الإطماء في بحيرة ناصر
دراسة جيومورفولوجية
رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في الآداب من قسم الجغرافيا
إعـــداد
مصطفى حجازي محمد حجازي
إشراف
أ.د. صابر أمين دسوقي
أستاذ الجيومورفولوجيا بكلية الآداب جامعة بنها
ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة
المرحوم أ.د. صلاح الدين الشامي
أستاذ الجغرافيا البشرية بكلية الآداب جامعة بنها
بنها 2010 م
بعد إنشاء السد العالى جنوب أسوان فى 1964 أدى إلى تكوين بحيرة عظيمة تنقسم إلى قطاعين يعرف الجزء الشمالى باسم بحيرة ناصر ويمتد فى مصر بطول 262كم والجزء الجنوبى باسمم بحيرة النوبة ويمتد فى السودان بطول201كم، وتعد البحيرة ثانى أكبر بحيرة صناعية فى أفريقيا، وتبلغ مساحتها 6000كم عند منسوب 480 مترا فمو مستوى سطح البحر و بدء ملىء الخزان 14 مايو 1964.
امتداد و موقع بحيرة ناصر
حددت منطقة الدراسة بالحدود الآتية طبقاً لإمتداد البحيرة بين داترتى عرض 21 ْ – و24 ْ شمالاً وخطي طول 1َ9 31 ْ و 1َ9 33 ْ ويحدها من الشرق والغرب هضبتي الصحراء الشرقية و الغربية بخط كنتور200 متراً فوق مستوى سطح البحر. بطول 169 كم بدء من السد العالي شمالاً و حتى جندل دال جنوباً.
هذه الدراسة احتوت على (5) فصول، (65) جدول، (36) شكل.
الفصل الأول: الخصائص الطبيعية لمنطقة بحيرة ناصر
واهتم الفصل الأول منها بدراسة الخصائص الجغرافية الطبيعية لمنطقة الدراسة لقد تضافرت عناصر البيئة الطبيعية في أن تفرض على منطقة الدراسة صورة طبوغرافية ذات معالم متميزة حيث تتباين الأشكال السائدة في المنطقة كنتيجة حتمية لتباين التكوينات الجيولوجية والمناخية التي سادت المنطقة عبر الأزمنة والعصور الجيولوجية حيث تظهر الصخور النارية في طرفيها الشمالي والجنوبي وتظهر صخور الحجر الرملي النوبي في نطاقها الأوسط . ونتيجة لإنشاء السد العالي وتكوين بحيرة ناصر أدى ذلك إلى اختفاء العديد من مظاهر السطح تحت مياه البحيرة من مصاطب وجزر منخفضة المنسوب كذلك تحولت العديد من التلال القريبة من الوادى إلى جزر . وتقع منطقة الدراسة في النطاق الصحراوي الجاف الذى يتسم بالمناخ الحار وارتفاع درجة الحرارة معظم أيام العام وكبر فترات سطوع الشمس والرطوبة المنخفضة، وندرة الغطاء النباتى، والأمطار النادرة التى تتسم بالتذبذب من حيث الكمية والزمان والمكان، فقد تسقط كمية مطر كبيرة فى أحد أحواض منطقة الدراسة أكبر من المتوسط السنوي الذي يسقط في منطقة الدراسة ثم تمر بعد ذلك عدد كبير من السنوات دون أن تسقط أية أمطار.
والخصائص المورفومترية المورفولوجية لبحيرة متغيرة ويرجع ذلك لتذبذب حجم ومناسيب الماء فى البحيرة. وتتميز بحيرة ناصر بشكلها الفريد؛ نتيجة لدخول مياه البحيرة في مصبات الأودية الجافة المتصلة بمياه البحيرة بدرجات متفاوتة وتنخفض مناسيبها عن منسوب الماء بالبحيرة ما أدى إلى تكوين أذرع مائية تعرف بالأخوار ويبلغ عددها 86 خور ما أعطى البحيرة الشكل الطبوغرافي المعقد.
الفصل الثانى: التطور الجيومورفولوجي للإرساب في بحيرة ناصر
واهتم الفصل الثانى منها بدراسة أنماط الإرساب ويوضح سمك عمود الطمي على طول امتمداد قاع بحيرة ناصر على الاتجاهين الطولي العرضي، بدء من قطاع الدكة 478 كم جنوب السد العالي و حتى قطاع أبو سمبل 280 كم جنوب السد العالي. وبتراكم رواسب الطمي من توالي الفيضانات على هيئة موجات من الإرساب على الرواسب السابقة ومع ارتفاع هذه الرواسب تتقدم هذه الرواسب صوب السد العالي فى اتجاه الشمال، ومع تعرض القطاع تارة للإرساب وأخرى للنحت مما يؤدي إلى إنتقال عمليات الإرساب الرئيسية إلى القطاعات الشمالية باتجاه السد العالي . وتتركز منطقة الإرساب بدء من مدخل البحيرة الجنوبي وتستمر في التزايد إلى أن تبلغ حوالي 60 متراً عند منطقة الجندل الثاني 357 كم جنوب السد العالي ثم تبدأ فى التناقص حتى تبلغ أقل من المتر الواحد عند أبو سمبل 280 كم جنوب السد العالي. كذلك نجد أن سمك عمود الطمي يتناقص بالتدريج من منطقة النهر القديم بالاتجاه صوب الأجناب في الاتجاه العرضي .
الفصل الثالث: مورفولوجية الإرساب في بحيرة ناصر
واهتم الفصل الثالث منها بدراسة العوامل الجيومورفولوجية المؤثرة في الإطماء، من نحت ونقل وإرساب، بسبب التذبذب في مستوى القاعدة المحلي، وتنوع مصادر إيرادات مياه بحيرة ناصر، وتباين اتساع المسطح المائي، واختلاف مستوى قاع البحيرة، وكذلك مورفولوجية البحيرة، حيث تؤدي هذه العوامل تغير منطقة الإرساب على مدار العام، إلى أن يصل القطاع إلى مرحلة التوازن التي لا يرسب فيها ولا ينحت وإذا حدث إرساب يتم نحته وإرسابه في القطاعات الشمالية الأقرب إلى السد تحت العوامل الجيومورفولوجية المحددة، و في ظل هذه الظروف تكونت الدلتا المغمورة تحت مياه بحيرة ناصر، وقد تحددت أبعاد هذه الدلتا فيبلغ طولها حوالي 260 كم ومتوسط العرض حوالي 3كم، وتتألف تربتها من الرمل والطمي والسلت بنسب 30%و30%و40% على التوالي وأبعاد الدلتا المغمورة ليست ثابتة بل هي أخاذة في النو على شكل غطاءات من رواسب الطمي تتقدم من الجنوب إلى الشمال صوب السد العالي .
الفصل الرابع: الأخطار الجيومورفولوجية في منطقة بحيرة ناصر
واهتم الفصل الرابع منها بدراسة الأخطار الجيومورفولوجية التي تعمل على إطماء البحيرة واختصار عمر السد العالي و تعمل على زيادة حجم الإرساب وتناقص الحيز المخصص لاستيعاب الماء مثل الحمولة العالقة والتي أثبت الواقع الفعلي والدراسات أنها تبلغ حوالي 120 مليون م3 سنوياً وليس 60 مليون م3 كما قدرته الدراسات الأولية للسد العالي وبذلك انخفض عمر السد العالي إلى حوالي 311 عام إنقضى منها 45 سنة . وحركة الكثبان الرملية التي تعمل الرياح الشمالية الغربية باتجاهها الذي يتعامد على البحيرة وسفيها في البحيرة، وتقدر كميات الرمال المسفية في البحيرة من الجانب الغربي فقط بحوالي مليون ونمف مليمون مليون م3 سنوياً، هذا بالإضافة إلى كميات أخرى أكثر خطورة تلقي بها الرياح إلى الجنوب من منطقة الدراسة وتقذفها حركة الفيضان السريعة نحو الشمال صوب بحيرة ناصر. مما يزيد من عوامل إطماء البحيرة وإختصار العمر الإفتراضي للسد العالي. وفيضانات السيول في أودية منطقة الدراسة والتي تلقي بحوالي مليون وستماتة ألف م3 سنويا من أودية الجانب الغربي في منطقة الدراسة إلى بحيرة ناصر هذا بالإضافة إلى كميات أخرى أكثر خطورة تتلقاها البحيرة من الأودية المتصلة بالبحيرة من الجانب الشرقي و الأودية المتصلة بوادي النيل شمالي السودان التي من الطبيعي أن تكون أغزر مطراً لقربها من نطاق الأمطار المدارية . وعمليات النحت الجانبي بفعل الأمواج ؛ والتي بلا شك تعمل على إضافة رواسب محلية إلى البحيرة وتزيد من عوامل إطمائها. وهذه العوامل الثلاثة السابقة لم تدخل في حسابات الدراسات الأولية لعمر السد العالي. فالعلاقة بين الطمي والماء في البحيرة علاقة عكسية ,فكلما ازداد الطمي تناقص الحيز المخصص لاستيعاب الماء في البحيرة وتناقص فترة الإنتفاع للسد العالي.
الفصل الخامس: ضبط النيل و مواجهة الإطماء
واهتم الفصل الخامس منها بدراسة مراحل ضبط النهر؛ التي تعمل على إحتجاز ماء النهر بصورة جزئية أو كلية للانتفاع منها في موسم انحفاض الجريان، وعمليات التوسع الزراعي الرأسي و الأفقي لمواجهة التزايد السكانى المضطرد، وقد مرت عمليات ضبط النهر بثلاثة مراحل هي مرحلة القناطر الحاجزة والرياحات، ثم مرحلة التخزين الموسمي وبناء سد أسوان وسد جبل الأولياء على النيل الأبيض 40 كم جنوب مدينة الخرطوم، ثم مرحلة التخزين المستمر وبناء السد العالي. وكذلك يتناول الآثار الإيجابية للسد العالي و الأخطار الجيومورفولوجية للإطماء التي تؤدي إلى تناقص العمر الإفتراضي المقدر للسد العالي من 500 عام إلى 311 عام إنقضى منها 45 عام حتى الآن و للحفاظ عل سعات التخزين منع ترسيب الطمي في البحيرة وتصريفه خارجها، والإستفادة من الطمي في عمليات التوسع الزراعي الأفقي والرأسي عن طريق بناء المزيد من وسائل الضبط والسيطرة على النهر من قناطر وقنوات وسدود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق