التسميات

الأحد، 14 أغسطس 2016

ماضي الجيولوجيا وحاضرها في سورية


ماضي الجيولوجيا وحاضرها في سورية ..

الباحثون العدد 69 أذار 2013 - بقلم: منذر ندور

   تعتبر الجيولوجيا Geology ركناً أساسياً من أركان علوم الأرض المختلفة (Earth Science)، ومن خلالها يتم استكشاف خامات الأرض المختلفة، التي هي عماد الحضارة الصناعية التي تنعم بها البشرية في الوقت الحاضر. ولا بد من الإضاءة على ماضي الجيولوجيا وحاضرها في سورية بدءاً من أول عمل جيولوجي نُفذ.
بدأ العمل الجيولوجي في سورية ببداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر، معتمداً في مراحله الأولى على البعثات العلمية التي قدِمت إلى سورية بغرض البحث العلمي، واستمر حتى الآن بعطاءات مميزة للكوادر الوطنية في فترة السبعينات من القرن الماضي.
   ويمكننا أن نقسم العمل الجيولوجي في سورية إلى خمس فترات زمنية هي:
الفترة الزمنية الأولى: تمتد بين أعوام 1864-1925( عمل البعثات العلمية الأوربية).
الفترة الزمنية الثانية: تمتد بين أعوام 1926-1957 (فترة ظهور النفط في الشرق الأوسط).
الفترة الزمنية الثالثة: تمتد بين أعوام 1958-1966 (مسح كامل أراضي الجمهورية العربية السورية جيولوجياً بمقياس 1200 ألف وبعض المناطق (الرقع) بمقياس 150 ألف "العقد944").
الفترة الزمنية الرابعة: تمتد بين أعوام 1966-1969 (تأسيس وتنظيم العمل الجيولوجي في سورية). 
الفترة الزمنية الخامسة: ما بعد عام 1970.
وسأقدم لمحة موجزة عن كل فترة من الفترات الزمنية الخمس.

1- الفترة الزمنية الأولى: "عمل البعثات العلمية " قدّم L.Lartet عام 1964-1984أول ورقة علمية جيولوجية عن سورية، وصف فيها مورفولوجية الانسكابات البركانية المنتشرة في جنوب غرب سورية، إضافة إلى دراسة بعض التكشفات البيتومينية في المنطقة، ودراسات أخرى. كما درس كل منC.Diener وF.Noetling عام 1866-1877 وO.Fraasعام 1877-1878 ستراتيغرافية الجوراسي والكريتاسي في سلسلتي لبنان الغربية والشرقية، وحدد طابق Bathonian وطوابق أخرى للجوراسي الأعلى في جبل الشيخ. وقدّم الجيولوجي الألماني بلانكنهورن M.Blanckenhorn مجموعة من الأوراق العلمية الجيولوجية في الفترة مابين 1890 و1940 عالجت:
• صخور الباليوجين والنيوجين في السلسلة الساحلية. وأعاد عمر الصخور المنتشرة في وادي نهر الكبير الشمالي إلى البليوسين Pliocene. وقدم أول خارطة جيولوجية لمنطقة نهر الكبير الشمالي.
• الصخور السربنتينية وصخور الغابرو المنتشرة شمال غرب خط اللاذقية – كلس، واعتبرت هذه الدراسة هامة جداً من قبل الباحثين لاحقاً. كما اعتقد بأن الحركات التكتونية العمودية على طول الفالق الغربي، أدت إلى الاندفاعات البركانية، والتي تعود أعمارها إلى العصر الرابع. وبقيت لمعلوماته الباليونتولوجية أهمية ودلالات علمية كبيرة.
كما درس L.Kober عام 1915-1925 المنطقة الواقعة في شمال غرب سورية، ورأى أن البنيات المنتشرة في المنطقة الغربية من سورية ولبنان هي بنيات مطوية ترافقت مع حركات تكتونية حدثت في جبال طوروس، ووضع لها مخططاً بنيوياً. كما وضع كوبر حداً جيولوجياً بين القبة والمنطقة المطوية (منطقة الطي) على طول الامتداد بين وادي نهر قره صو ونهر العاصي. واعتبر مجموعة الصخور الخضراء كتلة تحميل Over Thrust Mass.

2- الفترة الزمنية الثانية (فترة ظهور النفط في الشرق): والتي تميزت بالأعمال والدراسات الجيولوجية المنهجية من قبل جيولوجيين فرنسيين بشكل خاص، وأعمال باحثين أجانب، وشركات أجنبية ومحلية مختلفة بشكل عام. وقد أكد E.Krenkel )1924-1940)على نظرة بلانكنهورن، بأن الأجزاء الرئيسية من التشكيلات السورية اللبنانية ترافقت مع الحركات التكتونية التي حدثت على طول الفالق الغربي، كما أن الحركات ذاتها أدت إلى الاندفاعات البازلتية التي تعود إلى العصر الرابع، وتوافقت نظرته مع رؤية كوبر L.Kober بنظرية البنيات المطوية الموجودة في المنطقة الغربية من سورية ولبنان، كما بَيَّن أن القوس السوري (الجزء الأمامي من منظومة Dinarides-Tourous)، تَشكَّل نتيجة لضغط الجزء الإفريقي. وقدم R. Zumoffen عام 1926 معلومات ستراتيغرافية عن سلسلة لبنان الشرقية، وقدم Passemard فكرة عن تقطع مصاطب نهر الفرات. وأعطى G. Tyrrel عام 1930 معلومات بتروغرافية ومورفولوجية للانسكابات البركانية في جنوب غرب سورية. ودرس T Jacquet عام 1933 عيّنات مستحاثية جمعها من نهر الكبير الشمالي ونسبها إلى عمر التورتونيان Tortonian. ورفعت M-me M. Cizancourt عام 1934 مقطعاً جيولوجياً في الجزء الشرقي من وادي الصواب، حددت من خلاله طبقات البالوجين والميوسين الأسفل، وميّزت من خلال دراستها الباليونتولوجية الميوسين الأوسط Middle Miocene والأوليغوسي.Oligocene في الفترة الواقعة بين عام 1933 و1979 وأصدر لويس دوبرترية L. Debarret ثلاثة عشر مجلداً من الموسعة العلمية عن الشرق الأوسط تحت عنوان:
" وثائق ومذكرات عن جيولوجية الشرق الأوسط"
وقد كان المجلد الرابع عشر قيد الإصدار، حين وافته المنية أثناء حضوره الدورة الختامية للمؤتمر الجيولوجي العالمي، الذي عقد في موسكو (24 تموز 1979). ويعتبر هذا المجلد من المجلدات الهامة، وهو يتضمن بحوثاً عن تكتونية الشرق الأوسط والجزيرة العربية وانهدام البحر الأحمر- طوروس، وقد بلغ النتاج العلمي المنشور قرابة المئة، إلى جانب المذكرات والتقارير الفنية العديدة غير المنشورة. وقد نفذت المجموعة التي يترأسها لويس دوبرترية L. Debarred والتي تضم جيولوجيين وباليونتولوجيين، أعمال مسح جيولوجي لسورية ولبنان، كان أولها خارطة جيولوجية بمقياس1مليون، نشرت عام 1939، وأعيد نشرها خلال (1941 و1943 و1945) بعد أن أدخل عليها معلومات إضافية هامة. أرفقت بمذكرة جيولوجية توضيحية، أظهرت الخصائص والصفات الجيولوجية لسورية ولبنان. وقدم خارطة جيولوجية للشرق الأوسط مقياس 12 مليون. وقدمت مجموعة العمل عام 1945 خارطة ليثولوجية مقياس 1مليون لسورية ولبنان، وفي الفترة (1941-1943) وضعوا خارطة ليثولوجية للمناطق الساحلية بمقياس 1500 ألف، توضح النماذج الصخرية المنتشرة في المنطقة الساحلية. وقدم لويس دوبرترية L Debarret والمجموعة المساعدة (فوتران H. Vautran، ويتزل R. Wetzel، كيلر A. Keller، وهيبروك F Heybroek وآخرون) خرائط جيولوجية جيدة بمقاييس كبيرة (مقياس150 ألف و1200 ألف) لبعض المناطق التي تغطي مساحات من لبنان وسورية منها خريطة الزبداني مقياس 150 ألف (1949)، وخريطة رياق بالمقياس السابق (1950)، والمنحدرات الجنوبية الغربية لمنطقة الكردداغ بمقياس 150ألف (تم البدء بهذه الخارطة عام 1945 واستمر العمل بها حتى نهاية الخمسينات من القرن الماضي). كما وضعوا خرائط جيولوجية بمقياس 1200 ألف مع مذكرات توضيحية لمنطقة جرابلس (1941)، وأنطاكية (1953)، وبيروت (1954). كما نشر دوبرترية في عام 1955 عدداً من الخرائط الجيولوجية للبنان، وأصدر الخريطة الجيولوجية للجزء الشمالي الغربي من رقعة اللاذقية- حماة، والجزء الغربي من سورية بمقياس 150 ألف. ونشر H Vautrrin عام 1934 ورقتين علميتين عن سورية، الأولى عن المشاكل البنيوية للحرمون، واعتقد بأن سلسلة الحرمون ما هي إلا نجدٌ تَشكَّل بفعل فوالق البحر الميت، وليست طية محدبة وفق ما ذكر بلانكنهورن. أما الثانية فقد كرست لستراتيغرافية الجوراسي في الحرمون، وكان أول من ميز الجوراسي الأسفل( ؟) والأوسط في الجزء المركزي من جبل الشيخ. ودرس J. Bourcart الرسوبيات الشاطئية العائدة لعمر النيوجين، وأيضاً تاريخ الإنسان Athropogeene، وأول من برهن على وجود الميوسين في المنطقة المجاورة لمدينة اللاذقية ورأس البسيط، متمثلاً بالصخور الكلسية، واعتقد أيضاً بأن جزءاً من هذه الصخور تعود إلى العصر الرابع. وقام Perves. M خلال أعوام 1946-1948 بجمع ودراسة الأدوات الصوانية في مواقع عديدة من سورية (المصطبة الفراتية الثانـية على بعد 5 كم مـن مدينة دير الزور، وأيضاً في جنوب الضمير ونهر الخابور)، التي دلت من خلال أشكالها على أنها تعود إلى العصر الرابع الأعلى. ودرس V.Stehepinsky عام 1947 الحدود بين السطيحة العربية ومنطقة الطي، على طول خط اللاذقية-كلس. ووصف E.Vaumas عام1947-1948 بنيات سلسلتي لبنان الشرقية والغربية ووادي البقاع بشكل منفصل، واعتبرهما طيات غير متناظرة، وإن بنية وادي البقاع ما هي إلا بنية مقعرة أكثر من كونها بنية انهدامية، وعالج من خلال نشراته العلمية التسع (1953- 1958) المشاكل الجيومورفولوجية والجيولوجية للعصر الرابع، وعالج أيضاً البركنة الحديثة في سورية والمناطق المجاورة. وقدم C.Chenevart عام 1950 معلومات عن تتابع صخور الكريتاسي الأعلى وتوزع ثخانتها في السلسلة التدمرية، كما وصف عدداً من المقاطع الجيولوجية فيها دون أن يضع تقسيمات لها، ووضع خريطة تساوي السماكة لطبقات السينونيان. وفي عام 1951 قدّم G.Renouard معلومات عن الجوراسي في سلسلة لبنان، وأثبت وجود الجوراسي الأوسط فيها، كما توقع وجود الجوراسي الأسفل، وعمل مضاهاة بين تشكيلات الجوراسي في سلسلة لبنان وسلسلة الحرمون.
في نهاية الخمسينات نفّذت شركة Geostrativaria اليوغسلافية أعمالاً استكشافية عن المياه، وقامت بحفر العديد من الآبار وجهزت عدة محطات ضخ. كما نفذت شركات جيولوجية أخرى أعمال التنقيب عن الثروات المعدنية بشكل عام وعن النفط بشكل خاص، نذكر على سبيل المثال لا الحصر شركة نفط العراق (1934-1950)، وشركة منهل عام 1956 التي عثرت على نفط تجاري لأول مرة في سورية، ومنحت شركة كونكورديا الألمانية حق التنقيب عن النفط في محافظتي الحسكة ودير الزور بموجب المرسوم 816 لعام 1958 بعد أن تمكنت من اكتشاف النفط في حقل السويدية.

3- المرحلة الثالثة: (مسح كامل أراضي الجمهورية العربية السورية جيولوجياً بمقياس 1200 ألف وبعض المناطق (الرقع) بمقياس 150 ألف "العقد944"): تم التعاقد مع شركة تكنو اكسبورت السوفييتية لتنفيذ أعمال جيولوجية وجيوفيزيائية وبالينتولوجية وبتراغرافية ومخبرية مختلفة لكامل أراضي الجمهورية العربية السورية. وكان الهدف من هذا العقد ليس فقط لحل المشاكل الستراتيغرافية والبنيوية، بل تعدى ذلك إلى تقديم توصيات، ومقترحات، وتوجيهات مستقبلة للعمل الجيولوجي في سورية، وخاصة في مجال أعمال التنقيب عن الثروات المعدنية واللامعدنية المنتشرة في أراضي الجمهورية العربية السورية. واعتمدت المجموعة في دراساتها على كافة الأعمال والدراسات الجيولوجية والمخبرية، والبحوث العلمية المتوفرة عن سورية والمناطق المجاورة. وأنجزوا مسح جيولوجي ووضعت خرائط جيولوجية مقياس 1200 ألف لكافة أراضي سورية. ومسح جيولوجية بمقياس 150 ألف للمناطق الهامة والمأمولة بالخامات المعدنية واللامعدنية (كردداغ، عفرين، البسيط، الزبداني). أرفقت هذه الخرائط بمذكرات إيضاحية. نتج عن هذه الأعمال مجمـوعـة مـن الخـرائط بمقياس 1500 ألف و1مليون ترافقت أيضاً بمذكرات إيضاحية. إضافة إلى ذلك نفذت الشركة أعمالاً استكشافية لبعض المواقع الاقتصادية، وقدمت دراسات تفصيلية لها من أهمها:
• الحديد في منطقة عفرين.
• الفوسفات في السلسة التدمرية.
• الرمال الكوارتزية في السلسة التدمرية.
• الملح الصخري في منطقة الهرموشية.
وبموجب العقد رقم 928 نفذ الخبراء الروس الدراسات الجيوفيزيائية التالية:
1- مسح جوي مغناطيسي بمقياس 1200 ألف لكامل أراضي الجمهورية العربية السورية.
2- مسح ثقلي بمقياس 1200 ألف لكامل أراضي الجمهورية العربية السورية.
3- مسح اهتزازي للجزء الشمالي الغربي من سورية، وهو الجزء الأكثر مأمولية لخام البترول والغاز. 
كما تم كشف بعض المكامن النفطية، نتيجةً لأعمال الحفر الاستكشافي التي نفذوها، وفي نهاية الأعمال والدراسات الجيولوجية المختلفة قدموا توصيات هامة للبحث والتنقيب عن أنواع متعددة من خامات مواد البناء والصناعة.

4-الفترة الزمنية الرابعة (تأسيس وتنظيم العمل الجيولوجي في سورية): بدأت هذه الفترة بعودة المختصين الوطنيين بالجيولوجيا وعلوم الأرض من الغرب بشكل خاص، ومن مختلف بلدان العالم، حاملين علومهم بغرض الارتقاء بهذه العلوم وتقديم ما يتوجب عليهم لرفع الدرجة العلمية والاقتصادية. وكان أول من أعطى في هذه الفترة أ.د. ميخائيل معطي حيث وضع عام 1967 تشكيلات للكريتاسي في السلسلة الساحلية (باب جنة، عين البيضة، جدار صلنفة، باب عبد الله)، اعتمدت لاحقاً في أعمال المسح الجيولوجي في السلسلة الساحلية الذي نفذها الكادر الجيولوجي الوطني.
صدر عام 1964 المرسوم التشريعي رقم 132 الذي حظر منح الترخيص لأعمال التنقيب والاستثمار للشركات الأجنبية وحصرها بالدولة. وعلى إثر ذلك أحدثت وزارة النفط والثروة المعدنية (المرسوم التشريعي رقم 139 تاريخ 26/1/1966 المعدّل بالمرسوم التشريعي رقم 121 تاريخ 19/5/1970) باسم "وزارة النفط والكهرباء وتنفيذ المشاريع الصناعية"، وألحقت بها مديرية الأبحاث الجيولوجية والثروة المعدنية (التي كانت تتبع لوزارة الصناعة باسم مديرية المناجم والمقالع)، كما ألحقت بها الهيئة العامة لشؤون البترول (المشكلة بالقانون رقم 167 لعام 1958)، وأعطيت لها صلاحية القيام بأعمال التنقيب والإنتاج للنفط ومهام أخرى في مجال التكرير والنقل وشراء المشتقات النفطية، وفي عام 1974 انفصلت وزارة الكهرباء عن وزارة النفط وعدل اسمها وأعطي اسم "وزارة النفط والثروة المعدنية". وصدر المرسوم التشريعي رقم (133) لعام 1964 المتعلق باستثمار الثروة المعدنية والبترولية في أراضي الجمهورية العربية السورية. وأحدث معهد المهن النفطية والمعدنية بحمص بموجب المرسوم التشريعي رقم 251 لعام 1969 مهمته إعداد الاختصاصيين في مجال النفط والثروة المعدنية. وفي عام 1959 وضعت مصفاة حمص بالعمل.

5-الفترة الزمنية الخامسة: (ما بعد عام 1970): شهدت هذه المرحلة نشاطاً جيولوجياً كبيراً، بدءاً من إحداث شركات تهتم باستثمار وتطوير احتياطي الثروات المعدنية والنفطية، وتسويقها، كما ارتفعت وتيرة العمل الجيولوجي الوطني، وبدأت الدراسات الجيولوجية والجيوكيميائية والجيوفيزيائية والدراسات التبريرية للثروات المعدنية والنفطية من قبل الكادر الوطني..إلخ. ففي عام1970 أحدثت الشركة العامة للفوسفات والمناجم بموجب المرسوم رقم (122)، بمدينة حمص. ونظراً لمركز الفوسفات الهام في الصناعة، من خلال الدور البارز الذي تلعبه الأسمدة الفوسفاتية بأنواعها واستعمالاتها المتزايدة. أوكل مهمة إنتاج واستثمار خامات الفوسفات والقيام بأعمال تركيزها وأيضاً استثمار خامات الملح والرمال الكوارتزية. وإنشاء المصانع اللازمة لإنتاج خامات الفوسفات المركزة. وإدارة وسائط النقل العائدة لمشاريع الشركة وأرصفة الشحن في المرافئ للمواد التي تصدرها، وإجراء جميع العقود والاتفاقات اللازمة لممارسة مهامها في مجالات الإنتاج والاستثمار والتسويق. أتبعت الشركة عام 1979 للمؤسسة العامة للجيولوجية والثروة المعدنية. وفي عام 1970 انتقلت ملكية الشركة العامة للإسفلت (التي أُسست عام /1927/ كشركة مساهمة فرنسية ذات امتياز) للدولة بموجب المرسوم التشريعي رقم /21/، وأتبعت للمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية عام /1977/، وحدد مركزها في مدينة اللاذقية. وأنيط بها استخراج واستثمار إسفلت الكفرية والبشري، وإنتاج المطحون والمعجون الإسفلتي والقيام بأعمال عزل الأسطحة، والشركة تستثمر الصخور الإسفلتية من مكمن الكفرية /اللاذقية/، ومكمن البشري /دير الزور/. بعدئذٍ تأسست الشركة السورية لنقل النفط عام 1972 بموجب المرسوم رقم (46) الذي يقضي بتأميم جميع ممتلكات شركة نفط العراق داخل الأراضي العربية السورية، بموجبه أصبحت خطوط الأنابيب ومحطات الضخ والإنشاءات والتجهيزات بما فيها المصب البحري في بانياس بإدارة الشركة السورية لنقل النفط (سكوت). وفي عام 1974 أحدثت الشركة السورية للنفط بالمرسوم التشريعي رقم (9). وأنيط بالشركة جميع الأعمال الرامية إلى تنفيذ كل ما يتعلق بالبحث والتنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما بالقطر، وتنفيذ المسح السايزمي وأعمال الحفر الاستكشافي، وبناء محطات فرعية ورئيسية ومد خطوط النقل الداخلية، والأعمال المساعدة، مثل إجراء عمليات التحسين عليها وصيانة الآبار النفطية والغازية وغيرها، وتطوير الاكتشافات المتحققة من النفط والغاز، واستخدام التقنيات الحديثة في صناعة استخراج النفط، إضافة إلى وضع شركات عقود الخدمة لحقوقها المكتشفة بالاستثمار، وقد ساهم ذلك بشكل فعال في تحقيق الهدف الأساسي للشركة لتأمين احتياجات القطر من النفط الخفيف والثقيل والمكافئ، لتلبية الطلب الداخلي على الطاقة وكذلك تأمين فائض نفطي متاح للتصدير للمساهمة الفاعلة في عملية التنمية الشاملة بالقطر. وفي عام 1975 أحدثت شركة مصفاة بانياس بالمرسوم الجمهوري رقم (1035). مهمتها تكرير النفط الخام السوري وإنتاج المشتقات النفطية لتغطية السوق المحلية وتصدير الفائض إلى الأسواق المجاورة والعالمية.
في عام 1977 أحدثت المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية بالمرسوم رقم (136)، لتكون المركز الرئيس لعلوم الأرض في القطر العربي السوري. وأتبعت لها شركات قطاع الثروة المعدنية (الشركة العامة للفوسفات والمناجم، الشركة العامة للإسفلت ثم أتبع لها الشركة العامة لاستثمار الرخام وأحجار الزينة والجص بعد أن أحدثت عام 1982). أنيط بالمؤسسة القيام بأعمال المسح الجيولوجي والجيوبيئي في أراضي القطر ومياهه الإقليمية، التنقيب بكافة الوسائل الجيولوجية والجيوفيزيائية والجيوكيميائية والمخبرية وأعمال الحفر الآلي والتعديني واختبارات تركيز ومعالجة الخامات ودراسة جدواها الاقتصادية، والقيام بالدراسات الاقتصادية والتبريرية لمكامن الفلزات المكتشفة وفئات الثروات المعدنية الأخرى، والتنقيب عن المياه الجوفية للأغراض الصناعية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المحلية الأخرى، وإنشاء مركز لتوثيق كافة المعطيات والوثائق العلمية، وتبادل المعلومات العلمية المتعلقة باختصاصات المؤسسة مع المعاهد والمؤسسات والإدارات المحلية والدولية، والمـشاركة في المؤتمرات الخاصـة بالعلوم الجيولوجيـة والجيوفيزيائية والثروة المعدنية، وتقديم كافة الخدمات المتعلقة باختصاصها للغير داخل القطر وخارجه، وتنفيذ وتطوير القوانين والأنظمة المتعلقة بالمناجم والمقالع النافذة المفعول، ويجوز للمؤسسة استثمار واستخراج المواد المنجمية والمقلعية بما لا يتعارض مع اختصاصات الجهات الرسمية الأخرى وذلك بإنشاء شركات مختصة. وفي عام 1982 أحدثت الشركة العامة للرخام وأحجار الزينة والجص بموجب المرسوم رقم (2317) وأتبعت للمؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية. ويتبع للشركة ثلاثة معامل (رخام اللاذقية، رخام دمشق، جص اللاذقية). أنيط بالشركة مهام إجراء جميع الدراسات والبحوث والتجارب والتنقيب واستخراج واستثمار وتصنيع وبيع وتوزيع المنتجات المستخرجة ونصف المصنعة والمصنعة داخل القطر وخارجه. عام 1985 أُحدث في المؤسسة مركز للرصد الزلزالي مؤلف من محطة مركزية و57 محطة فرعية موزعة على كافة أنحاء القطر بهدف تخفيف مخاطر الزلازل، وتسجيل كافة الأحداث الزلزالية وتحليلها وتفسيرها وإسقاطها على الخرائط المناسبة لمعرفة توزعها ومطابقتها مع الوحدات البنيوية المحلية والإقليمية على مدار الساعة، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتعزيز الاتصالات والعمل المشترك مع مراكز الرصد النظيرة العربية والعالمية، والاستمرار بإصدار النشرات الخاصة عن الأحداث الزلزالية، ووضع خارطة التمنطق الزلزالي في سورية.
عام 1985 تأسست شركة الفرات النفطية، كشركة سورية مساهمة (شركة عاملة) تقوم بدور الوكيل عن الشركة السورية للنفط والشركاء الأجانب، الممثلين حالياً بشركتي شل وبترو كندا وفقاً لأحكام عقود الخدمة. تتولى الشركة تنفيذ وتسيير عمليات التطوير والتنمية للحقول التي اكتشفت من خلال فعاليات التنقيب بعقود (دير الزور، الشام، الملحق الرابع)، وكذلك تشغيل معمل معالجة الغاز وخط نقل الغاز (اتفاقية استثمار الغاز الطبيعي)، وتقوم بعمليات إنتاج النفط من تلك الحقول وتسليمه إلى (T2)، مقرها دمشق. وأحدثت أيضاً شركة دير الزور للنفط عام 1990، كشركة سورية مساهمة بموجب عقد الخدمة المصدق بالقانون رقم 27 لعام 1988 الموقع بين الشركة السورية للنفط وشركة ألف هيدروكاربور سورية، لتقوم بتنفيذ وإدارة أعمال الاستكشاف والتطوير وإنتاج النفط وفقاً لأحدث التقنيات والأساليب المتطورة في صناعة النفط والغاز، وإن استخدام المسح السيزمي ثلاثي الأبعاد بدلاً من ثنائي الأبعاد باستعمال تكنولوجيا المعلوماتية وإجراء عمليات المعالجة والتفسير للمعطيات الجيولوجية الحقلية، تساعد على إجراء دراسات هامة في تعيين وتفسير أسرع للتراكمات الهيدروكربونية والمصائد النفطية المعقدة من الناحية التركيبية وإعداد الخرائط اللازمة والضرورية، والحصول على تقييم أكثر دقة لطاقاتها التخزينية.
أما في مجال الأعمال الجيولوجية ودراساتها، فقد قدمت الوحدة المهنية في جامعة (أ.د.معطي، أ.د.مالح) عام 1983 تقسيمات جيولوجية جديدة للتشكيلات في السلسلة التدمرية، اعتمدت وطبقت من قبل الجيولوجيين الوطنيين في أعمالهم أثناء عملية مسح السلسلة التدمرية جيولوجياً بمقياس 150 ألف. أنجز في الفترة ما بين 1975-2000 مسح جيولوجي لكامل السلسلة الساحلية ومنطقة الغاب وأجزاء من جبال القلمون وشمال دمشق وجنوبها والسلسلة التدمرية والمنطقة الجنوبية البركانية بمقياس 150 ألف، ووضعت خرائط جيولوجية أرفقت بمذكرات إيضاحية. وأجريت عمليات تنقيب عن الثروات المعدنية (خامات الفوسفات، الحديد، الملح الصخري، الإسفلـت، الرمال الكوارتزية، الصخور شبه الرخامية وأحجار الزينة، الزيوليت، السجيل الزيتي، الغضاريــات والجص والانهدريت، خامات صناعة الإسمنت، الكبريت، المعادن السوداء والملونة والثمينة، التريبوليت، صخور النيفيلين سيانيت، صخور التراخيت، التمعدنات الهيدروترمالية والفلزات عميقة المنشأ (غارنت، بيروكسين، المنيت، كروم سبينيل)،. وأجريت دراسات فنية واقتصادية (دراسات تبريرية) لبعض الخامات المعدنية واللامعدنية ("دراسة استخراج، وتصنيع الجص باللاذقية، وجيرود، والرقة عام 1977"- "دراسة لاستثمار الرمال الكوارتزية، والصخور الكلسية، لصناعة البلوك الرملي الكلسي عام 1979"- "دراسة لاستثمار الصخور الرخامية، وشبه الرخامية، وأحجار الزينة، عام 1981-1982"- "دراسة لإقامة مقلع مركزي، لخامات الجص باللاذقية 1980"- "دراسة لاستثمار، وتصنيع خامات حديد الزبداني 1981"- "دراسة لتصنيع الآجر والقرميد 1981"- "دراسة لاستثمار، وتصنيع البازلت إلى مصبوبات بازلتية، وصوف صخري 1981"- دراسة لتصنيع الطف البركاني، لإنتاج الصوف الصخري، والبلوكات المسبقة الصنع، والإسمنت البوزلاني 1983"- "دراسة لتصنيع الصخور فوق الأساسية، لإنتاج حراريات المغنيزيا 1983"- "دراسة لتطوير منجم الملح الصخري في التبني، وإقامة وحدة تنقية، مع تطوير ملاحتي البوارة والجبول 1983"- "دراسة لاستثمار، وتصنيع إسفلت كفرية، لإنتاج البلاط الإسفلتي، واللفائف الإسفلتية 1985"- "دراسة لتصنيع الصخور الدولوميتية بحسيا، لإنتاج حراريات الدولوميا 1985"- "دراسة لاستثمار إسفلت البشري، لإنتاج الطاقة الحرارية بالحرق المباشر، واستعماله في الطرقات، وإنتاج المشتقات النفطية 1986"- دراسة لتصنيع الرمال الموجودة في النبك والقريتين، لإنتاج السليكا الحامضية، وتحضير رمال المساكب 1986"- "ست دراسات لإقامة مقالع مركزية في المحافظات 1984-1986").
في منتصف التسعينات من القرن الماضي بدئ باستخدام التقنيات الحديثة في الأتمتة، واستخدم نظام المعلومات الجغرافي(G.I.S) في أتمتة الخرائط الجيولوجية وبعض الدراسات الجيولوجية.


References 
1-Blankenhoren M.: Die Strukturlinien Syriens und des RtenMeeresEineGeotektonische Studie, Berlin, 1882.
2-Blankenhoren G. S.: Die Entwicklung des Kreidesystems in Mittel- und Nord Syrien. Cassel. 1890.
3- Blankenhoren M.: Das Eocân in syrie mit besonderer Berücksichti-Akad.Wiss.math-naturw,Kl.. 1990.
4- Blankenhoren M.:Das marine Miocän in Syrien, Denkschr. 1890.
5- Blankenhoren M.:Der sogenannt syrische Bogen und erythraische Geosynclinale. Z. Datsch. Grol. Ges. 1923.
6-Boucart J.:Recherchers stratigraphiques sur le Pliocene et Quaternaire du Levant, Bull. Soc. Geol.Fr.1940. 
7-Diener C.:Ein Beitrag zur Kenntniss der syrischen Kreidebildungen. Z. Dtsch. Geo.1887.
8-Chenevart C.: Problémes de la géologie du Pétrole. Mém. Soc. Vaudaise sci. nat. No.61، v.9 No.4 P.34 1950.
9-Frass O.: Juraschichten am Hermon, Neues Jahrb Mineral, 1877 P.17-30.
10-Jacquex T.: Une faune du Miocene moyen dans la vallée du Naher el Kéber. C r. Soc. Geol.. Fr., 1933.
11-Kober L.:Geologische Forschungenin Vorderasiem Zur tectonik des Libanon,1915, 1919.
12-krenkel E: Der Syrische Bogen, Zbl. F. Dtsch. Geol. 1971.
13-Lartet L.: Sur des gitecbitumineux de la Judée et da geolé-syrie, 1886.
14-Noetling F.: Entwurf einer Gliederung der K reideformation in Syrien und Palastine, Z. Dsch. Geol0es., 1886.
15-PonikaroV.P.: Explanatory maP of Syria, Part I scale 1/500000, 1967.
16-Wolfart R.: Geologie von Syrien und Libanon, 1967.

17- الدور الهام الذي تلعبه الجيولوجيا في الاقتصاد الوطني/ منذر ندور/ المعرض الدولي الثالث للنفط والغاز 3/4/2002.
18- دوبرترية Dubertret. L مجموعة أعماله التي تتجاوز مئة نشرة ومجلد. 
19-تقرير عن المؤسسة العامة للجيولوجيا والثرة المعدنية والشركات التابعة لها. دمشق 13/11/1995.
20- نشرة تعريفية لوزارة النفط والثروة المعدنية والشركات التابعة لها عام 1999.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا