كتابة خطة البحث
إعداد : فوزية بنت عبد العزيز التميمي
متطلب في مادة مناهج البحث العلمي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
مقدمة :
إن التخطيط إلى عمل من الأعمال هو الجسر الذي نعبر من خلاله للوصول إلى أهدافنا حيث يساعدنا على سرعة إنجاز العمل بالكفاءة المطلوبة، ويمنعنا من التخبط والعشوائية ويحافظ على الوقت والجهد والمال من الضياع واختيار الطرق المناسبة والملائمة لتحقيق الأهداف المنشودة وترتيب الأولويات ، ومعرفة جوانب القوة والضعف في أعمالنا .
ومن المسلم به أنه ما لم يتوفر للبحث مشكلة واضحة محددة ملحة تم اختيارها من مصادر مناسبة ، وروعي في اختيارها العديد من الأمور ، ووضعت لها الخطة السليمة ، فإن كل عمل يقوم به الباحث سيكون مشكوكا في قيمته ، فكيف يمكن أن نتصور قيام بناء جيد على أساس غير سليم ؟.
ومن المؤكد أن تحديد الفرد للمكان الذي سيصل إليه ، سيمكنه من تحديد الطرق التي سيسلكها وعندما ينوي بناء منزل فمن غير المعقول أن يقوم بإحضار مواد البناء قبل دراسة طبيعة موقع البناء ، وتقدير التكاليف ، ووضع مخطط تفصيلي قبل الشروع في التنفيذ .
وفي المقابل نتحدث عن باحث لم يخطط لبحثه ، فسيجد مشكالت وعقبات كثيرة سوف تعترضه أثناء عمله ، فالبد أن يقدم خطة إلجراءات بحثه بعد أن يختار مشكلة معينة لدراستها ، يُطلب منه تقديم خطة مقترحة للبحث وإعداد هذه الخطة يحتاج إلى تفكير ورؤية متبصرة للمشكلة ومجالها وأهميتها .
وقبل الشروع في الحديث عن ماهية خطة البحث ، وأركانها الرئيسة يجدر بنا الوقوف على اعتبارات معينة يجب مراعاتها قبل اختيار مشكلة البحث ، باعتبارها اللبنة الرئيسة في بناء البحث بشكل عام .
الاعتبارات الواجب مراعاتها قبل اختيار مشكلة البحث :
هناك عدة اعتبارات لا بد أن يراعيها الباحث المبتدئ قبل اختياره لمشكلة بحثه ، وترتبط هذه الاعتبارات بالجوانب التالية :
1. حداثة المشكلة :
يذكر محمد عبد الرزاق ، و عبد الباقي أبوزيد نقال عن (المناعي وعدس ، 2010 ، 105 ـ 107 ) يجب أن تكون المشكلة جديدة ومبتكرة ولم يسبق دراستها من جانب باحثين آخرين ، لكن هذا لا يعني أن جميع المشكلات التي سبق دراستها لم تعد جديرة بالبحث مرة أخرى . ففي ضوء التطورات المعرفية والثقافية تأخذ المشكلات التربوية أبعادا مختلفة ، ويعتبر تكرار بعض البحوث السابقة باستخدام تصميمات وأساليب وأدوات جديدة للبحث من الأعمال ذات القيمة العلمية .
2. يساعد في تحديد أهمية المشكلة وقيمتها بحث عدد من التساؤلات هي :
هل يحتمل أن تضيف نتائج بحث المشكلة شيئاً جديداً إلى المعرفة العلمية الحاضرة أو لها تأثير مباشر في الممارسات التربوية الحالية في ميدان التربية والتعليم ؟.
هل يحتاج المجال إلى دراسات من هذا النوع ؟ .
هل توجد نواحي نقص معينة في المعرفة الحالية ـ في مجال البحث ـ ويلزم إجراء بحوث لاستكمال هذا النقص ؟.
3. اهتمام الباحث بالمشكلة :
إن دراسة الباحث لمشكلة تحظى باهتمامه الشخصي تجعله أكثر مثابرة وصبراً واستمتاعا بالبحث حتى إتمامه ، وذلك لأن دافعيته وميله الذاتي للعمل يكون أكبر ، وتزداد احتمالات تحقيق النجاح في البحث ، ويتطلب هذا من الباحث أن يسأل نفسه أسئلة كالتالي :
هل موضوع البحث يشبع الميول والدوافع الحقيقية في نفسي ؟ .
هل دافعي واهتمامي بإجراء البحث هو مجرد رغبتي في الحصول على درجة علمية أو امتيازات أدبية ومادية ؟.
4. كفاية خبرات الباحث وقدراته على بحث المشكلة :
ينبغي أن يتوفر لدى الباحث المهارات والقدرات اللازمة لدراسة المشكلة وإتمام البحث ومن الأسئلة التي يمكن أن يوجهها الباحث لنفسه في هذا المجال ما يلي :
هل تتوفر لدي الخبرات الالزمة لدراسة المشكلة التي اخترتها ؟.
هل يتوفر لدي المهارات والقدرات اللازمة لدراسة المشكلة التي اخترتها ؟ .
ما هي المهارات والمعارف التي تنقصني لدراسة المشكلة ؟ .
ففي كثير من الحالات قد يختار الباحث مشكلة معينة لبحثها وبعد أن يقطع في بحثه جزءاً كبيراً يكتشف أن خبرته وقدراته البحثية لا تمكنه من دراسة المشكلة على الوجه الأمثل ، أو غير قادر على إنجاز الجوانب الإحصائية الخاصة بنتائج البحث وتفسيرها . ( إبراهيم وأبوزيد ، 2010 ،106).
5. توافر البيانات ومصدرها :
ينبغي أن يضع الباحث عند اختياره لمشكلة البحث مدى إمكانية الحصول على البيانات اللازمة لدراسة المشكلة ، فقد يكون الحصول على البيانات صعباً بسبب بعد مصادرها ، أو لاعتبارات سياسية أو اجتماعية . ولذا ينبغي أن يسأل الباحث نفسه من البداية أسئلة منها :
هل البيانات اللازمة للبحث يسهل الحصول عليها ؟ .
إذا كانت هناك صعوبات في الحصول على بيانات معينة ، فهل يمكن تحديد مشكلة البحث وجعله في حدود البيانات المتاحة والممكن توافرها ؟ .
6. الإشراف والوقت والتكلفة :
على الطالب أن يختار مشكلة بحثية يمكن أن يجد المشرف المتخصص في مجال هذه المشكلة . كما أن عليه ألا يختار مشكلة واسعة تحتاج إلى وقت طويل جدا لدراستها .
وبعد أن يختار الطالب مشكلة معينة لدراستها ، يطلب منه أن يقدم خطة مقترحة للبحث وإعداد هذه الخطة يحتاج إلى تفكير ونفاذ رؤية للمشكلة ومجالها وأهميتها . ( إبراهيم وأبوزيد ، 2010 ،107).
كتابة الخطة المقترحة للبحث :
وفي ذلك يقول ( مرسي) : " إن البحث الناجح هو الذي أجيد تخطيطه ، ويرجع فشل كثير من البحوث إلى أن الباحث تسرع في القيام ببحثه من جمع للمعلومات وقيام بالتجارب أو تطبيق لأدوات البحث أو معالجة البيانات بدون تصور واضح كامل لتفاصيل بحثه ".( إبراهيم وأبوزيد ، 2010 ،107).
وتؤكد ذلك (المناعي) بقولها : " إن خطة البحث ترشد الباحث إلى موقع بحثه وحدوده والأدوات التي سيستخدمها ، وتقدر له تكلفة البحث ومدته الزمنية ليس هذا فحسب بل إنها ترشده إلى المشكالت التي قد يصادفها بحيث يضع لها كامل الاحتياطات "( إبراهيم وأبوزيد ، 2010 ،107).
قائمة المراجع
1. ابن منظور، محمد ، مكرم . لسان العرب .بيروت ، دار صادر ، 1414هـ.
2. العساف ، صالح ، حمد . دليل الباحث في العلوم السلوكية . الرياض ، دار الزهراء ، 2010م .
3. الربيعة ، عبدالعزيز ، عبدالرحمن . البحث العلمي . الرياض ، ط4، 2006م.
4. ملحم ، سامي ، محمد . مناهج البحث في التربية وعلم النفس . عمان ، دار الميسرة ، 2006م .
5. أبو علام ، رجاء ، محمود . مناهج البحث في العلوم التربوية والسلوكية . القاهرة ، دار النشر للجامعات ، 2007م.
6. عطية ، محسن ،على . البحث العلمي في التربية .عمان ، دار المناهج ، 2009م.
7. القحطاني ، سالم وآخرون . منهج البحث في العلوم السلوكية . الرياض ، ط 3 ،2010م .
8. إبراهيم ، محمد و أبوزيد ، عبد الباقي . مهارات البحث التربوي . عمان ، دار الفكر ، 2010م .
9. قسم المناهج ، جامعة الملك سعود ، المملكة العربية السعودية . دليل كتابة خطة البحث التربوي . الرياض ، مطبعة الجامعة ، 2005م .
11. جامعة طيبة ، الملكة العربية السعودية . دليل كتابة رسائل الماجستير والدكتوراه . المدينة ، مطبعة الجامعة ،1427هـ .
أو
أو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق