دراسة تحليلية لتضاريس وهيدرولوجية حوض سد الموصل
توظيف وسائل الاستشعار عن بعد في دراسة طبوغرافية بحيرة ســد الموصل
Utilizing Remote sensing tools for studying Mosul Dam lake Topography
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ - ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ - ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼل
د. ﺇﺒﺭﺍﻫﻴﻡ ﺃﻨﻭﺭ
ﻗﺴﻡ ﺍﻟﻐﺎﺒﺎﺕ - ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺯﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺒﺎﺕ - ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼل
ﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻡ -ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺭﺒﻴﺔ - ﺠﺎﻤﻌﺔ ﺍﻟﻤﻭﺼل- ﺍﻟﻤﺠﻠﺩ (17) ﺍﻟﻌﺩﺩ 2 ﻟﺴﻨﺔ 2010 - صفحه 286 -298:
Abstract:
Topography,
Watershed, drainage and catchments delineation in earlier years conducted
manually, but recently this has changed after the huge utilization of Remote Sensing
and GIS tools in hydrologic Modeling Analysis.
The
appearance of the Shuttle's Radar Topography Mission data (SRTM) that named
Digital Elevation Model (DEM) gave GIS and RS reasonable progress.
Morphmetric
analysis results depend on the analysis of field data and manual delineation of
watershed. In GIS and RS results depend on accuracy of DEM data being used.
It
is found that SRTM-DEM with a reasonable resolution of 90 meters per grid cell provided reliable delineation
for the topographic surrounding area of Mosul Dam Lake in Morphmetric analysis, after
removing all no-data voids and filling
the sink holes in the raw DEM data for the study area.
Also
, using the 3D modeling view of lake surrounding area provided a look for water
levels in the reservoir above ground or sea level .
الملخص :
في السنوات السابقة كان تحديد شبكات التصريف السطحية والجابيات المائية يتم
بشكل يدوي بالكامل اعتمادا على المسوحات الحقلية , لكن مؤخرا وبعد التطور الكبير
في استغلال تقانات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية في الدراسات
الهيدرولوجية تغير هذا الأمر نحو الاشتقاق الآلي بالحاسوب.
الظهور والتوفر لبيانات رادار مكوك
الفضاء بعد سنة 2000 والتي سميت بنماذج الارتفاعات الرقمية أضفى تقدما ملحوظا على
تحليل التضاريس والدراسات المورفومترية المتعلقة بها بشكل يوفر الدقة والسهولة
والسرعة وبكلفة منخفضة نسبيا قياسا بالمسح الميداني الأرضي.
في هذا النوع من التحليلات ستكون دقة النتائج معتمدة بشكل رئيسي على دقة
بيانات النماذج الرقمية المستخدمة وقد اتضح من هذا البحث بان استخدام بيانات ذات
دقة تمييزية مقدارها 90 متر
للخلية استطاع توفير نتائج معقولة الدقة في النتائج المورفومترية المنجزة على محيط بحيرة
سد الموصل بناءا على خطوط الارتفاعات وخطوط تقسيم المياه المتأثرة بها وذلك يحصل طبعا
بعد إزالة كافة العيوب الموجودة في البيانات الخام والتي تكون عادة على شكل فجوات
خالية من البيانات أو على شكل تقعرات يتم تعديل مستويات ارتفاعاتها طبقا لمعادلات إحصائية
خاصة بالتضاريس .
استطاع العمل أيضا توفير إمكانية النمذجة الرقمية المجسمة ثلاثية الأبعاد للمناطق
المحيطة بالبحيرة وأصبح بالإمكان الحصول على رؤية تماثل الواقع على الأرض.
المقدمة:
تحديد شبكات التصريف المائية ومجاري الوديان المائية والجابيات المائية عبر
التقنية اليدوية من خلال الخرائط الطبوغرافية ونتائج المسح الحقلية , مكن الباحث (الطائي
,2003)1 من أعداد خارطة
لشبكة الصرف المائي في شمال العراق حدد بموجبها 166 حوض وصنفها إلى ستة رتب نهرية.
تغير هذا المفهوم من خلال التحول إلى الأسلوب الآلي إلى استخدام بيانات
رادار مكوك الفضاء SRTM
–DEM التي تسمى
بنماذج التضرس الرقمية Digital
Elevation Model حيث أعطى ذلك تقدما ملموسا على نوعيات البحوث المهتمة بالتطبيقات
الهيدرولوجية من كافة الجوانب.
تعتمد نتائج التحليلات المورفومترية بشكل أساسي على دقة البيانات المستحصلة
من المسوحات الحقلية حين نستخدم الأسلوب اليدوي القديم , أما بعد الاعتماد على
بيانات الاستشعار عن بعد ومنها في هذا البحث نماذج التضرس الرقمية فان دقة النتائج
ستكون معتمدة بشكل رئيسي على الدقة التمييزية لبيانات الرادار وقابليتها على توفير
التفاصيل التي تحتاجها هذه الدراسات.
إن دقة بيانات أنموذج التضرس الرقمية بدقتها الاعتيادية المتاحة للباحثين (
90 متر )
تكفي لاعتمادها في دراسة تغطي مساحة واسعة لكنها ستكون غير كافية لدراسة أحواض
محلية صغيرة مما يتوجب استخدام نماذج ارتفاعات بدقة ( 30 متر ) أو اقل .
البيانات المستخدمة وفرت معلومات مكنتنا من تحديد شبكات الصرف المائية المغذية
للبحيرة على أساس خطوط تقسيم المياه في المرتفعات المحيطة بالبحيرة وذلك بعد إزالة
كل الفجوات منها null data voids
,وكذلك تلك الحفر Sink holes الموجودة في البيانات والتي قد
تمنع استخدامها في برامج الحاسب وتسبب
أخطاء في عمليات التحليل الآلي كما سنذكر ذلك لاحقا.
المعلومات الناتجة من تحليل التضاريس المورفومترية استخدمت في المعادلات
التي وردت ضمن البحث كما أتاحت لنا النمذجة الرقمية للتضاريس عرض التمثيل المجسم
الثلاثي الأبعاد لطبوغرافية حوض البحيرة ومناطق الجابيات المائية المحيطة بها أيضا
ووفرت إمكانية المشاهدة الآنية في الزمن
الحقيقي Real time viewing
لمستويات تغير المنسوب المائي عند مقارنة مستويات المياه مع الارتفاعات.
موقع البحث :
تقع منطقة الحوض في الجهة الشمالية الغربية من مدينة الموصل وتحتوي على احد
أضخم وأخطر السدود المائية في العراق وتظهر منطقة البحث على الشكل رقم (1) , تغطي
مساحة الدراسة 1365
كيلومتر مربع تقريبا وتتراوح ارتفاعاتها العليا والدنيا مابين
515 متر
الى280 متر فوق مستوى سطح البحر تقريبا , أما
إحداثيات منطقة البحث فهي كما يلي :
خطي طول
42° 59' 48.5323" E
42° 25' 10.0707" E
وخطي عرض
36° 32' 9.9783" N
36° 58' 1.8215" N
UTM Zone 38 DATUM=WGS84
شكل1 – موقع الدراسة بالنسبة إلى خارطة العراق
مــــــــواد البحث :
في هذا البحث استخدمت تقنيات عمل حديثة والية وكذلك استخدمت بيانات رقمية
يتم التعامل معها بالحاسب أيضا وهي :
1. بيانات رادار
مكوك الفضاء SRTM –
Digital Elevation Model وتدعى بنماذج الارتفاعات (التضرس)
الرقمية والتي غطت منطقة البحث .
2. برنامج SRTM-fill وهو احد البرامج التي قدمتها
مجانا للباحث شركة 3D nature لغرض إصلاح وبناء مناطق الفجوات (الخالية
من البيانات) ضمن بيانات الارتفاعات الرقمية الخام المستخدمة .
3. برنامج ArcView 3.3 والذي أنتجته شركة ُESRI الكندية وهو من البرامج الرائدة المستخدمة في
نظم المعلومات الجغرافية (المكانية) واستخدم ملحقه (Hydrologic Modeling ) في انجاز التحليلات الهيدرولوجية
للحوض ورسمت بواسطته شبكات مجاري الأودية
الساكبة فيه من مناطق تقسيم المياه المحيطة ونمط التصريف السطحي واشتقت بقية
النتائج من خلال المعلومات التي وفرها البرنامج.
4. برنامج Global Mapper v.10.2 حيث استخدم في قطع أنموذج الارتفاع الرقمي
ليطابق حدود منطقة تقسيم المياه في الدراسة كما استخدم في مجال النمذجة
الهيدرولوجية في الزمن الحقيقي Real Time Modeling
5. الأنظمة التقنية الآلية التي استخدمت فهي:
· الاستشعار عن بعد : Remote
sensing
لكونها ترصد الظواهر الأرضية دون ملامستها فيعتبر هذا من الأساليب المعتمدة
حاليا في معظم الدراسات المشابهة ((Ritchie and Rango ,1996 2 و يمكن بواسطتها أيضا التعرف على المواقع الأكثر عرضة
لمخاطر الفيضان وقد أشار إلى ذلك أيضا كل من
الباحثين ( Lillesand and Kieffer,2000)3 .
يوضح الشكل رقم( 2) نموذج الارتفاعات الرقمي بعد قطعه طبقا إلى خطوط تقسيم
المياه ليغطي محيط منطقة البحث فقط .
شكل 2 أنموذج الارتفاع الرقمي الذي شمل محيط منطقة
البحث طبقا لخطوط تقسيم المياه
· نظم المعلومات المكانية (الجغرافية) Geographic information system
:
تساعدنا نظم المعلومات في تنظيم أسلوب استقراء المعلومات من بيانات
الاستشعار عن بعد لقابليتها في توفير المعلومات الوصفية وكذلك المعلومات المكانية
(الإحداثيات) لكل نقطة تدرس على الخارطة وبهذا سيتوفر أهم عنصرين في أي دراسة وهما
المكان والوصف للظاهرة وهي تفيد كثيرا في حساب مواقع المساحات المؤثرة في أي موقع
تحت الدراسة.
· المحاكاة الرقمية المجسمة لبيانات الارتفاعات الرقمية : Digital simulation for DEM :
تصلح لتمثيل ومحاكاة simulation سطح الأرض كما هو فعليا لان هذه البيانات تحتوي على إحداثيات
كل نقطة (X , Y
) وفي نفس الوقت تحتوي على (Z) الذي يمثل ارتفاع كل نقطة أيضا وبذلك أصبحت بيانات
تمثل تجسيم محاكي للطبوغرافية Topography Simulation لأي موقع تحت الدراسة .
تفيد هذه الطريقة في عمل مجسمات ثلاثية الأبعاد لسطح الأرض ( Alhamamy,2006)4 كما تفيد في استخلاص حدود البحيرة
المائية ومساحتها وشبكة مجاري الوديان المائية الساكبة فيها من الجابيات المحيطة
وتظهر نسيج شبكة الصرف السطحي وتحديد خواصها المورفومترية كأطوال الوديان والميل
والانحدار والواجهات وغيرها (Olivera et al ,2000)5 .
طريقة العـمــــــل:
لتوضيح سياق خطوات العمل في هذا البحث
فان الشكل رقم ( 3 ) يظهر مخطط انسيابي
لتسلسل مراحل العمل ليسهل متابعته من قبل باحثين آخرين مستقبلا.
شكل 3 – تسلسل خطوات العمل في ورقة
البحث
بعد تحديد إحداثيات خلايا نماذج الارتفاعات الرقمية SRTM-DEM التي ستغطي حدود منطقة البحث قمنا
بإنزالها موقع الأرشيف الخاص في (
مختبرات الدفع النفاث - ناسا )6 على شبكة الانترنت وهي من النوع
المتاح للباحثين والأكاديميين ذات دقة تمييزResolution (90 متر ).
يصلح هذا النوع من النماذج الرقمية للاستخدام عادة في عمليات النمذجة
والدراسات المائية وتخطيط وإدارة مصادر المياه والحصاد المائي بنسبة مرضية.
أول خطوة بالعمل تتلخص بتحديد منطقة التأثير المائي في نموذج الارتفاع
الرقمي بالاستفادة من الحدود العليا في مناطق تقسيم المياه من المساحات المحيطة
بالبحيرة على أساس ارتفاعات خطوط الكنتور وميل الواجهات التي تصب في اتجاه البحيرة
واستبعاد المناطق التي ليس لها تأثير على التغذية الساكبة في البحيرة وفي هذه
الخطوة استخدمنا برنامج كلوبال مابر بإصداره العاشر لمرونته العالية وسهولة العمل
به .
تعتبر الخطوة الثانية التالية من الخطوات المهمة جدا وتتلخص بإزالة أي فجوة
(فراغ) أي ما يدعى (No-Data Voids) من البيانات
الخام والتي من الممكن أن تكون قد حدثت أثناء المسح الراداري لمكوك الفضاء حيث أن الأشعة
المسحية تمسح الأرض من زاويتين مائلتين وليستا عموديتين وفي حال وجود طيات أرضية
معقدة تعيق أشعة الرادار من الوصول إلى نقطة معينة ستبقى هذه البقعة خالية من
البيانات مسببة فجوة فارغة فيها وهذا سيؤدي إلى عدم قدرة برامج تحليل التضاريس
المستخدمة من تصنيف ارتفاعاتها وبهذا سيتوقف العمل بالبرنامج . توجد برامج عديدة لإصلاح
هذه الأخطاء باعتمادها على قراءة مصفوفة الأرقام الرقمية للنموذج وملئ الفراغات
بقيم رقمية تأخذها من تطبيق معاملات إحصائية للخلايا التي تحيط بالفجوة وتعويضها
بقيمة رقمية اقرب ما تكون إلى الواقع , وقد استخدمنا بهذه المرحلة برنامج SRTMfill الذي انتجته شركة (3Dnature) 7 ويوضح الشكل (4) نموذج لفجوات قبل وبعد استخدام
البرنامج المذكور في إزالتها .
شكل 4 - في الجهة اليمنى الفجوات قبل معالجتها والى اليسار بعد إزالتها من
النموذج الرقمي
ويجدر بالذكر هنا إن هذه العملية لإزالة الفجوات ورقعها يختلف عن عملية
(ملئ التقعرات) أو fill sinksوالتي سنجريها لاحقا على نفس أنموذج الارتفاع الرقمي في
تعاملنا معه من خلال برنامج Arcview .
بما أن شكل الأرض وطبوغرافيتها هو المحدد الرئيسي لحركة المياه السطحية فمن
الممكن استخدام نماذج الارتفاعات الرقمية من أجل تعيين طبقة حدود الحوض الرئيسية
المؤثرة فيه وكذلك حدود الأحواض الثانوية الساكبة وطبقة لتخطيط شبكة الأنهار
والمجاري المائية للوديان . لقد استخدمنا الامتداد الملحق ببرنامج Arcview وهو : Hydrologic Modeling extension for ArcView
وكانت المرحلة الأولى للعمل بالبرنامج بعد
تهيئته باستخدام إيعاز ( (fill sinksالذي يستخدم لإعادة تعيين قيم كل الحفر والتقعرات الشاذة
التي سيجدها البرنامج لكي يتمكن الماء من الانحدار عبر الارتفاعات من خلية إلى أخرى ضمن النموذج بطريقة تمكن كل الخلايا من تصريف مياهها
إلى خلايا أخرى بشكل انسيابي وسلس يتماشى مع طبوغرافية الأرض وأن عدم حصول هذه
العملية سيؤدي بالبرنامج إلى البحث عن مكان تالي لتصريف الماء ضمن نفس الخلية ولن
يجده مما سيجعل العمليات الإحصائية للبرنامج في حساب التضاريس تدور بحلقة مفرغة
لانهائية ولن تحقق نتيجة .وهذه العملية كما ذكرنا تختلف عن عملية ترقيع الفجوات
بالبيانات الخالية منها أصلا.
يوضح الشكل رقم 5 مفهوم هذه
العملية المذكورة
شكل
5 - يبين مفهوم إجراء ملئ الحفر والتقعرات ببرنامج Arcview
ثم تأتي الخطوة التالية باستخدام
أمر اتجاه الجريان لتحديد ألاتجاه الذي
يتوجب على المياه أن تسلكه عبر تضاريس الخلايا وهذه الخطوة مهمة جدا لمعرفة ما
يحصل على الأرض فعليا حيث سيتحدد اشد انحدار لكل خلية مقارنة بثمانية خلايا محيطة بها من مجاوراتها فيقوم المعالج
الرقمي بتحديد أكثر الخلايا انخفاضا بالنسبة للخلية المركزية بعدها سيقرر اتجاه
الجريان منها إلى إحدى الخلايا المحيطة بها وهكذا تستمر السلسلة المتتالية لتنتج
في النهاية طبقة تحوي قيم معينة لكل خلية ومعروفة الإحداثيات وينتج من هذه الطبقة
بعد تكاملها اتجاه الجريان لعموم شبكة التصريف السطحية ويمكن بهذه المرحلة تكوين
مخطط بياني إحصائي للخلايا الناتجة النهائية ومعرفة اتجاه الجريان السائد لعموم
الحوض والشكل رقم 6 يوضح مفهوم أيعاز اتجاه الجريان المطبق على النموذج , بينما يوضح الشكل رقم 7
طبقة البرنامج layer
الموضحة لاتجاه الجريان Flow Direction والتي ظهرت من العمل
شكل 6- يوضح مفهوم أيعاز اتجاه
الجريان المستخدم في خلايا النموذج
شكل 7 - اتجاه الجريان flow directionفي حوض بحيرة سد الموصل
بعد انجاز هذه المرحلة سنأتي للمرحلة التالية والتي يتحدد بها إيجاد الجريان
المتجمع (Flow Accumulation ) لنحصل منها على طبقة ببرنامج Arcview خاصة بتجمع
الجريان فرقم وموقع كل خلية cell من خلايا الشبكة في تجمع الجريان
سيحدد عدد الخلايا في نموذج الارتفاعات التي ستنصرف مياهها إلى هذه الخلية وسيوضح
الشكل رقم 8 ذلك.
شكل 8 - طبقة الجريان المتجمع Flow Accumulation لحوض البحيرة
ستمكننا هذه النتيجة الآن من تحديد الأماكن المعرضة أكثر من غيرها لأخطار
الفيضان عند حصول أمطار وسواقط غزيرة لكونها ستحدد الخلايا التي يتراكم فيها اكبر
كمية من الجريان المائي المتجمع فيها وينتج من هذه الخطوة طبقة ستمثل كمية المياه
الواصلة إلى كل أجزاء الحوض لذلك ستتركز الخلايا ذات الجريان الأعظم في أسفل
المجاري المائية وسيسهل تحديد أكثر أماكن الحوض تعرضا للفيضان.
من هذه الطبقة سنتمكن من اشتقاق طبقة خطية Vector layer تمثل شبكة مجاري التصريف السطحية Drainage layer للوديان والأنهار الواقعة ضمن
الحوض وحينما نقارن هذه الطبقة الناتجة مع ما يتوفر لدينا من خرائط المساحة العامة
سنجد تقاربا كبيرا في النتائج.
يظهر الشكل رقم 9 طبقة لنمط التصريف السطحي للمجاري المائية الساكبة في
البحيرة وشكلها الشجري المتفرع بشكلها المميز من كافة اتجاهات المنحدرات المحيطة
بالبحيرة الساكبة باتجاهه بحسب ارتفاعات الحوض الطبوغرافية .
تجدر الإشارة انه يمكننا هنا أيضا أن ننشئ طبقة أخرى في
برنامج Arcview للواجهات ((Aspects وبذلك سنحدد اتجاه وكمية مياه
مجاري الصرف حسب الاتجاه أو الواجهة كان يكون نحو الجنوب الشرقي أو الشمال الغربي
.
شكل
9 – على اليمين طبقة تخطيط نمط التصريف السطحي Drainage pattern وعلى اليسار بعد أضافتها إلى طبقة
أقسام ارتفاعات الحوض
يمكننا حاليا استخدام الامتداد الملحق ببرنامج Arcview وهو( 3DAnalyst) لعرض النتيجة بشكل مجسم ثلاثي الأبعاد
, لكننا في هذا البحث قمنا بتصدير الملف الناتج إلى برنامج Global mapper لنفس الغاية لكون العمل بالبرنامج
الأخير يتميز بمرونة عالية جدا وسرعة في النمذجة الثلاثية الأبعاد المجسمة في
الزمن الحقيقي Real time
modeling.
شكل 10 – مجسم لطبوغرافية البحيرة من زوايا
مختلفة يوضح القدرة على تغيير مستويات ارتفاع المياه يدويا لتحديد الأماكن المعرضة
للانغمار.
نستطيع بواسطة النمذجة الثلاثية عرض ومشاهدة مجسم الحوض مع تغيير الألوان
حسب الرغبة لإظهار الارتفاعات وكل نقطة فيه معلومة الموقع والإحداثيات ويمكن من
خلال النمذجة تحديد أي ارتفاع لمستوى مياه الفيضان الافتراضي ( فوق سطح الأرض أو
فوق مستوى سطح البحر) والذي سيغمر أجزاء الحوض بشكل متتالي حسب ارتفاعاتها ولما
كانت إحداثيات جميع النقاط في الحوض معلومة فسيمكننا بهذه الوسيلة معرفة عند أي ارتفاع
ستغمر تلك المنطقة من الحوض بمياه الفيضان عند ارتفاعها إلى حد معين .
سيفيدنا تطبيق هذه الطريقة بشكل عام في مناطق أخرى _
غير منطقة البحيرة لان سكان القرى تم إجلاؤهم من البداية _ مهددة بالفيضان بوجود
مواقع سكنية محيطة بالبحيرات والخزانات فعند
تسقيط طبقة مواقع القرى والمناطق الحضرية والتجمعات السكنية على خارطة الخزان أو
البحيرة وسيصبح بإمكاننا التنبؤ بموعد الفيضان الذي سيصيبها إذا ما وصل ارتفاع
المياه إلى حد معين وسيجعلنا قادرين على إجلاء السكان قبل حصول الفيضان و في حالة تطوير
مستويات المعلومات التي سيتم تغذيتها إلى قاعدة البيانات ستصبح كإنذار بيئي عن أي فيضان
محتمل وسينقذ أرواح البشر الثمينة في أي بقعة معرضة للخطر إضافة إلى توفير الحماية
للثروة الحيوانية.
ويمكن التوسع في بناء قاعدة بيانات
كتطبيق عملي وسريع ومهم جدا لهذه التقنية
المستخدمة في درء أخطار الفيضان لتشمل أخطار بيئية أخرى محتملة تهدد البيئة
كالتلوث والحرائق وغيرها, وكما يظهر ذلك الشكل رقم 11.
شكل 11 – يوضح إمكانية تطوير استخدام
تقنية الاستشعار ونظم المعلومات لعمل نموذج إنذار مبكر من الفيضان والكوارث
البيئية
النتائج والمناقشة :
استخلصنا من المعادلات الخاصة بالتحليلات الهيدرولوجية عدد من النتائج
النهائية التي أدرجت في الجدول رقم 1 وهي تبين كل من الخصائص الشكلية والخصائص
المورفومترية والخصائص التضاريسية المحيطة بعموم الجسم المائي للبحيرة .
الخصائص
الشكلية
|
المتغيرات المورفومترية
|
نموذج الارتفاعات الرقمية DEM
|
محيط
منطقة التغذية للخزان (كلم)
|
223
|
|
مساحة
منطقة التغذية (كلم مربع)
|
1365
|
|
عرض
المنطقة (كلم)
|
34.7
|
|
الطول المحوري للمنطقة
(كلم)
|
62
|
|
معامل
الهيئة
|
0.56
|
|
معامل الشكل
|
1.78
|
|
استدارة
حوض البحيرة
|
0.54
|
|
استطالة
حوض البحيرة
|
0.84
|
|
نسبة
تماسك المحيط
|
1.36
|
|
معامل
التراص
|
1.35
|
|
الخصائص المورفومترية
|
عدد
الرتب
|
4
|
نسبة
التشعب
|
10.9
|
|
معدل نسبة التشعب
|
3.63
|
|
مجموع
أطوال المجاري (كلم)
|
2672
|
|
تكرارية
خطوط التصريف
(المجاري)
|
0.011
|
|
كثافة
التصريف كلم \كلم مربع
|
1.1
|
|
نسبة
التقطع (نسيج متوسط)
|
11.01
|
|
الخصائص
التضاريسية
|
الارتفاع
الأقصى (م)
|
515
|
الارتفاع
الادني (م)
|
283
|
|
منسوب نقطة
المنبع (م)
|
515
|
|
منسوب
نقطة المصب (م)
|
283
|
|
المسافة
الأفقية بين المنبع والمصب
|
232
|
|
معدل انحدار الحوض
|
6.9 %
|
|
ميل الواجهة (درجة)
|
1.34
|
|
نسبة
التضرس للحوض
|
0.037
|
|
وقت التركيز
|
6.9
|
|
الرقم
الجيومتري للحوض
|
0.8
|
جدول 1 – نتائج الخصائص الشكلية
المورفومترية والتضاريسية للمناطق المغذية للبحيرة
إن قيمة نسبة الاستدارة Circulatory ratio تشير إلى أن حوض الخزان ليس دائريا وإنما يميل إلى الاستطالة لان
القيمة كلما ابتعدت عن الواحد الصحيح زادت استطالته وهذا ما أكدته أيضا نسبة
الاستطالة Elongation
ratioوالتي كلما اقتربت
من الواحد الصحيح فان شكل الحوض سيقترب من شكل المستطيل , وهذه الخاصية في شكل
الحوض ستجعل المياه تصل بصورة متعاقبة من ابعد نقطة في الحوض إلى اقرب نقطة في
المصب الرئيسي فضلا عن فقدان المياه نتيجة التبخر والتسرب لطول المسافة التي
تقطعها المسيلات المائية حتى تلتقي بالمجرى الرئيسي وهذا يطابق ما أشار إليه
(ميللر) لأحواض التصريف في ولاية فيرجينيا (chow,1964)8 فقيمة نسبة
الاستدارة كانت ( 0,54 ) في
هذا الحوض
ومثلما أستنتج أيضا (الصحاف والحسن ,1990)9 ما
يخص عاملي الهيئة والشكل واللذين كان مقدارهما في هذا الحوض (0,56 ) ( 1,78) على التوالي فان شكل الحوض الحالي
سيميل إلى المثلث وليس الدائري .
ومن نفس الجدول يظهر لنا معامل التراص بان شكل الحوض يبتعد أيضا عن الشكل
الدائري أي بمعنى ضعف الترابط بين أجزاء الحوض وعدم انتظام خط تقسيم المياه السطحي
surface water divider
ويؤكد ذلك نسبة تماسك المحيط فكلما ابتعدت القيمة عن الواحد الصحيح زاد ابتعاد
الحوض عن الشكل الدائري وضعف الترابط بين أجزائه وعدم انتظام خطوط تقسيمه.
التوصيات :
من خلال النتائج التي تم التوصل في هذا البحث نوصي بما يلي:
· من الأنسب استخدام تقنية الاستشعار عن بعد ونظم
المعلومات الجغرافية في الدراسات الجيمورفولوجية والطبيعية وخاصة ما يتعلق
بالخصائص المورفومترية والهيدرولوجية للأحواض المائية ووديان الأنهار لما لها من
نتائج جيدة وما يمكنها أن توفره من الوقت والجهد والكلفة .
· تحسين مصادر البيانات واستخداماتها التطبيقية الحديثة
المتمثلة في المرئيات الفضائية ونماذج الارتفاعات الرقمية DEM ذات الدقة التمييزية العالية
لزيادة دقة النتائج المستخلصة في عمليات التحليل ضمن نظم المعلومات الجغرافية.
· تطوير الدراسات البيئية مستقبلا في دراسات موسعة وأكثر
دقة وتحديثها سنويا .
· إجراء دراسات تطبيقية مماثلة لبقية الأحواض المائية
ودراسة الشبكات المائية وبناء قواعد بيانات مورفو مترية تساعد على الاستفادة منها
في حصاد المياه خصوصا وان المنطقة عموما مقبلة على شحة في مصادر المياه .
· الاعتماد على توفير تقنيات وأجهزة نظم تحديد المواقع
العالمية GPS
لزيادة الدقة في تحديد مواقع الأضرار البيئية أو تلك التي تعاني من مشاكل مائية
وربطها بقواعد بيانات شاملة للمنطقة .
المصادر:
1- الطائي , بسمان
يونس , استخدام معطيات التحسس النائي في تقييم الأراضي لتطوير الغابات في المنطقة
المحصورة بين تركيبي طيرة وعلان – شمال
العراق , أطروحة دكتوراه (غير
منشورة) ,كلية الزراعة والغابات , جامعة الموصل ,2003
3-
Lillesand, T.M., Kiefer,
R.W., (2000). “Remote
Sensing and
Digital
Image Interpretation”. Wiley, New
York , 724 pp.
4-
Alhamamy, A., (2006) "Remotely Sensed Shuttle’s Radar Digital
Elevation Model (DEM) for producing GIS 3D
visual Map of
5-
Olivera, F., J.
Furnans, D. Maidment, D. Djokic,
and Z. Ye. (2002),
“Drainage systems”. In: D. R.
Maidment (ed), “Arc
Hydro: GIS for
Water Resources”. ESRI Press, Redlands .
203 pp.
حمله من هنا


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق