التباين المكاني للنمو السكاني في الإقليم الشمالي الأوسط
خلال الفترة (1977-2008)
الطيب تيشوداد - أستاذ مساعد (أ)
جامعة زيان عاشور الجلفة – الجزائر
البريد الإلكتروني: tbtichoudad@gmail.com
الهاتف: 0699289938
المحتويات :
الملخص Résumé
مقدمة
1- التحديد الجغرافي والإداري للإقليم الشمالي الأوسط
2- تطور معدل النمو السكاني في الإقليم (1977-2008) :
- خلال الفترة (1977-1987)
- خلال الفترة (1987-1998)
- خلال الفترة (1998-2008)
3- الولادات les naissances:
1-3معدل المواليد الخام:taux brut de natalité :
4- الوفيات (les décès):
1-4- معدل الوفيات الخام (taux brut de mortalité )
2-4 معدل وفيات الأطفالtaux de mortalité infantile
5-الهجرة السكانية في الإقليم
الخاتمة
الهوامش
الملخص:
يندرج موضوع هذا المقال ضمن الجغرافيا السكانية التي ترتكز على عنصر السكان، من جوانب مختلفة ومترابطة زمانيا و مكانيا ومن بين ما يدرس فيه ظاهرة النمو الديموغرافي والتوزيع المجالي السكاني وحركتهم المكانية ونشاطاتهم المتنوعة في الحيز الجغرافي المحدد لمجتمع من المجتمعات الإنسانية.
نحاول في هذا المقال دراسة وتحليل المعطيات الديموغرافية المستقاة من نتائج التعدادات السكانية المنجزة من طرف الديوان الوطني للإحصائيات والمسوح السكانية المتعلقة بالولايات المشكلة للإقليم الشمالي الأوسط. تتعلق هذه المعطيات بالفترة الزمنية الممتدة من 1977 إلى 2008.
ترتكز تحاليل هذا المقال على جملة من المؤشرات الضرورية لدراسة وتحليل التباين المكاني للنمو السكاني لمنطقة الدراسة على غرار معدل النمو السكاني الذي سوف نتخذه كأداة لمتابعة التطور السكاني ومقارنة الولايات المشكلة للإقليم . كما سيتم استخدام المؤشرات الديمغرافية التقليدية الأخرى مثل معدلي المواليد و الوفيات الخام، معدل وفيات الأطفال ،معدل الخصوبة،معدل صافي الهجرة ونسبة التحضر، وذلك بغية تفسير ظاهرة التباين المكاني للنمو السكاني.
يستند اختيار الإقليم الشمالي الأوسط كمجال للدراسة إلى جملة من المبررات منها كون هذا الأخير أكبر أقاليم الجزائر سكانا، حيث يضم نحو ثلث إجمالي السكان بالوطن، بالإضافة الى دينامية سكانه الطبيعية وحركتهم المجالية ونشاطاتهم.
الكلمات الدلالية: النمو السكاني، معدل المواليد، معدل الوفيات، معدل صافي الهجرة، الخصوبة الاستثمارات، الإقليم الشمالي الأوسط.
Résumé:
Le présent article s’inscrit dans le champ de la géographie de la population fondé principalement sur l’élément démographique en considérant les différentes facettes de l’objet de l’étude qui sont liées spatialement et temporellement. Parmi les points examinés on peut citer entre autres les phénomènes de l’accroissement démographique et la répartition spatiale de la population, la dynamique naturelle et spatiale de cette dernière ainsi que ses activités multiples et variées au sein de son territoire géographique.
A travers le présent article on tentera d’étudier et d’analyser les données démographiques issues des résultats des recensements réalisés par l’Office National des Statistiques ainsi que celles des enquêtes démographiques relatives aux wilayas faisant partie de l’espace de programmation (EPT) Nord-Centre. Les données utilisées portent sur la période 1977-2008.
Les analyses de l’article s’appuient sur un ensemble d’indicateurs nécessaires à l’examen de la disparité spatiale de l’évolution de la population au niveau du territoire étudié à l’instar du taux d’accroissement démographique qui sera considéré comme moyen permettant le suivi de l’évolution démographique et la comparaison entre les wilayas qui composent le territoire retenu dans la présente étude. D’autres indicateurs seront également étudiés tels que les taux bruts de natalité et de mortalité, les taux de mortalité infanto-juvénile, de fécondité, d’urbanisation et de migration nette et ce en vue d’expliquer le phénomène de disparité spatiale de l’accroissement de la population.
Le choix de l’EPT Nord-Centre peut être justifié par son poids démographique puisque ce dernier rassemble environ le tiers de l’effectif de la population nationale en plus de la dynamique naturelle et spatiale de sa population et les activités de cette dernière.
Mots clés : natalité - mortalité- mortalité infantile-solde migratoire- - fécondité- investissements – Région Nord-centre.
مقدمة:
تعد دراسة النمو السكاني إحدى الدعائم الأساسية في الدراسات السكانية التي تحظى باهتمام بالغ من قبل باحثيها1 ( فايز العيسوي ،2009، ص121) ، فمفهوم النمو السكاني يشير إلى التغيرات التي تحدث في حجم سكان أي مجتمع ، سواء كان بالزيادة أو بالنقصان2 (فايز العيسوي،2005، ص361) نتيجة للعوامل الثلاثة، وهي : المواليد ،الوفيات والهجرة3 (محمد صفوح الأخرس،1979، ص 135).
تفيد دراسة معدلات الوفيات الخام والوفيات العمرية والنوعية في فهم الكثير من جوانب المجتمع المدروس4 (أحمد علي إسماعيل،1977، ص45). والوفيات ظاهرة بيولوجية ،اجتماعية و ديموغرافية (Preston ,1995,P525) ، ففي جغرافية السكان تسعى مختلف الدراسات حول مجتمع إنساني معين إلى التعرف على مكوناته وحساب معدلاته مما يساعد على إمكانية التنبؤ بهم ،ومدى تأثير ذلك على الحيز الجغرافي، ويتطلب الأمر دراسة وتحليل عناصر تشترك بالضرورة في تحديد حجم السكان وتغيرهم ومعدل نموهم في أي منطقة أو إقليم وتتمثل تلك العناصر في الولادات، الوفيات والهجرة6 (Nations Unies,1989,p64).
وفي هذا الصدد، فإن دراسة نمو السكان تتطلب أساساً التعرف على معدلات تلك العناصر الثلاثة ومدى تفاعلها، فهي تتعلق أساسا بمجموعة من المتغيرات الديموغرافية،الاجتماعية ،الاقتصادية ،البيئية النفسية والسياسية لذلك المجتمع، وتسهم بدرجات مختلفة في تباينها عبر المكان والزمان. وبالتالي إظهار التفاوت في خصائص السكان العامة وما يمكن أن ينطوي عليه من تفاوت في معدلات النمو7 ( محمد صفوح الأخرس،1980،ص108) .
سوف نتطرق بالدراسة والتحليل لمعدل النمو السكاني(*) في الإقليم الشمالي الأوسط(**) تعبيرا عن الزيادة السكانية السنوية بدلالة الزمن والمكان بدلا من عدد السكان . فكثيرا من الدراسات السكانية ترتكز على هذا المؤشر لمعرفة وتيرة النمو السنوي من حيث سرعته أو تباطئه في مجتمع ما خلال سنة أو عدة سنوات وكشف اتجاهه نحو الارتفاع أو نحو الانخفاض أو الاستقرار.
يستخدم هذا المؤشر في عملية تقدير الحجم المستقبلي للسكان، فتعد على أساسه البرامج التنموية القائمة على الاستغلال العقلاني والمفيد للموارد المالية والمادية لصالح السكان في الإقليم، وفق منظور التنمية الرشيدة والمتوازنة إقليميا (بين ولايات الإقليم) تلبية لحاجاتهم المتزايدة والمتنوعة في المجال الاقتصادي،الاجتماعي،الثقافي وغيرها بواسطة توفير الوسائل والإمكانات اللازمة لتنفيذ تلك البرامج وتجسيدها على أرض الواقع. ومن وجهة النظر العملية، فإن أهمية معدل النمو السكاني تبرز من خلال القدرة على إظهار الفوارق بين الوحدات الإدارية في وتيرة النمو السكاني، بدلا من حجم السكان وزيادته
السنوية ، فسكان ولاية الجزائر لعام 2008 مثلا يعادل سكان كل من ولايات: البليدة، تيزي وزو وبومرداس مجتمعة، أي أن حجم الزيادة العددية السنوية للسكان يبقي دوما ولاية الجزائر في المقدمة ولكن عند استخدام معدل النمو السكاني يظهر الاختلاف بين الولايات المكونة للإقليم الشمالي الأوسط، ويصبح أداة للمقارنة بين عدة مجتمعات سكانية ويدخل في أغلب المعادلات الرياضية المستخدمة كالطريقتين الهندسية و الأسية وعليه يمكن طرح التساؤلين التالين :
- إلى أين يتجه النمو السكاني في الإقليم الشمالي الأوسط؟ وما هي عوامل هذا النمو؟
- بما يفسر التباين المكاني لمعدل النمو السكاني بين ولايات الإقليم الشمالي الأوسط؟
يرتبط النمو السكاني لأي مجتمع بآليات التزايد أو التناقص المعروفة وهي على الترتيب عدد الولادات والوفيات الحاصلة خلال سنة ميلادية في وسط السكان حيث يطلق على محصلة هاتين الآليتين الزيادة الطبيعية علما أن هذه الحالة لا يمكن أن تكون حقيقية إلا في حالة مجتمع مغلق عن بقية المجتمعات الأخرى لذلك يضاف للدراسة عنصرا آخرا مؤثرا في الزيادة السكانية إيجابا أو سلبا ألا وهو عامل الهجرة ،إذ يتوقف ذلك على عدد المغادرين وما يقابلهم من الوافدين، فإذا كان الرصيد موجبا ساهمت في رفع عدد السكان إلى جانب الولادات، أما إذا كان الرصيد سالبا فتكون إلى جانب الوفيات فتخفض من الزيادة السكانية. والجدير بالذكر أن النمو السكاني لا يشير بالضرورة إلى إضافة مجموعة من الأفراد مهما كان عددها إلى السكان في سنة محددة، بل من المحتمل أن ينقص عدد منهم ونصادف هذه الحالة الأخيرة في الأقاليم التي تشهد حالة من عدم الاستقرار مما يدفع بالكثير منهم إلى الهجرة، كما هو الحال في بعض محافظات العراق و سوريا وبعض الولايات الجزائرية خلال العشرية السوداء ،ومن المحتمل أن يبقى عددهم ثابتا وذلك عندما يكون مجموع عدد المتوفين وعدد المغادرين من الإقليم مساويا لمجموع عدد الولادات و عدد الوافدين إلى الإقليم.
ورغم أهمية هذا المؤشر في الدراسة والتحليل السكاني، إلا أن هناك صعوبات كبيرة في الحصول على بعض المؤشرات المفسرة لتطوره، وخاصة معدل الوفيات الخام، ومعدل وفيات الأطفال، فنادرا ما ينشر الديوان الوطني للإحصائيات بيانات الوفيات الخام، حسب فئات السن والسبب، والنوع لولايات القطر الجزائري، ماعدا عامي 1995 و2007.
1- التحديد الجغرافي والإداري للإقليم الشمالي الأوسط:
يقع الإقليم الشمالي الأوسط في القسم الشمالي للجزائر ويحتل الجزء الأوسط منه. يمتد على الشريط الساحلي وعلى أجزاء من المنطقة الداخلية ويتكون من عشر ولايات إدارية ،أهمها ولاية الجزائر بمدينتها التي تمثل عاصمة البلاد ،ويضم 441 بلدية. يتربع على مساحة قدرها 35559 كلم2 ما يمثل نحو 1,49% من مساحة الجزائر الكلية. ويعد أصغر الأقاليم التسعة المكونة للقطر الجزائري مساحة رغم أنه يستحوذ على ما يقارب ثلث سكان البلاد 31% بحجم سكاني فاق 10ملايين نسمة حسب آخر تعداد سكاني لعام 2008. كما أنه يتميز بكثافة سكانية عالية بلغت في نفس التعداد 301 ن/كلم2، أي ما يعادل 20 ضعفا للكثافة المتوسطة للقطر الجزائري.
يتميز هذا الإقليم بخصوبة تربته واعتدال مناخه ووفرة أمطاره ومياهه، مما خلق بيئة ملائمة للاستيطان البشري والاستقرار فيه، ووقد اسهمت ممارسة الزراعة على ارتباط السكان بالأرض، إلى جانب تمركز الاستثمارات والنشاطات الصناعية والخدمية ، وممارسة الصيد البحري بشكل جعله أكثر الأقاليم استقطابا في الجزائر. ورغم ذلك فإن اتجاه معدل النمو السكاني للإقليم أو في الولايات المكونة له لا تخرج عن الاتجاه العام للكثير من المؤشرات الديموغرافية على مستوى القطر الوطني بدلالة الزمن.
كامل نص المقال :
أو
الهوامش:
(*) معدل النمو السكاني:
حيث أن : r = معدل النمو السنوي،
P0 = عدد السكان في التعداد الأول
P1= عدد السكان في التعداد الأخير
t = عدد السنوات بين آخر وأول تعداد.
(**) قسمت الجزائر الى 09 أقاليم حسب المخطط الوطني للتهيئة العمرانية SNAT
(*)يمكن صياغته بالمعادلة التالية:
حيث أن: TBN معدل المواليد الخام ، N عدد المواليد الأحياء في سنة معينة. p عدد السكان في منتصف تلك السنة.
(*) – صيغته كالتالي: عدد الوفيات المسجلة خلال سنة /إجمالي السكان في منتصف نفس السنة ×1000
1 - فايز العيسوي، أسس جغرافية السكان ، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية. 2009،ص121.
2 - فايز العيسوي، أسس جغرافية السكان ، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية2005،ص،361.
3 - محمد صفوح الأخرس، علم السكان وقضايا التنمية والتخطيط لها، وزارة الثقافة والإرشاد،دمشق.1979، ص 135.
4 - أحمد علي إسماعيل، علم السكان وتطبيقاته، دار الثقافة للنشر القاهرة، الطبعة الثامنة،،1997،ص45
5 – Preston Population Studies of Mortality, Population Studies, Vol. 50, No. 3, Printed in Great Britain
6- U. N. Department of international Economic and Social Affairs, methods for Comprehensive Planning VI, New York
7- صفوح الأخرس، علم السكان وقضايا التنمية والتخطيط لها، وزارة الثقافة والإرشاد، دمشق، 1980، ص109.
8 - ONS, RGPH, 1977, 1987, 1998, 2008
9 - ONS, Armature urbaine, collections statistiques, 2008, no163.
10 - ministère de la santé et de la population, enquête nationale sur les objectifs de la mi- décennie MDG ALGERIE 1995
11 – الجمهورية الجزائرية، المرسوم 09-84، المنشور في الجريدة الرسمية رقم 9، العدد 06 المؤرخة 07/02/1984.
12 -l’ANDI, bilan déclaration des investissements en Algérie.sd .
13 - Ernst et Yong, le développement durable du territoire de la région nord centre de l’Algérie 2005.
14- ONS, natalité, fécondité et reproduction en Algérie, a travers les résultants du RGPH.2008, collection statistiques, série s,n 156,2011.
15 – وزارة الصحة والسكان ، السكان والتنمية في الجزائر،التقرير الوطني ن د س ت +5،ديسمبر 1998.
16 - ministère de la santé et de la population Enquête nationale de la fin de décennie, sante-mère et enfant, EDG, Alger, mics3, 2006.
17 - محمد فتحي أبو عيانة، مدخل إلى التحليل الإحصائي في الجغرافيا البشرية، دار المعرفة الجامعية الإسكندرية،1987.
18 –ONS.les migrations INTERNES, COLLECTIONS statistiques no 159,2011
مهورية الجزائرية، المرسوم 09-84، المنشور في الجريد investissements en Algérie.sd .
13 - Ernst et Yong, le développement durable du territoire de la région nord centre de l
9 - ONS, Armature urbaine, collections statistiques, 2008, no163.
10 - ministère de la sante et de la population, enquête nationale sur les objectifs de la mi-12 -l’ANDI, bilan déclaration des investissements en Algérie.sd .
décennie MDG ALGERIE 1995 investissements en Algérie.sd .
13 - Ernst et Yong, le développem ent durable du territoire de la régio
12 -l’ANDI, bilan déclaration des investissements en Algérie.sd .
13 - Ernst et Yong, le développem ent durable du territoire de la région nord centre de l’Algérie 200
11 – الج/1984.
12 -l’ANDI, bilan déclaration des investissements en Algérie.sd .
13 - Ernst et Yong, le développem ent durable du territoire de la région nord centre de l’Algérie 200
18ة الرسمية رقم 9، العدد 06 المؤرخة 07/02/1984.
12 -l’ANDI, bilan déclaration des investissements en Algérie.sd .
13 - Ernst et Yong, le développem ent durable du territoire de la région nord centre de l’Algérie 200
والسكان ، السكان والتنمية في الجزائر،التقرير الوطني ن د س ت +5،ديسمبر 1998.
17 - محمد فتحي أبو عيانة،مدخل إلى التحليل الإحصائي في الجغرافيا البشرية، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية،1987.
18 –ONS.les migrations internes ,collections statistiques no 159,2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق