طرق الموت السريع
بسببها مصر الأولي عالميا في حوادث المرور
الأهرام - تحقيق - 13 نوفمبر 2013 م : بسمة خليل
مسلسل نزيف الإسفلت لم ينته ولن يتوقف, بعد أن جعلنا نفقذ الأب أو الابن أو الأم في حوادث لا نعرف المتسبب الحقيقي فيها.. هل بالفعل هو العنصر البشري وعدم الالتزام بالقواعد المرورية أم سوء الطرق وعدم وجود عناية بتصميمها.
لذلك لابد من العمل علي ايجاد الحلول والاقتراحات ووضعها موضع التنفيذ للحد من هذه الحوادث أو على الأقل معالجة أسبابها والتخفيف من آثارها السلبية.
أكد الخبراء أن أسباب الحوادث واحدة رغم تنوعها وتعددها بين مسئولية العنصر البشري ممثلاً في السائقين وبين الطرق غير المطابقة للمواصفات وضعف الرقابة والقانون والجهل به أحيانا.
ويؤكد اللواء أحمد عاصم المنسق العام للاحلال المروري أن الدراسات العلمية أثبتت في الفترة الاخيرة ان أسباب حوادث الطرق تعود 80% منها إلى سلوكيات قائدي المركبات و12% منها إلى عيوب بالمركبة و1 الي2% عوامل جوية و5% عيوب هندسية لشبكة الطرق ويشير إلى أن سلوكيات قائدي المركبات السلبية تتمثل في الرعونة والإهمال والاستهتار واللامبالاة أثناء القيادة بالاضافة إلى عدم المعرفة وعدم الخبرة وكذلك عدم توافر النواحي النفسية واللياقة البدنية والصحية بوجه عام والتي يجب ان تتوافر أثناء الجلوس أمام عجلة القيادة وكلها اأسباب تعكس الصورة السلبية المؤدية في النهاية إلى حادث مروري قد يؤدي بحياته والآخرين.
واأضاف عاصم أن كل هذه الأسباب تسير في إطار عدم تفعيل القوانين المرورية الخاصة بالسرعات المقررة علي شبكة الطرق وقواعد وآداب المرور وقائد سيارة غير مقدر للمسئولية وقانون غائب ورجل مرور غير موجود والمحصلة دماء علي الإسفلت, ويرى أن سيارات النقل الثقيل ضرورة على شبكة الطرق مع الوضع في الاعتبار ضرورة تفعيل دور السكك الحديدية ودورها الأصيل في عمليات نقل البضائع من وإلى المواقع المختلفة لتخفيف الأعباء والضغوط والأحمال عن شبكة الطرق بشكل عام فلا شك أن الإهمال والنقل الثقيل يتسببان في تدمير الطبقة الإسفلتية مما يؤدي أيضا إلى وقوع الكثير من الحوادث وتعطيل وتوقف حركة المرور إضافة إلى الخسائر المادية العالية كنتيجة لأعمال تدمير الطريق وما يلازمها من إعادة الرصف والصيانة من وقت لآخر فكل هذه الأموال من الضروري مراعاة تحزيمها والحد منها من خلال الحفاظ علي شبكة الطرق وتنظيم حركة النقل وتفعيل دور السكك الحديدية وقيام رجال المرور بكافة الواجبات الوظيفية والتي تلزمهم بالعمل الجاد والحفاظ على أرواح المواطنين ولكن الشارع المصري مازال ينطق بالفوضي والإهمال مع الاحترام الكامل لكافة الجهود المبذولة لكن الإحساس والشعور العام لدي مستخدمي الطرق أن شبكة الطرق في مصر والقائمين علي تنظيم الحركة المرورية كمنظومة كاملة لا ترتقي لقامة المواطن المصري.
ويوضح الدكتور مجدي صلاح الدين أستاذ هندسة الطرق بكلية الهندسة جامعة القاهرة ان جزءاً كبيراً من حوادث الطرق سببها حالة الطريق نفسه لكنه لم يكن هناك دراسه واضحة لتأكيد نسبتها خاصة وأن التحقيق في حوادث الطرق لم يكن دقيقاً وإنما يمكن تقديرها بنسبة تقريبية تتراوح بين10 الي15% ويرى أنه أحيانا تصميم الطريق وأحيانا حالته قد يكونان سبب لوقوع الحوادث فهناك ما نسميه تجهيزات الطريق من ناحية السلامة المرورية وهي تتمثل في وجود اللافتات الإرشادية واللافتات التحذيرية وحواجز الأمان والفواصل وعلامات المنحنيات والعلامات الفسفورية (عيون القط) والحواجز الخرسانية والمعدنية وكلها هامة لحماية قائد المركبة وتلك العلامات إما غير متواجدة علي الطرق أو تسرق أو تكسر ولم يتم صيانتها ويؤكد أننا في حاجة إلى صيانة العديد من الطرق لتوافر الحد الأدني من الأمان بها.
أما بالنسبة لسيارات النقل فيرى أن مشكلتهم تتمثل في عدم الالتزام فسيارات النقل في جميع دول العالم تسير في اليمين أما في مصر مع كثرة نزلات الكباري ومطالعها العشوائية والسير في عكس الاتجاه زادت من تفاقم المشكلة ويضيف أن عدم تنفيذ القوانين وعدم الالتزام بقوانين المرور الخاصة بالسير يساعد من زيادة حوادث الطرق لذلك يجب فرض كمين ثابت لضبط المخلفات التي تتم ومتابعة حالة رصف وصيانة الطرق بصفة دورية, فعلى سبيل المثال الطريق الدائري يحتاج إلى متابعة دورية نظراً لسير السيارات النقل عليه فهو الطريق الوحيد المسموح لهم باستخدامه بالإضافة إلى أن حمولتهم من مواد بناء كرمل وزلط وإسمنت تتناثر علي الطريق لعدم تحميلها بطريقة صحيحة مما يتسبب في وقوع الحوادث ويشير إلى أهمية إضاءة بعض الأماكن الخطرة والرقابة المرورية من خلال توافر اكمنة متحركة تتفقد حالة الطريق بصورة دائمة ويري ان عدم تفعيل قانون سير سيارات النقل ليلاً للحد من وقوع حوادث ماهو إلا قرار سياسي خاصة إنها تنقل حمولات من الميناء فإذا تحركت ليلاً فعندما تصل إلى المكان الذي تنقل إليه البضاعة فستجده مغلق مما يعطل حركة التجارة إلى جانب حالة عدم الاستقرار الأمني الذي نعيش فيه فقد يتعرضون لسرقة حمولتهم خاصة أن نسبة كبيرة من سائقي النقل يعاني من الإدمان فإدمان مع حركة ليلية غير مؤمنة سيؤدي إلى وقوع كوارث كالسرقة والقتل, ويؤكد أن مصر تحتل المرتبة الأولي عالمياً في عدد الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق داعياً إلى تخصيص طرق للشاحنات وتشديد الرقابة علي السائقين وبخاصة بعد أن كشفت دراسة أن30% منهم يعاطي منبهات وأوضح أن المقطورات تعد سبباً رئيسياً وراء زيادة حوادث الطرق, حيث هناك أكثر من800 ألف شاحنة يضطر معظم سائقيها للقيادة عشر ساعات متواصلة لتسديد أقساطها مما يدفعهم لتناول المنبهات التي تؤدي إلى قلة التركيز وبالتالي فقد السيطرة كما دعا إلى تخصيص طرق للشاحنات مثل الدول الأوروبية وتوفير الرعاية الصحية وتدريب السائقين وخاصة أن97% من نقل البضائع يتم عبر الطرق البرية ودعا المستثمرين إلى التدخل ودعم نقل البضائع جواً أو بحراً لتخفيف العبء على الطرق.
وتشير الدكتورة سوسن فايد أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية إلى أن هناك حزمة من العوامل التي تؤثر في سلوكيات المواطن وتدفعه للتعرض للحوادث فضعف ثقافته وأميته وعدم إدراكه لقواعد المرور السليمة وعدم التزامه بقوانينها وعدم صحوته أثناء القيادة وعدم التزامه بالإشارات واللافتات وفي أغلب الأحيان تكون أسباب الحوادث المرورية تعب وإرهاق السائق وانشغاله عن القيادة وعدم التقيد بأنظمة المرور والتهور في القيادة وعدم صيانة السيارات و أحوال الطريق أو أحوال الطقس وتتمثل مسئولية العنصر البشري في المشكلات المرورية عن طريق تجاوز السرعة المحددة ونقص كفاءة السائق,المخالفات المرورية والقيادة في ظروف مناخية سيئة أو القيادة في حالات نفسية وانفعالية قوية كلها مجازفات تقودوه إلى إحداث كارثة قد تؤدي بحياته وتضيف أن هناك بعض الأموار الأساسية التي يجب أن يلتزم بها المواطن أثناء القيادة وهي السير بسرعة محددة والكشف عن سلامة السيارة خاصة الإطارات والبعد عن تعاطي المخدرات أثناء القيادة خاصة وأن الطبقة الأقل تعليماً ترى أن تعاطي المخدرات يشعره برجولة أكبر حتى يستطيع الاندماج في السلوك الجماعي ويصبح مثله مثل أصدقاؤه لا يقل عنهم في شيء كذلك تدني مستواه الثقافي يشعره أن تناول المخدرات يخفف عليه وطات المشاكل والألم التي يتعرض لها في حياته اليومية.
وتقترح بعض الحلول لتفادي وقوع حوادث علي الطرق مثل الإهتمام بتدريس منهج التوعية المرورية في جميع المراحل التعليمية وتدعيم النشرات التلفزيونية والإذاعية الخاصة بالأحوال المرورية عن طريق خبير مروري يشرح للجمهور آداب القيادة الآمنة أو السلوكيات المرورية السليمة, وكذلك تنمية الوازع الديني لدي الشباب والذي يدعو بالالتزام بالسلوكيات المنضبطة والايجابية وبين سلوكيات استخدام الطرق وأيضا إقامة معارض للتوعية المرورية داخل المدارس أو الجامعات والنوادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق