التسميات

آخر المواضيع

السبت، 11 فبراير 2017

الأهمية الاقتصادية لبعض الأنواع البرية الشائعة في الوطن العربي ...


الأهمية الاقتصادية لبعض الأنواع البرية الشائعة

في الوطن العربي

نبذة عن الحياة البرية في الوطن العربي:

  تعرف الحياة البرية على أنها منظومة بيئية تضم كافة أنواع الحيوانات (fauna) والنباتات (flora) والتى تتواجد فى موائلها الطبيعية بحالتها الفطرية. وقد تنبه المجتمع الإنساني إلى أن هناك كائنات ومخلوقات تشاطره العيش على كوكب الأرض سواء في البر والبحر وهي ما زالت على حالتها الفطرية. وتبلغ قيمة نشاط الاتجار في الأنواع البرية على مستوي العالم نحو 200 مليار دولاراً سنوياً منها نحو %60 تجارة مشروعة.
ويتم رسم السياسات الوطنية الخاصة بحماية الحياة البرية استناداً إلى المعلومات والدراسات المتوفرة عن الحالة الراهنة للأنواع البرية وتوقع ما ستؤول إليه حالة الأنواع بناءً على المخاطر والتهديدات الموجودة أو المتوقع حدوثها نتيجة نشاطات التنمية قرب الموائل الطبيعية لتلك الأنواع ، ولتنفيذ هذه السياسات لابد من وجود تشريعات واضحة وصريحة وقابلة للتطبيق ، ومن الممكن تحديثها وتطويرها بناءً على المراجعات المستمرة لحالة الأنواع البرية التي تتمخض عن المسوحات البيئية لضمان استثمار الثروات الطبيعية للعالم العربي استثماراً مستداماً والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

   هذا وتتفاوت حالة الحياة البرية في الوطن العربي بين دولة وأخرى تبعاً لتفاوت الظروف والإمكانيات ، إلا أنها في الغالب الأعم ليست مرضية ودون مستوي الطموح ولابد من التنسيق والتكامل بين المؤسسات ذات الصلة في دول الوطن العربي للوصول إلى أعلي درجات الحماية للحياة البرية والطبيعية التي شكلت عبر التاريخ مصدر عيش الإنسان الذي سكن هذه البلاد وأبدع الحضارات التي مازالت شواهد تطورها وازدهارها تؤكد على غناها بالمصادر الطبيعية ، وإلا لما كانت مهد الحضارات ومهبط الرسالات السماوية ومبعث الأنبياء ومنبع الديانات.
   ويتميز الوطن العربي ويتفرد بتنوعه الحيوي ، مما يجعل الحفاظ على ذلك التميز وذلك التفرد مسئولية كبري تقع على عاتق جمهوره وعلمائه والسياسيين. وقد أنجزت معظم الدول العربية الدراسات الوطنية للتنوع الحيوي فيها ، إلا أن تلك الدراسات تتفاوت من حيث دقتها العلمية بين دولة وأخرى وحتى الآن لم تظهر دراسة عربية شاملة للتنوع الحيوي في الوطن العربي ومن المهم أنجاز مثل هذه الدراسة في ظل تنامي الوعي العام لأهمية التنوع الحيوي وضرورة الحفاظ على ما تبقي منه للأجيال القادمة ومن هنا لابد من القيام بجهد عربي مشترك لإصدار دراسة عربية شاملة للتنوع الحيوي في الوطن العربي تعمل على توحيد وتنسيق أسماء الحيوانات والنباتات في الوطن العربي. وتبين من هذه الدراسات إنحسار الأنواع الكبيرة والمتوسطة الحجم من الثدييات في معظم دول الوطن العربي.

خصائص البيئة الطبيعية في الوطن العربي:

  أدى الوضع الجغرافي للوطن العربي إلى بروز خصائص مميزة لمكونات البيئة الطبيعية بناءً على التباين من حيث المناخ والتضاريس ، وينجم عن هذا التباين في الارتفاع والموقع تبايناً ملحوظاً في التربة وخصائصها ومن ثم فهناك تباين في البيئات والموائل بسبب وجود مساحات هائلة من أرض الوطن العربي على سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي وخليج عُمان وبحر العرب والمحيط الهادي والمحيط الأطلسي. في الدول العربية التي تقع في قارة آسيا فقط تم تحديد 269 موقعاً من المواقع التي تعتبر مناطق مهمة للطيور وفقاً لتصنيف المجلس العالمي لحماية الطيور وتشكل هذه المواقع مساحة تقدر بنحو 300 ألف كيلو متراً مربعاً أي حوالي %5 من مساحة اليابسة في تلك الدول.
  وتوضح الجداول أرقام (1) ، (2) ، (3) ، (4) المناطق المهمة للحيوانات في الدول العربية في قارة أسيا وأفريقيا والتي تتطلب اهتماماً سريعاً للمحافظة عليها والعمل على استصدار تشريعات وطنية لحمايتها.
جدول (1): المناطق المهمة للطيور في بعض الدول العربية-الآسيوية

الدولة
رقم الموقع واسمهالمساحة (هكتار)المواطن الرئيسيةالتهديدات
الأردن008 ضانا4500أرض مستنقعات صحراءاستخراج المياه
الإمارات009 خور دبي300أرض مستنقعات ، أرض بحريةالتشجير
السعودية010 الكورنيش الجنوبي لمدينة جدة والميناء900أرض مستنقعات ، أرض بحريةاستصلاح أراضي
سوريا003 طوال العبا30000أرض مستنقعات ، مراع ، أرض زراعيةالتكثيف الزراعي
العراق15 الجادرية جزيرة أم خنزير310أرض مستنقعات ، أرض زراعيةالتطور المدني
36 هور الحويزة250000أرض مستنقعاتبناء سدود في أعلي النهر / تحويل مياه النهر
37 هور لقطة20000أرض مستنقعاتبناء سدود في أعلي النهر / تحويل مياه النهر
38 مستنقعات الأهوار الوسطي300000أرض مستنقعاتتحويل مياه النهر / صرف المياه
39 هور الحمار1350000أرض مستنقعاتبناء سدود في أعلي النهر / تحويل مياه النهر
لبنان004 عميق280أرض مستنقعاتصرف المياه
020 الهبرو العربي250000أدغال ، مراع عشبية ، أرض زراعيةصيد غير قانوني
037 خليج جيزان200أرض مستنقعاتاستصلاح أراضي
016 بحيرة اللاحة550أرض مستنقعات ، أرض بحريةصرف المياه ، التلوث
اليمن020 أودية تعز11000أرض مستنقعات ، أدغالصرف المياه
المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية– دراسة تنسيق وتطوير التشريعات الخاصة بالحياة البرية في الوطن العربي– الخرطوم 2006.

جدول (2): المواقع المهمة للطيور في بعض الدول العربية-الآسيوية وفقاً لتصنيف المجلس العالمي لحماية الطيور

الدولةعدد المناطق الهامة للطيور
الأردن17
الأمارات العربية المتحدة20
البحرين4
السعودية39
سورية22
العراق42
سلطنة عُمان33
فلسطين13
قطر5
الكويت8
لبنان4
اليمن57
المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية، مرجع سابق.

جدول (3): أنواع الثدييات والطيور المنتشرة في الوطن العربي


الدولة
ثديياتالطيور
موجودةمهددةموجودةمهددة
الأردن77530511
الإمارات العربية49--379--
البحرين35--31--
تونس7863245
الجزائر107719215
جيبوتي--63113
السعودية79--444--
السودان276179388
سوريا1254362--
الصومال171173697
العراق81914517
سلطنة عُمان----4618
فلسطين95------
الكويت2853157
لبنان----337--
ليبيا7123209
مصر102945216
المغرب105920914
اليمن--------
المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية، مرجع سابق.

جدول (4): أنواع الزواحف والبرمائيات في بعض الدول العربية

الدولةالنوع
الأردن127
الإمارات العربية67
البحرين48
تونس--
السعودية119
السودان80
سوريا143
العراق--
عُمان--
فلسطين101
قطر4
ليبيا22
مصر9
المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية، مرجع سابق.

أنماط وأشكال الحياة البرية والمحميات الطبيعية في الوطن العربي:

1- أنماط وأشكال الحياة البرية فى الوطن العربى:
إن موقف بعض الدول من الحياة البرية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمعرفة ، فإذا علمنا كيف نفرق بين الأفاعي السامة وغير السامة لم يعد هناك مبرر لقتل جميع أنواع الأفاعي بداعي الخوف من لدغها ، علماًً بأن نسبة الأفاعي السامة لا تتجاوز %8 من العدد الإجمالي للأفاعي في العالم ولكن نقص المعرفة هو السبب في النظرة العدائية لهذه الكائنات ، إضافة إلى بعض المعتقدات الخرافية السائدة ولو أخذنا الفوائد الطبية التي يمكن الحصول عليها من سم الأفاعي في الاعتبار إضافة لدورها الهام في السيطرة على القوارض لوجدنا أن قتل أفعى يعتبر جريمة.
  • المملكة الأردنية الهاشمية: تقع الأردن في الزاوية الجنوبية لشرق البحر المتوسط بمساحة 91500 كيلو متراً مربعاً ثلثي هذه المساحة صحراء وينقسم الأردن إلى ثلاثة أجزاء طبيعية هي: غور الأردن ، مناطق مرتفعة (الجبال) والهضبة الشرقية أو ما يعرف باسم البادية الأردنية ، وعليه يمكن تحديد أربعة نظم بيئية في الأردن هي منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ، منطقة الصحراء الشرقية والمنطقة الاستوائية (الأغوار). نظراً لهذا التنوع الطبوغرافي فقد حظيت البيئة بتنوع نباتي وحيواني عالمي مقارنة مع صغر مساحتها بحيث يبلغ عدد أنواع الحيوانات الثديية 77 نوعاً من أهمها الذئب ، الثعلب الأحمر ، الضبع المخطط ، القط البري ، القنفذ ، الأرنب البري ، الجربوع والغزال الصحراوي وثعلب الرمل والثعلب الأحمر ، إضافة إلى القوارض والضفادع والزواحف. أما بالنسبة للطيور فيمكن أن نرى طيور الحجل والقنبرة المتوجة والشنار والصرد الرمادى وخطاف الشواهق والباهت  والبلبل والعصفور الوردى السينائى والأبلق الحزين وغيرها. وقد أنشئت العديد من المحميات فى المملكة الأردنية الهاشمية نذكر منها محمية الشومرى ومحمية حنانا ومحمية الموجب.
  • الإمارات العربية المتحدة: تمتاز بيئة دولة الإمارات بأنواع متعددة من أنظمة البيئة المختلفة مثل الصحارى والمناطق الساحلية والجبلية وتضم العديد من الجزر وتكثر فيها الصخور المرجانية. وإنطلاقاً من إهتمام دولة الإمارات بحماية الأنواع المهددة بالإنقراض نجحت الدولة في وضع وتنفيذ مجموعة من البرامج المهمة. كما في حماية المها العربي في جزيرة صير بن ياس وحماية طائر الحبارى الذي يستخدم كطريدة لهواة الصيد بالصقور من قبل المركز الوطني لبحوث الطيور ، وبرنامج حماية الصقور والذي يسمى برنامج زايد لإطلاق الصقور وبرنامج حماية النمر العربي والذي فيه تشير التقديرات إلى تواجد حوالي 100 نمر منه ضمن برنامج جمعية الرفق بالنمر العربي ، إضافة لبرنامج أبقار البحر (الأطوم) والسلاحف البحرية تحت إشراف هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية ، كما أن البيئة الجبلية فى المناطق الشمالية تمتاز بإحتوائها على عدد من أنواع الثدييات المهددة بالإنقراض  مثل النمر العربى والوشق والطهر. وأهم المحميات الطبيعية فى الإمارات هي محمية  جزيرة صير بنى ياس ومحمية مروح البحرية.
  • مملكة البحرين: ويتمثل التنوع الحيوى فى البحرين فى الماضى فى وجود طيور خواضة مهاجرة. كما كانت الصحراء تأوى بعض الطيور ، وقد أدى نضوب المياه الجوفية وإختفاء بيئات العيون إضافة إلى الزحف العمرانى على الساحل إلى إضمحلال كثافة التنوع وأصبح ضفدع المستنقعات وسلحفاة الماء العذبه والحشرات والطيور ، كلها مهددة بالإنقراض. وعلى الرغم من ذلك فيوجد حوالى 307 نوع من النباتات الفطرية ومن الثدييات 35 نوعاً . ومن الثدييات البحرية نوعان ومن الدلافين نوع واحد ومن بقر البحر نوع واحد و10 أنواع من الزواحف البرية و9 أنواع من الأفاعي البحرية، ومن سلاحف المياه نوع واحد ، ومن السلاحف البحرية 3 أنواع ، ومن الطيور 310 نوع ، ومن البرمائيات نوع واحد. ومن مميزات المحميات الطبيعية فى مملكة البحرين وجود بعضها ضمن أملاك خاصة ولكن أهم المحميات الطبيعية الموجودة هى:  محمية العرين ومحمية رأس سن-وموقع طيور الخناق الرمادى ومحمية طيور مشنان.
  • الجمهورية التونسيةتذخر الجمهورية التونسية بموارد احيائية مهمة من نباتات وحيوانات برية وتنحدر أصول هذه الأنواع من الأصل الإفريقي-الآسيوي والأوروبي ، ونظراً لأهمية المحافظة على الأنظمة البيئية وحماية النبات والحيوان والتشكيلات الجيولوجية والمواقع الأثرية والمشاهد الطبيعية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض ، فقد قامت الحكومة بجلب وإعادة توطين الحيوانات البرية المنقرضة وتوعية المواطنين والسياحة البيئية ولتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمناطق المجاورة للمحميات وتم وضع برامج توعية لجلب الزوار والسياحة البيئية. أما بالنسبة لنظام المحميات الطبيعية فقد تم إنشاء 8محميات بمساحة 19759 ألف هكتار موزعة على معظم أرجاء الجمهورية ويمثل كل منها نظاماً بيئياً كما تم إنشاء 14 محمية طبيعية تغطي مساحة 15678 هكتار ومنها محمية خزيرتي ومحمية بوهدمه.
  • جمهورية السودان: يوجد في السودان حوالي 224 نوعاً من الثدييات بخلاف الوطاويط تنتمي إلى 91 جنساً ومن جملة 13 رتبة موجودة في أفريقيا يوجد تمثيل لعدد 12 رتبة ، كما يوجد بها 83 نوعاً من أنواع الثدييات في المناطق المحمية. ويوجد 931 نوعاً من الطيور المستوطنة والمهاجرة ، ويوجد نحو5000 نوع من الحشرات و80 نوعاً من الزواحف و115 نوعاً من أسماك المناطق العذبة إضافة إلى الشعب المرجانية على البحر الأحمر. ويتركز الغزال ، وكبش مى والقطط الخلوية والضباع والأرانب والثعالب وطيور الحبارى والقطا فى بيئة  الصحراء وشبه الصحراء السودانية. بينما يتركز أبو نطاط والعيو فى تلال البحر الأحمر إضافة لذلك يتواجد غزال سنجة (أم سير) والنلت أبو نياح ، القرود ، أم دقدق والقطط الخلوية بما فيها الأسود فى حزام السافنا الفقيرة ، كما تتواجد الجواميس وأبو عرف والتيتل وأبو نياح والضباع والأسود والزراف والنمور والفهود والأفيال  ووحيد القرن فى السافنا الغنية. أما فى المستنقعات والأراضى الرطبة تتوافر أفراس البحر والتماسيح. أما في البيئة البحرية فتتواجد الشعاب المرجانية وكلاب البحر ومئات الأنواع من اللافقاريات ، وتعتبر محمية سنقنيب المحمية الوحيدة التى تكتمل فيها دائرة الشعب المرجانية فى البحر الأحمر.
  • الجمهورية العربية السورية: من خلال مراجعة بسيطة للأسماء العلمية اللاتينية للأنواع البرية من نباتات وحيوانات المعروفة قى المنطقة ، نلاحظ بأن أسم النوع كان سابقاً أو مازال فى كثير من الأحيان يضم إشارة إلى سوريا ، مما يؤكد على الدور المهم لسوريا كموئل طبيعي لكثير من الأنواع البرية ، مثل الدب البني السوري ، والضبع المخطط السوري ، والمارتن السورى ، وفأر الحقل. ويمكن تقسيم الأنواع في سوريا إلى الفئات التالية:
  • الأنواع الشائعة: وهى غير مهددة وتمتاز بقدرتها على التأقلم وتتواجد بأعداد كبيرة مثل الثعالب.
  • الأنواع المهددة: وهى الأنواع التي أعدادها تتناقص باستمرار وتصبح عرضة للانقراض إذا لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتها. وهناك على الأقل 14 نوعاً من الثدييات مهددة بالانقراض عالمياً ، وذلك وفقاً للقائمة الحمراء الصادرة عن الإتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) لعام 2000 ومازالت أعداد قليلة منها تشاهد في سورية ومنها: طائر أبو منجل والسلحفاة الأفريقية والعقاب والكركى والنصاص والحبارى والصقر.
  • الأنواع المنقرضة: هناك على الأقل 42 نوعاً من الثدييات الكبيرة والطيور قد إنقرضت من سورية خلال القرون الماضية ، ومنها: الأسد والوعل والنعامه والحمار البرى والمها العربى والأيل الأسمر والفهد الصياد والدب البنى.
  • الأنواع المدخلة: وهى لم تكن موجودة أصلاً وتم جلبها من قبل القطاع الخاص لأسباب ترفيهية وسياحية.
  • الأنواع المعاد توطينها: وهى الأنواع التى انقرضت وقامت الدولة بإعادة توطينها مثل غزلان الريم والمها العربى.
  • سلطنة عُمان: كان للتباين المناخى والبيئي فى السلطنة أثر واضح للتنوع الاحيائي على الرغم من المناخ الجاف حيث توجد أنواع مختلفة من الحيوانات تتضمن الثدييات مثل الغزال العربي والوعل العربي وأرنب مصيرة والثعلب الرملي والوشق وغيرها. وقد تم تحديد أكثر من 461 نوعاً من أنواع الطيور بعضها مقيم والآخر يتوقف فى أراضى السلطنة أثناء هجرته من آسيا وأفريقيا والبحر المتوسط ، كما يوجد تنوع فى الحياة البحرية حيث يوجد 20 نوعاً فرعياً من الحيتان والدلافين وأكثر من 75 نوعاً من المرجان ، بالإضافة إلى خمسة أنواع من السلاحف البحرية  من أهمها السلحفاة الخضراء ويوجد فيما لا يقل عن 13 ألف سلحفاة في السواحل العُمانية ، كما توجد خمسة أنواع من الثدييات مستوطنة إقليمياً ونوع واحد لا يتواجد إلا في السلطنة و26 نوعاً أساسياً وفرعياً من العقارب ونوعان على الأرجح من العناكب التي ليس لها ذيل. وجاءت المحميات  الطبيعية في سلطنة عُمان بعد مسح شامل للسلطنة بمشاركة من الإتحاد الدولي لصون الطبيعة ومن أهم هذه المحميات: محمية المها العربي ، محمية جزر ديماثيات ، محمية السلاحف الطبيعية.
  • دولة فلسطين: تشمل الأرض الفلسطينية حالياً جزئين جغرافياً (قطاع غزة والضفة الغربية) ، مما أدى إلى وجود اختلاف بينهما في المناخ والتربة والتضاريس من جهة وفي الضغط السكاني من جهة أخرى ، مما أسفر عنه وجود إختلافاً كبيراً في الحياة البرية بين المنطقتين. ويتواجد في فلسطين حوالي2700 نوع نباتي ومائي طبيعي وحوالي 90 نوعاً من الثدييات و40 نوعاً من الزواحف والبرمائيات و100 نوع من الطيور المتوطنة وموطن لحوالى 400 فرع من الطيور المهاجرة.
  • الجمهورية اليمنية: موقع اليمن الجغرافي كملتقى للقارات القديمة آسيا وأفريقيا يلعب دوراً مهماً فى تباين نباتاتها وحيواناتها ولا توجد إحصائية دقيقة عن موقف الحيوانات البرية باليمن فقد أصبحت الحيوانات مزدوجة الأصابع كالمها والغزلان والوعل وظبي الكود فى الأعداد المنقرضة ،كما انقرض النمر العربي والغزال الجبلي ويوجد باليمن حالياً : 3000 نوع نبات ، 350 من الطيور و55 من الثدييات ، 65 من الزواحف ، 8 من البرمائيات و43 من الأسماك. وتضم اليمن خمس مناطق طبيعية هي المنطقة الجبلية  والمنطقة الهضبية والمنطقة الساحلية ومنطقة الربع الخالى.
  • جمهورية مصر العربية: تقع جمهورية مصر العربية في الركن الشمالي الشرقي لأفريقيا وتربط بين قارتي آسيا وإفريقيا وتمتد مساحتها لحوالي مليون كيلو متراً مربعاً. وهي تضم دهليزين يصلان بين الأقاليم الحارة في الجنوب والأقاليم المعتدلة في الشمال وهما البحر الأحمر وحوض النيل اللذان يمثلان معبرين على خطوط هجرة الطيور من المناطق الباردة والدافئة. وهكذا فإن موقع جمهورية مصر العربية واتساع رقعتها وتنوع تضاريسها وجفاف مناخها يجعلها غنية بعدد من الأنواع النباتية والحيوانية تشكل مجتمعاً حيوياً منفرداً في المنطقة. وتوضح الدراسات  المعشبية والحقلية لعدد الأنواع المسجلة في مصر (2076 نوع) أنها تنتمي إلي 725 جنس و120 فصيلة نباتية. وفيما يلي عرض لبعض الأنواع ذات الأهمية الاقتصادية  في الكساء الخضري الطبيعي المصري:
    1. نباتات تستخدم لطعام الإنسان: كحب العزيز (Cyperus esculentus) ، فجل الجمل (Sisymbrium irio) ، النبق (Ziziphus spina-christi) ، نخيل البلح (Phoenix dactylifera) ، الدوم (Hyphaene thebaica) ، الخبيزة (Malva parviflora) ، الرجلة (Portulaca oleracea).
    2. نباتات تستخدم كعلف للحيوان: كالطلح (Acacia raddiana) ، السنط الناعم (Acacia saligna) ، أبوركبه (Panicum turgidum) ، البرسيم الحجازي (Medicage sativa) ، البخر (Vicia sativa) ، العقول (Alhagi graecorum) والمرخ (Leptadenia).
    3. نباتات تستخدم لتثبيت الكثبان الرملية: كالغرقد (Nitraria retusa) ، حشيشة الفيل (Typha elephantina).
    4. نباتات تستخدم للتظليل وكمصدات للرياح: كالفتنة (Acacia farnisiana) ، السنط (Acacia nilotica) وقصب الرمال (Retama raetam.
    5. نباتات تستخدم في المعالجة الحيوية: كورد النيل (Eichhornia crassipes) ، نخشوش الحوت (Ceratophyllum demersum).
    6. نباتات تستخدم لإنتاج الخيوط: كالعرجون (Medemis) ، السمار المر (Juncus rigigus) ، العشار (Calotropis).
    7. نباتات تستخدم لإنتاج الزيوت: كالخردل الأسود (Brassica nigra) ، الخردل الأبيض (Sinapis alba) ، العشار (Calotropis procera) ، العصفر (Carthamus tinctorius) ، الخروع (Ricinus conununis) والحنظل (Citrullus colocymhis).
    8. نباتات تستخدم لإنتاج الورق: كالبوص (Phragmites australis) ، الحلفا (Imperata cylindrica) والبردي (Cyperus papyrus).
    9. نباتات لها استخدامات طبية: كالطلح (Acacia raddiana) والبابونج (Achillea fragrantissima).
    10.   هذا وتتضمن البرمائيات والزواحف المصرية 98 نوعاً ، منها 7 أنواع من البرمائيات التي تنتمي إلي 4 أجناس ، اما الزواحف المصرية فتشمل 91 نوعاً تنتمي إلي 53 جنساً ، ويوجد اكثر من 644 نوعاً من الطيور المعروفة في مصر أغلبها أنواع مهاجرة غير متكاثرة اما عابرة من وإلي مناطق اشتائها في أفريقيا جنوب الصحراء أو مشتيه تقضي فصل الشتاء في مصر ويوجد حوالي 150 نوعاً من الطيور تتكاثر في مصر ويهاجر بعضها إلي الجنوب في فصل الشتاء. ويوجد 16 نوعاً مهددا دوليا معروفا في مصر. وأوضحت الدراسات وجود 98 نوعاً من الثدييات في مصر موزعة على 41 نوعاً شائعاً ، 25 نوعاً نادراً ، 5 أنواع منقرضة ، 10 أنواع مهددة بالأنقراض و 17 نوعاً لا نعرف عنها إلا القليل.

    2- المحميات الطبيعية فى الوطن العربى:
      إنطلقت ظاهرة إنشاء المحميات في الوطن العربي حديثاً منذ بدايات القرن العشرين حيث بدأت فى السودان والجزائر والمغرب ، وهي تضم مختلف البيئات الطبيعية (مناطق رطبة ، بيئات مياه عذبة وبيئات بحرية وغابات جافة وصحراوية) ، بالإضافة إلى عدد كبير من المحميات الرعوية التي غالباً ما لا يتم ذكرها في تقارير المحميات الطبيعية لكونها ليست من المحميات المسجلة رسمياً على الصعيد الدولي.
    وتواجه المحميات الطبيعية في الوطن العربي عدد كبير من المهددات التي لابد من مواجهتها حتى لا تُفقد موارده من الحياة البرية. ومن الضروري مراجعة المساحة الإجمالية لتلك المحميات بالنسبة للمساحة الإجمالية لكل دولة مع العلم أن المتطلبات الدولية تقتضي أن يكون إجمالي مساحة المحميات لا يقل عن %10 من المساحة الإجمالية لكل دولة ، كما أنه من الضروري أن يتم توحيد معايير وأسماء المحميات في الوطن العربي حتى يتم التجانس بما يتوافق مع المعايير العالمية ، كما يلزم إدارة المحميات الطبيعية وفقاً للمفاهيم الحديثة والتي تدار لصالح وبواسطة المواطنين المحليين والوفاء باحتياجاتهم كما تدار بواسطة أطراف متشاركة بدلاً من السلطة المركزية وحدها وأن تدار وفقاً لخطة طويلة المدى وأن يُنظر إليها كثروة قومية. ويبين الجدول رقم (5) هذه المناطق المحمية وفقاً لتصنيف الإتحاد الدولي لصيانة الطبيعة (IUCN).
    جدول رقم (5): المناطق المحمية في الدول العربية وفقاً لتصنيف الإتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)

    الدولة
    عدد المناطقالمساحة بالهكتارنسبة الأراضى بالنسبة للمساحة من الدولةعدد المساحات 100.000 هكتارأقل من مليون هكتارالمناطق المحمية البحريةالمناطق المحمية ذات الأهمية العالميةالمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية
    محميات المحيط الحيوىمناطق التراث العالمى
    العددشاطئيةبحريةالعددالمساحة (هكتار)العددالمساحة (هكتار)العددالمساحة (هكتار)
    الأردن112983.3101011310017
    الإمارات2NANA00431100NANANANA
    تونس7450.300754432113112
    الجزائر185.892.52283337.291800035
    السعودية7149732.3824340000NANA
    السودان118.643.4622022100100NANA
    سوريا00000NANANA0000110
    الصومال21800.31022200NANANANA
    العراق810.100NANANA0000NANA
    عُمان33.4316.1102120014750NANA
    الكويت50271.5004220NANANANANA
    لبنان350.500110000031
    ليبيا81730.1105230000NANA
    مصر167940.8101816622.46002106
    المغرب123170.710109312.5700414
    موريتانيا917461.731552001120021216
    اليمن00000NANANANA000NANA
    المصدر: المنظمة العربية للتنمية الزراعية– دراسة تنسيق وتطوير التشريعات الخاصة بالحياة البرية في الوطن العربي– الخرطوم 2006

    ملحوظة:
  • هذا الجدول يغطى الفترة حتى عام 2000.
  • تمت إضافة بعض المناطق ذات الأهمية العالمية سواء كانت مناطق تراث عالمي أو مناطق رطبة بعد صدور الجدول.
  • تمت إضافة بعض المحميات في العديد من الدول العربية لم تظهر في الجدول.
  • NA تعنى معلومات غير متوفرة.

  • الأهمية الاقتصادية للحياة البرية في الوطن العربي:

       تمثل الحياة البرية دعامة لحياة الإنسان ورفاهيته منذ القدم ، فالتباين الأحيائي هو المصدر الرئيسي لطعام الإنسان والأكسجين اللازم لكل المخلوقات على سطح الأرض ، فإذا ما أدرك الإنسان مصلحته في الحفاظ على الحياة البرية فسيتبنى كافة السبل التي يحافظ من خلالها على مصالحه ، ولا بد من التركيز على برامج التوعية الجماهيرية المستمرة لتوضيح أهمية الحياة البرية وأثرها الاقتصادي والبيئي وذلك بهدف تعديل سلوك الجماهير وتعديل بعض المعتقدات الخاطئة في التعامل مع الحياة البرية. ويجب التعامل مع الأنواع البرية بحكمة لتجنب حدوث آثار سلبية على الطبيعة ، فلكل نوع حي فوائد ومضار ، فموضوع الضرر والمنفعة مرتبط بمصالح البشر في حين أن الحياة البرية تضم خليط متجانس من الأنواع بسبب غياب اعتبارات المصلحة والربح والخسارة المعروفة في القوانين البشرية.
      وتتعدد القيم الاقتصادية للحياة البرية من عوائد مباشرة نقدية إلى عوائد غير نقدية تأتي من قيم أخري. ويعتمد الكثيرون من أبناء المناطق الريفية بخاصة على المصادر البرية في معيشتهم أو كسب رزقهم ، فمنهم من يعمل في جمع وتسويق الأعشاب البرية ذات القيمة الطبية أو ثمار الأشجار البرية ، ومازلنا حتى اليوم نشاهد في الأسواق معارض لبيع معروضات تمثل مشتقات من حيوانات برية كالجلود والفراء المستعمل في صناعات متعددة كالمعاطف والحقائب والملابس والتراث والقبعات والأحذية وغيرها.
    وتستعمل شحوم وغدد وأجزاء بعض الحيوانات في صناعة الأدوية والمواد الطبية كالخيوط الجراحية والصابون والمراهم ومواد مستحضرات التجميل ، ويستخدم نخاع العظام في النعام لعلاج الروماتيزم وكمصادر للفيتامينات كما في شحم الدب والأرنب وغيرها علماً بان الدواء يمكن أن يستخرج من الأنواع البرية بطرق حديثة وعلمية مثل سم العقرب وسم الأفاعي دون التسبب بموت تلك الأنواع. ويصل سعر الجرام من السم المجفف للكوبرا المصرية إلى نحو 1250 دولاراً.
       كما أن الاتجاه الحديث يعتمد على تربية الأنواع البرية في أماكن خاصة ، وعادةً ما يدفع محبي الأنواع البرية النادرة مبالغ طائلة لاقتنائها في بيوتهم ومكاتبهم ، وترتبط القيمة غالباً بمدى ندرة هذه الأنواع البرية ، والكثير من الدول تتحصل على إيرادات نقدية كبيرة من عوائد الضرائب والرسوم وكذا مقابل إصدار رخص الصيد التجارية ومن عوائد رسوم إصدار تصاريح تربية الأنواع البرية في بيوت الأسر وفي الحدائق الحيوانية والنباتية والمتاحف ومن حصيلة تصدير الأنواع البرية الحية والميتة وأجزائها ومشتقاتها كالجلود والعاج الخام والمصنع والبذور والشتلات والفسائل.
       ومن جهةٍ أخرى فإن التطورات المتسارعة في قطاع الزراعة والاعتماد على التكثيف الزراعي واستخدام الأسمدة والمبيدات الكيمائية بغرض زيادة إنتاجية وحدة المساحة أدت جميعها إلى انقراض بعض الأنواع البرية التي تعتبر من الأعداء الحيوية للآفات الزراعية ، مما أدى بدوره إلى حدوث زيادة في بعض أنواع الآفات التي كانت تحت سيطرة أعدائها الحيوية مما أدى إلى تناقص الإنتاج الزراعي.
       ولمواجهة ذلك فإن وزارات الزراعة في عدد من الدول العربية تنفق مبالغ كبيرة لدراسة وإعادة تربية وتأهيل بعض الأنواع البرية التي تعتبر من الأعداء الحيوية المتوفرة في البيئات المحلية لإعادة إطلاقها بغرض مكافحة الآفات التي ظهرت مؤخراً والتي لم تكن معروفة قبل استخدام المبيدات (علماً بأنها أصبحت مقاومة لمعظم المبيدات المتوفرة) ، والتجربة السورية في مجال المكافحة الحيوية لآفات الحمضيات مثال يحتذي به ، حيث تمت السيطرة على الآفات التي أظهرت مقاومة للمبيدات وتسببت بنقص كبير في الإنتاج وهذا خير دليل على التكلفة العالية التي تترتب على حدوث خلل في التوازن الطبيعي نتيجة فقدان نوع من الأنواع البرية من البيئيات الطبيعية ، والجهود التي يجب بذلها لصيانة تلك الأنواع وإعادة تأهيلها.
       وتمتاز بعض الأنواع البرية بحدوث انفجارات عددية دورية في مجتمعاتها بحيث تصبح أعدادها كبيرة جداً مما قد يؤدي إلى الأوبئة التي تستدعي الإنسان للسيطرة عليها قبل التسبب بأضرار اقتصادية (زراعية أو صحية) ، لذلك يجب إن يكون التشريع واضحاً وصريحاً في هذا المجال ، ويؤكد على أن تكون السيطرة على هذه الأوبئة بأساليب عقلانية وغير مبنية على نظرة اجتثاث النوع من المنطقة أو التخلص منه بشكل كامل ، لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث خلل في السلسلة الغذائية وربما ظهور نوع آخر قد يسبب مشكلة من نوع آخر وربما تكون أخطر.
       وعادة ما يتم اللجوء إلى المواد الكيميائية لحل مشاكل الانفجار الوبائي لمجتمعات بعض الأنواع لمنع أضرارها الاقتصادية ، لذلك يجب أن يتم اختيار المبيد المستخدم وشكل مستحضراته بطريقة علمية مدروسة ومبنية على دراسات علمية بحيث تحقق الغرض المرجو منها وبأقل الأضرار للأنواع غير المستهدفة والتي قد تتعرض لضرر المبيد بطريقة غير مباشرة ، فتأثر المفترسات بالمبيدات أعلي من تأثر النوع المستهدف وذلك لأن المفترس عادة ما يتغذى على عدة أفراد مسممة مما يعني تجمع كميات كبيرة من المبيد في جسم المفترس وبالتالي موته ، إضافة إلى إن مجتمع المفترسات عادة ما يكون اقل بكثير من مجتمع الآفات التي يكافحها.
       وتلعب الحيوانات البرية دوراً مهماً في الحفاظ على التوازن الطبيعي إضافة إلى الأهمية الاقتصادية والسياحية والترفيهية والرياضية ، كدور القنفذ في مكافحة العقارب ، ودور الضفدع في مكافحة الذباب والحشرات ، ودور الخفافيش في مكافحة البعوض والحشرات الطائرة ، ودور متطفلات التريكوديرما في مكافحة الذبابة البيضاء على القطن ، ودور الأفاعي والطيور الجارحة وطيور البوم في مكافحة القوارض الزراعية كالفئران ودور الحشرات وبخاصة حشرات النحل في تلقيح الأزهار وإعطاء ثمار ذات نوعية جيدة ، ودور الطيور الصغيرة في مكافحة الحشرات الضارة ، ودور الحشرات كأعداء حيوية للحشرات الضارة كخنفساء أبو العيد التي تفترس حشرات المن ، وتشجيع أنبات بعض البذور عبر مرورها في الجهاز الهضمي للحيوانات ، ودور آكلات الرمم (scavengers ) في التخلص من جثث الحيوانات الميتة ، ودور المفترسات الثديية في تقليل الحيوانات الضعيفة والمريضة وبذلك تقل فرص حدوث الأوبئة في مجتمعات الحيوانات البرية والمساهمة بالإنتخاب الطبيعي حيث تبقي الحيوانات السليمة والقوية فقط والدور المتكامل للأحياء البرية في استمرارية السلسلة الغذائية.
       هذا وتعتبر الكثير من عناصر الحياة البرية مصدر للجينات لإستخدامها في عمليات التحسين الوراثي للأنواع الاقتصادية من نبات وحيوان من خلال التقنيات الحيوية الحديثة ، كما وجد أن بعض الأنواع البرية يمكن أن يستخدم كمؤشر على تطور النظام البيئي أو على تدهوره ، فالحياة البرية معين لا ينضب من العطاء إذا أحسن استثماره.
        ويمثل الحفاظ على التنوع النباتي وصون التنوع الجيني احتياطي قوم للاقتصاد ، فعلى سبيل المثال نجد أن التنوع الجيني للفلورا الأمريكية يسهم بنحو مليار دولار سنوياً من خلال استخدام الجينات الاقتصادية للنباتات البرية في الزراعة. كما أن صون التنوع النباتي يفيد في إنتاج المركبات الحيوية ذات التأثير الطبي ، وذلك من خلال الحفاظ على الأقارب البرية للنباتات المنتجة للمستحضرات الصيدلية.
       وتعتبر بيئة الشعاب المرجانية المقوم الأول والأساسي لصناعة السياحة المتنامية على امتداد ساحل البحر الأحمر ، حيث تمثل أكبر مصدر للعملة الصعبة للاقتصاد القومي ، وعلى الرغم من عدم سهولة التقدير المادي المباشر لمثل هذه الموارد الطبيعية بسبب أهميتها وأدوارها المتعددة والمتشعبة ، إلا أنه وجد أن كل متر مربع في الشعاب المرجانية وما يرتبط بها من اسماك ورخويات وصخور مرجانية في منطقة جنوب سيناء يعود على الاقتصاد القومي بما يعادل 120 دولاراً أمريكياً من ممارسة نشاط الغوص  فقط.
        ومن الجدير بالذكر أن أسماك الشعاب المرجانية من أهم العوامل التي تجذب الغواصين حيث تشكل 30 % تقريباً من إجمالي القيمة الإجمالية لأي منطقة غوص ، أي أن القيمة المادية لأسماك الشعاب المرجانية التي تعيش في المتر المربع الواحد قد تصل إلى نحو 40 دولاراً أمريكياً سنوياً.
        ويعتبر الاتجار في أسماك الزينة (أسماك الشعاب المرجانية الحية) واحداً من صور استثمارات الإنسان للمواد الطبيعية لبيئة الشعاب المرجانية ، حيث يتم التعامل مع ما يقرب من 250 نوع من مختلف الأسماك. وتعتبر اسماك الفراشة والملاك والجراح (السحل) والزناد (الأسماك معقوفة الفكين) من اشهر الأنواع التي يتم الاتجار فيها. وتتراوح أسعار السمكة الواحدة من تلك الأنواع في الأسواق العالمية ما بين دولاراً أمريكياً واحداً وما يزيد عن مائة وعشرين دولاراً أمريكياً.
       ومن الناحية السياحية ، نجد أن السياحة تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد القومي ، فمثلاً في مصر فهناك الآلاف من السياح يزورون محمية جبل سانت كاترين في سينا ورأس محمد في شرم الشيخ. ومن خلال القيم الترفيهية تتعدد المنافع المعنوية وذلك من خلال الاستماع لتغريد الطيور ومشاهدة جمال البرية في الحصول على التسلية النفسية وتقويم الوجدان ورفع القوي والقدرة واستعادتها للإنتاج والإحساس بالشجاعة والرفق بالحيوان ، كما أن التمرين على الرماية يعود على الصبر وإطاعة القوانين والأنظمة وتقديس الواجبات والشعور بالمسئولية. ومن ثم فإن الفوائد الاقتصادية والمادية من السياحة المرتبطة بالحياة البرية المباشرة تصل لعشرات الملايين من الدولارات سنوياً في بعض الدول إضافة إلى الفوائد غير المباشرة من توفير الخدمات للسائح.
       أما من الناحية العلمية والتعليمية ، نجد أنه يتم استغلال الحيوانات البرية في إجراء البحوث الطبية والعلمية المختلفة والتجارب المعملية وهذا ما يلاحظ حالياً في عدد من الدول المتقدمة علمياً فهي تستورد السلاحف والسحالي للقيام بالأبحاث العلمية نظراً لعدم ورودها على القائمة الأولي لاتفاقية التجارة الدولية. ويعد علم الحياة البرية عبارة عن تجميع للمعارف من علوم كثيرة وثيقة بالبيئة التي تشكل عناصرها الجزء المهم من حماية للحيوان البري ومعيشته وغذائه وعلاقاته التنافسية عن طريق خلق التفاعلات المختلفة في البيئة وعناصرها كما تأتي علاقته بالجيولوجيا عن طريق الحفريات ويرتبط بعلم الطفيليات والتشريح والأنسجة وعلم الأمراض والأجنة والوراثة والتطور والهندسة الوراثية وبعلم الموارد وعلم الاقتصاد نسبة للمساهمة الاقتصادية للحياة البرية ومنتجاتها في الاقتصاد الوطني ، كما يرتبط بعلوم النبات وعلوم التصنيف ودراسة النباتات البرية الصحراوية ذات القيمة الاقتصادية العالية.
       ومن جهةٍ أخرى فإن للحياة البرية أهمية تراثية وثقافية تتمثل في الطقوس والتأثيرات الروحية والنفسية والمقدسات متصلة الانواع البرية ، فضلاُ عن ارتباط الانواع البرية بالشعر والموسيقي والفنون كالرسم والنحت ، مما يثري الحياة الإنسانية ، كما أن أسماء عديد من المواطنين في الوطن العربي مستمدة من الحياة البرية كالنمر والفهد والأسد.
        كما أن للحياة البرية أهمية اجتماعية وترفيهية ، حيث يتجدد الاهتمام بالأنواع البرية من خلال الاهتمام بالبيئة وفوائدها الاقتصادية متمثلة في استغلال الموائل الطبيعية للأنواع البرية للترفيه والسياحة البيئية وتشغيل العمالة في المناشط الإدارية والسياحية. ويتميز الوطن العربي بوجود أنماط مختلفة من الأنظمة البيئية تجعل منه منطقة جذب سياحي يمكن استثمارها إذا ما تم الحفاظ على مقوماتها الطبيعية في أقطاره ، فالاستغلال الأمثل لهذه المقومات يكمن في زيادة المحميات الطبيعية والصيد البري والبحري ومراقبة النجوم ورياضة تسلق الجبال والغطس والتي سيكون لها أثر كبير على الاقتصاد القومي.
       ومن الجدير بالذكر أن الحياة البرية في الوطن العربي تهددها مجموعة من المخاطر ، كالرعي والصيد الجائر في البر والبحر ، ازدياد الطلب على الموارد الطبيعية في الغذاء والكساء والدواء وبخاصة في المناطق الريفية ، ازدياد التوسع الزراعي الحديث على حساب بيئات الحياة الطبيعية والتي تتم بطرق تكنولوجية حديثة ، التوسع والزحف العمراني على البيئات الطبيعية وعلي الأراضي الزراعية بهدف السكن والسياحة ، ازدياد الملوثات والنفايات المتنوعة والتي يعجز التنوع الحيوي عن إدخالها ثانية في الدورات الطبيعية ، تدمير الموارد الطبيعية نتيجة للكوارث وحرائق الغابات ، زيادة معدلات الجفاف والإجهادات البيئية الأخرى انتشار بعض النباتات والحيوانات الدخيلة ، الزيادة السكانية المتسارعة ، التلوث الكيمائي وسوء استخدام المبيدات ، ضعف التشريعات وعدم القدرة الكافية في تطبيقه ، ضعف الدعم السياسي والجماهيري والمالي وقتل بعض الأنواع بسبب معتقدات خرافية نتيجة قلة الوعي مثل النظرة العدائية تجاه طيور البوم أو بدافع الخوف كما هو الحال في التعامل مع الأفاعي وبعض أنواع الزواحف وتحنيط السلاحف وتعليقها على أبواب المنازل بدعوى رد العين ودفع حسد الحاسدين ، وتختلف هذه المعتقدات من مكان لآخر تبعاً لدرجة وعي الجماهير فيها.

  • ويمكن تلخيص بعض هذه التهديدات والمخاطر فى بعض دول الوطن العربي وذلك على النحو التالي:
    1. في المملكة الأردنية الهاشمية يسود استخدام المبيدات الزراعية ، مما يهدد الأنواع البرية.
    2. في دولة الإمارات العربية المتحدة يكثر إتلاف بيض الطيور البحرية بواسطة العاملين في صيد الأسماك وكثرة الشباك التي تصطاد الأحياء البحرية.
    3. في مملكة البحرين تهدد عمليات الهدم والحفر البحري للأغراض السكنية أو الترفيهية وإنشاء المواني والجسور البيئات الطبيعية ، كذلك تصريف المياه في المناطق الساحلية وأثار الملوحة وآثار محطات التحلية.
    4. في الجمهورية الجزائرية يؤدي انعدام المراقبة الكافية لاستغلال الموارد الطبيعية الحياة البرية للخطر.
    5. في جمهورية السودان تتزايد النزاعات حول استخدامات المراعي والغابات لتربية الحيوانات الأليفة ، مما يؤدي لحدوث تنافس بين الأنواع الاليفة والانواع البرية في بيئاتها الطبيعية.
    6. في الجمهورية العربية السورية يؤدي انحسار الغطاء النباتي في الأراضي البعلية إلى تهديد الحياة البرية.
    7. في سلطنة عُمان يعتبر التوسع العمراني والحضري ونقص الكوادر المدربة أهم مهددات الحياة البرية.
    8. في دولة فلسطين يعتبر إزالة الغطاء النباتي بمعرفة قوات الاحتلال ، بهدف إنشاء مستوطنات ومعسكرات جديدة وإنشاء طرق جديدة من أهم مهددات الحياة البرية.
    9. في الجمهورية اللبنانية أدت الصراعات والحروب والتوسع في النشاط العمراني إلى تدمير البيئات الطبيعية.
    10. في جمهورية مصر العربية تؤثر السباقات الصحراوية الدولية وسياحة الغوص سلبياً على الموائل الطبيعية.
    11. في الجمهورية اليمنية تؤدي زراعة القات إلى استنزاف المياه ، مما يؤثر سلبا على البيئات الطبيعية.
       ويتضح مما سبق أن الحفاظ على الحياة البرية وحمايتها يلعب دوراً هاماً في زيادة الدخل القومي للدول العربية وذلك على النحو التالي:
    1. الأغراض التجارية والتي تتمثل في الإتجار في الأنواع المختلفة من الحيوانات والنباتات أو مصنعاته مع الأخذ بعين الاعتبار الالتزام بالإتفاقيات الدولية التي تنظم التعامل التجاري في أنواع الحياة البرية وترشيد الاستهلاك المحلي والتصدير والاستيراد مع باقي الدول الأخرى لمنع مخالفات القواعد والأعراف والاتفاقيات التجارية الدولية. هذا وتبلغ قيمة نشاط الاتجار في الأنواع البرية على مستوي العالم نحو 200 مليار دولاراً سنوياً منها نحو %60  تجارة مشروعة.
    2. أغراض السياحة البيئية والتي تتمثل في وجود الانواع البرية من الحيوانات والنباتات في موائلها الطبيعية وأثر ذلك في الترويج السياحي وتشجيع الاستثمارات.
    3. الأغراض الطبية والتي تتمثل في عادات بعض الشعوب بالتداوي بالنباتات البرية ، فقد استخدم قرن الخرتيت والتمساح النيلي والورل الجبلي لنفس الأغراض.
    4. الأغراض الغذائية والتي تتمثل في الاستفادة من الموارد البحرية كالأسماك والكائنات البحرية الأخرى كمصدر رخيص للبروتين.
    5. أغراض البحث العلمي والتي تتمثل في الدراسة والبحث في الحياة البرية ومقوماتها وسلوكها وكثافتها في الطبيعة وأماكن وجودها وأمراضها وكيفية السيطرة على مشكلاتها.
    6. حماية الشواطيء من التآكل مثل الحفاظ على الشعاب المرجانية على طول البحر الأحمر.

    الأهمية الاقتصادية لبعض الأنواع البرية الشائعة في الوطن العربي:

     http://afwp.org/SiteAr/Pages/economical_importance_of_the_most_common_wild_animals.pdf 

    للقراءة والتحميل اضغط هنا

    المراجع:


    • أحمد مستجير (دكتور) ، لغة الجينات ، المكتبة الأكاديمية ، 1995 .
    • المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، دراسة تنسيق وتطوير التشريعات الخاصة بالحياة البرية في الوطن العربي ، 2006 .
    • جهاز شئون البيئة ، التنوع البيولوجي في مصر ، مداولات اجتماع الخبراء العرب حول التنوع البيولوجي في الوطن العربي ، اللجنة المشتركة للبيئة والتنمية في الوطن العربي ، القاهرة ، أكتوبر 1995 .
    • سامي حسن الفيلالي (دكتور) وإيناس محمد عباس ، إدارة المصادر الوراثية في جمهورية مصر العربية ، ورقة عمل مقدمة إلى ورشة العمل الأولى للمنتفعين حول التوعية بسياسات المصادر الوراثية ، مشروع سياسات المصادر الوراثية ، القاهرة ، سبتمبر 2004 .
    • سامي حسن الفيلالي (دكتور) وإيناس محمد عباس ، دور المشاركة الشعبية في إدارة المحميات الطبيعية والعمل التطوعي البيئي للمرأة المصرية ، ورقة عمل قُطرية مقدمة إلى ورشة العمل القومية حول تأصيل المشاركة الشعبية في إدارة المحميات الطبيعية والمحافظة على البيئة وتدعيم دور المرأة في العمل التطوعي البيئي ، المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، جامعة الدول العربية ، القاهرة ، سبتمبر 2004 .
    • سامي حسن الفيلالي (دكتور) ، ورقة عمل قطرية حول الحياة البرية في جمهورية مصر العربية ، ورشة العمل القومية حول حماية الحيوانات البرية ، المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، جامعة الدول العربية ، الجماهيرية العربية الليبية ، أغسطس 2004 .
    • سامي حسن الفيلالي (دكتور) ، ورقة عمل محورية حول حماية الحياة البرية في جمهورية مصر العربية ، ورشة عمل حول تنسيق وتطوير التشريعات الخاصة بحماية الحياة البرية في الوطن العربي ، المنظمة العربية للتنمية الزراعية ، جامعة الدول العربية ، بيروت ، يونيه 2006 .
    • عصام البدري (دكتور) ، التنوع البيولوجى فى مصر ، جهاز شئون البيئة ، الوحدة القومية للتنوع الحيوى ، 1994 .
    • محمد إبراهيم محمد إبراهيم ، المحميات الطبيعية والتنوع البيولوجي في مصر ، جهاز شئون البيئة ، وزارة الدولة لشئون البيئة ، 2004 .
    • محمد مصطفى حسنى (دكتور) ، صيغ وآليات التنسيق المطلوب لتدعيم الجهد العربى فى مجال حماية الحياة البرية ، جامعة الفاتح ، الجماهيرية العظمى ، 2004 .
    • موقع الحواج على شبكة المعلومات الدولية http://www.khayma.com/hawaj
    • موقع منتدى المنظمات الأهلية لحماية تراث مصر الطبيعي على شبكة المعلومات الدولية http://egyptnaturalheritage.com
    • وفاء محروس عامر (دكتوره) ، نظرة عامة على تنوع وصون الفلورا المصرية ، مجلة أسيوط للدراسات البيئية ، العدد الثاني والعشرون ، مركز الدراسات والبحوث ، جامعة أسيوط ، يناير 2002 .
    • يوسف بركورة (دكتور) ومؤمن الشيخ على ، النبات الطبيعى والتوطن العربى ، مداولات إجتماعات الخبراء العرب حول التنوع البيولوجى ، المركز العربى لدراسات المناطق الجافة والآراضى القاحلة (أكساد) ، 1971 .
    • Rafik Khalil, Egypt's Natural Heritage, Tourism Development Authority, Egypt, 2000.
    المصدر : مجلس الوحدة الاقتصادية العربية 

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    آخرالمواضيع






    جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

    إتصل بنا

    الاسم

    بريد إلكتروني *

    رسالة *

    Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

    آية من كتاب الله

    الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

    الطقس, 12 أيلول
    طقس مدينة طبرق
    +26

    مرتفع: +31° منخفض: +22°

    رطوبة: 65%

    رياح: ESE - 14 KPH

    طقس مدينة مكة
    +37

    مرتفع: +44° منخفض: +29°

    رطوبة: 43%

    رياح: WNW - 3 KPH

    تنويه : حقوق الطبع والنشر


    تنويه : حقوق الطبع والنشر :

    هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

    الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا