مما
لاشك فيه ان تطور أي مدينه وازدهارها يمر عبر عدد من المراحل والخطوات تتفق هذه
الخطوات مع التقنيات التخطيطيه المتبعه في كل مرحه.
ولعل
السؤال الذي يتبادر الى الذهن ماذا نستفيد من درستنا لمراحل تخطيط مدينه ما؟.
والجواب
المنطقي لهذا التساؤل يتلخص بالآتي :
1-معرفه
التطور التاريخي للمدينه والمراحل الزمينه التي امدت التطوير بها لأن ذلك يعطينا
مؤشر عن قدم المدينه وتاريخيها او عراقتها..الخ.
2-ان
معرفتنا لمراحل تخطيط المدينه يعطينا مدلول عن خيارات العمل التخطيطيه التي يمكن
ان نبذلها عند تطوير تلك المناطق القديمه مثل مراكز المدن والمناطق العشاوئية.
3-ان
معرفه مراحل تخطيط المدينه يفيد في التقسيم الإداري للمدينه وتوزيع الخدمات
السكانيه والعمرانية.
4-معرفه
الخطوات الإجرائية عند تخطيط المدن.
وفي
هذا البحث تطرقت الى دراسه مراجل تطور مدينه حائل مع التركيز على خصائص المراحل
القديمة كمنطقة وسط المدينه مع تقديم افكار ومقترحات من شأنها ان تعزز مفهومنا
لمراحل تخطيط المدن وبالتالي امكانيه الإستفادة من هذه الدرسات عند تخطيط المدن
الجديدة.
ارجو
ان اكون موفقا في سرد خطوات هذا البحث والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وعلى
اله وصحبة اجمعين.
موقع
مدينة حائل
مراحل
تخطيط المدينة
المرحلة
الأولى
وهي
المرحلة التاريخية..وشهدت فيها المدينة التطور التاريخي الأول وامتاز الطابع العام
لهذه المرحلة بتخطيط المدينة الإسلامية وابرز عناصرة مايلى:
المسجد :
يعتبر المسجد محور التخطيط في المدينة
الإسلامية . وهو بيت الله في الأرض وهو مع
ذلك مأوى يقدم على غيره من المصالح الخاصة
.
وهناك اعتبار هام يجب ألا يغيب عن أذهان
الباحثين ذلك ان المسجد الجامع هو محل اجتماع المسلمين جميعاً في البلد فيجب أن
يكون في موضع وسط يتمكن المسلمون من الذهاب إليه في فرص متساوية دون مشقة على
جماعة دون جماعة، لهذا كان موضع المسجد هو
مركز الدائرة التي يقام حولها العمران في كل الاتجاهات.
إن اجتماع المسلمين لبحث أمورهم وتدبير
مصالحهم غاية يقصد إليها الإسلام، وليس هناك مكان يستوعب هذا العدد الضخم من
المسلمين ويتمكنون من الالتقاء فيه بحرية كاملة ، ويناقشون فيه قضاياهم من غير
مجاملة أو تحيز إلا المسجد فهو إذن - المجلس الذي يجتمع فيه مملثوا الشعب - ولهذا
ينبغي أن يكون موضعه يمكن كل من يقصده من الوصول إليه بسهولة وفي أي وقت شاء وليس
هناك مكان تتوفر فيه هذه الشروط إلا وسط المدينة
.
وهناك أمر آخر يجب ألا نغفله وهو أن
المسجد لم يكن محلا للعبادة ولاجتماع المسلمين فقط ، بل كان مع ذلك نزلا يأوى إليه
الغرباء الذين ليس لهم من يؤويهم، فإذا كان المسجد في طرف من أطراف المدينة صعب
على النزلاء أن يجدوا عنده ما يحتاجون إليه أما إذا كان في وسط المدينة ، ووسط
المدينة غالباً ما يكون مجمعا تتوفر فيه لوازم الإنسان وضرورياته فإنه يكون أرفق
بالناس . وأيسر لهم .
لهذه الاعتبارات وغيرها مما يمكن أن
يدركه المرء كان لابد أن يكون المسجد هو الأساس في التخطيط عند المسلمين .
بيت الأمارة :
وبيت الأمارة دائما رفيق المسجد ، فإلى
جوار المسجد يصمم بيت الأمير ، ودار الإمارة صنو المسجد كلاهما لا تتحقق المصلحة
العامة به إلا إذا كان ميسوراً للجميع الوصول إليه بسهولة .
دوافع التخطيط :
كانت
الدوافع التي حدت بالمسلمين اتخاذ التخطيط على هذا النحو نوعين : دوافع دينية ،
ودوافع اجتماعية وبالتالي نسجت مدينه حائل نطاق تخطيطيها الأولي ضمن الدوافع تلك
لأنها مدينه اسلاميه بلاشك .
أ - الدوافع الدينية :
من أهم الدوافع التي جعلت المسلمين
يحرصون على تخطيط المدن إيجاد البيئة الصالحة التي تحفظ المسلمين من التورط فيما
ليس إسلامياً .
حيث إن اختلاط المسلمين بغيرهم من الأمم
التي فتحوا بلادها يعرضهم لنقل تقاليد هذه الأمم ، وقد وصل الأمر إلى حد الإعجاب
بالاعتناق وبخاصة أن المسلمين كانوا قريبي عهد بجاهلية ، وكانت نفوسهم تحن إلى ماض
تركوه ، وأيام خلت فكان أحسن علاج لتلاقي تلك الجهات هو تخطيط المدن الجديدة ليعيش
فيها المسلمون بعيداً عن كل المؤثرات الخارجية التي قد تضر بهم كجماعة ناشئة تحتاج
في حياتها إلى نماذج تقتدي بها .
وليس المقصود محاربة الحضارة ولا الوقوف
عقبة في طريق التقدم الحضاري ولكن المقصود والمراد هو محاربة الفساد الناتج عن تلك
الحضارة . والوقوف عقبة في طريق التهتك الناشئ عن التقليد الأعمى باسم الحضارة .
ب - الدوافع الاجتماعية :
لقد كان العرب يعيشون في الجزيرة
العربية في وضع اجتماعي سيطر على نفوسهم وقلوبهم فهم لا يستطيعون الانفكاك عن هذه
الأوضاع . ولا يقدرون على التنازل عنه ، لأنها اختلطت بدمائهم ، ورافقتهم منذ
طفولتهم ، وأصبحت جزءاً من حياتهم .
لقد كانت للقبيلة نظامها المحترم في
نفوس العرب ، والإسلام لم يحاول إلغاء هذه النظم كلية ، ولكنه هذبه ونظمه ، فأقر
منه مالا يتعارض مع تعاليم الإسلام، وأدخل تعديلات على النظم التي يمكن أن تتوافق
مع مبادئ الإسلام .
الشوارع والميادين :
نهج العرب في تخطيط الشوارع نهجاً قوياً
يدل على مدى إدراكهم لما يجب أن تكون عليه المدن التي يمصرونها أو ينشئونها .
والشوارع والميادين ذات أهمية بالغة في
المدن فكلما كانت الشوارع واسعة ، والميادين رحبة كلما تمتع السكان بأكبر قدر ممكن
من الهواء الطلق ، والخصائص الطبيعية اللازمة للمعيشة .
وسائل المسلمين في تعمير المدن :
اختيار
المكان المناسب :
لقد حرص المسلمين عند تأسيس المدن على
اختيار الأماكن التي تلائم طبيعة السكان ومزاجهم . ذلك لأن الإنسان لا يستقر في
مكان لا يحس فيه بالراحة القلبية والاستقرار النفسي . فطبيعة الإنسان تأبي أن تقيم
في مواضع لا يوافقها ، وترفض الحياة في مكان لا تشعر فيه بالهدوء والأمن
والأطمئنان ومدينة حائل في مرحلتها الأولى
كانت نابعه من هذه الخاصية .
الاهتمام بالمشاريع
العامة :
تهتم الحكومات الحريصة على مصلحة رعيتها
بالمشاريع العامة لأن هذه المشاريع مع أنها توفر للناس ضرورات لابد منها في
المجتمعات المتحضرة ، فهي تفتح للناس آفاقاً مشجعة على الاستفادة منها والحرص على
استغلالها ، مما يؤدي إلى الاقتراب من مواضعها ، والإقامة حولها لتتيسر الفائدة
المرجوة من ورائها .
المساعدات الحكومية في
المشاريع الخاصة :
هناك المشاريع الخاصة حيث لابد أن تبحث
الحكومة تلك المشاريع ويكون لها فيها رأي ، لأن حرصها على الرعية تطمئن إلى ما
يقومون به من الأعمال ، ودراسة المشاريع من قبل الحكومة يعطيها إمكانات أكبر من
فرص النجاح متى وافقت عليها ، لأن الحكومات الرشيدة لا توافق إلا على المشاريع
التي تحقق مصلحة للناس ، وتدر لصاحبها من الرزق ما يسهم في تحسين أوضاع الدولة
الاقتصادية)4 .
ملاحظة : لقد تم إدراج مبادئ
التخطيط في الإسلام للحاجة الملحة لإثراء الجانب الروحي الناتج عن مراحل تخطيط
المدينه والذي هو أهم وذو تأثير أكبر من الجوانب المادية.
المرحلة الثانية:
وهي التي يمكن ان
نسميها بالمرحله الإنتقالية مابين تكامل تكوين المدن السعودية وبين مرحله ماقبل
التكامل
وفيها تكونت البؤرة
الرئيسية للمدينه (قلب المدينه) ولعل ابرز المعالم التي تميزها مايلي
ا- مبنى الأمارة :
ويقع على تقاطع شارع
الملك عبد العزيز مع شارع الرياض ويعطي أهمية إدارية كبرى للمنطقة شكل رقم (4-7) .
ب - برج حائل :
ويقع على شارع الملك
عبدالعزيز ويعتبر علامة أرضية مميزة للمنطقة ويحتوي على العديد من الأنشطة
الإدارية والتجارية الهامة شكل رقم (4-8)
.
ج - السوق المركزي :
ويقع على شارعي الملك
خالد والملك فيصل الشرقي وقد تم استئناف العمل به بعد عشر سنوات من التوقف ويتسم
بقلة المساحة والطراز الحديث في التصميم شكل رقم (4-9) .
ج- المحكمة الكبرى :
وتقع داخل المنطقة
المركزية على شارع الإمام وهو شارع فرعي يصل بين شارع الملك عبدالعزيز وشارع
العليا شكل رقم (4-10) .
د-حديقة سماح :
وتقع على شارع الملك
عبد العزيز وغير مرتادة إلا من بعض عوائل
الجاليات الأجنبية شكل رقم (4-11) .
شكل رقم (4-2) شارع الملك عبد العزيز
شكل رقم (4-3) شارع الملك فيصل الشرقي
شكل رقم (4-4) شارع العليا
شكل رقم (4-5) شارع الرياض
شكل رقم (4-6) شارع الملك خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق