التسميات

السبت، 26 أغسطس 2017

أثر المناخ في حدوث الجريمة : دراسة فى جغرافية الجريمة ...


أثر المناخ في حدوث الجريمة

(   دراسة فى جغرافية الجريمة)

إعداد
الطالب صبري مسلم التلباني

تحت إشراف

الدكتورأشرف شقفة

أستاذ الجغرافيا البشرية المساعد

بحث مقدم إلى قسم الجغرافيا استكمالا لمساق دراسات متقدمة فى الجغرافيا البشرية

يونيو/ 2009




المحتويات

الموضوع
رقم الصفحة
المقدمة
4
مبررات الموضوع
5
أهمية الموضوع
5
أهداف الدراسة
5
فرضيات الدراسة
5
أثر ارتفاع الحرارة في حدوث الجرائم
6
أثر البرودة وانخفاض الحرارة في حدوث الجرائم
10
أثر اعتدال المناخ والحرارة في حدوث الجرائم
12
أثر الرطوبة في حدوث الجرائم
13
أثر الفيضانات والأعاصير في حدوث الجرائم
13
المقارنة بين إجرام الشمال والجنوب في الدولة الواحدة
14
مقارنة ظاهرة الإجرام على مدى فصول السنة في المنطقة الواحدة
15
التفسير العلمي للصلة بين المناخ والظاهرة الإجرامية
16
أولاً النظرية الطبيعية
16
ثانياً النظرية الاجتماعية
17
ثالثاً النظرية العضوية النفسية
17
                      خلاصة النظريات :
18
أثر المناخ على الجريمة في محافظات غزة دراسة تطبيقية
19


المراجع
24

فهرس الجداول

الموضوع
رقم الصفحة
جدول رقم (1) الجرائم المرتكبة في الأردن حسب الأشهر في عام 1994
7
جدول رقم (2) يوضح الجرائم المرتكبة في الأردن في عامي (1997) و (1998)
8
جدول رقم (3) يوضح جرائم القتل العمد في الأردن لعام 1996
9
جدول رقم (4) يوضح جرائم سرقة السيارات في الأردن لعام 1995
10
جدول رقم (5) يوضح جرائم سرقة السيارات في الأردن لعام 1996
11
جدول رقم (6) يوضح الجرائم الأخلاقية في الأردن لعام 1995
12
جدول رقم (7) يوضح جرائم القتل والسرقة بمحافظات غزة من عام 1997-2000
19
جدول رقم (8) يوضح العلاقة بين فصول السنة والجريمة بمحافظات غزة لعام 2000
22

  
فهرس الاشكال

الموضوع
رقم الصفحة
شكل (1 )جرائم القتل بمحافظات غزة من عام 1997-2000
20
شكل (2 )جرائم السرقة بمحافظات غزة من عام 1997-2000
20
شكل ( 3 )جرائم القتل حسب فصول السنة فى محافظات غزة
22
شكل ( 4 )جرائم السرقة حسب فصول السنة فى محافظات غزة
23


من الملموس أن تقلبات الجو كثيراً ما يكون لها دخل في انقباض النفس أو انشراحها وأنها تؤثر على الوظائف العضوية والنفسية للفرد تأثيراً يتردد صداه في حالة المزاج والطاقة الجسدية والإنتاج الفكري، من أجل هذا قد يحدث تقلب الجو لدى فرد جهازه العصبي ضعيف المقاومة ، خللاً طارئاً في وظائف جسمه العضوية والعصبية يتجلى في إتيانه تصرفات شاذة قد تصل إلى حد الجريمة لا سيما إذا كان من الأصل على تكوين إجرامي إذ قد يلعب الجو عندئذ دور العامل المساعد والمهيىء لمفعول هذا التكوين ،
وصلة الجو بالإجرام أمر أيدته كذلك ملاحظة الباحثين وشواهد الإحصاءات فأشعة الشمس لا تؤثر على وجه الأرض فحسب بل بدأ أثرها كذلك في وجه التاريخ إذ لوحظ أن سقوط هذه الأشعة على بقع الأرض المختلفة لا يكون بزاوية واحدة ، وأن مراكز الحضارة الإنسانية في آسيا وأوروبا وأمريكا ظهرت في بقع تتفق في أن الجو بها معتدل وفي أشعة الشمس عليها بنفس الزاوية . ( بهنام ، 1983 : ص145 )

واتجهت عناية الباحثين بعلم الإجرام بدراسة أثر المناخ على الظاهرة الإجرامية فقد دلت بعض الدراسات والأبحاث من وجود علاقة بين درجة حرارة الجو أو الرطوبة أو الضوء وبين حجم الظاهرة الإجرامية ونوعها ومن ذلك ما أيدته الإحصاءات الجنائية التي أجريت في فرنسا وألمانيا وايطاليا والتي عنيت بمقارنة إجرام المناطق الشمالية حيث يميل الجو إلى البرودة بإجرام المناطق الجنوبية حيث يسود الجو الحار من أن ظاهرة الإجرام تختلف في حجمها وفي نوعها في الشمال عنها في الجنوب . ( أبو خطوة ، 1994 : ص230 ) 

مبررات اختيار الموضوع:
  1. كون الموضوع له تأثير كبير جداً على حياة السكان وأمنهم وسلامتهم .
  2. لحاجتي الشخصية للتعرف والاطلاع على أثر المناخ وعناصره في حدوث أنواع معينة من الجرائم .
  3. لتعميم الفائدة للآخرين وإغناء المكتبة الفلسطينية في هذا المجال .

أهمية الموضوع :
-   رغبة الطالب في الاطلاع والتعرف على نوعية الجرائم التي تحدث وتزيد في درجة حرارة معينة وتقل في انخفاض الحرارة وبالعكس .
-  لدراسة ومعرفة نوعية الجرائم التي تحدث وتزيد في فصول الصيف وتقل في فصول الشتاء وبالعكس .
-   لدراسة الواقع الفلسطيني ومعرفة أثر المناخ في حدوث الجرائم في محافظات غزة .

أهداف الدراسة :
تهدف الدراسة لتحقيق ما يلي :
  1. التعرف على أثر زيادة الحرارة في حدوث الجريمة .
  2. التعرف على أثر انخفاض الحرارة في حدوث الجريمة .
  3. إلقاء الضوء على أثر اعتدال الحرارة في حدوث الجرائم .
  4. توضيح أثر العواصف والرطوبة والفيضانات في حدوث الجرائم .
  5. التعرف على اختلاف إجرام الشمال والجنوب في الدولة الواحدة .
  6. استعراض أثر الفصول الأربعة في اختلاف الجرائم في الدولة الواحدة .
  7. استعراض  أثر المناخ على حدوث الجرائم في قطاع غزة .
فرضيات الدراسة :
  1. أن هناك جرائم معينة تزيد في مناطق ارتفاع درجة الحرارة وفي فصل الصيف وتقل في المناطق الباردة  وفي فصل الشتاء .
  2. أن هناك جرائم معينة تزيد في مناطق البرودة وفي فصل الشتاء وتقل في مناطق ارتفاع درجة الحرارة وفي وفصل الصيف .
  3. هناك جرائم معينة تحدث في فصول السنة المعتدلة ويقل حدوثها في بقية الفصول .
  4. حدوث الفيضانات والأعاصير يساعد على حدوث بعض الجرائم الخاصة .
  5. في محافظات غزة هناك جرائم معينة تزيد في فصل الصيف وأخرى في فصل الشتاء .
أثر ارتفاع الحرارة في حدوث الجرائم :

العوامل المناخية أو الجوية لها تأثير كبير على السلوك الإجرامي عند الأفراد وهذه حقيقة لا يجادل فيها أحد وقد توصل إليها كافة الذين كتبوا أو بحثوا في علم الإجرام وخاصة لعوامل المناخ والجو تأثير بالنسبة للناحية الفسيولوجية للإنسان من حيث جهازه العصبي والنفسي .
فالاعتقاد  يسود ومنذ زمن بعيد بوجود ارتباط وثيق بين درجة حرارة الجو وبين سلوك الفرد وأن جرائم الاعتداء على الأشخاص ترتفع نسبتها بشكل ملحوظ في الجو الحار وعموماً خلال فصل الصيف في حين ترتفع جرائم المال في أوقات الشتاء ، ففي فصل الصيف يطول النهار ويزداد احتكاك الناس بعضهم ببعض ومع وجود الجو الحار يصبح الإنسان أكثر انفعالاً ونزقاً ويزداد نشاطه الجسماني وبالتالي تقع الجريمة .

كما أنه في هذا الوقت وهو وقت الصيف تكون هناك العطلة في الجامعات والمدارس ويزداد الاختلاط بين هؤلاء الطلبة وبينهم وبين الآخرين وبالتالي يؤثر هذا الأمر على ارتفاع معدل الجريمة .

ومن جهة أخرى فان هذا الفصل يكون هناك ما يعرف بعودة المغتربين أو العاملين في الخارج فتزداد نسبة الجريمة في حوادث معينة بالذات كحوادث السيارات واطلاق الأعيرة النارية وما ينجم عنها كثرة المناسبات والأفراح في هذا الفصل وهو الصيف . أحمد ، 2006  ص113-144 )

فضلاً عن ذلك فان المناطق الحارة ، يؤثر ارتفاع درجة الحرارة على نفسية المرء فيكون أميل إلى العنف وإلى تصرفات مختلفة التوازن ، ولذا تغلب عندئذ من حيث النوع أفعال الاعتداء على الأشخاص والاغتصاب الجنسي والانتحار ذلك لأن القيظ يضعف قدرة أعصابه على المقاومة ، مع مضاعفته قوة الانفعال والعاطفة . ( بهنام ، 1983 : ص146 )  

جدول ( 1 ) الجرائم المرتكبة في الأردن حسب الأشهر في عام 1994
الشهر
عدد الجرائم
النسبة المئوية
  1.  
كانون الثاني
2604
7.1
  1.  
شباط
2182
5.9
  1.  
آذار
2811
7.9
  1.  
نيسان
3206
9.1
  1.  
أيار
3353
9.2
  1.  
حزيران
3363
9.2
  1.  
تموز
3714
10.1
  1.  
آب
3886
10.6
  1.  
أيلول
3413
9.3
  1.  
تشرين أول
3234
8.8
  1.  
تشرين ثان
2487
6.8
  1.  
كانون أول
2410
6.5
المصدر / (أحمد ، 2006 : ص114 )

ويبين لنا هذا الجدول وبكل وضوح علاقة العوامل المناخية الجوية بالجريمة والسلوك الاجرامي .
وباستقراء الجدول أعلاه يلاحظ أن نسبة وقوع الجريمة في كل شهر من الشهور تتراوح بين 5.9  10.6% وعلى الرغم من ذلك تتميز الأرقام الإحصائية للسلوك الجرمي خلال أشهر هذه السنة بدرجة من الثبات النسبي خلال معظم أشهر السنة باستثناء بعض الأشهر التي يلاحظ فيها ارتفاع الجريمة عن باقي الأشهر من شهر أيار إلى شهر أيلول ، فقد بلغ عدد الجرائم التي وقعت في تلك الأشهر أيار إلى أيلول ) (17729) جريمة أي ما نسبته 48.2% من إجمالي الجرائم المرتكبة ثم تبدأ الجرائم بالانخفاض بداية شهر تشرين أول ، وعن العام 1995 أوضحت الإحصائية الجنائية لمديرية الأمن العام أن عدد الجرائم التي ارتكبت خلال العام 1995 كان (38979) بلغ عدد المرتكب منها خلال الأشهر من أيار إلى أيلول (19095) أي ما يعادل نسبة 50% للأشهر الخمسة المذكورة بما يؤكد مرة أخرى أهمية ومدى ارتباط عامل الجو المناخ بالسلوك الإجرامي وارتكاب الجريمة . (أحمد ، 2006 : ص115 )
وفي احصائية لعامي 1997 و 1998 عن واقع الجرائم المرتكبة في المملكة الأردنية خلال أشهر السنتين المذكورتين ورد بأن عدد الجرائم كانت على النحو التالي :

جدول رقم (2) يوضح الجرائم المرتكبة في الأردن في عامي (1997) (1998)
الشهر
جرائم عام 97
جرائم عام 98
  1.  
كانون الثاني
3085
3133
  1.  
شباط
3194
3949
  1.  
آذار
3724
4885
  1.  
نيسان
3746
4915
  1.  
أيار
4307
5364
  1.  
حزيران
3483
5045
  1.  
تموز
4896
5278
  1.  
آب
4986
5465
  1.  
أيلول
4176
4982
  1.  
تشرين أول
4068
4399
  1.  
تشرين ثان
3617
4923
  1.  
كانون أول
3431
3309

المجموع
46713
55647
    المصدر / ( أحمد ، 2006 : ص116 )

وتؤكد هذه الإحصاءات مرة أخرى صدق ما يقال عن العلاقة بين عدد الجرائم وبين عامل المناخ السائد وبأن أشهر الصيف الممتدة من أيار إلى نهاية آب هي الأشهر الأكثر من غيرها ، حيث عدد الجرائم المرتكبة عموماً .

وفي النهاية فإننا نشير إلى أن التفسير الذي قيل بشأن السلوك الإجرامي وظاهرة الجريمة عموماً وعامل المناخ أو الجو ونوعية الجرائم المرتكبة هو على النحو التالي :

أن جرائم الإعتداء على الأشخاص تزداد في الجو الحار وأوقات الصيف لأن الحرارة من شأنها أن تنبه نوعاً معيناً من النشاط لدى الإنسان بحيث يكون عواطفه مندفعة أكثر مما يؤدي به إلى ارتكاب أعمال العنف ، يضاف إلى هذا أن الناس في وقت الصيف الإعتداء.
يزداد احتكاكهم ببعضهم البعض أكثر منه في الأوقات الأخرى خاصة وأن الناس تقضي فترة أطول خارج البيوت منها في المواسم الأخرى وخاصة فصل الشتاء  ، والاحتكاك الزائد بين الناس وكثرة الاختلاط يؤدي إلى ارتكاب نوع معين من الجرائم خاصة جرائم العنف ، ففي احصائية عن جرائم القتل العمد للعام 1996 التي وقعت في المملكة تبين بأنها كانت على النحو التالي :
أحمد ، 2006 : ص119 ) 

جدول (3) يوضح جرائم القتل العمد في الأردن لعام 1996
الشهر
عدد القضايا
  1.  
كانون الثاني
6
  1.  
شباط
10
  1.  
آذار
8
  1.  
نيسان
13
  1.  
أيار
7
  1.  
حزيران
7
  1.  
تموز
8
  1.  
آب
18
  1.  
أيلول
4
  1.  
تشرين أول
9
  1.  
تشرين ثاني
7
  1.  
كانون أول
11

المجموع
96

                      المصدر / ( أحمد ، 2006 : ص119 )

أثر البرودة وانخفاض الحرارة في حدوث الجرائم :

في المناطق الباردة فيكون هم المرء فيها منصرفاً إلى إمداد الجسم بالدفء الذي ينقصه والاستعانة  على ذلك بالوقود ، فيستهلك في سبيل ذلك النشاط الذي قد ينصر إلى إيذاء الآخرين لو كان الظرف مغايراً ، وهذا ما يفسر قلة الحدة في الانفعال والعاطفة بالمناطق الباردة وقلة القابلية في النفوس للاشتعال والاستشاطة ، ويلقي الضوء بالتبعية على ظاهرة تغلب جرائم المال على غيرها ، لأن هذه الجرائم تقتضي في ارتكابها هدوءاً وتدبيراً يتعارض معها الانفعال ، وسيطرة على النفس ، وتهيئة حسابية للغاية والوسائل . بهنام ، 1983 : ص146 )

اذا كانت جرائم الاعتداء على الأشخاص تكثر في فصل الصيف وأوقات الحر ، فإن جرائم السرقة تكثر في أشهر البرد أي في وقت الشتاء ، ففي إحصائية عن سرقة السيارات في العام 1995 ، تبين أن عدد السيارات المسروقة بلغ ( 673 ) سيارة وكان توزيع القضايا الخاصة بها حسب الأشهر على النحو التالي : أحمد ، 2006 : ص116 )

                                    جدول ( 4) يوضح جرائم سرقة السيارات في الأردن لعام 1995
الشهر
عدد القضايا
  1.  
كانون الثاني
67
  1.  
شباط
48
  1.  
آذار
68
  1.  
نيسان
50
  1.  
أيار
49
  1.  
حزيران
42
  1.  
تموز
63
  1.  
آب
55
  1.  
أيلول
39
  1.  
تشرين أول
47
  1.  
تشرين ثاني
50
  1.  
كانون أول
95
                  المصدر / ( أحمد ، 2006 : ص117 )
ويوضح هذا الجدول أن أكبر نسبة لسرقة السيارات كانت في شهر كانون أول وهو شهر 12 ) حيث بلغت 14.12% يليه شهر كانون ثاني شهر 1 ) حيث بلغت نسبة 10.10% وبنفس النسبة شهر آذار أيضاً .

أما جرائم الاعتداء على المال فانها تكثر في فصل الشتاء وقت البرد عنها في فصل الصيف وقت الحر )  ، ففي أوقات الشتاء تطول فترة الليل التي يسود فيها الظلام ، وتقل أيضاً حركة الناس التي يكون بمثابة عيون على بعضها البعض مما يؤدي إلى ارتكاب جرائم المال لأن الجريمة تكون أسهل وعلى وجه الخصوص جرائم السرقات بمختلف أنواع ، وأكثر ما يكون منها جرائم السرقة بالكسر والخلع والتسلق وكذلك السرقات بالعنف ، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن عدد جرائم المال يزداد في فصل الشتاء لأن حاجة الفرد للغذاء والملبس تزايد في هذا الفصل ولأن فرص العمل تكون أقل منها في وقت الصيف ، وفي هذا المجال فإننا نورد هنا إحصائية تبين توزيع جرائم سرقة السيارات التي وقعت في المملكة حسب الأشهر لعام 1996 : أحمد ، 2006 : ص121-120 )
        جدول رقم (5) يوضح جرائم سرقة السيارات في الأردن لعام 1996
الشهر
عدد القضايا
  1.  
كانون الثاني
124
  1.  
شباط
161
  1.  
آذار
181
  1.  
نيسان
151
  1.  
أيار
138
  1.  
حزيران
80
  1.  
تموز
121
  1.  
آب
82
  1.  
أيلول
131
  1.  
تشرين أول
103
  1.  
تشرين ثاني
107
  1.  
كانون أول
103
المجموع
1482
                  المصدر / ( أحمد ، 2006 : ص121 )

ويلاحظ من هذا الجدول أن شهري آذار وشباط سجلا أعلى نسبة ارتكبت فيها قضايا سرقة السيارات في المملكة وأن أقل نسبة سجلت في شهري حزيران وآب .
أحمد ، 2006 : ص121 )

أثر اعتدال المناخ والحرارة في حدوث الجرائم :

أما عن الجرائم الأخلاقية فقد وجد الباحثون في علم الإجراء أن نسبة هذه الجرائم تزيد في الأشهر المعتدلة من السنة أي في الجو المعتدل ، ومع هذا فإن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يمكن أن تكون نسبة جرائم الأخلاق في بعض أشهر الصيف أكثر منها من الأشهر الأخرى والتي يقال عنها أنها من ذوات الجو المعتدل .
ونورد هنا إحصائية عن الجرائم الأخلاقية في الأردن للعام 1995 حسب الأشهر كما ورد ذلك في التقرير الإحصائي الجنائي لمديرة الأمن العام الأردنية : أحمد ، 2006 : ص117-118 )

جدول رقم (6) يوضح الجرائم الأخلاقية في الأردن لعام 1995
الشهر
عدد القضايا
  1.  
كانون الثاني
105
  1.  
شباط
55
  1.  
آذار
133
  1.  
نيسان
145
  1.  
أيار
155
  1.  
حزيران
137
  1.  
تموز
135
  1.  
آب
158
  1.  
أيلول
152
  1.  
تشرين أول
164
  1.  
تشرين ثاني
107
  1.  
كانون أول
113
                   المصدر أحمد ، 2006 : ص118 )
ان النشاط الجنسى للرجل له عدة دورات بحيث يصل إلى ذروته في الربيع وأوائل شهور الصيف هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن الجو الدافئ ووقت الربيع يطول فيه الوقت الذي يمضيه الناس خارج منازلهم بحيث يكون في ازدياد الاتصال بينهم من شأنه أن يساعد على وقوع جرائم الأخلاق .
أحمد ، 2006 : ص122 )

فالغيرة الجنسية لدى الإنسان تحتفظ بحيويتها طوال السنة ، وان تميزت بقدر من الخصوبة يبلغ ذروته في الربيع ، وهذا التميز لا يكفي وحده لتفسير ازدياد نسبة جرائم الاعتداء على العرض في هذا الفصل ، وإنما ينبغي أن يساهم في ذلك عوامل أخرى ترتبط باعتدال الحر بعد انتهاء فصل الشتاء الذي يمتاز بالحركة وانصراف الناس إلى العمل وارتداء النساء الملابس الثقيلة التي تخفي أجسامهم وينتج عن ذلك نوع من الحرمان الجنسي الجزئي ، لا يلبث أن يزول بزوال فصل الشتاء ، مما يستتبع ميلا جنسياً ملحوظاً يترتب على الإفراط فيه ارتكاب بعض جرائم الاعتداء على العرض .
أبو خطوة ، 1994 : ص239 )

ففي مصر سجلت الإحصاءات أن جرائم الآداب العامة والجرائم الجنسية تبلغ ذروتها في الربيع وبالذات في الفترة من فبراير شباط إلى ابريل نيسان كما تكثر في نفس الفترة جرائم الإجهاض وقتل المواليد حديثاً . عبيد ،1981 : ص158 ) 

أثر الرطوبة في حدوث الجرائم :

ويعتقد بعض الباحثين والعلماء أن ارتفاع نسبة الرطوبة في الجو يصيب الأفراد بالخمول فتقل نسبة جرائم الاعتداء على الأشخاص عمداً ولكن تزيد نسبة جرائم القتل والإصابة خطاً .
عبيد ، 1981 : ص158 )

أثر الفيضانات والأعاصير في حدوث الجريمة :

قد أفادت بعض التقارير على أن حدوث الفيضانات في بعض المناطق وخاصة في مناطق شرق آسيا ترتفع فيها نسبة جرائم السرقة بنسبة حوالي 30% من إجمالي الجرائم ، وهذا يعود إلى انشغال السكان وانتشار حالة من الفوضى ، فبالتالي تتيح فرصة لمرتكبي جرائم السرقة في ممارسة سرقاتهم .

أيضاً ترتفع جرائم السرقة أثناء حدوث الأعاصير في المناطق التي تضربها ، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ، مثل كاليفورنيا ولوس أنجلوس ، وعلى شواطىء المحيط الهادىء فترتفع نسبة جرائم السرقة ويعود ذلك إلى هجرة السكان من منازلهم أثناء حدوث الإعصار فبالتالي تكون فرصة لتنفيذ جرائمهم ليلاً . شقفة ، 2009 : ص3 )

وتقلبات الطقس فإنها قد تؤثر في الوظائف العضوية كإفرازات الكبد والصفراء التي تؤثر في المزاج وفي السلوك مما تدفع الإنسان لارتكاب الجريمة .
ويعتقد بعض المؤلفين والعلماء أن الجو العاصف ينشط الغريزة الجنسية وقد يدفع إلى بعض الجرائم لإشباعها . ( عبيد ، 1981 : ص157-159) 

المقارنة بين إجرام الشمال والجنوب في الدولة الواحدة :

قال روسو أن طبيعة الجو بها أثر حتى في النظام السياسي نفسه وما يمنحه من حرية ، وقال منتسكيو أن الإجرام يزداد كلما اقتربنا من خط الإستواء وأن السكر يزداد كلماً اقتربنا من القطبيين كما قرر أيضاً أن القوانين الموضوعية ينبغي أن تكون متسقة مع طبيعة المناخ والتربة عبيد ، 198 : ص156 )

وفي الدولة الواحدة يختلف نوع الإجرام فيها من بقعة إلى أخرى ، فحين تكون لها بقعة جنوبية حارة تغلب عادة في هذه البقعة جرائم العنف ، بينما تغلب جرائم المال في البقعة الشمالية الباردة ، على أنه في البقع التي يشتد فيها الحر أو البرد إلى درجة زائدة عن الحد ، غاية في الغلو ، يكون للحرارة والبرودة على حد سواء أثر واحد هو شل الحركة والقضاء على كل نشاط ، فلا يكون للظاهرة الجوية عندئذ شأن كبير من ناحية علم الإجرام .
بهنام ، 1983 : ص147 )

العالم الفرنسي جيري قد خلص إلى أن الإحصاءات الفرنسية عن الفترة من عام 1825 إلى عام 1830 قد اثبتت ارتفاع جرائم الأشخاص في الجنوب حيث المناخ الحار وارتفاع جرائم الاعتداء على الأموال في الشمال حيث المناخ البارد كما ذكرنا أن العالم البلجيكي كيتيله قد صاغ  على هذا الأساس  قانونه المعروف بقانون الحرارة الإجرامي وقد أكدت دراسات فيري النتائج التي استخلصها كيتيله من هذا القانون .

وفي الولايات المتحدة الأمريكية وايطاليا وألمانيا دلت الإحصاءات على أن ظاهرة الإجرام تختلف في حجمها وفي نوعها في المناطق الشمالية عنها في المناطق الجنوبية ولا يختلف الآمر في جمهورية مصر العربية إذ تدلالإحصاءات على ان جرائم الاعتداء على الأشخاص تزيد في الجنوب عنها في الشمال .
واستنتج الباحثون في علم الإجرام من ذلك أن للمناخ خطره على الظاهرة الإجرامية ففي المناطق الشمالية الباردة تزيد جرائم الاعتداء على الأموال وتقل جرائم الاعتداء على الأشخاص وفي المناطق الجنوبية الحارة تكثر بالعكس جرائم الاعتداء على الأشخاص وتقل جرائم الاموال .

ساور بعض الباحثين حول مدى دقة هذه النتائج ذلك لان الفروق بين المناطق الشمالية والمناطق الجنوبية لا تتعلق بالمناخ فحسب أنما بعوامل أخرى مثل القيم والعادات والتقاليد والمعتقدات بحيث يمكن أن تباشر تأثيرهاعلى حجم الإجرام أو نوعه .
(أبو خطوة ،1994:ص230-231 )

مقارنة ظاهرة الإجرام على مدى فصول السنة في المنطقة الواحدة :

خلص لاكاساني من دراسته للإحصاءات الجنائية الفرنسية عن الفترة من 1827 الى 1870 الى القول بالتناسب الطردي بين جرائم الاشخاص وبين ارتفاع درجة الحرارة وطول النهار أي ان هذه الجرائم تزداد في فصل الصيف وتقل في فصل الشتاء كما أن هناك تناسبا عكسيا بين جرائم الاعتداء على الأموال وارتفاع درجة الحرارة وطول النهار فجرائم الأموال تبلغ ذروتها في فصل الشتاء وتهبط إلى أدنى حدودها في فصل الصيف .

وتدل إحصاءات الأمن العام في مصر إلى أن جرائم الاعتداء على الأشخاص وخاصة جريمة القتل العمد تبلع ذروتها في شهر أغسطس وتصل إلى اقل نسبة لها في شهر ديسمبر أما جرائم الاعتداء على الأموال وخاصة جناية السرقة فتبلغ أقصى معدل لها في شهر فبراير ومارس وأدنى معدل لها في شهور الصيف كما سجلت نفس هذه الإحصاءات أن جرائم العرض خاصة جنايتي هتك العرض والاغتصاب يرتفع نسبتها في شهري مارس وابريل وتنخفض في شهري أكتوبر ونوفمبر .
ومن ذلك كله يتضح أن جرائم الاعتداء على الأشخاص تزداد في شهور الصيف حيث ترتفع درجة حرارة الجو آما جرائم العرض فيزداد معدل ارتكابها في شهور الربيع حيث الجو المعتدل وتقودنا تلك النتائج إلى البحث عن التفسير العلمي للصلة بين المناخ وظاهرة الأجرام .
(أبو خطوة ،1994:ص232 )

التفسير العلمي للصلة بين المناخ والظاهرة الاجرامية :

اختلف علماء الإجرام في تفسير الصلة بين المناخ الظاهرة الإجرامية وتعددت النظريات في هذا الشأن إلى ثلاثة النظرية الطبيعية والنظرية الاجتماعية والنظرية العضوية النفسية .

أولا النظرية الطبيعية :

يذهب أنصار هذه النظرية إلى أن الصلة بين المناخ والظاهرة الإجرامية صلة مباشرة, فارتفاع درجة حرارة الجو تزيد من حيوية الإنسان ونشاطه, فيصبح أكثر قابلية للإثارة والاندفاع, واشد ميلا إلى الجنس الأخر. ولذلك فكثيرا ما يندفع الإفراد إلى ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص وجرائم الاعتداء على العرض .

ويفسر العلامة فيري ذلك بان ارتفاع درجة الحرارة يمد الجسم بقدر كبير من الطاقة الحرارية الناتجة عن تناول الغذاء وبذلك تفيض عن حاجة الجسم قوي وطاقات لا حاجة به إليها وهذا الفائض يمكن أن يدفع الفرد إلىارتكاب جرائم العنف .

أما بالنسبة لتأثير الضوء الظاهرة الإجرامية فقد رأي أنصار هذه النظرية أن جرائم الاعتداء على الأموال وخاصة السرقة ترتفع نسبتها في فصل الشتاء حيث يمتاز بليل طويل ونهار قصير مما يسهل ارتكاب هذه الجرائم في جنح الظلام فيزداد بذلك معدل ارتكابها وعلى العكس من ذلك فان هذه الجرائم تنخفض نسبة ارتكابها في فصل الصيف حيث يمتاز بنهار طويل وليل قصير مما يصعب ارتكاب هذه الجرائم فيقل تبعا لذلك معدل ارتكابها

ونخلص من ذلك انه وفقا لمنطق هذه النظرية فان ارتفاع درجة حرارة الجو في الصيف يزيد من نسبة ارتكاب جرائم العنف والعرض وان ظلام ليل الشتاء وطوله يزيد من معدل ارتكاب جرائم الاعتداء على الأموال . (أبو خطوة،1994:ص233-234 )
ثانيا النظرية الاجتماعية :

تذهب هذه النظرية إلى أن التغييرات المناخية لا تباشر تأثيرا مباشرا على ظاهرة الجريمة وإنما تتوسط بينهما عوامل أخرى اجتماعية .

فارتفاع درجة الحرارة صيفا يدفع الناس إلى خارج بيوتهم فتزداد فرص الالتقاء والاحتكاك بينهم في الأماكن العامة الحدائق مما تتهيأ معه الظروف متزايدة للخلاف والتشاجر قد تنتهي إلى ارتكاب جرائم العنف فضلا عن أنالصيف هو موسم الإجازات السنوية تتعطل فيه طاقات الشخص التى كانت موجهة إلى العمل،فيتجه الى تفريغها في ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص كذلك فان ارتفاع درجة حرارة الجو في فصل الصيف يولد لدى الإنسانشعورا بالعطش يدفعه إلى تناول الخمور التي تدفع بمن يفرط فيها إلى ارتكاب جرائم العنف .

وبالنسبة لجرائم الاعتداء على الأموال فان أنصار هذه النظرية يفسرون ارتفاع نسبتها في فصل الشتاء بان مطالب الناس واحتياجاتهم إلى الغذاء والكساء والمسكن والدفء ويزداد في هذا الفصل وهذه الحاجات قد لا يستطيع الإنسان إشباعها إلا عن طريق الاعتداء على أموال الغير ويضيف أنصار هذه النظرية أن فصل الشتاء هو فصل الركود الاقتصادي في بعض المناطق مما يؤدي إلى انتشار البطالة فتكون بذلك دافعا إلى ارتكاب جرائم الاعتداء على الأموال . (أبو خطوة ،1994:ص236-237 )

ثالثا النظرية العضوية النفسية :

يرى أنصار هذه النظرية أن الصلة بين التغيرات الجوية وبين ظاهرة الإجرام صلة غير مباشرة تجد تفسيرها فيما تحدثه هذه التغيرات من تأثير في أداء أعضاء الجسم لوظائفها وفي الحالة النفسية للإنسان وقد انصب تفسير هذه النظرية  بصفة أساسية  على جرائم الاعتداء على العرض التي تبلغ ذروتها في فصل الربيع بعد أن أخفقت النظريتين السابقتين في إيجاد تفسير لهذه النظرية .
وقد اتجهت هذه النظرية في تفسير ذلك إلى القول بان وظائف الجسم والنفس تمر بدورات تقابل فصول السنة فالغريزة الجنسية لها دورات خصوبة تبلغ ذروتها في فصل الربيع والإنسان في ذلك شانه شان الحيواناتوالنباتات التي يتم تزاوجها وإخصابها في موسم الربيع وقد أكد الباحثين الألمان هذه الحقيقة ببحث خلص منه إلى حالات الحمل المشروع أو غير المشروع تزداد في فصل الربيع ذلك يعني أن جرائم الاعتداء على العرض تدخل ضمن هذه الحالات .
(أبو خطوة ،1994:ص238 ) 

خلاصة النظريات :

الواقع أن كل نظرية من النظريات السابقة قي نجحت في إعطاء تفسير لبعض أنواع من الجرائم دون البعض الأخر لذا فان التفسير الصحيح لصلة العوامل المناخية بالظاهرة الاجرمية هو التفسير الشامل الذي انتهت إليهالنظريات الثلاثة مجتمعة .

(فالنظرية الطبيعية) تصلح لتفسير ارتفاع وانخفاض نسبة جرائم الاعتداء على الأشخاص تبعا لفصول السنة و(تفيد النظرية الاجتماعية) في تفسير ارتفاع نسبة جرائم الاعتداء على الأموال في فصل الشتاء وانخفاضها في فصل الصيف و(تقدم النظرية العضوية النفسية) تفسيرا لارتفاع جرائم الاعتداء على العرض في فصل الربيع . (أبو خطوة ،1994:ص239-240 ) 

أثر المناخ على الجريمة في محافظات غزة دراسة تطبيقية:

ولتوضيح اثر المناخ على الجريمة في محافظات غزة ويتبين من الجدول ( 7 ) أن جرائم الاعتداء على النفس القتل كانت أكثر الجرائم ارتكابا في فصل الصيف في شهر مايو بعدد ( 11 ) جريمة وبنسبة (21.2% )وفي شهر يونيو بلغ عدد ( 6 ) جرائم وبنسبة ( 11.5% ) وكذلك بلغ عدد الجرائم في شهر ديسمبر (7) جرائم وبنسبة (13.5) وباقي اشهر السنة شبه متساوية سواء باعداد الجرائم المتقاربة او بالنسبة التي تراوحت ما بين ( 7.7.%)الى (5.7%)

شهور السنة
يناير
فبراير
مارس
ابريل
مايو
يونيو
يوليو
أغسطس
سبتمبر
أكتوبر
نوفمبر
ديسمبر
المجموع
جرائم
القتل
عدد
2
3
3
4
11
6
3
4
3
3
3
7
52
النسبة
3.8
5.7
5.7
7.7
21.2
11.5
5.7
7.7
5.7
5.7
5.7
13.5
100%
جرائم السرقة
عدد
88
96
64
78
83
99
56
48
82
72
146
98
1023
النسبة
8.7
9.5
6.3
7.7
8.3
9.8
5.5
4.8
8.1
7.1
14.5
9.7
100%
المصدر منصور، 2004 : ص237 )

  
المصدر عمل الطالب

شكل (2)
        المصدر عمل الطالب

من خلال الجدول السابق والشكل اتضح أن جرائم الاعتداء على الأملاك ممثلة بالسرقة حيث وقع أعلى عدد جرائم في شهر نوفمبر (146) جريمة وبنسبة (14.5) , وجاء شهر ديسمبر بعدد (98) جريمة ونبسبة (9.7%) ,وشهر فبراير (96) جريمة أي بنسبة (9.5%) , ثم شهر يناير 88 جريمة بنسبة (8.7) , ومن ثم تدرجت اعداد الجريمة في شهور الصيف وخاصة في شهر يونيو (99) جريمة وبنسبة (9.8%) ومن تأخذ بدرجات اقل في فصل الربيعوقد يرجع ذلك الى زيادة متطلبات الحياة بصورة ملحوظة مما يضيف بعدا أخر للجريمة . 

واتضح من الدراسة الميدانية على نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل أن الجرائم ظهرت بشدة في فصل الصيف وتركزت في شهور يونيو  يوليو  أغسطس إذ بلغت نسبة الجرائم فيها على التوالي (7.7% و 5.4% و6.1% ) وقد انحصرت جرائمهم في القتل والسرقات والإيذاء والاغتصاب وهنك الإعراض والمخدرات ويعزو الطالب هذه الجرائم في هذه الشهور من السنة إلى حرارة الصيف وخروج الناس للاستحمام على شاطئ البحر مما يؤديإلى ازدحام الأماكن العامة مثل المنتزهات والمقاهي ونوادي الشباب وهذا يدفعهم لقضاء أوقات اكبر خارج البيت ويؤدي إلى الاحتكاك المباشر بين أفراد المجتمع وتنتهي غالبا بارتكاب الجرائم بأنواعها كما أسلفنا سابقا .
وقد تنامت هذه الظاهرة أخيرا لتعدد الثقافات الوافدة إلى فلسطين خاصة في سنوات قدوم السلطة الفلسطينية والتي تتعارض في غالب الأحيان مع عادات الشعب الفلسطيني وتقاليده 0

أما بخصوص الجرائم المرتكبة في فصل الشتاء فنجدها قد تركزت في أشهر ديسمبر و يناير و فبراير وقد تراوحت نسبة الجرائم على التوالي (12.8% و 17.9% و 3.8% ) ونجد الجرائم المرتكبة في هذه الأشهرهي جرائم القتل والسرقات بأنواعها والجرائم الأمنية ويعزو الطالب ذلك إلى برد الشتاء القارص وخلود الناس إلى النوم مبكرا وانعدام الحركة الليلية  مما يدفع المجرمين إلى التفكير في ارتكاب جرائمهم بعيدا عن أعين الناس .ويخلص الطالب إلى أن نتائج الجريمة الفصلية قد انسجمت وتماثلت مع الدراسات العربية والأجنبية .

لذلك يتضح مما سبق أن الجريمة وان وقعت بشكل طفيف في فصل الصيف والربيع ممثلة بجرائم القتل وان وقعت في فصل الخريف والشتاء فان ذلك ليس دليلا واضحا على حتمية تأثير درجات الحرارة على الإجراموارتكاب الجريمة وان كانت في الوقت نفسه توضح وتبرز اثر هذا العامل الطبيعي ومشاركته مع العوامل الأخرى في هذا الأثر أي أن الحرارة لا تشكل سببا في حدوث الجريمة بقدر ما هي عامل مساعد وكذلك بالنسبة لجرائم السرقات فأنها تؤكد ما توصل إليه الكثير من العلماء في الدول العربية .
وعلى أية حال فالجدول التالي يوضح علاقة الجريمة في قطاع غزة بفصول السنة حيث تختلف معدلاتها باختلاف الفصول . منصور، 2004 : ص237-239) 

الجدول رقم (8) العلاقة بين فصول السنة والجريمة بمحافظات قطاع غزة لعام 2000م
جرائم القتل
النسبة %
السرقة
النسبة %
الشتاء
12
23.1%
282
27.9
الربيع
18
34.6%
238
23.3
الصيف
13
25%
203
19.8
الخريف
9
17.3%
300
29.3
المجموع
52
100%
1023
100%
المصدر / ( منصور ، 2004 : ص240 )


يتضح من الجدول السابق أن أعلى نسبة الجرائم القتل كان عددها (18) جريمة في فصل الربيع وبنسبة (34.6) يليه فصل الصيف حيث بلغت (13) جريمة وبنسبة (25%) . ومن ثم فصل الشتاء بعدد (12) جريمة وبنسبة(23.1%) ويليه فصل الخريف بعدد (9)جرائم وبنسبة (17.3%) .


               المصدر عمل الطالب 

في حين أن فصل الخريف استحوذ على أعلى نسبة من جرائم السرقة بحوالي (300) جريمة وبنسبة (29.3%) من مجموع جرائم السنة ثم فصل الشتاء وبنسبة (27.9%)
ومن ثم جاء فصل الربيع بعدد (238) جريمة سرقة وبنسبة (23.3%) , ومن ثم جاء فصل الصيف بعدد (203) جريمة وبنسبة (19.8%) . ومن خلال الأرقام السابقة يلاحظ وجود علاقة بين الفصلية والجريمة بدليل ارتفاع أعدادجرائم السرقة في فصلي الخريف والشتاء . منصور ، 2004 : ص240 )

المصدر عمل الطالب 
المراجع :

  1. بهنام ، رمسيس المجرم تكويناً وتقويماً ، منشأ المعارف بالإسكندرية ، 1983 .
  2. عبيد ، رؤوف أصول علمي الإجرامي والعقاب ، مطبعة الاستقلال الكبرى  القاهرة الطبعة الخامسة 1981 .
  3. أبو خطوة ، أحمد شوقي عمر علم الإجرام وعلم العقاب "  الجزء الأول  علم الإجرام ، 1994 .
  4. أحمد ، عبد الرحمن توفيق دروس في علم الإجرام " ، دار أوائل النشر  عمان 2006 .
  5. شقفة ، أشرف العوامل المؤثرة في الجرائم " ، مذكرة محاضرات لطلاب الدراسات العليا قسم الجغرافيا. الجامعة الاسلامية غزة 2009 .
  6. منصور ، عادل عبد القادر الأبعاد الجغرافية للجريمة في محافظات غزة ، دراسة في  الجغرافية الاجتماعية  رسالة دكتوراه غير منشورة  معهد البحوث والدراسات العربية -القاهرة 2004 .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا