التسميات

السبت، 10 يونيو 2017

تقييم كفاءة الوظيفة التجارية في قضاء الدجيل ...


تقييم كفاءة الوظيفة التجارية في قضاء الدجيل

د. طه مصحب حسين الخزرجي      م.م. قاسم نصيف جاسم الحداد
جامعة تكريت/ كلية التربية


 مجلة كلية التربية الأساسية - جامعة بابل - العدد 7 - آيار 2012 م - ص ص 231 - 241 :

المقدمة
إن كل دراسة لمنطقة أو إقليم لابد إن تستند على دراسة جغرافية تقدم واقعا ملموسا ومهما عن تلك المنطقة أو الإقليم، ومن هذا المنطلق جاء اختيار هذا البحث لما له من دوافع كثيرة كون إن المنطقة تتمتع بأهمية اقتصادية بالنسبة لباقي وحدات العراق الإدارية وكذلك إعطاء صورة طبيعية لموقع المدينة التجاري ومكانتها، لان المدينة عبارة عن كائن حي، يولد وينمو ويموت بفعل عوامل طبيعية أو عوامل بشرية تؤدي إلى فرض واقع جديد.

إن الدراسة الجغرافية أكدت على استعمال الأرض الحضرية حيث اعتبرته حيزا من ارض المدينة يشغل بإحدى لوظائف المدن الأساسية مثل الوظيفة التجارية أو السكنية والصناعية والنقل والترقية وفقا لضوابط طبيعية أو بشرية أو كليهما حيث من المعروف إن حجم الاستعمال في المدينة يتباين طبقا لنوع الاستعمال فكلما كانت المدينة ذات وظيفة رئيسية كلما انعكس ذلك على مساحة هذا الاستعمال.
 أما منطقة الدراسة فأنها تتمتع بارتفاع المستوى المعيشي، وذلك لان اغلب الساكنين في المنطقة يشتهرون بزراعة بساتين العنب والرمان مما يدر عليهم بأرباح كثيرة تساعدهم على شراء اغلب احتياجاتهم من السوق، مما جعل انتشار المحلات التجارية بشكل مضطرد وسريع إضافة إلى موقع المنطقة القريب من العاصمة جعلها مركز تجاري مهم ووقوعها على الشارع العام الرابط بين محافظتي بغداد – الموصل، وان زيادة الأعمال التجارية يأتي من خلال حركة الأشخاص مع والتبادل التجاري مع المناطق القريبة منها.
أولا: - الاستعمالات التجارية في مدينة الدجيل :
ان الاستعمال التجاري لأي منطقة يأتي من خلال زيادة الاعمال التجارية على أي عمل اخر من الاعمال تسمى بالمنطقة التجارية وهذه المناطق تتميز بتركيز كثيف للمحلات التجارية حيث ان هذه المناطق التجارية تتعامل بمختلف السلع والبضائع وكذلك تظم بعض الصناعات الخفيفة والحرف اليدوية إضافة الى انها تشمل بعض الخدمات مثل خدمات البنوك والوسطاء والوكلاء ومكاتب المحامين وعيادات الاطباء وغيرها من الخدمات العامة التي تهدف من استثمار نشاطها إلى الربح وزيادة الدخل في ظل معياري الربحية التجارية والربحية الاجتماعية(1).
والوظيفة التجارية هي من الوظائف الرئيسية التي مارستها المدينة منذ نشأتها وحتى الوقت الحاضر حيث لعبت دورا تجاريا مهما لاسيما في القرن العشرين وذلك لان مدينة الدجيل تقع على الشارع العام الذي يربط(بغداد- الموصل) حيث تعد منطقة استراحة بين بغداد والمحافظات الشمالية وكذلك محطة استراحة لطرق سكك الحديد بقصد لتغذية المدينة وإقليمها والمناطق المجاورة الأخرى من السلع التجارية التي تحملها(2)، وذلك حاجة الناس الساكنين في هذه المنطقة.
حيث تحتل الاستعمالات مساحات مختلفة حسب نوع الاستعمال اذ بلغت مساحة الاستعمال التجاري (41) دونم وبنسبة مئوية (9‚1%) فقط من الاستعمالات الأخرى في المدينة وان السبب في صغر هذه المساحة يعود ذلك الى طبيعة الاستعمال التجاري الذي لا يحتاج الا الى مساحات صغيرة تتلائم مع أحجام السلع والبضائع والأشخاص. وكما هو معروف ان الاستعمالات التجارية تحتل افضل المواقع في منطقة الدراسة حيث تحتل المناطق المناسبة التي يكون فيها عامل الجذب أكثر من بقية الاستعمالات او النشاطات الأخرى مثل الاستعمالات السكنية والصناعية والخدمية بسبب العائدات الاقتصادية العالية التي تجلبها إلى أصحابها وتتركز هذه المواقع في حي الزهراء وحي الانتصار وحي الوحدة وفي الشوارع الرئيسية والتفرعات المتصلة بها مثل الشارع الرئيسي المركزي الذي يمتد في وسط المدينة من مدخلها من الشارع العام الى نهاية المدينة في حي الوحدة بالقرب من محطة ضخ المياه العذبة الى المناطق السكنية. ومن الملاحظ ان هذه الاستعمالات التجارية تحتل الشارع الرئيسي ومن كلا الجانبين والشوارع الرئيسية الاخرى داخل الاحياء السكنية ذات الدخل المحدود مما يؤدي الى سهولة الوصول الى هذه المحال التجارية وان اتساع الشوارع الفرعية داخل الاحياء السكنية يساعد على ظهور محال تجارية فيها(3) الخارطة رقم(1) ان الاستعمالات التجارية في المدن قد صنفت الى عدة تصانيف من قبل دراسات)سابقة مثل تصنيف بريدفوت Proud foot) لتجارة المفرد التي تعني بيع السلع (5) للافراد والعائدات الاستهلاكية او استعمالها(4). وتصنيف ميرفي (Murphy)) لتجارة المفرد والجملة. وتصنيف برنس Burns)الذي اعتمد على اساس التسوق لتصنيفه(6) وان هذه الانماط التجارية قد تباينت في هذه التصانيف حسب الاساس المحتمل في التصنيف وكذلك حسب حجم المدينة ونوعها عموما ان اكثر التصانيف التي تتلائم مع دراستنا هو تصنيف بريد فوت(Proud foot) حيث ميز وجود خمسة مناطق تجارية رئيسة هي(7)
1- المنطقة التجارية المركزية.
2- المناطق التجارية الخارجية الثانوية.
3- الطرق التجارية المركزية.
4- شوارع الأحياء التجارية.
5- تجمعات المخازن المعزولة.
ومن خلال الدراسات الميدانية لمدينة الدجيل تبين ان هناك ثلاثة انواع من التصانيف التي ذكرناها سابقا موجودة في منطقة الدراسة مما يؤكد عدم وجود المنطقتين المتبقيتين من تصنيف (Prod foot) في نفس المنطقة وذلك بسبب صغر مساحة المنطقة اما المناطق الموجودة في منطقة الدراسة هي :
1- المنطقة التجارية الرئيسية المركزية.
2- المنطقة التجارية الثانوية.
3- الشوارع التجارية الرئيسية.
ان أسباب توزيع الاستعمالات التجارية في المدينة يعود إلى حاجة الفرد للسلعة كما يراها الجغرافيين(8). أي ان الأسواق التجارية تقسم حسب متطلبات الإنسان للسلع وبذلك نلاحظ :-
1- ان الحاجات اليومية يكون روادها كثيرون والتي تتمثل بالخضروات والمواد الغذائية والصمون واللحوم.
2- الحاجات الاعتيادية الشائعة مثل المواد الإنشائية والأقمشة والأحذية والمواد الكهربائية.
3- الحاجات الترفيهية والكمالية مثل الأثاث المنزلي والصياغة والأجهزة المنزلية المعمرة.
4- هناك حاجات اخرى كالحاجات الدورية مثل الحلويات والكماليات من الملابس النسائية والرجالية لكن هذا لا يمكن تطبيقه على مدينة الدجيل لأنه فيها ثلاث مناطق تجارية، المنطقة التجارية الرئيسية التي تحتل المنطقة المركزية التي تمثل بالشارع الرئيسي والمنطقة التجارية في الشوارع الفرعية القريبة من الشارع الرئيسي وان المنطقة الثانوية في بداية تكوينها كانت منطقة تجارية واحدة وهذه تتمثل بالمنطقة التجارية وان هذه المنطقة توسعت مع توسع وزيادة عدد سكانها ولابد من هذا التوسع ان تحتل احسن المواقع لذلك فان الشارع الرئيسي في المدينة تكون بسبب توسع المنطقة التجارية ويمكن معرفة ذلك من خلال ما يأتي:
1- وجود تشابه في المنطقة التجارية والشارع الرئيسي من حيث نوعية المحلات
2- ان المنطقة التجارية في الشوارع الرئيسية بدأت حديثا.
وهذا ما يدل على انها وجدت بسبب توسع المنطقة التجارية. اما المنطقة التجارية الثانوية فانها تعود الى طبيعتها حيث توجد فيها مساحات واسعة اكبر لوقوف المركبات القادمة من الاقليم الزراعي والسلع المتمثلة ببيع الفواكه والخضروات بالجملة ولابد من دراسة كل نوع من هذه الأنواع وكما يلي:
1- المنطقة التجارية المركزية:
تتمثل المنطقة التجارية المركزية في مدينة الدجيل في الاسواق الموجودة في حي الوحدة وحي الزهراء وفي الشارع الرئيسي الذي يربط بينهما وتفرعاته التي تتصل به مباشرة وعلى كلا الجانبين ويظهر ان جذب هذه المنطقة الى الاعمال التجارية المركزية في مدينة الدجيل يعود الى اسباب تاريخية وموقعية يضاف الى ذلك ان الشارع الرئيسي في المدينة يتصل بالطريق الخارجي الذي يربط بغداد بالموصل والمحافظات الاخرى الذي تقع شمال القطر هذا وقد يتصل الطريق الرئيسي في المدينة بالطرق التي تربط المدينة بإقليمها من شان ذلك ان يسهل وصول سكان اقليم المدينة وروادها بصورة افضل وكذلك يتصل بالطرق الرئيسية الاخرى. ان المنطقة التجارية المركزية تحدد على اساس سعر الارض الذي يتميز بالارتفاع عن غيره مقارنة مع المناطق التجارية الاخرى وكذلك الاستعمالات الاخرى وارتفاع الايجارات فيها ووجود محلات بيع الجملة والتخصص في بيع المواد يضاف الى ذلك تتركز فيها عدد من دوائر الدولة التي تتمثل (بالمصارف والمحامين وعيادات الاطباء) مع ارتفاع سعر الارض في هذه المنطقة(9) وقد نلاحظ وجود بعض الاختلافات في مدينة الدجيل فسعر المتر المربع الواحد من الارض يصل الى (84000) الف دينار عراقي بينما في المناطق البعيدة عن المركز التجاري يصل سعر المتر المربع الواحد من الارض الى (14000) الف دينار عراقي هذا وان مستوى الايجار يرتفع كلما اتجهنا نحو مركز المدينة حيث يصل الى (130 الف د.ع) في الشهر وتحتوي منطقة الدراسة على بعض المطاعم والمقاهي والخدمات الاخرى اما عدد السكان المارة فهم يزدادون يوما بعد يوم اذا ما قارنا منطقة الدراسة مع المناطق الاخرى وان سبب ازدياد السكان القادمون الى المدينة هو انتعاش المدينة التجاري واصبحت تحتوي على كل ما يحتاجه القادمون اليها من بضائع وحاجات يومية. إضافة الى ذلك فهي بها شيء من التخصص وهذا يكون على شكل تجمعات وفيها محلات بيع الجملة(10).
ان عدد المحلات في المنطقة التجارية بلغت (419) محلا منها (105) محلا لبيع المواد الغذائية وبنسبة تصل الى (25%) و(27) محلا للمنتوجات الكيميائية وبنسبة تصل الى (4‚6%) و(66) محلا للمواد الكهربائية وبنسبة مئوية تصل الى (7‚15%) اما المواد الانشائية فقد بلغ عدد المؤسسات (15) مؤسسة وبنسبة تصل الى (6‚3%) و(50) محلا للمكائن ووسائط النقل وبنسبة تصل الى (9‚11%) اما الاخشاب ومنتوجات الاثاث فقد بلغ عددها (32) محلا وبنسبة (6‚7%) و(45) محلا للمنتوجات والملابس الجاهزة وبنسبة تصل الى (7‚10%) و(22) محلا للكماليات وبنسبة تصل الى (4‚5%) اما الساعات والصياغة ولوازمها فقد بلغ عددها (17) محلا وبنسبة تصل الى (4%) و(40) محلا للمواد الاخرى وبنسبة تصل الى (7‚9%)وهذا واضح من خلال الجدول رقم(12) ومن الملاحظ ان المحلات الموجودة في المنطقة التجارية المركزية اغلبها مخصصة للبيع بالمفرد رغم ان هناك عدد قليل من المحلات لبيع الجملة وهي نسبة قليلة حيث يبلغ عددها (57) محلا فقط ويرجع سبب ذلك كما ذكرنا سابقا الى سيطرة المدن ذات الحجم الكبير مثل (بغداد وقضاء بلد وقضاء سامراء ذات المكانة التجارية المهمة وان نشاط المنطقة التجارية لا يقتصر على محلات منظمة بل ان هناك الباعة المتجولين الذين يحتلون اماكن غير مسموح بها قانونا لبيع سلعهم الخفيفة والسلع المستعملة ونرى ان انتشارهم حول المنطقة التجارية المركزية وهذا ما يؤثر على انخفاض سرعة المركبات المارة بمختلف أشكاله. وان المنطقة التجارية المركزية تكون على جانبي الطريق الرئيسي وتفرعاته الجانبية ومن المعروف ان أي تجمع للأنشطة التجارية سوف يؤدي الى زيادة حركة السكان من خلال التسوق لمختلف المواد والحاجات ضمن هذا التجمع التجاري ان المستفيدين من هذه الميزة التي حققها هذا التجمع الذي يجمع الأسواق الصغيرة مثل البقالين وبائعي الأقمشة والحاجات المنزلية والإنشائية إضافة الى مجموعة من المطاعم والمقاهي وبعض الصناعات الخفيفة وان التي يتصف بها السوق عبارة عن محلات تمتد على جانبي الشارع الرئيسي وان الصورة (4) توضح ذلك.
ان السكان الذين يأتون الى المنطقة التجارية هو نتاج تفاعل اهل القرى والأرياف (اقليم المدينة) مع اهل المدينة وذلك بحكم موقعها كظهير للمنطقة الزراعية فان اسواقها سوف تزدحم صباحا بأهالي القرى والارياف وعلى وجه الخصوص في المناطق التي لها صلة ببيع محاصيلهم من الخضر والفواكه والحبوب وكذلك بيع حيواناتهم لغرض تزويد المدينة باللحوم هذا وان سكان الارياف يشترون ما يحتاجونه من بضائع التي لها صلة بإدامة حياتهم اليومية حيث يشترون البذور والاسمدة والمبيدات التي يستخدمونها في زراعتهم وكذلك يشترون المواد المنزلية والأثاث الخاص بهم فضلا عن وجودهم في المقاهي لغرض راحتهم ويترتب على ذلك دور المقاهي في توطيد وربط الصلة الاجتماعية بين سكان المدينة واقليمها.
جدول رقم (1)
توزيع مؤسسات تجارة المفرد في الدجيل لعام 2003
نوع المحل
عدد المؤسسات
النسبة المئوية
المواد الغذائية
105
25
المنتوجات الكيميائية
27
4‚6
الكهربائيات
66
7‚15
المواد الإنشائية
15
6‚3
المكائن ووسائط النقل واللوازم المنزلية
50
9‚11
الأخشاب ومنتوجات الأثاث
32
6‚7
المنسوجات الجاهزة
45
7‚10
الكماليات
22
4‚5
الساحات والصياغة ولوازمها
17
4
أخرى
40
7‚9
المجموع
419
100
المصدر: مديرية البلديات العامة مديرية بلدية الدجيل قسم المعلومات(غير منشورة)
إن بعض السكان يرتادون المطاعم وبعض المؤسسات الإدارية كذلك تتصف بعض المحلات بحاجة الى من يمتلكون السيارات مثل بيع المواد المنزلية والمواد الانشائية والحبوب مما يدل على انها ترتبط بطرق النقل وانها لا يمكن ان توجد في المناطق البعيدة عن طرق النقل وكذلك المناطق المزدحمة. ان تمويل المنطقة التجارية المركزية من السلع والبضائع مثل(الخضروات والفواكه واللحوم) تأتي من المنطقة التجارية الثانوية التي هي بدورها تجلبها من الإقليم الزراعي التي يحيط بها وقد يسر هذا التبادل او وصول السلع الى المنطقة التجارية هو عامل القرب الذي يلعب دورا مهما في تقليل تكاليف النقل حيث ان طبيعة بعض المنتجات الزراعية تتسم بسرعة التلف.
اما منتوجات الاثاث وبعض المواد الغذائية فان اغلب سلعها تأتي من داخل المدينة حيث تتواجد الصناعات التي تهتم بالأثاث في حي الوحدة نواة المدينة القديمة وان هذه الصناعات تعود الى معامل أهلية. اما المواد الغذائية ومحلات بيع الطحين فان سلعها تأتي من معمل طحين الدجيل وبعض المطاحن الصغيرة. أما المواد الانشائية والمواد الكهربائية والملابس والصياغة ووسائط النقل والمواد المنزلية والكماليات والمواد الاخرى فإنها تأتي من اسواق بغداد التجارية المركزية وبعض الاسواق القريبة مثل اسواق قضاء بلد وقضاء سامراء(11). ان هذا الزخم المتزايد للفعاليات الراغبة في استثمار ارض المركز الحضري يجعل المنافسة حادة الأمر الذي يترك جليا على نوعية الاستثمار القائم والمتحرك كما ويترك أثره على التغير السريع في مورفو لوجية المنطقة بما يتناسب والقدرة على سد متطلبات الفعاليات الحضرية ضمن هذا الحيز المحدود(12). هذا وإن المنطقة التجارية المركزية تعتمد على سكان المدينة في تصريف سلعها وإن تصريف هذه السلع يعتمد على سكان المدينة والقوة الشرائية إضافة إلى سكان إقليمها. إن سلع المحلات الغذائية تعتمد في تصريفها على سكان المدينة دون غيرهم لأن سكان إقليم المدينة يميلون إلى شبه الاكتفاء الذاتي من هذه السلع وذلك لطبيعة عملهم لأنهم قادرون على إنتاج مثل هذه السلع. أما سلع المنسوجات والملابس الجاهزة والصياغة والساعات والكماليات فإن تصريف هذه السلع يعتمد على سكان المدينة وسكان إقليمها وبهذا يكون سوقها أكبر من سوق المواد الغذائية مع الاختلاف في أنواعها بين المدينة والإقليم حسب العادات والتقاليد المختلفة بين الاثنين. أما اللوازم المنزلية ومنتوجات الأثاث والمواد الإنشائية والكهربائيات فهي تمثل خصائص جميع الأبنية سواء كانت سكنية أم تجارية أم صناعية وسواء كان هذا البناء في منطقة الدراسة(مدينة الدجيل) أم في إقليم المدينة المرتبط بها وبذلك فهي تعتمد في تصريفها الذي يحصل نتيجة التوسع العمراني وكذلك على صيانة وتجديد المؤسسات القديمة من المعروف ان المنطقة التجارية المركزية لا تبقى بمساحة ثابتة على طول الزمن ولكنها تتغير كلما زاد عدد سكان المدينة وإقليمها ومن الطبيعي كلما زاد عدد السكان زادت المنطقة السكنية وتتعدى ذلك على المنطقة الصناعية والخدمية كذلك إذا كبرت علاقة المدينة بالمدن المجاورة ويعتقد ان هذا التبدل سوف يكون في المستقبل نوعيا قبل ان يكون مكانيا حيث في بداية التوسع سوف تزداد كثافة المحلات التجارية حيث تحل محلات جديدة بجانب القديمة ويزداد حجم المحلات وتصبح محلات بيع الجملة ويزداد التخصص الخاص لكل نوع من المؤسسات وتتطور المحلات الصغيرة الى محلات كبيرة وبذلك تتخلص المنطقة التجارية لمدينة الدجيل من القيود التي فرضتها المدن الاكبر منها مثل اسواق (بغداد وبلد وسامراء) وكلما تخلصت من القيود زادت سيطرتها على القرى والأرياف وبعد ان يحصل هذا التطور في المنطقة التجارية المركزية الذي يصاحبه كثافة في عدد المحال التجارية سيبحث التوسع الحاصل في المنطقة التجارية المركزية عن أماكن جديدة تتوفر فيها الظروف المكانية لمحلات المنطقة التجارية المركزية من سهولة الوصول وكثرة الزبائن وكذلك الموقع المتميز القريب من المؤسسات الأخرى وهذه الأماكن هي حافات المنطقة التجارية(13) اما في مدينة الدجيل حيث بدا التوسع من حي الوحدة باتجاه حي الانتصار متخذا الشارع الرئيسي اساسا للتوسع وكذلك اطراف الشوارع الفرعية التي تتصل بالشارع الرئيسي للمدينة وان هذا التوسع الذي يكون في أطراف المنطقة التجارية الرئيسية بالتأكيد سيواجه أراضي مشغولة للاستعمال السكني وسوف تبدا المنازلة مع الاستعمال السكني وستكون الارجحية للاستعمال التجاري والسبب في ذلك كونه يجلب ايرادات اقتصادية لا يستطيع الاستعمال السكني توفيرها. وسوف تستمر المنطقة التجارية بهذا التوسع ونتيجة ذلك سوف يحصل انتقال بعض مؤسسات التجارة من مواقعها الاصلية الى الشارع الرئيسي وكذلك تنتقل بعض دوائر الدولة الى الاماكن الجديدة مثل انتقال مركز شرطة الدجيل من حي الوحدة في الدجيل القديمة الى حي الزهراء وكذلك مركز ناحية الدجيل انتقل من حي الوحدة الى مكانه الحالي في بناية القائمقامية على الشارع الرئيسي في المدينة وضمن الرقعة الجغرافية لحي الزهراء وان هذا التوسع يصحبه عوامل طاردة التي تتمثل بارتفاع سعر الارض وكذلك ارتفاع ايجار المحلات وصعوبة الوصول والحصول على اراضٍ كافية للتوسعات إضافة الى ذلك مشكلة المرور التي تعتبر مشكلة العصر في الوقت الحاضر. هذا وان هناك عناصر جاذبة في اماكن اخرى مثل توفر مساحات واسعة من الأرض الشاغرة في المناطق الاخرى يصاحب ذلك سهولة الوصول ورخص الأراضي. هذا ويلاحظ ان منطقة التجارة المركزية تمتاز بعدم التجانس في خصائصها وطبيعة النشاطات التي تقدمها واستعمالات الأرض الوظيفية بداخلها ونوع المؤسسات التجارية ومستوياتها(14) وتمثل منطقة التجارة المركزية القلب التجاري والبؤرة التي تجمع اهم المؤسسات والأعمال التجارية سواء كانت قديمة أم حديثة صغيرة أم كبيرة(15).
2- المنطقة التجارية الثانوية :
تعد هذه المناطق بمثابة مخازن تعرض فيها بضائع التسوق وهي لا تقل اهمية عن المنطقة المركزية من حيث تقديم خدماتها التجارية للسكان سواء كانوا من اهل المنطقة او من المناطق المجاورة فهي تساهم في تقليل الضغط الذي يحدث في المنطقة التجارية المركزية وقد ظهرت مثل هذه المناطق نتيجة لزيادة حجم السكان وتوسع المدينة(16) كذلك هي منطقة التقاء بين اهالي القرى والارياف الذين يقدمون الى المدينة لتصريف منتجاتهم وبعض اهالي المدينة الذين يشترون منتجاتهم ثم يقومون بتصريفها الى اهالي المدينة(17). وفي منطقة الدراسة تحتل هذه المنطقة مكانا خارج المدينة حيث تقع في الجزء الجنوبي من الحي العسكري حيث تختص هذه المنطقة ببيع الفواكه والخضر بالجملة اما بيع الحيوانات فيكون في الجزء الشمالي الغربي من حي الوحدة حيث يكون قريب من المجزرة لكي يتم نقل لحوم هذه الحيوانات الى محلات بيع اللحوم في المدينة اما محلات بيع الأسماك فهي تحتل أماكن في المنطقة المركزية وهذه الأماكن غير رسمية حيث يفترشون الأرصفة لبيع سلعهم. هذا ومن المعروف ان بيع وشراء الحيوانات يتم من قبل أهالي المدينة أو من جاءوا من مناطق أخرى لتلبية حاجاتهم من اللحوم وبعض لوازمهم من أسواق المدينة. ان المناطق التجارية الثانوية قد تكون صورة مصغرة للمنطقة التجارية المركزية في المدينة وتعرض نفس الأنواع من البضائع وربما تنمو بصورة تلقائية حول نواة قديمة كانت إحدى ضواحي المدينة الكبيرة أو توابعها (18).
3- الشوارع الرئيسية:
يحتل الوسط التجاري في المدينة قلبها نظرا لأهميته الوظيفية باعتباره قطب جذب إلى الكثير من الفعاليات الوظيفية الأخرى سواء المكملة له أو المستفيدة منه(19). بالرغم من ان الاستعمال التجاري لا يحتل سوى مساحات متواضعة من الحيز الحضري تبلغ (5%) في الكثير من الأقطار المتطورة وقد تنخفض الى (3%) في مدن أخرى(20). إلا انه يسيطر على أعلى قيمة للأرض الحضرية وترتفع أسعار هذه الأرض على الشارع الرئيسي الذي يتوسط المدينة من بداية التقائه في الشارع العام الذي يربط العاصمة بغداد مع بعض المحافظات الشمالية مثل نينوى والتأميم وكذلك محافظة صلاح الدين الى ان ينتهي هذا الشارع في نهاية المدينة في الجزء الشمالي الغربي ويسمى الشارع الرئيسي بشارع الدجيل لانه يتوسط المدينة وان هذا الشارع له عدة ميزات حيث يرتبط بالشارع العام الذي مر ذكره من طرفه الجنوبي الشرقي وهذا سهل من دخول المركبات والأشخاص القادمين من خارج المدينة اما من طرفه الشمالي الغربي حيث يتصل بعدة شوارع تسهل عملية دخول المركبات والسكان القادمين من اقليم المدينة الزراعي إضافة الى ذلك تقع على هذا الشارع (أي الشارع الرئيسي) عدد من مؤسسات الدولة الإدارية والخدمية وكذلك قربه من المنطقة السكنية فضلا عن ان موقعه مرن إضافة له ميزة اخرى لان توسطه يزداد مركزية كلما توسعت المدينة من الجهة الغربية والشرقية واحيانا تكون مدينة الدجيل منطقة استراحة لسائقي الشاحنات التجارية لان الشارع العام يمر قريبا من مدينة الدجيل. تقع في الشارع الرئيسي كثير من المؤسسات التجارية حيث بلغ عدد المحلات الخاصة بالمواد الغذائية (40) محلا وعدد المحلات الخاصة بالمواد الكهربائية (28) محلا و(9) محلات للمواد الإنشائية يتصف شارع الدجيل الرئيسي بأنه يجمع بين الاستعمالات التجارية والصناعية والسكنية وان استعمالاته التجارية حديثة العهد هذه حصلت بسبب توسع المنطقة التجارية وان الاستعمالات التجارية نتجت بسبب توسع المدينة ذاتها وحصل تنافس بين الاستعمال السكني والاستعمال التجاري وبما ان الاستعمال التجاري له إيرادات وأرباح إذا يحل الاستعمال التجاري محل الاستعمال السكني الذي يفتقر الى مثل هذه الإيرادات. ان الاستعمال التجاري في منطقة الدراسة يكون بشكل امتداد طولي مع الشارع الرئيسي وان السبب في ذلك يرجع إلى القوة الشرائية العالية الموجودة على طول الشارع الرئيسي ويمكن الوقوف على سبب ارتفاع القوة الشرائية في الشارع الرئيسي وذلك لانه يتوسط المدينة وسهولة الوصول إلى مثل هذه المراكز التجارية أما المحلات التي يكون نمط انتشارها مبعثر فان القوة الشرائية في هذه الأماكن تكون قليلة لأنها تعتمد فقط على أهل الحي السكني وان النمط المبعثر ينتشر في حي كريجي (حي الانتصار) وان المحلات الموجودة في هذه المناطق هي محلات المواد الغذائية ومحلات الفواكه والخضر وان المناطق التجارية في الشارع الرئيسي تحتوي على جميع اللوازم التي يحتاجها المواطن وبذلك يسهل عليه التبضع من مكان واحد عكس المحلات ذات الانتشار المبعثر حيث لا تستطيع هذه المحلات ان تفي بحاجة المواطن ولهذا نلاحظ أن كثير من السكان الذين يسكنون داخل الأحياء السكنية يفضلون الذهاب إلى المناطق ذات المحلات الكثيفة لكي يستطيعوا الحصول على جميع لوازمهم.
الهوامش:
(1)   محمد أزهر – السماك وزميلاه، استخدامات الارض في مدينة الموصل بين النظرة والتطبيق، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بغداد، 1983.
(2)   عبد الرزاق حسين الحسني، العراق قديما وحديثا، مطبعة الفرقان، بغداد، 1958، ص168
(3)   الدراسة الميدانية بتاريخ 1/4/2005م.
(4)   وزارة العدل قانون التجارة رقم (149) لسنة (1970) تعريف العمالة التجارية، المادة الرابعة من الفصل الأول من الباب الأول، بغداد مطبعة الحكومة (1971)ص4.
(5)   Raymond E. Merphy the american city an urban geography Newyouk : megow – Hill book co، p. 41.
(6)   عبد الرزاق حسين، نشأت المدن العراقية وتطورها، مطبعة العتبة، بغداد، 1983 ، ص69.
(7)   J، proud foot، city netail structure economic geography vol. 13 1937 p. 420 – 435.
(8)   عادل عبد الله خطاب، جغرافية المدن، وزارة التعليم العالي والبحث العليمي، بغداد، 1990، ص69
(9)   عادل عبد الله خطاب، مصدر سابق، ص77.
(10) الدراسة الميدانية بتاريخ 11/4/2005م.
(11) الدراسة الميدانية بتاريخ 15/4/2005 م
(12) صلاح حميد الجنابي، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، المجلد السادس، أيلول، 1985.
(13) عبد الرزاق حسين، جغرافية المدن، مطبعة العتبة، بغداد، 1973، ص 190.
(14)  عبد الرزاق عباس، جغرافية المدن، بغداد مطبعة اسعد، بغداد، 1977 ص84.
(15)  Carnier، J. Beaujeu، chabet، urban، Geography Longmans، Green and Ltd، London 1967. pp. 284-297.  
(16) محمد يوسف حاجم الهيتي، مدينة بعقوبة دراسة لتركيبها الداخلي الوظيفي، رسالة ماجستير، مقدمة الى كلية التربية الاولى، جامعة بغداد، 1989 ص121.
(17) عباس هاشم خالد، استعمالات الارض في مدينة العزيزية، رسالة ماجستير مقدمة الى كلية التربية الجامعة المستنصرية لعام 2001 م ص61.
(18) د. صبري فارس الهيتي ود. صالح فليح حسن، جغرافية المدن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي م/ 1 جغرافية المدن، ص108.  
(19) صلاح حميد الجنابي، مجلة الجمعية الجغرافية تصدرها الجمعية الجغرافية العراقية المجلد السادس عشر أيلول بغداد، بغداد، ص52.

(20) إسحاق يعقوب القطب، وعبد الإله أبو العياش، النمو والتخطيط الحضري في دول الخليج العربي، الكويت، 1980، ص290.





أو






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا