التكاليف الاقتصادية والاجتماعية لحوادث المرور بالجزائر
رحيمة حوالف
جامعة أبي بكر بلقايد، تلمسان - الجزائر
كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير
ملخص :
تمثل حوادث المرور هاجساً مخيفاً بالنسبة لمستعملي الطرقات في الجزائر، لما حققته من ارتفاع مرعب في الأرقام حيث تُخلّف حوادث السير في الجزائر 13 قتيلا و175 جريحاً كل يوم في المتوسط. أي بمعدل 4500 قتيل سنوياً و 3500 شخصاً بعاهات مستديمة. ويمثل الشباب غالبية ضحايا هذه الحوادث.
ونظراً لأن مشكلة الحوادث المرورية تسبب تكاليف ضخمة يتكبدها المجتمع من خسائر في الأرواح ما بين وفيات وإصابات كذلك التلفيات في الممتلكات العامة والخاصة، ما ينعكس على الفاقد في الناتج الاقتصادي، جاءت هذه الدراسة لإبراز و تسليط الضوء على إشكالية السلامة المرورية بالأرقام من حيث عدد الوفيات والضحايا وما تتكبده خزينة الدولة من خسائر مادية جسيمة من جهة، ولمعرفة مدى دور قانون المرور الجديد في التقليل من الحوادث و تقليص الفاقد الاقتصادي من جهة أخرى.
الكلمات المفتاح : حوادث المرور، حوادث الطرق، ضحايا المرور، خسائر المرور، تكاليف اقتصادية واجتماعية.
تمهيد :
أصبحت حوادث المرور في كل مكان في العالم وهو ما يترتب عليه خسائر بشرية واقتصادية بالغة الخطورة على المستويين الفردي والاجتماعي، وتزداد هذه الظاهرة بشكل آبير جداً في البلدان النامية حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي على أن حوادث الطرق هي ثاني الأسباب الرئيسة للوفاة بين سكان العالم، وخاصة بين المرحلة ، وتقتل حوادث الطرق حوالي 2.1 مليون نسمة سنوياً وتؤدي إلى إصابة وإعاقة ما 1 العمرية من 5 سنوات إلى 29 سنة بين 20 مليون إلى 50 مليون نسمة على مستوى العالم، كما يتوقع أنه بحلول عام 2020م سوف تزيد الوفيات بسبب حوادث المرور حوالي 80% في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
ورغم تراجع نسبة حوادث المرور في الجزائر بعد تطبيق سلسلة النصوص الردعية لقانون المرور الجديد، إلا أن طرقاتنا لا تزال تحصد العشرات من الأرواح شهرياً بالرغم من أن النصوص المتضمنة تبدو أكثر حزماً وصرامة، وبالرغم من التعزيزات الأمنية التي رافقت تطبيق هذا القانون، وهذا ما تؤآده الحصيلة الثقيلة المقدمة من قبل مصالح الأمن والدرك الوطنيين، وما تترجمه أيضاً الإحصائيات المقدمة من طرف المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق.
تشكل الحوادث المرورية وما ينتج عنها من تلفيات وإصابات ووفيات واحدة من أهم معوقات التنمية في الدول النامية، خاصة في الدول العربية. وتكمن خطورة الحوادث المرورية فيما تتركه على الفرد والمجتمع من آثار عدة، منها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.
ويهدف البحث موضوع الدراسة لبعث وإثراء الموضوع العلمي لمشكل حوادث المرور الذي أصبح يمثل هاجساً مخيفاً بالنسبة لمستعملي الطرقات في الجزائر، لما حققته من ارتفاع مرعب في الأرقام حيث تُخلّف حوادث السير 13 قتيلاً و175 جريحاًً كل يوم في المتوسط. أي بمعدل 4500 قتيل سنوياً و3500 شخصاً بعاهات مستديمة. ويمثل الشباب وخاصة الذكور غالبية ضحايا هذه الحوادث. ونظراً لأن مشكلة الحوادث المرورية تسبب تكاليف ضخمة يتكبدها المجتمع من خسائر في الأرواح ما بين وفيات وإصابات كذلك التلفيات في الممتلكات العامة والخاصة هذا ما ينعكس على الفاقد في الناتج الاقتصادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق