العلاقة الوظیفیة بین مدینتین متجاورتین الخـروب - ماسینیســا

العلاقة الوظیفیة بین مدینتین متجاورتین 

الخـروب - ماسینیســا

مذكرة مقدمة لنیل درجة ماجیستیر في التھیئة العمرانیة

إعداد : نوال برطالي

إشراف : أ.د. حفیظ العایب

قسم التھیئة العمرانیة

كلیة علوم الأرض و الجغرافیا و التھیئة العمرانیة

جامعة الإخوة منتوري قسنطينة 

2015

مقدمـــة عامـــــــــة 

  شھدت المجالات الحضریة تطور ھام مند الإستقلال كما و نوعا حیث ظھرت تجمعات سكنیة جدیدة و عرفت أخرى توسع و تأھیل نسیجھا القدیم، فأصبحت مراكز و مدن صغیرة تصنف ضمن فئة المدن المتوسطة ذات الحجم و الوظائف الھامة. 

  بالإضافة لجملة من مشاكل أخرى للتوسع النوعي و المتمثلة في إنتشار الأحیاء الفوضویة و سوء تنظیم المجال و نفاد إحتیاطاتھا العقاریة ... 

  مما إستلزم ضرورة التفكیر و إنتھاج عدة سیاسات عمرانیة فیما یخص توسع و تسییر ھذه المجالات الحضریة أو الحاضرة من خلال توجیھ فائضھا السكاني لمجالات جدیدة قادرة على توفیر الظروف الملائمة للحیاة الحضریة بالنسبة لساكنیھا. 

   تعد عاصمة الشرق الجزائري قسنطینة من أھم المدن الجزائریة تضم حجم سكاني ھام قدر ب 418672 نسمة حسب تعداد السكن و السكان الأخیر لعام 2008 غیر أن یبقى ھذا الحجم لا یعكس حقیقة الوزن السكاني للمدینة، ما یؤكده تسجیل نسبة نمو بقیمة سلبیة ( – 0.70 c/o ) خلال العشریة الأخیرة (2008 – 1998 ) فمن الغیر منطقي أن تكون مدینة قسنطینة قد أضحت طاردة للسكان و إنما یؤكد ھذا المؤشر تفریغ و توجیه فائضھا السكاني نحو مدنھا التوابع، كونھا تعاني من تأزم وضعیة خناق داخل مجالھا المعاش نظرا لتعقید موضعھا و محدودیة أراضیھا القابلة للتعمیر مع إستمرار نموھا.

  فبعد تشبع مجالھا تم توسعھا عبر المجالات الضاحویة المباشرة من خلال توطین المناطق الصناعیة ثم المشاریع السكنیة لتلبیة متطلبات التنمیة الحضریة للمدینة و بعد تشبع ھذه الأخیرة، وجه توسعھا بإتجاه التجمعات العمرانیة المجاورة لھا و ذلك في إطار تطبیق سیاسة المدن التوابع التي تھدف إلى نقل الفائض السكاني القسنطیني بإتجاه ھذه التجمعات نظرا لما تتوفر علیھ ھذه الأخیرة من مؤھلات مجالیة و إمكانیات لإستعاب فائض النمو عبر البرامج السكنیة و توابعھا. و في ھذا الصدد تعتبر مدینة الخروب من أھم ھذه الوجھات و الإختیارات الطوعیة لا سیما و أنھا قد إستفادت من عدة برامج سكنیة إستعجالیة كسكنات إجتماعیة لإسكان التدفقات القادمة من مدینة قسنطینة.

  ناھیك عن توطین برامج إقتصادیة تنمویة تنحصر أساسا في المنطقة الصناعیة لواد حمیمیم المتواجدة بشمال البلدیة و كذا منطقة النشاطات التجاریة التي تتوضع غرب المدینة فبھذا كانت مدینة الخروب تؤمن مناصب شغل لساكنیھا بالإضافة للوظیفة السكنیة.

الخاتمة العامة

  

  أظھرت النتائج المجالیة لتعمیر المجالات الحضریة محاولة السلطات تطبیق سیاسات عمرانیة و سكنیة متعددة بغرض كمحاولة التسییر المحكم لھذه المجالات الحضریة من جھة و حل أزمة السكن من جھة أخرى، و تعد مدینة قسنطینة حالة خاصة من المجالات الحضریة على الصعید الوطني حیث تعاني جملة من المشاكل في میدان التعمیر و الإسكان نظرا لموضعھا الضیق و المعقد في حین أنھا تتمیز بموقع إستراتیجي جذاب جعل منھا عاصمة الشرق الجزائري.

   شھدت مدینة قسنطینة توسع رقعتھا الحضریة عبر فترات زمنیة أعطت إمتدادات بالمجالات المباشرة للمدینة لتشكل بذلك الضواحي، و بإستمرار زیادة حجمھا السكاني و ما یتطلبھ من إستھلاك للمجال من خلال إنجاز سكنات و تجھیزات، أصبحت مدینة قسنطینة تتوسع من خلال مجالات غیر مباشرة لھا و ذلك تجسیدا لفكرة توسع عاصمة الشرق قسنطینة من خلال مجالات جدیدة بإنتھاج سیاسة المدن التوابع.

   تعد مدینة الخروب ثاني أھم قطب عمراني بعد مدینة قسنطینة و أھم المدن التوابع لھا فلم یكن خیار توجیھ التعمیر لمنطقة الخروب عشوائي بل ھو نظرة مستقبلیة لتوسع المدینة المیتروبولیة قسنطینة.

  إن لموقع و موضع مدینة الخروب دور ھام في توجیھ التعمیر إلى المنطقة حیث تتمیز بإنبساط الأراضي و وفرة المیاه إضافة للمساحة العقاریة الكافیة لإستعاب التدفقات السكانیة القادمة من مدینة قسنطینة من خلال إحتضان البرامج السكنیة الھامة المنجزة في إطار تطبیق سیاسة المناطق السكنیة الحضریة الجدیدة التي ضمت عمارات و تحاصیص أنجزت بشمال المدینة على حساب الأراضي الزراعیة و بجنوبھا و بالجھة الشرقیة أیضا.

   شھدت مدینة الخروب ھي الأخرى تشبع مجالھا فبعد تكثیف التعمیر بھا و بإستمرار بث نمو تعمیر مدینة قسنطینة عبر مجالات جدیدة و كحل مستقبلي و دائم في إطار سیاسة المدن الجدیدة، وطن بإقلیم الخروب مدینتین جدیدتین علي مجلي و ماسینیسا، ھذه الأخیرة التي تقرر إنشاؤھا على تواصل عمراني بمدینة الخروب حیث لا یفصل بین المدینتین سوى الطریق السریع رقم 03 كنوع فرید من التعمیر. تتمیز مدینة الخروب بحظیرة سكنیة ھامة متعددة الأنماط السكنیة، كما تتوفر على مرافق مختلفة و بنیة تجاریة ھامة، فقد شھدت توسع رقعتھا الحضریة و حجمھا السكاني بوتیرة طبیعیة.

  في حین أن المدینة الجدیدة ماسینیسا تشمل على حظیرة سكنیة تتكون من سكنات فردیة قائمة قبل إنشائھا. و السكنات الجماعیة الناتجة عن تطبیق تدریجي لمخطط مدروس حیث یتم إسكان التدفقات السكانیة القادمة من مدینة قسنطینة و كذا مدینة الخروب حسب المشاریع السكنیة المنجزة، لیتم إنجاز المرافق المبرمجة لاحقا تدریجیا، و قد تعددت الصیصغ السكنیة بھدف توفیر أكبر عدد من السكنات و توجیه المستفیدین حسب المستوى الإقتصادي لھم. إن الحظیرة السكنیة الحالیة للمدینة الجدیدة ماسینیسا لا تمثل سوى 5/1 مما ھو مبرمج إنشاؤه بناءا على البطاقة الفنیة لھا، فالطبیعة العقاریة التابعة للخواص كانت عامل رئیسي في تأخر التعمیر بھا.

Résumé : 

  In the absence of application of the urban and housing policy, the urban areas has seen an increase in its grouth resulting in a mess in the expansion of these areas especially big cities.

  The eastern Algerian capital city Constantine is considered as good example of expansion, In addition it suffers from congestion because of its strategical location with its incapability of embracing this growth for the purpose of its complexe and sensitive position without forgetting that it is a saturated city.

  Constantine city has been expanded through direct areas giving suburbs and indirect areas in the application of the policy of the satellite towns.

  El Khroub city is considred as one of the most important satellites towns containing many of the important urban projects and by adoption of new urban policy.

 The metropolitan city benefits by establishing two new cities, one in Ain Bey called Ali Mendjli and the other in the eastern part of El Khroub city called Massinissa, these two cities have made together adjacent urban units only separated by the highway n°3.

  This particular kind of urbanism –knowing that El Khroub is a town distinguished by its urban and commercial dynamic- has created for us the problematic of this research through asking questions about dynamism and the functional relation between these two urbain masses in order that we can determine the nature of this functional relation that exists between them, with intent of evaluating later on if this relation is complementary; if this new city of Massinissa is going to concretize its independence and offer services to the inhabitants of El Khroub or it is the opposite, it will be a burden for it. in order to determine the nature of this function relation between them. than judge if they has integral relation. 

  The new city doesn’t serve its role for providing the important services for its even inhabitants which rely on what it advices as services that form an imposition in El Khroub city so it is depended from this one.

للقراءة والتحميل إضغط هنا