التسميات

الجمعة، 7 يوليو 2017

التحليل المكاني للوفيات المسجلة في محافظة بابل (1996 - 2005) ...



التحليل المكاني للوفيات المسجلة في محافظة بابل


(1996 - 2005)

رسالة تقدمت بها

ازهار جابر مراد الحسناوي

 إلى مجلس كلية الآداب في جامعة الكوفة

وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في الجغرافيا


إشراف

الأستاذ الدكتور: عبد علي حسن الخفاف


           1427 هـ            2007  م      





النتائج والتوصيات:
(1)          النتائج:
قد توصلت هذه الدراسة التي تناولت التحليل المكاني للوفيات المسجـّلة في محافظة بابل في السنوات (1996-2005).
استندت هذه الدراسة التي تناولت الوفيات المسجلة في محافظة بابل في السنوات (1996-2005) إلى منهج تحليل العلاقات المكانية, فهي وفق هذا المنهج دراسة جغرافية، ووفق موضوعها فهي دراسة في الجغرافية السكانية، وقد توصلت في الفصول الخمسة إلى النتائج الرئيسة وهي:
1-     محافظة بابل من بين المحافظات الخمس الأولى من حيث حجم السكان، فهي في المرتبة الخامسة وترتفع مرتبتها إلى الثانية بين المحافظات العراقية من حيث متوسط الكثافة العامة للسكان، فهذا المتوسط قد بلغ (291.8) نسمة/كم2 عام (2004) في الوقت بلغ فيه هذا المتوسط (62.3) نسمة/كم2 في العراق.
2-     يتغير المجتمع السكاني في هذه المحافظة بمعدل سنوي كانت حدوده الدنيا هي (3%) في معظم سنوات الدراسة. وعلى أساس هذا المعدل تم تقدير سكان المحافظة (1493718)نسمة عام (2004) ويتوقّع أن يصل تعداد السكان فيها (1790507) نسمة عام (2010).
3-     مجتمع المحافظة فتي بشكل فيه صغار السَّن ممن تقل أعمارهم عن (15)عاماً (45%) تقريباً وهذا الواقع يجعل المحافظة في احتمال لنمو سكاني سريع على مدى المستقبل المنظور ما لم يتم نشر ثقافة تخطيط الأسرة في المجتمع.
4-     بلغ حجم الوفيات المسجـَلة التي جردنا شهاداتها المحفوظة (53664) وفاة، كان المعدل الخام السنوي يتراوح (3.3) بالألف و (5.0) بالألف ، وهو معدل بعيد عن واقع الوفيات الفعلية فالدراسات الديموغرافية التي أُجريت من الدائرة السكانية التابعة إلى الأمم المتحدة أشارت إلى أن المعدل على صعيد العراق ، هو (6.5) بالألف، وأن العينة العشوائية التي أجريناها أشارت إلى معدل (13) بالألف وبواقع (11) بالألف في الحضر و (16) بالألف في الريف.
5-     بصدد العلاقة بين دليل الانزعاج (عدم الراحة) والوفيات ، فأن الحركة الفصلية للوفيات تشير إلى أن فصل الصيف هو الفصل الذي يرتفع فيه عدد الوفيات سنوياً ، لاسيما في شهر تموز ، بعده يأتي فصل الشتاء في ارتفاع عدد الوفيات لاسيما شهر كانون الثاني فهو القمة الثانية بعد تموز ، وكلا الشهرين يبتعدان كثيرا عن دليل الراحة وهو (21) فالأول بسبب الحرارة الشديدة فيرتفع الدليل فيه إلى (30.9) والثاني بسبب انخفاض درجات الحرارة فيهبط الدليل إلى (8.9). قد بلغت شهادات الوفيات المسجلة في تموز (6866) شهادة وفي كانون الثاني (5988) شهادة ، كما هي على الجدول (16).
6-     وعن العلاقة بين سقوط الأمطار وبعض الظواهر الجوية الأخرى والوفيات فقد كشف معامل الارتباط "سبيرمان" عن ضعف العلاقة بين سقوط الأمطار والوفيات كما في الجدول (16) وعن هبوب الرياح والرياح الغبارية فقد اقترن ارتفاع الوفيات في تموز بالارتفاع عدد الأيام المغبرة في هذه المحافظة في هذا الشهر ، كما يبدو ذلك من الجدولين (16) و (19).
7-     في نمط الوفيات النوعي كان النمط  لصالح الإناث حيث تجاوزت وفيات الذكور وفيات الإناث بنسبة (53.3%) من إجمالي الوفيات ، وكان نتائج العينة العشوائية هي الأخرى لصالح الإناث حيث بلغت وفيات الذكور نسبة (59%) ، أن هذه النتيجة تنسجم مع تنظير ديموغرافي لنمط الوفيات النوعي لاسيما في البلدان النامية.
8-     أما نمط الوفيات العمرية فقد رسمت النتائج هذا النمط على شكل الحرف الانكليزي (U) حيث ترتفع الوفيات بين الرُّضع والأطفال وتهبط لتعود ترتفع بين كبار السن وهذا النمط الديموغرافي العالمي الذي يسود البلدان النامية . ويؤشر ذلك جداول الوفيات المبكّرة والوفيات الأولى ووفيات الرُّضَع المتأخرة ووفيات الأطفال كانت نسبة الأطفال الرُّضَع ، عموما ، هي (19.4%) من إجمالي الوفيات المسجلة ، وهي نسبة بعيدة عن الواقع الفعلي بحسب ما  تؤشره الدراسات الديموغرافية العالمية ، وبذلك أسهم عددها الصغير في صغر عدد الوفيات المسجـّلة عموما ، وهذه العلاقة هي ليست العلاقة التي أكدها "براس" من أن هبوط وفيات الأطفال الرُّضَع الناتج عن هبوط معدل الولادات سوف يقود إلى هبوط إجمالي الوفيات وبالأخير التغير في النمط السكاني. وبلغت نسبة وفيات كبار السَّن ممن تجاوزوا (65) عاما من العمر (40.6%) وكانت نسبة وفيات الأطفال، دون (5) أعوام من العمر هي (62%) ما نسبة الأحداث والصبيان فكانت (5.6%) و (3التوالي، التوالي، وبذلك تبلغ نسبة وفيات ممن هم دون (15) عاما من العمر (35.5%) من إجمالي الوفيات المسجلة، من ذلك فان بقية الوفيات التي تشكـَّل نسبة (23.9%) هي وفيات الأعمار الواقعة بين (15-65) عاما ، وهذه البيانات هي التي رسمت النمط العمري بالحرف الأجنبي الذي اشرنا إليه.
9-     وعن نمط الوفيات بحسب السبب فقد توصلت الدراسة إلى وقوع (49366) وفاة مسجلة بسبب الأمراض والى وقوع (4298) وفاة مسجلة بسبب الحوادث. و أن نمط الوفيات بالحوادث هو نمط يقترب لان يكون ذكوراً حيث أن نسبة وفيات الذكور بالحوادث هي (70.1%) من إجمالي الوفيات بالحوادث،دث ، ويبدوُ ذلك من الجدول (38). وعن نمط العمري تشير إلى أن وفيات الأطفال الرُّضَع المسجّلة بسبب الحوادث هي (3.0%) وهي بين كبار السن (11.6%) من إجمالي الوفيات بالحوادث ، من ذلك فان بقية الوفيات التي تبلغ نسبة (85.4%) هي وفيات الأعمار المسجلة للاعمار (15-65) عاما كما حسبت البيانات من الجدول (39).
10-     الأمراض التي مثّلت السبب الأول في الوفيات هي الأمراض المزمنة وبلغت نسبتها (41.5%) تليها الأمراض المعدية ونسبتها (23.4%) ثم أمراض الجهاز الهضمي وهي بنسبة (17.4%) من الوفيات بسبب الأمراض وتتوالى النسب لستة أسباب مرَضية أخرى في الجدول (42). وعن الأمراض المزمنة وأكثرها إصابة فكانت سرطان الرئة وسرطان القولون والبروستات بالنسبة للذكور وسرطان الرحم والثدي بالنسبة للإناث . قد سجلت أورام الرئة والقولون والرحم تقريباً (3/4) الوفيات بسبب الأورام كما يبدو ذلك من الشكل (21) وبالنسبة للأمراض المعدية فقد تم مسح (18) مرضا معدياً ، كما هي مسجلة في الجدول (44) في مقدمتها الباراتايفؤيد "paratyphoid" حيث أودى بحياة (4778) نسمة ، يليه التايفؤيد "typhoid" وقد تسبب في وفاة (2928) نسمة ، ثم التهاب الكبد الفايروسي "hepatitis" الذي تسبب في وفاة (2789) نسمة. أما أمراض الجهاز الهضمي، فقد كانت أكثرها تكرارا الأمراض: قرحة المعدة والطحال وأمراض المرارة والكبد والأنثى عشري والإسهال بالنسبة للأطفال والرُّضَّع. أن هذا الواقع المرضي يؤشر حقيقة أن المحافظة كجزء من العراق ، مازالت لم تغادر مرحلة الأوبئة حيث الأمراض المعدية الناتجة عن الفقر والأمية وقصور الخدمات لاسيما الخدمات البلدية والصحية ، إنها في مرحلة الانتقال بدليل تزايد أعداد الأمراض المزمنة والانتكاسية.
11-     وعن أهم الحوادث فقد توصلنا إلى أن الغرق كان السبب الأول بينها فقد تسبب في أكثر من (1/4) الوفيات بالحوادث، وهي ذات نمط ذكوري غالباً ولأعمار تتجاوز الطفولة. فمن بين (1238) حالة غرق كانت (197) حالة غرق بين الإناث. وتأتي حوادث المرور في المرتبة الثانية فقد سبّبت في وفاة (1096) نسمة بينهم (700) نسمة من الذكور وتأتي حوادث التسمم بالوفاة، العقاقير في المرتبة الثالثة وكانت وراء (659) حالة وفاة، بينها (402) حالة من الذكور كما يشير إلى ذلك الجدول (48).
وعن الحركة الفصلية للوفيات بسبب الحوادث فان فصل الصيف قد سجّـل العدد الأكبر، فبلغت النسبة فيه (39.5%) يليهالتوالي،اء بنسبة (29.9%) ثم الربيع والخريف وبنسبة (19.8%) و (10.9%) على التوالي، كما هي البيانات على الجدول (51).
12-     بصدد الكيفية التي توزع بها حجم هذه الوفيات على جهات المحافظة فقد اعتمدت الباحثة الوحدة الإدارية بوصفها مساحية ووحدة إحصائية رسمية لقياس هذا التوزيع ، وقد توصلت إلى حالة من التركز الجغرافي يتمثل الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة وهو الجزء الذي يغطيه قضاء الحلّة  ومركز قضاء الحلّة وناحيتي أبي غرق والكفل ، إلى جانب مركز قضاء الهاشمية ، فقد تركزت هذه الوفيات المسجلة في هذه الوحدات الإدارية المتقاربة من بعضها البعض. قد سجلت هذه الوحدات الإدارية تقريبا (71%) من الوفيات المسجلة في هذه المحافظة وعلى مدى سنوات الدراسة. أنها نسبة تجاوزت (2/3) الوفيات فهي حالة تركز عالية، كما يلاحظ من الجدول (52). تتكرر حالة التركز هذه في الوفيات بسبب الأمراض والوفيات بسبب الحوادث.
13-     قد سبّب النقص الكبير في التسجيل وعدم دقة البيانات والمعلومات المثبتة على شهادات الوفيات في صعوبة رسم خريطة دقيقة للتوزيع الجغرافي للوفيات حيث أن الكثير من شهادات الوفيات تؤَّشر مكان الوفاة ولا تؤَّشر عنوان المتوفى ، ومعروف أن الكثير من الوفيات كانت بعنوان المستشفيات داخل مدينة الحلّة أو مراكز الاقضية.
قد حال عدم الدقّة في البيانات والمعلومات من الوصول إلى تفسير دقيق في فهم العلاقات المكانية لحركة الوفيات تلك المتعلقة بالظروف الاقتصادية الاجتماعية التي تختلف بين مركز الحلّة ونواحي وقرى المحافظة.
14-     أخيرا لم تتمكن الباحثة من التأكد عن مدى دقة الفرضية الأولى في ما يتعلق بالاتجاه الزمني للوفيات بينما تأكد لها أن فصل الصيف ومن ثم الشتاء يمثلان القمة والقمة الثانوية في حركة الوفيات الفصلية. وأكدت نتائج الدارسة دقة الفرضية الثانية في  نمط الوفيات النوعي والعمري ، وكذلك دقة الفرضية الثالثة بدرجة كبيرة حيث أن الأمراض الرئيسة في أسباب الوفيات شملت بعضا من الأمراض المزمنة وبعضا من الأمراض المعدية ، على أن الجزء الآخر المتعلق بالوفيات بسبب الحوادث لم يكن دقيقا أيضاً وان كانت حوادث المرور والقتل سببا من أسباب الوفيات إلا أن السبب الأول هو حالات الغرق. وقد جاءت نتائج الفصل الأخير لتثبت عدم دقة الفرضية الأخيرة التي تشير إلى التوزيع الجغرافي غير المنتظم للوفيات في هذه المحافظة ، فقد اشرنا إلى حالة التركز وعدم الانتظام واشرنا إلى أسبابها ، على أن الوحدات الإدارية ذات الطبيعة الريفية كانت اقل الوفيات وذلك بسبب النقص في التسجيل وفي حفظ شهادات الوفيات.

(2)          التوصيات:
أمام هذه النتائج تحدد الباحثة بعض التوصيات في ما يتعلق بالظاهرة التي درستها وهي الوفيات، يمكن أن تعين صاحب القرار السياسي والإداري والمعني بقضايا التخطيط والتخطيط الصحية خصوصاً.
1-     مراجعة شهادة الوفاة وأعداد نموذج جديد يفي بمتطلبات البحث العلمي ، فالشهادة الحالية قاصرة في تقديم تعريف خصائص المتوفى الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية ، وقاصرة في تقديم المعلومات عن واقع الأسرة الاقتصادي الاجتماعي التي ينتمي إليها ، لاسيما المتوفين الرضع والأطفال وصغار السن ، وكذلك خالية من المعلومات عن مرتبة الولادة للمتوفى ولاسيمّا وفيات الرُّضَّع والأطفال ، والتأكيد على تثبيت العنوان المتوفى بصورة دقيقة فلذلك دوره في كشف واقع التوزيع الجغرافي للوفيات مما يجعل دراستها مكانيا مجدية ...
2-     توجيه الأطباء بضرورة تدوين المعلومات بدقّة وتفصيل واستيعابهم لأهمية شهادة الوفاة كوثيقة إحصائية وقانونية لها أهميتها في البحث العلمي.
3-     تعيين خريجي الإحصاء أو علم الاجتماع أو الجغرافية في مكتبات الإحصاء الحيوي فهم أكثر وعيا لأهمية هذه الشهادات والحفاظ عليها والاهتمام بها.
4-     مع التطوّر التقني الحاصل في العالم وضرورة مواكبته نوصي بان تحفظ هذه الشهادات و تخزن في أقراص ليزرية مستقبلاً.
5-     الوفيات التي تقع في الأعمار الصغيرة من أفراد الفئة الأولى (4-15) عاما وأفراد الفئة الوسطى (15-65) عاما ولاسّيما وفيات الرضع ، هي خسارة ديموغرافية ، من ذلك لابد من الحد منها برفع مستوى الخدمات الصحية ، الوقائية والعلاجية ، فقد تراجعت هذه الخدمات كثيرا في العقدين السابقين في هذه المحافظة والعراق عموما ، كما يؤشر ذلك نسبة طبيب لكل (10.000) نسمة والنسب الطبية والصحية الأخرى بين العراق والبلدان المتقدمة.                      
6-     نشر الثقافة التي تشجع الأسر على توجه الأسر إلى مستشفيات الولادة والأمومة عند الوضع ، ومراجعة هذه المستشفيات طَوال شهور الحمل ، لتقليص الخسارة الديموغرافية بسبب وفيات الرُّضَع والوفيات في الولادة.
7-     زيادة أعداد المراكز الصحية الأولية في ريف المحافظة وتطوير بعض المراكز الصحية في النواحي ومراكز الاقضية إلى مستشفيات ، ومراقبة العمل فيها بدقةٍ.
8-  نشر الوعي الصحي والثقافة الصحية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ولاسيما في المدارس الابتدائية والثانوية، وتشجيع منظمات المجتمع المدني ببذل الجهود الممكنة باتجاه نشر هذه الثقافة.   
     


التحليل المكاني للوفيات المسجلة في محافظة بابل.doc

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا