قراءة وتحليل الخريطة الطبوغرافية
تذكير عام بالعناصر الأساسية لقراءة الخريطة الطبوغرافية
تشتمل قراءة الخرائط على فهم و استيعاب كل ما تحتويه هده الوثيقة من اصطلاحات و رموز وألوان استعملت لتمثيل معطى من المعطيات أو ظاهرة من الظواهر الطبيعية و البشرية و الاقتصادية أو غيرها و يشترط لقراءة الخريطة الطبوغرافية استيعاب العديد من المعلومات و المعطيات الممثلة برموز دقيقة و أحيانا بالغة التعقيد و التي يمكن إجمالها في ثلاثة عناصر و هي الإطار و المقياس و المفتاح.
1. الإطار:
و يتضمن ثلاثة عناصر أساسية و هي:
العنوان:
و يؤخذ من إسم المدينة أو القرية الرئيسية الواردة في المجال الذي تمثله الخريطة الطبوغرافية (مثال خريطة تطوان 1/50000). و يرافق هدا العنوان رقم ترتيبي دولي يهدف إلى تحديد موقع الخريطة وطنيا و دوليا (مثال رقم NI 30 XIX 4a) الذي تحمله خريطة تطوان 1/5000. و يتغير هذا الرقم حسب مقياس الخريطة.
اتجاهات الشمال:
و هي ثلاثة يشار إليها بأسهم خارج الخريطة و هي:
الشمال الجغرافي:
(Nord Géographique) أو الشمال الفلكي (Nord Autonomique) و يوازي اتجاهه خطوط الطول مطابقا لنقطة القطب الشمالي،
الشمال الكرطوغرافي:
أو شمال لأمبير و يوافق اتجاهه خطوط الإحداثيات الكرطوغرافية و يشار إليه بسهم Y.
الشمال المغناطيسي:
و يحصل عليه بواسطة عقرب البوصلة المغناطيسية و ينحرف بمرور الزمن لذلك يتم تضمين الخريطة تاريخ قياس الميل.
شبكة الإحداثيات:
و يقصد بها شبكة من خطوط الطول والعرض تغطي الخريطة الطبوغرافية و هي نوعان:
الإحداثيات الطبوغرافية cordonnées géographiques:
و هي شبكة خطوط الطول و العرض تشكل عند التقاءها زوايا قائمة تغطي سطح الأرض و تستخدم في تحديد المواقع عليها و تقاس بالدرجات و الدقائق و الثواني
فخطوط الطول les Méridiens هي عبارة عن أنصاف دوائر تلتقي عند القطبين بعد تقاطعهما مع دوائر العرض و يعتبر خط طول كرينيتش الذي يمر عند برج المراقبة Green Wich قرب لندن خط الطول الأصلي.
و المغرب يقع غرب هدا الخط بين خطي طول 1 درجة و 17 درجة غربا. و فضلا عن كونها تساعد على تعيين المواقع على سطح الأرض فهي تـفيد في تحديد الزمن فوق هذه المواقع.
أما خطوط العرض Les Parallèles فهي عبارة عن دوائر وهمية موازية لخط الاستواء أي خط عرض 0 الذي يقسم الكرة الأرضية إلى قسمين، و تستخدم هده الخطوط في تحديد المواقع شمال و جنوب خط الاستواء. و يقع المغرب شمالا بين خطي عرض 21 درجة و 36 درجة.
الإحداثيات الكرطوغرافية Cordonnées cartographiques:
تقاس بالكلمترات و هي عبارة عن خطوط طول و عرض وهمية تشكل عند تقاطعها مربعات هندسية تسمى تربيعات لامبيرCarroyage Lambert و الهدف منها تحديد النقط و المواقع الدقيقة على الخريطة، و ترسم على الإطار الخارجي للخريطة الطبوغرافية، (خريطة تطوان تقع بين خطي طول 544و571 و خطي العرض 491 و 513 كلم).
2. المقياس:
الخريطة تمثيل كرطوغرافي لجزء من مساحة الأرض بعد تصغير للأبعاد الحقيقية لهذه المساحة مئات أو الاف أو مئات آلاف المرات و ذلك حسب حجم الرقعة الممثلة. و تحدد قيمة هذا التصغير بالسلم أو المقياس. فالمقياس إذن هو النسبة بين المسافة على الخريطة و المسافة الحقيقية التي تمثلها في الميدان.
المسافة على الخريطة
|
1
|
1
|
1
|
المسافة في الميدان
|
10000
|
50000
|
100000
|
و على خريطة مقياسها 1/50000 يساوي سنتيمتر واحد في الخريطة 50000 سنتيمتر في الميدان. أي 500 م أو 0.5 كلم. و على خريطة مقياسها 1/100000 يساوي كل سنتيمتر فوق الخريطة 1 كلم في ألميدان و يكتب المقياس بثلاثة طرق: مقياس عددي 50000:1، 1/5000، مقياس كتابي 1 سم= 500 م أ 1 كلم
مقياس خطي: عبارة عن خط مقسم إلى وحدات متساوية تمثل المسافات الحقيقية على الأرض، و يرسم هكذا:
قياس المسافات:
لا يمكن القيام بقياسات إلا على خرائط ذات مقياس كبيرة جدا (نظرا للسطح الكروي للأرض) و تغطي مساحات منبسطة أو غير متضرسة. ذلك أن القياس الذي يتم على الخريطة يتم وفق سطح مستو، حتى وإن كان السطح متضرسا في الميدان و بالتالي فإن النتيجة المحصل عليها تكون دقيقة و صحيحة إذا كان القياس تم فوق خريطة تمثل أرضا منبسطة و خاطئا إذا تم هذا القياس فوق خريطة تمثل أرضا وعرة كالجبال. و يتم قياس المسافة بضرب الفاصل الأفقي أو المسافة بين نقطتين على الخريطة في مقياسها (مثال: المسافة بين دوارين على خريطة طبوغرافية بمقياس 1/50000 هي 16.8 سم)، المسافة الحقيقية على المبيان هي:
16.8*50000 = 16.8*500م = 16.8*0.5 كلم =8.4 كلم
و نقوم بعكس العملية إذا أردنا معرفة المسافة على الخريطة انطلاقا من معرفة مسبقة لها في الميدان.
- قياس المساحات:
نلجأ لقياس المساحات فوق الخريطة الطبوغرافية بهدف تعزيز تحليلانا لهذه الوثيقة بالإحصائية حول أبعاد بعض الظواهر و المعطيات كالمساحات التي تستغلها الغابات و البساتين و المجالات السكنية... و تقاس المساحات فوق الخريطة الطبوغرافية بالإستعانة بمربعات الورق الملمتري الشفاف بجمع عدد المربعات أولا و أنصاف أو أجزاء المربعات و ضمها إلى بعضها (باعتبار جزئي من كل مربع مربع كامل) لتعطي مربعات كاملة ثانيا، ثم استخراج مساحة كل مربع باستعمال مقياس الخريطة و ضرب الحاصل في عدد المربعات التي تغطي المساحة التي نبحث عن مساحتها، مثال:
تغطي بساتين المغروسات مساحة فوق خريطة بمقياس 1/50000يقابلها 21 مربع كامل و 365 مربع غير كامل، المسافة الحقيقية في الميدان: ضلع المربع 1سم أي 500م، مساحة المربع الواحد 500م x 500م – 250000 م² ، 36 جــــزء أو مربع غير كــامل = 18 مربع، 21+18=39، 39x50000م2=750000م2
و تحول المساحة المحصل عليها بالأمتار المربعة إلى المساحة بالهكتار و أجزاءه باعتبار وحدات القياس الصالحة للمساحات الزراعية و تكون النتيجة هي 975 هكتار أو 9.75 كلم 2.
جدول رقم 1: وحدات قياس المساحات "الأجزاء و المضاعفات"
الأجــــــــزاء
|
الوحـــــــدة الأساسية
|
المضــاعــفـات
| |||||||||||
mm²
|
cm²
|
dm²
|
m²
|
dam²
|
hm
|
km²
| |||||||
0
|
0
|
0
|
0
|
0
|
0
|
0
|
0
|
0
|
0
|
5
|
7
|
9
| |
3. المفتاح:
المفتاح هو شرح للرموز المستعملة في الخريطة. و يشرح مفتاح الخريطة الطبوغرافية مضامين هذه الوثيقة بتضاريسها المتنوعة ووضعية الشبكة المائية و أنواع الغطاء النباتي و كثافة السكن و كيفية انتشاره و أنواع الاستغلال الزراعي و غيرها من المعطيات الطبيعية و البشرية و الاقتصادية...
1-3- تمثيل التضاريس:
و يتم بثلاثة وسائل رئيسة و هي نقط الارتفاع و خطوط الارتفاع المتساوي و التظليل.
* نقط الارتفاع المتساوي ((courbes de niveau:
هي عبارة عن خطوط وهمية مغلقة عادة تمر بارتفاعات متساوية أي موجودة على نفس الارتفاع من مستوى سطح البحر، و يسمى الفرق في الارتفاع العمودي بين خط و آخر بالفارق الإرتـفاعيl'équidistance و هو متساوي بين كل خط و آخر فوق الخريطة الواحدة غير أنه قد يختلف من خريطة لأخرى حسب المقياس و نوع التضاريس منبسطة (10م). و في الخرائط ذات المقاييس الصغيرة (1/100000) يكون جد كبير قد يصل إلى 50م خاصة إذا كانت التضاريس جبلية.
و خطوط الإرتفاع ثلاثة أنواع:
- خطوط الارتفاع الرئيسية courbes maîtresses و ترسم بخط سميك و تحمل قيمة ارتفاعها و تنتهي ب 50 أو 100 حسب الفارق الإرتـفاعي للخريطة.
- الخطوط الثانية courbes secondaires و ترسم بخط رفيع و تنحصر دائما بين الخطوط الرئيسية و قيمة ارتفاعها 10 أو 20م حسب الفارق الارتفاعي كذلك.
- النوع الثالث يسمى بالخطوط المقحمة courbes intercalaires و هي خطوط إضافية توضع بين خط ثانوي أو رئيسي و آخر في المناطق الشديدة الانبساط لإظهار حدوث تغير ما في الانحدار أو لتمثيل حفرة أو منخفض مغلق صغير.
* التظليل Estompage:
هي إحدى التقنيات الرئيسية لتمثيل التضاريس و لا تظهر إلا على الخرائط الطبوغرافية التي تقدم سطحا متضرسا كالجبال و الهضاب الوعرة المجزأة. و تفترض هذه وجود ضوء مشع (الشمس) مصدره الشمال الغربي بالنسبة للخريطة يضيء السفوح والانحدارات المواجهة له، في حين تكون الانحدارات المواجهة للجنوب الشرقي في الظل فيتم تميزها عن الأخرى باللون الرمادي و يزداد هذا اللون قتامة كلما ازداد احتجاب المنحدر عن الضوء. و فضلا عن كونه يظهر لقارئ الخريطة توجيه الانحدارات في التظليل يفيد كذلك في توضيح التضاريس التي تقدمها تلك الخريطة إذ من خلاله يمكن التمييز بين السفوح المتقابلة و السفوح المتظاهرة.
* تمثيل بعض الأشكال التضاريسية التفصيلية:
- الرموز الدالة على الإفريزات الأجراف الوعرة و الضفاف القائمة و يتم تمثيلها على الخريطة بخطوط مسننة و بلون أسود إذا كانت هذه الأشكال صخرية و بلون بني إذا كانت ترابية،
- القمم الصخرية الحادة و العالية و يشار إليها أحيانا بخطوط رفيعة قصيرة و غير متنظمة،
- الكثبان و الشواطئ الرملية و يتم تمثيلها بنقط بنية كثيفة و متقاربة حسب بروزها.
2-3 تمثيل المياه:
- المياه الجارية أو الأنهار:
و يتم تمثيلها بطريقتين، فالمجاري المائية الدائمة ترسم بخط أزرق متصل يدل سمكه على أهمية الجريان، فإذا كان الخط سميكا فالأمر يتعلق بالأنهر الكبرى.
وعموما يكون سمك الخط على الخريطة دال على اتساع النهر الحقيقي في الميدان. أما المجاري المائية غير الدائمة الموسمية فترسم بخط أزرق متقطع و تختلف طريقة الرسم حسب اتساع المجرى و أهميته.
فاذا كان المجرى ضيقا و مضبوطا كما هو الحال في الجبال الوعرة الشديدة الانحدار فيرسم بخط أزرق واحد متقطع أما إذا كان عبارة عن مجرى واسع يجري به الماء على شكل قنوات متفرقة و متشعبة و تغير مكانها من وقت لأخر في هذه الحالة تغطي اتساع ذلك المجرى نقطا زرقاء اللون يحددها خطين متقطعين...
- المياه الراكدة:
و ترسم كذلك باللون الأزرق، و يتعلق الأمر ببحيرات دائمة طبيعية و اصطناعية (سدود) و ضايات مؤقتة و سبخات و شطوط.
3-3 تمثيل الغطاء النباتي الطبيعي:
تقتصر الخريطة الطوبوغرافية على إظهار و تمثيل الغطاء النباتي الدائم أما التشكيلات النباتية الموسمية أو المؤقتة كالحبوب و البقوليات والأعلاف فلا تبرزها.
و يتم تمثيل الغطاء النباتي الطبيعي الدائم بمساحات ملونة بالأخضر بالنسبة للغابات الكثيفة أما الأحراش فتمثل بالأخضر و قد تظهر فوق الخريطة أشجار منعزلة (أحراج) ترسم برسم تصويري و باللون الأسود.
و في جميع الحالات يصعب التعرف على صنف الغابات أو الأشجار التي تقدمها لنا الخريطة مما يستدعي الاستعانة بمعلومات أخرى كالإرتفاع و المناخ السائد.
4-3 تمثيل المظاهر البشرية:
تتضمن الخريطة الطوبوغرافية العديد من الرموز الخاصة بالمعطيات البشرية و ليس لحجم هذه الرموز أية علاقة بمقياس الخريطة.
و نجمل هذه المعطيات فيما يلي:
- السكن و تظهره الخريطة حسب الصلابة أو الهشاشة و الموضع و الكثافة و الشكل الذي يتخذه انتشاره في المجال .
- المنشات و المرافق البشرية المتنوعة كالأسواق و الطاحنات المائية و الهوائية و مخازن الحبوب و المقابر و الأضرحة و المساجد....
- المغروسات المتنوعة:
و يتم تمثيلها بطريقتين:
رموز اصطلاحية (نقط سوداء ممزوجة بنقط خضراء باهتة) كأشجار اللوز و الرمان و التين والإجاص...
رموز تصويرية كأشجار الزيتون و الحوامض و الكروم و النخيل....
- الحدود الإدارية و السياسية و التسميات المحلية المختلفة كأسماء الفخذات و القبائل و الدواوير.
كل هذه المعطيات و غيرها يتم تضمينها في مفتاح الخريطة حسب مضمن هذه الأخيرة.
التحليل التضاريسي للخريطة الطبوغرافية
مقدمة :
تتكون التضاريس من عناصر متنوعة أولية ومركبة تتألف وتتراكب لتكون الوحدات التضاريسية الكبرى من جبال وهضاب وسهول وتقدم الخريطة الطبوغرافية هذه العناصر والوحدات باستعمال رموز وتقنيات وطرق تمثيل معينة، ويعتبر التحليل التضاريسي مرحلة أساسية ضمن مراحل التحليل الشامل للخريطة الطبوغرافية إذ يساعد على ضبط علاقات التفاعل والترابط بين الأشكال التضاريسية السائدة وبقية العناصر الطبيعية من جهة وبين مكونات الوسط البشري خاصة انتشار السكن وأنماط الإستغلال الفلاحي والإقتصادي من جهة ثانية.
1- العناصر المكونة للتضاريس :
1-1- العناصر الأولية:
1-1-1- القمم والأعراف:
القمة هي نهاية الإنحدارات نحو الأعلى أو المكان الذي نشرف منه على الإنحدارات وتأخذ القمم أشكالا متنوعة حسب الشكل الذي تتخذه نهاية السفوح وعليه نميز بين الأنواع الرئيسية الآتية :
- قمة عبارة عن نقطة إذا كانت الإنحدارات تنزل منها في جميع الإتجاهات كما هو الحال في التلال أو السفوح ذات الشكل الأسطواني أو الهرمي؛
- قمة عبارة عن مستوى إذ انبسط سطح القمة وتساوت الإنحدارات عند نزولها نحو الاسفل ؛
- قمة عبارة عن خط منعرج في الغالب إذا تجاوزت القمم الحادة تفصل بينها الفجاج العالية و تشكل هذه القمم عند تواليها ما يسمى بالعرف.
2-1-1- السفوح أو الإنحدارات :
هي الأجزاء أو المسافات الفاصلة بين القمم في الأعلى والمجاري المائية في الأسفل ويمكن التمييز بين السفوح على عدة مستويات :
- على مستوى الشدة أو القوة نميز بين انحدارات ضعيفة أو خفيفة إذا قلت الإنحدارات عن 10%، وانحدارات متوسطة إذا تراوحت بين 10% و 33% ، وانحدارات قوية إذا بلغت نسبتها بين 33% و 50% ، ثم أخيرا انحدارات قوية جدا إذا تجاوزت 50% . ويمكن قراءة أنواع الإنحدارات من حيث القوة بملاحظة مدى تقارب أو تباعد خطوط الإرتفاعات المتساوية فوق الخريطة غير أن ضبط نسبة أو درجة الإنحدار تقتضي القيام بدراسات دقيقة وفق الطريق الآتية:
· تحديد السفح المرغوب معرفة قوة انحداره ؛
· قياس الفاصل الرأسي أو الإرتفاع النسبي بين القمة والنهر أو المجرى المجاور لها أي بين أعلى نقطة وأخفض نقطة على امتدادا السفح ونحصل عليه بعشرات أو مئات الأمتار؛
· قياس الفاصل الأفقي أو المسافة الفاصلة بين قمة السفح ونهاية الإنحدارات عند المجرى المائي بتحويل المسافة إلى مئات الأمتار؛
· بعد هذه القياسات يتم البحث عن نسبة الإنحدارات وفق المعادلة الآتية :
قياس نسبة الإنحدار من نقطة 662 ونقطة 161 أي السفح المطل على مركز في بوفراح ويمكن قياس الإنحدار بالدرجات بقياس الزاوية التي يرسمها المنحدر مع سطح افقي خيالي أو وهمي باستعمال نصف الدائرة أو بضرب كسر معدل الإنـحدار( حاصل الفصل الرأسي على الفاصل الأفقي) في 57.3°
- على مستوى الشكل نميز بين أنواع الإنحدارات الآتية :
· الإنحدار المنتظم وتكون الإنحدارات منتظمة على طول السفح إذا كانت خطوط الإرتفاع المتساوية فوق الخريطة موزعة بشكل متساوي وتكون كل أجزاء السفح قابلة للإستقرار البشري والإستغلال الزراعي شريطة أن تكون الإنحدارات غير قوية؛
· الإنحدار المقعر: تكون الإنحدارات قوية في الأجزاء العليا وتخف تدريجيا اتجاه السافلة وتكون على الخريطة خطوط الإرتفاع شديدة التقارب في الأعلى وتتباعد نحو الأسفل ويسمح هذا النوع بالإستقرار البشري وممارسة النشاط الزراعي في الأجزاء السفلى؛
· الإنحدار المحدب وتكون الإنحدارات فيه ضعيفة في الأعلى وقوية في الأسفل وعلى الخريطة تتباعد الخطوط في الأعالي وتتقارب بقوة في الأسافل في هذا الإنحدار تكون الأجزاء العليا هي الممكن الإستقرار فوقها وممارسة النشاط الزراعي؛
· الإنحدار المعقد أو المركب : في هذا النوع يتغير الإنحدار عدة مرات فوق السفح الواحد وتتوالى أنواع الإنحدارات السالفة الذكر أو بعضها على الأقل وعليه يتيح إمكانات متباينة للإستقرار البشري أو الإستغلال الزراعي؛
· على مستوى طول السفح أو قصره نميز بين سفوح طويلة أو عريضة حيث تكون المسافة الفاصلة بين القمة والسفح طويلة جدا مما يسمح للسكان بالإستقرار وممارسة مختلف أنواع الإستغلال الفلاحي حيث تخصص أجزاء معينة للزراعة وأخرى للسكن وثالثة للرعي... ثم السفوح المتوسطة وتكون هذه المسافات أقل امتدادا وعليه تتيح إمكانات أقل للإستقرار البشري وأخيرا السفوح القصيرة التي غالبا لا تسمح باستقرار أو استغلال بشري خاصة إذا اتصف بالعنف الشديد.
3-1-1- السليل، المجرى المائي، النهر :
وعنده تنتهي الإنحدارات وهو عبارة عن خط منعرج تتجمع عنده المياه النازلة من المنحدرات قد يكون نهرا رئيسيا أو مجرد مجرى مائي أو سليل بسيط، غير أن نهاية الإنحدارات في الأسفل لا يكون دائما عبارة عن مجرى مائي أو أنهار بل تنتهي عند الأحواض أو المنخفضات المغلقة فتشكل عندئذ بحيرات مغلقة أو مفتوحة ينتهي الإنحدار عند مستوى سطح البحر من جهة أخرى ينتج عن الجريان المائي أشكال تضاريسية يسهل قرائتها من خلال الخريطة الطبغرافية نذكر منها :
- المنعطفات النهرية التي يرسمها النهر في مجراه حيث تتآكل الضفاف المقعرة الموجودة في مواجهة التيار المائي ويتم الترسيب على الضفاف المحدبة ( ضفاف ترسيب ) وينتج عن تطور المنعطفات النهرية تراجع السفوح بشكل متفاوت على الجانبين ومن السافلة إلى العالية؛
- مروحة الإنصباب : وتتشكل عند أقدام الجبال ( السفوح الجبلية) بعد ان ينتهي الجريان الحبيس بالجبال ينفرج ويصبح حرا باتصاله بالمنطقة السهلية فيتفرع الجريان ويرسم العديد من الشعاب والمسيلات على شكل مروحة.
1-2- العناصر المركبة :
يتم التمييز بين نوعين رئيسيين من العناصر المركبة وهما الوادي والبينهرين :
- الوادي : وهو تشكيل تضاريسي ناتج عن تقابل سفحين متقابلين تعلوهما قمتين يفصل بينهما قعر الوادي ، ويتكون قعر الوادي من مجريين : قناة الجريان الإعتيادي ومجرى الفيضان.
يجب التمييز بين الوادي وبعض الأشكال التضاريسية التفصيلية الشبيهة بالوادي والتي قد تحتضنها سفوح الأودية وهي:
· الشعب : أو الأخدود وهو تعمق بسيط في السفح.
· العقيق : وهو تعمق قصير وضيق في السفح.
· الخانق : حينما يكون السفحان متقاربان وانحدارهما عنيف عمودي او شبه عمودي V .
· الأمهود : وهو تشكل تضاريسي يتميز بسفحين شديدين وباتساع وانبساط القعر U.
- البينهرين : هو تشكل تضاريسي بارز محصور بين مجرين مائيين فيكون سفحاه متظاهران تعلوهما قمة على عكس الوادي -∩-.
2- الوحدات التضاريسية الكبرى :
نميزها عن الوحدات الأخرى اعتمادا على عدة عناصر كالقطاعات النسبية وشدة الإنحدارات ومدى تعمق الأودية.
1-2- الجبال :
الجبال أراضي عالية شديدة التجزيئ وذات قطاعات شديدة ويعتبر تعنق الأودية وعنف الإنحدار وتجزؤ السفوح وحدة القمم من الخصائص الرئيسية للجبال، وتضم الجبال العديدة من الأشكال التضاريسية منها التضاريس المشرفة أو القمم أو الأعراف وكلما ازداد علوها تجردت من التربة ومن الغطاء النباتي الطبيعي بفعل عوامل التعرية وبالتالي انعدمت كل إمكانية للإستقرار البشري :
- السفوح : وتتجزؤ بسبب نشاط الجريان المائي وتعمق المسيلات والشعاب إلى متون ( تجزؤ السفوح) متوالية وكلما زاد تجزؤ السفوح وعنف انحدارها حد ذلك من فرص وإمكانات الإستقرار.
- الأودية : وتعرف تنوعا شديدا في اتساعها وشكل امتدادها. فهناك الأودية الواسعة حيث تتباعد السفوح المتقابلة بوجود قعور متسعة وتكون التضاريس آنذاك غير معطلة للنشاط البشري.
وهناك الأودية الضيقة جدا حيث التقارب الكبير للسفوح المتقابلة وتكون عبارة عن خوانق بقعر ضيق تعيق الإستقرار البشري.
- الأحواض والمنخفضات الجبلية : وتتميز بسطح شبه منبسط تحيط بها المرتفعات من جميع الجوانب وبالنظر إلى هذه الخاصية الطبوغرافية فهي تسمح بتركز بشري هام واستغلال فلاحي مكثف..
ويتم تصنيف الجبال حسب الإرتفاع المطلق أو الإرتفاع النسبي ومدى تقطع أو تجزؤ السفوح وضيق أو اتساع الأودية وشكل الأعراف حسب الأنواع الآتية :
(خريطة باب تازة) * الجبال العالية : وتتميز بارتفاعاتها المطلقة الهامة التي تفوق 2000 متر وتشكل الأعراف بها تضاريس صخرية شامخة شديدة الإنعراج وكثيرة التفرع وبكثرة الأجراف الصخرية والصخور العالية خاصة قرب القـمم ، ويلاحظ طول السفوح وتدرج واضح على مستوى الغطاء النباتي والذي نجد تفسيره في التدرج المناخي بين العالية والسافلة ولهذه المعطيات انعكاس واضح على الإستقرار البشري وممارسة النشاط الزراعي الذي يقتصر على الأجزاء السفلى بالدرجة الأولى.
( خريطة تامروت ) * الجبال الوسطى الكتلية : تتميز بارتفاعات متوسطة تقل عن 1500 متر من خاصياتها الأساسية أن الإرتفاعات النسبية هامة أكثر من 400 متر على الأقل تكون السفوح بها شديدة التقطع وذات انحدارات عنيفة ضيقة على شكل خوانق أحيانا، أما القمم فتمتاز بحدتها وضيقها ، كل هذه الخصائص تجعل من هذا النوع من الجبال من أصعب البيئات أمام الإستغلال البشري.
( خريطة ايت اورير) * الجبال الوسطى المهواة : تحوم الإرتفاعات المطلقة حول 1500 متر ، من خاصيتها الأساسية الإتساع الكبير للأودية والأحواض التي تشرف عليها أعراف ضيقة وقوسية الشكل في الغالب أما السفوح فقليلة التجزؤ مقارنة مع سفوح الجبال الوسطى الكتلية وبهذه الخاصية فهي لا تعرقل الإستقرار البشري بها.
( خريطة ملوسة ) * الجبال السفلى : وتسمى أيضا بالتضاريس التلية نظرا لارتفاعاتها المطلقة الضعيفة التي تتراوح بين 200م وأقل من 800م على العموم تمتاز بسيادة التلال والمتون وبتجزيئ شديد للإنحدارات غير أن هذا لا يمنع من اتساع الأودية وانتشار الأحواض والمنخفضات الداخلية التي غالبا ما تستقطب السكان والأنشطة البشرية.
2-2- الهضاب :
يتم تعريف الهضبة بكونها أرض منبسطة وأوديتها متعمقة أي أن سطح الهضبة لا يوجد عند مستوى الجريان ولكن في مستوى أعلى يشرف على هذا الجريان كما قد يكون الإشراف على سهول ومنخفضات، وتتكون الهضاب من الأشكال التضاريسية الآتية:
- سطح الهضبة : أو العنصر الهضبي وهو الجزء البارز بين واديين متعمقين.
- الوادي المتعمق : ويتكون من سفحين متقابلين شديدا الإنحدار يتصلان عند قعر ضيق عموما.
- المتون الهضبية : وهو شكل تضاريسي مستطيل في الغالب ذو قمم محدبة ناتجة عن شدة تقطع سطح الهضبة أو سفوحها بفعل تقارب الروافد وتعمقها فيختفي الإنبساط لذلك فهو مرتبط بالهضبة في أعاليه ولهذا الشكل الثالث جوانب – سفحان يطلان على الأخاديد والشعاب وسفح ثالث يطل على الوادي الرئيسي - .
- الحافات أو هوامش الهضاب : تشكل الحافة نهاية الهضبة وتظهر في شكل سفح يتصل بين سطحين منبسطين إحدهما مشرف وهو سطح الهضبة والآخر مشرف عليه قد يكون سهل أو منخفض أو هضبة سفلى.
من جهة اخرى نميز بين الهضاب على مستوى الإرتفاع المطلق وعلى مستوى كثافة الشبكة المائية وتجزؤ السطح :
- على مستوى الإرتفاع المطلق يتم التمييز بين الهضاب السفلى التي لا يتعدى ارتفاعها بضعة عشرات من الأمتار ( هضبة زعـير ) والهضاب المتوسطة التي تقاس ببضعة مئات من الأمتار، والهضاب العليا التي تصل ارتفاعاتها عدة مئات أو بضعة آلاف من الأمتار ( النجود العليا ). إلا أن الإرتفاع المطلق للهضبة ليس له نتائج مباشرة على شكلها السطحي ولا يؤثر وحده على الإستقرار البشري.
- على مستوى الإرتفاع النسبي أو مدى تعمق الأودية نميز بين هضاب بأودية قليلة العمق ( بين 10 و 100 متر) فتكون السفوح قصيرة ذات انحدارات ضعيفة أو متوسطة وبين هضاب أوديتها عميقة بارتفاعات نسبية تعد بمئات الأمتار تظهر على شكل سفوح طويلة أو خوانق عميقة.
- على مستوى كثافة الشبكة المائية نميز بين:
( خريطة المحمدية ) * الهضاب المتماسكة ومن خصائصها تباعد الأودية وضعف تعمقها وقلة الروافد وللإتساع الكبير للأسطح الهضبية وكل هذه الخصائص تجعل منها مجالات ملائمة جدا للإستقرار البشري والإستغلال الزراعي الكثيف. ( سهل الشـاوية ).
( خريطة دبدو ) * الهضاب المجزأة : خاصيتها الأساسية تقارب هام لأوديتها وتعمقها وكثافة روافدها الثانوية وضيق العناصر الهضبية التي تأخذ أشكال محدبة وكثرت المتون ومثل هذه الهضاب تضع صعوبات كثيرة أمام الإستقرار البشري. ( الهضاب العليا).
( خريطة تمنار) * الهضاب الشديدة التجزيء : وتتميز بالغياب التام للعناصر الهضبية المسطحة بسبب التقارب الكبير للأودية وكثافة الروافد فتكون التضاريس عبارة عن متون شديدة التقطع مما يجعلها بيئة صعبة للإستقرار البشري. ( شياظمة).
3-2- السهول :
وهي ذات انحدارات ضعيفة وحيث الأودية غير متعمقة والجريان سطحي والإرتفاعات النسبية جد ضعيفة إلا أن هذا لا ينفي وجود بعض الأشكال التضاريسية البارزة كالتلال كما لا يدل على مدى خصوبة التل الذي يخضع لعناصر أخرى ويمكن التمييز بين عدة أنواع من السهول :
( خريطة سوق أربعاء الغرب ) * سهل مستوى القاعدة : يتميز بضعف ارتفاعاته المطلقة التي تقاس بأمتار معدودة لوقوعه عند مستوى سطح البحر أو المحيط وبانحدار ضعيف جدا وبغياب أشكال تضاريسية بارزة وتكون هذه السهول الأكثر عرضة للفياضانات كما تساعد طبوغرافيتها على انتشار المستنقعات والضايات مما يجعل الإستقرار بها لا يخلو من مصاعب.
( مراكش ﯖليز ) * السهل الفيضي او الوادي الغريني : ويسمى كذلك لارتباطه بمجرى مائي يخترق السهل فتنحدر طوبوغرافيته نحو المجرى ويقدم هذا السهل مزايا كثيرة للإستقرار البشري والإستغلال الزراعي.
( بركان سهل ملوية) * سهل قدم الجبل : وهو السهل الذي يتصل مباشرة بالسفوح الجبلية حيث تنحني طبوغرافيته تدريجيا من أقدام السفوح إلى وسط السهل الذي غالبا ما يخترقه مجرى مائي أو نهر تصب فيه الإنحدارات النازلة من الجبال المجاورة وتتكون بأطراف هذه السهول عند اتصالها بالجبال وبالتحديد بالأماكن التي تمر بها المجاري المائية الرئيسية ما يعرف بمروحة الإنصباب.
* السهول الصحراوية الجافة : وتتميز بالكثافة الهامة للجريان والإتساع الكبير للمجاري المائية الرئيسية غير أن الجريان يكون مؤقتا وغير ثابت مكانيا كذلك ولا تخلوا السهول الصحراوية من بعض الأشكال البارزة الناتجة عن عمل الرياح كالتلال المنعزلة المستديرة والكثبان الرملية والأعراف الصخرية الحادة وتغطي سطح السهول الصحراوية تكوينات رملية دقيقة تسمى حينئذن بالرقوق أو حجارة وحصى تسمى آنذاك بالعروق.
2-4- مجموعات وأشكال تضاريسية أخرى:
1-2-4- التضاريس الإلتوائية :
تتكون التضاريس الإلتوائية بفعل حركات بطيئة وعنيفة للطبقات الباطنية للأرض مما ينتج عنه تحول وضع الطبقات من أفقية إلى ملتوية في شكل طيات. وتتكون الطية من جزئين محدب ومقعر حسب سمك الطبقات الرسوبية وقوة الضغط ، يمكن التمييز بين أنواع من الطيات وهي المنتظمة والمائلة والمنكسرة والمنقلبة والزاحفة في هذا النوع الأخير تنفصل الطيات ويزحف بعضها على بعض مكونة تضاريس عنيفة كجبال الريف، وتعمل عوامل التعرية في التضاريس الإلتوائية على شكل العديد من الأشكال التضاريسية التي يمكن قرائتها من خلال الخريطة الطبوغرافية أبرزها :
- البهرات Combes : وهي منخفضات مستطيلة الشكل تتكون في أعالي المحدبات بعد تآكلها بعوامل التعرية.
- المقعرات المغلقة : وهي بهرات توسعة وتعمقة فانخفض مستواها إلى ما دون مستوى المقعرات المجاورة فتتحول تلك المقعرات إلى تضاريس بارزة ومشرفة.
- الأفاجيج Cluxs : وهي أودية عميقة تخترقها الأجزاء المحدبة لتـفصلها إلى شطرين ويكون قعر الإفجيج عند المستوى المقعر.
- التضاريس الأبالاشية : نسبة لجبال الأبلاش في شرق و.م.أ وتتكون من تعاقب منخفضات مستطيلة ضيقة وأعراف متوازية ومتساوية الإرتفاع تكونت بفعل عوامل التعرية التي أفرغت الأجزاء الهـشَّة وبرزت الأشكال الصلبة.
2-2-4-التضاريس البركانية:
البراكين ظاهرة جيولوجية تحدث في نقط متعددة من سطح الكرة الأرضية نتيجة اندفاع المواد المنصهرة والغازات المرافقة لها في أعماق الأرض بواسطة منفذ عمودي يسمى المدخنة وتسمى المواد المنصهرة بالصهارة وهي خليط من صخور تحت ضغط مرتفع ودرجة عالية من الحرارة، وتحتوي الصهارة أيضا على كميات هائلة من الغازات وعلى رأسها CO2.
وينتج عن وصول الصهارة إلى السطح تشكل أشكال تضاريسية معينة تعرف بالتضاريس البركانية مكونة من صخور متماسكة كالقذائف البركانية وهي عبارة عن جلاميد لافية تقذف بعنف في الهواء مصحوبة باللوبيات وهي أجزاء لافية ذات أشكال مستديرة صغيرة الجحم. الرماد هو غبار لافي يصعد إلى الأعلى. وعلى الرغم من أن النشاط البركاني بالمغرب محدود فإن هناك مؤشرات تدل على وجود هذا النوع من التضاريس ببعض جهاته خاصة بالأطلس المتوسط الهضبي، فبهضبة آزر تكسوا الصخور البركانية السوداء مساحات تمتد على 400 كلم كما تكثر بهذه المنطقة تضاريس على شكل تلال منعزلة ذات شكل مخروطي يصل ارتفاعها لأكثر من 200 متر تنتهي في الأعلى بانخفاض على شكل صخرة تشكل فوهة البركان ومن تم يمكن اعتبار هذه التلال براكين خامدة قديمة، وحول هذه التلال تنتشر كتل كبيرة من الضخور المفتتة مكونة من أجزاء دقيقة وكتل أخرى من صخر البازلت ، كما توجد مثل هذه التضاريس البركانية بتمحضيت غرب هضبة إفران، ومخروط كديات بهضبة الحاجب (إتكي).
3-2-4- التضاريس الكارستية : ( الحاجب الأبلاشية )
يوجد هذا النوع من التضاريس في المناطق التي تغطيها الصخور الكلسية وتنتج عن تحليل كميائي لهذه الصخور، ذلك أن الكلس صخر يتكون أساسا من كربونات الجير التي تتحلل عند ملامستها للمياه المحملة بثاني أوكسيد الكربون كما يتميز بنفاذية عالية مما يحول دون تواجد جريان سطحي، لذلك تكثر به الشقوق والمنخفضات المغلقة وغيرها. وتعتبر جبال الأطلس المتوسط الهضبي مجالا نموذجيا لانتشار هذه التضاريس بالمغرب، وعموما يمكن التمييز بين مجموعتين كبيرتين من الأشكال التضاريسية الكارستية.
2-3-2-4- التضاريس الكارستية السطحية :
ونميز داخل هذه المجموعة بين الأشكال الآتية :
- الهضاب الكلسية Gusses : وهي هضاب كلسية جرداء.
- الحرافيش Rxpier : وهي عبارة عن سطوح مكونة من أخاديد عميقة تفصلها نتوءات ذات قمم حادة (مسيلات).
- الجوبة Donline : وهو منخفض دائري مغلق ينتج عن اتساع الشقوق وعادة ما تكون به تربة حمراء غنية وقد تغمرها المياه فتصبح عبارة عن بحيرات أو ضايات ( ضاية أزيكزا) الأطلس المتوسط الهضبي.
- الجوبات المتلاحمة Ourala : وهو منخفض واسع ذو جوانب منعرجة ناتج عن التحام الجوبات فيما بينها بفعل التعرية الكيماوية.
- الدارة Polje : وهو أيضا منخفض مغلق لكنه يتميز باتساع كبير قد تتخلله تلال كلسية معزولة كما تخترقه مجاري سطحية صغيرة.
- الخانق الكلسي Canion : وهي أودية عميقة ذات سفوح دائمة.
1-3-2-4 الأشكال الكارستية الباطنية :
تنشأ هذه الأشكال بواسطة تسرب المياه السطحية عبر الشقوق إلى باطن الأرض ونشاط النحت الميكانيكي والكمياي الذي يرافقها مما يؤدي إلى تكوين كهوف ومغاور قد تجري بها أنهار أو تتخللها بحيرات وشلالات كما تلتسق بأراضيها وسقوفها أعمدة ناتجة عن تسرب الكلس المتحلل يسمى بالصواعد والنوازل، وبالإضافة إلى هذه الأشكال توجد بالتضاريس الكارستية الينابيع المتفجرة وتنشئ عن تجمع مياه غير طبقات الكلس فوق الطبقة الصخرية غير نافذة كالشيست أو الصلصال فتنفجر نحو الخارج وكثيرا ما تشكل هذه الينابع نقط لتركز البشر، وتجدر الإشارة في النهاية إلى أن قرائة الأشكال التضاريسية الكارستية الباطنية على الخرائط الطبوغرافية أمر غير ممكن بينما يمكن ضبط بعض أنواع التضاريس السطحية.
4-2-4- التضاريس الساحلية:
السواحل هي المناطق التي يتصل فيها البحر باليابسة وينتج عن هذا الإتصال أشكال تضاريسية متنوعة تسمى بالتضاريس الساحلية. ويعتبر النحث البحري أحد أهم العوامل في تشكيل التضاريس الساحلية، حيث يعمل نشاط الموج المستمر على انفصال الكتل الصخرية وتراجع الأجراف، وتتراكم الأجزاء الصخرية المفتتة عند قدم هذه الأجراف الميتة فتحول دون وصول الموج إليها مشكلة رصيف المد أو ما يسمى بمسطحات النحث البحري، بالإضافة إلى ذلك ينتج عن النحت الساحلي بواسطة أمواج التيارات الساحلية أشكال متعددة نذكر منها :
- الشواطئ الرميلة : الناتجة عن تراكم وانتشار الرمال الدقيقة في الأجزاء المنخفضة من السواحل المتصلة بالبحر قد تصبح كتبان إذا اتسع عرض الشاطئ فتعمل الرياح على نقلها نحو الداخل خاصة في حالة انعدام الغطاء النباتي.
- اللسان الساحلي : وهي عبارة عن شريط رملي ناتج عن ترسيب حمولة التيارات البحرية بينما تضعف قدرتها على النقل ، وقد تربط هذه الألسنة الساحلية بجزيرة مجاورة كما تمتد عند مصب خليجي بحري أو نهري فتكون بمثابة حاجز لفم الخليج.
- الأشرطة الساحلية : تتكون عندما يتصل لسانان ساحليان بشكل عام شبه كامل أو كامل فيغلقان مدخل الخليج البحري الذي يتحول إلى هور.
· الخور : وينشا عند مصبات الأنهار الكبرى التي تغمرها مياه البحر فيتشكل خليج نهري صخري.
· الهور : وهو عبارة عن مستنقعات ساحلية تمتد فوق أشرطة رملية بمثابة حواجر تفصلها عن مياه البحر.
· الدلتا : يتشكل هذا النوع من التضاريس الساحلية في مصبات الأنهار الكبرى كنتيجة لتراكم الرواسب الدقيقة التي تحملها هذه الأنهار.
تلعب التضاريس المتنوعة وطبيعة الصخور والإرتفاع والجريان دورا أساسيا في ظهور أشكال أخرى من التضاريس الساحلية أهمها:
· الخلجان والرؤوس البحرية : وتظهر عندما تكون التضاريس الإلتوائية عبارة عن طيات متعامدة مع خط الساحل أما إذا كانت هذه الطيات متوازية أو موازية له فتنتج سواحل صخرية مرتفعة .
· الغبة : وهي مصبات الأودية المتعمقة غمرتها مياه البحر.
· الفيورد : وهي أودية جليدية عميقة غمرتها مياه البحر في الفترة الجليدية ( الطغيان الفلاندري).
· الجوين صخري : وهي أودية كارستية جافة في المناطق الكلسية غمرتها مياه البحر.
· سواحل منقطعة : في شكل جزر أو أشباه جزر ظهرت بعد أن غمرت مياه البحر المقعرات بينما ظلت المحدبات تضاريس بارزة.
5-2-4- التضاريس الصحراوية :
تعمل الظروف المناخية القاسية بالمناطق الصحراوية على ظهور أشكال تضاريسية متعددة، فظاهرة التجوية الناتجة عن الإختلاف الكبير في المدى الحراري اليومي تؤدي إلى حدوث تفكك وتفتت في الصخور المكونة لهذه المناطق وتفتيتها إلى أجزاء صخرية يسهل نقلها لمسافات بعيدة بواسطة الرياح، ومن أهم هذه الأشكال :
- الحمادات : وهي هضاب صخرية مرتفعة وعالية حيث جردتها الرياح من التكوينات الرملية الدقيقة.
- العروق : وهي مساحات واسعة الإمتداد تغطيها الكتبان الرملية ويتنوع المظهر الخارجي لهذه الكتبان تبعا لاتجاه الرياح.
- الرقوق : وهي أسطح ممتدة تغطيها الرمال الخشنة وحصى تعجز الرياح عن نقلها.
- التلال المعزولة : وتتعرض للتآكل باستمرار بسبب النحت الريحي..
- النتوؤات أو الجبال البركانية.
التحليل البشري والإقتصادي للخريطة الطبوغرافية
تقدم الخريطة الطبوغرافية مختلف أنواع استعمالات المجال الجغرافي من طرف الإنسان، غير أنها تقتصر على إظهار الأشكال التضاريسية والتجمعات البشرية ( المدن ، القرى والأنشطة الإقتصادية المتنوعة كالمغروسات والطرق ووسائل الري) بينما تظل المجالات التي تغطيها أنشطة مؤقتة كالزراعات الموسمية والرعي بيضاء دون رموز محدد مما يزيد من تعقيد مهمة تحليلنا لهذه الوثيقة ، وبشكل عام يقتضي التحليل البشري والإقتصادي للخريطة الطبوغرافية المغربية التطرق إلى مجالات متنوعة متداخلة وهي المجالات السكنية بمختلف أنواعها والمجالات الفلاحية والمجالات الحضرية مع استخلاص أشكال تنظيم المجال.
1- مجالات السكن الريفي من خلال الخريطة الطبغرافية :
نعني بالمجال الريفي الرقعة التي تكون فيها المنازل والمرافق التابعة لها بالمجالات القروية ، ويرتبط ظهوره بالمجال بممارسة الإنسان للأنشطة المتنوعة كالزراعة والرعي والنشاط الزراعي والمعدني أو بوجود مرافق متنوعة سياحية وعسكرية ودينية وغيرها.
ويكون المجال الريفي مستقرا ( الزراعة) أو متنقلا ( الرعي ) مستغلا بصفة دائمة أو مؤقتة ، ويتم البناء بمواد محلية تعكس تفاعل الإنسان مع بيئته. فعلى مستوى الجدران يتم البناء بالطوب في السهول والحجارة المكتلة بالطين في الجبال. وعلى مستوى السقوف يتم اللجوء إلى مواد متنوعة كذلك حسب توفرها والإمكانيات الخاصة للسكان كالأعشاب والقصب والخشب المغطات بالطين والقصب. وينتشر السكن الريفي المبني بالمواد المحلية في غالبية مناطق وجهات المغرب لجبال الريف والأطلس والواحات والهضاب والسهول فيما تعرف بعض المناطق السهلية التي خضعت للتعمير الأوروبي أو التي شهدت تطبيق سياسة الإصلاح الزراعي بعد الإستقلال انتشار سكن صلب بالمواصفات العصرية، غير أنه في إطار التحولات العميقة التي يشهدها المجال المغربي عامة منذ بضعة عقود، أصبحت الأرياف خاصة القريبة من المدن وطرق المواصلات تغزوها مواد البناء العصرية ( الإسمنت، الآجور، الحديد ...) فظهرت مباني بخصائص معمارية وعمرانية غريبة عن البيئة المحلية ، على كل حال يخضع توزيع السكن الريفي وانتشاره بالمجال لعدة عوامل وظروف نجملها :
- العوامل الطبيعية : كالتضاريس والتربة والمناخ والمياه ، فالإنسان يبحث عن الطبوغرافية الملائمة والتربة الغنية أو الصالحة للزراعة والمناخ الملائم الذي يساعد على ممارسة الزراعات وتوفير المراعي والغابات.
- العوامل التاريخية .
- العوامل السياسية والإدارية : كتدخل الدولة عن طريق مصالحها لبناء قرى نموذجية خاصة في إطار تطبيق سياسة الإصلاح الزراعي.
- العوامل الإقتصادية : كالأنشطة الإقتصادية وانتشار الإستثمارات وطرق المواصلات ينضاف إلى ذلك عوامل اجتماعية كتنظيم المجموعات البشرية على المستوى المحلي وعقارية ( الوضع العقاري السائد) ودينية ( وجود زوايا وأضرحة ). وتساهم هذه العوامل في تنوع هام لأشكال السكن الريفي وعموما نميز بين مجموعتين رئيسيتين لأشكال السكن الريفي.
1-1- السكن الريفي المتجمع :
وتتصل المباني بعضها ببعض بواسطة المنازل أو المرافق التابعة لها، وحسب الجهات والأقاليم الجغرافية للمغرب يأخذ السكن المتجمع عدة أسماء في الخريطة الطبوغرافية فهو يسمى دوار في السهول والهضاب الأطلسية الداخلية ، و إغرم بالأطلس المتوسط والكبير،و تشار في جبال الريف وأﯕدير بمنطقة سوس. القصبة أو القصر بالواحات الممتدة جنوب الأطلس الكبير وملوية العليا، ويمكن تصنيف السكن المتجمع إلى عدة أنواع ، ومن المعايير الأساسية لهذا التصنيف الكثافة العمرانية أو كثافة النسيج المبني ، والشكل العام الذي يأخده انتشاره في المجال وموضعه الطبوغرافي والموقع بالنسبة للحيز الفلاحي.
1-1-1- أنواع السكن المتجمع حسب الكثافة :
تختلف درجة السكن المتجمع حسب درجة التقارب أو التباعد.
- السكن المتراص المفتوح: ولا يتوفر على أسوار أو أحصنة.
- السكن المتزاحم : وتكون المباني متصلة فيما بينها بواسطة الجدران او بواسطة المرافق التابعة لها.
- السكن المفكك: وتكون البيوت ومرافقها منفصلة عن بعضها البعض بوجود ساحات فارغة عبارة عن صخور وبساتين مثلا.
2-1-1- أنواع السكن المتجمع حسب الشكل :
يتخذ السكن المتجمع اشكالا متنوعة كما يلي :
- السكن الخطي أو السكن الطرقي : ويتميز باصطفافه على طول طريق او ساقية او نهر او سفح.
- السكن ذو الشكل المستدير : حيث تتجمع المنازل على شكل حلقة أو أي شكل آخر يميل إلى الإستدارة مع ساحة بالوسط احيانا، ومن هنا جاءت كلمة دوار.
- السكن ذو الشكل النجمي : ويتكون عند تقاطع طرق المواصلات أو عند تفرغ الوديان مثلا.
- السكن السديمي : ويتميز بتفرعه إلى نوى صغيرة ممتدة في اتجاهات مختلفة في شكل شظايا متناثرة ومتباعدة نسبيا.
- السكن الهندسي : ويكون منتظما تنظيما هندسيا محكما باصطفافه على طول ممرات وأزقة متقاطة . وغالبا ما يكون ناتجا عن تدخلات استصلاحية تقوم بها الدولة والقطاع الخاص.
3-1-1- أنواع السكن المتجمع حسب الموضع :
يحتل السكن الريفي مواضع متنوعة في المجال كالقمم والحافات والسفوح وفوق المساط والضفاف النهرية ، يفسر ذلك باسباب متنوعة تاريخية وطبيعية وعقارية وغيرها.
- مواضع القمم وأعالي السفوح : يحتل السكن الريفي القمم لأسباب دفاعية كما كان يحدث في الفترات التاريخية المضطربة أو بتجنب خطر الفياضانات والسيول التي تتعرض لها المناطق المنخفضة او لربح المجال الزراعي بتخصيص المناطق المرتفعة للسكن والموجودة في الأسفل للزراعة فتسهل مراقبة المزارع والحقول والإشراف عليها. ( الشاون، ملوسة)
- موضع وسط السفوح : ويتحكم في انتشار السكن في هذه الاماكن عاملين رئيسيين وفرة مصادر المياه بشكل عيون وينابيع خاصة في مناطق توضع الكلس فوق الطبقات الصخرية غير النافذة ( الذروة الكلسية للريف الغربي) أو ليحتل السكن موقعا وسطا بين رسطاقين ( أراضي لها مؤهلات زراعية معينة ) اثنين او حيزين اثنين حيز الزراعة والمغارس في الأسفل وحيز الرعي وبعض الزراعات الخفيفة في الاعالي. (الشاون )
- موضع قدم السفوح : بالإضافة إلى أخرى ممكنة يحتل سكن هذه المواضع إذا كانت السفوح حادة كما هو حال السفوح المقعرة ولتفادي خطر الفياضانات كذلك في حالة سفوح متصلة بسهول ومنخفضات.
- موضع الحافات : في كثير من الحالات تشق هذه الحافات اودية تشكل تغراث أو اكمام ( إيمي ) تسهل الغتصال والتبادل وتوفر مياه الري ويستغلها الإنسان للإستقرار. ( ايمي نتانوت )
- موضع ضفة النهر الغرينية : ويتقر فيه الغنسان نظرا لمؤهلاته الطبيعية ( التربة الغنية ووفرة المياه).
- موضع ممر : كالفجاج والممرات الطبيعية ومن مؤهلاته الإستفادة من خطوط المواصلات التي تخترقه مما ينعش حركة التبادل والمرور.
من جهة اخرى يحتل السكن الريفي المتجمع مواقع مركزية بالنسبة للحيز الفلحي ، قد يشغل موقعا مركزيا بالنسبة لرستاق الزراعة أو لعدة رساتيق متنوعة ومتدرجة أو ينتظم بصفة خطية متوازية لرساتيق فلاحية ( السفوح مثلا) أو ان يكون السكن هامشيا بالنبة لهاته الرساتيق.
2-1- السكن المتفرق:
يتميز السكن المتفرق بتباعد المباني عن بعضها البعض إذ ليس هناك اي شكل من اشكال التجمع تفصل بينها الحقول أو المراعي وغيرها من الاراضي الشاغرة أو المساحات المستغلة، ويفسر تفرق السكن الريفي لعدة عوامل قانونية واقتصادية مما يحول دون تجمع السكن وطبيعة توفر المياه في شكل آبار متفرقة أو على طول الانهار الشيء الذي لا يحرض حول نقطة ما محددة او العامل السياسي والامني المتمثل في استتباب الأمن الذي يشجع على تفرق السكن والإداري كعمليات الإستصلاح الزراعي التي تقوم بها الدولة في النطاقات السقوية العصرية لانشاء تجزيئات فلاحية يتوزع السكن داخلها بشكل هندسي ومتفرق ويمكن ان نضيف إلى هذه العوامل عوامل اجتماعية تتجلى في نمط حياة جديدة مبني على النزوع المتزايد نحو الاسرة الفردية أو النووية من جهة أخرى يمكن تصنيف السكن المتفرق على مستويين :
- على مستوى الكثافة : نميز بين السكن المتفرق المتزاحم حيث تكون المنازل متقاربة مع بعضها البعض والسكن المتفرق المتباعد وفي هذه الحالة تفصل بين المباني استغلاليات واسعة كما هو الحال في المناطق التي عرفت تعمير الاوربيين.
- على مستوى الشكل : نميز بين السكن المتفرق المنتظم ومن الامثلة على ذلك الذي ينتشر في الدوائر السقوية العصرية الذي خضع لتوزيع هندسي في إطار تجزيئات فلاحية وسكن متفرق غير منتظم المنتشر بشكل عشوائي دون تكثيف.
3-1- المراكز القروية :
تأخد تجمعات السكن الريفي في العديد من الاحيان احجاما وابعادا مجالية هامة خاصة من حيث الكثافة والشكل مما يجعلها ترتقي إلى مستوى مراكز قروية وبالفعل فإن العديد من الخرائط الطبوغرافية المغربية تحمل عناوينها من هذه المراكز التي تتميز بتصميم معين ومعمار ومواد بناء متطورة، وبوجود انشطة اقتصادية غير فلاحية، تجارية، إدارية وتجهيزات متنوعة كموقعها على طرق المواصلات او عند تقاطعها او بوجود سوق فلاحي اسبوعي او بقرار سياسي او إداري كإنشاء قرى نموذجية او لعوامل دينية ( وجود زوايا واضرحة ).
من جهة أخرى نشير إلى أن المعلومات التي تقدمها الخريطة الطبوغرافية بخصوص السكان هزيلة للغية وكل ما يمكن معرفته اسماء المجموعات البشرية التي تعيش في المجال الذي تقدمه الخريطة في إطار قبيلة أو فخد ( مجموعة عظام ملتحمة بحدود ترابية معينة ) او عظم ( أسرة ابوية كبيرة تشكل قرية او عدة قرى ). ويمكن كذلك ضبط امتداد الأفخاد انطلاقا من الإتجاه الذي تاخده الاسماء وتوزيعها بالنسبة للوحدات التضاريسية.
2- المجالات الفلاحية من خلال الخريطة الطبوغرافية :
1-2- العوامل المحددة لامتداد المجال الفلاحي :
يتحكم في امتداد المجال الفلاحي عوامل متعددة تاريخية واجتماعية وعقارية وسياسية واقتصادية وطبيعية كالتضاريس والتربة والمياه والمناخ والنبات.
وبينما يصعب ضبط العوامل البشرية من خلال الخريطة الطبوغرافية يسهل تحديد أثرالعوامل الطبيعية ، فمن خلال الخريطة يمكن استخراج أثر التضاريس على امتداد المجال الفلاحي فالزراعة تنتشر عادة في مناطق ذات انحدار ضعيف كالسهول والهضاب والاحواض وعند قدم الجبل غير ان هذا لا يعني غيابها فوق السفوح الوعرة حيث يتم التغلب على عنف الإنحدار بإقامة المدرجات ، وللمناخ تأثير واضح على امتداد المجال الفلاحي والمناطق التي تحظى بتساقطات كيفة تسمح مبدأيا بممارسة نشاط زراعي متنوع ويمكن استنباط المناخ السائد في المنطقة التي تمثلها خريطة ما بصفة تقريبية اعتمادا على خطوط العرض وعامل الإرتفاع ومن خلال معلومات اخرى كنوعية الغطاء النباتي وطبيعة الجريان ونوعية الزراعات الممارسة ووجود جريان دائم مؤشر على غزارة التساقطات وظروف مناخية رطبة، إن وجود جريان متنوع بين دائم وموسمي ومؤقت يشير إلى ظروف مناخية شبه جافة او جافة، وفي المناطق القاحلة وشبه القاحلة ( الجافة ) يتم التعويض على قلة التساقطات وتذبذبها باللجوء إلى الري بمياه السدود ومياه الانهار او المياه الجوفية وتساعد هذه التقنية على توسيع هام للمجالات الفلاحية ويتم الري بطريقة تقليدية قديمة كالناعورة – الخطارات – وبطريقة الفيض الناجم عن السيول او بطريقة عصرية بواسطة قنوات تسميلية محمولة او سطحية تحل محل المياه من السدود من الحقول وباستعمال آليات متطورة كالرش او الأذرع المحورية او طريقة التقطير او باللجوء إلى المضخات البنزينية في حالة استغلال الفرشة الباطنية أو بضخها من الانهار و يكون التمييز بين طرق الري التقليدية و العصرية من خلال الخريطة الطوبوغرافية أمرا ممكنا.
2-2- مكونات المجال الفلاحي من خلال الخريطة الطبغرافية :
تقدم الخريطة الطبوغرافية المجال الفلاحي في ثلاث حيزات رئيسية :
· حيز الزراعات الحولية أو الموسمية : من حبوب وقطاني ومزروعات صناعية وعلفية كالخضروات وغيرها وباستثناء الخضروات والمزروعات التي يشار غليها برموز خاصة فإن الزراعات الاخرى تبقى بدون رموز يصعب استنباطها والتمييز بين انواعها من خلال الخريطة الطبغرافية، غير انه يمكن استخراج بعض أنواع المزروعات كالحبوب اعتمادا على مؤشرات محددة كالطبوغرافية المنبسطة وكثافات السكان او من خلال وجود مصطلحات محلية مثل البلاد Bled، حرف la beur ، فدان Fedan ، أو وجود رموز خاصة لمطاحن الحبوب ¤OX أو مخازن ( مطمورات )، كما يمكن التمييز من خلال الخريطة الطبوغرافية بين الزراعات الموسمية البورية المسقية مع تحديد وسائل الري المستعملة.
· حيز المغروسات والأشجار المثمرة : وقد سبقت الإشارة إلى طرق تمثيلها على الخريطة الطبوغرافية وتمارس في إطار تقليدي ( زيتون ، نخيل ) او في إطار عصري ( حوامض ، كروم ) ويقتضي تحليل الخريطة الطبوغرافية الإشارة إلى انواعها والمواضع التي تحتلها ومدى قربها من مصادر المياه.
· حيز الرعي والتدجين : لا يعطى للمراعي اي رمز محدد فوق الخريطة الطبوغرافية غير انه يمكن اعتبار المجالات التي تغطيها الغابات والاحراش مراعي ، ويمكن ان نضيف إليها المناطق التي تظل بيضاء فوق القمم والسفوح الوعرة ، ومن المؤشرات الاخرى على وجود الرعي وجود او توفر مناطق عشبية في قعور الاودية وقرب الضايات والمرجات وانتشار السياجات لمنع دخول القطيع إلى الحقول المزروعة، بالإضافة إلى وجود مصطلحات محلية لممارسة الرعي مثلا أزغار ( مرعى شتوي عند قدم الجبل ) ، تشتا ( ويدل على الغابات والاحراش )، حتى في غياب هذه المؤشرات فإن هذا لا يعني غياب نشاط تربية الماشية الذي يمكن ان يمارس في الحظائر اي التدجين المستقر، خاصة إذا توفرت بالخريطة مباني مستطيلة الشكل او بالإعتماد على الحصائب والمواد العلفية خاصة الأبقار.
3-2- نظام الإستغلال الزراعي من خلال الخريطة الطبوغرافية :
1-3-2- وسائل الإنتاج والمردودية :
يقصد بوسائل الإنتاج الفلاحي كل ما يجنده الفلاح من ارض ورأسمال ووسائل حرث و حصاد ودرس واسمدة ووسائل الري، اليد العاملة ووسائل تخزين المخزون ويحدد نوع هذه المسائل الدرجة الاقتصادية والاجتماعية للبلد ، وتتحكم بشكل كبير في الإنتاج و الإنتاجية و نعمد لاستخراج هذه الوسائل في الخريطة الطبغرافية على مؤشرات ،ففي مناطق الفلاحة البورية ذات التضاريس السهلية و الهضبية يساعد انبساط السطح على استعمال وسائل إنتاج عصرية في مختلف مراحل الإنتاج كالجرارات وآلات الحرث و الدرس و نقل المنتوج الذي يكون ذو إنتاجية متقطعة ( فلاحة مغلالة) ، كما هو الحال في معظم السهول كالغرب و الشاوية ودكالة والحوز وسايس وطرفة و ملوية السفلى و الهضاب الداخلية كذاك بالنسبة للمغرب.
أما إذا كانت التضاريس جبلية ووعرة فيتم اللجوء إلى وسائل الإنتاج التقليدية ويكون المردود ضعيفا ( فلاحة مقلالة ) غير انه يمكن أن يكون الغنتاج كثيفا ومتنوعا كما هو الحال على طول الاودية وعند اقدام الجبال وبالأحواض والمنخفضات أما في المناطق المروية يعتبر الري من الوسائل التي تساعد على الرفع من الإنتاج الزراعي ، وتنوع وسائل الري بشكل كبير سواء في المناطق التي تعتمد الري التقليدي او في دوائر عصرية و من المؤشرات التي تساعدنا على التمييز بين انواع الري وجود السدود وقنوات الري الهندسية والمضخات البنزينية ( بالنسبة للري العصري ) او يتعلق الامر بعيون وآبار ( بالنسبة للري التقليدي ) ومن خلال هذه المؤشرات وما يرافقها من تسميات ومصطلحات يمكن معرفة القطاعات المشرفة على الري ( الدولة ام الشركات ام الخواص ام الزوايا ام صغار الفلاحين ام مجموعة بشرية معينة ).
2-3-2- أنماط الإنتاج الفلاحي من خلال الخريطة الطبوغرافية :
تتضمن الخريطة الطبوغرافية معطيات ومؤشرات متنوعة تساعد على تحديد انواع أنماط الإنتاج الفلاحي السائد كطبيعة السكن ونوع الإنتاج الفلاحي وحجم المنتوجات وشكلها والتسميات المرافقة لبعض الحيازات، وعموما يمكن التمييز بين انماط الإنتاج الرئيسية الآتية :
- نمط الإنتاج القبلي : وهو نمط انتاج جماعي يعتمد على التضامن والتعبئة لأفراد القبيلة قصد التحكم في الظروف الطبيعية الوعرة كإقامة المدرجات وبناء قنوات الري وصيانة الخطارات وشق المسالك واجتثات مناطق تكسوها الاحراش بهدف توسيع المجال الفلاحي ... ، ويسود نمط الإنتاج على الخصوص بالمناطق الوعرة كالجبال وفي الواحات كذلك.
- نمط الإنتاج الرأسمالي : ويسود على الخصوص بالمناطق السهلية الغنية التي خضعت للتعمير الأوربي في فترة الحماية ولسياسة الإصلاح الزراعي بعد الإستقلال من مؤشرات على الخريطة وجود ضيعات ذات شكل هندسي تمتد على مساحات كبيرة نسبيا ومجهزة بقنوات ري هندسية وسكن متفرق ومنتظم.
- نمط النظام التعاوني : ويسود على الخصوص في المناطق التي شهدت تطبيق سياسة الإصلاح الزراعي بعد الإستقلال حيث نظم العديد من الفلاحين انفسهم في إطار تعاونيات خاصة في نطاقات سقوية حديثة والمسيرة من طرف مكاتب الإستثمار الفلاحي ORMIA. ومن المؤشرات التي تساعد على ضبط نمط إنتاج تعاوني وجود استغلاليات تخضع لتنظيم محكم وكثافة مسالك الطرق والسكن المتفرق.
- نمط الإنتاج القائدي : ويدل على وجوده بالخريطة الطبوغرافية بعض المصطلحات تذكر بالبنية الإقتصادية كالعزيب، دار القايض او أسماء مجالات ريفية و حضرية كبرى. وقد نجده كذلك على مستوى الزوايا والاعيان اللذين استفادوا في الماضي من الإقطاعات التي وهبها المخزن قصد استقطابهم.
4-2- تنظيم المجال الفلاحي من خلال الخريطة الطبوغرافية :
- تنظيم المجال الفلاحي على مستوى المشارة :
المشارة هي أبسط تقسيم للأرض الفلاحية المستغلة المخصصة لنوع معين من الزراعات او المغروسات ( مشارت القمح ، مشارت الكروم ... ) وبينما يسهل ضبط المجال الفلاحي يستحيل التعرف على حدود المشارات الزراعية الموسمية إلا إذا كانت مسيجة.
- تنظيم المجال الفلاحي على مستوى المحاط :
المحاط هو مجموعة الاراضي التي تملكها مجموعة بشرية ملكا شرعيا او عرفيا، ويستغلها ، ويتكون من مجموعة من الرساتيق المتنوعة ( الرستاق بقعة ارضية لها مؤهلات طبيعية معينة تستغل للزراعة او للري ) يستدل في الخريطة الطبوغرافية بتقسيمات معينة كرساتق الزراعة الحولية ( بلاد ، فدان ) ورساتيق الأشجار المثمرة والخضروات ( خضروات، جنان ، السانية ، البحيرة ، الغرسة ) ورساتق البقوليات ( البحيرة ، الولبة ) ورساتق خاصة بالرعي ( اكدال ، المروج ، تاﯕانت ، تيشكا ) ، ويقسم المحاط إلى حريث ( الجزء المستغل فعلا) وشيّم ( الأرض المحروثة ).
- تنظيم المجال الفلاحي على مستوى المشهد :
نميز بين المشهد الفلاحي الذي يخص المشارات الفلاحية الخاصة بإنتاج الحبوب والاشجار المثمرة والخضر والشكل العام الذي تتخذه في المجال والمشهد الزراعي الذي يتضمن بالإضافة إلى ذلك مظاهر اخرى كالمنشئات السكنية والغير السكنية من طرق ومساليك وقنوات الري وسياجات، وأخيرا المشهد الريفي الذي هو انعكاس لتدخل الإنسان في المجال في جميع تمظهراته.
وبخصوص المشهد الفلاحي نميز بين الأنواع الآتية :
· المشهد الفلاحي المفتوح : وينتشر على الخصوص في السهول والهضاب ويكون عبارة عن مشارات خاصة بالفلاحة الموسمية كما يشمل المغارس.
· المشهد الفلاحي المغلق : ويتضمن مشارات مسيجة تأوي فلاحات موسمية أو شجرية ويكون السياج نباتيا حيا او مكونا من بقايا الأشجار او عبارة عن اسلاك أو أسوار قصيرة من الحجارة ، ويكون الهدف من إقامة السياج تاكيد الملكية او منع دخول المواشي أو الحد وطئت الرياح.
· المشهد الفلاحي المزدوج : ويمج بين المشهد الفلاحي المفتوح والمغلق.
· المشهد الفلاحي المتدرج : وينتشر فوق السفوح الوعرة حين يعمد السكان إلى إقامة المدرجات للتغلب على عنف الإنحدار والحيلولة دون انجراف التربة .
· المشهد الفلاحي ذو الزراعات المختلطة : ويجمع بين مشارات الزراعات الموسمية والزراعات الشجرية وينتشر على الخصوص في اجزاء واسعة من جبال الريف كما يعرف اتساع حقيقيا في المناطق السقوية الحديثة ( في إطار تجزئات فلاحية ) او تقليدية.
3- المجالات الحضرية:
تقدم بعض الخرائط الطبوغرافية مجالات حضرية متنوعة ومراكز تختلف من حيث الاهمية من خريطة لأخرى وبشكل عام فإن المعلومات التي تقدمها هذه الوثيقة بخصوص المجال الحضري معلومات هامة ومحدودة جدا لا تسمح بالقيام بتحليل دقيق وشامل لهذا المجال وذلك راجع إلى المقاييس التي انجزت فيها الخريطة الطبوغرافية والتي لا تسمح بتمثيل معطيات دقيقة للمدينة. ونظرا كذلك لما تتصف به رموز ممثلة للمجال الحضري من تبسيط وتعميم.
وبالنظر إلى هذه الصعوبات فإن العناصر التي يمكن تناولها من خلال الخريطة الطبوغرافية تقتصر على معاينة الموقع والموضع والشكل العام الذي يتخذه تصميم المدينة ، اما بنية النسيج الحضري واستعمال الارض والأنشطة فلا يمكن معالجتها بشكل تفصيلي إلا من خلال التصاميم الحضرية والصور الجوية ووثائق أخرى.
3-1- المراكز القروية :
3- المجالات الحضرية:
القطاع الطبوغرافي وسيلة التحليل التضاريسي
يعتبر القطاع الطبوغرافي أهم وسيلة كرطوغرافية لإبراز الشكل الذي تتخذه التضاريس بتفاصيلها وجزئياتها الدقيقة وهو عبارة عن رسم تخطيطي يهدف إلى تجسيم بعد الإرتفاع الذي تقدمه الخريطة الطبوغرافية بواسطة خطوط الإرتفاع المتساوية وتعتبر هذه الخطوط الأساس الذي يستند إليه لإنجاز هذا العمل غير أنه يجب الأخذ بعين الإعتبار شروط أخرى تتعلق بمقاييس المسافات والإرتفاعات والتقيد بالعديد من التقنيات أثناء مختلف مراحل العمل.
1- منهجية وضع القطاع الطبوغرافي :
يمر إنجاز القطاع الطبوغرافي بعدة مراحل متدرجة بدأً باختيار خط القطاع مرورا باختيار المقاييس ونقل نقط الإرتفاع ووصولا إلى الجوانب التقنية للعمل.
1-1- اختيار خط القطاع :
يخضع اختيار خط القطاع الطبوغرافي لطبيعة ونوعية التضاريس السائدة بالخريطة الطبوغرافية وذلك بأن يمر أو يقطع بشكل متعامد الأشكال التضاريسية الرئيسية :
- إذا كانت الخريطة تقدم تضاريس جبلية فإن خط القطاع يجب أن يتعامد ويتقاطع مع الأعراف والقمم والأودية.
- وإذا كانت تقدم وحدة هضبية فإن الخط يجب أن يتعامد ويتقاطع مع العناصر الرئيسية المكونة للهضاب كالأسطح الهضبية والسفوح والجريان والحافات.
- أما إذا كانت الخريطة تقدم منطقة سهلية فلابد لخط القطاع أن يتعامد مع أشكال الجريان الرئيسية ويقطع البيأنهار.
- وفي حالة خريطة مركبة أي تتضمن وحدتين تضاريسيتين كالجبال والسهول فيمكن للخط أن ينطلق من إحدى هاتين الوحدتين التضاريسيتين لينتهي في الأخرى مع الحرص دائما على تعامد وتقاطع الخط مع خطوط الإرتفاع المتساوية.
- وأخيرا إذا كانت الخريطة معقدة تتضمن وحدات وأشكال تضاريسية متعددة ومتنوعة الإتجاهات فإن التعبير عن هذه الأشكال وتنفيذها يكون بمقاطع متعددة .( خريطة القصيبة )
إن توفقنا في الإختيار السليم لخط القطاع وفق الشروط والإعتبارات الآنفة الذكر تقتضي منا أولا القيام بقراءة شاملة للخريطة بهدف التعرف على الوحدات التضاريسية التي يتضمنها والأشكال والظواهر البارزة الجديرة بالتمثيل كما يجب الإهتمام أثناء هذه القراءة بضبط وتحديد الإرتفاع النسبي السائد نظرا لدوره الحاسم في اختيار مقياس الإرتفاع.
2-1- اختيار مقاييس القطاع الطبوغرافي :
- مقياس المسافات: ويعبر عن المسافات فوق الخريطة لذلك يكون موافقا تماما لمقـــــــــــياسهـا ( 5000/1 أي 1 سم = 0.5 كلم أي 2 سم = 1 كلم ؛ بمعنى 10000/1 أي 1 سم = 1 كلم).
- مقياس الإرتفاعات : يخضع اختيار مقياس الإرتفاعات في القطاعات الطبوغرافية لنوعية وأشكال التضاريس السائدة ، وتلعب الإرتفاعات النسبية أهمية قصوى في تحديد هذا المقياس؛ كما أن للفارق الإرتفاعي دور كذلك.
· ففي الخرائط التي تقدم تضاريس جبلية وعرة بأودية عميقة وانحدارات شديدة يكون الإرتفاع النسبي كبير يعد بعدة مئات من الأمتار يفوق أحيانا 100 متر. في هذه الحالة نختار مقياس ارتفاع صغير قصد التخفيف من عنف وحدة التضاريس ولكي تكون هذه الأخيرة قريبة من الواقع فالمقياس المقترح هنا هو 20000/1 .
· أما إذا كانت التضاريس جبلية بأودية متوسطة العمق والإنحدارات غير عنيفة والإرتفاع النسبي يسجل بضعة مئات من الأمتار ( 400 – 800 متر مثلا) فنختار مقياس ارتفاعات متوسط 10000/1 مثلا.
· وفي حالة الهضاب ذات الأودية العميقة المتوسطة العمق يكون مقياس الإختيار 1000/1 مناسبا.
· وعند اختيار المقاييس الكبيرة والكبيرة جدا مثل 5000/1 و 2500/1 و 1000/1 لا يكون إلا في حالة التضاريس المنبسطة أو الشديدة الإنبساط كسهول مستوى القاعدة والسهول الفيضية حيث تكون الإرتفاعات النسبية جد ضعيفة والإنحدارات شبه منعدمة فنضطر إلى المبالغة في المقياس بهدف إبراز بعض تفاصيل السطح الدقيقة كالإنحدار الخفيف جدا والمجاري المائية وبعض النتوؤات أو الحفر.
وعلى أي حال فإنه أثناء اختيار مقياس يجب أن نكون حريصين على أن تأتي التضاريس الممثلة بالقطاع الطبوغرافي في صورة أقرب لما هي عليه في الواقع.
3-1- نقل نقط الإرتفاع :
يبدا إنجاز القطاع الطبوغرافي باختيار نقطتين، الأولى تسمى نقطة الإنطلاق والثانية هي نقطة الوصول ونربط بينهما بخط رفيع ويجب مراعات في هذا الإختيار الشروط والأهداف المبينة سلفا.
للشروع في إنجاز العمل نقوم أولا بتثبيت حافة الورق الملمتري العليا بدقة متناهية فوق الخط الذي تم وضعه على الخريطة ثم ننقل نقطتي الإنطلاق والوصول، يلي ذلك نقل وإسقاط النقط التي تفيد بتغيير أو تجديد الإنحدار كالقمم والنقط الموجودة في قعور الأودية بعد ذلك نسقط ارتفاعات الخطوط الرئيسية بدأً من اليسار في اتجاه اليمين نتبعها بإسقاط الإرتفاعات للخطوط الثانوية انطلاقا من نقطة البداية وحتى نقطة الوصول، يمكن إسقاط نقط الإرتفاع الرئيسية والثانوية في آن واحد إذ النتيجة واحدة إنما ما يجب التشديد والتأكيد عليه أثناء مرحلة نقل وإسقاط نقط أو قيم الإرتفاع هو القراءة الصحيحة والسليمة للإرتفاعات الممثلة بالخطوط البينية فوق الخريطة أولا، وإسقاط قيمة كافة خطوط الإرتفاع الرئيسية والثانوية في مكانها المناسب ثانيا ، إذ بغير ذلك لا يمكن للعمل المنجز أن يكون صحيحا. غير أنه يجوز في حالة التقارب الشديد جدا لخطوط الإرتفاع المتساوية الثانوية لدرجة التصاق بعضها ببعض واستحالة نقل قيمة ارتفاع كل خط على حدة يجوز آنذاك الإكتفاء بنقل ارتفاعات الخطوط الرئيسية بعد إسقاط كل الإرتفاعات على حاشية الورق الملمتري ، نشرع في إنزالها إلى داخل هذا الورق ويحدد مكان وضعها المحور العمودي أي محور الإرتفاع بالإستعانة بشبكة خطوط الورق الملمتري ويجب استعمال الورق الملمتري والمسطرة أو إسقاط كل نقطة ارتفاع من أعلى الورق إلى داخله متى يضمن وضعها في المكان المناسب والصحيح.
منهجية تحليل الخريطة الطبوغرافية
إن الهدف من دراسة الخريطة الطبوغرافية هو التمكن من تحليي كل ما تتضمنه من عناصر طبيعية وبشرية واقتصادية ومحاولة البحث باستمرار عن علاقة التفاعل الموجودة او الممكنة بين هذه العناصر ، ويمر تحليل الخريطة الطبوغرافية بعدة مراحل كما يخضع لشروط ومبادئ عامة نوجزهـــا فيما يلي :
- عدم الإكتفاء بالوصف والإنتقال إلى التحليل والتفسير ونقصد بالتحليل المسببات والعوامل المفسرة للظواهر والبحث عن علاقات التفاعل المجودة فيما بينها. ولإغناء التفسير يمكن توظيف معارفنا في فروع الجغرافية الاخرى كالجيومورفولوجيا والمناخ وجغرافية الحضر والارياف.
- استعمال مصطلحات جغرافية وأسلوب علمي كتدعيم التحليل بالرسوم البيانية والقياسات الحسابية والحرص على ربط الافكار والبحث عن المقارنات والإستشهادات مع تجنب السقوط في التأويلات والإستنتاجات الخاطئة والمعلومات الغير المؤكدة.
- ترتيب الأفكار حسب اهميتها اي البدا بالظواهر الرئيسية قبل تناول العناصر التفصيلية كدراسة الأعراف والسفوح قبل القمم والمتون، والأنهار الكبرى قبل الروافد الثانوية مع التركيز على الظواهر الرئيسية والمعبرة لا على المعطيات الثانوية.
وتستهل كل تحليل للخريطة الطبوغرافية بمقدمة عامة فنحدد في بدايتها مواقع المنطقة التي تمثلها هذه الخريطة داخل المغرب والمجموعة التضاريسية التي تنتمي إليها ( سلسلة جبلية ، هضبة ، سهل) وذلك بالإعتماد على شبكة الإحداثيات الجغرافية بعد ذلك نستعرض الموضوعات التي سيتم تناولها في التحليل في شكل افكار عامة ومركزة تتعلق بنوع التضاريس ووضع الشبكة المائية وأهمية الغطاء النباتي ، وإذا كان المطلوب الخريطة تحليلا بشريا واقتصاديا كذلك فنبدأ بدراسة الكثافات السكنية وأنواع السكن ثم النشاط الفلاحي وكل مظاهر الإستغلال البشري.
1- التحليل الطبيعي للخريطة الطبوغرافية :
ينطلق التحليل الطبيعي بدراسة التضاريس ثم دراسة الشبكة المائية والغطاء النباتي الطبيعي.
1-1- التحليل التضاريسي :
· الجبال :
نشير إلى موقعها وامتدادها على الخريطة ثم نحدد ارتفاعاتها ونوعها وننتقل بعد ذلك إلى دراسة الأشكال التفصيلية.
- اتجاهات الاعراف ، وانواع القمم ، مع ذكر بعض الامثلة.
- طول السفوح ، وانواع الإنحدارات وقوة الإنحدار ن ومدى تجزؤ السفح، وشكل المتون.
- دراسة الاودية من حيث مدى تعمقها ، ومدى ضيق او اتساع قعرها.
في حال وجود منخفضات لهذه الجبال نهتم بامتدادها ، وشكل السفح المنخفض.
· الهضاب :
نحدد في البداية موقعها، وامتدادها على الخريطة ثم نحدد ارتفاعها، ونوعها واتجاه انحنائها ثم نهتم بدراسة الاشكال التفصيلية :
- دراسة المتون الهضبية دراسة تفصيلية من حيث الشكل والإمتداد.
- دراسة الأودية خاصة شكل السفوح وطولها وقوة انحدارها وشكل قعور الأودية.
- دراسة الحافات في حالة وجودها ونهتم باتجاهها وشكلها ( مستقيمية ، مسننة ، منعرجة ) وبانحدارها ونوع الإنحدار وقوته.
· السهول :
كما هو الشأن بالنسبة للوحدات التضاريسية الاخرى نقوم بذكر موقعها ، وامتدادها على الخريطة ثم نحدد ارتفاعاتها ونوعها واتجاه انحدارها وقوة الإنحدار وهل السطح منبسط أم فيه تلال أو اكمات او متقطع.
· السواحل :
نقوم في البداية بتحديد موقعا والساحل الذي تنتمي إليه ونوعها ( ساحل هضبي ، جبلي ، مرتبط بسهول ) ثم نقوم بدراسة العناصر الأخرى.
- الإرتفاع النسبي للساحل ( مذى وجود الاجراف البحرية).
- دراسة تخطيط الساحل : ( هل السواحل خطية ام منعرجة ).
- دراسة اتجاه الساحل : لما لهذا الإتجاه من اهمية على مستوى المواجهة بالنسبة للرياح والبتالي للتساقطات.
- دراسة الأشكال التفصيلية الاخرى للتضاريس الساحلية او الممكن وجودها عند التقاء البحر باليابس.
2-1- دراسة الشبكة المائية :
ونركز فيها على كثافة الشبكة المائية هل هي كثيفة ام متلاشية مع التمييز بين الانهار الرئيسية والروافد الثانوية واهميتها من حيث الطول والإتساع ثم تهتم بطبيعة الجريان هل هو دائم ام موسمي أم متنوع.
3-1- دراسة الغطاء النباتي الطبيعي :
تهتم بالخصوص بنوع الغطاء النباتي السائد هل يتعلق الامر بالغابات أم بأحراش والإمتداد الذي يشغله كل نوع على الخريطة ونوعية التضاريس التي تنتشر فوقها مع محاولة البحث عن نوعية الغطاء النباتي السائد اعتمادا على بعض المؤشرات كالإرتفاع المطلق ونوع التضاريس والمناخ السائد هذا الأخير يمكن استنباطه من خلال طبيعة الجريان والغحداثيات الجغرافية وكثافة الغطاء النباتي الطبيعي.
وبخلاصة ننهي التحليل الطبيعي للخريطة الطبوغرافية ونحاول فيها إظهار إلى أي مدى تؤثر المعطيات الطبيعية المدروسة بسلبياتها وإيجابياتها على ظروف النشاط البشري وبعبارة دقيقة إلى أي حد تعتبر تلك المعطيات ملائمة او معرقلة للإستغلال الفلاحي والإستقرار البشري.
2- التحليل البشري للخريطة الطبوغرافية :
يعتمد التحليل البشري والإقتصادي في الخريطة الطبوغرافية على قراءة ووصف وتفسير كل ما تتضمنه من مظاهر استغلال البيئة الطبيعية من طرف الإنسان بهذف تصنيف واستخراج انواع تنظيم المجالات التي تقدمها الخريطة ويكون البحث عن عناصر التداخل والتفاعل بين البيئة الطبيعية ومظاهر الإستغلال البشري والإقتصادي أساس التحليل.
1-2- دراسة وتحليل المجالات الريفية :
إذا كانت الخريطة الطبوغرافية تتضمن وحدتين تضاريسيتين متباينتين ( جبال وسهول مثلا ) فيجب العمل في بداية التحليل البشري إلى إبراز هذا التباين بعناوين وافكار بارزة والتمييز بين الوحدتين شيء اساسي في التحليل لأن كل وحدة تمتاز بظروف استغلال وبتنظيمات مجالية متباينة على الاخرى.
وفي جميع الحالات يجب أن يركز التحليل على محورين رئيسيين الكثافة السكنية والسكن، وأنماط الإستغلال الفلاحي.
- فيما يتعلق بالعنصر الاول أي الكثافات السكنية والسكن تهتم الخصوص بالتوزيع المجالي على الخريطة ومناطق تركزها والظروف الطبيعية المتحكمة في هذا التوزيع ثم نتحدث عن انواع السكن حيث يمكن التمييز بين عدة انواع .
· من حيث الموضع : قدم السفوح ، وسط السفوح ، القمم ، الضفاف ، وسط السهول.
· من حيث الموقع : عند التقاء الطرق المواصلات الرئيسية أو عند تقاطع الأنهار.
· من حيث الكثافة : متلاشي أم كثيف.
· من حيث الشكل : متجمع وفيه نميز بين عدة أنواع ، أو متفرقة وفيه عدة انواع كذلك ( منتظم ، غير منتظم ).
· من حيث مواد البناء : صلب أم هش.
- فيما يخص انماط الإستغلال الفلاحي نهتم على الخصوص بما يلي :
· نوع النشاط الفلاحي السائد : زراعة مسقية او بورية، رعي او تدجين ، والإستغلال الغابوي.
· الظروف التقنية للإنتاج : وسائل تقليدية أو عصرية.
· الظروف المناخية للإنتاج : هل هو ملائم أم معرقل وغير ملائم يعتمد على الري.
· نظام الإنتاج : فلاحة عصرية بضيعات واسعة ذات أشكال هندسية وسكن متفرق ام تقليدية تمارس فوق السفوح وفي قعور الأودية.
· مردودية الإنتاج : انتاج كثيف ( فلاحة مغلالة ) أو انتاج ضعيف ( فلاحة مقلالة ).
· نوع المنتوجات : زراعات موسمية ( حبوب ، خضروات ، زراعات صناعية ، زراعة موسمية ) ومغروسات ( حوامض ، زيتون ، نخيل ... ) أو زراعات مختلطة ( مغروسات ، موسمية ).
· مصير الإنتاج : هل موجه للإستهلاك الذاتي ام أو تسويقي او مختلط.
· كثافة طرق المواصلات والمسالك : هل هي كثيفة ام ضعيفة ، رئيسية ام ثانوية مع ذكر انواعها.
· الأنشطة الإقتصادية الاخرى المحتملة ذات طابع تكميلي كالإستغلال المنجمي والنشاط السياحي والصيد البحري.
2-2- تحليل المجال الحضري في الخريطة الطبوغرافية :
نركز بالخصوص على موضعها والموقع العام الذي تحتله ثم ننتقل إلى دراسة التصميم الذي تت6خده المدينة مع إبراز الخاصات الأساسية للنسيج الحضري ( هل متناسق ، مفكك ، عشوائي ...) ونحاول في الأخير استخراج الانشطة الإقتصادية الرئيسية المزاولة بهذا المجال ومميزات استعمال الأرض.
العرف : توالي لمجموعة من القمم تفصل بينها فجاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق