دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008
إيالة دمشق : دراسة توثيقية نقدية في مخطوط رسالة جغرافية
بلاد الشام للعالم الأديب رفاعة الطهطاوي
الدكتور المهندس محمد يسار عابدين
كلية الهندسة المعمارية
جامعة دمشق
لا تزال تحتفظ من نوادر
مخطوطات المكتبة العربية التي لـم يـتم تحقيقهـا أو التعريف بها، رسالة بعنوان "جغرافية
بلاد الشام" لرفاعة رافع الطهطـاوي، صـنفها المستشرق الألماني كارل بروكلمان (1956)في
مواضيع الجغرافية، وتأخـذ رسـالة الطهطاوي قيمتها التاريخية في أنها غير
مطبوعة وغير محققـة، وقيمتهـا العلميـة بوصفها إسهاماً في علم الجغرافية وفي علم
التاريخ، وتـزداد أهميتهـا مـن خـلال المنهجية المتبعة في إنجازها، ومن نوعية
المعلومات المدرجة فيها.
اعتمد الطهطاوي في وضع
رسالته على النقل من عدد محدود مـن المصـادر الأجنبية والعربية، التي نقل منها
حرفياً، ومرات قليلةً كان النقل يتم بتصرف بهـدف الاختزال، واعتمد على الإنشاء
اللغوي في خطابة تفيد إجراء المقارنـة الفكريـة دون تأكيد حقيقة ثابتة؛ فكان
يستعرض ما ترجمه من نصوص دون ذكر لترجيح أو تقيـيم أو دمج أو تحليل.
من أهم العوامل التي أثرت
في تاريخ بلاد الشام، وضعها الجغرافي الذي يتكون من بيئات طبيعية متعددة متباينة
تجمع بين المتناقضات جميعها؛ ومن هذه الأهمية تـم العمل برسالة "جغرافية بلاد
الشام" للشيخ رفاعة رافع الطهطاوي وفق منهجية تحقيـق المخطوطات.
ويبدأ البحث في عرضٍ
لترجمة الشيخ الطهطاوي مرتبة بالسنين من ولادته حتى وفاته رحمه االله؛ مستخلصةً من
نصوص مجموعة مقالات ودراسات أنجزت عن حياة الشيخ، ومن مقدمات كتبه، ومن أرشيف مركز
الأهرام للصحافة في القاهرة.
يليه عرض مختصر لإسهام
العلماء المسلمين في مجال العلوم الجغرافية.
ثم وصف شكلي وعلمي
للمخطوط، مع عرض وجهة نظر خاصة عن محتـوى الرسالة، واستعراض ملخص عنها.
ويتضمن الجزء الأخير من
هذا البحث تحقيق مقدمة الرسالة التي تتعلق بعمـوم جغرافية بلاد الشام، وتحقيق
الجزء الخاص بإيالة دمشق، وذلك من خلال رصد المتن وتشكيله وترقيمه وتهميشه بهوامش
لا تخرج إضافاتها عن المراحل التاريخيـة التـي يتحدث عنها الشيخ الطهطاوي في رسالته.
وينتهي البحث بخاتمة تتضمن
بعض النتائج والتوصيات، تفيد في أن الطهطاوي خلّف كتباً ذات قيمة علمية في مجلدات،
ولم يعرف عنه كتابة الرسائل والموضوعات المختصرة؛ وأن هذه الرسالة كانت مسودة لعمل
أكبر، وأن الشيخ ما كـان لينشـرها دون تعديلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق