دراسة مؤشرات المواصلات في شبكات النقل
تحليل كمي ونوعي لشبكة مدينة باتنة دراسة حالة
شبكة المؤسسة العمومية للنقل الحضري ETUB
مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر
جامعة الحاج لخضر - باتنة
الفرع: اقتصاد وتسيير خدمات
التخصص: اقتصاد النقل والإمداد
إعداد : يعقوب حريز
إشراف : الأستاذة يسقر هشام
الستة الجامعية 2010 - 2011 م
المقدمة:
لقد كانت حاجة الإنسان إلى النقل منذ فجر التاريخ و ارتبط موضوعه بالحركة الدائمة للإنسان حيث كان يتنقل من مكان إلى أخر بحثا عن ضروريات الحياة، و تشكلت أولى رحلات الإنسان المنتظمة بين مسكنه و المكان الذي كان يجلب منه الطعام و الشراب و ذلك على اختلاف الأماكن التي كانت فيها بدايات التجمعات الإنسانية و المستوطنات البشرية. و قد أدى التطور الحضاري و العمراني التي مرت به مدن العالم عموما على مر السنين، و منها الدول العربية إلى ظهور العديد من المشاكل الحضرية و منها مشكلات النقل الحضري و المتمثلة بشكل رئيسي في ازدحام الشوارع و الاختناقات المرورية و الضوضاء و حوادث المرور و التلوث البيئي بكافة أشكاله البصرية و السمعية، و من خلال ذلك ظهرت الحاجة إلى وجود الكثير من النظم و الوسائل المسيرة و من بينها نظم النقل و المواصلات و التي تعتبر من بين أهم أسباب الاستقرار الحضري في كثير من مدن العالم، حيث يعتبر قطاع النقل من القطاعات الهامة و الذي يقوم بدور أساسي على المستوى الاقتصادي و الاجتماعي و العمراني لكل دولة من الدول المتقدمة منها و النامية على حد سواء.
فعلى المستوى الاقتصادي يكون عنصر النقل الوسيلة اللازمة لربط عناصر و مناطق الإنتاج فيما بينها من خلال نقل الأفراد و البضائع و السلع و المواد الأولية عبر مختلف الطرق و المنشات القاعدية المتوفرة. و أما من الناحية الاجتماعية فيعتبر نظام النقل و المواصلات بمثابة الرابط الاجتماعي فيما بين الأفراد في المجتمع الواحد. و عامل من العوامل فك العزلة خاصة مع الامتداد العمراني الكبير للمدن العربية و غيرها و الذي أدى إلى بعد المسافات بين الأفراد المجتمع لا يمكن الوصول إليها بالسير على الأقدام. أما على المستوى الحضري و العمراني فتعتبر شبكة الطرق و المواصلات في المدينة بمثابة الشرايين و الأوردة و التي تتغذى بموجبها كافة مناطق و قطاعات المدينة بما يلزمها للنهوض بكافة الوظائف التي تؤديها المدينة عموما من انتقال للموارد و البضائع و السلع و الخدمات و الأفراد من مكان لأخر لتحقيق أغراضهم و تلبية حاجياتهم من العمل و التسوق و الترفيه و التعليم و قضاء مصالحهم الشخصية في أوقات قياسية و يعد النقل الحضري جوهرة العملية الاقتصادية و الاجتماعية لمدى مساهمته في تموين السوق بمختلف السلع و الخدمات و تغطية متطلباته و ربط مختلف المناطق الحضرية يبعضها البعض و لكي تتم هذه العملية بشكل مخطط و منظم يضمن جودة عالية لنوعية خدمة النقل لا بد من توفر مجموعة من المعايير و المؤشرات التي توضح لنا حالة أو مستوى نوعية خدمة النقل و الشبكة غير أننا لاحظنا أثناء دراستنا لهذا الموضوع قلة المراجع التي تتناول مؤشرات جودة خدمة النقل بنوعها الكمية و النوعية و حتى المراجع بالغة الفرنسية قليلة جدا و سنحاول بإذن االله التفصيل في دراستنا لهذه المؤشرات الكمية و النوعية.
إشكالية البحث:
بناءا على ما تقدم يمكن طرح الإشكالية التالية:
ما هو واقع تطبيق مؤشرات المواصلات بنوعيها الكمية و النوعية في تحسين مستوى خدمة النقل داخل المحيط الحضري لمدينة باتنة؟
الأسئلة الفرعية :
تحت هذه الإشكالية تندرج عدة تساؤلات فرعية نستعرضها بالشكل التالي:
ما هي أهمية و دور هذه المؤشرات في تنظيم الأوساط الحضرية؟.
ما هي أهم المؤشرات المعتمدة في تحسين جودة خدمة النقل الحضري؟.
على أي أساس يمكن تصنيف هذه المؤشرات؟ و كيف يكون ترتيبها؟.
ما هي نظرة المؤسسة العمومية للنقل الحضري (ETUB) لمؤشرات جودة خدمة النقل؟.
ما هي أهم المعوقات و المشاكل التي تمنع تطبيق هذه المؤشرات في المحيط الحضري لمدينة باتنة؟.
فرضيات البحث:
تبرز الأسئلة المطروحة أعلاه أن البحث يحاول اختيار الفرضيات التالية:
تلعب مؤشرات المواصلات دورا كبيرا في تنظيم الأوساط الحضرية من خلال تنشيط حركة المرور وفك العزلة عن مناطق الوسط الحضري.
تعتمد الجمعية الفرنسية للمعيارية (AFNOR) ثمانية مجموعات تضم كل مؤشرات جودة خدمة النقل
.
تصنيف هذه المؤشرات و ترتب تبعا لأهمية كل مؤشر في إدراك رضا الزبون.
تعمل المؤسسة العمومية للنقل الحضري (ETUB) على تطبيق مؤشرات جودة خدمة النقل بهدف تحقيق رضا الزبائن و الوصول إلى مستوى جودة معينة للخدمة المقدمة.
يعترض تطبيق هذه المؤشرات سواء كانت نوعية أو كمية جملة من المشاكل كنقص شبكة الطرق و عدم اتساعها و كذا قلة حافلات المؤسسة العمومية لنقل الحضري (ETUB).
أهداف البحث:
يمكن تحديد أهداف البحث من خلال العناصر التالية:
تشخيص واقع و حالة شبكة النقل للمؤسسة العمومية للنقل الحضري( ETUB) داخل الوسط الحضري لمدينة باتنة.
إبراز مكانة و قيمة هذه المؤشرات في إدراك جودة خدمة النقل العمومي للمسافرين.
تسليط الضوء على موضوع هام جدا في تحسين نوعية الخدمة المقدمة للزبائن.
إثراء المكتبة الجامعية بشكل خاص نظرا لقلة المراجع في هذا المجال لا سيما باللغة العربية
أهمية البحث:
تساهم أهمية البحث في إبراز الحقيقة المرجوة من البحث فهي توضح حجم المشكلة المبحوثة و جديتها و تبرز أهمية هذه الدراسة في تسليط الضوء على:
واقع شبكة النقل للقطاع الحضري لمدينة باتنة.
تحديد أهمية مؤشرات المواصلات الكمية والنوعية في تحسين مستوى خدمة النقل.
تزداد أهمية هذه الدراسة لأنها تعد من الدراسات القلائل التي تعرضت لواقع خدمات النقل الحضري من حيث مستوى ونوعية خدمة النقل من طرف المؤسسة العمومية للنقل الحضري(ETUB).
منهج البحث:
يقصد بمنهج البحث الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم بواسطة جملة القواعد تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته حتى يصل إلى النتيجة المرجوة.
ولقد اعتمدنا في دراستنا لهذا البحث على المنهج التحليلي الوصفي الذي يلاءم طبيعة الموضوع المدروس ويهدف الباحث من وراء تطبيقه لهذا المنهج إلى معرفة بعض الحقائق التفصيلية لواقع وحالة شبكة النقل التي تؤمنها المؤسسة العمومية للنقل الحضري(ETUB) داخل المدينة ونوعية الخدمة المقدمة لزبائنها.
أداة البحث:
يقصد بأداة البحث مصطلح منهجي يعني الوسيلة التي تجمع بها المعلومات للإجابة على أسئلة البحث واختبار فروضه.
وقد اعتمدنا في دراستنا التحليلية للمؤشرات النقل الكمية والنوعية لشبكة الطرق داخل الوسط الحضري لمدينة باتنة على استخدام أداة علمية وهي الملاحظة بنوعيها بالمشاركة وبدون مشاركة من خلال استمارة الملاحظة ومحضر المعاينة والتي تضم جملة من المعطيات حول(رقم القطاع الحضري أو الحي، اسم ورقم الموقف،التاريخ،المكان،الوقت،والملاحظات المدونة).
- ملاحظة بالمشاركة: وتعني الانتباه المقصود والموجه نحو سلوك فردي او جماعي معين بقصد متابعة ورصد تغيراته للتمكن من وصفه وتحليله وتقويمه أي أن الباحث يعيش نفسه ويكون عضوا في الجماعة التي لاحظها.
- ملاحظة بدون مشاركة: وتعني قيام الباحث بإجراء ملاحظاته من خلال القيام بدور المتفرج والمراقب.
وبعد الانتهاء من الملاحظة يقوم الباحث بتدوين البيانات المتحصل عليها في استمارة الملاحظة وتقديم التحليلات واستخلاص النتائج وتقديم الاقتراحات لمشكلة موضوع الدراسة.
هيكل البحث:
في إطار عنوان وإشكالية الموضوع تم تقسيم خطة البحث إلى ثلاثة فصول،فصلين نظريين وفصل تطبيقي، يحتوي كل فصل على ثلاثة مباحث ويندرج تحت كل مبحث مجموعة من المطالب .
- خصص الفصل الأول للمفهوم النظري للنقل ودوره في تنظيم الأوساط الحضارية بالتطرق إلى مختلف المفاهيم الأساسية للنقل وأهم تقسيماته وكذا الحركية في الوسط الحضري ودور هذا الأخير في تنظيم الأوساط الحضارية.
- أما الفصل الثاني فيعبر عن صلب الموضوع حيث تناول مختلف المفاهيم الأساسية لشبكات النقل الحضري وتصنيفاتها وكذا العوامل المؤثرة عليها، كما تناول دراسة مختلف المؤشرات الكمية والنوعية المعتمدة في تحسين جودة ونوعية خدمة النقل الحضري داخل المدينة.
- أما الفصل الثالث فهو الجانب التطبيقي من البحث وقد قسم إلى ثلاثة مباحث تناولنا في المبحث الأول معطيات إدارية، ديموغرافية ، سوسيولوجية واقتصادية حول مدينة باتنة منطقة مجال الدراسة،أما البحث الثاني فتم التطرق إلى دراسة تحليلية للمؤشرات الكمية لشبكة الطرق والخطوط التي تغطيها المؤسسة العمومية للنقل الجماعي (ETUB) مع إبراز إيجابيات وسلبيات هذه الشبكة ،أما المبحث الأخير فخصص لتحليل المؤشرات النوعية لجودة خدمة النقل من خلال تقديم تفسيرات و نتائج ومقترحات استمارة الملاحظة والمعاينة.
البحث الثالث:التحليل النوعي لمؤشرات النقل لمنطقة مجال الدراسة
يتضمن هذا المبحث تحليل ثمانية مؤشرات لتقييم جودة خدمة النقل داخل المحيط الحضري لمدينة باتنة بهدف إعطاء نظرة حول نوعية الخدمة المقدمة من طرف المؤسسة العمومية للنقل الحضريETUB وقد تم عرض نتائج استمارة الملاحظة وفقا لتصنيف لجنة المعايير الفرنسية AFNOR حيث ارتبط مستوى الخدمة للزبائن بعرض الخدمة وسهولة الوصول ،أما باقي المؤشرات فارتبطت بنوعية الخدمة المقدمة لزبائن المؤسسة وفيما يلي عرض للنتائج المستخلصة من تحليل استمارة الملاحظة مع الكشف على الإيجابيات والنقائص التي تميز الخدمات المقدمة من طرف المؤسسة العمومية للنقل الحضريETUB.
المطلب الأول : مستوى الخدمة
1) عرض الخدمة:
- حداثة الحافلة : تتميز المؤسسة العمومية للنقل الحضريETUB بحداثة حافلاتها، إذ يعود تاريخ بدء عملها 5جويلية 2008،كما أن الحافلات ذات مقاييس دولية وهذا ما يفسر ارتفاع تكلفتها ،إذ يصل سعر الحافلة الواحدة إلى 3ملايير و700مليون سنتيم.
- عدد الحافلات والخطوط : تمتلك المؤسسة العمومية للنقل الحضري 30، ETUBحافلة موزعة على مختلف الأحياء السكنية لمدينة باتنة وهذا العدد المحدود لا يصل إلى 1% من حظيرة الحافلات الخواص أما بالنسبة للخطوط المستغلة فهي خطوط مهمة ذات تدفقات كبرى مع وجود نقص في تامين التغطية لبعض الأحياء السكنية كحي بارك أفوراج،حي كشيدة،حي الزمالة هذه الأحياء هي الأخرى لها تدفقات كبرى من الزبائن ويعود سبب هذا النقص لقلة الحافلات وارتفاع تكلفتها.
- ساعات بدء وانتهاء الرحلات: الوقت القانوني للرحلات هو من الساعة السادسة صباحا الى غاية الساعة السابعة و20دقيقة مساءا وهذا في فصل الشتاء وحتى الثامنة في فصل الصيف.
- استيعاب الركاب: تتسع حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري ETUB لـ100 راكب في الرحلة الواحدة وتصل الى هذا الحد في فترات الذروة عند بداية ونهاية الدوام بحيث تعجز المؤسسة عن تامين الطلب المتزايد للركاب
- السعر : تحترم حافلات ETUB السعر المتعارف عليه لجميع خطوطها والمقدر ب15 دج للوحدة الواحدة.
2) سهولة الوصول :
- ملائمة المحطات الفرعية: توزع المحطات الفرعية لحفلاتETUB في مناطق إستراتيجية تمكن المسافرين من الدخول لوسط المدينة بسهولة ،كما تعتبر المسافات يين هذه المحطات قريبة نسبيا حيث يمكن للمسافرين التنقل بينها مشيا على الأقدام هذه المحطات تكون في شكل مخابئ بها كراسي لضمان راحة الزبائن وتتوزع على طول الخطوط المستغلة عند كل موقف للحافلة .
- مكان التوقف : تتوقف حافلاتETUB في نقاط التوقف القانونية بحيث يفتح الباب الخلفي لصعود الركوب أما الباب الأمامي فهو مخصص لنزول الركاب ويتم ذلك حسب طلب الركاب وفق نظام تشغيل موجود في الحافلة، كما يحترم سائقي الحافلات هذه النقاط حيث لا يوجد توقف عشوائي كما هو الحال بالنسبة لحافلات الخواص.
- ملائمة مسار المرور: مسار مرور حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري ETUB يوافق ويخالف في بعض الأجزاء مسار حافلات الخواص بهدف خدمة الزبائن ولتغطية أكبر مساحة ممكنة للمناطق الحضرية، كما أن الحافلة تسير بسرعة تجارية جيدة تمكن المسافرين من الوصول إلى الأماكن المقصودة وفي وقت قياسي .
المطلب الثاني: نوعية الخدمة
1) المعلومات: في غياب النقص الفادح للمعلومات الذي يميز القطاع ككل حول مواعيد الانطلاق والوصول ومدة الانتظار في المحطة يبقى تناقل هذا النوع من المعلومات شفويا بين المسافرين الوافدين إلى أماكن توقف الحافلات والمسؤولين عن الرصيف وباقي السائقين وحتى بين المسافرين أنفسهم في حين تجد توفر معلومات هامة في نظر المسافرين حول رقم الخط ،رقم الحافلة ووجهتها.
2) الوقت: يحترم سائقي حافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضري ETUB الوقت المحدد من قبل النظام الداخلي للمؤسسة ،إذ تنطلق حافلة كل 10 دقائق أما فيما يخص مدة السير ومدة انتظار فهي مقبولة عموما في ظل العدد المحدد للحافلات.
3) الاهتمام بالزبون: يتجلى الاهتمام بالزبون من خلال العناصر التالية:
- هندام وملابس السائق والقابض: يتميز سائق وقابض المؤسسة العمومية للنقل الحضري ETUB بلباس موحد خاص توفره المؤسسة.
- معاملة السائق والقابض: نظرا لأهمية السائق والقابض فهم يمثلون المؤسسة في نظر الزبون حيث يتميز كل منهما باللباقة وحسن الاستقبال للزبائن ويتم اختيارهم عند التوظيف بعناية فائقة بحيث يمرون بنوعين من المسابقات في حسن السلوك والسيرة الذاتية.
4) الراحة : تتجل راحة الزبون والمستعمل لحافلةETUB من خلال :
- نظافة الحافلة: تلتزم إدارة المؤسسة خلية النظافة والتصليح والصيانة بغسل الحافلات وإجراء مراقبة تقنية بعد الانتهاء من العمل ودخول الحافلات إلى حظيرة المؤسسة كما تشدد الإدارة بعدم استعمال المذياع والموسيقى الصاخبة التي تزعج الركاب لضمان أكثر راحة لهم.
5) الأمن:
- طريقة السياقة : كما ذكرنا سابقا فإن الاختيار الجيد لسائقي الحافلات جعل من طريقة السياقة آمنة إذ لا يسمح للسائق بارتكاب الأخطاء في هذا المجال.
- المعدات الأمنية : تحتوي كل حافلات ETUBبدون استثناء على المعدات الأمنية اللازمة للمركبة من (علبة الأدوية، مطفأ الحريق،حزام الأمن ) .
6) الأثر البيئي :
نظرا لحداثة الحافلات ولونها الموحد فمنظرها محبب داخل المدينة كما أن الحافلات ذات مقاييس بيئة عالمية حيث أن عوادمها قليلة التلويث للغلاف الجوي وهذا ما يفسر ارتفاع تكلفتها وحتى بالنسبة للتذاكر المقدمة فتتميز بصغر حجمها وهذا حفاظا على الورق ويبقى الدور البيئي الذي تلعبه هذه الحافلات هو أهم ما يميزها عن الحافلات الخواص.
خاتمة :
عامة تعتبر المدينة تشكيلة من المراكز والنشاطات المختلفة التي يتفاعل مع العنصر البشري ،فهي تحتوي على تجمعات سكنية مستقرة وكبيرة ذات كثافة سكانية مرتفعة وغير متجانسة تنتشر فيها تأثيرات الحياة الحضرية.
إلا أن تميز سكان المدن بالاستقرار والكثافة العالية نج عنه خليط من استعمالات الأراضي المختلفة أدى إلى توطين مراكز النشاط ومختلف الوظائف ،من حيث موقعها ولا يمكن أن تؤدى هذه الوظائف بدون حركة الناس والبضائع ،لذلك نسجت هذه الاستعمالات لنفسها داخل المدينة شبكة من الشوارع والطرق المختلفة لإدامة التفاعل بينها، ولا يتحقق ذلك بدون توفر النقل ،فتولدت منه أنواع عديدة منها المجال الحضري،ويعتبر النقل الحضري للمسافرين أحد هذه الأنواع المرتبطة ارتباطا مباشرا بحياة الفرد الذي يسعى دوما لإدراجها في أولويات اهتماماته وذلك بغرض إشباع حاجاته.
لقد جاءت هذه الدراسة لتبحث واقع ووضعية شبكة النقل داخل الوسط الحضري لمدينة باتنة وواقع مستوى ونوعية خدمات النقل الجماعي المقدمة من طرف المؤسسة العمومية للنقل الحضري لسكان الوسط الحضري لمدينة باتنة ،وتحدد المؤشرات الكمية لشبكة الطرق بتحديد ومعرفة كثافة الشبكة ومدى ترابطها وتغطيتها لمختلف أحياء الوسط الحضري للمدينة، والمؤشرات النوعية بمستوى الخدمة لدى المتنقل في النقل الحضري بمدينة باتنة وهل تحسنت حقا كما هو شائع بعد دخول المؤسسة العمومية للنقل الحضري قطاع النقل إلى جانب الخواص ؟ .
انطلق البحث من هذه التساؤلات ليتم انجازه خلال مراحل عديدة بدأ بالقراءات الأدبية حول الموضوع إلى إخراج الفصول النظرية والتي تضم الدراسات السابقة لنوعية الخدمة في النقل الحضري ثم تليها الدراسة الميدانية التي حاولنا فيها إسقاط المفاهيم النظرية حول نوعية الخدمة المقدمة في النقل الحضري على حالتها في الواقع في مدينة باتنة ، وقد استعملنا لأجل بلوغ هذا الهدف المنهج الوصفي التحليلي باستخدام استمارة الملاحظة بنوعيها بالمشاركة و بدون مشاركة وقد تمخضت عن هذه الدراسة نتائج مهمة سبق تقديمها في متن هذا البحث والتي أعطت إجابة كاملة وافية عن الأسئلة المطروحة.
أما فروض البحث فكان الحكم عليها كالتالي: الفرض الأول الذي مفاده إن مؤشرات النقل والمواصلات بنوعيها الكمي والنوعي تلعب هاما في تنظيم الأوساط الحضرية وهذا ما يؤكده البحث،أما الفرض الثاني الذي مفاده : إن مؤشرات نوعية الخدمة المعتمدة من طرف الجمعية الفرنسية للمعياريةAFNOR والتي تضم ثمانية مجموعات تتمثل لدى المتنقلين بحافلات المؤسسة العمومية للنقل الحضريETUB في الوقت والراحة بالدرجة الأولى تليها المؤشرات الأخرى،إما بخصوص تحسن نوعية الخدمة بعد دخول المؤسسة العمومية للنقل الحضري مجال الخدمة فان البحث أكد أن هناك تحسنا كبيرا على مستوى نوعية الخدمة لكن كمية الخدمة المعروضة لا تلبي الطلب المتزايد للركاب، أما بالنسبة للفرض الثالث والذي مفاده أن المؤسسة العمومية تعمل جاهدة لتطبيق مؤشرات جودة خدمة النقل بهدف تحقيق رضى الزبائن وتحسين الخدمة من حيث الاستقبال الحسن للزبائن وتأمين الراحة والأمن داخل الحافلة والمحافظة على قانون الإدارة المعمول به في جميع الحافلات حول مدة الوقت واحترام المواقف ومع كل هذا يبقى تطبيق هذه المؤشرات داخل الوسط الحضري يعاني جملة من المشاكل النقائص التي تعاني منها المؤسسة العمومية للنقل الحضريETUB من حيث الخطوط ونقص الحافلات وعدم اتساع الطرق .
انطلاقا من الحقائق الملموسة في الواقع وتحليل المعطيات والمعلومات وحوصلة النتائج يمكن تقديم بعض الاقتراحات تساعد الأطراف المعنية في إيجاد بعض الحلول أو التقليص من حجم النقائص، وهي فيما يلي:
- إعداد دراسات تتضمن التنبؤ المستقبلي بالطلب وحجم الحركة وكل ما يتعلق بهذا القطاع من حاجات ومواد وغيرها للتخفيف من حدة الأزمة التي قد يواجهها القطاع.
- إعداد دراسات تتطرق بشكل موسع للمتاعب التي يتلقاها المسافرون خلال تنقلاتهم اليومية في المجال الحضري وذلك بهدف تحسين مستوى ونوعية الخدمة.
- إعادة توزيع مختلف المرافق الحيوية من وسط المدينة إلى الضواحي. - خلق خطوط حضرية جديدة تغطي المناطق المتضررة من نقص وسائل النقل،وربط مختلف الأحياء الرئيسية داخل المحيط الحضري لمدينة باتنة.
- إنشاء خطوط حضرية جديدة تربط مناطق الضواحي لبعضها البعض لتخفيف الضغط على وسط المدينة بهدف تقليص الاختناقات المرورية واختصار لمدة الرحلة.
- وضع نظام التكامل بين المحطة والمواقف.
- تجديد الهياكل القاعدية مثل الطرق والمحطات والمواقف وتجهيزها بالمرافق الضرورية والعمل على صيانتها.
المراجـــع
1 -المصادر:
01- الديوان الوطني للإحصاء المصلحة التقنية لولاية باتنة.
02- مديرية الأشغال العمومية لولاية باتنة .
03- المؤسسة العمومية للنقل الحضريETUB 2
- قائمة المراجع باللغة العربية :
1- هانز ادلر: "التخطيط في قطاع النقل و مشاريع النقل" ترجمة عبد القادر ولي بغداد1970.
2- د/عبد المحسن عبد الغني: " اقتصاديات النقل" جامعة البصرة،العراق،1979.
3- د/ مصطفى سليم فاضل:" تكلفة النقل و التوطن الصناعي في إفريقيا" القاهرة،.2001 .
4- د/سعد الدين عشماوي: "تنظيم و إدارة النقل" القاهرة،2007.
5- د/حيدر كمونه: أهمية قطاع النقل و المرور في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية- بحث منشور على التالي الرابط على موقع جريدة المدى
.
6- د/ صباح محمود محمد، المدخل في تخطيط النقل الحضري- مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع في عمان، الأردن 2002.
7- فهد بن خالد الفوزان/ قطاع النقل و دوره في التنمية الاقتصادية،دار النشر والتوزيع،الأردن .2003،
8- عمر وصفي مارتني و سلوى سقل: نظريات تخطيط المدن: جامعة حلب- كلية الهندسة المعمارية٬ حلب2000٬.
9- محمد توفيق سالم: هندسة النقل و المرور دار الراتب الجامعية، بيروت1985.
10- د .فارس بوبا كور ، محاضرات اقتصاد النقل و الإمداد ، جامعة الحاج لخضر باتنة 2011.
11- السيد عبد العاطي السيد،علم الاجتماع الحضري بين النظرية والتطبيق،دار المعرفة الجامعية،1997.
12- طاهر جاسم التميمي، عوادم وسائط النقل وعلاقتها بتلوث البيئة، مجلة المدينة العربية،العدد الثامن، الكويت،1983.
13- محمد صافتا ،فيصل قماش وعدنان عطية،المبادئ العامة لجغرافية المدن،دمشق،.2001 .
14- شريف محمد ماهر:تخطيط النقل وسياساته،الدار الجامعية الإسكندرية،2006.
15- محاضرات الأستاذ علي بن عباس: مقياس جغرافية النقل،2000.
16- زين العابدين علي: مبادئ تخطيط النقل الحضري،دار اليمامة للنشر والتوزيع، لبنان،2004.
17-عبد االله عباس الوادعي: عادل هاشم ألمقطري، عبد الصمد لولوا، ندوة التخطيط العمراني و قضايا الحركة و المرور و النقل في المدن العربية، المعهد ألعزلي لاغاء المدن، شبكة الطرق الرئيسية و مشاكل الحركة المرورية (تجربة مدينة صنعاء) من 13 -11 سبتمبر 2005 حماة السورية .
18- عبد الفتاح محمد وهيبة،جغرافية العمران،منشأة المعارف،الإسكندرية،1990.
19- محمد خميس الدوكة: جغرافية النقل و التجارة، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية ،2006.
20- سعيد عبده: أسس جغرافيةالنقل، دار وائل للنشر، الأردن ،2002.
21- عبد االله عباس الوادعي: عادل هاشم المقطري، عبد االله نونو،دار اليمامة للنشر والتوزيع،بيروت،2001.
22-- إياد أبو شوكت منصور، إدارة خدمة العملاء، الطبعة الأولى، دار كنوز للمعرفة العلمية و النشر و التوزيع، عمان الأردن 2008.
23- محمد رياض ، الطرق الفردية وشبكات النقل، دار النهضة العربية للطباعة والنشر،بيروت،2002.
24- طرافي عبد الوهاب،محمدي بلقاسم،تأثير نظام النقل على منطقة معزولة،مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة مفتش في النقل البري،المدرسة الوطنية لتطبيق تقنيات النقل البري،باتنة،ماي،2011.
قائمة المراجع بالغة الأجنبية:
1- JM Thomson- Modern transport economic ,London,1970.
2- Maurice Bernadette - le section de tran spo rt - Ed É conomique Presse Universités Lyon,2002.
3- J Pelletie r Ch D é fun te V ille e t U rban ism e dan s le m ode initiatio n au x études de géographie Masson Paris 1989.
4- Al en Berré : irenlpiri i eméneg m ni :l’ x mpl d méiri denl l l grandes métropoles régionales francaises.géocarfour,lyon ,françe,1980.
5- CETUR les arrêts de bus dans leurs contextes urbain France 1996.
6- Philip Kotler : marketin g m anagem en t 2em e éd ito n . P e rso n éducation P ar is Fran ce 2006 .
7- M : Marketing d es se rv ices (on ligne ). http : ep oto lio su pc o . A m ien s fr ljean - paignot/ Documents/ marketing% 20 de esrv ice PD F
8- Natalie Vanlaethem. Toute la foncti on marketing . Ed ito n Duno d : P a ris , France, 2005 .
9- Michel Langlois et Gérard Tocquer, Marketing des se rv ices , le défi relationne l. G aé tan M a rine : Canada 1992 .
10- Délégeain génér el le l el iéé Dé én ain d’ nd eei rl d l e aaa qualité des services du système de transport, Rapport fina le de la phase 01, France 2001.
11- Nathalie Maguin, la normalisation dan s les tran spo rts pub lics . Communication p résen tée lo rs de la jou rnée su r * la no rm a lisatio n dan s les transports publics* le 22/06/2005.
12- F.KUHN, et J.KAUV, la qualité de service des réseaux de transport rbe n. Sylièm d l’ nlai i neainel d l e r eh r eh l r l l irenl pir i l i aa leur sécurité, Accueil, France, 2002.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق