واقع السياحة في مدينة يفرن
ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ – ﺍﻟﻌﺩﺩ ﺍﻟﺨﺎﻤﺱ ﻋﺸﺭ- ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ ﺍﻟﺜﺎﻨﻲ - 2013ﻡ - ﺃ. ﻫﺩﻯ ﻤﺤﻤﺩ ﻋﻤﺭﺍﻥ ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺎ - ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ - ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ .
ﻤﻘﺩﻤــﺔ:
ﺘﺭﻜﺯ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻭﺭﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺤﺔ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻴﻔﺭﻥ، ﺤﻴﺙ ﺘﻘﻊ ﺒـﻴﻥ ﺩﺍﺌﺭﺘـﻲ ﻋـﺭﺽ (º 32َ 15ﻭ º 32) ﺸﻤﺎل ﺨﻁ ﺍﻻﺴﺘﻭﺍﺀ ﻭﺨﻁﻲ ﻁـﻭل (º12َ 45 ﻭ º12َ 30) ﺸـﺭﻕ ﺨـﻁ ﻏﺭﻴﻨﺘﺵ، ﺃﻤﺎ ﻋﻥ ﻤﻭﻀﻌﻬﺎ ﻓﻴﺤﺩﻫﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻐﺭﺏ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﺠﺎﺩﻭ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻕ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻏﺭﻴﺎﻥ ﺒﻴﻨﻤـﺎ ﻤـﻥ ﺍﻟﺠﻨﻭﺏ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻤﺯﺩﺓ ﻭﻤﻥ ﺍﻟﺸﻤﺎل ﻤﺩﻴﻨﺘﺎ ﺍﻟﺯﺍﻭﻴﺔ ﻭﺼﺭﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺒﻌﺩ 175 ﻜﻡ ﺠﻨـﻭﺏ ﻁـﺭﺍﺒﻠﺱ ﻭﺘﺸﻐل ﻤﺴﺎﺤﺔ ﺘﻘﺩﺭ ﺒـ2.66 ﻜﻡ² ﻜﻤﺎ ﺃﻨﻬﺎ ﻨﺸﺄﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ 750 ﻤﺘﺭﺍ ﻋﻥ ﻤﺴـﺘﻭﻯ ﺴـﻁﺢ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﻓﻭﻕ ﻗﻤﺔ ﺠﺒل ﻨﻔﻭﺴﺔ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺨﺘﺭﻗﻪ ﻋﺩﺓ ﺃﻭﺩﻴﺔ ﻨﺤﻭ ﺴﻬل ﺍﻟﺠﻔﺎﺭﺓ ﻟﺘﻜﻭﻥ ﺜﺎﻨﻲ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﺭﺘﻔﺎﻋـﺎ ﺒﻌﺩ ﻏﺭﻴﺎﻥ ﻤﻤﺎ ﺠﻌﻠﻬﺎ ﺘﺘﻤﻴﺯ ﺒﻤﻨﺎﺥ ﺠﺒﻠﻲ ﻴﻘﺘﺭﺏ ﻤﻥ ﻤﻨﺎﺥ ﺍﻟﺒﺤﺭ ﺍﻟﻤﺘﻭﺴﻁ، ﺍﻟﺸﻜل (1)، ﺤﻴﺙ ﻴﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﻌﺩل ﻟﻠﺤﺭﺍﺭﺓ 18.9 ْﻡ ﻭﺍﻷﻤﻁﺎﺭ272 ﻤﻠﻡ، ﺇﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﻭﻗﻊ ﺃﺨﺼﻬﺎ ﺒﻤﻤﻴﺯﺍﺕ ﻁﺒﻴﻌﻴـﺔ ﻭﺒﺸـﺭﻴﺔ ﺯﺍﺩﺕ ﻤﻥ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﻫﻜﺫﺍ ﻭﺼﻔﻬﺎ ﺍﻟﻤﺅﺭﺥ (ﻋﻠﻲ ﻴﺤﻲ) ﻓﻲ ﻜﺘﺎﺒﻪ ﺍﻷﺒﺎﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﻤﻭﻜﺏ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺦ "ﺒﺄﻨﻬـﺎ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻋﻅﻴﻤﺔ ﺫﺍﺕ ﺘﺭﺒﺔ ﺨﺼﺒﺔ ﺘﺯﺩﺍﻥ ﺒﺤﺩﺍﺌﻕ ﻏﻨﺎﺀ ﻤﻥ ﺍﻷﺸﺠﺎﺭ ﻭﺍﻟﻔﻭﺍﻜﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ" ﻜﻤﺎ ﺃﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ "ﻤﻭﻗﻌﻬﺎ ﻴﻤﺜل ﺃﺠﻤل ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺠﺒل ﻭﺃﺨﺼﺒﻬﺎ ﺘﺭﺒﺔ ﻭﺃﻟﻁﻔﻬﺎ ﻫﻭﺍﺀ ﻭﺃﻋﺫﺒﻬﺎ ﻤﺎﺀ "، ﺃﻤﺎ ﻤـﺎ ﻴﺨـﺹ ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ﻓﻴﺭﺠﻊ ﻤﻌﻅﻤﻬﻡ ﻷﺼﻭل ﺃﻤﺎﺯﻴﻐﻴﺔ (ﺒﺭﺒﺭﻴﺔ) ﻴﺘﻜﻠﻤﻭﻥ ﺍﻷﻤﺎﺯﻴﻐﻴﺔ ﺒﺎﻹﻀﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺩﺭﺘﻬﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻜﻠﻡ ﺒﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﻭﻴﺘﻭﺯﻋﻭﻥ ﻓﻲ ﻤﺤﻠﺘﻴﻥ ﺤﻴﺙ ﻴﺴﻜﻥ ﻤﺤﻠﺔ ﺍﻟﻘﺼﺭ ﺍﻟﺒﺭﺒﺭ (ﻗﺒﻴﻠـﺔ ﺘﻘﺭﺒﺴـﺕ) ﻭﺨﻠﻴﻁ ﻤﻥ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ، ﺃﻤﺎ ﻓﻲ ﻤﺤﻠﺔ ﺍﻟﺠﺩﻴﺩﺓ ﻓﻴﺸﻐﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﺭﺒﺭ ﻓﻘـﻁ (ﺍﻟﻘـﺭﺍﺩﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﺸﻭﺸـﻴﻥ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻴﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﺨﺎﺒﺨﺔ ﻭﺍﻟﻘﺼﻴﺭ ﻭﺍﻟﺸﻘﺎﺭﻨﺔ)، ﻟﺫﺍ ﻓﺈﻥ ﺃﺼل ﺘﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺇﻴﻔﺭﺍﻥ ﻭﻤﻔﺭﺩﻫـﺎ ﺇﻴﻔـﺭﻥ ﻭﻤﻌﻨﺎﻫﺎ ﺒﺎﻷﻤﺎﺯﻴﻐﻴﺔ ﺍﻟﻜﻬﻑ ؛ ﻭﺫﻟﻙ ﻟﻜﺜﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻭﻑ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺭﻑ ﻤﺤﻠﻴﺎ ﺒﺎﺴﻡ ﺘﻴﺭﻴﺕ ﻭﺒﺎﻟﻌﺭﺒﻴـﺔ ﺍﻟﻐﻴﺭﺍﻥ ﻭﻤﻊ ﻤﺭﻭﺭ ﺍﻟﺯﻤﻥ ﺤﺭﻓﺕ ﻓﺼﺎﺭﺕ ﻴﻔﺭﻴﻥ ﺜﻡ ﻴﻔﺭﻥ، ﻭﻫﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻗﺩﻴﻤﺔ ﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺎ ﻋﺎﺵ ﻓﻴﻬـﺎ ﺍﻟﺒﺸﺭ ﻤﻨﺫ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻥ ﻓﻔﻴﻬﺎ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻌﺼﺭ ﺍﻟﺤﺠﺭﻱ ﺍﻟﻘﺩﻴﻡ ﺍﻷﻭﺴﻁ ﻭﺍﻟﺭﻭﻤﺎﻨﻲ ﻭﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺍﻹﺴـﻼﻤﻲ (1) ﻭﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻨﻲ ﻭﺍﻹﻴﻁﺎﻟﻲ، ﻓﻬﺫﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺘﺎﺭﻴﺨﻴﺔ ﺸﺠﻌﺕ ﺍﻟﺴﺎﺌﺢ ﻋﻠﻰ ﻤﺸﺎﻫﺩﺘﻬﺎ .
ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻤﺩﻴﻨﺔ ﺍﺩﺍﺭﻴﺎ ﻤﻥ ﻴﻔﺭﻥ ﺍﻟﻤﺭﻜﺯ ﻭﺍﻟﻘﻠﻌـﺔ ﻭﺃﻡ ﺍﻟﺠﺭﺴـﺎﻥ ﻭﺍﻟﻐﻨﺎﺌﻤﺔ ﻭﺍﻟﺨﻼﻨﻘﺔ (2) ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﺸﻴﺔ ﻭﻴﻔﺭﻥ ﺍﻟﻘﺩﻴﻤﺔ (3) ، ﻭﺒﻠﻎ ﺠﻤﻠﺔ ﺴﻜﺎﻨﻬﺎ 37812 ﻨﺴﻤﺔ ﺴﻨﺔ 2006 م .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق