممر من بحر حر إلى بحر حر آخر لا يجوز إغلاقها .
    فقد أكد القضاء والاتفاقيات والمؤتمرات الدولية بشأن المضائق عدم جواز المضائق في وجة الملاحة الدولية . ومن هذا المنطلق نستطيع أن نتبين أن تهديد حكام إيران مضيق هرمز في وجه الملاحة الدولية يتنافى وكل الأعراف ومبادئ القانون الدولي , ويؤدي إلى إضرار كبير بمصالح أقطار المنطقة كافة .
   وأما عن أنواع المرور المقرر في المضيق الدولي فلقد تم وضع نظامين للمرور في المضائق الدولية و الول نظام المرور البريء الذي لا يجوز وقفه والذي يطبق في المضائق التي تصل البحر الإقليمي لدولة إجنبية بالبحر العالي أو المنطقة الإقتصادية الخالصة ويشمل الملاحة عبر البحر الإقليمي لغرض الإجتياز فقط دون دخول المياه الداخلية أو زيارة ميناء يقع خارج المياه الداخلية إو التوجة من وإلى المياه الداخلية إلى ميناء آخر ؛ وأن يكون المرور متواصلا وسريعا مع إماكن التوقف أو الرسو إذا كان هنالك ما يستدعي ذلك. ويكون المرور بريئا إذا كان لا يضر بسلامة الدولة الساحلية أو بأمنها . وقد ألزمت كافة السفن التي تمارس حق المرور البريء أن تمتنع عن أي تهديد باستعمال القوة أو استعمالها ضد سيادة الدولة الساحلية ؛وأي مناورة أوتدريب بأي نوع مكن أنوع الأسلحة  وأي عمل يستهدف جمع المعلومات ويؤدي إلى الإضرار بدفاع الدولة الساحليةأو أمنها ؛ أو أي عمل يستهدف المساس بالدولة الساحلية ؛ وعن إطلاق أي طائرة أو إنزالها أو تحميلها عليها ؛ وعن إطلاق أي جهاز عسكري أو إنزاه أو تحميله عليها , وعن تحميل أو إنزال عملة أو شخص على نحو مناف لقوانين الدولة الساحلية ؛ وعن إي عمل من أعمال التلوث المقصود ؛ وعن أي عمل من أعمال صيد الأسماك وعن القيام بأنشطة بحثية أو دراسية ؛ وعن أي عمل يستهدف التدخل في شبكات المواصلات , ووعن أي نشاط ليست له علاقة مباشرة بالمرور .
  أما الغواصات , فيجب أن تطفو فوق سطح الماء وأن تظهر أعلامها في أثناء المرور في المضائق . أما الدولة الساحلية فتلتزم بما يلي:
  • عدم فروض شروط على السفن الأجنبية يكون أثرها العملي حرمان تلك السفن من حق المرور البريء أو تعطيل هذا الحق .
  • عدم التحيز شكلا أو فعلا ضد أي دولة أو ضد سفن تحمل بضائع إلى دولة ما أو منها .
  • على الدولة الساحلية أن تعلن عن كل الأخطار الملاحية التي تعلم بوجودها داخل بحرها الإقليمي .
  • عدم فرض الرسوم على مجرد مرور السفن في المياه الإقليمية إلا إذا كان مقابل خدمات .
 ونؤكد هنا أن المرور البريء لا يجوز وقفه أو منعه أو عرقلته بأي شكل من الأشكال حسب ما جاء في بنود القانون الدولي.
     والنظام الثاني هو نظام المرور العابر ويطبق على المضايق التي تصل بحرين عاليين أو منطقتين إقتصاديتين خالصتين , وتعني " ممارسة حرية الملاحة أو التحليق لغرض واحد وهو العبور المتواصل السريع في المضيق " كذلك جاء في بنود القانون الدولي أنه " يجوز أن يمارس حق المرور العابر " الترانزيت" لغرض المرور من وإلى دولة مضائقية أخرى مع مراعاة شروط دخول تلك الدولة .
             ويطبق نظام المرور العابر " الترانزيت" في حال كون المضيق الممر الوحيد , وإلا فيطبق نظام المرور البريء في البحر الإقليمي على المضيق . ففي حال كون المضيق ممرا اختياريا لا يطبق نظام المرور العابر بل نظام المرور البريء .
أما الالتزامات المطلوبة من السفن المارة بالمشيق فهي :
  • الالتزام بقوانين الدولة الساحلية بشأن منع التلوث وتصريف الزيوت والفضلات الزيتية وغيرها من المواد المضرة في المضيق , ومنع الصيد أو أخذ أي سلعة أو عملة أو شخص بنحو مخالف لقوانين الدولة الساحلية . على أنه يجب أن نلاحظ أن هذه القوانين أن لا تميز شكلا أو فعلا بين السفن الأجنبية و لا يكون الأثر العملي لتطبيقها إنكار حق المرور العابر .
  • تتحمل دولة العمل المسؤولية الناتجة عن أي خسارة أو ضرر يحدث للدولة المضائقية من جراء تصريف المدينة أو الطائرة بنحو مخالف للقوانين والأنظمة المذكورة في الفقرة السابقة.
من كل ما تقدم يتضح أن مبدأ حرية الملاحة في المضائق الدولية قد استقر بموجب الاتفاقيات والمؤتمرات الدولية وأصبح واضحا عدم جواز إغلاق المضائق الدولية بوجه الملاحة ......
 رابعا : الوصف الجغرافي لمنطقة الخليج العربي:
      الخليج العربي بحر شبه مغلق يزيد طوله على 165ميلا أما عرضه في أقصى أجزائه اتساعا فيبلغ 210ميلا , وفي أقل أجزائه اتساعا عند مضيق هرمز 26 ميلا . وتبلغ مساحته الكلية 97000ميل مربع , ولذا  فهو خليج صغير نسبيا يبلغ حجم مياهه حوالي 2000م.
يعتبر الخليج العربي المنفذ الوحيد لأربعة أقطار عربية هي العراق , الكويت , البحرين وقطر .. وتفيد منه سبعة أقطار عربية هي العراق , الكويت ,البحرين , قطر , الإمارات العربية المتحدة , المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان . وبملاحظة الوصف الجغرافي للمنطقة نستطيع أن ندرك أهمية الخليج العربي.
    إضافة إلى أهميته بالنسبة لإيران التي تقع على الجانيب الآخر من الخليج العربي والتي هي – على الرغم من اتساعها الكبير – شبه مغلقة وليس لها ساحلية تنفذ منها إلى العالم الخارجي سوى الجبهة التي تطل على مياه الخليج , بل هي أرض مغلقة تماما إذ تطوقها حلقة محكمة من السلاسل الجبلية الضخمة فتحد من اتصالها بالعالم الخارجي . وكذلك الحال بالنسبة للشمال حيث تطل على أرض يابسة . إلا أنها في جزء منها تطل على بحر قزوين وهو أيضا مغلق ومن شأنه أن يحد الاتصال بالعالم الخارجي . والجبهة الجنوبية من إيران هي الوحيدة التي تطل على الخليج , وقد قامت عليها منذ أقدم العصور الموانئ المهمة التي ربطت إيران بالعالم الخارجي مثل سيراف وهرمز وبوشهر وبندر عباس . ومن أجبل هذا كان الخليج العربي من وجهة النظر الإيرانية المنفذ البحري الوحيد الذي لا غنى عنه.
 خامسا: موانئ الخليج العربي :
   لم تكن هناك موانئ كبيرة في الخليج العربي عندما كانت التجارة محدودة لا تتعدى المتاجرة ببعض السلع الموجودة في الخليج كاللؤلؤ والاسماك . زكانت الموانئ عبارة عن أحواض بحرية ضحلة تمتد على طول الجبهة الساحلية المطلة على مياه الخليج العربي.إلا أنه بعدما تفجر النفط في بلاد الخليج العربي ومع بداية عصر جديد من النهضة والتطور في أقطار الخليج العربي ودخول تجارتها الخارجية في مرحلة جديدة ترتكز أساسا على تصدير النفط إلى بد العالم الخارجي , دعت الحاجة إلى إقامة نوع جديد منالموانئ البحرية وهو ما يعرف بموانئ النفط , فأنشأت مجموعة من هذه الموانئ على سواحل الخليج العربي .
         وبعدما تطورت الحياة في مدن الخليج العربي عقب انتاج النفط , وبعدما ازداد عدد سكانها  زيادة كبيرة وتوسعت وتنوعت تجارتها , وبعدما تطورت السفن البحرية وأصبحت أكبر حجما وغاطشا و دعت الحاجة إلى إنشاء موانئ بحرية جديدة تكون أكثر ملائمة للأوضاع الجديدة .
وعلى هذا النحو أبح لأقطار الخليج العربي نوعان مختلفان من الموانئ  هما
  1. موانئ النفط:
         وهي موانئ حديثة المنشأ دعت إلى قيامها الحاجة إلى تصدير المنتجات النفطية التي يتم استخراجها من حوض الخليج العربي . ومما يميز موانئ النفط هذه أنها صغيرة الحجم قليلة المنشآت , وأنه ليس من الضروري أن تقوم على الشاطئ مباشرة ومن ثم فلا يضيرها ان تكون مياه البحر إلى جانب الشاطئ عميقة أو ضحلة , لأنها تقوم في عرض البحر بعيدا عن الشاطئ حيث الأعماق الطبيعية ملائمة لرسو ناقلات النفط العملاقة .
 ويصدر من هذه الموانئ معظم النفط المستخرج من منطقة الخليج العربي, ومن أهمها في السعودية ميناء سعود وميناء رأس تنورة اللذان يعتبران من أهم موانئ السعودية , وفي الكويت ميناء الأحمدي وميناء الشويخ الذي يستقبل السفن المحيطية الضخمة , وفي العراق ميناء الفاو وخور العمية وميناء البكر ؛ وفي عمان ميناء فحل ؛ وفي دبي ميناء فاتح الواقع في عرض البح , وفي البحرين ميناء سترة , وفي قطر ميناءأم سعيد . كما قامت إمارة أبو ظبي بإنشاء ميناء حديث , وأنشئ في إمارة دبي ميناء راشد الذي يستقبل السفن المحيطية الضخمة ويعتبر من أحدث وأكبر موانئ المنطقة . أما في إيران فهناك ميناء خرج وميناء بندر شاه إضافة إلى ميناء عبدان حيث أكبر مصفاة للنفط في العالم .
  1. موانئ السلع التجارية والركاب :
        تختلف عن موانئ النفط في أنها تقوم إلى جانب الساحل مباشرة و إذ لابد من تزويدها بالأرصفة لتحميل البضائع أو انزالها أو تقديم الخدمات اللازمة للركاب , وهذهالموانئ لا يمكن إقامتها إلا في الأعملق المعتدلة بجوار الشاطئ , وتحتاج إلى إقامة المخازن والمستودعات التي تتلقى البضائع وكثيرا ما يقوم إلى جانبها بعض المنشآت والمصانع . ومن أجل هذا كله كانت موانئ البضائع أكبر حجما وأكثر امتدادا وأعظم حركة وأشد حاجة إلى الخدمات المتنوعة على العكس من موانئ النفط ..
وعن طريق هذه الموانئ تستورد أقطار الخليج العربي أغلب ما تحتاج إليه من مختلف السلع الصناعية والاستهلاكية .. ومن أهم الأمثلة على هذه الموانئ التجارية : البصرة والكويت والدمام والبحرين وأبوظبي ودبي .

 سادسا: أهمية المنطقة بالنسبة إلى العالم:
       لسنا بحاجة لتأكيد أهمية منطقة الخليج العربي بالنسبة إلى العالم أجمع . فلقد شهدت هذه المنطقة منذ القدم صراعا شرسا هدفه الاستيلاء عليها من قبل القوى الأمبريالية الطامعة في خيراتها الغنية وموقعها الاستراتيجي الخطير باعتبارها حلقة وصل بين الشرق والغرب و فضلا عن كون المنطقة مهدا لحضارات عريقة قديمة.
وبعد اكتشاف النفط بكميات هائلة فيها أخذ الاستعماريون الإنجليز والأمريكان يبنون سياساتهم تجاهها على أساس هذا العامل الجديد الخطير بعدما كانوا في السابق يركزون بالدرجة الأولى على أهميتها العسكرية والاستراتيجية .
 
           ولذلك احتلت منطقة الخليج العربي أهمية كبيرة في سياسات الدول الاستعمارية وأعطتها أهمية خاصة وحاولت بشتى الوسائل إحكام سيطرتها عليها . كذلك أدى إكتشاف النفط واتساع انتاجه إلى  زيادة عائاته, وبذلك خرجت بلدان المنطقة من حالة الفقر إلى حالة الرخاء , وأخذت هذه الدول تتطور تطورا سريعا في مجالات الحياة كافة . أدى هذا بالتالي إلى نشاط حركة الإنشاء والتعمير وزيادة متطلبات تلك النهضة مما انعش حركة الاستيراد والتصدير إلى حد كبير .
ويوضح الجدول (1) تطور عائدات النفط لأقطار الخليج العربي خلال السنوات 1975-1976-1977-1978 بملايين الدولارات , وعلما بأن أقطار الخليج العربي ( عدا البحرين) تمتلك عائدات نفطية كبيرة تزيد عن حاجتها وكان مجموعها عام 1978أكثر من 68مليار دولار.
                     السنة
القطر
1975
1976
1977
1978
المملكة العربية السعودية
37500
30000
41616
38200
الكويت
8530
8330
8284
9200
العراق
7500
9700
9800
10800
الإمارات العربية المتحدة
6900
7000
7000
7200
قطر
1700
2000
2200
2200
عمان
1300
1250
1380
2085
      ويربط عدد السكان في كل قطر عربي خليجي على حدة بمجموع العوائد النفطية التي تحصل عليها يتضح لنا أن كثيرا من هذه الأقطار تتوافر لديها عوائد نفطية تفيض عن حاجتها تودعها البنوك الأجنبية وتقدر ب38مليار دولار لعام 1978.
      كما أن اكتشاف النفط في بلدان الخليج العربي مع قلة عدد سكانها جعلها مركز جذب للأيدي العاملة , وأدى إلى تدفق أعداد كبيرة إليها , مما كان له أثر بارز في ازدياد حركة  الاستيراد . وبقي أن نقول أن زيادة الدخل القومي لبلدان هذه المنطقة زادت القوة الشرائية للفرد , ومع زيادة متطلبات الحياة وتنوعها ازدادت حركة استيراد مختلف السلع التجارية .
     وقد أعطى هذا الواقع المنطقة بصورة عامة ثقلا اقتصاديا كبيرا إلى العالم , ومن هنا تبرز أهمية مضيق هرمز باعتباره المنفذ الوحيد لهذه المنطقة إلى دول العالم جميعا , وعن طريقه تمر جميع صادراتها ووارداتها . ومن معرفة الامكانات الاقتصادية للمنطقة بالذات النفط العربي ودوره في الاقتصاد العالمي نستطيع أن ندرك أهمية هذه المنطقة بالنسبة إلى المجموعة البشرية .
 1- ضخامة احتياطي منطقة الخليج العربي من النفط :
قدر الاحتياطي النفطي للمنطقة في بداية عام 1978 بحوالي (53.3)مليار طن , فيما كان مجموع الاحتياطي العالمي (95.2) مليار طن أي بنسبة (56%) من مجموع الاحتياطي العالمي فقط.وثمة تقديرات تشير أخرى تؤكد أن مجموع احتياطي النفط العربي لا يقل عن ثلثي احتياطي النفط  العالمي . وبملاحظة الجدول (2) نستطيع أن نلم بتطور الاحتياطي النفطي العربي ونسبته إلى احتياطي العالم . 
 
السنة
الاحتياطي العربي
الاحتياطي العالمي
النسبة المئوية
1975
352.096
715.697
49.2
1976
359.662
658.686
54.6
1977
364.1
640.4
54.17
 
وعليه تبدو أهمية المنطقة باعتبارها تحتوي على أكثر من نصف مخزون العالم من النفط .
 نسبة انتاج نفط المنطقة إلى الانتاج العالمي :

    تعتبر منطقة الخليج العربي أكبر منتج للنفط في العالم . ويوضح الجدول (3) كمية الانتاج النفطي العربي ونسبته إلى الانتاج النفطي العالمي  خلال السنوات الواقعة بين 1974-1976 .
 
السنة
الانتاج النفطي في الخليج
الانتاج النفطي العالمي
النسبة المئوية
1974
21870
57970
37.73
1975
19610
54042
36.29
1976
220101
56032
39.28
      من هنا يمكن تصور مدى أهمية المنطقة بالنسبة إلى االاقتصاد العالمي من حيث انتاج الطاقة التي لا غنى عنها . ومما يزيد هذه الأهمية أن معظم الانتاج يصدر إلى خارج المنطقة على شكل خامات , وأن نسبة ما يستهلك منه قليل جدا لاتتجاوز (5%)من مجموع الانتاج.
 صادرات المنطقة من النفط الخام
        يعتبر النفط أهم سلعة تصدر من مناطق الخليج العربي إلى دول العالم . وكما ذكرنا فإنه على الرغم من ضخامة انتاج النفط فإن مقدار ما يستهلك منه لا يتجاوز(5%) من مجموع الانتاج  وهذا نتيجة الأوضاع الاقتصادية التي عاشتها المنطقة , إضافة إلى أن الدول الاستعمارية لا تشجع قيام الصناعات الثقيلة في هذه المنطقة على الرغم من توافر كافة المتطلبات لقيامها , وذلك في محاولة منها لإبقاء ظروف التخلف في المنطقة واعتمادها كأسواق لتصريف منتجاتها المختلفة من السلع الاستهلاكية وبالتالي سحب عائدات النفط منها .
       ومن خلال تحليل بسيط لانتاج كل قطر من أقطار الخليج العربي من النفط ونسبة ما يصدر منه إلى دول العالم نستطيع أن ندرك أهمية هذه المنطقة الحيوية من العالم .
فقد كانت النسبة المئوية من النفط الخام للسنوات 1974-1976كالتالي :

الدولة
نسبة الصادر من النفط الخام (%)
1974
1975
1976
الإمارات العربية المتحدة
100
84.4
94.7
إيران
95
92.6
91.5
البحرين
63.3
67.9
68
العراق
90
91.3
90.3
قطر
100
100
100
الكويت
96
95.2
95.5
المملكة العربية السعودية
100
100
96.5
      وعليه فإن منطقة الخليج العربي تكون قد صدرت نسبة كبيرة من انتاجها في المدة الواقعة بين 1974-1976.وإذا علمنا أن القسم الأعظم من هذه الصادرات يمر عبر مضيق هرمز ادركنا أهمية هذا المضيق الحيوي بالنسبة إلى دول المنطقة , ومدى الضرر الذي يصيب اقتصادها في حال نشوب أي خطر يهدد الملاحة عبر هذا المصيق المهم .ويوضح الجدول التالي حجم الصادرات من النفط المار عن طريق مضيق هرمز من 1974إلى 1975بالنسبة إلى الانتاج الاجمالي للنفط وصادراته عموما .
السنة
الصادرعن طريق مضيق هرمز
النسبة إلى الصادرات
النسبة إلى الانتاج
1974
20082000
99.8%
92%
1975
14831000
81%
76%
  وتحظى سوق الخليج العربي في عدة مناطق من العالم بأهمية عظمى وفي الأسواق الدولية لرخص أسعاره ووفرة انتاجه وجودة نوعيته وكثافته . ولذلك فإن اعتماد العالم عليه كبير جدا , وسيبقى الموقع الجغرافي للنفط العربي عظيم الأهمية حتى نهاية عصر النفط إذا تعذر العثور على مناطق نفطية جديدة بالقرب منه .
 حجم التبادل التجاري بين دول المنطقة
      ذكر في الفقرات السابقة حجم الصادر من سلع منطقة الخليج العربي الذي يمر عبر مضيق هرمز وهو حلقة الوصل الوحيدة لمنطقة الخليج العربي بالعالم الخارجي , واتضح أن نسبة كبيرة جدا من صادراتها تصل إلى 90% تمر عبر هذا المضيق . أما بالنسبة للواردات فلا يكاد يختلف الحال فإن ما يقارب ال90% من مجمل الواردات يمر عبر هذا المضيق.
والجدول الآتي يوضح حجم الصادر والوارد لأقطار الخليج خلال عام 1975فقط:

الجهة المستوردة
نسبة الواردات من نفط الخليج العربي (%)
أوروبا الغربية
36
اليابان
12
آسيا والشرق الأقصى
18
أمريكا اللاتينية
11
الولايات المتحدة الأمريكية
8
إفريقيا
4
الشرق الأوسط
2
أوروبا الشرقية
2
كندا
2
استراليا
2
غيرها
2
   هذا ويقدر ما يمر بمنفذ الخليج العربي عند مضيق هرمز من نفط المنطقة بنحو (15)مليون طن يزميا , كما يقدر عدد الناقلات التي تدخل فيه أو تخرج منه بنحو 48 ناقلة يوميا أي بمعدل ناقلة واحدة كل نصف ساعة .
  من هنا نستطيع أن ندرك أهمية هذا المضيق الكبيرة بالنسبة  إلى دول المنطقة , وإلى دول العالم أجمع , وتأثيره الكبير في اقتصادها وبالذات فيما يتعلق بتصدير النفط , إذ يمر معظم نفط المنطقة عبر هذا المضيق متوجها إلى مختلف بقاع العالم .

 الخاتمة :
  مضيق هرمز أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن , إذ يعبره 20-50 أي بمعدل ناقلة كل 6 دقائق في ساعات الذروة . ونظرا لموقع المضيق الاستراتيجي , فإنه لم يستطع الافلات عبر التاريخ من الأطماع وصراع الدول الإستعمارية الكبرى للسيطرة عليه , فمنذ القرن السابع قبل الميلاد وهو يلعب دورا دوليا وإقليميا هاما أسهم في التجارة الدولية وقد خضع للاحتلال البرتغالي ثم سائر الدول الأوروبية .
  ولقد اعتبرت بريطانيا مضيق هرمز مفترق طرق استراتيجية وطريقا رئيسيا إلى الهند و فتدخلت بأساليب مباشرة وغير مباشرة في شؤون الدول الواقعة على شواطئه لتأمين مواصلاتها الضرورية .
 لم تكن الملاحة يوما عبر هذا المضيق خاضعة لمعاهدات إقليمية أو دولية , وكانت تخضع الملاحة في مضيق هرمز لنظام الترانزيت الذي لا يفرض شروطا على السفن طالما أن مرورها يكون سريعا ومن دون توقف .
  ومع اكتشاف النفط ازدادت أهمية مضيق هرمز الاستراتيجية نظرا للاحتياطي النفطي الكبير في المنطقة . وقد بقي المضيق موضوع رهان استراتيجي بين الدول الكبرى . فالاتحاد السوفييتي كان يتوق إلى الوصول إلى المضيق لتحقيق تفوقه المنشود والتمكن من نفط المنطقة , بينما سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى إطلاق أساطيلها في مياه المحيط الهندي والخليج العربي ومتنت الرابط السياسية والتجارية والعسكرية مع دول المنطقة ضمانا لوصولها إلى منابع النفط والاشراف على طرق إمداده انطلاقا من مضيق هرمز الذي يعتبر جزءا من أمنها الوطني باعتبار أن تأمين حرية الملاحة فيه مسألة دولية بالغة الأهمية لا سيما وأنه الطريق الأهم لإمدادات النفط العالمية .
 
وفي الختام أتمنى أن ينال عملي المتواضع هذا رضاكم واستحسانكم ,,,,,
 المراجع
 1-أزهار عباس حلمي , المواصلات في الوطن العربي ,مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت , لبنان , ط1 , 1982.
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا