جبل الكرد " عفريــن " : دراســة الجغرافية
د. محمد عبدو علي
عفرین ... 2009
المقدمة :
ما دفعني للبحث في أصول التسميات في م.عفرين (جبل الكـرد)، هـو صـدور مجموعة كتب حول التسميات الجغرافية في سوريا ولبنان، وشملت أسـماء التجمعـات السكنية والمعالم الجغرافية الهامة.
وردت في تلك الكتب بعض الأسماء الجغرافية في منطقة عفرين. ورغم أن بعض تلك الأسماء كانت ذات أصول كردية واضحة وصريحة، إلا أنهـا ذكـرت كأسـماء سريانية-آرامية أو تركية أو فارسية...إلخ. فرأيت من الواجب العلمي والتـاريخي أن نعيد بعض الأمور التي تجانب الحقيقة إلى نصابها. إضافة إلى أنه موضوع ممتع وهام في الوقت ذاته.
واعتقد أن هناك فوائد أخرى هامة في التطرق لهذا الموضوع، وهو الوصول من خلال أصول الأسماء إلى معرفة المراحل التاريخية التي مرت بها منطقة جبل الكـرد وتنوعها الاثني في العهود المختلفة. فربما كانت الأسماء الجغرافية هو أصدق مؤشـر على ذلك في الفترات الزمنية القريبة على الأقل.
وخلال العمل في مجال الأسماء، ظهرت فكرة وضع بحث موجز عن الأوضـاع الجغرافية العامة والمناخية... لمنطقة عفرين، فجعلته الفصل الأول من الكتاب.
وقد جاء الفصل الثاني من الكتاب كدراسة وصـفية ومختصـرة لأبـرز معـالم وتضاريس منطقة عفرين بتسمياتها المحلية، وذكرت فيهـا أهـم المعـالم الجغرافيـة ومواقعها وبعض صفاتها وما يتعلق بها.
وقد وضعت اهتمامي خلال البحث في ثلاثة أمور أساسية:
الأول: التعريف بالتسميات الجغرافية القديمة في منطقة عفرين، لما في ذلك مـن فائدة للمهتمين بالعلوم الإنسانية، وأظنني زرت جميع قرى المنطقـة، وتعرفـت علـى معظم معالمها الجغرافية.
الثاني: الاستناد إلى أصول الأسماء الجغرافية القديمة، ومحاولـة الوصـول مـن خلالها إلى معرفة الشعوب التي اتصلت بهذه المنطقة عبر مراحل التاريخ، أو استقرت فيها وتركت فيها أثرا، ومنها بينها الأسماء الجغرافية.
الثالث: توثيق ما تعرض للتبديل والتغيير أو سوء التفسير فـي مجـال الأسـماء الجغرافية.
وقد اعتمدت في بحثي على ثلاث مصادر رئيسية:
1. المصادر الكتابية، وهي مذكورة في نهاية الكتاب.
2. سكان القرى، والأشخاص المهتمين بمثل هذه الأمور.
3. اجتهاداتي الشخصية، استنادا إلى قواعد اللغة الكردية من حيث لفـظ ومعـاني الأسماء، وذلك على غرار ما ذهب إليه الباحثون الآخرون في بيان معاني الأسماء.
وقد ساهم أستاذ مادة الجغرافيا السيد خالد ديكو بملاحظاته القيمة في إعداد الفصل الأول من الكتاب ومراجعة الأبحاث الأخرى. وله كل الشكر.
فأرجو أن أكون وفقت في ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق