اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﻤﻜﺎﻧﻲ ﻷﻧﻮاع اﻟﻜﺜﺎﻓﺎت اﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻓـــﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈـــﺔ ﺑﻐﺪاد
ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻧﻈﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴــﺔ( GIS )
رﺳﺎﻟﺔ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻬﺎ
ﺷﻴﻤﺎء أكرم أﺣﻤﺪ اﻟﺠﺒﻮري
إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ كلية اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ - اﺑﻦ رﺷﺪ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐﺪاد
وهي ﺟﺰء ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻧﻴﻞ درﺟﺔ ﻣﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﺁداب
ﻓﻲ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ
بإﺷﺮاف
أ.د. أﻳـﺎد ﻋﺎﺷﻮر اﻟﻄﺎﺋﻲ
ﻟﻠﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻭﻟﻬﺎ أﺜﺭ ﻜﺒﻴﺭ ﺠﺩﺍً ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﺨﻁﻴﻁ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻷﻱ ﺒﻠﺩ .
ﻭﻗﺩ ﻨﺎل ﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﻓﻲ أﻏﻠﺏ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴـﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴـﺔ ﻭأﺨـﺫ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﻭﻥ ﻴﻬﺘﻤﻭﻥ ﺒﻪ ، ﺇﺫ ﻋﺩﻩ ﺒﻌﻀﻬﻡ ﺒﺄﻨﻪ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﺔ ﻟﻌﻠﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ،ﻭﻫﻭ ﻴﻌـﺩ ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺴﺘﻤﺩ ﻤﻨﻪ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﻤﺎﺩﺘﻬﺎ.
ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻅﻬﺭ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ،ﻭﻟﻌل ﻤﻥ ﺃﻫﻡ ﺍﻟﻤـﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻭﺍﺠﻪ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﻭﻉ ﻤﻥ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻻﻨﺘﻅﺎﻡ ﻓﻲ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻭﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﺨﺭﻯ ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺏ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﻫﻭ ﻭﺠﻭﺩ ﻋﻭﺍﻤل ﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ (ﻁﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺒﺸﺭﻴﺔ) ﺘﺅﺜﺭ ﻓﻲ ﺘﺒـﺎﻴﻥ ﺘﻭﺯﻴﻌﻬﻡ، ﻭﻟﺫﻟﻙ فإﻥ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺘﻭﺯﻴﻊ ﻨﺴﺒﻲ ﻻ ﻴﻌﻁﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﺃﻋﺩﺍﺩﻫﻡ ، ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻤﺩﻯ ﺘﺯﺍﺤﻤﻬﻡ .
ﻟﺫﻟﻙ ﻜﺎﻥ ﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﻴﻭﻀﺢ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ، ﻭﻤﻥ ﻫﻨﺎ ﺘﺄﺘﻲ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻨﻴﺔ ﻷﻱ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻜﺎﻨﺕ ﺒﻭﺼﻔﻬﺎ ﺃﺤﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻤﻌﺭﻓﺔ ﺘﻭﺯﻴﻊ ﺍﻟـﺴﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ .
ﻭﺘﻌﺩ ﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻤﻘﻴﺎﺴﺎً ﻻﺴﺘﺠﺎﺒﺔ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻟﻠﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﻌﻴﺵ ﻓﻴﻬـﺎ ، ﻭﻤﻘـﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋل ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ .ﻭﻻ ﻴﻘﺘﺼﺭ ﺍﻷﻤﺭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺒل ﺇﻥ ﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻤﺎ ﺘﻌﺩﺩ ﻤﻘﻴﺎﺴﺎً ﻟﺩﺭﺠﺔ ﺘ ﺸﺒﻊ ﺍﻟﻤﻨﻁﻘﺔ ﺒﺴﻜﺎﻨﻬﺎ ،ﻭﻤﻥ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﺃﻴﻀﺎ ﻴﻤﻜـﻥ ﻤﻌﺭﻓـﺔ ﺍﻟﻤـﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻤﻌﻴـﺸﻲ ﻟﺴﻜﺎﻨﻬﺎ.
ﻭﻟﺫﻟﻙ ﻅﻬﺭﺕ ﻋﺩﺓ ﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻟﻠﻜﺜﺎﻓﺔ ، ﻭﻤﻨﻬﺎ (ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺎﻤـﺔ ،ﺍﻟﻜﺜﺎﻓـﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﻴـﺔ ،ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺭﻴﻔﻴﺔ ،ﺍﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻴﺯﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ (ﺍﻹﻨﺘﺎﺠﻴﺔ) ﻭﻗﺩ ﺍﻋﺘﻤﺩﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻴﻴﺱ ﻋﻠﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﺕ ﺍﻹﺩﺍﺭﻴﺔ ﻟﻤﺤﺎﻓﻅﺔ ﺒﻐﺩﺍﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ .
أو
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق