التسميات

الاثنين، 21 ديسمبر 2015

التوزيع الجغرافي للسكان في الضفة الغربية وقطاع غزة - د. أحمد رأفت غضية ...


التوزيع الجغرافي للسكان في الضفة الغربية وقطاع غزة

د. أحمد رأفت غضية

1. مقدمة
يهدف هذا الفصل إلى القاء الضوء على التوزيع الجغرافي للسكان في الضفة الغربية وقطاع غزة، من حيث الكثافة السكانية وتبايناتها بين المحافظات والمناطق. كما سوف يتم التعرض بالدراسة والتحليل للعوامل الطبيعية والبشرية والاقتصادية التي أثرت وتؤثر في رسم الخارطة السكانية لهاتين المنطقتين، بالإضافة إلى إظهار الإنعكاسات التنموية لهذا النمط من التوزيع على المخطط الفلسطيني.

  أن دراسة التوزيع الجغرافي للسكان في أي منطقة من المناطق تمثل خطوة هامة وضرورية على طريق رسم الخطط التنموية لها، بما يتلاءم مع احتياجاتها المختلفة من خدمات وفرص عمل في إطار زمني محدد. وقد تم الاعتماد في هذا الفصل بشكل رئيسي على بيانات السكان المنشورة من تعداد 1997، بالإضافة الى التقديرات السكانية لعام 2005 التي أجراها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. أما البيانات المتعلقة بالعوامل المؤئرة بالتوزيع الجغرافي للسكان في الضفة الغربية وقطاع غزة، فقد تم الحصول عليعا من المصادر المتوفرة لدى الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والمركز الجغرافي الفلسطيني، وأطلس الأراضي الفلسطينية الذي نشره مركز البحوث التطبيقية (أريج)، واطلس إسرائيل، بالإضافة الى البحوث الأخرى والكتب المنشورة.
وتجدر الإشارة الى ان التوزيع الجغرافي للسكان يقتصر على التجمعات السكانية العربية فقط، ولم يتناول المستوطنات الإسرائيلية، على اعتبار أن وجود هذه المستوطنات ناتج عن ظروف سياسية، ولا يخضع انشاؤها للعوامل الطبيعية والبشرية.

2. العوامل المؤثرة في التوزيع الجغرافي للسكان
يعتبر التوزيع الجغرافي للسكان في أي منطقة من المناطق انعكاسا لتأثير العوامل الطبيعية والبشرية والاقتصادية، وبالتالي تختلف درجة التركز السكاني من منطقة الى اخرى باختلاف مدى تأثير هذه العوامل.

فبالنسبة للعوامل الطبيعية، فتأثيرها كبير على شكل خارطة التوزيع السكاني في الاقاليم المختلفة من العالم. فمثلا يؤثر المناخ تأثيرا كبيرا على توزيع السكان الماني، فنجد المناطق الباردة جدا كالمناطق القطبية مبعثرة السكان، كذلك الحال بالنسبة للمناطق الحارة جدا كالمناطق الصحراوية. وللتضاريس ايضا تاثير واضح على التوزيع المكاني للسكان، فالمناطق الجبلية العالية والانحدارات الشديدة تعاني من تخلخل في التوزيع السكاني. فالتضرس الشديد يخلق عوائق ميكانيكية وطبيعية وحيوية امام الاستقرار السكاني. وتتمثل العوائق الميكانيكية في ان التضرس في احد اتجاهاته ضد الجاذبية، ويزداد تأثيره اذا كانت المنحدرات واقعة في ظل المطر، كما هو الحال في السفوح الشرقية لمرتفعات الضفة الغربية (مرتفعات فلسطين الوسطى). أما العوائق الطبيعية فترتبط بتأثير التضرس والارتفاع على المناخ بعناصره المختلفة كالحرارة والامطار والرطوبة والضغط الجوي. أما العوائق الحيوية فترتبط بانتاج الغذاء، فالتضرس يحد من المساحات القابلة للزراعة عن طريق انجراف التربة بفعل الرياح والامطار. وتعتبر الاودية اكثر المناطق جذبا للسكان في البيئات الجبلية الوعرة، وتشكل شرايين الحياة في تلك البيئات، نظرا لتوفر المياه والتربة الفيضية الخصبة على ضفاف تلك الأودية. أما بخصوص العلاقة بين التوزيع المكاني للسهول وتوزيع السكان فهي ليست دائما ايجابية، على الرغم من ان السهول تمثل مناطق طبيعية ملائمة لسكنى الانسان. فحتى يكون للسهول تأثيرا ايجابيا على توزيع السكان لا بد من تضافر عوامل اخرى ذات اهمية كبيرة، مثل التربة الخصبة والمياه والمناخ. فمثلا سهل الامازون في امريكا الجنوبية، وهو اكبر سهل في العالم، لا يعتبر من مناطق التركز السكاني بسبب التأثير السلبي للعوامل البيئية الاخرى على التوزيع السكاني.

أما العوامل البشرية المؤثرة في التوزيع الجغرافي للسكان، فهي ايضا مختلفة في قوتها وتأثيرها، ولا يمكن تناولها بصورة مفردة او بمعزل عن العوامل الطبيعية والاقتصادية. فكل عامل مرتبط بصورة او بأخرى ببقية العوامل، ويتفاعل معا ويؤثر فيها ويتأثر بها. فمن هذه العوامل، الهجرات البشرية بأشكالها المكانية المختلفة: الهجرات الدولية، الهجرات الداخلية المؤقت منها والدائم والاختياري والجبري. هذه الهجرات تؤثر على التوزيع السكاني، كما حصل في فلسطين اثر حربي 1948 و 1967 من تهجير للعرب من ارضهم من جهة ، واستقدام لليهود للاستيطان في فلسطين من جهة اخرى. ومن العوامل البشرية الاخرى التي تؤثر في التوزيع السكاني، عمر التجمع البشري: فكلما كان الاستقرار البشري قديما، كلما زادت الكثافة السكانية فيه، مالم تدخل عوامل اخرى تضعف هذا العامل.

أما العوامل الاقتصادية المؤثرة في التوزيع الجغرافي للسكان فهي ترتبط بالنشاط الاقتصادي السائد في المنطقة او الاقليم. فالزراعة تعد من النشاطات الرئيسية المؤثرة في توزيع السكان بشكل عام، الا ان النمط الزراعي السائد له تأثير كبير على الكثافة السكانية. فمناطق الزراعة المروية والكثيفة تتميز عادة بتركز سكاني اكبر من مناطق الزراعة البعلية، نظرا لما تتطلبه الزراعة الكثيفة من ايدي عاملة اكثر. ويختلف تأثير الزراعة على الكثافة السكانية بين الدول النامية والدول المتقدمة، فالقطاع الزراعة لا يمثل عصب الاقتصاد في هذه الدول، ففي فرنسا مثلا لا يمثل القطاع الزراعي سوى 13% من جملة الانتاج القومي. أما في الدول النامية وخاصة في الريف تمثل الزراعة المصدر الرئيسي لحياتهم الاقتصادية. وللصناعة ايضا دور مهم في التوزيع السكاني، حيث ان الصناعة غالبا ما تتركز في المدن، وهذا يؤدي الى جذب الكثير من سكان الريف للعمل في تلك المصانع، مما يسهم في ارتفاع الكثافة السكانية في المدن على حساب الريف. ولنوع الصناعة تأثير مهم على توزيع السكان، فالصناعات الانشائية مثلا تحتاج الى ايدي عاملة كثيرة، كذلك بعض الصناعات التحويلية مثل صناعة النسيج تحتاج هي الاخرى الى عدد كبير من العمال، اما الصناعات الثقيلة فلا تحتاج الا الى عدد قليل من العاملين. ونظرا الى عدم تطور القطاع الصناعي في الدول النامية، فان تأثير هذا العامل قليل على التوزيع المكاني للسكان في تلك الدول. أما النقل كعنصر من عناصر النشاط الاقتصادي، فإن له تأثير كبير على التوزيع السكاني. ويظهر تأثير طرق المواصلات على التوزيع السكاني جليا في المناطق الساحلية وشبه الساحلية، فهذه المناطق تقع على خط المواصلات العالمية. وتعد طرق المواصلات المسؤول الأول عن زيادة عدد السكان واتساع التجمعات السكانية والأقاليم الصناعية، ويتضح ذلك في المدن الحديثة، حيث يمتد العمران على امتداد الطرق والسكك الحديدية.        
 يمكن القول، انه لايمكن لعامل واحد ان يؤثر سلبا او ايجابا على التوزيع المكاني للسكان بمعزل عن العوامل الاخرى، فالعوامل مجتمعة هي التي تقرر الشكل النهائي للتوزيع الجغرافي للسكان. وعلى الرغم من الدور الكبير الذي تلعبه العوامل الطبيعية في توزيع السكان، الا ان التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم اليوم واكتشاف واستغلال ثروات طبيعية جديدة يساهم بشكل فعال في السيطرة او التكيف مع تلك العوامل. فنشاهد مناطق اليوم مكتظة بالسكان بعد ان كانت في الماضي القريب مخلخلة السكان، وهذا ناتج عن اكتشاف واستغلال ثروات طبيعية لم تكن مكتشفة من قبل، ودخول التكنولوجيا الى تلك المناطق. وأوضح مثال على ذلك منطقة الخليج العربي، التي أصبحت منطقة جذب سكاني بعد اكتشاف النفط، رغم قساوة البيئة الطبيعية.

الجدول رقم 1 يبين أن السكان في الضفة الغربية يتوزعون في ثلاثة اشرطة طولانية تمتد من الشمال الى الجنوب، وهذه الأشرطة هي:
1. الشريط الغربي الذي يضم محافظتي طولكرم وقلقيلية ومنطقة سلفيت.
2. الشريط الأوسط ويضم محافظات جنين، ونابلس، ورام الله-البيرة، والقدس، وبيت لحم، والخليل.
3. الشريط الشرقي ويضم منطقة طوباس ومحافظة أريحا.
يظهر الجدول رقم 1 أن حوالي 13.67% من السكان يتركزون في الشريط الغربي، وتعتبر هذه النسبة عالية نسبيا اذا ما قورنت بمساحة هذا الشريط التي تبلغ 10.9% من المساحة الكلية للضفة الغربية. ويعود السبب في هذا التركز الى المناخ المعتدل للمنطقة (مناخ البحر المتوسط)، ووفرة الأمطار والمياه الجوفية، وسهولة التضاريس التي تعتبر امتدادا لإقليم السهل الساحلي، وخصوبة التربة (التربة الحمراء- التراروزا). إن هذه العوامل جعلت من هذا الشريط منطقة زراعية من الدرجة الأولى، حيث تسود فيه الزراعة الكثيفة المروية بشكليها المكشوف والمحمي في البيوت البلاستيكية (زراعة الخضروات والحمضيات). كما تنتشر في هذا الشريط الزراعة المطرية وخاصة زراعة الزيتون واللوزيات.

كما يظهر الجدول أن 82.58% من سكان الضفة الغربية يتركزون في الشريط الأوسط الذي يمتد من جنين شمالا الى الخليل جنوبا، مرورا بنابلس ورام الله والبيرة والقدس وبيت لحم. ويعود السبب في هذا التركز الى جملة من الأسباب أهمها:
1. الطبيعة الجبلية للمنطقة التي تشكل الحماية والأمن للسكان.
2. ملاءمة المناخ (مناخ البحر المتوسط) المتمثل في اعتدال درجات الحرارة ووفرة الأمطار والإنخفاض النسبي للرطوبة الجوية.
3. وجود المنخفضات الطبوغرافية والسهول البينية في المنطقة، واستخدامها في الزراعة المطرية والمروية على حد سواء، مثل سهل جنين (جزء من سهل مرج ابن عامر)، وسهل عرابة، وسهل صانور، وسهل الرامة، وسهل الزبابدة، وغيرها من السهول الصغيرة.
4. وجود غطاء جيد من التربة الحمراء (التراروزا) والتربة البنية (الرندزينا) على السفوح الغربية الدنيا والوسطى لهذه المرتفعات، وهذه الترب صالحة للزراعة وخاصة زراعة الزيتون واللوزيات والحبوب.
5. تركز مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في هذا الشريط، حيث يسكن فيه 79.24% من مجموع اللاجئين في الضفة الغربية.
6. الأهمية الدينية لمدن القدس وبيت لحم والخليل.
أما الشريط الثالث الذي يضم السفوح الشرقية من المرتفعات الفلسطينية وإقليم الأغوار (طوباس وأريحا)، فإنه يتميز بنسبة تركز سكاني منخفضة جدا، حيث تبلغ نسبة السكان في هذا الشريط 3.78% من مجموع السكان في الضفة الغربية، في حين تبلغ نسبة مساحته 17.60% من مساحة الضفة الغربية. ويعود ذلك الى:
1.  المناخ الجاف وشبه الجاف الذي يسيطر على المنطقة، حيث تتراوح معدلات الأمطار السنوية بين 100ملم و 400ملم، وما يرافق ذلك من ارتفاع معدلات الحرارة والتبخر.
2. الطبيعة الطبوغرافية الوعرة لمنطقة السفوح الشرقية، حيث تسود الإنحدارات الشديدة والصدوع.
3. رق التربة وفقرها وانجرافها المستمر في السفوح الشرقية، وتملحها الشديد في معظم مناطق الأغوار.
4. انخفاض كثافة سبكة المواصلات التي تربط مختلف اجزائه.
5. اقتصار التجمعات السكانية على مناطق محدودة صالحة للإستغلال الزراعي، تمثلت في مدينة أريحا وطوباس، بالإضافة الى مخارج الأودية في مناطق الفارعة وعين البيضا.

أما بالنسبة لقطاع غزة فإنه يتميز بكثافة سكانية عالية جدا، تتراوح بين 2496.31 نسمة/ كم² في محافظة خانيونس و 6593.30 في محافظة غزة. وقد تضافرت عوامل بشرية وطبيعية واقتصادية وسياسية في رسم صورة القطاع السكانية الحالية يمكن اجمالها كالتالي:
1.     الموقع الجغرافي للقطاع، الذي يربط قارتي اسيا وإفريقيا.
2.     وقوع القطاع على طريق التجارة بين اسيا وأوروبا وافريقيا.
3.     وقوع القطاع على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط.
4.     سهولة التضاريس.
5.     التربة الصالحة للزراعة.
6.     مناخ البحر المتوسط الذي يتميز بالإعتدال.
7.  الهجرة القسرية للفلسطينيين عقب الإحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948، حيث تبلغ نسبة اللاجئين في القطاع 31.24% من مجموع السكان (انظر جدول رقم 2).
8.     محدودية مساحة القطاع، وعدم امكانية التوسع الأفقي للسكان خارج حدوده، بسبب السيطرة الإسرائيلية. 

3. أنماط ألتجمعات العمرانية في الضفة الغربية وقطاع غزة
يوجد في الضفة الغربية وقطاع غزة اربعة انماط من العمران هي: العمران البدوي، والعمران الريفي، والعمران الحضري، ومخيمات اللاجئين. من الملاحظ أن معظم المراكز العمرانية في الضفة الغربية قد نشأ على المرتفعات وسفوح الجبال، وذلك من أجل الدفاع و الحماية من الكوارث الطبيعية. أما في قطاع غزة فإن مدنه قد نشات في الجزء الجنوبي من السهل الساحلي الفلسطيني، في مواقع ذات أهمية تجارية وعسكرية على طول الطريق الساحلية التي تربط بلاد الشام بمصر، وكانت تشكل خط انقطاع بين بيئة ساحلية مطلة على البحر المتوسط وبيئة صحراوية متمثلة في صحراء النقب في الشرق والجنوب.

3.1 التجمعات العمرانية البدوية
تتوزع هذه التجمعات في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية في الضفة الغربية، وأعداد السكان في هذه المناطق محدود، وهم يجمعون بين حياة التجوال وشبه الإستقرار. ويتركز وجود هؤلاء البدو على المنحدرات الشرقية لمرتفعات الضفة الغربية والمطلة على وادي الأردن (الغور) والبحر الميت، وتعرف هذه المنطقة ببرية القدس والخليل. ويجمع نمط العمران هنا بين بيوت الشعر وبيوت اللبن أو الإسمنت أو الحجر، وتأخذ شكل القرى الصغيرة. وتتوزع القبائل البدوية في برية القدس والخليل كما يلي (عيوش، 2000):
أ‌)   عرب السواحرة: ويقيمون بين جبال القدس في الغرب والبحر الميت في الشرق، الى الجنوب من مقام النبي موسى، وقد استقر معظمهم في فترة الانتداب البريطاني في قريتي السواحرة الشرقية والسواحرة الغربية، وأخذوا يمارسون الزراعة والخدمات والبناء بالإضافة الى الرعي.
ب‌)    عرب ابن عبيد: ويقيمون الى الجنوب من عرب السواحرة.
ج‌)     عرب التعامرة: ويقيمون الى الجنوب من عرب ابن عبيد، وقد استقر معظمهم منذ اواخر الإنتداب البريطاني في منطقة بيت لحم.
د‌)       عرب الرشايدة: ويقيمون الى الجنوب من عرب التعامرة، واستقر معظمهم في منطقة الخليل- بيت لحم.
ه‌)     عرب الكعابنة: ويقيمون الى الجنوب من عرب الرشايدة، واستقر بعضهم في القرى التابعة للخليل وحلحول.
و‌)   عرب الجهالين: ويقيمون الى الجنوب من عرب الكعابنة، واستقر بعضهم في قرى يطا وبني نعيم، وبقي بعضهم حتى الان يزاول حرفة الرعي وتربية الأغنام. 
3.2 ألتجمعات العمرانية الريفية
تعود معظم التجمعات العمرانية الريفية الى أصول تاريخية قديمة. وتتنوع الأصول الحديثة للقرى في الضفة الغربية وقطاع غزة، فبعضها كان ناتجا عن التطور الطبيعي لنمو السكان الزراعيين الأصليين في مناطقهم أو المهاجرين اليها من مناطق ريفية بعيدة. أما القرى الواقعة في الأجزاء الشرقية من كل من الضفة الغربية وقطاع غزة فيرجح أنها قامت من خلال البدو. من الأمثلة على هذه القرى: الجفتلك وطوباس وغور فصايل والعوجا واريحا في غور الأردن، والنبي موسى والخان الأحمر شمال غربي البحر الميت في برية القدس، ويطا وبني نعيم والسموع في برية الخليل، والظاهرية عند اقدام جبال الخليل المشرفة على النقب، وعبسان وخزاعة وبني سهيلة والقرارة والبيوك والزوايدة في منطقة خانيونس بقطاع غزة.

نشات القرى في الضفة الغربية في بيئات مختلفة، فمنها ما نشأ فوق أعالي التلال الجبلية، ومنها ما نشأ فوق المنحدرات والسفوح، وثالث نشأ فوق السهول وعلى هوامش تلك السهول. ولكل موقع تاريخ وعوامل ساعدت على نشأته. وقد اقيمت بعض القرى الحيثة فوق أنقاض قرى قديمة، في حين هجرت مواقع اخرى نتيجة لظروف مختلفة وأصبحت تعرف بالخرب المعروفة بقلة عدد سكانها.

3.3 ألتجمعات العمرانية الحضرية
تعود نشأة المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة الى اصول تاريخية قديمة في العهد الكنعاني والإغريقي والروماني والإسلامي. وتعد أريحا أول مدينة حصل فيها الإستقرار في فلسطين، كما تعتبر مدن غزة والقدس والخليل ونايلس مدنا قديمة.
ومن الملاحظ ان التجمعات السكانية الحضرية في الضفة الغربية تتركز على طول خط تقسيم المياه الذي يسير من الشمال الى الجنوب فوق قمم المرتفعات الجبلية، فهناك مدن جنين ونابلس ورام الله والبيرة والقدس وبيت لحم والخليل. هذا بالإضافة الى مدينتي قلقيلية وطولكرم الواقعتان على الهوامش الداخلية للسهل الساحلي الفلسطيني، ومدينة أريحا في غور الأردن التي تعتبر البوابة الرئيسية الشرقية لفلسطين. أما في قطاع غزة الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من السهل الساحلي الجنوبي لفلسطين، فالتجمعات الحضرية تتمثل في كل من مدن رفح وخانيونس وغزة.

تختلف وظائف المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة بإختلاف العوامل الجغرافية التي ساهمت في نشاتها. فهناك عامل الموضع الذي كان يتم اختياره ليؤدي وظيفة معينة كالوظيفة الدفاعية والتجارية، ومن بين المدن التي أنشئت على هذا الأساس مدن نابلس والخليل وغزة وخانيونس. وهناك عاملي التربة والمياه اللذان يوجهان المدينة نحو الوظيفة الزراعية مثل مدن جنين وطولكرم وقلقيلية وأريحا وغزة. وهناك أيضا عامل المناخ الذي يلعب دورا في جعل المدينة مشتى مثل مدينة أريحا، أو مصيف مثل مدينة رام الله. وأخيرا، هناك العامل الديني الذي يجعل من مدن معينة مقدسة لدى الديانات المختلفة مثل مدينة القدس وبيت لحم. وكلما زادت الوظائف التي تؤديها المدينة، كلما زادت أهميتها وأصبحت مكان جذب سكاني، وساعد ذلك على ازدهارها الإقتصادي والإجتماعي، وبالتالي يكبر حجمها وتمتد رقعتها الجغرافية. وبشكل عام، تعتبر المراكز الحضرية مناطق جذب سكاني من الريف بحثا عن فرص عمل وبقصد الإستفادة من الخدمات المختلفة المتوفرة فيها والمفقودة من الريف، مثل الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها. وهذا يؤدي الى نمو سريع في السكان وضغط متزايد على المرافق والموارد.

3.4 مخيمات اللاجئين
أقيمت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين عقب نكبة فلسطين عام 1948 والتي أدت الى تهجير السكان العرب من ديارهم، وقد تولت وكالة غوث اللاجئين (ألأنروا) مهمة إقامة تلك المخيمات. ومن الملاحظ ان المخيمات قد اقيمت بالقرب من المدن، وذلك للإستفادة من الخدمات والمرافق المختلفة المتوفرة في تلك المدن، وتسهيل اندماج ابناء المخيمات في الحياة الإجتماعية والإقتصادية في المدينة. وقد بدأت المخيمات على شكل مضارب من الخيام، ثم تطورت لتصبح وحدات سكنية اسمنتية صغيرة المساحة. وغالبا ما تتألف الوحدات السكنية من عدد قليل من الغرف تخصص لإيواء اسر تكون في الغالب كبيرة الحجم، وتفتقر الى الحد الأدنى من التجهيزات الضرورية والمتعارف عليها في الريف والمدينة. وترتفع كثافة الإشغال في المخيمات بحيث تصل الى 6 أفراد للغرفة الواحدة (سكيك ص 88). أما الشكل الخارجي للمخيمات، فهو يمثل اسرابا من البيوت المتلاصقة تفصلها أزقة ضيقة.

بلغ عدد المخيمات في الضفة الغربية عشرين مخيما، قامت على مساحة من الأرض بلغت 5319 دونما، وكان عدد سكانها وفقا للتعداد الذي أجرته سلطات الإحتلال الإسرائيلي في أيلول عام 1967 حوالي 58 ألف لاجئ. وبالتالي فإن معدل الكثافة السكانية الحسابية فيها بلغت 10904.3 نسمة لكل كم² واحد، تركز نصفهم (50.1%) في محافظة نابلس التي كانت تشمل في ذلك الوقت مناطق نابلس وطولكرم وجنين وقلقيلية وأريحا، في حين استقر في محافظة القدس التي كانت تضم في ذلك الوقت مناطق القدس ورام الله والبيرة وبيت لحم 39.6% منهم. أما محافظة الخليل فاستقر فيها 10.3% من اللاجئين. وفي عام 1989 بلغ عدد السكان في تلك المخيمات 106 آلاف لاجئ أو مانسبته 11% من عدد المواطنين العرب في الضفة الغربية، وذلك حسب تقديرات وكالة غوث اللاجئين، وأصبحت الكثافة السكانية الحسابية 19928 نسمة لكل كم² واحد.

أما في قطاع غزة، فقد بلغ عدد المخيمات تسعة اقيمت على مساحة من الأرض بلغت 1813 دونم، ضمت في عام 1960 حوالي 154837 نسمة، بكثافة حسابية تساوي 87610 نسمة لكل كم² واحد. وارتفع هذا العدد في عام 1988 ليصل الى 249616 نسمة (الانروا 1989) بكثافة سكانية حسابية تساوي 137649 نسمة لكل كم² واحد. وفي عام 1989 بلغ عدد اللاجئين المسجلين في القطاع 469386 نسمة، منهم حوالي 55% يسكنون في المخيمات والباقي يعيشون في المدن والريف في القطاع (دائرة الشؤون الفلسطينية، عمان 1989).

في السبعينات من القرن الماضي اقيمت عدة مشاريع اسكان في القطاع من أجل توطين عدد من اللاجئين، كان أهمهما: أ) مشروع بيت لاهيا الذي يشتمل على 1300 وحد سكنية. وقد خصص هذا المشروع لتوطين قسم من اللاجئين المقيمين في مخيم جباليا، ب) مشروع حي الشيخ رضوان، ويشتمل على 1807 وحدات سكنية. وقد خصص لتوطين قسم من لاجئي مخيم الشاطئ، ج) مشروع تل السلطان في رفح، واشتمل على 1050 وحدة سكنية، د) مشروع حي الأمل في خانيونس، واشتمل على 1026 وحدة سكنية. وقد خصص لتوطين جزء من لاجئي مخيم خلنيونس.

يتضح مما سبق أن التجمعات العمرانية البدوية في برية القدس والخليل موسمية وغير ثابتة، تقام على السفوح الدنيا للمنحدرات الشرقية المطلة على الأغوار في فصلي الربيع والصيف. ففي الربيع يستفيد هؤلاء في رعي أغنامهم من الحشائش القصيرة التي تنمو على هذه المنحدرات، وفي الصيف يستفيدوا من بقايا المزروعات في منطقة أريحا. ومن الجدير بالذكر أن هؤلاء البدو يعتمدون على صهاريج المياه في توفير مياه الشرب وسقي مواشيهم، كما لا تتوفر لهم أدنى حد من الخدمات الأساسية. أما في فصلي الخريف والشتاء، يعودوا الى أماكن سكنهم المعتادة في قرى القدس وبيت لحم والخليل. وهذه القرى تجمع بين خصائص القرية والبداوة، بسبب اعتماد سكانها على الزراعة والرعي. من الصعب ربط التجمعات البدوية المؤقتة بخطة تنموية بعيدة أو متوسطة المدى، بسبب الترحال المستمر، الا انه وبهدف تشجيع هؤلاء البدو على التواجد المستمر في اقليم الغور، يمكن وضع خطط دعم وتنمية قصيرة المدى، خاصة أن إسرائيل تحاول أن تعزل الأغوار عن باقي مناطق الضفة الغربية.  
أما بالنسبة للتجمعات السكانية الريفية فإنها تتمتع بمستوى أفضل من الخدمات، فتشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن 83% من السكان في الضفة الغربية تصلهم خدمات البلدية من الماء والكهرباء، كما أن 93% من من السكان في القطاع تصلهم تلك الخدمات.
أما التجمعات السكانية الحضرية، فإن مستوى الخدمات فيها أفضل، فجميع تلك التجمعات تصلها الخدمات البلدية المختلفة وخاصة الماء والكهرباء بنسبة 100%.
وعلى الرغم من وصول خدمات الماء والكهرباء الى معظم السكان الفلسطينيين، الا أن هذه الخدمات غير منتظمة وتتقطع باستمرار بسبب السيطرة الإسرائيلية على تلك الخدمات. فالكهرباء المنتجة فلسطينيا لا تغطي سوى 15% من حاجة السكان، والباقي يأتي من الشركة القطرية الإسرائيلية، وهذا يجعل هذه الخدمة الحيوية رهينة بيد الإسرائيليين.    

4. توزيع السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة
  بلغ حجم السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2005، 3762005 نسمة منهم 2372216 نسمة في الضفة الغربية و 1389789 نسمة في قطاع غزة، أي أن هناك ما نسبته 63.06%  من مجموع السكان في الضفة الغربية و 36.94% في قطاع غزة. يتوزع السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة على 14 محافظة ومنطقتين حسب التقسيم الإداري الذي وضعته السلطة الوطنية الفلسطينية، منها 9 محافظات ومنطقتين في الضفة الغربية و5 محافظات في قطاع غزة. ألجدول رقم (1) (الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 1999) يبين توزيع السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2005 حسب المحافظة. يظهر الجدول (1) أن أكبر المحافظات في الضفة الغربية هي محافظة الخليل بنسبة 22.11% من مجموع السكان في الضفة، تليها محافظة القدس بنسبة 16.79%، ثم تأتي محافظة نابلس في المرتبة الثالثة. وقد يعود ذلك الى ان هذه المدن الثلاث كانت تمثل مراكز المحافظات الثلاث حسب التقسيم الإداري الاردني قبل عام 1967، حيث كانت الضفة الغربية مقسمة الى ثلاث محافظات فقط هي محافظات نابلس والقدس والخليل. كما أن للعامل الديني والتاريخي أهمية خاصة في كبر حجم هذه المحافظات وخاصة في محافظتي القدس والخليل، بالإضافة الى الموقع الجغرافي الهام لمدينة نابلس، حيث تتوسط مجموعة من المدن هي جنين وطولكرم وقلقيلية، مما جعلها أهم مركز اقتصادي وتجاري في الضفة الغربية في فترة ما قبل الحصار الإسرائيلي الطويل على المدينة عام 2000. ويتركز 40.14% من سكان الضفة الغربية في محافظاتها الشمالية (جنين، طوباس، طولكرم، نابلس، قلقيلية، سلفيت)، في حين يوجد 30.39% من السكان في محافظات وسط الضفة الغربية (رام الله والبيرة، ألقدس، أريحا)، أما محافظات جنوب الضفة (بيت لحم، ألخليل) فنسبة السكان فيها 29.47%.

جدول رقم (1): توزيع السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة حسب المحافظة لعام 2005
المحافظة
عدد السكان (نسمة)
النسبة المئوية ( %)
ألنسبة المئوية من مجموع السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة %
جنين
254218
10.72
6.76
طوباس (منطقة)
46644
1.97
1.24
طولكرم
167873
7.08
4.46
نابلس
326873
13.78
8.69
قلقيلية
94210
3.97
2.50
سلفيت (منطقة)
62125
2.62
1.65
رام الله والبيرة
280508
11.82
7.46
أريحا
42268
1.78
1.20
القدس
398333
16.79
10.59
بيت لحم
174654
7.36
4.64
الخليل
524510
22.11
13.94
مجموع السكان في الضفة الغربية
2372216
100.00
63.06
شمال غزة
265932
19.13
7.07
غزة
487904
35.11
12.97
دير البلح
201112
14.47
5.35
خانيونس
269601
19.40
7.17
رفح
165240
11.89
4.39
مجموع السكان في قطاع غزة
1389789
100.00
36.94
مجموع السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة
3762005

100.00




4.1  توزيع السكان في الريف والحضر والمخيمات
في الوقت الحاضر من الصعب التمييز بين القرية والمدينة خاصة في الدول المتقدمة، وهذا يعود الى وجود تفاوت في درجات الحياة الحضرية في المدينة والقرية، وتسمى هذه الظاهرة بالإتصال الحضري الريفي. وأصبحت الفوارق بين الريف والمدينة تتقلص بعد تزويد المناطق الريفية بالخدمات المختلفة كالكهرباء والماء والهاتف والصحة والتعليم. إلا ان هناك من التعريفات لما هو حضري أو ريفي ما يستند الى اسلوب الحياة في التجمع السكاني بغض النظر عن مستوى الخدمات المتوفرة فيه. وبشكل عام هناك خمسة أسس شائعة لتصنيف الحضر والريف هي (سمحة، 1996):
-    التصنيف الإحصائي: ويعتمد هذا التصنيف على تحديد حجم سكاني معين للحضر، وإذا قل عن ذلك يصبح التجمع السكاني ريفيا.
- التصنيف الإداري: يعتبر هذا التصنيف المراكز الإدارية جميعها حضرا والتجمعات الباقية ريفا.
- التصنيف التاريخي: يعتبر التجمعات السكانية التاريخية حضرا.
- التصنيف الشكلي: يعتبر مظهر أو شكل المباني والشوارع مؤشرا مهما للتفريق بين القرية والمدينة.
- التصنيف الوظيفي: يعتمد هذا التصنيف على مهن السكان في التجمع السكاني، فسيادة الزراعة والرعي والصيد يضع التجمع السكاني في عداد التجمعات الريفية، أما المدينة فتسود فيها التجارة والخدمات والصناعة.

في هذه الدراسة تم اعتماد التصنيف الإداري كأساس للتفريق بين الريف والحضر، وبذلك تعتبر المراكز الإدارية مدن وما عداها قرى. أما الشكل الثالث من التجمعات السكانية في الضفة الغربية وقطاع غزة فهو مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وهو شكل طارئ ناتج عن ظروف سياسية أدت الى تهجير قسم كبير من الفلسطينيين من قراهم ومدنهم ومضاربهم عام 1948، وبالتالي فإن سكان المخيمات هم مزيج من الريفيين والحضريين والبدو. ألجدول رقم (2) يبين التوزيع السكاني في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة حسب طبيعة التجمع السكاني (قرى، مدن، مخيمات).

جدول رقم (2): توزيع السكان في الحضر والريف والمخيمات لعام 2005
ألمحافظة
عدد السكان الحضر
النسبة المئوية من سكان المحافظة %
عدد السكان الريف
النسبة المئوية من سكان المحافظة %
عدد السكان في المخيمات
النسبة المئوية من سكان المحافظة %
المجموع
المجموع %
جنين
34730
13.66
207635
81.68
11853
4.66
254218
100.00
طوباس (منطقة)
15591
33.43
25481
54.63
5572
11.95
46644
100.00
طولكرم
44169
26.31
102926
61.31
20778
12.38
167873
100.00
نابلس
130326
39.88
162160
49.61
34387
10.52
326873
100.00
قلقيلية
43212
45.87
50998
54.13
0
0.00
94210
100.00
سلفيت (منطقة)
9452
15.21
52673
84.79
0
0.00
62125
100.00
رام الله والبيرة
62791
22.38
199736
71.21
17981
6.41
280508
100.00
أريحا
19783
46.80
14366
33.99
8119
19.21
42268
100.00
القدس
210387
52.82
149150
37.44
38796
9.74
398333
100.00
بيت لحم
29019
16.62
131670
75.39
13965
8.00
174654
100.00
الخليل
160470
30.59
349446
84.79
14594
2.78
524510
100.00
المجموع في الضفة الغربية
759930
32.03
1446241
60.97
166045
7.00
2372216
100.00
شمال غزة
169534
62.77
7058
3.63
89340
33.60
265932
100.00
غزة
395262
81.01
8552
1.76
84090
17.23
487904
100.00
دير البلح
47938
23.84
21182
10.53
131992
65.63
201112
100.00
خانيونس
125823
46.67
96418
35.76
47360
17.57
269601
100.00
رفح
68466
41.43
15390
9.32
81384
49.25
165240
100.00
المجموع في قطاع غزة
807023
58.07
148595
10.69
434166
31.24
1389789
100.00
المجموع في الضفة الغربية وقطاع غزة
1566962
41.65
1594836
42.39
600211
15.95
3762005
100.00

 يظهر الجدول السابق أن نسبة سكان المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة ككل تساوي 41.65% من المجموع الكلي للسكان، أما سكان الريف فتزيد نسبتهم قليلا وتساوي 42.39%، ويأتي سكان المخيمات في المرتبة الثالثة بنسبة 15.95%. إلا أن التوزيع الجغرافي لهذه الانماط الثلاث يختلف بين الضفة الغربية وقطاع غزة من ناحية، كما يختلف من محافظة الى اخرى من ناحية ثانية. ففي الضفة الغربية يحتل الريف المرتبة الاولى بنسبة 60.97%، يليها الحضر بنسبة 32.03%، وأخيرا سكان المخيمات بنسبة 7.00% فقط. أما في قطاع غزة فيحتل سكان المدن المرتبة الاولى بنسبة 58.07% يليها سكان المخيمات بنسبة 31.24%، ويأتي في المرتبة الاخيرة الريف بنسبة 10.69%.  كما يظهر الجدول أن عدد السكان في مخيمات قطاع غزة يعادل أكثر من ضعفين ونصف العدد الموجود في مخيمات الضفة الغربية، على الرغم من ان عدد المخيمات في الضفة الغربية يفوق كثيرا عددها في قطاع غزة، حيث أن هناك عشرين مخيما في الضفة الغربية مقابل تسعة مخيمات في قطاع غزة. ويعود السبب في ذلك الى كبر حجم المخيمات في القطاع وصغرها النسبي في الضفة الغربية. ويظهر من الجدول أيضا صغر نسبة الريف في قطاع غزة، وقد يعود ذلك الى صغر مساحة القطاع بشكل عام، وصغر الرقعة الزراعية بشكل خاص نتيجة الزحف العمراني القادم من المدن، بالإضافة الى المناخ شبه الجاف وشح الموارد المائية.

4.2 توزيع التجمعات السكانية حسب العدد والحجم
تشير بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الى أن عدد التجمعات السكانية في الضفة الغربية وقطاع غزة هو 736 بين مدن وبلدات وقرى وخرب ومخيمات لاجئين، منها 696 تجمع في الضفة الغربية و 40 أخرى في قطاع غزة. ألجدول رقم (3) يبين أن هناك 162 تجمع في الضفة الغربية يقل فيها عدد السكان عن 100 نسمة يسكنها فقط 5673 نسمة (معدل حجم التجمع السكاني 35 نسمة)، أو 0.24% من مجموع السكان، وهذه التجمعات تعرف بالخرب، وتتركز في محافظات جنين وبيت لحم والخليل. أما باقي التجمعات وعددها 536 فيتراوح عدد السكان فيها بين 100 نسمة وأكثر من 100000 نسمة. ويشير الجدول أيضا الى أن عدد التجمعات الصغيرة التي يتراوح فيها عدد السكان بين 100 و1000 نسمة هو 201 تجمع أو 37.64% من عدد التجمعات اذا ما تم  استثناء الخرب، يسكنها 108238 نسمة او 4.56% من سكان الضفة الغربية. أما التجمعات في فئة 100-5000 نسمة فقد حظيت بأعلى نسبة وهي 42.70% (228 تجمع) يسكنها 556038 نسمة أو 23.44% من السكان. ويظهر الجدول أيضا أن 12.17%  (65 تجمع) من عدد التجمعات يتراوح عدد السكان فيها بين 5000-10000، ويسكنها 443629 نسمة أو 18.70% من السكان. وبالتالي تمثل التجمعات التي يتراوح عدد السكان فيها بين 100-10000 نسمة 92.51%  (494 تجمع) من عدد التجمعات، ويسكنها 46.7% من مجمو ع السكان.كما يشير الجدول رقم (3) الى أن عدد التجمعات السكانية التي يتراوح عدد سكانها بين 10000 و20000 هو 26 تجمع أو 4.87%، يسكنها 368948 نسمة أو 15.55% من السكان. أما فئة السكان 20000 الى 50000 فتضم 11 تجمعا أو 2.06%، ويسكنها 349711 نسمة أو 14.74% من مجموع السكان في الضفة الغربية. وتخلو فئة السكان 50000-100000 من أي تجمعات سكانية في التقديرات السكانية لعام 2005 والتي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني. أما الفئة الأخيرة ، فإن هناك 3 تجمعات سكا نية فقط  في الضفة الغربية يزيد فيها عدد السكان عن 100000 وهي مدن نابلس والقدس والخليل، وتشكل فقط 0.56% من عدد التجمعات السكانية.
أما بالنسبة لقطاع غزة، فإنه يضم 40 تجمعا سكانيا بين مدن وقرى ومخيمات، كما يخلو القطاع من الخرب. وتختلف صورة التوزيع السكاني في قطاع غزة عن الضفة الغربية من حيث حجم وعدد التجمعات السكانية. ألجدول رقم (3) يبين أن عدد التجمعات التي يتراوح عدد سكانها بين 100 و 1000 نسمة هو 5 فقط أو 12.5% من مجموع التجمعات في القطاع، ويسكن فيها 4051 نسمة او 0.29% من مجموع السكان. أما عدد التجمعات في فئة 1000-5000 نسمة فهو 10 او 25% ، يسكنها 30985 نسمة أو 2.52% من سكان القطاع. ويظهر الجدول أيضا أن 50% من التجمعات يزيد عدد سكانها عن 10000 نسمة، ويسكنها 94.96% من مجموع سكان قطاع غزة. لذلك يمكن القول أن التمعات السكانية في قطاع غزة وخاصة المدن والمخيمات تتميز بكبر حجمها إذا ما قورنت بتلك الموجودة في الضفة الغربية.

جدول رقم (3): عدد وحجم التجمعات السكانية في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2005
ألمنطقة
ألمعيار
أقل من 100
100-1000
1000-5000
5000-10000
10000-20000
20000-50000
50000-100000
أكبر من 100000
المجموع
الضفة الغربية
عدد التجمعات
(162)[*]
201
228
65
26
11
0
3
534 (696)
النسبة المئوية
-
37.64
42.70
12.17
4.87
2.06
0
0.56
100.00
عدد السكان
5673
108238
556038
443629
368948
349711
0
539979
2372216
النسبة المئوية
0.24
4.56
23.44
18.70
15.55
14.74
0
22.76
100.00
قطاع غزة
عدد التجمعات
0
5
10
5
4
7
7
2
40
النسبة المئوية
0
12.5
25.00
12.5
10.00
17.50
17.50
5.00
100.00
عدد السكان
0
4051
30985
35051
61123
239536
497958
521085
1389789
النسبة المئوية
0
0.29
2.23
2.52
4.40
17.24
35.83
37.49
100.00
   
ويختلف توزيع التجمعات السكانية من حيث حجمها وعددها من محافظة الى اخرى في الضفة الغربية وقطاع غزة. فمحافظة الخليل تضم أكبر عدد من التجمعات السكانية في الضفة الغربية وهو 113 تجمع (21.16% من التجمعات في الضفة الغربية) بالإضافة الى الخرب. تليها محافظات رام الله والبيرة 14.61%، وجنين 14.04%، ونابلس 11.61%، وبيت لحم 11.42%، وطولكرم 7.12%،و القدس 5.81%، وقلقيلية 5.81%،و سلفيت 3.56%، وطوباس 2.62%، وأريحا 2.25% على الترتيب. وقد ضم القسم الشمالي من الضفة الغربية (جنين، طوباس، طولكرم، نابلس، قلقيلية، سلفيت) 239 تجمعا أو 44.76% من التجمعات، في حين ضم القسم الأوسط من الضفة الغربية (رام الله والبيرة، أريحا، القدس) 121 تجمعا أو 22.66%، أما القسم الجنوبي (بيت لحم، الخليل) فقد ضم 174 تجمعا أو 32.58%.
أما في قطاع غزة فقد ضمت محافظة خانيونس أكبر عدد من التجمعات وهو 14، ويشكل هذا العدد 35% من التجمعات، تليها محافظات دير البلح 20%، ورفح 17.5%، وشمال غزة 15%، وأخيرا غزة 12.5% على الترتيب.  

مما سبق، يتبين إن التوزيع المكاني للسكان في الضفة الغربية غير متوازن، فالجداول السابقة تشير الى ان أكثر من 80% من مجموع السكان يتركزون في الشريط الأوسط من الضفة الغربية، والذي يمتد لمسافة 130 كم من شمال جنين الى جنوب الخليل، وبعرض يتراوح بين 15-20 كم، أي أن مساحة هذا الشريط تساوي 2300 كم² تقريبا، أو 40% تقريبا من مساحة الضفة الغربية. إن لهذا التركز في هذا الشريط ايجابيات وسلبيات: فهو من ناحية يجعل من السهل توصيل الخدمات المختلفة من المدن الى الريف والمخيمات، وتوصيل المنتجات الريفية وخاصة الزراعية من الريف الى المدينة. كما يساعد هذا التركز على زيادة التفاعل بين الريف والمدينة، بالإضافة الى امكانية عمل مشاريع مشتركة تضم مجموعات من القرى والمدن، على شكل مجالس خدمات مشتركة، وأقرب مثال على ذلك مدن البيرة ورام الله وبيتونيا، حيث أن هذه التجمعات السكانية متلاصقة مع بعضها، مما يسهل اقامة مشاريع تنموية مشتركة فيما بينها. كما أن أي مشروع طولاني على شكل طريق رئيسي او سكة حديد كالمشروع المعروف بإسم القوس، يمر من وسط هذا الشريط من الشمال الى الجنوب، يمكن أن يشكل عمودا فقريا لمشروع تنمية مستدام في هذا الإقليم السكاني. هذا من ناحية الإيجابيات، أما سلبيات هذا النمط من التوزيع الجغرافي للسكان في الضفة الغربية لإانه من ناحية يرفع الكثافة السكانية في الشريط الأوسط الى أكثر من 1000 نسمة/كم² مقابل 419.49 نسمة /كم² في الضفة الغربية، أي ضعفين ونصف الكثافة السكانية العامة في الضفة الغربية، مما يشكل ضغطا كبيرا على الموارد البيئية المحدودة ومصادر المياه، مما يعيق سير عملية التنمية. كما أن هذا التركز الكبير للسكان في هذا الشريط يمكن أن يجعل منه قطاع غزة آخر بعد فترة ليست بعيدة، خاصة اذا ما أكملت إسرائيل مخططها المتمثل في اكمال الجدار العازل من الناحية الشرقية وعزل الأغوار تمهيدا للسيطرة الكاملة عليها والإبقاء على الكتل الإستيطانية. في تلك الحالة، سوف تتضاعف الكثافة السكانية وتتعرض الأراضي الزراعية للزحف العمراني، وتستنزف الموارد المائية الشحيحة وتتعرض للتملح.
في المقابل نجد ان الشريط الشرقي الذي يضم المنحدرات الشرقية والأغوار تعاني من خلخلة سكانية كبيرة، واقتصار الوجود السكاني الفلسطيني على بقع متناثرة ومتباعدة، تفصلها المستوطنات الإسرائيلية عن بعضها. فالكثافة السكانية في هذا الشريط تبلغ 91.5 نسمة/ كم² فقط ونسبة سكانه من مجموع سكان الضفة الغربية تبلغ 3.78%، أما مساحته فتشكل 17.6% من مساحة الضفة الغربية. إن من سلبيات هذا الشكل من الخلخلة السكانية انه يضع العراقيل أمام أي عملية تنموية في الإقليم، خاصة في ظل بقاء المستوطنات الإسرائيلية، والسيطرة الكاملة على مصادر المياه. من ناحية أخرى، يمكن أن تشكل الأغوار منطقة الإحتياط السكاني في الضفة الغربية، وخاصة لسكان قطاع غزة الذي يعاني بشكل كبير من صغر الرقعة الجغرافية مقارنة بعدد السكان. إن قطاع غزة لن يتمكن من استيعاب أي زيادات أخرى في أعداد السكان في السنوات القليلة القادمة، خاصة أن معدلات النمو السكاني فيه لا زالت مرتفعة. إن منطقة الأغوار يمكن أن تقام فيها مشاريع تنموية سكانية ناجحة اذا ما ازيلت المستوطنات الإسرائيلية وأصبحت تحت السيادة الفلسطينية الكاملة، خاصة أنها واقعة على نهر الأردن الذي يمثل حدا سياسيا مع الأردن، مما يتيح الفرصة أمام مشاري اقتصادية مشتركة مع الأردن.
أما الشريط الغربي الذي يضم مناطق طولكرم وقلقيلية وسلفيت، فإن التوزيع المكاني للسكان فيها جيد، فالكثافة السكانية متوسطة و تبلغ  532 نسمة/ كم²، وتتمتع بأراضي زراعية خصبة، وموارد مائية وفيرة. إلا أن الجدار العازل الذي أقامته اسرائيل داخل اراضي هذا الشريط،  ووقوع الأراضي الخصبة والكثير من الآبار الجوفية داخله، والتوقف عن تسويق المنتجات الزراعية لهذه المنطقة الى اسرائيل ادى الى تدهور القطاع الزراعي فيها.

أما بالنسبة لقطاع غزة، فإن الكثافة السكانية تزيد كلما اتجهنا شمالا بشكل عام، فهي حوالي 2500 نسمة/ كم² في محافظات جنوب غزة وتزيد عن 4000 نسمة/ كم² في محافظات شمال القطاع. إن هذه الكثافة الكبيرة جدا للسكان في رقعة جغرافية محدودة جدا تشكل عبئا على سير عملية التنمية المستمرة، في ظل الموارد المحدودة، كما تشكل تهديدا للاراضي الزراعية والموارد المائية. إن الوضع السكاني لقطاع غزة قد تظهر آثاره المأساوية في غضون عدة سنوات، عندما لا يكون هناك متسع من المساحة للتوسع العمراني.   

5. مقاييس الكثافة والتركز السكاني في الضفة الغربية وقطاع غزة
تختلف الكثافة السكانية بأشكالها المختلفة من منطقة الى أخرى باختلاف عدد السكان ومساحة المنطقة الجغرافية، كما تختلف الكثافة السكانية في المنطقة الواحدة من فترة الى أخرى بسبب الطبيعة الديناميكية للسكان وحركتهم الجغرافية. وتستخدم خرائط التوزيعات السكانية المطلقة والنسبية من أجل التعرف على حجم السكان ونسبة تزايدهم أو تناقصهم في مناطق محددة ومقارنتها ببعضها. هناك عدة مقاييس لتحديد العلاقة بين عدد السكان والأرض، أهمها:- ألكثافة الحسابية، والكثافة الزراعية، والكثافة الفسيولوجية، والتركز السكاني. 

5.1 الكثافة الحسابية
وهي مقياس بسيط يستخدم في الدراسات السكانية، ويعبر عن العلاقة بين عدد السكان والمساحة الأرضية التي يسكنونها، وتأخذ الصيغة التالية:
الكثافة الحسابية = جملة عدد السكان في منطقة ما ÷ المساحة الكلية لهذه المنطقة
إلا أن هذا النوع من الكثافة لا يعطي الصورة الحقيقية عن التوزيع الجغرافي للسكان، وإنما يعطي فكرة عامة عن مدى اختلاف التوزيع المكاني للسكان بين الأقاليم أو الوحدات الإدارية المختلفة. فمثلا يظهر الجدول رقم (4) ان الكثافة الحسابية في محافظة أريحا هي 71.28نسمة/كم²، أي ان هناك 71.28 شخص في كل كم² واحد. وهذا غير صحيح، حيث ان هناك مناطق في المحافظة خالية تماما من السكان، وهناك مناطق اخرى كثيفة السكان مثل مدينة أريحا نفسها، حيث تضم اكثر من 46% من سكان المحافظة. وتتناسب فائدة هذا المقياس عكسيا مع المساحة الأرضية، فكلما اتسعت المساحة كلما كان مدلول الكثافة عاما، وبالتالي تبرز أهميتها في مقارنة المناطق الصغيرة المساحة والمتجانسة في ظروفها الإقتصادية والطبيعية. وبشكل عام، ان الكثافة الخام او الحسابية لا تعبر عن علاقات وظيفية بين السكان والمساحة التي يشغلونها، وبالتالي لا تعطي فكرة دقيقة عن العلاقة بين السكان والموارد الإقتصادية. ألجدول رقم (4) يبين الكثافة السكانية الحسابية في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.

جدول رقم (4): ألكثافة الحسابية للسكان في الضفة الغربية وقطاع غزة حسب المحافظة عام 2005
ألمحافظة
عدد السكان
المساحة (كم²)
ألكثافة الحسابية للسكان (نسمة/ كم²)
جنين
254218
583
436.05
طوباس (منطقة)
46644
402
116.03
طولكرم
167873
246
682.41
نابلس
326873
605
540.25
قلقيلية
94210
166
567.53
سلفيت (منطقة)
62125
204
304.53
رام الله والبيرة
280508
855
328.08
أريحا
42268
593
71.28
القدس
398333
345
1154.59
بيت لحم
174654
659
265.03
الخليل
524510
997
526.09
الضفة الغربية
2372216
5655
419.49
شمال غزة
265932
61
4359.54
غزة
487904
74
6593.30
دير البلح
201112
58
3467.45
خانيونس
269601
108
2496.31
رفح
165240
64
2581.88
قطاع غزة
1389789
365
3807.64

بلغت الكثافة الخام في شمالي الضفة الغربية حسب بيانات تعداد عام 1997 نحو 321.6نسمة/كم² (غضية، احمد 2002)، وهذه الكثافة تتشابه الى حد كبير مع تلك التي للضفة الغربية ككل، حيث بلغت نحو 325.8 نسمة/كم² وذلك حسب تعداد عام 1997 (PCBS, 1999). من جهة أخرى فقد بلغت الكثافة السكانية في الضفة الفربية عام 1961 نحو 193.8 نسمة/كم² (دائرة الاحصاءات العامة، 1964)، وانخفضت الى 169.8 نسمة/كم² عام 1967 (Israeli Central Bureau of Statistics, 1967) وذلك بسبب حرب عام 1967 وهجرة اعداد كبيرة من السكان، ولكن عادت الكثافة السكانية في الضفة الغربية وارتفعت الى 209.7 نسمة/كم²  وذلك عام 1980 (Israeli Central Bureau of Statistics, 1981) .
ان هذا التشابه في الكثافة السكانية بين منطقة الشمال والوسط والجنوب في الضفة الغربية، يعود الى التشابه الكبير في الظروف الطبيعية والديموغرافية والإقتصادية في الضفة الغربية كلها. فمنطقة شمال الضفة الغربية (جنين، طوباس، طولكرم، نابلس، قلقيلية، سلفيت) كما يظهر الجدول السابق تشتمل على 39% من جملة مساحة الضفة الغربية، وفي نفس الوقت فإنها تشتمل على 40.1% من جملة السكان حسب تقديرات السكان عام 2005. أما منطقة وسط الضفة الغربية (رام الله والبيرة، القدس، أريحا)، فتشتمل على 31.7% من مساحة الضفة الغربية و 30.4% من جملة السكان. وأخيرا تشتمل منطقة جنوب الضفة الغربية (بيت لحم والخليل) على 29.3% من جملة مساحة الضفة الغربية و 29.5% من جملة السكان.
يظهر الجدول السابق أن الكثافة الحسابية للسكان في الضفة الغربية هي 419.49نسمة/كم². وتتشابه الكثافة السكانية بين اجزاء الضفة الغربية الثلاث: الشمل، والوسط، والجنوب، فهي 431.5 نسمة/كم² في الشمل، و402.2 نسمة/كم² في الوسط، و 422.2 نسمة/كم² في الجنوب. وتختلف الكثافة السكانية من محافظة الى أخرى بإختلاف مساحة المحافظة من جهة وعدد السكان من جهة أخرى. و يمكن التعرف من الجدول السابق على ثلاث درجات من الكثافة في الضفة الغربية:-
1.  مناطق مخلخلة السكان أو منخفضة الكثافة: وتضم محافظة أريحا ومنطقة طوباس، وبلغت الكثافة فيهما 71.28 و 116.03 على التوالي. وتمثل هاتين المنطقتين 17.60% من المساحة الكلية للضفة الغربية، ويسكنها فقط 3.75% من مجموع السكان. ويعود انخفاض الكثافة السكانية في هاتين المنطقتين الى الخصائص الطبيعية والإقتصادية السائدة فيهما، اضافة الى الإنتشار الكثيف للمستوطنات الاسرائيلية على طول نهر الأردن وسيطرتها على المياه الجوفية. ويسود الجفاف والإرتفاع في درجة الحرارة وقلة الأمطار هذه المناطق من جهة، والوعورة التضاريسية والتخدد ورق التربة من جهة أخرى. ويقتصر وجود الأراضي الزراعية على مناطق محدودة تتمثل في مخارج الأودية وعلى امتدادها، أما المناطق الأخرى فتتميز بارتفاع نسبة ملوحتها وعدم صلاحيتها للزراعة.
2. مناطق متوسطة الكثافة: وتضم محافظات جنين، ورام الله والبيرة، وبيت لحم، بالإضافة الى منطقة سلفيت، حيث تتراوح الكثافة فيها بين 265.03 لمحافظة بيت لحم و 436.05 لمحافظة جنين. وتتميز هذه المناطق بوفرة الأراضي الزراعية والمناخ المعتدل والمعدلات الجيدة من الأمطار، وتسود بها زراعة الزيتون واللوزيات والمحاصيل الحقلية البعلية. وتمثل هذه المناطق 40.69% من المساحة الكلية للضفة الغربية، ويسكنها 32.52% من مجموع السكان.
3. مناطق متوسطة الى عالية الكثافة: وتضم محافظات طولكرم وقلقيلية ونابلس والقدس والخليل، حيث تتراوح الكثافة السكانية بين 526.09 في محافظة الخليل و 1154.59 في محافظة القدس. وتمثل هذه المناطق 41.71% من المساحة الكلية للضفة الغربية، ويسكنها 63.73% من مجموع السكان. وتتميز هذه المناطق بوفرة الأراضي الزراعية والمناخ المعتدل والمعدلات الجيدة من الأمطار. تتميز مناطق طولكرم وقلقيلية بتنوع النماط الزراعية، فهناك الزراعة المروية الكثيفة وخاصة زراعة الخضروات والحمضيات، وهناك أيضا زراعة الزيتون. أما مناطق نابلس والخليل فتسود فيهما زراعة الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون، والمحاصيل الحقلية البعلية. أما محافظة القدس فتميزت بأعلى كثافة سكانية في الضفة الغربية على الرغم من صغر المساحات الزراعية، ويعود ذلك الى الأهمية الدينية للمدينة من ناحية، حيث يسكنها أكثر من نصف سكان المحافظة، وصغر مساحة المحافظة من ناحية أخرى.
أما في قطاع غزة، فالكثافة السكانية فيها ترتفع بشكل كبير، فقد بلغت حسب بيانات تعداد 1997 حوالي 2751.6 نسمة/كم² (PCBS, 1999). وهذا يعود الى صغر مساحة القطاع، واستقباله اعداد كبيرة من المهاجرين من فلسطين المحتلة عام 1948، بالإضافة الى ارتفاع معدلات الخصوبة. فحسب بيانات دائرة الإحصاء المركزية عام 1995، فقد بلغ معدل الخصوبة الكلي في القطاع نحو 7.41 مقابل 5.44 في الضفة الغربية (دائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية، 1996). وحسب تعداد عام 1997 فقد بلغ متوسط حجم الأسرة في قطاع غزة 6.9 فردا مقابل 6.1 فردا في الضفة الغربية.
يظهر الجدول رقم (4) أن الكثافة السكانية في القطاع حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للسكان لعام 2005 هي 3807.64 نسمة/كم². وتختلف هذه الكثافة من محافظة الى اخرى، حيث سجلت محافظة غزة أعلى كثافة (6593.30)، في حين سجلت محافظة خانيونس أقل كثافة (2496.31).
ان الكثافة السكانية المرتفعة جدا في قطاع غزة وانخفاضها في مناطق اريحا وطوباس والمنحدرات الشرقية بشكل عام، نستوجب النظر في امكانية اعادة التوزيع السكاني في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل يؤدي الى تواجد سكاني فلسطيني في كل الأقاليم، مما يعزز السيطرة على الأرض ويخفف من خطر المصادرة الإسرائيلية للأراضي الفلسطينية.
  
5.2 الكثافة الزراعية
تمثل الكثافة الزراعية العلاقة بين عدد السكان الزراعيين ومساحة الأرض المزروعة، وتستخدم لمعرفة نصيب الفرد من الإنتاج الزراعي. وتستخدم الصيغة التالية لحساب الكثافة الزراعية:
الكثافة الزراعية = مجموع عدد السكان العاملين في الزراعة ÷ مساحة الأراضي المزروعة
ألجدول رقم (5) يبين أن معدل الكثافة الزراعية في الضفة الغربية في عام 2003 هي 86.7/كم². أي أن كل 86.7 شخص عامل في الزراعة يعملون في كم² واحد أو 1000 دونم من الأرض المزروعة. وبالتالي ان معدل نصيب العامل في الزراعة في الضفة الغربية يساوي 11.5 دونم. كما يبين الجدول أن الكثافة الزراعية ترتفع في شمال الضفة الغربية وجنوبها وتقل في وسطها، وهذا يعود الى تباين نسبة العاملين في الزراعة من محافظة الى اخرى من ناحية، وتباين المساحة الزراعية من ناحية أخرى. وتستحوذ محافظة جنين على أكبر مساحة زراعية وأعلى نسبة عاملين في الزراعة في الضفة الغربية، أما أقل نسبة عاملين في الزراعة وأقل مساحة زراعية فتتمثل في محافظة القدس.

وتشير البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني للعام الزراعي 3003/ 2004، ان المساحة المزروعة بأشجار الفاكهة بما فيها الزيتون واللوزيات والعنب والحمضيات ، تشكل النسبة الأكبر من مساحات الأراضي المزروعة حيث بلغت 63.2%، منها 97.6% يعتمد على مياه الأمطار والباقي يعتمد على الري. وأما المساحات المزروعة بالخضروات فقد بلغت نسبتها 9.9%، منها 73.5% يعتمد على الري والباقي يعتمد على مياه الامطار. وبلغت نسبة المساحات المزروعة بالمحاصيل الحقلية 26.9%، منها 94.3% بعلية والباقي مروي (الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2004). وتتركز المحاصيل الحقلية  في محافظات جنين والخليل ومنطقة طوباس، .
 كما تشير تلك البيانات ان نسبة الزراعة المروية في الضفة الغربية لا تزيد عن 7.9% تتركز في مناطق طولكرم وقلقيلية وأريحا، بالإضافة الى جنين التي بدأت التحول من الزراعة البعلية الى الزراعة المروية. أما باقي محافظات الضفة الغربية فتسودها الزراعة البعلية.
أما في قطاع غزة فترتفع الكثافة الزراعية بشكل كبير، ويعود ذلك الى صغر الرقعة الزراعية مقارنة مع عدد العاملين في الزراعة. يشير الجدول رقم (5) ان معدل الكثافة الزراعية في القطاع 694.4/كم²، أي أن كل 694.4 شخص عامل في الزراعة يعملون في كم² واحد أو 1000 دونم من الارض المزروعة، وبالتالي يكون معدل نصيب العامل في الزراعة في قطاع غزة يساوي 1.4 دونم فقط. كما يبين الجدول أن اعلى كثافة زراعية تمثلها محافظة شمال غزة، وهذا يعود الى صغر المساحة المزروعة مقارنة بعدد العاملين بالزراعة، أما اقل كثافة فتمثلها محافظة غزة، وذلك لإنخفاض نسبة العاملين في الزراعة حيث لا تتجاوز 4% من مجموع العاملين.
وتشير البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ان 69.3% من المساحة المزروعة تعتمد على الري، وهذا يختلف بشكل جوهري عن الضفة الغربية، ويعود ذلك الى انخفاض معدلات الأمطار السنوية وارتفاع معدلات درجات الحرارة بالمقارنة مع الضفة الغربية.
جدول رقم (5): ألكثافة الزراعية للسكان في الضفة الغربية وقطاع غزة حسب المحافظة عام 2003
ألمحافظة
عدد السكان
مساحة الأراضي الزراعية (كم²)[†]
عدد العاملين في جميع الأنشطة الاقتصادية
عدد العاملين بالزراعة
نسبة العاملين بالزراعة من القوة العاملة
الكثافة الزراعية (عامل بالزراعة/كم²)
جنين
254218
368.27
100797
32961
32.7
89.5
طوباس (منطقة)
46644
85.173
18494
6048
32.7
71.0
طولكرم
167873
150.903
66562
16840
25.3
111.6
نابلس
326873
240.629
129605
20478
15.8
85.1
قلقيلية
94210
67.078
37354
9451
25.3
140.9
سلفيت (منطقة)
62125
85.638
24633
3892
15.8
45.4
رام الله والبيرة
280508
207.543
111221
6673
6.0
32.2
أريحا
42268
50.089
16759
2313
13.8
46.2
القدس
398333
20.465
157939
1579
1.0
77.2
بيت لحم
174654
62.697
69250
9557
13.8
152.4
الخليل
524510
323.233
207968
34315
16.5
106.2
الضفة الغربية
2372216
1662.168
940584
144107
15.3
86.7
شمال غزة
265932
17.235
105442
18452
17.5
1070.6
غزة
487904
25.085
193454
7738
4.0
308.5
دير البلح
201112
26.539
79741
14593
18.3
549.9
خانيونس
269601
60.93
106897
38055
35.6
624.6
رفح
165240
32.610
65518
19197
29.3
588.7
قطاع غزة
1389789
161.502
551052
112151
20.4
694.4

5.3 الكثافة الفسيولوجية
تبين الكثافة الفسيولوجية العلاقة بين عدد السكان في منطقة ما مع مساحة الأراضي الزراعية في تلك المنطقة. ومن هنا تختلف الكثافة الفسيولوجية عن الكثافة الحسابية او الخام في استبعادها الأراضي التي لم تستغل في الزراعة. وتأخذ هذه العلاقة الصيغة التالية:
الكثافة الفسيولوجية = جملة عدد السكان في منطقة ما ÷ مساحة الأراضي الزراعية في هذه المنطقة
الجدول رقم (6) يبين أن معدل الكثافة الفسيولوجية في الضفة الغربية يساوي 1427.2 نسمة/كم²، أي أن نصيب الفرد من الأراضي الزراعية يساوي 700م²، أي أقل من دونم واحد. كما يظهر الجدول تباينا واضحا في الكثافة الفسيولوجية بين المحافظات، بسبب الإختلاف في المساحات الزراعية من جهة، والإختلاف في عدد السكان من جهة أخرى. فقد سجلت المحافظات الشمالية وخاصة محافظة جنين ومنطقة طوباس أخفض كثافة فسيولوجية، وهذا يعود الى وفرة الأراضي الزراعية نسبيا من ناحية، واعتدال حجم السكان من ناحية أخرى. أما المحافظات الوسطى والجنوبية فكانت الكثافة فيها أعلى، وخاصة في محافظات القدس وبيت لحم والخلبل، ويعود ذلك الى ارتفاع عدد السكان من ناحية وصغر المساحة الزراعية من ناحية أخرى.
أما في قطاع غزة فبلغ متوسط الكثافة الفسيولوجية 8605.4 نسمة/كم²، وهي كثافة عالية جدا، حيث أن نصيب الفرد من الأرض الزراعية لا يتجاوز 116م² فقط. وقد سجلت محافظة غزة أعلى كثافة، في حين سجلت محافظة خانيونس أقل كثافة فسيولوجية في القطاع.
من هنا يظهر تركز واضح للأراضي الزراعية في محافظات الضفة الغربية الشمالية، مما يستدعي اهتماما خاصا بالقطاع الزراعي هناك للحفاظ عليه وتطويره. كما أن صغر المساحة الزراعية في المحافظات الوسطى والجنوبية مقارنة بعدد السكان يستدعي البدء بمشروع وطني لإستصلاح الأراضي. أما في قطاع غزة فاللجوء الى التوسع الزراعي العمودي يمكن أن يزيد من فعالية استغلال الأرض.

جدول رقم (6): الكثافة الفسيولوجية للسكان في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2003
ألمحافظة
عدد السكان
مساحة الأراضي الزراعية (كم²)
النسبة المئوية للأراضي
 الزراعية من مساحة المحافظة
الكثافة الفسيولوجية
 (نسمة/كم²)
جنين
254218
368.27
63.17
690.3
طوباس (منطقة)
46644
85.173
21.29
547.6
طولكرم
167873
150.903
61.34
1112.5
نابلس
326873
240.629
39.77
1358.4
قلقيلية
94210
67.078
40.41
1404.5
سلفيت (منطقة)
62125
85.638
41.98
725.4
رام الله والبيرة
280508
207.543
24.27
1351.6
أريحا
42268
50.089
8.45
843.9
القدس
398333
20.465
5.93
19464.0
بيت لحم
174654
62.697
9.51
2785.7
الخليل
524510
323.233
32.42
1622.7
الضفة الغربية
2372216
1662.168
29.39
1427.2
شمال غزة
265932
17.235
28.25
15429.8
غزة
487904
25.085
33.82
19496.7
دير البلح
201112
26.539
45.76
7578.0
خانيونس
269601
60.93
56.42
4424.8
رفح
165240
32.610
50.95
5067.2
قطاع غزة
1389789
161.502
44.25
8605.4

5.4 ألتركز السكاني
ان التعرف على نمط التركيز السكاني في الأقاليم الجغرافية يعتبر جزءا مهما من جغرافية السكان، حيث أنه يعطي صورة عن مدى ميل السكان الى التركيز في منطقة واحدة داخل حدود الإقليم، أو التشتت داخل تلك الحدود. ان دراسة التوزيع السكاني لا تهتم بالتوزيع العددي المطلق للسكان في أجزاء الإقليم، وإنما بدراسة توزيع الكثافة في هذه الأجزاء التي تبين العلاقة بين التوزيع العددي ومساحة المنطقة المأهولة (سمحة، 1996).
ويحسب التركيز السكاني باستخدام بعض الطرق الإحصائية منها نسبة التركيز السكاني التي تأخذ الصيغة التالية:
نسبة التركيز = 0.5 (س – ص)
حيث أن:
س = النسبة المئوية لمساحة المنطقة إلى جملة مساحة الإقليم الكلية.
ص = النسبة المئوية لعدد سكان المنطقة الى جملة سكان الإقليم الكلية.
= مجموع الفرق الموجب بين هذه النسب دون النظر الى الإشارات السالبة.
وهذا يعني أن نسبة التركيز السكاني تساوي احصائيا نصف مجموع الفرق الموجب بين النسبة المئوية للمساحة والنسبة لعدد السكان في كل محافظة او منطقة. وكلما كبرت هذه النسبة كلما دل ذلك على شدة التركيز وعدم التوزيع المتساوي على أرجاء المنطقة. ويكون توزيع السكان مثاليا اذا كانت نسبة التركيز تساوي صفرا، أي أن نسبة المساحة مساوية لنسبة السكان.
يبين الجدول رقم (7) ان التوزيع السكاني في الضفة الغربية غير متساوي وأن نسبة التركيز تساوي 22.425%. فهناك محافظات تعاني من الإكتظاظ السكاني بدرجات متفاوتة، وأكثر هذه المحافظات اكتظاظا هي محافظة القدس حيث ان نسبة السكان تفوق كثيرا نسبة المساحة، والفرق بينهما 10.69% لصالح عدد السكان. وهناك مناطق قليلة التركيز أهمها أريحا وطوباس، حيث ان الفرق بين نسبة المساحة ونسبة السكان فيهما تساوي 8.71% و 5.14% على التوالي لصالح المساحة. وهناك مناطق تقترب من المثالية في التوزيع السكاتي، ابرزها محافظة جنين ومنطقة سلفيت، حيث ان الفرق بين نسبة المساحة ونسبة عدد السكان فيهما تساوي 0.41% و 0.99 % على التوالي، أي ان الفرق في النسب يقترب من الصفر.
من هنا يمكن التعرف على المناطق المؤهلة لإستيعاب اعداد اضافية من السكان، وهذه المناطق هي: أريحا، طوباس، بيت لحم، ورام الله- البيرة.
أما في قطاع غزة، فيبين الجدول رقم (7) أن نسبة التركيز السكاني تساوي 17.255% أي اقل من الضفة الغربية، وهذا يعود الى صغر مساحة القطاع وتواجد السكان في كل المناطق. كما يبين الجدول ان محافظة غزة هي الأكثر تركيزا واكتظاظا بالسكان، فنسبة السكان فيها تزيد على نسبة المساحة ب 14.84%. كما يظهر الجدول ان التوزيع السكاني في محافظة دير البلح هو الأفضل، فالفرق بين نسبة المساحة ونسبة السكان ليس كبيرا ويساوي 1.42%.

جدول رقم (7): نسبة التركيز السكاني في الضفة الغربية وقطاع غزة حسب المحافظة لعام 2005
ألمحافظة
عدد السكان
النسبة المئوية لعدد سكان المحافظة
 من مجموع السكان (ص)
المساحة (كم²)
النسبة المئوية لمساحة المحافظة
من مجموع المساحة (س)
الفرق الموجب (س-ص)
جنين
254218
10.72
583
10.31
0.41
طوباس (منطقة)
46644
1.97
402
7.11
5.14
طولكرم
167873
7.08
246
4.35
2.73
نابلس
326873
13.78
605
10.70
3.08
قلقيلية
94210
3.97
166
2.94
1.03
سلفيت (منطقة)
62125
2.62
204
3.61
0.99
رام الله والبيرة
280508
11.82
855
15.12
3.30
أريحا
42268
1.78
593
10.49
8.71
القدس
398333
16.79
345
6.10
10.69
بيت لحم
174654
7.36
659
11.65
4.29
الخليل
524510
22.11
997
17.63
4.48
الضفة الغربية
2372216
100.00
5655
100.00
44.85
شمال غزة
265932
19.13
61
16.71
2.42
غزة
487904
35.11
74
20.27
14.84
دير البلح
201112
14.47
58
15.89
1.42
خانيونس
269601
19.40
108
29.59
10.19
رفح
165240
11.89
64
17.53
5.64
قطاع غزة
1389789
100.00
365
100.00
34.51
نسبة التركيز السكاني في الضفة الغربية = 0.5 (44.85)
                                                         = 22.425%
نسبة التركيز السكاني في قطاع غزة = 0.5 (34.51)
                                                         = 17.255%


 7. الخاتمة
أظهرت الدراسة أن الكثافة السكانية الحسابية (الخام) في الضفة الغربية عام 2005 تساوي 419.49 نسمة/كم²، وأن هذه الكثافة تتشابه الى حد كبير بين أجزاء الضفة الغربية الثلاث: الشمال والوسط والجنوب، وهذا يعود الى التشابه الطبيعي والبشري والديموغرافي والإقتصادي بين هذه الأجزاء. إلا أن الدراسة أظهرت اختلافا واضحا في الكثافة السكانية من محافظة الى أخرى، حيث سجلت محافظة القدس أعلى كثافة بين المحافظات (1154.59نسمة/كم²)، تليها محافظة طولكرم (682.41 نسمة/كم²). وهذا يعود الى الأهمية الدينية لمدينة القدس من جهة، وخصوبة التربة ووفرة المياه في منطقة طولكرم من جهة أخرى. كما اظهرت الدراسة ان محافظة أريحا أقل المحافظات كثافة (71.28 نسمة/كم²)، تليها منطقة طوباس (116.03 نسمة/كم²)، وهذا يعود الى ارتفاع معدلات الحرارة في الصيف وانخفاض معلات الامطار في الشتاء في محافظة أريحا، والتضرس في منطقة طوباس. أما في قطاع غزة، فقد بلغت الكثافة السكانية الخام عام 2005 3807.64 نسمة/كم²، وهي كثافة مرتفعة جدا وناتجة عن صغر مساحة القطاع والهجرة الفلسطينية عام 1948 ومعدلات الخصوبة المرتفعة. وأظهرت الدراسة أن محافظة غزة احتلت المرتبة الأولى من حيث الكثافة (6593.30 نسمة/كم²)، في حين احتلت محافظة خانيونس المرتبة الأخيرة، حيث بلغت الكثافة السكانية فيها 2496.31 نسمة/كم².
كما أظهرت الدراسة ان أكثر من 80% من سكان الضفة الغربية يتركزون في شريط المرتفعات الممتد بين جنين والخليل لمسافة 130 كم وبعرض يتراوح بين 15-20 كم، وهذا يسهل من اقامة مشاريع تنموية تعود بالنفع على غالبية السكان الفلسطينيين. كما تبين من الدراسة أن منطقة الأغوار تشكل الخزان السكاني الإحتياطي للفلسطينيين. اما بالنسبة لمناطق طولكرم وقلقيلية وسلفيت، فإنها تتعرض لضربة اقتصادية كبيرة من خلال الجدار العازل الذي نهب الرض والمياه، مما يهدد استقرار الفلسطينيين في هذه المناطق. واظهرت الدراسة أيضا أن الضغط السكاني على الأرض والموارد البيئية والمياه في قطاع غزة قد يؤدي الى كارثة سكانية قريبة.
توصي الدراسة بضرورة التركيز على القضايا التالية في أي مشروع تنموي للضفة الغربية وقطاع غزة:
أ‌. ضرورة الإنتباه الى التجمعات السكانية الصغيرة من قرى وخرب وتنميتها حتى تشكل تجمعات ثابتة لا يسهل اقتلاعها، حيث أن هذه التجمعات تشكل مناطق ضعيفة.
ب‌. ضرورة الإنتباه الى القرى المحاذية لخط الهدنة (الخط الأخضر)، وخاصة تلك التي تضررت من الجدار العازل وتقديم الدعم الدائم لسكانها، لتمكينهم من الصمود على أراضيهم وافشال المخطط الإسرائيلي الذي يهدف الى تهجيرهم.
ت‌. ضرورة تكثيف برنامج استصلاح الأراضي لتقوية ارتباط السكان بأرضهم ولحيلولة دون امتداد الإستيطان الإسرائيلي الى تلك الأراضي.
ث‌. تكثيف مشاريع الإسكان للفئات محدودة الدخل وإقامتها حول التجمعات السكانية الفلسطينية الحالية لتشكل مناطق حاجزة تعرقل الإستيطان الإسرائيلي.
ج‌. إقامة المناطق الصناعية للتعويض عن الإغلاقات الإسرائيلية ومنع العمال من العمل في اسرائيل، مما يسهم في خفض نسبة البطالة والفقر المرتفعة.
ح‌. ضرورة اعطاء منطقة الأغوار أهمية خاصة في التنمية، للحد من الكثافة السكانية المرتفعة في المناطق الأخرى وخاصة قطاع غزة.
خ‌. ضرورة حث وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين للعمل على تحسين ظروف سكان المخيمات الى حين حل قضيتهم حلا عادلا وفق القرارات الدولية.

8. الهوامش

1. ذياب عيوش، حسين أحمد، 2000، جغرافية فلسطين، جامعة القدس المفتوحة، عمان.
2. موسى سمحة، 1996، جغرافية السكان، جامعة القدس المفتوحة، عمان.
3. ألجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 1999، ألسكان في الأراضي الفلسطينية 1997-2025، رام الله- فلسطين.
4. دائرة الشؤون الفلسطينية، 1989، عمان.
5. حسين أحمد، أحمد غضية 2002، التوزيع الجغرافي للسكان في شمالي الضفة الغربية، مجلة جامعة النجاح للأبحاث – ب (العلوم الإنسانية)، نابلس، فلسطين.
6. ألجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 1999، مسح التجمعات السكانية – 1998: النتائج الأساسية، رام اللهن فلسطين.
7. دائرة الإحصاءات العامة، 1964، التعداد الأول للسكان والمساكن، 1961، المجلد الأول، الجداول النهائية، الخصائص العامة للسكان، مطبعة دائرة الإحصاءات العامة، عمان.
8. Israeli Central Bureau of Statistics, 1967, West Bank of the Jordan, Gaza Strip and Northern Sinai, Golan Heights, Data from Full Enumeration. Publication No.1 of the Census of Population 1967, Jerusalem.
9. Israeli Central Bureau of Statistics, 1981, Statistical Abstract of Israel 1981. No.32, Jerusalem.
10. الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 1999، التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 1997، النتائج النهائية، تقرير السكان-قطاع غزة، الجزء الأول، سلسلة التقارير الإحصائية رقم 4. رام الله، فلسطين.
11. دائرة الإحصاء المركزية الفلسطينية، 1996، المسح الديموغرافي للضفة الغربية وقطاع غزة: النتائج الأساسية. رام الله، فلسطين.
12. الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2004، الإحصاءات الجغرافية في الأراضي الفلسطينية، رام الله، فلسطين.





[*] لم تدخل هذه الفئة في حساب النسب المئوية لعدد التجمعات السكانية للفئات المختلفة، وبذلك يكون مجموع التجمعات السكانية في الضفة الغربية يساوي 534 تجمعا.
 [†] كل كم² واحد يساوي ألف دونم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا