التسميات

السبت، 23 يناير 2016

استخدام نظم المعلومات الجغرافية لتقبيم الوضع الراهن لمدارس البنات الحكومية في مدينة مكة المكرمة ...


استخدام نظم المعلومات الجغرافية لتقييم الوضع الراهن

لمدارس البنات الحكومية في مدينة مكة المكرمة


إعداد :  أ. بسمة بنت سلامة بن سالم الرحيلي

مكة المكرمة ص ب / ٢٠٢٢٠

 البريد الالكتروني basma122000@yahoo.com 

الملخص

  لقد أدت زيادة معدلات التحضر التي شهدتها مدينة مكة المكرمة، إلى الضغط على الخدمات التعليميـة، ممـا أدى إلـى مضاعفة أعداد المدارس بشكل غير مدروس، الذي نتج عنه اختيار مواقع مدارس تفتقر لأغلب معـايير الملائمـة المطلوبـة ، كمناسبتها لطبوغرافية المنطقة أو، بعدها عن المخاطر الطبيعية والبشرية .

  ونظراً لما تقدمه نظم المعلومات الجغرافية من إمكانية كبيرة تساعد على إيجاد أنسب الحلول واتخاذ أفضـل القـرارات، خاصة فيما يتعلق بمعالجة وتحليل معلومات مكانية ضخمة ومتنوعة، فإن البحث الحالي هدف إلى استخدام نظـم المعلومـات الجغرافية في تقييم الوضع الراهن لمواقع مدارس البنات الحكومية بمدينة مكة المكرمة بجميع مراحلها الابتدائيـة والمتوسـطة والثانوية، وفق مجموعة من المعايير الطبيعية والبشرية والاجتماعية. وكذلك توظيف نظم المعلومات الجغرافيـة فـي توثيـق المواقع الراهنة لمدارس البنات الحكومية وتوزعها على أحياء المدينة؛ للخروج بخرائط رقمية للمدارس قابلة للتحديث، وبنـاء نموذج الملاءمة لاختبار المواقع الراهنة لمدارس البنات، ومن ثم اقتراح تعديل بعض المواقع وفقاً لدرجة ملاءمتهـ ا للمعـايير التي تبنها البحث. وقد اعتمد البحث لتحقيق ذلك على البيانات المتوفرة لدى الجهات الحكومية، بالإضافة إلى الدراسة الميدانيـة التي استخدم فيها نظام تحديد الموقع العالمي GPS لتحديد مواقع المدارس بدقة وتحديث البيانات المتاحة، ومن ثم تكوين قاعدة بيانات ضخمة أتاحت للباحثة بناء نموذج الملاءمة عن طريق المعالجة الإحصائية المكانية في برنامج ArcGIS. وقد ارتكـز بناء النموذج على حساب كل من: الجار الأقرب والموقع المتوسط والمسافة المعيارية ونطاق الخدمة والتقاطع والانحدار . 

  وتوصل البحث إلى وجود تركز في توزع مدارس البنات في مدينة مكة المكرمة مع عدم عدالة التوزيـع بـين الأحيـاء بالنظر إلى الكثافة السكانية. وتفاوت نطاق الخدمة بين هذه المدارس. كما تبين عدم مراعاة مواقع المدارس لجميـع المعـايير المصممة في نموذج الملائمة، وأن ٣٩ ٪ من المدارس تحتاج إلى مواقع بديلة. وقد أوصى البحث في نهايته بضـرورة إعـادة النظر في توزيع مواقع مدارس البنات، واختيار مواقعها وفق معايير اختيار الموقع الملائم التي خرج بها البحث.


Abstract 

   This study aims to utilize GIS in evaluating the current sites of girl's public school in Makkah Al-Mokarramah in attempt to enhance their locations by applying a GIS suitability models designed by the researcher. Accordingly, maps of the best school sites were developed, and then derive paper and digital maps easy to update. To achieve this goal, ArcGIS program was used to build a data base based upon data available in the Girls Education General Administration in Makkah Al-Mokarramah city, data available in the Makkah's Municipality, and data collected and generated from field research. These data were subjected to spatial statistical analysis in ArcGIS, which allowed building the suitability model, and computing the nearest neighbor, the central sites, the standardized distance, slopes, buffers, and intersections.

  The study consists of five chapters. Chapter one contains the definition of the studying subject. Chapter two focused on the theoretical framework and previous studies. Chapter three showed the current distribution of public girls, school sites in Makkah City. Chapter four discussed the extent of site's suitability of the public girls’ schools in Makkah City. Chapter five dealt with the discussion and the conclusion. Finally, there is a list of references and appendices. 

   The study concluded that there is centralization in the distribution of elementary girls’ schools in Makkah city and convergence in the distribution of intermediate and secondary schools for girls. All school sites are not very suitable for all the criteria designed in the suitability model. However, the sites of elementary and intermediate schools for girls have an average score in suitability, and the sites of secondary schools for girls have just a “ good ” score in its suitability. The researcher recommended to review and reconsider the distribution of girls’ school sites according to population distribution and to select their sites according to the criteria of selecting the suitable site. It is also recommended to do so for the boy's public schools, and further applied studies of the GIS in all developmental and service sectors. 

مقدمة 

   عند الحديث عن التنمية ومتطلباتها واستراتيجياتها ؛ فإن دور وأهمية نظم المعلومـات الجغرافيـة Geographic Information Systems (GIS يصبح أمراً لازماً وضرورياً، ليس فقط لمجرد توفير المعلومات، بل لمواءمتها وحسـن التعامـل معها، وتنظيمها وتصنيفها؛ لأنه لا تخطيط عمراني ولا تنمية إقليمية أو اقتصادية دون قواعد معلومات مكانية، وشبكات تجمـع طبقاتها ومفرداتها ت، نظم العلاقات بينها في منظومة ميسورة، بحيث يمكن التعرف على معالمها، والاستفادة من أجزائها بواسطة صانعي القرارات والمخططين (علي، ١٤١٢هـ، ص .٣١ ).

  إن نظم المعلومات الجغرافية ساهمت منذ ظهورها في تذليلِ العقبات البحثية؛ نتيجة لما تتمتع به من قدرة علـى معالجـة وتحليل معلومات مكانية ضخمة ومتنوعة(سلمى، ١٤٢٢هـ، ص. ٣-٥ ) من أجل ذلك حرص على الأخذ بها في كثيـر مـن الدراسات التطبيقية، التي تمس مختلف القضايا التنموية التي يأتي في طليعتها الخدمات التعليمية، متمثلة في المدارس التي تعـد إحدى أهم الخدمات التي حظيت باهتمام كبير من المخططين وصانعي القرار، نتيجة أهمية الخدمات نفسها؛ كونهـا مـن أهـم ضروريات الحياة سواء في المدينة أو الريف على حد سواء، للاعتماد عليها في تلقين الناشئة التعليم والإعداد الفني والمهنـي (مصيلحي، ٢٠٠١م ، ص ٣٨٥)

  و قد تعاني بعض المدارس من مشاكل سواء في عدم ملاءمة مواقعها، أو تناسب أحجامها مع عدد طلابهـا ، أو صـعوبة الوصول ،هايلإ إلى غير ذلك من الصعاب ، مما يقف حجر عثرة أمام صانعي القرار؛ لعدم القدرة على الأخذ بجميع المعـايير الواجب مراعاتها في مواقع تلك المدارس ومبانيها و ، يتطلب الأمر في كثير من الأحيان إجراء دراسـات اسـتطلاعية للحـي المزمع إنشاء مدرسة فيه، وحصر عدد السكان، والمباني أو الأراضي الصالحة لقيام مدرسة عليها، ومدى بعدها عن المخاطر الطبيعية والبشرية، مما يستلزم جهداً ووقتا كبيرين ، بشكل يؤدي في نهاية الأمر إلى تجاهل كثير من هذه المعايير ، ومـن ثـم الارتجال في اختيار مواقع كثير من المدارس. 

   ونتيجة لزيادة معدلات التحضر التي شهدتها مدينة مكة المكرمة ، والتي لم تواكبها زيادة مضطردة في الخدمات ومرافقها ، أدى إلى الضغط على الكثير منها، خصوصاً تلك الخدمات التعليمية التي تعد مطلبا رئيسياً لجميع سكان الأحياء ذات الكثافـات العالية (السرياني، ١٤٠٦هـ، ص .٤٥)و تطلب مواجهة هذه المشكلة مضاعفة أعداد المدارس بشكل غير مخطط أو مدروس ؛ مما أظهر لنا مجموعة من المدارس التي لا تتماشى خصائص مواقعها مع شروط الموقع الملائم ، بشكل يدعو لضرورة التدخل لمعالجة وضعه ،قبل تفـاقم الآثار المترتبة على هذا الوضع غير الملائم الذي تعاني منها المدارس عموماً، ومدارس البنات خصوصا ويكفي في ذلك التنويه إلى ما حدث لإحدى مدارس البنات المتوسطة في أحد أحياء مكة، من كارثة راح ضحيتها خمـس عشرة طالبة (جريدة الوطن، العدد ١٤٢٤ ،١١٢٥هـ ،) نتيجة سوء موقع المدرسة ومبناها، الذي يفتقر لمعظم شروط الملاءمة والسلامة ، عدم مناسبته لعدد الطالبات، ووقوعه في مكان يصعب الوصول إليه إلى غير ذلك من الأسباب. وكـذلك مـا عانته إحدى المدارس الثانوية من احتجاز مجموعة من طالباتها بعد هطول أمطار غزيرة، أعاقت حركة الانصراف، نتيجة لوقوعهـا في مجرى سيل (  جريدة الوطن، العدد ١٤٢٤ ،١١٣٧هـ .) بشكل يعزز حقيقة سوء مواقع تلك المدارس، ويكشف عن خطورة وضعها، ويدعو إلى حتمية إجراء دراسات تقويمية، يقوم بها الجغرافيون وغيرهـم من ذوي الاختصاص، لمعالجـة مشـاكل مواقع المدارس، في جميع أحياء المدينة البالغ عددها ٦٠ حيا و، التي اعتمدت كحدود مكانية لإجراء هذا البحث ( شكل ١)

   لذلك فإن هذا البحث يهدف في مجمله إلى استخدام نظم المعلومات الجغرافية لإنشاء قاعدة بيانات للمواقع الراهنة لمدارس البنات الحكومية بمدينة مكة المكرمة و ، بناء نموذج للملاءمة؛(Suitability Model  )لاختبار المواقع الراهنة لمدارس البنات في القطاع الحكومي ،واقتراح خريطة لأفضل المواقع الملائمة لمدارس البنات بجميع مراحلها، وأخيراً الخروج بخرائط ورقية ورقمية ( تفاعلية) قابلة للتحديث باستـمرار لمواقع مدارس البنات الحكومية بجميع مراحلها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وفق مجموعة من المعايير الطبيعية والبشرية والاجتماعية .

الخاتمة :

تبين من هذه البحث أن لنظم المعلومات الجغرافية القدرة على معالجة بيانات متعددة من مصادر شتى وهيئـات مختلفـة ، بصورة مجتمعة مع بعضها، باستخدام مختلف التحليلات الإحصائية المكانية وصبها في قالب واحد للوصول إلى حلول فاعلـة تساعد على اتخاذ القرار المناسب. كما اتضح تباين أحياء مدينة مكة المكرمة في نصيبها من انتشار وتوزع مدارس البنات بها سواء الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، وأن هناك تفاوت في نطاق الخدمة بين مدارس البنات في المدينة. ومما ظهر أيضـاً : اتفاق أعداد مدارس البنات بجميع مراحلها في بعض أحياء مدينة مكة المكرمة، مع المعدل العام للمدينة البالغ ٧ مدارس في كل حي، في حين زاد أو نقص عدد المدارس في بعض الأحياء عن هذا المعدل. غير أن من أبرز ما كشفه البحث هو نمط توزع مدارس البنات، الذي ظهر متركزاً في مدارس البنات الابتدائية والمتوسطة والثانوية، حيث بلغت قيمة المجاور الأقرب ٠.٥ و ٠.٦١ و ٠.٦٧ درجات على التوالي وذلك على مستوى المدينة. وبالرغم من عدم وجود معايير محددة من قبل إدارة تعلـيم البنات في مدينة مكة المكرمة لاختيار مواقع مدارس البنات، إلا أن تقييم وضعها بناء على ما تم اعتماده من معايير في نموذج الملاءمة المصمم في هذه البحث، قد كشف عن أكثر المعايير انطباقاً وأقلها. حيث احتلت محطات الوقود المركـز الأول فـي الانطباق مسجلة أدنى نسبة (٠.٤ )٪ ؛ في حين أن توسط المدرسة في داخل المساحة المعمورة للحي سجــل أعــلى نسـبة (٢٥.٧٪) في عدم الأخذ به كمعيار. كما أبرز تقييم المواقع الراهنة لمدارس البنات تدرجها بين مواقع ملائمة إلى مقبولة إلـى غير ملائمة إلى مرفوضة، غير أن نسبة كبيرة من مدارس البنات الثانوية مقارنـة با لابتدائيـة والمتوسـطة كانـت مواقعهـا مرفوضة، بصورة تعكس مدى التفاوت في درجة الملاءمة بين مدارس البنات بمختلف مراحلها. ومن أهم ما توصل له البحث هو خروجه بخرائط الملاءمة لمدارس البنات الحكومية بجميع مراحلها الابتدائية والمتوسطة والثانوية. وتوثيق مواقع المدارس وبياناتها بصورة آلية في قاعدة البيانات التي تم تصميميها للمدارس، والخروج بخرائط ورقية ورقمية قابلة للتحديث لمـدارس البنات الحكومية .

  وختاماً من المؤمل أن يكون هذا البحث التطبيقي قد قدم رؤية واضحة، لكيفية الاستفادة من تقنية نظم المعلومات الجغرافية في مساعدة المخططين للتعليم وصانعي القرار، على حل إحدى المشاكل التخطيطية والوصول إلى أفضل القرارات التنظيمي ، بمنهجية واضحـة بعيدة عـن الارتجالية، فاتحاً بذلك المجال لمزيد من الأبحاث حولها. راجين في نهايته الانتفاع منه في رفع مستوى الخدمات التعليمية في مدينة مكة المكرمة، والعمل على تحسين مواقعها في داخل جميـع الأحيـاء السـكنية بمختلـف مساحاتها وأحجام سكانها. آملين بذلك أن نكون قد وفقنا في إضافة إسهام جيد، يخدم الدراسات البشرية التخطيطية وقضـاياها ، ويعمل على النهوض بمستواها، ويفتح المجال للمزيد منها، ويدفع نحو تحقيق تنمية شاملة لجميع مرافق المجتمع . سـائلين الله العلي العظيم أن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما وأخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين.


النص الكامل :  
حمله



للقراءة والتحميل 

 اضغظ هنا  أو  اضغط هنا 


اضغط هنا  أو  اضغط هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا