التسميات

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

إقليم البطنان : دراسة جغرافية .. العوامل الطبيعية .. 2- المناخ .. رابعاً : الأمطار...

رابعاً : الأمطار:
تعد الأمطار من أهم عناصر المناخ المؤثرة في النطاق المحلي / البطنان، لأنها المصدر الأساسي لتغذية الخزانات الجوفية، وهي ترتبط بمواعيد بدء الزراعة البعلية التي تعد من النشاطات الهامة لسكان النطاق.
· عوامل تساقط الأمطار في النطاق المحلي / البطنان:

تعد  الأمطار بالنطاق المحلي/ البطنان ضمن النوع الإعصاري، حيث يرتبط معظمها بمرور الجبهات الباردة المصاحبة للمنخفضات الجوية المتوسطية، التي غالباً ما تكون في الأصل كتلاً قطبيةً باردةً قليلة الرطوبة، إلا أنها تكتسب كثيراً من الرطوبة أثناء حركتها لمسافات طويلة فوق مياه البحر المتوسط الدفيئة، ويصاحب مرور هذه الجبهات رياح شمالية إلى شمالية غربية قوية، بالإضافــــــة إلى حدوث البرق والـرعـد، أمـا عند مرور الجبهات الدافئة في مقدمة تلك المنخفضات في النطاق المحلي / البطنان، فإنها تكون مصحوبة بسحب خفيفة عالية أو متوسطة، وذات أمطار قليلة، وترتبط كميات الأمطار في النطاق بمرور تلك المنخفضات، فهي تختلف من منخفض لآخر، وذلك حسب عمق المنخفض، ومدى اقتراب مساره من النطاق، ومدة تمركزه.
· التوزيع الجغرافي للأمطار في النطاق المحلي / البطنان :
ترتبط كمية الأمطار المتساقطة بمدى القرب أو البعد من البحر وبعوامل الارتفاع والتضاريس، ويوضح الجدول ( 8.2 ) والشكل ( 7.2 ) معدلات الأمطار في طبرق والجغبوب.
                                       الجدول (8.2): معدلات الأمطار في محطتي طبرق والجغبوب.
الشهر
المحطة
أي النار يناير
النوار فبراير
الربيع مارس
الطير أبريل
الماء مايو
الصيف يونيو
ناصر يوليو
هانيبال أغسطس
الفاتح سبتمبر
التمور أكتوبر
الحرث نوفمبر
الكانون ديسمبر
المتوسط
طبرق
49.74
30.19
15.48
3.59
3.92
0
0
0
2.47
13.93
23.16
37.41
180.6
الجغبوب
3.7
2.5
2.8
0.83
0.48
0.06
0
0
0.45
0.51
0.66
3.28
15.29
المصدر: استناداً إلى بيانات المركز الوطني للأرصاد الجوية، طرابلس.
الشكل (7.2) معدلات الأمطار في نطاق البطنان  المحلي .


المصدر: المركز الوطني للأرصاد الجوية، طرابلس
يتضح من الجدول السابق ما يأتي :
1ـ ارتفاع المتوسط العام لكمية الأمطار المتساقطة على طبرق مقارنة بالجغبوب، حيث وصل المتوسط العام لكمية الأمطار المتساقطة في طبرق إلى 6. 180 مم ،وفي الجغبوب 29. 15 مم.
2ـ تأثير عامل القرب والبعد عن سطح البحر على نظم التوزيع الجغرافي للأمطار في النطاق، وذلك أدى إلى زيادة معدلات الأمطار على طبرق دون الجغبوب، حيث تتعرض طبرق بشكل مباشر للمؤثرات البحرية.
ويتضح مما سبق أن الأمطار تتناقص باتجاه الجنوب، حيث تتجه صوب المناخ القاري، وهناك اختلاف نسبي بين معدلات الأمطار في طبرق والجغبوب، والجدول الآتي يوضح فئات الأمطار في نطاق البطنان المحلي كما أن أعلى معدلات الأمطار في طبرق كانت في الفئة الثانية(151ـ 300مم)، ثم الفئة الأولى(0ـ150مم)، ولا توجد أية أمطار في الفئتين الثالثة والرابعة، أما الجغبوب فكل معدلات الأمطار فيها كانت في الفئة الأولى، وتنعدم معدلات الأمطار في الفئات الثلاث الأخر،وبذلك فالأمطار التي تزيد على 150 مم في طبرق تمثل أكثر من 80% من مجموع الأمطار المتساقطة على المدينة، بينما لا تزيد كمية الأمطار في الجغبوب على  15 مم، وقد وصلت نسبتها إلى 100% من كمية الأمطار المتساقطة فيها.
Ÿ   التوزيع الفصلي للأمطار في النطاق المحلي / البطنان:
يبدأ موسم الأمطار في النطاق في شهر الفاتح (سبتمبر) وينتهي في فصل الصيف، ويرتبط ذلك بالمنخفضات الجوية في حوض البحر المتوسط ، حيث تزداد احتمالية تساقط الأمطار بين 50 % و 70 % وفي شهر التمور ( أكتوبر) يصل إلى أكثر من 90 % .
 ويتفق ذلك مع التفاوت الفصلي في كميات الأمطار في ليبيا، حيث سجل فصل الشتاء  61.5 %، والخريف 22.5 %، والربيع 16% من كمية الأمطار المتساقطة بليبيا، علماً أن تلك النسب عامة، فقد تكون كمية الأمطار المتساقطة في أحد شهور الشتاء أكثر من شهوره الأخر، وقد تسقط كمية كبيرة في يوم واحد، ويظهر معامل اختلاف تساقط الأمطار في طبرق والجغبوب بقيمتين 28.54 و 103.43 على التوالي ، ويلاحظ أن الأمطار أكثر تقلباً في الجغبوب منها في طبرق.
وبدراسة الشكل (7.2) يتضح أن الأمطار في النطاق تتبع نظاماً واحداً، حيث سجلت أعلى قيم المعدلات لها في فصل الشتاء خاصة في  شهر أي النار (يناير)، ثم تنعدم في فصل الصيف، وبذلك يكاد تساقط  الأمطار يكون في فصول الشتاء والربيع والخريف، ولذا سنحدد النصيب الفصلي من المطر على أساس تقسيم السنة المطيرة إلى ثلاثة فصول هي : فصل الخريف، وتمثله شهور ( الفاتح  - سبتمبر، التمور - أكتوبر، الحرث - نوفمبر)، وفصل الشتاء، وتمثله شهور ( الكانون - ديسمبر، أي النار - يناير، النوار - فبراير)،فصل الربيع، وتمثله شهور ( الربيع - مارس، الطير - أبريل، الماء - مايو)، وسيهمل فصل الصيف لعدم تساقط الأمطار فيه، وتم وضع النتائج في الجدول ( 9.2 ) .
الجدول (9.2): التوزيع الفصلي للأمطار في محطتي طبرق والجغبوب
الفصل المطير
طبـــــرق
الجغبـــــــوب
المجموع الفصلي للأمطار/ مم
النسبة المئوية
المجموع الفصلي للأمطار/ مم
النسبة المئوية
الخريف
40.26
22
0.96
9
الشتاء
117.34
65
6.76
61
الربيع
23
13
3.24
29
المصدر:أستناداً إلى بيانات المركز الوطني للأرصاد الجوية، طرابلس.
يتضح من الجدول السابق أن المطر يتركز بصفة عامة في فصل الشتـاء،حيث تصل نسبة كمية الأمطار التي تسقط بالنطاق من المجموع السنوي إلى 65 %، في الجغبوب، وإلى 61 %، في طبرق، ثم يلي ذلك فصل الخريف حيث تصل النسبة في طبرق إلى 22 % ، بينما يأتي فصل الربيع في المرتبة الثانية أيضاً في الجغبوب بنسبة 29 %، ويرجع ذلك إلى أن فصل الخريف يعد مقدمات لفصل الشتاء، حيث تلعب المؤثرات البحرية وما بها من منخفضات متوسطية دوراً كبيراً في المناطق المطلة على البحر مباشرة مثل طبرق عكس المناطق الداخلية كالجغبوب .
Ÿ              فترات الرجوع واحتمالات الأمطار في النطاق المحلي / البطنان:
تعد فترات الرجوع  من الأسـاليب المهمة في تقدير احتمالات تساقط الأمطار، والفترات الزمنية التي يتوقع أن تتكرر الأمطار ضمنها وتفيد فترات رجوع الأمطار في معرفة الاحتياطات اللازمة لمواجهة خطرها حيث يوجد علاقة طردية بين زيادة  معدلات الأمطار وطول فترة رجوعها، بينما توجد علاقة عكسية بين الزيادة في معدلات الأمطار واحتمالات حدوثها، واحتمالات تساقط كمية من الأمطــار في طبرق تقل عن 72.6 مم، أي تزيد على 90 %، بفترة رجوع كل سنة، بينما احتمالات تساقط كميات الأمطار في والجغبوب تقل عن 3.7 مم، أي لاتصل إلى 1 %.
· الاتجاه العام للأمطار في  النطاق المحلي / البطنان:
تفيد دراسـة الاتجــاه العام للأمطار في معرفة الاتجاه الذي يمكن أن نستثمر فيه هذه الأمطار، والموازنة مع المياه الجوفية في الاستخدامات المختلفة، وبأستخدام طريقة أنصاف ( أشباه ) المتوسطات  نلاحظ أن متوسـط الأمطار في طبرق خلال الفترة الأولى بلغ 205.6 مم، ثم انخفض في الفترة الثانية إلى 155.59 مم، بينما وصل في الفترة الأولى في الجغبوب من عام 1946 ـ 1976 م إلى 11.18 مم، ثم ارتفع في الفترة الثانية من عام 1975م ـ 2003 م إلى 20.25 مم، وخلال الفترة الممتدة من نصف الفترة الأولى إلى نصف الفترة الثانية في طبرق حدث تناقص في الأمطار بمقدار 50.01 مم، بينما ارتفعت في الجغبوب إلى 9.08 مم، ويرجع هذا التباين إلى طول فترة الرصد في الجغبوب ( 53 سنة )، عكس فترة طبرق التي تصل إلى ( 18 سنة )، وبذلك يتضح أن معدل التغير السنوي وصل إلى 2.7 مم في طبرق، وإلى 0.17 مم  في الجغبوب ، ولذلك فالاتجاه العام للأمطار في النطاق يتجه نحو التناقص، وتبقى هناك ملاحظات عدة هي :
1ـ لا تعد الاتجاهات العامة للأمطار ذات دلالة إحصائية كبيرة، حيث من الصعب التنبؤ بالأمطار،التي تتميز بالطابع الانقلابي من سنة لأخرى.
 2ـ تميزت معدلات التناقص في أمطار النطاق بأنها محدودة وبسيطة، ولا يظهر الاتجاه العام إلا في فترات طويلة، وفي ذلك تكمن الخطورة، خاصة أنها المصدر الأساسي للمياه الجوفية.
3ـ لا يتميز الاتجاه العام للتناقص بالانتظام، إذ يحدث تذبذب، ولكن يحسب بصورة إجمالية للأمطار، وما يمكن أن تكون عليه السنوات المقبلة.
Ÿ               دورات الجفــاف:
يتضح من دراسة الشكل ( 8.2) الذي يوضح المتوسطات المتحركة في النطاق المحلي / البطنان في محطتي طبرق والجغبوب أن هناك انحرافات لمتوسط الأمطار عن خط الاتجاه العام، وقد أمكن استنتاج المتوسطات المتحركة الخماسينية، وتتبع دورات الجفاف التي مر بها النطاق، مع ربطها ببعض الدورات التي مر بها الشمال الأفريقي، حيث يتضح من الشكل السابق وجود دورتي جفاف في طبرق، استمرت الأولى نحو 3 سنوات، ابتداءً من عام 1988 م وانتهت عام 1991 م، وقد وافق هذه الدورة حدوث دورة جفاف أصابت منطقة الساحل الأفريقي، و الفترة الثانية استمرت نحو سنة واحدة فقط في عام 1992 م، وفي الجغبوب وجدت ثلاث دورات جفاف، الأولى استمرت نحو 5 سنوات بدأت من عام 1953 م وانتهت في عام 1957 م، وتزامنت هذه الدورة مع دورة الجفاف التي مرت بالشمال الأفريقي في الفترة من 1945 م إلى 1950 م، أما الدورة الثانية فكانت أكبر، واستمرت نحو 9 سنوات، بدأت من عام 1971 م إلى 1979 م، والدورة الثالثـة استمرت إلى نحو 8 سنوات، فقد بدأت عام 1994 م إلى عام 2003 م .
الشكل (8.2): المتوسطات المتحركة واتجاه الأمطارفي محطتي طبرق والجغبوب بالنطاق المحلي / البطنان .
المصدر: المركز الوطني للأرصاد الجوية، طرابلس
Ÿ               القيمة الفعلية للتساقط :

تتأثر الأمطار المتساقطة بعوامل تؤثر عليها بصفة سلبية، ومنها درجة الحرارة، والتبخر، ومقدار انحدار السطح، ويعد عامل الحرارة وما يترتب عليها من ارتفاع نسبة التبخر من أهم العوامل المؤثرة في القيمة الفعلية للتساقط في النطاق المحلي / البطنان، الذي يقع في منطقة الفائض الحراري، حيث تكون كمية الحرارة المكتسبة أكبر من كمية الحرارة المفقودة، وبصفة عامة فإن القيمة الفعلية للأمطار المتساقطة في الجغبوب منخفضة جداً، ما ينعكس سلباً على المخزون الجوفي للمياه، والحياة النباتية الطبيعية، عكس طبرق التي تزيد فيها القيمة الفعلية للأمطار.
مصلحة التخطيط العمراني - مشروع مخططات أعداد الجيل الثالث - (2000 - 2025م) النطاق المحلي البطنان - تقرير الوضع القائم - مكتب العمارة للاستشارات الهندسية - بنغازي 2007 م .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا