التسميات

الجمعة، 11 أبريل 2014

الآثار الأمنية لغزوة بدر الكبرى .. منظور جغرافي ...

الآثار الأمنية لغزوة بدر الكبرى .. منظور جغرافي 
مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة - مركز البحوث والدراسات جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية 1426 هـ - الآثار الأمنية لغزوة بدر الكبرى - منظور جغرافي - د . الأصم عبد الحافظ أحمد الأصم :

      تهدف هذه الورقة إلى معالجة بعض الآثار(1)الأمنية لغزوة بدر الكبرى(2)(ملحق 1) من منظور جغرافي حضاري(3)موظفة لذلك المنهج الوصفي التاريخـي(4)لأن طبيعة البيانات المتوافرة حول الموضوع يناسبها هذا المنهج وما يلحق به من أساليب . 
     وقـد استفاد الباحث من العديد من الدراسات ذات الصلة بموضوعه. (1)
     وتنطلق الدراسة في معالجتها للبيانات من مفهوم مركزي أساس ألا وهو مفهوم الأمن الشامل الذي يمكن أن نتعرف على أهم متغيراته من خلال(الشكل  1 ) عرف الأمن بأنه: الصورة العقلية لحالة مجتمع تسوده الطمأنينة والعيش في حالة توافق وتوازن أمني ، أو " أنه المناخ الاجتماعي الصحيح الذي يسمح لمسارات التنمية بالاطراد المستمر " أو " أنه الطمأنينة على المقاصد الضرورية "(2).
      وغاية ما هنالك أنه ليس من تعريف جامع مانع للأمن ، بيد أن أرجح تعريف له من وجهة نظري هو : « إحساس الفرد والجماعة البشرية بإشباع دوافعهما العضوية والنفسية، وعلى قمتها دافع الأمن بمظهريه المادي والنفسي والمتمثلين في اطمئنان المجتمع إلى زوال ما يهدد مظاهر هذا الدافع المادي ، كالسكن الدائم المستقر ، والرزق الجاري ، والتوافق مع الغير ، والدوافع النفسية المتمثلة في اعتراف المجتمع بالفرد ودوره ومكانته فيه ، وهو ما يمكن أن يعبر عنه بلفظ السكينة العامة )).
       حيث تسير حياة المجتمع في هدوء نسبي ، ومع ازدياد وتعقد المشكلات المؤثرة في سلامة الإنسان واستقرار المجتمع شاع مؤخراً استخدام مصطلحات الأمن التخصصي مثل: الأمن الغذائي ، والأمن الاجتماعي ، والأمن السياسي ، والأمن العسكري ، والأمن البيئي ، والأمن الثقافي ، والأمن الصحي وغيرها, للدلالة على كل متطلب من متطلبات الأمن بمعناه الواسع .
     وكل حلقة من حلقاته المترابطة والتي من مجموعها ينتظم عقد مفهوم الأمن الشامل »(2).
      فإن تحقيق الأمن بمعناه الشامل يعتمد على عناصر ومقومات عدة مترابطة ومتداخلة يمثل كل منها ثغرة إذا لم تسد وتؤمن أمكن من خلالها اختراق الأمن القومي لأي دولة أو مجموعة دول والإضرار بمصالحها .
      وفي هذا الإطار ، إطار الأمن الشامل بأبعاده المختلفة سوف نحاول التعرض للآثار الأمنية لغزوة بدر من منظور جغرافي كما نُص على ذلك في مفتتح هذه الورقة .
      ويناسب هنا الإشارة إلى أنه إلى ما قبيل غزوة بدر كانت مجتمعات الجزيرة العربية بعامة ومجتمع الحجاز بخاصة قد انتهت إلى شكلٍ من أشكال الاستقرار والتوازن الأمني ( Security Balance ) بوجوهه المختلفة : عقدية واقتصادية وسياسية إلى غير ذلك , نتج هذا التوازن عن عمليات التفاعل المكاني (3)بين مجموعة كبيرة من العناصر الطبيعية والبشرية الإيجابية والسلبية المتشابكة والمتداخلة في آن وأهمها :
  1. موقع الجزيرة العربية من العالم وواقعها الطبيعي (3).
  2. الرصيد التاريخي للأمم العربية البائدة والباقية(1).
  3. التنظيم الاجتماعي القبلي والطبقي (2).
  4. الاحتكاك والتواصل الاقتصادي والسياسي والحضاري مع القوى العالمية المجاورة والبعيدة(1)
  5. ما تبقى من الهدي السماوي ( الحنيفية و اليهودية والنصرانية )(2)
  1. الاعتقاد في الجن ، والكهانة والوثنيات العربية والصابئة إلى غير ذلك(1)
  2. هيكل القيم والأعراف العربية(2)
  3. النشاط الرعوي والزراعي والتجاري والصناعات اليدوية وتقنيات الري وفنون المعمار(3)
  4. العلوم العربية والأدب الجاهلي(1)
  10.البحار العربية (1)
وَلّد التفاعل المكاني لهذه العناصر مجتمعة نمطاً مكانياً حضارياً وأمنياً مقبولاً ومتوازناً ، كما سلفت الإشارة إليه ، بيد أنه كانت تشوبه اختلالات واهتزازات هنا وهناك ، أسباب تلك الاختلالات والاهتزازات عديدة وعلى رأسها الصراعات القبلية التي ربما تطورت إلى حروب طويلة مدمرة مثل حروب البسوس ، وداحس والغبراء ، والفجار وسواها . يفاقم من أثر هذا أن القبائل الرئيسة في الجزيرة وقتئذ كانت تناهز السبعين عداً يقيم ثلثها في الحجاز( جدول رقم 1  وملحق رقم 2 )  الإقليم الذي انطلقت منه الدعوة وتأثر أكثر من غيره بنتائج غزوة بدر إيجاباً و سلباً.
      وبدخول الإسلام إلى باحة التفاعلات المكانية هذه لم يكن الجسم المكاني المجتمعي العربي بخصائصه الحضارية والأمنية مستعداً لقبوله؛ لأن من طبائع الأجسام طرد الأعضاء الغريبة عنها كما هو معروف ، ولما كان الإسلام أمراً جديداً مختلفاً ومتميزاً ومتناقضاً مع معظم متغيرات الساحة العربية على مستوى شبة الجزيرة أو إقليم الحجاز حدثت المواجهة .
      أهم وجوه الاختلاف يتمثل في الأصل السماوي للدين،ودعوته إلى التوحيد الخالص، ونبذه العرقية والعنصرية، وبناء منظومته كلها على أساس عالمي يرتفع على الإقليمية والمحلية .
       لهذا وقع الصدام وتخلخلت الصورة الأمنية بل ارتجت ارتجاجاً شديداً ، وكانت بدر أهم المسارح المكانية لهذا الصراع الذي تنقل قبلها في مسرحين محليين ( مكة المكرمة والمدينة المنورة ) ومسرح إقليمي عالمي ( الحبشة ) ومسارح فرعية أخرى تمثلث فيما سبق بدر من غزوات (الأبواء، وبواط ، والعشيرة ، صفوان ) (4), ولا خلاف في أن السبب الجوهري لبدر هو تحريز الأمن العقدي والفكري لكل من الطرفين المتنازعين : المسلمين والمشركين ، المسلمون يدافعون عن دينهم الجديد(2)
جدول (1) : أشهر القبائل والمجموعات العربية واليهودية في الحجاز أيام غزوة بدر (2هـ)
القبائل العربيةالقبائل والمجموعات اليهودية
- قريش .بنو قريظة
- ثقيف .بنو النضير
- هوزان .بنو قينقاع
- هزيل .يهود خيبر
- جذام .يهود فدك
- بلى .يهود أيله
- غطفان.يهود وادي القرى
- بنو كلاب بن ربيعةيهود تيماء
- الأوس .
- الخزرج .
- بنو عذرة .
- سليم.
- خزاعة.
- جهينة.
- بنو سعد.
والمشركون يدافعون عن وثنيتهم وما والاها من عقائد منحرفة ( النصرانية واليهودية المحرفتان ) والصائبة والمجوسية وغيرها(1)( شكل 2 ).
      ومع ذا فإن السبب المباشر للمعركة وثلاث من الغزوات الأربعة التي سبقتها هو تهديد الأمن الاقتصادي لقريش من خلال اعتراض عير أبي سفيان ، واستخدام الأمن الاقتصادي المائي في إطار الإستراتيجية العسكرية للمعركة (حبس الماء )(2).
      ومهما يكن من أمر ففكرة تهديد الأمن الاقتصادي وبخاصة الأمن الغذائي – الطعام والماء – ليست جديدة .
      وفي سورة قريش إشارة لذلك ... ( الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف ). القرشيون أنفسهم كانوا هم السباقين لاستخدام ذات الإستراتيجية ضد المسلمين ( حصار بني هاشم في الشعب) ، والأمر ذاته يصدق بل هو السبب الرئيس لجل الصراعات العربية في الجاهلية ، فالقتال على الكلأ والماء هو صورة من صورة تهديد الأمن الاقتصادي .
      يشهد بذلك بعض ما وصل إلينا من أشعارهم : قال عمرو بن كلثوم :
ونشرب إن وردنا الماء صفواً  ويشرب غيرنا كدراً وطيناً
والغارة لأهداف اقتصادية كانت مما يفخرون به ، كما أن العديد من مسلكيات الشعراء الصعاليك في الجاهلية إنما كان فيها شيء من تهديد الأمن الاقتصادي ، ليس ذلك فحسب بل إن التعفف عن الغنائم كان معدوداً من مكارم الأخلاق .
قال عنترة :
يخبرك من شهد الوقيعة أنني  أغشى الوغى وأعف عند المغنم
 وإذا نظرنا إلى المسلمين ( 314 نفساً ) لم يكن تحت يدهم سوى 70 بعيراً يتعاقبونها(1)لأحسسنا كم كانوا فقراء وأن العنصر الاقتصادي قد يدخل ضمن دوافع التحرك بعد العقيدة والإيمان بالنصر ، ولا ينبغي أن يفوتنا ما كان من حنق المسلمين على قريش التي أجبرتهم على ترك ديارهم وأموالهم .
ومن الأبعاد الأمنية الاقتصادية ( أمن غذائي ) كانت فيما أراد المصطفى eالوقوف عليه من عدد الجزر التي ينحرها كفار قريش في اليوم ، ومن ثم يتعرفعلى عددهم على وجه الدقة أوالتقريب ، ونحن لا نرى أن معركة بدر على الرغم من أن النصر فيها كان للمسلمين قد غيرت هيكل العلاقات المكانية الأمنية في سائر الجزيرة العربية أو بعض أقاليمها ( الحجاز ) مباشرة، ولكن ذلك حدث في غضون أو بعد مرور أربع سنوات تخللها نشاط عسكري ومواجهات كانت في مجملها ردود أفعال أو استجابة لردود أفعال للهزيمة المنكرة التي باء بها مشركو قريش وحلفاؤهم في بدر ، يندرج تحت هذا غزوة "بني سليم ، بني قينقاع ، السويق ، ذي أمر ، بحران ، أحد ، حمراء الأسد ، بني النظير ، بدر الموعد ، دومة الجندل ، بني المصطلق ، الأحزاب ، بني قريظة ، وبني لحيان " ( شكل 3 ) إلى أن كان الحسم الأول في صلح الحديبية عام 6 هـ قال الشريف ( ، 1995 ، ص 163 ) " ... إلى أن كانت الهجرة النبوية إلى يثرب حيث هددت تجارة قريش ، وأصبحت شبه متوقفة مدة أربع سنوات نتيجة للصراع الذي قام بين مكة والمدينة منذ معركة بدر سنة 2 هـ حتى صلح الحديبية سنة 6 هـ . 
       ومع أن الصلح قد وجد معارضة من بعض الصحابة ، إلا أنهم رجعوا عما كانوا عليه؛ بعد أن وصف الله سبحانه الصلح بأنه " فتح مبين " .
      وقد تعجب كثير من أكابر الصحابة من هذا حتى ظهرت لهم آثار ذلك الصلح في دخول الناس في دين الله . قال الإمام ابن كثير معللاً هذا الوصف : "فإنه حصل بسببه خير جزيل ، وأمن الناس واجتمع بعضهم ببعض ، وتكلم المؤمن مع الكافر ، وانتشر العلم النافع والإيمان "(1) .
        ونسب ابن هشام إلى الزهري قوله حول صلح الحديبية : " فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث التقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب وأمن الناس بعضهم بعضاً والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة ، فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئاً إلا دخل فيه ، ولقد دخل في تينك السنين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر " ثم قال ابن هشام مؤيداً قول الزهري : " والدليل على قول الزهري أن رسول الله eخرج إلى الحديبية في ألف أربع مئة في قول جابر بن عبد الله ثم خرج عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف " .
      هذا على مستوى إقليم الحجاز ، وظل الصراع قائماً حتى في بعض أجزاء الحجاز نفسه ، بدلالة أن أصنام كثير من القبائل كانت تَعبد ، ولم يكتمل للمسلمين الهيمنة على الأمور إلا بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة .
      إن توقف تلك المقاومة يعني ترك الساحة للإسلام الوليد ليغيرها مظهراً ومخبراً .
      إنه تغيير كلي للهياكل والأبنية المكانية للقيم والعلاقات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية .
      إذن هو التغيير الجذري الشامل لشكل المجتمع وروحه الشمول عائد إلى ماهية الإسلام من حيث إنه يلمس جميع وجوه الحياة ، وجميع صور الأمن المكاني ، كما أن طبيعته لا تتناسب وقبول ما يناقضه من قيم ومفاهيم .
        صحيحٌ أن كثيراً من القيم والأعراف الجاهلية لربما بسبب أصولها الحنيفية أو النصرانية أو اليهودية قد دخلت في بنية الهياكل الإسلاميةوقبلت في إطار " أن النبي eإنما بعث ليتمم مكارم الأخلاق " ومع ذا فالكثير منها الذي لا يسعه هذا الإطار - إطار مكارم الخلاق – قد ذهب إلى غير رجعة .
 على ضوء ما تقدم تحاول هذه الورقة أن تجمل الآثار الأمنية التي ترتبت على عزوة بدر الكبرى فيما يلي :
أولاً : الأثر الأعظم لغزوة بدر هو أنها كانت إيذاناً ببروز قوة جديدة نامية وفعّالة. تشغل هذه القوة منطقة جغرافية مهمة ، منطقة المدينة المنورة، ذات الموقع المتميز جيوبولتيكياً على أكثر من مستوى مكاني (محلي، إقليمي وعالمي فيما بعد ) . وتستند هذه القوة الجديدة إلى قاعدة اقتصادية قوية (الزراعة والتمور ) إلى جانب الأنشطة التجارية والحرف والصناعات اليدوية(1).
          وبعد أن كان المسرح السياسي الدولي يهيمن علية قوتان فارس و الروم أضيف إليهما قوة جديدة قوة المسلمين .
ثانياً : نجحت هذه القوة في تغيير قواعد اللعبة السياسية ، وتركت آثاراً أمينة إيجابية وسلبية ، وأعطت شكلاً جديداًَ لهياكل ومضامين التوازنات الأمنية المكانية في شبة الجزيرة العربية بوجه عام ، والحجاز بصورة خاصة .
      فهي التي زعزعت الأمن الفكري والعقدي للقرشيين ، وضربت منظومة القيم السائدة عندهم ، وأضعفت من مكانة قريش في نظر القبائل ، وهو ما أدى إلى تراجع في أعداد الحجاج في السنوات التي أعقبت المعركة ربما لدواع أمنية،(2) ويبدو أن كثيراً من القبائل بدأت تشكك في قدرة قريش على حماية الزوار والمعتمرين والحجاج.
ثالثاً : تمكنت قوة المسلمين الجديدة من التحكم في شبكة الطرق البرية والبحرية الرابطة بين الشام ومصر من جهة ، ووسط الحجاز وجنوبه من جهة أخرى . وقد ترتب على هذا ارتفاع أسعار السلع الشامية والمصرية في مكة المكرمة ، وتراجع الطلب على المنتجات المكية المحلية ( الأدم مثلاً )(3).
            وفي الوقت نفسه ازداد المعروض من السلع الشامية والمصرية في المدينة ومدن الشمال وهبطت أسعارها .
             ثم إن المكيين الذين يعتمدون على التجارة وجدوا أنفسهم مضطرين لتوجيه خطوط تجارتهم إلى الجنوب . قال الشريف : " ولا بد أن صلة مكة التجارية بالجنوب قد ازدادت بعد قفل طريقها الشمالي إلى الشمال بعد هجرة النبيeإلى يثرب ودخوله في صراع مع قريش ، فإن بلداً مثل مكة لا يقوى على عدم المتاجرة , وإلا أكل رؤوس أمواله وهددبالخراب "(1)  ولم يقتصر الأمر على مكة وحدها بل تعداه إلى أسواق شبه الجزيرة العربية عامة والحجاز خاصة (جدول 2 ) والتي تجمع بين النشاطات الاقتصادية والأدبية والفكرية ، فقد شهدت انكماشاً واضحاًُ بسبب القطع الكلي أو الجزئي لخطوط التجارة مع الشمال ، وفي الجملة أضعفت بدرٌ الأسس الاقتصادية لأي تحرك سياسي أوعسكري ضد المسلمين ، وغاية ماهنالك أن الأمن العقدي والسياسي والاقتصادي للمسلمين قد اكتسب أبعاداً جديدة.
              ثم إن كل السرايا والغزوات التي لحقت بدراً إلى صلح الحديبية إن هي إلا (هزات ارتدادية لها ) .
رابعاً : أكدت نتائج المعركة على المفهوم القائل بأن الذي يحارب دفاعاً عن عقيدته ( أمن عقدي وفكري ) يكون أقوى ممن يحارب لأسباب أخرى  اقتصادية أو عرقية أو سواها  ويكفي أن المسلمين كانوا 314 رجلاً في مواجهة 950 رجلاً من المشركين .
     ولا  ننسى أن المسلمين على قلتهم كانوا مؤمنين بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة .
     كما أن إيمانهم بالدعم السماوي لهم في القتال لم تشبه شائبة ، وهو ماعضده مشاهدة الثقات للملائكة تثبّت المسلمين في بدر .
خامساً : خلطت نتائج المعركة أوراق الأحلاف القبلية المحلية ، وأثّرت في الأحلاف الدولية ( الغساسنة والروم من جهة والمناذرة والفرس من جهة أخرى) ويمكن النظر إلى هذا الأمر بوصفة تهديداً للعلاقات الجيوبولتيكية العربية الرومية والفارسية .
      محلياً أعادت كثير من القبائل أو بطون منها النظر في تحالفاتهم السابقة، واختارات الحياد أو التحالف مع المسلمين ، أو مواددتهم كما استمر بعض آخر في مناصرة التحالف القرشي كما هو حال ثقيف وهوازن وغطفان. (6)  
                     جدول (2) : الأسواق الشهيرة    
اسم السوقوقته (الشهور)
دومة الجندل3
المجنة11
ذو المجاز12
عكاظ11
صنعاء9
عدن9
الراية11
الشحر8
صحار7
المشقر----
هجر4
سادساً : ضمنت سيطرة المسلمين على ثمانية مراكز زراعية من جملة أهم ثلاثة عشر مركزاً في إقليم الحجاز ، وعلى رأس المراكز  المدينة المنورة وما كان إلى الشمال منها (خيبر ، فدك ، تيماء ، العلا ، تبوك ، الخ....).
سابعاً : أبرزت بدر إمكانية قيام وحدة عربية أو كيان عربي على أساس عقدي يعلو على الأسس العرقية والقبلية المختلفة .
    فقد شهدت ساحة بدر اقتتال أفراد من القبيلة الواحدة مع بعضهم, أنها المرة الأولى التي بحدث فيها ذلك .
ثامناً : ومن آثار المعركة أنها أرست أسساً جديدة في التعاملإثر الحروب مثل إطلاق سراح أسرى مقابل تعليمهم عدداً من أبناء المسلمين القراءة والكتابة .
إنه الأمن الثقافي والتعليمي الذي يحتاجه وسوف تحتاجه الدولة الإسلامية الوليدة في أعمال بيت المال والدواوين ومضابط الخراج وسواها .
تاسعاً : استخدمت في المعركة تكتيكات عسكرية جديدة مثل الحيلولة بين المشركين والماء ، وقد ثبت جدوى ذلك في غزوات وحروب لاحقة .
عاشراً : نجحت بدر في إطلاق وتقوية أواصر التحالف الإسلامي العالمي القائم على المهاجرين القرشيين ، الأوس والخزرج خلا المنافقين ، ومن أسلم من اليهود والأمم الرئيسة ممثلة في أشخاص سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي .
حادي عشر : غيرت المعركة صورة المسلمين من مجرد فئة مستضعفة ومشردة إلى قوة يحسب لها حسابها ، وصارت لهم هيبة تمثلت في يأس القبائل العربية المتحالفة مع قريش أو المتعاطفة معها من الاعتداء عليهم بعد غزوة الأحزاب ( أحد ردود الأفعال على بدر ) أو التقليل من شأنهم وهو ما ترجم عملياً في عام الوفود(1).
ثاني عشر : أثّرت المعركة في حركة الأسواق المهمة ( جدول 2 ) والتي كانت تمثل أعصاباًَ مركزية للأمن الاقتصادي( تتبادل فيها السلع ) ، والأمن الثقافي والفكري من خلال ما يتطارح فيها من الشعر والأدب. وبوجود المسلمين في يثرب كقوة عسكرية جديدة لا يستطيع المكيون وحلفاؤهم ارتياد أسواق الشمال مثل: دومة الجندل ، كما أن الكثير من عرب الشمال المناوئين للمسلمين لم يكونوا يذهبون مطمئنين إلى أسواق مثل عكاظ ومجاز وذي المجنة ، ومهما يكن من أمر فإن التواصل الثقافي من خلال الأسواق وخاصة أسواق الحجاز قد تأثر سلباً .
     لم يعد بإمكان المسلمين في يثرب المشاركة في أهم أسواق العرب (مهرجانات الأدب ) لأن المشركين يحولون بينهم وبين ذلك ، وحتى الحج والعمرة من حيث إتاحتهما فرصة للالتقاء الفكري ، حُرّما عليهم إلى عام الصلح ، صلح الحديبية في عام (6هـ).
ثالث عشر : اتخذ الصراع العقدي والفكري من الشعر سلاحاً إعلامياً قوياً. نجد ذلك في شعر حسان بن ثابت tالمؤيد بروح القدس وهو يرد على القرشيين وينافح عن العقيدة الجديدة ، كما أنه رد على عدد من الشعراء الذين صاحبوا بعض الوفود العربية التي انثالت على المدينة من شتى أنحاء الجزيرة ، وذلك بعد فتح مكة عام 8 هـ وإسلام ثقيف وغزوة تبوك ( سنة 9 هـ )
رابع عشر : مغفرة الله تعالى لأهل بدر وسبقهم إلى الإسلام وشرف صحبته eجعل لهم كل ذلك مواقع سامية في نفوس المسلمين أيمنا حلوا ، يلتف  حولهم الناس ويتأسون بهم وتثبت بهم المجتمعات وتستقر ، وينتشر بهم الأمن والسلام ، وهكذا نجد أن مَن رحل منهم إلى أقاليم بلاد المسلمين كان محل التقدير والتبجيل وسبباً لكل ما ذكر ، ولنا أمثلة في وجود طلحة وعلي والزبير في العراق ، وخالد في الشام وأبي أيوب الأنصاري في قبرص وسواهم. (7)
خامس عشر : كل ما ذكر من آثار يندرج تحت دائرة التأثيرات المباشرة للغزوة، أما التأثير غير المباشر فيشمل كل عمليات انتشار الإسلام وما يترتب عليها في كافة مناحي الحياة ، وأمن المجتمعات الإسلامية واستقرارها على تطاول القرون ، وفي كل منطقة وجد فيها مجتمع مسلم .
       وتسجل لنا آداب الشعوب الإسلامية وتراثها نماذج ثقافية وفكرية نادرة حول العصر النبوي والعصر الراشدي ، وخصوصية بدر والبدريين في هذا الإطار، إذ إنه لولا نصر الله المسلمين في بدر لما قامت للإسلام قائمة ، لذلك نجد أن ذكراها العطرة راسخة في أذهان الشعوب الإسلامية كافة .  
  الخاتمة
          كنا قد ذكرنا في فواتح هذه الورقة أن التفاعلات المكانية بين مجموعة كبيرة من العناصر الطبيعية والبشرية في شبة الجزيرة العربية والتي استمرت أو استمر أغلبها فاعلاً ومؤثراً لعدة قرون قد رَسَمت و شَكّلت نمطاً أمنياً مميزاً ومقبولاً لسكان شبة الجزيرة وقتها أي قُبيل موقعة بدر الفاصلة ، والتي كرست دخول عناصر جديدة  إسلامية الطابع  إلى حلبة التفاعلات المكانية الأمينة .ظلت بعض العناصر السابقة قائمة ، مثل: موقع شبه الجزيرة العربية وواقعها الطبيعي ورصيدها التاريخي إلى غير ذلك .
      أخذت التفاعلات منحى جديداً كما لاحظنا من خلال الآثار التي استعرضناها ، والمحصلة نمط مجتمعي أمني مكاني جديد أكثر استقراراً تقوم علاقاته على أسس فكرية وعقدية أسمى من تلك التي كانت في الجاهلية مع اكتساب أبعاد إقليمية وعالمية أخرجت شبة الجزيرة برمتها من ربقة المحلية ، وأضحت العلاقات الأمنية المكانية جزءاً من المنظومة الأمنية المكانية العالمية الشاملة ، ويناسب هنا أن نشير إلى أن الصورة الجديدة للأمن المكاني صورة متحركة ومتطورة؛ ذلك أنها في شكلها الحاضر تطوي في ثناياها تراكمات أجيال متعاقبة من الصور الأمنية المكانية المتتالية .     حمله من هنا
 
المصادر والمراجع
      أولاً: المصادر والمراجع العربية :
  • القرآن الكريم
  • الأبشيهي ، شهاب الدين محمد بن أحمد (ط1992م) ، المستطرف في كل فن مستظرف ، مكتبة الحياة ، بيروت ، مجلد2.
  • ابن حجر العسقلاني (ط1992م) ، الإصابة في تمييز الصحابة .تحقيق علي محمد البجاوي ، دار الجيل ، بيروت ، عدة مجلدات
  • ابـن كثير ، أبو الفداء إسماعيل (ط 1420هـ) ، تفسير القرآن العظيم تحقيق سامي بن محمد السلامة ، دار طيبة ، ط2 ، الرياض.
  • ابـن هشام ، أبو محمد عبد الملك بـن أيوب الحميري ، (د.ت) ، السيرة النبوية ، تحقيق مصطفى السقا وإبراهيم الإبياري وعبد الحفيظ شلبي ، مؤسسة علوم القرآن ، بيروت -4ج .
  • الأصم ، الأصم عبد الحافظ (1420هـ) ، العلاقات المكانية بين شبه الجزيرة العربية والسودان الشرقي – دراسة لأبعادها الحضارية والأمنية والتاريخية ، المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب ، العدد 27 ، الرياض ، ص ص 287-407 .
  • البشري ، محمد الأمين (2000م) ، الأمن العربي : المقومات والمعوقا ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض .
  • الجحني ، علي بن فايز (1422هـ) ، الإرهاب : الفهم المفروض للإرهاب  المفروض ، مركز الدراسات والبحوث ، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ، الرياض .
  • الحلبي ، علي بن برهان الدين ، (د.ت) ، السيرة الحلبية ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت .
  • الخضري بــك ، الشيخ محمد (1986م) ، الدولة الأموية ، محاضرات في تاريخ الأمم الإسلامية ، تحقيق الشيخ محمد العثماني ، دار القلم ، بيروت ، لبنان .
  • دائرة المعارف الإسلامية ، د.ت ، القاهرة .
  • الرقيبة ، عبد الله بن صالح (1422هـ) ، الحرمان الشريفان  والمشاعر المقدسة – التوسعات والتطوير ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض .
  • الشاماني سند بن لافي (2001م) ، الأمن والتنمية : المفهوم والأبعاد في ضوء الكتاب والسنة ، مؤتمر الأمن والتنمية في الوطن العربي ، جامعة نايف  العربية للعلوم الأمنية ، الرياض 2426/9/2001م .
  • الشريف ، أحمد إبراهيم (1965م) ، مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول ، دار الفكر العربي ، القاهرة .
  • الطيب ، عبد الله (1982م) ، الهجرة إلى الحبشة وما وراءها من نبأ ، ورقة بحث قدمت إلى الندوة الثالثة لدراسات تاريخ الجزيرة العربية ، جامعة الملك سعود ، الرياض .
  • العمري ، عبد العزيز إبراهيم ، (1985م) ، الحرف والصناعات في الحجاز في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ، (رسالة ماجستير) ، قسم التاريخ والحضارة ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الرياض .
  • قاسم ، عــون الشريف ، (1968م) ، "السودان في حياة العرب وأدبهم" مجلة الدراسات السودانية ، المجلد الأول العدد الأول ص ص 76 – 93.
  • كرا تشكو فسكي ، اغناطيوس ، (1961م) ، تاريخ الأدب الجغرافي
  • العربي ترجمة صلاح الدين هاشم ، جامعة الدول العربية ، القاهرة.
  • مؤنس ، د . حسين ، (1987م) ، أطلس تاريخ الإسلام ، الزهراء للإعلام  العربي ، القاهرة .
  • المغلوث ، سامي بن عبد الله (1422هـ ) ، الأطلس التاريخي لسيرة الرسول  صلى الله عليه وسلم ، مكتبة العبيكان ، الرياض (المملكة العربية السعودية) .
  • مهران ، محمد بيومي ، (1400هـ) ، دراسات تاريخية من القرآن الكريم، لجنة البحوث والتأليف والترجمة والنشر ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الرياض ، المملكة العربية السعودية .
  • موسى ، محمد متولي (1413هـ ) ، إقليم شبه الجزيرة ، الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي ، ص 18- 105 ، المجلد الثاني ، القسم الأول، عمادة البحث العلمي ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، الرياض .
  • النجار د. محمد الطيب ، (1401هـ ) ، القول المبين في سيرة سيد المرسلين – دراسات في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية ، دار اللواء للنشر والتوزيع ، الرياض ، المملكة العربية السعودية .
  • النجار ، زغلول محمد راغب والدفاع ، علي عبد الله (1409هـ) ، إسهام علماء المسلمين الأوائل في تطوير علوم الأرض ، مكتبة التربية العربي لدول الخليج ، الرياض .
  • النصيرات ، إبراهيم (1399هـ ) ، غزوات الرسول r، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم الجغرافيا ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض .
ثانياً : المصادر والمراجع الأجنبية:
- Jakson ,p.and cosgrove, D.(1983) ,New Directions in CulturalGeography, Area , No. 19,pp.95-101
       -Johnston , R. J , And Others, (1994) , The Dictionary ofHuman Geography , Third EditionBlackwell publishers, Oxford, UK.
- Saur, C.O.(1925), The Morphology of Landscape in Leighly, J.(1963), Land and life:Selctions from the Writtngs of Carl Ortwin Saur. (Ed), Berkely , CA: University of California Press, pp. 315-500
(1) يناسب النظر إلى الآثار أو النتائج التي ترتبت على غزوة بدر من وجهتين : أثار ٌ مباشرة ( مدى قصير ) وآثار غير مباشرة ( مدى طويل ) . الأخيرة تتضمن بعد الاستمرارية والديمومة لأنه مادام هناك إسلام فلابد أن لمعركة بدر إسهام في وجوده بل هي السبب الأقوى في ذلك إلى يوم الدين .
    ومن جهة أخرى نلحظ تداخل الآثار الأمنية للمعركة مع أبعادها . الآثار بداهة لاحقة والآبعاد يمكن أن يندرج تحتها ماسبق المعركة ومهد لها وماتخللها أو جاء تالياً لها.
(2) إضافة صفة الكبرى  ذات مدلولين : الأول لأهميتها في تكوين الدولة الإسلامية هي غزوة فارقة " الفرقان " كما أن صفة " كبرى " تميزها عن غزوة بدر الأول السابقة لها والتي يطلق عليها أيضاً غزوة سفوان أو صفوان
(3) الإشارة هنا إلى مفهوم الجغرافيا الحضارية وهو مفهوم واسع كثير الاستخدام في الأدبيات الجغرافية الكلاسيكية  والحديثة . ويعني ببساطة فعل الإنسان  وتأثيره في ( اللاند سكيب ) الطبيعي خلال فترة تطول  وتقصر .، وبذهب بعضهم إلى أن لا فرق بين الجغرافيا الحضارية والجغرافيا البشرية بكافة فروعها ،وعلى كُلٍ فإن الدين واللغة وأسماء الأمكنة وأنماط المساكن والعادات والتقاليد والأعراف هي أهم  متغيرات ( اللاند سكيب ) التي يهتم بها الجغرافيون الحضاريون
(4) المنهج الوصفي التاريخي واحد من أكثر المناهج التي يستخدمها الجغرافيون للتعامل مع بيانات غير كمية أو غير رقمية كما هو الحال في البيانات  التاريخية ، وإذا كان البعد المكانيهو البعد الأهم وعلية مدار العلوم الجغرافية فإن مزاوجته مع بعد الزمن ـ أي البعد التاريخي ـ يشكل إطارً منهجياً متميزاً وهو ما يطلق عليه البعد الزمني المكاني ( Oral Frame Spatio – Temp- ) وبحكم أن دراستنا هذه تتناول بيانات تاريخية غير رقمية في الغالب رأي  الباحث أن هذا هو المنهج الأنسب .
(1) لم يقف الباحث على أي دراسة سابقة للآثار الأمنية لغزوة بدر من منظور جغرافي . ولكن رجع إلى عدد كبير من المصادر والمراجع حول الموضوع مما هو مثبت في قائمة مراجع هذا البحث ، وبصفة عامة فإن  كتب التاريخ الإسلامي العام جميعها وكتب السيرة وكثير من كتابات المستشرقين والمحدثين قد تعرضت للغزوة من زاوية أو أخرى ، وفي التراث الشعبي للأمم الإسلامية الكثير عن بدر وعن المشاركين فيها من أصحاب النبيeً وذلك لما للبدريين من منزلة خصهم الله تعالى بها – فضلاً عن هذا نما إلى علمي أن الآداب  الشفاهية للغات المسلمين غير العرب مثل " الأردو " والفارسية والسواحلية " والهوسا " فيها الكثير عن هذه المعركة الفاصلة .
(2) ( الشاماني ، 2001 م )
(2) البشري ،2000، ص 18
(2)  مكاني يقصد به جغرافي ( Spatial ) ، وأما التفاعل فيعني في أبسط صوره تأثيراً متبادلاً ذا اتجاهين وقد يزيد عدد الاتجاهات إذا كانت العملية التفاعلية معقدة . لمزيد من التوسع انظر ( الأصم ، 1419 هـ ) 
(3) يشمل إقليم شبه الجزيرة عموما ، القسم الجنوبي من الإقليم الأكبر ، الذي يشتهر باسم الجزيرة العربية أو جزيرة العرب ووفقاً لكتابات معظم الجغرافيون المسلمين الأوائل ، فإن هذا الإقليم يمتد حتى جبال طوروس في الشمال شاغلاً موقعاً وسطاً بين قارات العالم القديم :
أما من حيث واقعها الطبيعي فيدخل تحت تضاريس شبة الجزيرة الأقسام التالية :
  1. السهول الغربية ( تهامة ) وتشمل تهامة الحجاز وتهامة عسير واليمن .
  2. المنحدرات الغربية لهضبة الدرع العربي في المملكة العربية السعودية وفي اليمن .
  3. المرتفعات الغربية ( هضبة الدرع العربي ) وتشمل هضاب الحسمى والحجاز وعسير واليمن .
  4. الهضاب الوسطى وتشمل هضاب نجد والعرمة والصمان .
  5. السهول الشرقية وتشمل أراضي الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة .
  6. الهضاب الشمالية وتشمل حوض السرحان وهضاب الحرة والحماد والوديان والحجرة وحوض الدبدبة.=
     = مناخياً يتميز مناخ شبه الجزيرة بشدة الحرارة صيفاً واعتدالها شتاءً مع زيادة في نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية وجفاف مقرون بالتطرف في درجات الحرارة في الجهات الداخلية وأمطار قليلة في مختلف شهور السنة . ( موسى ، 1413 ) 
(1)  الرصيد التاريخي للأمم العربية : البائدة والباقية : من الأمم البائدة عادٌ وثمود ، وطسم وجديس وأصحاب الرس وغيرهم ، أما العرب الباقية فتنقسم إلى عرب عاربة وعرب مستعربة . فالعرب العاربة هم قحطان وفروعها ، وأما المستعربة هم عدنان وفروعها ، أو الإسماعيلية ، لأنهم يرجعون في نسبهم إلى إسماعيل النبي e.  ( النجار ، 1401 هـ ، ص 28 ) جاء أول ذكر للعرب في وثيقة تعود إلى عام 1700 ق . م ، ويقال إن مجوعة عربية قد نجحت في إقامة حضارة بابل المزدهرة ، كما أن حضارة النبط التي اتخذت من تدمر ( البتراء ) حاضرة لها هي حضارة عربية خالصة . لبس ذلك فحسب بل إن حضارات الجنوب : حمير ومعين وسبا وغيرها هي حضارات عربية ضارية الجذور في القدم ، وقد استفاد العرب من حضارات الأمم الأخرى وخاصة الحضارات التي ازدهرت في مناطق مجاورة لهم أو لهم اتصال بها ولعل أهمها :
- الحضارية المصرية ( 5000 ق . م – 30 ق . م ) ، وحضارات  مابين النهرين دجلة والفرات ( 4000 ق . م – 550 ق . م  )، والحضارة الهندية القديمة ( 2500 ق . م – 1800 ق . م ) والحضارة الصينية القديمة ( 4500 - 700 م ) والحضارة الإغريقية القديمة ( 500 ق .م – 1800 ق . م ) . ( النجار ، والدفاع ، 1409 هـ ، ص 12 )  
(2) التنظيم الاجتماعي القبلي والطبقي : كان المجتمع قبلياً يسوده أشرافه ، وكان يعترف بنظام الرق ،   وينتفع من الأرقاء في أنشطة اقتصادية واجتماعية مختلفة ، كما أن كثيراً من الأرقاء مثلوا عنصراً فعلاً في   الحروب والصراعات القبلية التي كانت تنشب  ببين حين وآخر ،وأما المرأة فكان لها مكانة اجتماعية ومشاركة   للرجل في تصريف شؤون الأسرة ( الخضري  بك 1986 م ، ص 27 ) .ولا يقدح في هذا ما ثبت من أن أفراداً من العرب كانوا يئدون بناتهم  ( وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت ) ( سورة التكوير ، الآيتان 8 و 9 ) وكان لكل قبيلة مجلس إداري برأسه شيخ القبيلة ، ويمثل أعيانها ووجوهها – عادة – أعضاء في ذلك المجلس الذي يبت في أمور القبيلة الكبيرة وخاصة فيما يتعلق بالحرب .وتتفاوت القبائل في مستويات تنظيمها الإداري ، بحيث نجد أن التنظيم الإداري لقبائل كقريش – مثلاً – يكاد أن يصل إلى مستوى " مجلس للوزراء بالمفهوم الحديث " . وكان مقر ذلك المجلس دار الندوة وفيه عشر إدارات متخصصة هي :
الحجابة أو السدانة ، السقاية ، الديات ، السفارة ، اللواء ، الرفادة ، الندوة ، الخيمة ، الخازنة ، والأزلام. وكان العرف يقضي بأن أكبر أصحاب المناصب العشرة سناً هو الذي يتولى الرئاسة ويلقب بسيد القوم ( النجار ، 1406 هـ ، ص 37 ) . وقريب من هذا التنظيم الإداري القبلي كان معروفاً عند تميم ،وحنيفة ، وأسد ، وبكر ، وربيعة ،وكندة ، وغطفان ، وكلب ، وعبس وقظاعة وسائر قبائل الجزيرة العربية وقتئذ.
    وتعد الأحلاف القبلية جزءاً أساسياً من النظام القبلي العربي خلال هذه الفترة ، ولم تكن هنالك قبيلة ما إلا وهي داخلة في أحد الأحلاف الكبيرة التي كانت تنتظم الجزيرة العربية غرباً بشرق وشمالاً بجنوب . مثال ذلك تميم وغطفان وهوزان (مؤنس،1987م) كما أن الأحلاف قد تأخذ بعداً أصغر فيتكون الحلف من أفراد أومجموعات داخل القبيلة الواحدة مثل حلف الفضول الذي تحالف فيه نفر من قريش على= =أن لا يجدوا بمكة مظلوماً من أهلها أو غيرها ممن دخلها من سائر الناس إلا قاموا معه . وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته " ( ابن هشام ، د .ت ، ص 134 )  
(1) الاحتكاك  والتواصل مع الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية ومع بلاد الهند والحبشة ومصر وغيرها : إلى أيام النبي eكان للروم وجود فاعل في شمالي الجزيرة العربية ومصر ،كما كان للفرس وجود كبير في اليمن وشمال شرقي الجزيرة ( العراق ) . وكان اتصال الأمتين بالعرب قرياً ووثيقاً بدلالة أن دولة المناذرة العربية كانت تدور في فلك الفرس بينما كانت دولة عربية أخرى هي دول الغساسنة تدور في فلك الإمبراطورية الرومانية . ومن بين رسل رسول الله eإلى الملوك والزعماء . رسولاه إلى كسرى ملك الفرس ،وهرقل عظيم الروم .وحتى في المجتمع المكي والمجتمع المدني ، ثبت وجود أفراد من أصول رومية وفارسية مثل صهيب وسلمان y.  ( ابن هشام ، د . ت  ) .
وتعج الكتابات الرومانية التي تدلت إلينا بذكر بلاد العرب ولاسيما العربية السعيدة يعنون " اليمن " أما اتصال العرب ببلاد الهند فقديم . يشهد على ذلك رحلة " الخركي " العربي الأصل إلى الشرق الآسيوي ( كرا تشكو فسكي ، 1961م )
      كما يدل على معرفة العرب لتلك البلاد واتجارهم معها ثناؤهم على منتجاتها وبخاصة السيوف الهندية ، واحدها كما جاء في لامية كعب بن زهير بن أبي سلمىy  مادحاً النبي e.
      إن الرسول لنورٌ يستضاء به    مهند من سيوف الله مسلول
وأورد كرا تشكو فسكي بيت شعر يدل على معرفة العرب بشعوب أسيوية أخرى كالترك والأفغان ( كرا تشكو فسكي ، 1961 م )
      ولقد شربنا الخمر ببابل     يركض حولنا ترك وكابل
أما اتصالهم بمصر والحبشة فالشواهد علية كثيرة ومتعددة ويكفي أن نشير إلى أن عمراً بن العاص yوعدداً من القرشيين قد اعتادوا الورود إلى مصر تجاراً .كما أن تجارة عبد شمس ابن عبد مناف قد كانت إلى الحبشة . ( ابن هشام د. ت  ) ، وهكذا نجد أن العرب قبل الإسلام كانوا على اتصال بسائر أمم الأرض ولم يكونوا في عزلة عن مايجري في العالم .
(2) ما تبقى من الهدي السماوي : الحنفية واليهودية والنصرانية . الحنفية هي دين إبراهيم الخليل e، وكان عليها أفراد قلائل . وسادت اليهودية في يثرب وخيبر ونواحي من بلاد اليمن . أما النصرانية فقد كانت منتشرة بين قبائل العرب التي سكنت بلاد الشام وشمالي شبه الجزيرة ، ومن أكبرها كلب بن وبرة ،وبكر وتغلب والنمر بن قاسط وطيء وبعض فروع قضاعة مثل جذام وبلي وبلقين ، وأكبر القبائل النصرانية قبل الإسلام كانت غسان ومن تبعها من القبائل العربية التي كانت تسمى نصارى العرب  أو " عرب الروم " .  ( مؤنس ، 1987 م ، ص 100 ) وفي نجران كان هنالك وجود نصراني كبير ، وكانوا على اتصال قوي بالحبشة بسبب وحدة المعتقد . ( مهران ، 1400 ) 
(1) الاعتقاد بالجن ، والكهانة ، والوثنيات العربية ، والصائبة إلى غير ذلك : كانت للعرب في جاهليتهم اعتقادات خرافية في السعالي والغيلان وأنواع مختلفة من الجن . وأن الإنس يمكنهم الاتصال بهم ، بل التزاوج معهم ، وليس أفضل دليلاً على هذا من خبر عمرو بن يربوع الذي قال إنه تزوج سعلاة .   (الطيب ، 1992 م ، ص 28 ) , أما الكهانة وما يتصل بها من قيافة وزجر وعرافة وفأل وطيرة وفراسة فقد كانت أمراً مقبولاً عند جميع القبائل العربية دون استثناء ، وأشتهر من كهانهم شق وسطيح ( الأبشيهي ، 1992 ، ص 86 ) . ومن أصنامهم اللات والعزى ومناة ، ويغوث ويعوق ونسر ن وذو الكفين ، وهبل وإساف ونائلة وذو الخلصة ( مؤنس ، 1987 م ، ص 100 ) .
(2) هيكل القيم والأعراف العربية : الكرم والشجاعة وقرى الضيف والاعتداد بالنفس والفخر بالأنساب ، كانت من القيم العربية الأصلية . ومن الأعراف عندهم نظام الجوار الذي كانوا يحترمونه ويرعونه بكل دقة . وجاء في الأخبار أن أفراداً من المسلمين في مبدأ أمرهم قد انتفعوا من هذا النظام . من هؤلاء عثمان بن مظعون tإذ استجار بالوليد بن المغيرة حيناً ، وأبو العاص بن الربيع الذي أجارته زوجه السابق ، زينب بنت النبي eوأشهر مما ذكرنا إجارة المطعم بن عدي النبي eبعد أن ردته ثقيف . ( ابن هشام ، د . ت ، ص 381 ) . ومن أعرافهم نصرك أخالك ظالماً أو مظلوماً  وقد عبر شاعرهم عن ذلك في هذين البيتين :
      قوم إذا الشر أبدى  ناجذيه لهم  طاروا إليه زرافات ووحدانا
      لا يسألون أخاهم حين يندبهم  في النائبات على ما قال برهانا
وكان من بينهم من يأخذ حق القوي عنوةً ويرده أو لايرده على الضعيف فيهم فيما عرفوا بالصعلكة . ومن أشهر صعاليكهم عروة بن الورد ، وتأبط شراً والسليك بن السلكة والشنقرى وسواهم . ( قاسم ، 1968م )
ومن القيم غير المقبولة عندهم الغارة ، وأنواع من الأنكحة الفاسدة كالاستبضاع ، ونكاح البغايا ( تعدد أزواج المرأة الواحدة ) ،والشغار ، كما كانت تسود بين ألوان من الربا واستعلاء الموسرين على الضعفاء وذوي الحاجة ( النجار ، 1401 هـ )
(3)  النشاط الرعوي والزراعي والتجاري والصناعات اليدوية ، وتقنيات الري وفنون المعمار .
كان الرعي هو النشاط الاقتصادي الأول في شبة  الجزيرة العربية ، كما مثلت الزراعة منشطاً مهماً في اليمن وجنوبي الجزيرة وفي إقليمي يثرب وخيبر ، وعند بطون الأودية والواحات بل إننا نلاحظ أن الكثير من المستوطنات السكانية الكبرى وقتها قامت في بيئات زراعية توفر الغذاء لسكانها وتدفع بفائض إنتاجها إلى المناطق الجافة من الجزيرة . ومن تلك المستوطنات  : القطيف ، واليمامة ، ويثرب والطائف،ونجران ، ومأرب . بيد أن اتفق ازدهار مدن ومراكز حضارية عند ملتقى الطرق التجارية التي كانت تربط أجزاء الجزيرة العربية بعضها بعضاً، كما تربط بين الجزيرة العربية وما تاخمها من البلاد،ومكة هي المثال الأفضل لهذه المدن . أما الطرق التجارية فهي :
  1. الطرق التبوكية ، وتسير من مكة المكرمة  إلى فلسطين =
  2. = طريق الجادة من مكة إلى المدينة المنورة
  3. الطريق بين مكة إلى عدن مروراً بصعدة وصنعاء
  4. الطريق النجدية من مكة المكرمة ‘إلى الأبلة
  5. طريق المدينة إلى العراق
  6. طريق الأسوار ويمتد من هجر بحذاء ساحل البحر حتى عدن ومروراًَ بساحل عمان وجنوبي الجزيرة
خ - طرق أهرى مهمة . 0 مؤنس 1978 م ، ص 99 9
أما الصناعات فقد كانت تشمل الدروع  ، والسيوف ، والرماح ، والخوذات ، والسكاكين ،والأواني المعدنية والفخارية ، كالقصاع والأباريق والكؤوس ،والوسائد وسروج الخيل ، والحوايا والأحذية،وأنواع من الملابس وخاصة الفرو " من جلد الضأن " وغزل الصوف والوبر والمعازق ورافعات الماء وكل ماله اتصال بالزروع ، والتمور وآلة الحرب ( العمري ، 1985 م )
      وبعد عرب الجنوب نموذجاً في براعتهم في فنون الري ( سد مأرب ) والسد نفسه دليل كاف على الشأو البعيد الذي بلغته الأمم العربية في مجال المعمار ، ومن الشواهد إرم ذات العماد التي جاء خبرها في القرآن الكريم ، ومدائن صالح " الحجر " ، وسد مأرب والقليس – قليس أبرهة – الكنيسة التي أراد صرف الناس إليها عوضاً عن الكعبة . 
(1) برع العرب في علم الأنواء والنجوم ، وقد عرفوا 250 نجماً وصنفوها ( كراتشوفسكي ، 1961 م ) . وبلغوا الغاية القصوى في علم الأنساب ، ويذكر عن أبي بكر الصديق tانه كان حجة في ذلك (الحلبي،د.ت ) فضلاً عن معرفتهم بصنوف من خواص الأعشاب الدوائية ، واستخدامهم النار والحجامة والعسل في علاج كثير من الأمراض . أما مجال براعتهم الذي لا ينازعهم فيه أحد فهو اللغة شعرها ونثرها ، ولما لم تكن الكتابة فاشية بينهم إلا بمقدار غشي الكثير من آدابهم المنثورة النسيان ولم يصلنا منها إلا متفرقات كخطبة قس بن ساعده الأيادي بينما وصل إلينا الكثير من أشعارهم لربما لسهولة حفظ الشعر لما فيه من النغم وموسيقى اللفظ .المعلقات العشر أو السبع وأشعار ذي الرمة وأغربة العرب توفر أفضل الأدلة على ما وصلوا إليه في هذا الشأن . وكان الشاعر عندهم أمة قائمة بذاتها ينافح عن مجد قبيلته و يعلي من شأنها بين القبائل ، وما اتخاذ النبي eحساناً ًt  شاعراً له إلا ليكون من شعره سببٌ يناصر الدعوة الناشئة ويصد كيد مناهضيها كما نراه في هجائه من عادى النبي eمن قريش وسواها،وفي رده على شعراء بعض القبائل الذين جاءوا في صحبة وفود قبائلهم عام الوفود ( الحلبي ،د. ت )
وكانوا يتطارحون الشعر عند الموسم في مواضع خاصة :  ( أسواق ) منها مجاز وعكاظ وذو المجنة . ومما أعان على حفظ الشعر أنه كان  مما يتغنى به وخاصة في مجتمعات الحجاز التي برع فيها مغنون ومغنيات منذ الجاهلية ، وبلغ الأمر أوجه في القرون الإسلامية الأولى فمن المغنيين : ابن مسحج مولى بني جمح أو بني نوفل ومعبد وغيرهم ( قاسم ، 1968 )
(1) يحيط بالجزيرة العربية ثلاثة مسطحات مائية مهمة بيد أن أهمها تاريخاً في حالة دراستنا هذه هو البحر الأحمر لأن الحجاز الذي شهد الأحداث الكبرى للإسلام والذي يضم الكعبة التي كانت محجاً لسائر العرب إنما يمتد على طول القسم الأعظم من البحر الأحمر بمزايا عديدة منها :
  1. ممر دائم طالما وفر فرصاً للتواصل بين الشعوب المطلة على سواحله مع أن الملاحة في الجزء الشمالي منه كانت محفوفة بالمخاطر بسبب الشعب المرجانية والزوابع
  2. يتمتع بموارد سميكة ومعدنية وسياحية كبيرة
  ج - يصل طول البحر الأحمر إلى 2240 كم ، بينما يبلغ عرضه في أوسع نواحيه 350 كم . ( دائرة المعرف الإسلامية ، د . ت ، ص 382 )
(4) الحلبي ، د.ت
(2) راجع سورة " الكافرون " للوقوف على تميز الدين الجديد وتفرده واختلافه الكلي عن ما سواه ( لكم دينكم ولي دين ) 
(1) انظر الهامشين 11 , 12
(2) حبس الماء أو الحيلولة بين المشركين وبينه كان بمشورة ٍ من الحباب بن المنذر بن الجموح على ما ذكره ابن هشام ، ( ابن هشان ، د . ت ، ص 620 )
(1) ابن هشام ، د . ت 
(1) ابن كثير ، ج 1420، 1 هـ
(1) انظر الهامش 14
(2) الرقيبة ، 1422 هـ
(3) يبدو أن دباغة الجلود ومعالجتها بصورة متقنة كانت أمراً شائعاً في الجزيرة العربية بعامة والحجاز بخاصة بدلالة أن الأدم كان عنصراً رئيساً من بين الهدايا التي حملها رسولا قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد: للنجاشي أصحمة ملك الحبشة . ( ابن هشام ، د . ت )  كما ثبت أن الجلود كانت مكوناً أساسياً في التجارة عبر البحر الأحمر
(1) الشريف ، 1995 ، ص 159.
(6) مؤنس 1978م  .
(1) أحصى ابن القيم والبرهان نيفاً وثلاثين وفداً من القبائل العربية وذلك بعد فتح مكة شرفها الله تعالى .
(7) ابن حجر ، ط 1992 م.,

حمله من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا