التحليل المكاني لمدارس التعليم الابتدائي في مدينة الكوت
أ.م.د جبر عطية جودة
جامعة واسط ، كلية التربية - قسم الجغرافية
مجلة كلية التربية - واسط العدد الثاني عشر - 2012 - ص 271 - 268 :
المقدمة
يؤدي التعليم دوراً هاماً وأساسياً في بناء المجتمع من خلال تنشئة أبنائه نشأة صحية ، وبـذلك يكمـن الدور التي تقـوم بـه العائلة مـن حيـث تعلـيم الأبنـاء مبـادئ وقـيم المجتمـع الـذي ينتمـون إليه وبالتـالي إعدادهم لتحمل المسؤولية والعمل على تطوير وتنمية المجتمع .
يهدف البحث إلى دراسة واقع التعليم الابتدائي وتقييم المؤئرات التعليمية على وفق المعايير التخطيطية المعتمدة في بلدنا للوصول إلى واقع التعليم وهل أخذ بتلك المعايير أم أن العملية تجري بأساليب وطرق تمثل الواقع والتعرف بالموجود من المؤثرات التربوية سواء كانت كفوءة أم غير كفوءة .
تحــدد مشــكلة البحــث فــي التســاؤل الــذي يقــول هــل أن واقــع التعلــيم الابتــدائي يتماشـى مــع المعــايير التخطيطيـة الخاصـة بهـذه الخـدمات ؟ وهـل هنـاك تبـاين بـين واقـع الخـدمات والمعـايير التخطيطيـة التـي تمثل واقع مثالي آخر لا يمكن أن تقترب من المعايير الحالية الموضوعة .
إن الواقع التعليمي يظهر أن هناك تبايناً في مختلـف المعـايير التخطيطيـة والـذي يحـدد فرضـيات البحـث والتي تمثلت بتباين كفاءة التعميم الابتدائي ضمن قطاعات منطقة الدراسة والذي كـان انعكاسـاً لاخـتلاف أعداد البنايات وأعداد التلاميذ وبالتالي تباين كفاءة وإمكانات الملاكات التعليمية في الأداء الوظيفي لها .
يتضــمن البحــث ثلاثــة مباحــث تنــاول الأول منهــا دراســة تطــور ونشأة التعلــيم الابتــدائي مــن خــلال استعراض تاريخي مبينا تطور التعليم من خـلال ذلـك الواقـع والأرقـام المرتبطـة بـه ، أمـا المبحـث الثـاني تنـاول التوزيـع الجغرافـي للمـدارس ضـمن القطاعـات التـي تـم تحديـدها علـى وفـق توجـه التلاميـذ الـى مـدارس القطـاع وبالتـالي توصلنا الـى تحديـد نمـط التوزيـع الجغرافـي باسـتخدام تقنيـة الجـار الأقـرب ، و تنـاول المبحـث الثالــث تقيـيم كفـاءة المتغيــرات التعليميـة المتمثلة بأعــداد المـدارس والبنايـات وعــدد التلاميذ ومعدلهم في البناية الواحدة في الصف الواحد وللمعلم الواحد .
لقد كان من أهم النتائج التي توصل إليها البحـث هـو العجز الكبيـر فـي عـدد الأبنيـة المدرسـية وخاصـة ولا سيما في القطاعات الكبيرة الحجم بالسكان وبالتـالي كبـر حجـم وعـدد التلاميـذ فـي المدرسـة الواحـدة ، وكذلك تباين الكفاءة بالنسبة لمعدل عدد التلاميذ في البناية الواحدة وكذلك بالنسبة لمعدل عدد التلاميـذ في الصف الواحد ، وكذلك قلة معدل الملمم الواحد من التلاميذ والذي كـان نتيجـة لزيـادة عـدد المعلمـين عن العدد المطلوب والتي وصلت إلى 106 % في بعض القطاعات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق