التسميات

الاثنين، 19 مايو 2014

العمليات الجيومورفولوجية المؤثرة في الصحاري ...

العمليات الجيومورفولوجية المؤثرة في الصحاري

العمليات الجيومورفولوجية في الصحاري

الموسوعة البيئية -  العمليات الجيومورفولوجية المؤثرة في الصحاري :

عمليات التجوية : التجوية الميكانيكية بالإشعاع الشمسي :

كان الاعتقاد السائد لأعوام طويلة أن التجوية في الصحاري في الغالب ميكانيكية النمط ، و أنها أساسا نتيجة للمدى الحراري اليومي الكبير ، و يشار إلى هذه العملية في بعض الأحيان بعبارة " تجوية الإشعاع الشمسي " ففي أثناء النهار ، يسبب التسخين الشديد بواسطة أشعة الشمس ، تمددا في المستويات السطحية للصخور . و لما كانت معظم المعادن المكونة للصخور رديئة التوصل جدا للحرارة ، فإن الضغوط التي يولدها التمدد ، تتجمع و تتمركز في المستويات السطحية الضحلة .

التقشير :
بهذه الوسيلة كان يعتقد حدوث التكسر الموازي لسطح الصخر ، و تفكك و انفصال أجزاء سطحية مسطحة إلى شظايا تكون غالبا ذات أطراف منحنية . و تشيع تجوية البصلة أو التقشير هذه أيضا في المناطق القليلة المطر ، المرتفعة الحرارة ، و هي ذات تأثير بين خصوصا في بعض الصخور النارية العميقة التكوين مثل صخر الجرانيت و الصخور المتحولة كالنيس . و يلعب التقشر دورا رئيسيا في تشكيل أنصاف القباب المتقشرة و هي مكاشط صخرية جرانيتية مستديرة تبرز من منحدرات شديدة الانحدار مغطاة بالرواسب ، وفي تكوين مظهر التلال المنفردة القبابية الشكل والتي يكثر و جودها في أجزاء متعددة من قارة إفريقيا . هذا و يظن أن التلال المخروطية الشكل المشهورة باسم أقماع السكر و التي ينتشر وجودها في شرقي البرازيل ، تدين بمظهرها العام إلى عملية التقشر ، رغم أن هذه التلال المخروطية الواقعة شرقي مدينة ريودي جانيرو تتساقط عليها أمطار سنوية تتراوح بين 100 - 125سم .
التفكك الكتلي و التفتت الحبيبي :
و من بين عمليات التجويه الهامة التي تعزى لتأثيرات الإشعاع الشمسي عملية تحطيم الصغور التي تتميز بكثرة الفواصل و تحولها إلى جلاميد صخرية يعبر عنها باسم التفكك الكتلي ، و عملية تكسر الصخور البللورية إلى حبيبات صغيرة ، و التي تدعي باسم " التفتت الحبيبي " و ينشأ التفتت الحبيبي من تباين ألوان المعادن المكونة للصخر ، و بالتالي اختلاف قدرات المعادن على امتصاص الحرارة ، و التباين في معامل التمدد الخاص بمختلف المعادن المكونة للصخر . و تتأثر كثير من الصخور بعمليات التفكك الكتلي و التفتت الحبيبي في آن واحد ، وقد يؤدي التفكك الكتلي إلى نشوء واجهة صخرية رأسية الانحدار أو قريبة من ذلك ، و بالتالي فإن الجلاميد التي تنفصل تسقط حرة طليقة إلى حضيض المنحدر حيث تتراكم مكونة لمخروط رسوبي Talus . أما فوق المنحدرات التي تتراوح درجاتها بين 25 - 45 درجة ، فإن الكتل الصخرية التي تكتنفها الفواصل تبقى ، عقب انفصالها بالتجوية ، في مكانها ، أو قد تتحرك ببطء شديد نحو أسفل المنحدر . و تختلط بالكتل الصخرية التي تغطي المنحدرات مواد حبيبية ناعمة ناشئة عن التفتت الحبيبي ، يسهل نقلها إلى أسفل المنحدر بواسطة الماء الجاري .
التجوية الكيميائية :
و يعتقد بعض العلماء أن هذه العمليات الثلاث و هي التقشر و التفكك الكتلي ، و التفتت الحبيبي ، رغم أنها جميعا تؤدي إلى تحطيم طبيعي للصخر الصلد إلا أنها ليست مجرد نتيجة للتجوية الميكانيكية وحدها . و في رأيهم أن أهمية عامل الجفاف ( الذي يمنع حدوث التفاعلات الكيميائية التي تعتمد على وجود الرطوبة ) و التغيرات الحرارية اليومية مبالغ فيها حيث ثبت أن معظم الصخور الشائعة الوجود في قشرة الأرض شديدة المقاومة للتجوية الميكانيكية ، حتى حينما تتعرض لتغيرات حرارية كبيرة في المقدار و في السرعة و من جهة أخرى ، لوحظ أن طبقات الصخر التي تتفكك في الطبيعة بواسطة عملية التقشر غالبا ما تكون سميكة ( سمكها بضعة أمتار ) بالقدر الذي يستحيل أو يصعب معه التأثير فيها بواسطة التغيرات الحرارية وحدها ، حتى ليبدو معقولا افتراض أن الصخر قد تحطم على طول الفواصل التي تكتنفه أصلا ، و التي تمتد موازية لسطح الصخر . و يشتد تأثير التحلل الكيميائي أما عن طريق تسرب المياه في الفواصل أو انبثاقها منها . و هنا ينبغي لنا أن نؤكد أن المياه لا تنعدم تماما في الصحاري .
و قد أثبتت الدراسات التفصيلية للصخور التي أصابها التجوية في المناطق الجافة بكل وضوح ، أنه قد حدث تحليل كيميائي لمكونات الصخر المعدنية ، بسبب وجود كميات و لو صغيرة جدا من الرطوبة و مصدر الرطوبة قد يكون في سقوط أمطار عرضية ، أو في بخار ماء انبثق من طبقة صخرية مشبعة بالمياه في عمق معلوم بواسطة الخاصية الشعرية . و في الحالة الأخيرة ، يحدث كثيرا أن يكون الماء الصاعد محتويا على أملاح ذائبة تساعده على غزو و تحلل الصخور أثناء مروره خلال مسامها و على امتداد فواصلها و ليس بمستبعد أن تكون عملية التقشر ناشئة أصلا بهذا الطريق . و يصحب صعود الماء بالخاصية الشعرية في نطاق محدود ، تحليل كيميائي لداخلية الكتل الصخرية و الجلاميد الضخمة ، و إرساب قشرة صلبة على سطحها تدعى طلاء الصحراء ، و هو يتألف من أكاسيد الحديد و المنجنيز .
وحينما تتكسر هذه القشرة الخارجية يتعرض القلب المتآكل للإزالة فتتشكل بذلك الكتل الصخرية المجوفة التي كثيرا ما نراها عند هوامش الصحاري . و كان كثير من القواعد الصخرية في الصحاري حتى عهد قريب ينسب لفعل ضربات الرياح المحملة بالرمال فوق منسوب الأرض المحيطة مباشرة ، و يعتقد الآن أنها ناجحة أساسا عن فعل التجوية الكيميائية ، و يتصل بهذا الأمر ، و يعضده انتشار حدوث الندى في الجهات الصحراوية . فعلى الرغم من أن الرطوبة النسبية عادة منخفضة جدا ، و قد تهبط أثناء النهار إلى 25 % أو أقل من ذلك ، فإن التبريد الليلي قد يكون من الشدة بحيث تهبط حرارة الأرض إلى نقطة الندى و ما دونها . و ينجم عن ذلك تكثيف غزير للمياه ، و مع أن قطرات الماء تتبخر بسرعة حينما ينبلج الصباح ، فإن تأثيراتها تكون مهمة في المدى الطويل .
و صفوة القول فإن التجوية الكيميائية تقوم بدور فعال في الجهات الصحراوية ، و هو دور كان يقلل البحاث إلى عهد قريب من أهميته بينما كانوا يرفعون من قدر التجوية الميكانيكية إلى حد بعيد . و لا نبغي هنا الحط من قدر التجوية الميكانيكية ، و إعطاء التجوية الكيميائية في الصحاري مكانتها في الجهات الرطبة ، حيث تتم تجوية أنواع من الصخور بواسطتها ، في مساحات ضخمة و تحويل معادنها إلى صلصال . لكن التجوية الكيميائية في الصحاري تتحسس أماكن الضعف الصخري ، فتغزو الفواصل و الشقوق و الأماكن الظليلة و أسافل الكتل الصخرية و قواعدها ، و تؤثر في بعض المعادن المكونة للصخور و ينشأ عن هذا في النهاية تفكيك طبيعي فعلي للصخر إلى جلاميد و شظايا ، و حبات صغيرة . و بالتالي فإن تأثيرات التجوية الميكانيكية الحقيقية في الصحاري تشبه إلى حد كبير تأثيراتها في مناخات أخرى منها مناطق هوامش الجليد ( أراضي محيط الجليد ) على سبيل المثال . و تبعا لذلك فإن أسطحالصحراء المثالية تتغطى بغطاء من الرواسب الخشنة ذات الزوايا الحادة في الأغلب الأعم و يقل فيه محتوى الدقائق الصلصالية .
فعل الماء الجاري في الصحاري :
لقد أصبح من الأمور المسلم بها في وقتنا الحالي إرجاع معظم الأشكال الأرضية الرئيسية في الصحاري لفعل المياه الجارية ، بالنحت أو النقل ، في الجهات الصحراوية لصالح فعل الرياح ، التي كان يعتقد لزمن طويل بأنها العامل الجيومورفولوجي الأهم في تشكيل سطح النطاقات الجافة . ولا يقتصر الأمر على كثرة مشاهدات السيول ، ورصد الفيضانات عند حدوثها وإنما يتعداها إلى حقيقة أن كثيرا من الأشكال الأرضية المثالية الملازمة للصحاري كالأودية والتراكيب الصخرية ، ومسطحات الرواسب الفسيحة ، والمراوح الدلتاوية الرطبة ، كلها تحمل بصمات واضحة لفعل المياه الجارية .
أنماط الجريان المائي السطحي بالصحاري : هناك نمطان رئيسيان للجريان المائي السطحي بالصحاري هما :
1.    فيضان الوادي .
2.    الفيضان الغطائي .
·         فيضان الوادي :
أكثر أشكال الجريان السطحي شيوعا في الصحاري هو ما يدعى " فيضان المجرى المائي " أو " فيضان الوادي " . وتحدث هذه الفيضانات عادة في المناطق المرتفعة التي تقطعها مجاري جافة ، أو أودية جافة في أغلب الأحيان ، لكنها تمتلئ بالمياه ، و تشغلها الفيضانات عقب سقوط أمطار محلية غزيرة . و يدخل ضمن هذا النمط فيضانات وادي علاقي ، و وادي قنا و غيرهما من أودية صحراء مصر الشرقية ، التي تشق لها مسالك جيدة التحديد خلال الهضبة ، نابعة من مرتفعات البحر الأحمر . و ليست كل فيضانات الأودية على هذا النحو من الضخامة و التأثير ، و مع هذا فهناك من مجاري الأودية القصيرة ما يقطع واجهات الجبال الشديدة الانحدار أو الحافات الانكسارية في إقليم الحوض و السلسلة في غربي الولايات المتحدة ، و تصبح من وقت لآخر متدفقة عنيفة الجريان .
و فيضانات الأودية قد تكون هي المسئولة عن حفر الأودية المتشبعة العميقة ، كأودية الصحراء الكبرى . و في وقتنا الحاضر ، تمتلئ قيعان كثير من الأودية برواسب نهرية سميكة معظمها تمت تجويته و إزاحته من جوانب الأودية ، و أن الوظيفة الأساسية لفيضانات الأودية هي حمل و نقل هذه المواد ، وليس استخدامها في الهجوم على صخور قيعانها ، إلا في حدود ضيقة . و لا شك في أن المجاري المائية الصحراوية تفقد كميات هائلة من مياهها حين الجريان عن طريق التسرب و التبخر . و مع هذا فإن فيضانات الأودية تقوم بوظيفة تحاتية لا تنكر ، فهي تؤدي نحتا جانبيا مؤثرا بنجاح تام . و يبدو أن ظاهرة المنحدرات الشديدة التي تتميز بها كثير من أودية الصحاري ، و التي تفصلها عن قيعان الأودية المسطحة زوايا حادة ، إنما يرجع تشكيلها إلى فيضانات الأودية التي تتأرجح من جانب لآخر ، و تنحر أسافل منحدرات جوانبها و بهذه الوسيلة تستهلك أراضي ما بين الأودية تدريجيا ، و يتشكل بذلك سطح تعرية جانبية .
الفيضان الغطائي أو الشريطي :
و يتمثل النمط الثاني الرئيسي للجريان المائي السطحي في الجهات الصحراوية فيما يسمى بالفيضان الغطائي و كما يدل التعبير ، تحتوي الفيضانات الشريطية تدفقات مائية واسعة المدى لا تنحصر في مجاري و قنوات محدودة وإنما تنتشر فوق كل المساحة الأرضية . و لا يحدث هذا الشكل من الفيضانات المائية فوق أرض وعرة ممزقة مضرسة بطبيعة الحال ، و إنما يحدث و بصورة مؤثرة فوق المنحدرات الهينة الممهدة غير المضرسة . و لا شك أن المنحدرات الصخرية الهينة و المراوح الرسوبية التي تحف بالأراضي الصحراوية المرتفعة ، تعتبر مناطق نموذجية لتشكي الفيضانات الغطائية عقب سقوط أمطار محلية غزيرة . و يختلف الجريان المائي هنا عنه في الأنهار . ذلك أن الفيضانات الغطائية لا تحوي طبقة سميكة عميقة متجانسة منتظمة من المياه تتدفق بسرعة ثابتة مطردة لكنها تبدو في هيئة شبكة شديدة التعقيد من " الجداول " و " الغدران " العالية السرعة .و عادة ما ينطبع هذا النمط المشبك أو المتشابك لتلك الجداول و الغدران فوق طبقة الفتات الصخري التي تنساب عليها الفيضانات الغطائية . و تقوم الفيضانات الغطائية أساسا بوظيفة النقل ، فهي تحمل المواد المفتتة الدقيقة الحبيبات من واجهات المرتفعات إلى نطاق الإرساب .
إن الاعتقاد السائد بأن معظم تساقطات المطر في الجهات الصحراوية يتصف بالغزارة الشاذة لا تسنده المشاهدات الفعلية كلها . إنه ليس من شك في أن العواصف الاستثنائية تحدث في الصحاري لكن حدوثها ينحصر على الخصوص في هوامش الصحراء ، و فوق المرتفعات التي تحف بها ، و نندر في داخليتها . و لقد نجد أمثلة عديدة متكررة للعواصف المطيرة و ما يصاحبها و يعقبها من جريان سطحي في صورة فيضانات أودية أو في هيئة فيضانات غطائية في مشارف مرتفعات البحر الأحمر في صحراء شرق مصر وشرق شمال السودان ، لكن ليس في داخلية صحراء مصر الغربية . و نصادف أمثلة أخرى في مشارف الساحل الليبي حيث تسقط أمطار شتوية في جنوبي برقة في الشرق ، و في جنوبي الجبل الطرابلسي في الغرب ، و على أبعاد لا تزيد كثيرا على مائة كيلو متر . أو في أقصى الجنوب من مشارف هضاب تيبستي حيث تسقط أمطار صيفية ، و كذلك الحال في صحراء شبه الجزيرة العربية . إنه ليبدو واضحا أن أصقاعا شاسعة من داخلية الصحراء الكبرى الإفريقية ، و من قلب شبه الجزيرة العربية ، حيث الجفاف المفرط ، لا ترى العواصف الماطرة إلا فيما ندر ، و تبعا لذلك فإن فعل الماء الجاري فيها لذو أهمية ضئيلة .
فعل الرياح في الصحاري :
الرياح ظاهرة عالمية تنشر في كل أرجاء الأرض ، و لكنها لا تصبح عاملا مشكلا لسطح الأرض إلا حيث تسود القحولة و الجفاف . فالغطاء النباتي يكسر حدة احتكاك الرياح و يحمي الأرض من تأثيرها . و تبعا لذلك فإن المناطق الفقيرة في نباتها أو الخالية منه ، أي الصحاري وأشباه الصحاري هي التي تتعرض لفعل الرياح كعامل تعرية . ففيها تكثر المواد التي فتتها فعل التجوية فيسهل على الرياح التقاطها و حملها أو دفعها و اكتساحها . أما في المناطق الرطبة فإن الغطاء النباتي يحمي التربة . كما تعمل ذات الماء على تماسك حبيباتها فيقل تبعا لذلك فعل الرياح كعامل تعرية . حينما تكون الرياح نقية خالية من الرمال و الغبار يصبح تأثيرها كعامل تعرية محدود للغاية أو معدوما مهما بلغت قوتها . و من ثم فلا بد لها من فتات صخري تنقله ، و يكون لها بمثابة معاول هدم تؤثر بها في الصخور فتصقلها و تنحتها ، و تتضح هذه الظاهرة في الجهات الصحراوية التي تخلو من الرمال .
ففي صحراء مصر الشرقية تغطي السطح قشرة رقيقة متصلبة لا يتعدى سمها مللميترا واحدا ، و هي من الرقة بحيث يستطيع إصبع اليد اختراقها بسهولة ، و توجد أسفلها مواد ترابية هشة من السهل تحريكها ، لكن الرياح لا تقوى على حملها نظرا لوجود الغشاء الملحي الذي يغطيها و يحميها من تأثير الرياح ، و لعدم وجود رمال مكشوفة يمكن للرياح حملها و استخدامها في تمزيق هذه القشرة الصلبة . يتضح تأثير هذين العاملين عندما تهب العواصف الشديدة ، إذ أن الجو يبقى خاليا من الغبار ، و من ثم فلا بد للرياح من حمولة رملية تساعدها على القيام بوظيفتها كعامل نحت ، و هذه الحملة تجهز لها عمليات التجوية ، و يتوفر هذا العامل ( وجود الرمال ) في صحراء مصر الغربية ، فهنا تستطيع الرياح بما تحمله من رمال أن تمزق القشرة الملحية المتصلبة ، و تنفذ إلى ما تحتها من رمال وغبار فتذريه ، و سرعان ما يغير الجو حتى و لو كانت الرياح ضعيفة ، و تهب على الصخور فتصقلها و تخلع عليها أشكالا جديدة . و على الرغم من أن سرعة الرياح تفوق سرعة الأنهار بكثير ، إلا أن الهواء أقل كثافة من المياه الجارية . و لا تتحرك الرياح عموما في مسار ضيق محدود ، كما هي حال مياه النهر ، و لكنها تهب على مساحة كبيرة فتصقلها ، و تلائم نفسها بالبيئة التي قد تتميز باختلاف في طبيعتها و تباين في ارتفاعها .
و تتفوق الرياح على الجليد المتحرك و الماء الجاري في قدرتها على مقاومة الجاذبية الأرضية ، فهي تتحرك صعدا إلى قمم المرتفعات ، و تهبط إلى أسافلها ، و هي في مسارها لا تتقيد بانحدار معين ، و لهذا لا يمكن للبيئة الطبيعية التي تشكلها الرياح أن تظهر في صورة الأودية ، لكنها تتطور إلى مظهر البيئة الحوضية و عندما تقابل الرياح عائقا فإنها تحتجز أمامه فتزداد عنفا ، و يصبح دوام تأثير الرياح دون تأثير المياه الجارية في الأراضي التي تهب عليها الرياح بانتظام . فتأثير الرياح يتغير بالتباين في قوتها ، و في اتجاهاتها ، و في تكرر هبوبها و يزداد فعلها عندما تهب على دفعات ، و إلى جانب الرياح السطحية السائدة هناك التيارات الهوائية الصاعدة أو الدوامات الهوائية التي تتميز بقدرة كبيرة على الحمل صعدا . و يشتد تأثير الرياح في الأجزاء السفلية من الكتل الصخرية البارزة نظرا لأنها لا تقوى على رفع الفتات الصخري إلى علو كبير . و تشاهد هذه الظاهرة في الصحاري المصرية فنجد الأجزاء السفلى في أعمدة التلغراف و قد تآكلت و صقلت بفعل الرياح دون أجزائها العليا . من هذا نرى أن فعل الرياح كعامل نحت يتوقف على سرعتها و قوتها و طبيعة هبوبها ، و على مقدار ما تحمله من رمال ، ثم على طبيعة الصخر الذي تؤثر فيه ، إن كان لينا هشا أو صلبا مندمجا .
إن أي مسافر أو رحالة يجتاز نطاقا صحراوية سرعان ما يتبين أن الرياح لا بد وأن تكون بذات أهمية كعامل في تشكيل سطح الأراضي الجافة . و لا شك أن العواصف الترابية الصغيرة الدائبة الهبوب في الصحاري و التي تنشأ عن تيارات هوائية صاعدة أو هابطة محلية ، ( رياح الجنوب ) في ليبيا ، و الهبوب في السودان و غيرها من رياح الصحاري الساخنة المتخمة بالرمال و بسحب الغبار ، التي تملأ الجو فتتعذر معها الرؤية لأمتار قليلة ، كل ذلك قد ترك انطباعا قويا في أذهان دارسي الصحاري ، و جعلهم يقيمون الوزن كله لأنماط الهواء المتحرك في الصحاري ، بينما لم تحظ الفيضانات العارضة الفائقة القدرة ما تستحقه من دراسة و اهتمام . و بالمثل فإن بحار الرمال الكبرى ، و هي نتاج عمل الرياح كعامل نقل وإرساب قد شدت انتباه البحاث منذ البداية . ومن هنا تأصل الاعتقاد العام البعيد عن الصواب بأن الصحراء النموذجية هي أرض الكثبان الرملية المترامية الأطراف ، حقيقة أن الصحراء تحوي من العروق و الغرود المنفردة ما تصل أبعاد كل منها مئات الكيلو مترات و تعطي مساحات تبلغ آلاف الكيلو مترات المربعة ، لكن قد تبين أن بحار الرمال لا تشغل من سطح الصحاري العالمية سوى العشر ( 10 % ) فقط بينما تشغل الأصقاع الصخرية رمالا نحو 90 % من جملة مساحة الأراضي الجافة في العالم .
الرياح كعامل نقل :
لا تستهلك الرياح قوتها في الهبوب فحسب ، بل إنها تقوم بالنقل هبوطا و صعودا ، و ذرات المواد التي تنقلها الرياح هي التي تصنع اغبرار الجو . و الجو المغبر كالماء المعكر من تأثير ذرات المواد الدقيقة العالقة به . و تتوقف مقدرة الرياح على النقل على سرعتها وقوتها . فالرياح القوية تستطيع أن تدفع الحصى وتدحرج الرمال أو تحملها لمسافة محدودة على سطح الأرض ، كما تستطيع أن تحمل الذرات الدقيقة التي تعرف بالغبار عبر مسافات كبيرة قد تصل إلى عدة آلاف من الكيلومترات ، فالرياح العاصفة التي تهب في الربيع و أوائل الصيف في الصحراء الكبرى ، و تثيرها انخفاضات جوية تتحر على امتداد هوامشها تنقل كميات هائلة من الغبار الصحراوي يقدر بعشرات الملايين من الأطنان إلى جنوب أوروبا و وسطها . و تعرف تلك الرياح في جنوب أوروبا باسم السيروكو . و لا تتميز الصحراء الكبرى وحدها بظاهرة العواصف الترابية ، فهناك جهات كثيرة من أنحاء العالم تعرف زوابع الغبار و تعاني منها ، كشبه جزيرة العرب و العراق و إيران ، و داخلية قارة آسيا حيث تنشأ الزوابع التي تهب على الصين و شمال غرب الهند ( صحراء ثار ) و في غرب أستراليا .
و لا يقتصر حدوث تلك الزوابع على المناطق الصحراوية ، بل نصادفها أيضا في الجهات شبه الصحراوية ، و في أراضي الاستبس كجنوب إفريقيا و السودان و أراضي الاستبس الروسية ، و في براري أمريكا الشمالية حيث تتولد على الخصوص في أراضي الغرب الجافة . و حينما تكون الرياح من القوة بحيث تستطيع دفع كل المواد والمفتتات الصخرية و اكتساحها من سطح الصحراء و تترك صخورها عارية تماما ، تدعى الصحراء حينئذ بالصحراء الصخرية أو الحجرية و يطلق عليها اسم " الحمادة " في الصحراء الكبرى الإفريقية . و حين تضعف الرياح عن دفع الحصى و اكتساحه ، يبقى فوق سطح الصحراء مكونا لما يعرف " بالصحراء الحصوية أو السرير " ( جمع سريرة ، و معناها حصوة عند البدو في ليبيا ) و أما الصحراء الرملية التي تسمى العرق في الصحراء الكبرى ، فإنها تبدو في هيئة سهل عظيم من الرمال المموجة التي أرسبتها الرياح حين ضعفت قوتها .
الرياح كعامل إرساب :
يحدث الإرساب الهوائي في أي مكان تضعف فيه مقدرة الرياح على النقل ، و تستطيع الرياح أن تحمل ذرات الغبار عبر مسافات كبيرة و تلقيها في بقاع بعيدة غريبة عن موطنها الأصلي ، أما الرمال فلا تقوى على حملها إلا الرياح القوية و هي لا تستطيع رفعها كثيرا عن سطح الأرض ثم تعيد إرسابها بعد مسافة قصيرة و تتمثل مظاهر الإرساب الهوائي في تراكم الغبار و في تراكم الرمال و تكوين الكثبان الرملية . و يعتبر سفر الغبار و تراكمه و تساقطه من العوامل الأساسية للحياة اليومية في كل أنواع المناخ ، على الأقل في فترات الجفاف . و الغبار الذي نعنيه لا ينشأ بالضرورة عن التعرية الهوائية فحسب ، فهناك ( الغبار الكوني ) الذي ينشأ عن احتراق الشهب و النيازك و تساقط موادها على الأرض ، و هناك ( الغبار البركاني ) الذي ينشأ عن ثوران البراكين ، و هناك ( الغبار الناشئ عن عمليات التعرية الأخرى ) ثم ( الغبار العضوي ) و ( الغبار الصناعي ) . هذا الغبار تذريه الرياح ثم يتساقط على الأرض من الجو ببطء شديد حين تضعف الرياح . ولكنه يتعرض للحمل الهوائي مرة أخرى ما لم تسكن الرياح تماما ، وهو يسرع في تساقطه حين تسقط الأمطار و يبقى ثابتا على الأرض حين يحميه غطاء نباتي من إعادة حمله بواسطة الرياح . و تعتبر رواسب السيلت و الطين و الطفل و الملح و الجبس و الجير هي المصادر الأساسية لتكوين الغبار ، و هذه الرواسب صحراوية أو نهرية أو بحرية أو رواسب الركامات الجليدية .
تراكم الرمال وتكوين الكثبان الرملية :
تعتبر تراكمات الرمال الهائلة أهم ظواهر الإرساب بواسطة الرياح . و لقد تنتشر الرمال فوق مساحة تقدر بآلاف الكيلومترات المربعة ، و بسمك كبير يحجب رؤية الأساس الصخري تماما . و تتباين أشكال سطح بحار الرمال هذه تباينا عظيما و غالبا ما يكون نمط الكثبان المنفردة معقدا غاية التعقيد . و في أجزاء من صحراء أستراليا تشكل خطوط الكثبان الرملية نمطا متلاحما متشابكا غريبا ، يشبه في بعض سماته نهرا مضفرا عظيما ، لكن غالبا ما نشاهد حافات رملية طولية كثيرة العدد ، يتراوح ارتفاعها بين 100 - 200 متر ، أو قد تكون تلك الكثبان الطولية أقل ارتفاعا و أكثر اتساعا ، فتبدو حينئذ بمظهر يشبه ظهور الحيتان لذلك يطلق على أمثالها " كثبان ظهور الحيتان " ، وفي كثير من بحار الرمل في الصحراء الكبرى الإفريقية ، و في صحراء شبه جزيرة العرب ، تمتد هذه الكثبان الطولية في خطوط رئيسية تأخذ اتجاها عاما من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي ، أو من الشمال إلى الجنوب . و هذا يدل على سيطرة الرياح التجارية الشمالية و الشمالية الشرقية الشائعة الهبوب في تلك الجهات ، و تحكمها في توجيه الكثبان الطولية التي تعرف باسم السيوف أو الغرود في صحراء مصر الغربية . و إن كثرة وجود المساحات الرملية الشاسعة يمثل حالة واضحة لإمكانية اعتبار الرياح قوة تعرية رئيسية ( اكتساح وبري ) في الصحاري . إن ما ترسبه الرياح في مكان لا بد وأنها قد التقطته و حملته من مكان آخر . حقيقة إن بعض عروق الصحراء الليبية يقع في ظهير منخفضات ضخمة يبدو أنها ازدادت عمقا بطريق اكتساح الرياح .
و للكثبان الرملية الكبيرة الحجم ثلاثة أشكال رئيسية هي :
·         الكثبان العرضية :
و هي التي تمتد في وضع متعامد مع اتجاه الرياح ، و ينتشر وجودها في حوض تاريم وفي صحراء التركستان و في داخلية صحراء ثار بشمال غربي الهند . و ينحدر الكثيب العرضي انحدارا هينا في جانبه المواجه الرياح بزاوية تتراوح بين 5 - 12 درجة . و تبدو أسافل المنحدر في هذا الجانب مقعرة بعض الشيء ، أما الجانب المظاهر للرياح فإنه ينحدر في البداية انحدارا شديدا ، ثم يتلو ذلك انحدار هين نوعا بزاوية تتراوح بين 30 - 33 درجة و تستمر الرياح في حمل الرمال من الجانب المواجه لها و إرسابها في الجانب المظاهر لها ما دام الكثيب في دور التكوين ، و بذلك تتراكم رمال الكثيب في شكل طبقات ، و حينما تكتسح الرياح قسمها من الكثيب الأصلي تبدو طبقات الرمال متقاطعة ، و تظهر هوامشها و قد غطتها طبقات رملية أحدث بزوايا مختلفة .
·         . الكثبان الهلالية :
ينتشر وجودها في صحاري آسيا وإفريقيا . و هي في أصلها كثبان عربية تلتوي أطرافها بفعل الرياح التي تهب في اتجاه واحد سائد ، فحبات الرمال التي تتحرك فوق جسم الكثيب العرضي ينبغي لها أن تقطع مسافة أطول حين تعبر أجزاءه الوسطى بعكس الحبيبات التي تتحرك عند طرفيه النحيفين فهي تعبر مسافة أقصر و تبعا لذلك يتحرك طرفا الكثير بسرعة أكبر من سرعة تحرك أجزاءه الوسطى فيبدو الكثيب حينئذ في شكل قوس أو هلال يتجه جانبه المحدب إلى الجهة التي تأتي منها الرياح بينما يتجه طرفاه إلى الجهة التي تسير نحوها الرياح ، و يكون جانب الكثيب المواجه للرياح محدبا طويلا هين الانحدار ( 6 - 17 درجة ) و جانبه الآخر مقعرا قصيرا شديد الانحدار ( بين 30 - 40 درجة ) و يرجع ذلك إلى أن الرياح حينما تجتاز قمة الكثيب تصادف انخفاضا فجائيا في الجانب الآخر ، فتحدث لها حركة عكسية أشبه بالدوامة التي تعمل على رفع جزء من الرمال ، و في نفس الوقت على تثبيت بعض حبات الرمال فوق قمة الكثيب ، فتحول دون هبوطها ، و لذلك يظهر هذا الجانب في شكل مقعر شديد الانحدار .
و يبلغ ارتفاع الكثبان الهلالية في صحراء كراكوم 5 - 7م ، و نادرا ما يصل إلى 12م . توجد الكثيبات عادة في مجموعات تحتل مساحة كبيرة من وجه الصحراء ، و هي تتحرك حركة بطيئة في اتجاه سير الرياح يبلغ مداها بين بضعة ديسيمترات و بضعة أمتار كل عام . و كثيرا ما ينقلب شكل الكثيب ، و هي ظاهرة شائعة في صحراء كراكوم حينما يتغير اتجاه الرياح فيصبح في اتجاه مضاد لاتجاهها الأول إذ يستجيب لهذا الاتجاه الجديد كل أجزاء الكثيب الهلالي بما في ذلك جانبه المحدب الهين الانحدار و جانبه المقعر الشديد الانحدار . و يحدث التحول إلى الكثيب المزدوج حينما يتجاوز كثيبان هلاليان فيلتحم جانبهما ثم يتحدان و ينموان في كثيب واحد ، أو حينما يتحرك أحدهما و يصعد فوق الآخر . و تلاحق الكثيبات السريعة الحركة زميلاتها البطيئة ، و تختلط بها ، أو تلتحم معها مكونة لسلاسل من الكثبان الرملية تعرف أحيانا بصفوف الرمال .
·         الكثبان الطولية أو السيوف أو الغرود :
و النمط الثالث والرئيسي للكثبان الرملية و هو الكثيب الطولي أو السيف أو الغرد ، و هذا النمط ما يزال يكتنف طريقة تكوينه شيء من الغموض ، ذلك أن وسيلة تشكيله ليست بوضوح طريقة تشكيل الكثيب الهلالي أو الكثيب . فهذه الكثبان تمتد موازية ، و ليست مستعرضة لاتجاه الريح السائدة ، و غالبا ما تكشف عن تأثير رياح ثانوية بما يتصف به قطاعها من عدم انتظام ، فهو يتألف من منحدر هين سهل مماثل لمنحدر الكثيب المواجه للرياح ، و منحدر تهدل شديد الانحدار تهب من اتجاه واحد ، لكن حيث تهب أيضا رياح قوية مستعرضة من اتجاه آخر بين الحين والحين . و ينتشر وجودها في صحراء غرب أستراليا و صحراء ثار والصحراء الكبرى الإفريقية ، و هي تعرف في صحراء مصر الغربية باسم الغرود . و يتألف كل غرد منها من سلسلة من التلال الرملية يبلغ طولها عشرات الكيلومترات ، و أشهرها غرد أبي المحاريق الذي يمتد مسافة يبلغ طولها نحو 350 كم إلى الجنوب من منخفض القطارة حتى مشارف الواحة الخارجة و قد اشتقت رماله من تكوينات المنخفض الذي حفرته الرياح الشمالية الغربية السائدة ، و في صحراء العراق بليبيا تمتد السيوف الرملية من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي ، و هو اتجاه الرياح السائدة هناك .
حركة الكثبان الرملية :
تتحرك الكثبان الرملية فوق الأراضي المنبسطة حركة دائبة ، حينما ينعدم وجود عوامل تثنيها ، فالرياح الدائمة الهبوب تكتسح الرمال من الجانب المواجه لها من الكثيب ، و تلقي بها في الجانب المظاهر لها منه ، و بذلك يتحرك الكثيب حثيثا ، و لا تقف حركته إلا حين تعترضه الحشائش و النباتات و تنمو فيه بدرجة تكفي لإيقاف الرمال عن الحركة و تثبيتها و تتوقف سرعة حركة الكثيب على حجمه ، و حجم حبيبات الرمال المكونة له ، ثم على قوة الرياح و دوام هبوبها ، فالكثبان الرملية في السواحل الكورية تتحرك بمعدل 6م كل عام . و في الصحراء الليبية تتحرك الكثبان بسرعة تتراوح بين 4م - 20م في السنة . و يؤثر التغير الفصلي لهبوب الرياح و اتجاهها في تحركات الكثبان ، فيتوقف استمرار تحرك الرمال في اتجاه واحد . مثال ذلك ما يحدث في صحراء كراكوم ، إذ تهاجر الكثبان الرملية في اتجاه الجنوب بسرعة 18م في فصل الصيف ، و في الشتاء تتحرك شمالا بسرعة تصل إلى 12م و طبيعي أن تتحرك الكثبان الصغيرة بسرعة أكبر من سرعة تحرك الكثبان الكبيرة . و يسبب تحرك الكثبان الرملية مشكلات خطيرة لسكان الواحات ، و منها الواحات المصرية ، فهي تطغى على الطرق و الأراضي الزراعية و القرى ، و لهذا تبذل الجهود لتثبيتها و إيقاف حركتها عن طريق زراعتها أو إنشاء مصدات رياح أمامها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا