إنتاج خرائط رقمية لحاضرة الدمام ...

إنتاج خرائط رقمية لحاضرة الدمام

 أ. د جارالله بن أحمد الجارالله

استاذ التخطيط الحضري والإقليمي

 و

م.عبدالله بن محمد الشهري

(1120325022)

جامعة الملك فيصل

كلية العمارة والتخطيط

قسم التخطيط الحضري والإقليمي

                                الدراسات العليا

محرم 1428هـ/ فبراير 2007م

تمهيد:

      الخريطة كأداة تمثيل رمزي صغير المقياس للأرض اوجزء منها، هي ذات أهمية كبرى فمن خلالها نستطيع التعرف على كثير من التفاصيل التي نحتاجها عن أي مكان على سطح الارض، وتزداد أهمية الخريطة مع التطور والنمو السريع الذي تمر به البشريه في الوقت الراهن، ومع تطورالانسان وتطورالمكان بفعله، ازدادت الحاجة للخريطة لوصف الظواهر والمشاهدات على مقياس المدينة والقرية وما تحتويه من عناصر طبيعية كالجبال والوديان والأنهار والبحار، وتلك العناصر من صنع الانسان كالمباني والطرق والأنفاق والجسور والحدائق وغيرها.

    وقد أهتم المسلمون بالخرائط منذ عهده الأول ولعل الإدريسي الذي وضع خريطة للعالم هو الرمز الاسلامي في هذا المجال. وعبر الزمن والعصور مرة الخريطة بتطورات كبيرة وصولا الى عصرنا هذا عصر التكونولوجيا والمعلومات والذي معه بدأت تأخذ الخريطة منحا جديدا ولعل نظم المعلومات الجغرافية (GIS) هي نقطة الانتقال النوعية والكمية للخريطة وعلومها.   

مشكلة الدراسة وأهميتها:  

      مرت الخريطة العمرانية والاجتماعية والاقتصادية لحاضرة الدمام بتغيرات وتطورات عديدة، ومواكبة لهذه التطورات والتغيرات سعت جهات عدة لوضع خرائط للحاضرة تجسد هذه الظواهر المتغيرة، ومن هذه الجهات شركة ارامكو السعودية وأمانة مدينة الدمام وشركة كهرباء الشرقية (آنذاك). ولكن هذه الجهود لم تتكامل لتنتج خريطة يمكن الاستفادة منها بالدرجة الأولى لمتخذي القرار ثم للباحثين والدارسين والمستثمرين ثم للسياح. وعليه فإن هذه الدراسة ستأخذ على عاتقها مسئولية تحديث هذه الخرائط وانتاجها على هيئة خرائط رقمية، وبناء قاعدة بيانات جغرافية لها.

      وتكمن أهمية هذه الدراسة في كونها ستمكن المخططين ومتخذي القرار والباحثين وكافة مستخدمي الخرائط من إمكانية الحصول على خرائط رقمية لحاضرة الدمام تشتمل على بيانات عمرانية واجتماعية واقتصادية. كذلك امكانية الإضافة والتحديث والتعديل على هذه الخرائط عن طريق قاعدة البيانات الجغرافية المرتبطة بها. 

الإطار النظري للدراسة:

      كإطار نظري لهذه الدراسة سيتم تناول مفهوم الخريطة وما مر به من تطورات ثم سيتم التطرق لمفاهيم بعض البيانات الجغرافية وبعدها سيتم تسليط الضوء على نظم المعلومات الجغرافية والتي من خلالها سيتم تطوير الخرائط الرقمية للحاضرة.

1. مفهوم الخريطة:

      عرفت الخريطة في البداية على أنها تمثيل رمزي لسطح الأرض أو جزء منه بمقياس رسم، إلا أن التعريفات الخاصة بالخريطة لم تتوقف عند هذا الحد وإنما ظهرت تباعا تعريفات متعددة للخريطة، حيث تعرف بأنها هي النموذج الرمزي(Symbol Model) للعالم الحقيقي، ولذلك فتصميم الخريطة هو العملية التي يتم من خلالها تجريد (Abstracted) ونمذجة (Modeled) العالم الحقيقي من خلال الرموز(Lu,X.Z.,1993) . كذلك تعرف الخريطة بأنها هي ذلك التمثيل البياني (Representation Graphic) للحقيقة، أي أن الخريطة هي تجريدات (Abstractions) تُظْهِر أجزاء من الحقيقة. ولذلك فالحذف أو الإغفال والمبالغة والخطأ والتشويه والتزييف والتلاعب كلها مشاكل كامنة قد تحدث أثناء العملية الكارتوجرافية، أو كنتيجة للعمليات الفنية والتقييد المالي والأيديولوجي والأحوال السياسية Vassconcellos, R.,1993,)).  ويعرف "Board,1989" الخريطة بأنها هي ذلك التجريد الإبداعى(Intellectual Abstraction)  للحقيقة الجغرافية المعدة للاتصال وذلك من خلال تحويل المعلومات الجغرافية المتصلة بالموضوع محل العرض إلى نهاية مرئية أو رقمية (Su, B.,et al., 1993, P.469) ونلاحظ هنا - وكنتيجة للتطور التقني- الذي حدث في وسائل وأساليب الاتصال، أن الخريطة لم تعد هي الصورة الرمزية الورقية للواقع فقط، وإنما مع تطور نظم انتقال المعلومات واستخدام الحاسوب أصبح هناك ما يسمى بالكارتوجرافية الرقمية Digital Cartography هذا بالإضافة إلى تطور إنتاج الخرائط المجسمة أو البارزة، والتي يمكن أن يتم التعامل معها من خلال اللمس.

2.  مفاهيم البيانات الجغرافية:

      يذهب علماء الجغرافيا ومنهم (بن سلمى , 1995م) الى أن البيانات الجغرافية تنقسم الى أربعة أقسام هي بيانات ذات صفة مكانية: الاحصائيات التي تبين ظاهرة ما في مكان أو موقع ما، بيانات ذات صفة خطية وهي بيانات تحمل طولا واحدا وربما لها نوعا من العرض مثل الطرق والأنهار، بيانات ذات صفة مساحية وهي بيانات احصائية لظاهرة معينة (ذات بعدين) على مساحة من الخريطة مثل نوع المناخ والخصائص الطبيعية وبيانات ذات صفة حجمية وتكون ثلاثية الابعاد وتتدرج من بناء عقلي مثل عدد السكان.

3. مفاهيم نظم المعلومات الجغرافية: (وزارة الشئون البلدية والقروية، 2006م):

      يُعرّف بأنه نظام حاسوبي لجمع وإدارة ومعالجة وتحليل المعلومات ذات الطبيعة المكانية والتي تصف معالم  جغرافية على سطح الأرض، سواء أكانت هذه المعالم طبيعية كالغابات والأنهار أم اصطناعية كالمباني والطرق والجسور والسدود أو حتى الظواهر الطبيعية والبيئية مثل المد والجزر والتلوث والتصحر وغيرها. ويمكن تحديد مكونات نظم المعلومات الجغرافية بالعناصر التالية:

· المستخدمون: وهم أهم المكونات لهذا النظام، فالعنصر البشري هو من يقوم بتطوير الاجراءات وتعريف النظام.

· البيانات: من صور جوية وخرائط وجداول احصائية ومعلومات وصفية وغيرها.

· الأجهزة: وهي المكون الذي يؤثر على سرعة وجودة تحليل المعلومات والتعامل معها.

· البرمجيات: من برامج وقواعد معلومات مختلفة.

· الاجراءات: والتي تحكم العلاقة بين المكونات المختلفة. 

شكل (1) مكونات نظم المعلومات الجغرافية

 

     وتساعد نظم المعلومات الجغرافية في الإجابة عن كثير من التسأولات مثل التي تخص:

1. التحديد (ما هذا).

2. القياسات ( المسافات,الزاويا ,الاتجاهات, والمساحات).

3. الموقع (مثلاً... أين تقع مدينة الخبر).

4. الشرط (مثلاً... ما هي الأحياء لها كثافة منخفضة).

5. التغير (مثلاً... ما هو التغير الذي حصل لحاضرة الدمام حتى 2005م).

6. التوزيع النمطي (مثلاً... ما هي العلاقة بين توزيع السكان ومناطق تواجد المياه).

7. أنسب الطرق (مثلاً... ما هو أنسب طريق بين حي الراكة والخبر الجنوبية).

8. السيناريوهات (مثلاً... ماذا يحصل إذا زاد عدد سكان لمدينة الدمام عن مليون نسمة).

      ويجمع نظم المعلومات الجغرافية تقنيات سابقة، ورث عنها بعض وظائفها وخصائصها وهي علم الجغرافيا، فن رسم الخرائط، علم المساحة، الرياضيات والإحصاء، الاستشعار عن بعد، وعلوم الحاسوب.

     كذلك فإن نظم المعلومات الجغرافية نظم لإدارة وتحليل وإظهار المعلومات ذات البعد المكاني وخصائصها (Attributes) كالمعلومات الطبوغرافية وتشمل المعالم الطبيعة كالنباتات وكالجبال وحدود الشواطئ …. الخ أو من صنع الإنسان الشوارع والجسور والمباني ..الخ ، معلومات خدمية كبيانات شبكة الصرف الصحي والمجاري والري ، معلومات التخطيط العمراني وتتمثل في تقسيمات الأراضي وتشريعات وقوانين البناء، وبيانات إحصائية وتتضمن أرقام المباني والمنشئات ومسوحات عمالية واجتماعية واقتصادية  ، بالإضافة إلى بيانات عنونة الطرق، يتم بدمج وتكامل المعلومات باستخدام شبكة نقاط تحكم مساحية دقيقة ومتجانسة لكي تصبح كل معلومة ذات مرجع جغرافي – أي معلومة الإحداثيات بهدف توفير  خدمة أفضل وقرار سليم.

     تتمتع أنظمة المعلومات الجغرافية بالميزة التحليلية  التي لا تتوفر في أنظمة حفظ الخرائط (CAD ) حيث يسمح بدمج معلومات أخرى غير المتعلقة بالموقع ولكنها مهمة لتقديم صورة واضحة عن الموقع تحت الدراسة.

    يعكس نظام المعلومات الجغرافي للدائرة حجم التعامل الفعلي مع التقنية في التخطيط  العمراني والخدمي ، حيث لا  يمّكن نظام المعلومات الجغرافي من حماية استثماراتنا في البيانات فحسب بل يمكّننا من مضاعفتها بتشاركها مع الهيئات الأخرى المنتجة لبيانات و مع المستخدمين والمراجعين.

    كما يتيح إمكانية استخدام عدة تقنيات  كاستخدام أنظمة تحديد المواقع العالمي (GPS)  - النظم العالمية لتحديد المواقع وهي عبارة عن مستقبلات للأقمار الصناعية تقوم بتحديد إحداثيات نقطه معينة عن طريق موقعها بالنسبة للتوابع الفضائية. - وفق درجة عالية من الدقة وموجهات السيارات(Road Navigation Systems) وأنظمة الهاتف المتحرك (GSM/wap : wireles appication protocoles) …

    وكخلاصة للاطارالنظري وكما يرى (Artimo,K.,1993,) أنه يجب تقبل حقيقة أن الكارتوجرافيا الحديثة في ظل عالم نظم المعلومات الجغرافية الحديث لها أسس جديدة تماماً، وذلك سواء من حيث الإنتاج أو من حيث النظرية أو من حيث التعريف وذلك من خلال شيوع العديد من المفاهيم مثل: الخريطة والخريطة الرقمية Digital Map، النماذج الرقمية لأشكال سطح الأرض Digital Landscape Model، التمثيل الكارتوجرافي والتصوير المرئي ونظم المعلومات الكارتوجرافية Cartographic Information Systems، نظم المعلومات الجغرافية Geographic Information System وقواعد البيانات الكارتوجرافية Cartographic Data Base وقواعد البيانات الجغرافية Geographic Data Base. 

الدراسات السابقة:

      عند مراجعة الأدبيات السابقة وجد أن هذا الموضوع حازعلى اهتمام عدد من الجهات الحكومية الخليجية والعربية والعالمية وكذلك اهتم به عدد من الباحثين وعليه فإنه يمكن تصنيف هذه الدراسات الى نوعين كما يلي:

1. الدراسات والمشاريع التي قامت بها الأمانات والبلديات السعودية والخليجية والعربية لاستخدام نظم المعلومات الجغرافية لانتاج خرائط وبرامج رقمية تساعد في اتخاذ القرار وتسهيل المهام ومنها:

اولا: تجربة أمانة المدينة المنورة لتطبيق نظام المعلومات الجغرافية: تشمل على أساسيات وتصميم وتطبيق النظام بالكامل على منطقة العمل المقترحة من الأمانة. وتم القيام بما يلي:

1- الدراسات الأولية وإعداد المواصفات: وتشمل دراسة احتياجات المستخدمين بالأمانة، دراسة احتياجات المستخدمين بإدارات المرافق العامة وإعداد مواصفات البيانات الرسومية لقاعدة البيانات.

2- تصميم قاعدة البيانات: وتشمل تصميم قاعدة البيانات الرسومية وتحديد عناصرها بالنظام، وتصميم قاعدة البيانات المعلوماتية بالنظام.

3- تحديث خرائط منطقة العمل بمساحة 3.2 كم2: وتشمل، إنشاء شبكة ترافرس لأعمال المساحة الميدانية، مراجعة وتدقيق الخرائط الجوية مقياس 1/1000، تحديث الخرائط الجوية من الطبيعة بالمستجدات الناقصة فيها، و تحديث بيانات استخدامات الأراضي وتسجيل سجلاتها المتوفرة بقاعدة البيانات.

4- إنشاء قاعدة البيانات وبرمجتها بعناصر معلومات القطع: وتشمل تسجيل بيانات الملكية واستخدامات الأراضي من واقع سجلات الأمانة، إذا لزم تصوير رقمي للأوراق الخاصة بكل قطعة وبرمجتها بالنظام، وتجميع معلومات المباني لبناء قاعدة بيانات لإدارة التخطيط.

5- إعداد خرائط المرافق وبرمجة عناصر المعلومات الخاصة بها:وتشمل إنشاء لوحة خطوط المياه والصرف الصحي بقاعدة البيانات الرسومية وتسجيل بياناتها الخاصة بها، انشاء لوحة خطوط الكهرباء بقاعدة البيانات الرسومية وتسجيل بياناتها الخاصة بها، انشاء لوحة خطوط الهاتف بقاعدة البيانات الرسومية وتسجيل بياناتها الخاصة بها، و مع الأخذ في الاعتبار أن صحة ودقة جميع بيانات ومواقع خطوط المرافق من مسئوليات مصدر هذه البيانات.

6- إنشاء الترابط بين قاعدة البيانات الرسومية وقاعدة البيانات المعلوماتية: وتشمل عمل الترابط الحي بين القاعدتين من حيث معلومات القطعة، ونوعية البناء، ونوعية الاستخدام، والمرافق العامة..الخ.

7- تشغيل النظام وبرمجة التطبيقات الخاصة بالأمانة: وتشمل تطوير التطبيقات الخاصة بالأمانة بالإدارات المختلفة،  تشغيل النظام واستخدام أدوات البحث والتحليل وطباعة التقارير المتعلقة بالتطبيقات، وإعداد خلفية للنظام تندرج من مستوى المملكة إلى منطقة المدينة ثم المدينة فمنطقة العمل.

8- التدريب على استخدام النظام وتقديم الخدمات الاستشارية المساندة: وتشمل مشاركة منسوبي الأمانة من اليوم الأول للمشروع وخلال جميع المراحل حتى نهاية المشروع، تدريب مستخدمي النظام بجميع الإدارات المعنية، وتقديم الخدمات الإستشارية المساندة للأمانة لتطبيق النظام.

ثانيا: مشروع اعداد خريطة الأساس لمكة المكرمة 2002م:

      يهدف المشروع الى  إنشاء خريطة أساسBase Map  مدققـة لمنطقة الدراسـة، ولذلك فإن إنشـاء خريطة الأساس أو تحديثها إن وجدت يعتبر أهم خطوات المشروع والتي يتوقف عليها نتائج سلبية عديدة إذا لم تكن الخريطة بالحداثة والدقة المناسبة للمشروع وطبيعة العمل  وقد اعتمد العمل في خريطة الأساس لمكة المكرمة على خرائط متجهة Vector Map بإسقاط جغرافي دولي ( مركيتور المستعرض Universal Transverse Mercator UTM) بالإحداثيات الكيلومترية للمملكة العربية السعودية والتي أعدت لأمانة العاصمة المقدسة بمعرفة مكتب البيئة عام 1416 هـ ومن خرائط مساحية Hard Copy بمقياس رسم 2500:1حيث تم إنتاج خريطة الأساس لمكة المكرمة من هذه الخرائط وحدثت بواسطة مسح عمراني ميداني ربيع أول 1424 هـ على مستوى البلوك التخطيطي وتم تحديث الخريطة بواسطة مصور فضائي حديث 2002 لمكة المكرمة من نوع  Quick Baird  بدقة 0.60 سم.

ثالثا: مشروع المخططات المحلية والتفصيلية لحاضرة الدمام ومحافظتي القطيف ورأس تنورة 1425هـ:

      وكان من ضمن هذا المشروع اعداد خريطة رقمية لمنطقة الدراسة على مستوى قطعة الأرض وقد استخدمت خرائط شركة ارامكو السعودية وشركة الكهرباء السعودية كخرائط أساس وباستخدام المسح الميداني العمراني ومصورات الأقمار الصناعية والخرائط الورقية تم تحديث هذه الخريطة والخروج بخريطة أساس رقمية للمنطقة وقد أعتمدعلى هذه الخريطة في هذا البحث. ويتم حاليا استكمال قواعد البيانات الجغرافية لهذه الخريطة.

رابعا: نظام المعلومات الجغرافي لبلدية دبي 1991م:

         بدأ المشروع نظم المعلومات الجغرافية في بلدية دبي في عام ( 1991 ) كنظام لحفظ الخرائط (CAD System) حيث تم استخدامه لأعمال المسح ورسم الخرائط والمخططات وشهادات عدم الممانعة بما يتناسب مع طبيعة العمل ويسهلها  ويضيف لها قيمة تنعكس على الإنتاجية فتزيدها وتحسن نوعيتها وتقلل من النفقات على المدى الطويل ، استهدف المشروع في بداياته العاملين على تجميع البيانات الجيوديسية و التخطيطية والمنتجين للبيانات  كالمساحين و العاملين على رسم المخططات .. حيث تم الأنتهاء من إدخال المخططات الورقية في النظام 1992، وتوسع حاليا ليشمل (250) مستخدم في مختلف الإدارات معظمهم من الأدارات الفنيه. ثم في عام 1995م تم استخدام هذا النظام في التخطيط في تحديد استخدامات الأراضي والخصائص العمرانية.

خامسا: حالة دراسية لاختيار موقع مرفق خدمي عام بسوريا باستخدام نظام المعلومات الجغرافي GIS:

     غاية هذه الدراسة توضيح مفهوم نظام المعلومات الجغرافية  ( G I S ) بشكل فعال واستخدامه في حل المشكلات المتعلقة بالتخطيط والتنمية المدنية،  وإظهار أهمية استخدام الحاسبات والبرمجيات والتقنيات الحديثة في مثل هذه الحالات وبيان ذلك بصورة عملية، فقد تم استخدام مدينة نموذجية للقيام بهذه الدراسة من خلال تحديد موقع مناسب لإنشاء مرفق خدمي عام،  يبقى للجهات الادارية بالمدينة تحديد هويته و وظائفه . تعتمد هذه الدراسة تطبيق نظام المعلومات الجغرافية في إنشاء قاعدة معلوماتية استناد على الخرائط والبيانات المتوفرة. ويتم بعد ذلك تحليل ومعالجة المعلومات المدخلة بناء على تحديد معاملات مفضلة لاختيار موقع منشأة معينة.

2. الدراسات العلمية لاستخدام نظم المعلومات الجغرافية لإنتاج خرائط رقمية:

أولا: (الجارالله، 1993م) دراسة تحديد الاحياء السكنيه وتوزيع الكثافات السكانيه في حاضرة الدمام:

   تهدف هذه الدراسة الى إنتاج خارطة لحاضرة الدمام تحدد فيها الأحياء لتكون كخارطة أساس تسهل على الباحثين والدارسين القيام بأبحاث جادة عن حاضرة الدمام على أساس علمي دقيق، ولما لتحديد الوحدات المكانية من أهمية في هذا الصدد، كان الهدف الرئيسي هو: اقتراح حدود للأحياء بمدن حاضرة الدمام، وانتاج خريطة بحدود الأحياء وعددها في كل مدينة وكثافتها السكانية. تشتمل الخارطة على المعلومات الرئيسية  التالية:

1ـ الحدود الإدارية لمدن حاضرة الدمام وهي الدمام والخبر وظهران.

2ـ حدود الأحياء بمدن الحاضرة وأرقامها ومسمياتها وكثافاتها السكانية. 

شكل (2) خريطة الدمام الرقمية المنتجة بواسطة (الجارالله، 1993م)

ثانيا: (عودة، سمحة، 2002م) دور نظم المعلومات الجغرافية في إنشاء خرائط خطوط التساوي الخاصة بالبيانات الكميّة في المدن:

      هذه الدراسة تهدف إلى بيان القدرات الكامنة في بعض برامج نظم المعلومات الجغرافية على إعداد مثل هذا النوع من الخرائط في ضوء نموذج خاص تم تصميمه لأغراض هذه الدراسة. ويمثل النموذج المقترح حدود منطقة مبنيّة، تم قياس عدة ظاهرات فيها من خلال محطات معينة. وتوضيح آلية عملية إدخال المعلومات، سواء كانت معلومات جغرافية أم وصفية Attributes. وكذلك توضيح دور برامج نظم المعلومات الجغرافية في التعامل مع البيانات الوصفية التي تم قياسها، وتحويلها آلياً إلى خرائط خطوط تساوي بالفاصل المطلوب، بحيث تبين الواحدة منها التدرّج الكمي للظاهرة المبحوثة من خلال الخطوط ذاتها، ملء المساحات البينية التي تصنعها الخطوط بألوان متدرجة وتمثيلها بالبعد الثالث. وقد تم استخدام نظام المعلومات الجغرافي في إعداد خرائط خطوط التساوي خلال نموذج تطبيقي  بحيث تمت عملية إدخال الخريطة الورقية التي تحتوي على حدود المنطقة المبنية وتفصيلاتها إلى الماسح Scanner كما تم خزن الصورة التي أدخلت بنظام "الراستر" Raster Model  ثم تم استخدام برنامج Microstation 5.  لتحويل ملف الصورة من نظام الراستر إلى Vector Model. ثم جرت عملية رسم ظاهرات الخريطة، وهي حدود المنطقة المبنية، والطرق، ومواقع النقاط، على ثلاثة مستويات أو طبقات. تلى ذلك تفعيل طبقة البيانات الجغرافية النقطية من خلال برنامج Arc \View، ومن ثم فتح جدول للموضوعات لإدخال البيانات الرقمية. ثم تم اخراج الخرائط.

ثالثا: (عبدالحميد، 2002م) تطبيق نظم المعلومات الجغرافية فى التخطيط العمرانى : المعوقات والمقومات:

   يسعى هذا البحث الى ألقاء الضوء على اهم المعوقات و المقومات التى تواجة أستخدام نظم المعلومات الجغرافية فى مجال التخطيط العمرانى.  وذلك من خلال تجربة الهيئة العامة للتخطيط العمرانى لأدخال نظم المعلومات الجغرافية بالعمل اليومى.  كذلك أستخدامه كأدة لرفع كفاءة و أداء العمل و تحسين مستوى أدارة العملية التخطيطية من خلال تدريب الكوادر البشرية و رفع مستوى الأداء المهارى لهم. فالمخططين يحتاجون إلى وقت معين للقيام بأعداد الدراسة والتحليل والوصول إلى النتائج. وفى ظل هذه المعلومات الكبيرة والمتعددة الأبعاد.  على الجانب الآخر، فمتخذى القرار والتنفيذيين يسعون للوصول إلى القرارات ورؤية النتائج بشكل سريع نظرا للمتغيرات المتلاحقة سواء على المدى القريب أو البعيد . فتطبيق هذه التقنية المعلوماتية " نظم المعلومات الجغرافية " والتى تعمل على توفير إمكانية تناول هذا الحجم الهائل من البيانات و معالجتها وتحليلها بشكل يساعد فى زيادة كفاءة عمليات التخطيط سوف يساهم بشكل مباشر فى رفع كفاءة وفاعلية عمليات التخطيط العمرانى.  وبذلك كان هناك مشروعات لتبنى تقنيات نظم المعلومات وخاصتا الجغرافية لكونها ذات أسلوب غير تقليدى للتعامل مع البيئة العمرانية بمتغيراتها الديناميكية فضلآ عن كونها تكنولوجيا حديثة. ومن أهم المحاور التى تناولها البحث إدارت العمل في المشروع ، اكتساب المعلومات وقضايا المبادلة وإدارة البيانات وتحليل البيئة الداخلية و الخارجية بأستخدام أسلوب الـ SWOT ANALYSIS.

            يسخلص مما سبق من دراسات ومشاريع أهمية ايجاد خرائط رقمية وهذا يتضح من خلال حرص الجهات الحكومية التي تم استعراض تجاربها على ايجاد خرائط رقمية وقواعد بيانات جغرافية يسهل التعامل معها. ومن الدراسات العلمية التي تم ايضاحها فيما سبق يستفاد الخطوات المنهجية لبناء وانتاج خرائط رقمية. 

أهداف الدراسة:

       تهدف هذه الدراسة الى انتاج وتطوير وتحديث خرائط رقمية لحاضرة الدمام وربطها بقواعد بيانات جغرافية على مستوى الأحياء عن طريق:

1.  تحديث البيانات العمرانية للمدن  حسب القطعة.

2. تحديث البيانات السكانية للمدن حسب الحي.

3. تحديث بيانات الخدمات العامة للمدن حسب الحي.

حدود الدراسة:

          موضوعيا  تطوير وتحديث خريطة رقمية ومكانيا فسيتم إجراء هذه الدراسة على حاضرة الدمام (الدمام،الخبر والظهران)، حتى عام 2005م. 

الخطوات الآجرائية للدراسة:

            منهج الدراسة منهج وصفي وثائقي يقوم على تحديد مصادر الدراسة ومن ثم تقويمها وتفسير بعض دلالاتها. وسيكون مجتمع البحث مدن حاضرة الدمام الثلاث بخصائصها العمرانية السكانية وخدماتها العامة. وأداة البحث هي الخريطة الرقمية المعدة بنظم المعلومات الجغرافية عن طريق حزمة arc gis 8.1. وستشتمل الدراسة على الخطوات التالية:

1. تجهيز خريطة الأساس:

          استعانة بخريطة (الجارالله، 1993م) تم تحديث وانتاج خريطة أساس رقمية حديثة لحاضرة الدمام تشمل جميع الأحياء بحدودها المقترحة ضمن مشروع التسمية والترقيم لأمانة المنطقة الشرقية. وتم ايضا عليها تحديث قطع الأراضي. الشكل رقم (3) يوضح هذه الخريطة.

2. جمع المعلومات:

      وستكون المعلومات مستقاة من المسوحات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية التي قامت بها أمانة الدمام عام 1425هـ. وسيتم معالجتها وتبويبها باستخدام نظم المعلومات الجغرافية. تتوفر المعلومات لحاضرة الدمام على مستويين: الأول على مستوى قطع الأراضي للمدن. والثاني على مستوى الأحياء: ويكون ذلك لكامل احياء مدن الحاضرة وعددها (98 حيا) تتوزع كالتالي: (62) حيا في مدينة الدمام، (18) حيا في الخبر، (2) حي في الثقبة، (10) احياء في الظهران، و (6) احياء بالعزيزية. وتشتمل المعلومات على:

· بيانات اجتماعية عبارة عن عدد السكان على مستوى الحي والكثافة السكانية.

· بيانات عمرانية و تكون على مستوى قطعة الأرض لكل حي وتشمل استخدامات الأراضي، ارتفاعات المباني، حالات المباني ومواد ونظم انشاء المباني.

· الخدمات العامة وتكون على مستوى قطعة الأرض لكل حي وتشتمل على الخدمات الدينية، الخدمات الصحية، الخدمات التعليمية (ابتدائي، متوسط، ثانوي وخدمات تعليميةأخرى).

3.  تصميم قاعدة البيانات وربط المعلومات الورقية بها:

      تم تحويل البيانات الورقية التي تم جمعها في المرحلة السابقة عن طريق برنامج Excel الى بيانات رقمية تم ربطها في مرحلة متقدمة بخريطة الأساس عن طريق برنامج Arc map. بحيث يتم ربط المعلومات المتوفرة على مستوى الأحياء بطيقة الأحياء وتلك المعلومات المتوفرة على مستوى قطعة الأرض بقطع الأراضي.
4. وقيع البيانات مكانيا باستخدام نظم المعلومات الجغرافية:

     بما يوفره برنامج Arc map من امكانات وقدرات معالجة واظهار وتحليل المعلومات تم توقيع البيانات مكانيا وفق الطبقة التي تحتويها. ويستطيع البرنامج توفير خيارات لا محدودة تجاوبا معرغبة المستخدم لإظهار هذه البيانات على هيئة خرائط رقمية.

5. انتاج واخراج الخرائط الرقمية:

     كذلك بفضل ما يوفره برنامج Arc map من قدرات هائلة في انتاج واخراج الخرائط الرقمية فقد تم استخدام هذا البرنامج في اخراج الخرائط للطباعة أو تصديرها الى برمجيات أخرى يسهل التعامل معها من قبل المستخدمين الآخرين. وفيما يلي يتم استعراض الخرائط التي تم انتاجها واخراجها كمخرج نهائي لهذا البحث:

شكل رقم (3) خريطة الأساس

 شكل رقم (4) توزيع السكان لأحياء حاضرة الدمام

شكل رقم (5) الكثافة السكانية لأحياء حاضرة الدمام

 شكل (6) استخدامات الأراضي

شكل (7) حالات المباني

شكل (8) ارتفاعات المباني 

شكل (9) الهيكل الانشائي للمباني 

شكل (10) الخدمات العامة 

النتائج والتوصيات:

خرجت هذه الدراسة بخرائط رقمية لحاضرة الدمام تشتمل على ما يلي:

1. تحديث لخريطة الأساس شاملة حدود الأحياء وقطع الأراضي.

2. بناء قاعدة معلومات جغرافية جيدة تحتوي على بيانات عمرانية واجتماعية وخدمية.

3. توظيف برامج نظم المعلومات الجغرافية لإنتاج كافة الخرائط التي يحتاجها المخططين والباحثين ومتخذي القرار وفق قاعدة البيانات المبنية.

وتوصي الدراسة بما يلي:

1. استمرار تحديث قاعدة البينات الجغرافية أولا بأول حتى يستمر الاعتماد على هذه الخريطة. كأن يتم  ادخالها ضمن متطلبات مقرارات طلاب القسم لمرحلة البكالوريوس وتكليفهم بمسح بعض الأحياء عمرانيا.

2. استخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية بأساليبها التحليلية العديدة للخروج بخرائط تحليلية رقمية لظواهر عديدة محل اهتمام متخذي القرار بالحاضرة.

المراجع:

1. الجارالله، أحمد الجارالله، تحديد الاحياء السكنيه وتوزيع الكثافات السكانيه في حاضرة الدمام، مجلة العلوم الجغرافية الكويتية، 1993م.

2. الزفين، محمد عبدالله و الشملان، منال محمد، نظام المعلومات الجغرافي لبلدية دبي، حلقة النقاش السابعة لمنظمة العواصم والمدن الاسلامية حول تبيقات نظم المعلومات الجغرافية 1422هـ

3. أمانة العاصمة المقدسة، مشروع اعداد خريطة الأساس لمكة المكرمة، مكتب البيئة، 1416هـ.

4. أمانة المنطقة الشرقية، مشروع اعداد المخططات التفصيلية والمحلية لحاضرة الدمام ومحافظتي القطيف ورأس تنورة، 1425هـ

5. بن سلمى، ناصر محمد، خرائط التوزيعات البشرية: مفهومها وطرق انشائها، مكتبة العبيكان،الرياض، 1995م.

6. عبدالحميد، محمد عبدالعزيز، تطبيق نظم المعلومات الجغرافية في التخطيط العمراني : المعوقات والمقومات، حلقة النقاش السابعة لمنظمة العواصم والمدن الاسلامية حول تبيقات نظم المعلومات الجغرافية 1422هـ.

7. عبدالوهاب، سامح، الكارتوجرافيا الحديثة ودعم قضايا التخطيط والتنية، حلقة النقاش السابعة لمنظمة العواصم والمدن الاسلامية حول تبيقات نظم المعلومات الجغرافية 1422هـ.

8. عودة، سميح أحمد و سمحة، موسى عبودة، دور نظم المعلومات الجغرافية في انشاء خرائط خطوط التساوي الخاصة بالبيانات الكمية للمدن، حلقة النقاش السابعة لمنظمة العواصم والمدن الاسلامية حول تبيقات نظم المعلومات الجغرافية 1422هـ.

9. عيطة، ضا أمين وطلعت سالم البار، مشروع التطبيق التجريبي لنظم المعلومات الجغرافية تجربة أمانة المدينة المنورة، حلقة النقاش السابعة لمنظمة العواصم والمدن الاسلامية حول تبيقات نظم المعلومات الجغرافية 2002م.

10. نصار، سهى جمال، حالة دراسية لاختيار موقع مرفق خدمي باستخدم نظم المعلومات الجغرافية، حلقة النقاش السابعة لمنظمة العواصم والمدن الاسلامية حول تبيقات نظم المعلومات الجغرافية 1422هـ.

11. Lu,X.Z1993, P.148

12. Su, B.,et al1993, P.469

13.Vassconcellos, R.,1993, P.994

                           

                                حمله من هنا 

                                       أو

                                حمله من هنا

أو

حمله من هنا

أو

حمله من هنا

أو
للقراءة والتحميل إضغط هنا