التسميات

الأربعاء، 23 أغسطس 2017

الخرائط والمساحة ...

الفصل الأول

 

مقدمة أساسية

1  1 مفهوم الخريطة :

الخريطة عبارة عن تمثيل للظواهر الطبيعية والبشرية الموجودة في الطبيعة علي ورق رسم بمنهج علمي محدد يضع في الحسبان التناسب والتوافق بين ما هو موجود في الطبيعة وما هو ممثل علي ورقة الرسم .


 2 أنواع الخرائط :
لم تكن الخرائط وليدة الزمن الحديث ، وإنما مرت بعدة مراحل تطورية علي مر العصور حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن وذلك بفضل جهود العلماء الجغرافيين ونتيجة لهذا التطور تنوعت الخرائط إلى خرائط عديدة تقسم علي حسب الأسس المستخدمة في تقسيمها فهنالك الخرائط التي تقسم علي حسب مقياس الرسم ، والتي تضم :
أالخرائط كبيرة المقياس : وتعرف بالخرائط الكداستراليةcadastral maps وتزيد في مقياسها عن 1 : 20000 ، وتسمح ببيان تفصيل كبير للظواهر .
 الخرائط متوسطة المقياس : ويطلق عليها أسم الخرائط الطبوغرافية ومقياسها يتدرج من 1 : 250000 إلى 1 : 100000 .
 الخرائط صغيرة المقياس وتسمي بخرائط الأطلس ، أو الخرائط الجغرافية ، وترسم بمقياس رسم 1 : 300000 فأصغر .
إلى جانب هذا النوع من الخرائط توجد خرائط علي حسب ما تمثله ما تعرضه من ظاهرات مثل :
1-  الخرائط الطبيعية : وتشمل خرائط التضاريس ، خرائط المناخ ، الخرائط الجيولوجية والخرائط النباتية .
-2  الخرائط البشرية : ولها عدة أنواع مثل خرائط التوزيعات ، خرائـط العمـران ، الخرائط السياسية .
-3  خرائط تنقسم علي حسب الشكل والصورة :  مـن أمثلتها الصـور الجويـة ، والخرائط المجسمة .
1- 3  الخرائط الطبوغرافية :

تتكون كلمة طبوغرافيا topography من مقطعين ؛ أولهما top ويعني سطح ، والآخر graphy  ويعني وصف ، وعلي هذا فإن الخرائط الطبوغرافية تعني بتمثيل أو وصف سطح الأرض ، وقد أشار بيرش {BIRSH : 1981 } في تعريفه للخرائط الطبوغرافية بأنها عبارة عن الدراسات التي تختص في الأساس بسطح الأرض ، أي بالبيئة الطبيعية للإنسان كتمييز لها عن الخرائط الإحصائية والتي تهتم للحد البعيد بإظهـار البيئة الاجتمـاعية والاقتصـادية للإنسـان وأمـا بايـجـوت BYGOTT : 1952 } فيعرف الخرائط الطبوغرافية بأنها عبارة عن معالم جغرافية مميزة للظواهر التي هي من صنع الإنسان ، وتعتمد علي المسح الشامل والدقيق .

ولهذا فمن الضروري عند دراسة الجغرافي للخرائط الطبوغرافية أن يكون علي علم تام بموضوعات طرق وقراءة وتمثيل الظواهر أنظر الفصل الحالي والفصول القادمة ) . وبصفة عامة تعتبر الخرائط ذات أهمية قصوى للجغرافي ، فالجغرافيون يستخدمون الخرائط للأغراض التالية :

1-  دراسة العلاقات المكانية بين الظواهر المختلفة .
-2  إجراء التحليل الإحصائي والوصف .
-3  معرفة المشكلات الجغرافية بغرض حلها .
-4  الحصول علي المعلومات الملائمة والمفيدة حول نمط توزيع البيانات .
 4  قراءة وتحليل وتفسير الخرائط :
              إن قراءة وتحليل وتفسير الخرائط عبارة عن عملية متكاملة لا تنفصـل عن بعضـها البعض ، وتشكل قراءة الخرائط المرحلة الأولي التي تقود للتحليل ، والذي يقود بدوره إلى التفسير وإن الإلمام التام القراءة والتحليل يساعد في إجراء التفسير الجيد للخرائط .
 4  1  قراءة الخرائط :
              لا يمكن أن تقرأ الخريطة قراءة صحيحة إلا إذا تضمنت عـدداً من العناصر الهامـة والمتمـثلة في :
أاسم وعنوان الخريطة :
وتبدأ قراءة الخرائط بملاحظته ، فهو يعبر عن الموضوع الذي تعالجه الخريطة فإذا كان مثلا عنوان الخريطة النباتات الطبيعية في العالم فبالتالي ستختص الخريطة بهذا الموضوع ، مما يدل علي أنها أنشئت لهذا الغرض .

بمقاييس الرسم :
يعتبر أحد المبادئ الأساسية في قراءة الخرائط فعدم إدراك معني مقياس يعني استحالة قراءة الخرائط بشكل صحيح ومقياس الرسم هو :
النسبة الثابتة بين الأبعاد الخطية المرسومة علي الخريطة ، والأبعاد المقابلة لها عليسـطح   الأرض .

أي أن مقياس الرسم المسافة علي الخريطة ÷ المسافة علي الطبيعة وعادة ما يعبر عن مقياس الرسم علي الخرائط بطرق معينة من أهمها :
أالمقياس الخطي Scale  Line
وهو عبارة عن خط مرسوم علي الخريطة ، ومقسم إلى أقسام متساوية تمثل وحدات المسافة علي الأرض  سواء أكانت بالكيلومتر أو بالميل أو مضاعفاتهما أو أجزاء منهما  وينبغي أن يكون المقياس الخطي بطول مناسب مثلا ربع طول الخريطة أو أكثر قليلا حتى يسمح القياس منه بسهولة .               
وينبغي أيضا أن يمثل أعدادا كاملة مثل : 0 ، ،، ، .... الخ  أو أعـدادا دائـريـة مثـل : 0 ، ،10 ، 15 ....  أو ، 10 ، 20 ... الخ ) . ويستحسن أن يبدأ صفر الترقيم من يسار خط المقياس الخطي وتتتابع إلى يمينه بقية الأرقام } أنظر الشــكل (1) { ( للإلمام بكيفية رسم المقياس الخطي وأنواعه راجع محمد صبحي عبد الكريم وماهر الليثي : 1967 ، وسطيحة : 1975 ) . 

 

شكل رقم (1) أنواع المقاييس الخطية



المصدر  :  سطيحة  1975
بالمقياس اللفظي Statement Scale
ويسمي بالمقياس الكتابي أو المباشر ، ويتم التعبير عنه في شكل عبارة مباشرة مثل واحد سنتمتر لكل واحد كيلو متر ، أو ستة بوصات للميل الواحد وهكذا .
جالمقياس الكسرى أو البياني Representative Fraction
إن وحدة القياس كما تظهر في بسط الكسر علي الخريطة تمثل عددا من الوحدات المماثلة كما تظهر في مقام الكسر علي الأرض ، ويسمي أيضا بالمقياس العددي ، وقد يكتب بمثل هذه الصورة أو 1 : 250000 . ويعني المقياس في هذا المثال أن واحد سم علي الخريطة يمثل 250000 سم علي الأرض ويعتبر هذا المقياس أفضل أنواع مقاييس الرسم لأنه يتفادى ذكر أي من وحدات القياس ، وبالتالي يمكن استخدامه في كل الخرائط .   
وبالطبع توجد الكثير من المقاييس ، كما يمكن تحويل مقياس الرسم من صورة لأخــرى  لمزيد من التفاصيل راجع سطيحة : 1975 { . ويوجد نظامان من مقاييس الرسم يستخدمان بشكل شائع في الخرائط ، ويساعدان في تفسـير الخرائـط ، والمقياسان هما مقاييس العائلة الإنجليزية والتي تعتمـد النظام الميـلى بوصـات إلى أمـيـال } أنظر الجدول (1) { . والأخر مقاييس الخرائط من العائلة المترية metric family .

 

جدول رقم (1) مقاييس الخرائط من العائلة المترية ، أو العائلة الفرنسية



1/1000000 واحد سم لكل كيلو متر

1/1000000 الخريطة الدولية للعالم


1/500000 تستخدم بشيوع

1/500000

1500 يقابله في النظام الميلى ( 25بوصة لكل ميل معيار لمقياس المسح الأرضي 
1/25000 معيار لمقياس المسح الأرضي

1/250000 يقابله في النظام الميلى (¼ بوصة لكل ميل وتستخدم في المسح الأرضي وبشكل عام

1/1250 50 بوصة لكل ميل ، مقياس المسح الأرضي للمدن الكبيرة

1/125000 ½ بوصة لكل ميل


1/625000 يستخدمها المسح الأرضي فقط

1/62500 بوصة لكل ميل ، معيار لمقياس الولايات المتحدة الأمريكية 



1/31250 تستخدمه الولايات المتحدة

1/ 80000 مقياس فرنسي نشأ في الفترة قبل  مترية

جدول رقم (2) مقاييس الخرائط من العائلة الميلية ، أو العائلة الإنجليزية


¼ بوصة لكل ميل
1/253440
بوصات لكل ميل

1/10560

بوصة لكل 200 قدم

1/24000
بوصة لكل ميل

1/63360



½ بوصة لكل ميل

1/126720


ويتبع معرفة مقاييس الرسم المختلفة إمكانية إجراء قياس المسافات علي الخرائط وإيجاد المساحات ، وتقاس المسافات بعدة طرق بواسطة المسطرة وتستخدم في حالة قياس المسافات المستقيمة ، وتضرب نتيجة القياس في مقاييس الرسم لإيجاد المسافة الحقيقية بواسطة الخيط أو الدوبارة وتستخدم في حالة التعرجات ، ثم تفرد المسافة المقاسه علي امتداد المسطرة للحصول علي المسافة في الخريطة ، والتي تضرب في مقياس الرسم للحصول علي البعد الحقيقي إضافة للمقسـم (الفرجار وعجلة القياس } راجع عبد الحكيم والليثي : 19690 { .
وأما قياس المساحات علي الخريطة فيعتمد علي عدة طرق ، يمكن تقسيمها إلى طرق تخطيطية وهى عبارة عن رسوم بيانية خاصة نطبقها علي المساحة المراد قياسـها ؛ ومـن أمثلتـها طريقة المربعات  طريقة الشرائح وشبكة النقط} أنظر الشكل (2) { . طرق آلية وتتضمن استخدام بعض الآلات في القياس مثل جهاز البلانيميتر planimeter } للدراسة التفصيلية راجع سطيحة : 1975 ، بايجوت BYGOTT : 1952 { .
ويهتم الجغرافيون في قراءة الخرائط بعملية التكبير والتصغير ، والقاعدة الأساسية هنا أنه كلما صغر مقياس الرسم كبرت المساحة التي تغطيها الخريطة والعكس صحيح ومن أهم الطرق المستخدمة في عمليتي التكبير والتصغير هي الطرق التخطيطية وتشمل طريقة المربعات طريقة الإشعاع والطرق الميكانيكية ويستخدم فيها جهاز البانتوجراف pantograhy وفرجار التناسب وأخيرا الطرق الفتوغرافية وتستعمل فيها أجهزة البروجيكتور  العارضات الرأسية  الفانوس السحري الآلات التصويرية } راجع مصطفي : 1986 { .

 

شكل رقم (2) بعض الطرق المستخدمة في قياس المساحات علي الخرائط



المصدر  :  بايجوت / Bygott 1952

-1   تحديد اتجاه الخريطة :
إن تحديد اتجاه الخريطة يعد من المبادئ الأساسية لرسم أي نوع من الخرائط ومن المعلوم أن هناك أربعة اتجاهات رئيسية مقسمة إلى تقسيمات فرعية أولية وثانوية تضم مثلا الشمال والشمال الشرقي وشمال الشمال الشرق وهكذا ، وتبلغ المسافة بالدرجات بين كل اتجاه وآخر 22.5ْ تكمل 90ْ عند اتجاه الشرق لتستمر الزيادة بعد ذلك في اتجاه عقارب الساعة حتى تصل 360ْ عند مطابقة اتجاه الشمال الذي يمثل في نفس الوقت الدرجة صفر عند بداية تحديد الدرجات من اليمين إلى الشمال وتقسم الاتجاهات الرئيسية الأربعة الدائرة إلى أربعة أجزاء متساوية يبلغ عدد الدرجات في كل جزء منها 90ْ ، حيث يقسم كل جزء من الأربعة أجزاء إلى أربعة أجزاء متساوية يبلغ مجموعها 90ْ ، وعلي ذلك يصبح مجموع عدد كل الاتجاهات 16 اتجاها وفي تحديد هذه الاتجاهات تستخدم البوصلة حيث يتم مبدئيا تحديد اتجاه الشمال ، والذي إما أن يكون شمالا حقيقيا true north أو شمالا مغناطيسيا magnetic north .

    • تدريب

1-  اكتب بأسلوبك الخاص ما تعنيه المفاهيم الآتية :
الخريطة  مقياس الرسم  اتجاه الشمال  البوصلة  المقياس المتري  الاتجاه المغناطيسي
2-  ما هي الطرق المستخدمة في قياس وتحديد المسافات والمساحات علي الخريطة ؟
-3   لماذا يستخدم الجغرافيون الخرائط ؟
-4  تناول في عرض موجز الأسس الهامة لقراءة الخرائط .
-5  اكتب مقالا تفصيليا عن مراحل تطور علم الخرائط .
-6   تناول بإيجاز أنواع الخرائط المختلفة .

        *نشاط :

1- حول المقياس 1/500000 إلى مقياس خطي ، بحيث يقيس لكل 4كلم .
-2 حول المقياس 1/253400 إلى مقياس مباشر .
3- رحالة يسير بسرعة منتظمة كل كلم ساعة قام من نقطة معينة متتبعا اتجاه البوصلة نحو الشمال مقدار ساعة وثلث ثم اتجه جهة الشمال الشرقي مقدار ساعة واحدة ، ثم جهة الغرب مقدار ساعة ونصف ، ثم سار جنوبا مقدار ساعتين عين خط سيره بالرسم الدقيق ، وأوجد طول المسافة بين النقطة التي وصل إليها والنقطة التي بدأ منها ، والوقت الذي يستغرقه في قطعها ، ثم ارسم مقياسا زمنيا يقيس إلى كيلومترات وساعات مستخدما المقياس 1/125000 .

من الموضوعات المهمة الأخرى في قراءة الخرائط كيفية تمثيل الظواهر الطبيعية باستخدام طرق محددة متفق عليها عالمياً ، وسنؤجل الحديث حول هذا الموضوع إلى الفصل الثاني ونعامله كجزء من تفسير الظواهر الطبيعية وعلي ذلك بمكن الرجوع إليه في موضعه ، وأضف إلى ذلك رسم القطاعات سواء أكانت قطاعا عرضيا cross section أو قطاعا تقريبيا sketch section باعتبارها أحد الطرق المرتبطة بتمثيل الارتفاع لمزيد من التفاصيل حول القطاع وطريقة رسمه راجع :     )  .وأيضا من الموضوعات المهمة التي تعين في قراءة الخرائط كيفية استخدام الرموز والعلامات الاصطلاحية ، والتي قد تأخذ شكل نقاط أو أشكال هندسية ، أو تظليل مساحي ... الخ ، ولابد أن تكون الرموز واضحة متجانسة وشمولية } لمزيد من التفاصيل عن الرموز والعلامات الاصطلاحية والألوان علي الخرائط راجع اسبيك وكارتر SPEAK & CARTER { . وتصمم هذه الرموز لتوضيح الكثير من الظاهرات الجغرافية مثل :
1-  البيان المائي ، البحار ، البحيرات .
-2  النباتات الطبيعية .
-3   طرق النقل .
-4   مناطق السكن والاستقرار .
-5   الارتفاع .
-6   أسماء الأماكن .
-7 مجموعة مختلفة من الظواهر البشرية الأخرى مثل المدارس ، والمزارع ، والتروس وغيرها الشكل  ) .
ويمكن تقسيم الرموز إلى مجموعتين رئيستين حسب الظاهرات التي تمثلها :
1ظاهرات مرتبطة بالاندسكيب Landscape Features
وتمثل الرموز التي تظهر التصريف السطحي ، والنبات الطبيعي ، وطرق المواصلات ، وأعمال التعدين وغيرها .
2- ظاهرات غير مرتبطة بالاندسكيب Non- landscape Features 
وتشمل الرموز التي تمثل الحدود وخطوط الطول ودوائر العرض .

 5   تمثيل الظواهر الطبيعية :
              تظهر معظم الظواهر مباشرة علي الخريطة إما برسمها بمقياس رسم محدد ، أو بدون استخدام مقياس بواسطة الرسم التقريبي ، أو الرموز الاصطلاحية إلا أن استخدام الارتفاع Relief يبرز عدة مشاكل لأنه يعرض البعد الثالث للظاهرة .وقد برزت عدة طرق لتمثيل الارتفاع يمكن أن نورد أهمها فيما يلي :
1- طريقة الهاشور Hachuring Method 

هي عبارة خطوط تختلف في سمكها وطولها وكثافتها تبعا لشدة الانحـدارات، فهي تقل وتتباعد وتزداد في طولها ويقل سمكها في المناطق قليلة الانحــدار ،بينما تزداد سمكا وازدحاما في المناطق شديدة الانحدار ، وينعدم وجود الخطوط تماما إذا كان سطح الأرض مستويا  سواء كان هذا السطح قمة جبــل أو قاع وادي } أنظر الشكل (3) { .

ومن الضروري في خرائط الهاشور وجود عدد كاف من نقاط المناسيب بغرض تأكيد الارتفاع التقريبي ومن عيوب خطوط الهاشور أنها كثيرا ما تغطي علي باقي المعالم الطبوغرافية ، فلا تسهل قراءة الخريطة خاصة إذا كانت مطبوعة باللون الأسود فقط ، إضافة إلى أنها لا تشير بوضوح إلى الارتفاعات المطلقة هذا إلى جانب صعوبة رسمها ، إذ إنها تحتاج إلى مهارة خاصة يقل توفرها بين صناع الخرائط .

 

شكل رقم (3) تمثيل الارتفاعات عن طريق الهاشور 


المصدر  :  بايجوت / Bygott 1952
2- التظليل Shading
ويستخدم للدلالة علي المناطق ذات الارتفاعات المختلفة ، ويستخدم بصفة خاصة في الخرائط ذات مقياس الرسم الصغير التي تغطي الأقطار أو المحافظات أو القارات مما يعطي فكرة تصويرية عامة عن الارتفاع .
3- طريقة الظلال Hill Shading Method
تتلخص هذه الطريقة في وجود مصدر ضوئي قريب من سطح الأرض ، ويشع ضوءه من جهة الشمال الغربي عادة ، وبالتالي ستكون كل المنحدرات المواجهة للشرق والجنوب في الظل  أي بلون داكن  وقد تطورت هذه الطريقة الحديثة كبديل لطريقة الهاشور ، ولكن يعاب عليها إن الظلال الداكنة في المناطق الجبلية قد تطغي علي التفاصيل الأخرى بالمنطقة 
4- خطوط الهيئة :
خطوط الهيئة عبارة عن :

   خطوط وهمية تمتد فوق سطح الأرض بارتفاع واحد لسطح البحر ،أي أن كل خط منها يربط بين المناطق المتساوية الارتفاع فخط الهيئة إذاً هو الخط الناتج عن تقاطع سطح الأرض بسطح أفقي ، فمنسـوب أي نقطة علي الخط هو نفسه منسوب السطح الأفقي القاطع .

وخطوط الهيئة علي هذا الأساس ما هي إلا خطوط كنتورية عادية ولكنها تختلف عنها في أمرين :
1- خطوط الكنتور تعتمد علي عمليات مساحية دقيقة ، بينما خطوط الهيئة تنشأ أساسا     في مناطق خالية من أي مسح جغرافي .
2- بما أن الخطوط الكنتورية ترسم علي أساس عمليات مساحية دقيقة فإنها ترسم صورة  مستمرة مهما أختلف سمك الخط الكنتوري ، ولكن خطوط الهيئة لا تعتمد علي أساس دقيق من العمليات المساحية ، ومن ثم فإنها ترسم بشكل متقطع.
5- نقط المناسيب Spot Heights

نقط المناسيب عبارة عن البعد الراسي بين أية نقطة علي سطح الأرض وبين مستوي ثابت يعرف بمستوي المقارنة .

ويعتبر متوسط ارتفاع سطح البحر هو مستوي المقارنة لجميع دول العالم وتساعد هذه النقاط في إبراز ارتفاعات قمم التلال أو النقاط علي امتداد الطرق وتعتبر المؤشر الوحيد للارتفاع في الخرائط ذات مقياس الرسم الكبير ، ولكنها تفشل في إعطاء فكرة عامة عن الارتفاع }الشـكل (4) { .

شكل رقم (4) تمثيل الارتفاعات عن طريق نقط المناسيب


                                                       
  054     076   092      083
                                                                              066
          034     054           076                  093
                                           045              045                    083             
            053
                                                052                                    056             
                                  077
                                            056    065     073             076
                                       056                 063     074    067     073


6- الصوة Bench Mark

الصوة هي علامة تضع أو تجعل علي الصخر أو الحائط أو المبني لكي يهتـدي بها في أعمال المساحة .

وتحدد الصوة الارتفاع كما تحدده عمليات الميزانية وتتم مرجعية الارتفاع للصوة  وليس لمستوي سطح الأرض ، وعلي ذلك فهي تختلف عن نقط المناسيب .
7- النقاط أو المحطات المثلثاتية Trigonometrical Points  
                            هي عبارة عن نقاط فوق سطح الأرض تقاس فيها زوايا التثليث traingulation والتثليث هو مسح يقسم المنطقة إلى مثلثات بغرض المساحة ، وتقاس المسافة علي الأرض باستخدام المثلثات وينصب المساحون أعمدة خرسانية فوق قمم التلال لتعمل كأركان للمثلثات الرئيسية للمساحة ، كما تستخدم المباني العالية وأبراج الكنائس ومآذن المساجد لنفس الغرض إذ تعتبر بمثابة محطات مثلثاتية تري فوق الخرائط ، ويمكن استعمالها لمراجعة التفاصيل من علي الخرائط في أي وقت .
8- خطوط الكنتور :
هي عبارة عن : 

خطوط وهمية تظهر في الخرائط الطبوغرافية ، تصل بين الأماكن ذات الارتفاعات المتساوية فوق مستوي سطح البحر وعلي هذا فخط الكنتور هو الخط الناتج عن تقاطع سطح الأرض بسطح أفقي .

ولسهولة فهم فكرة خطوط الكنتور وكيفية رسمها  راجع سطيحة } 1975 { . ومن الواجب اعتبار خطوط الكنتور المكتملة كانحناءات مقفولة لا يمكن أن تتقاطع مع بعضها البعض .   فإذا كان سطح الأرض منحدرا بشدة تتجمع خطوط الكنتور لتعطي خطا واحداً ، ولكنها تتباعد عندما يصبح الانحدار أكثر انتظاما.
ويرتبط بخطوط الكنتور ما يعرف بالفاصل الكنتوري contour interval أو الفاصل الراسي vertical interval }أنظر الشكل (5){ وهو عبارة عن الفرق في الارتفاع الراسي بين كل خط كنتور وآخر .
وعلي العموم تعتبر خطوط الكنتور أفضل الطرق المستخدمة لتمثيل الظواهر الطبيعية إذ توضح الظواهر الطبوغرافية بشكل واضح جدا } الشكل (6) { ( لمراجعة كيفية رسم خطوط الكنتور واستخدامها في تبيان الأشكال التضاريسية لسطح الأرض راجع سطيحة : 1975 ) .

 

شكل رقم ( 5 ) الفواصل الكنتورية والفاصل الرأسي

  

الفواصل الكنتورية       الفاصل الرأسي             
المصدر  :  جالبريث / Galbraith 1981

شكل رقم ( 6 ) طرق رسم الظاهرات عن طريق خطوط الكنتور   
  
المصدر  :  جالبريث / Galbraith 1981 

  * تدريب

1- عرف المصطلحات الآتية :
الصوة  خطوط الهيئة  نقط المناسيب  الفاصل الراسي
2-  ميّز بين كل من طريقة الهاشور وطريقة خطوط الكنتور وطريقة الظلال .
-3  أذكر خصائص خطوط الكنتور .
-4  هناك عدة اعتبارات يتوقف عليها تمثيل طبيعة الأرض عن طريق خطوط الكنتور أذكر هذه الاعتبارات .
-5   هل تتقاطع خطوط الكنتور مع بعضها ؟ فسر إجابتك .
-6  في مقال موجز تناول خطوط الكنتور من حيث المفهوم ، وكيفيـة الرسـم ، واستخدامها في بيان الأشكال التضاريسية لسطح الأرض .

نشاط :

-1  الشكل رقم (7) به خطان كنتوريان الأول مرقـم بالرقـم صفر ويمثل شاطئ جزيرة بركانية ، والثاني مرقم بالرقم (300) ويمثل حدود فوهة البركان الخامد في هذه الجزيرة إذا علمـت أن أعمق نقطة في فوهة البركان القمعية الشكل 100 متـر والمسـافة الكنتورية 50 مترا فأكمل الخريطة الكنتورية للجزيرة .
-2  خريطة مقياس رسمها 1/300000 بها خطوط كنتورية ذات فاصل رأسي يساوي 50 ، أحسب مقدار المبالغة الرأسـية .
-3  ادرس الخريطة الكنتورية المرقمة بالشكل (8) جيدا ، ثم أجب عن الأسئلة الآتية :
أصّف المنطقة التي تشملها الخريطة .
بأكتب أسماء الظواهر التضاريسية المظللة ب  ج )
جما اسم أعلي منطقة في الخريطة ؟ فسر إجابتك .
  دأوجد اتجاه قرية كنور من محطة زلطة .
4-  مستعينا بخطوط الكنتور والقطاعات التضاريسية أرسم الآتي :
الحافة  الربوة  الخانق  الهضبة  الكهف . 

شكل رقم ( 7 ) شاطئ جزيرة بركانية في منطقة ما



شكل رقم ( 8 ) خريطة كنتورية لمنطقة ما 



القسم الأول

تفسير الظواهر الطبيعية

يتكون هذا القسم من خمسة فصول تشكل الأسس النظرية والعلمية لتفسير الظواهر الطبيعية ، حيث يتناول الفصل الثاني الأشكال الطبيعية التي تكون المنظور الطبيعي والأسس النظرية لتفسيرها ، وأما الفصل الثالث فيفرد حيزاً للتعرف علي الصخور وأنواعها وكيفية تحليلها وتفسيرها من الخرائط الطبوغرافية ، ويحتوي الفصل الرابع علي تحليل وتفسير ظواهر الارتفاع ، ويتضمن الفصل الخامس تعريفا عن الانحدارات وكيفية تحليلها وقياسها وأهم المتبعة التي تساعد في عملية التفسير ، ويختص الفصل من هذا القسم بتفسير ظواهر الصرف السطحي .

الفصل الثاني

الأشكال الجيومورفولوجية الرئيسية وتفسيرها 
 1 مقدمة :
تعد دراسة الجغرافيا الطبيعية عامة ، والجيومورفولوجيا بصفة خاصة الركيزة الأساسية لتفسير الظواهر التضاريسية ، والتي تشكل المكون العام للمنظور الطبيعي physical landscape فالجيومورفولجيا تعني بدراسة الظواهر الموجودة فوق سطح الأرض ، والعمليات المسئولة عنها وهذه الظواهر هي نتاج لفعل العوامل الباطنية ، والعوامل الظاهرية .
أفعل العوامل الباطنية ويتمثل في الآتي :
1/ فعل القوي الداخلية السريعة كالزلازل والبراكين .
2/ فعل القوي الداخلية البطيئة كالالتواءات والانكسارات ، وظاهرات التوافق وعدم التوافق في نظام الطبقات .
وينتج من فعل هذه القوي أشكال تضاريسية مثل الأخاديد والجبال البركانية ، والجبال الالتوائية ، والجبال الانكسارية ، وظواهر الانفلاقات والتشققات التي تمتد فوق مساحات شاسعة من سطح الأرض  } لمزيد من التفاصيل راجع جودة : 1979 { .
بفعل العوامل الظاهرية ويتمثل في الآتي :
1/ فعل التجوية : وتنقسم إلى تجوية فيزيائية وتنتج عن فعل العوامل الفيزيائية كالحرارة والبرودة وتجوية كيميائية وتنتج عن اتحاد مركبات الصخور مع عنصري الماء الأكسجين والهايدروجين ) .
2/ فعل التعرية : ويتمثل في فعل المياه السطحية والباطنية ، وفعل الرياح والجليد علي حسب اختلاف البيئات الأرضية وينتج من فعل التعرية أشكال تضاريسية متميزة ، تعتمد علي طبيعة الصخور الفصل الثالث والكثير من العوامل الأخرى مثل سلوك الإجهاد  ، والانفعال ، وشدة الصخور ومقاومتها للتعرية ، وعلي طبيعة القوي مثار الاهتمام } لمـزيد مـن التفاصيـل راجـع الرديسـي : 1997 { .
 2 تأثير الصخور علي التضاريس :
تظهر مقارنة الخرائط الجيولوجية بالخرائط الطبوغرافية العلاقة بين التضاريس والصخور التحتية فطبيعة الصخور وتنظيمها تعد ركنا أساسيا في تطور الأشـكال التضـاريسية {SPARKS : 1986 } .
وتركيبة الصخور تؤثر علي النمط العام للتضاريس ، ولكن هنالك مناطق لا تتأثر التضاريس فيها بالصخور ، لذا فالخريطة الجيولوجية ليست بالمطلب الوحيد لدراسة التضاريس .
وعلي العموم فإن لكثير من الصخور تعبيراتها التضاريسية ، وفيما يلي أمثلة توضح الربط بين الخرائط الجيولوجية والطبوغرافية لتبيان تأثير الصخور علي التضاريس :
1- تشير الانحدارات الشديدة التي تعلوها انحدارات خفيفة تقارب خطوط الكنتور وتباعدها إلى وجود تعاقب من صخور صلبة ولينة تميل بزاوية صغيرة وبالهبوط من الحافة شديدة الانحدار إلى الأرض المنبسطة فإننا ننتقل من صخور أحدث إلى صخور أقدم ، والعكس صحيح .
2- عند تعاقب صخور صلبة وأخرى لينة ذات وضع أفقي فإن التلال تظهر بقمم مسطحة ، والسفوح علي شكل انحدار سٌلمي .
3- عندما تنحت الأنهار أودية ضيقة في منطقة معينة ، فربما تجري فوق صخور صلبة ، واتجاه جريانها في هذه الحالة يكون متوافقا مع اتجاه الميل أو ضده .    
4- تدل الانحناءات النهرية فوق قاع وادي متسع علي أن النهر في هذه المنطقة يجري فوق صخور لينة ، وتتكون ضفتاه من الطمي ، ولا تظهر عادة المكاشف الصخرية علي سطح الأرض .
5- أما الانحناءات النهرية الفجائية الحادة فتشير إلى أن النهر ربما يتبع في جريانه فواصل أو شقوق في الصخر .
6- يشير اختفاء المجاري النهرية تحت سطح الأرض ، ومعاودة ظهورها مرة أخرى إلى أنها تنحدر فوق صخور مسامية ، وأخرى غير مسامية .
7-تميل الصخور الصلبة بصفة عامة إلى تكوين ظاهرات تضاريسية مرتفعة عن سطح الأرض المنبسطة المجاورة ، والتي تتكون من صخور لينة والصخور التي يمنحها تركيبها الكيميائي والميكانيكي قوة مقاومة لعمليات التعرية تميل إلى أن تكون مناطق مرتفعة .
8- تعتمد مقاومة الصخور الفردية للتعرية علي عدد من العوامل مثل الصلابة hardness ، والنفاذية permeability ، ونقاط الاتصال jointing ، فبالنسبة للنفاذية وبحكم أن التعرية المبدئية لسطح الأرض تتسبب بواسطة المياه الجارية ، فإن الصخور التي تقلل الجريان السطحي طبيعيا وتسمح بالتسريب المباشر تمتلك في الغالب مقاومة كبيرة للتعرية .
9- تلعب المفاصل دوراً مهماً في تسهيل عملية التعرية ، ولكن قد يؤدي وجود نظام مفاصل مفتوح لزيادة نفاذية الصخور وتزيد بذلك مقاومته لعملية التعرية .
10- يتوقف البروز الصخري علي شكل تضاريس مرتفعة علي مناسيب المناطق المجاورة ، فقواطع البازلت مثلا عندما تتداخل في الصخور الرسوبية فإنها بمقاومتها الشديدة جدا لعوامل التعرية بالمقارنة بالصخور الرسوبية المحيطة بها فإنها تظهر علي شكل كتل حائطية الشكل ، ولكنها إذا تداخلت في صخور الجرانيت فإنها تظهر علي شكل حفر عميقة .
11- تتأثر أحيانا الطبقات المقاومة وغير المقاومة في سلسلة منحدرة بانتظام بعملية التعرية لتكون أو تشكل منظوراً طبيعياً للوديان والبروزات الصخرية .
12- الطبقات ذات الإنشاء المنتظم symenetrically قد تؤدي لنمط من المرتفعات الممتدة المتوازية والوديان .
13- للطبقات المتجاورة أهمية في توضيح تأثيرات المقاومة علي التضاريس ، فإذا وجدت طبقة من الصخور المتوسطة محشورة بين طبقتين من الصخور عديمة المقاومة في أحد الأماكن وبين صخور شديدة المقاومة في مكان آخر ، فإن الصخور مثار الاهتمام ستكون مرتفعاً في أحد الأماكن ووادياً في المكان الآخر .
14- إن لطول فترة التعرية تأثيرا كبيراً علي مقاومة الصخور للتعرية ، مما يعني أنه لابد من وضعها في الاعتبار عند مناقشة تأثير الأشكال البنيوية علي التضاريس ، فلا تكون الطبقات تضاريسيا فوق سهل من التعرية البحرية ، ولكن بإعطاء وقت كافئ فمن المحتمل أن تبرز لأعلي كمنطقة من الأراضي المرتفعة .  



 3 الأشكال التضاريسية المرتبطة بفعل القوي الباطنية :
تتمثل القوي الباطنية في الزلازل ، والبراكـين ، والالتـواءات ، والانكسـارات .
 3  1 الزلازل :

وهى اهتزازات فجائية سريعة ، تصيب القشرة الأرضية ، وتختلف في شدتها ، فقد لا نحس بها ، وقد تؤدي إلى تدمير العشرات من القرى والمدن ، وإلى حدوث صدوع في القشرة الأرضية .   

وتؤدي الزلازل إلى تكوين :
أالالتواءات folds ، والأقواسarchs التي تعرف بالأقواس المحدبة antichines ، وتكوين الانخفاضات والتي تعرف بالمقعرات synclines .
برفع مناطق واسعة فوق مستوي سطح البحر ، بحيث تكّون ما يعرف بمناطق اليابسة ، كما تؤدي لخفض مناطق تغمرها المياه .
جتكّون الزلازل أيضا الشقوق التي تقطع بعضها البعض بزوايا قائمة ، مما يؤدي إلى تكوين أودية عميقة شديدة انحدار الجنبات ، مع تكوين طبقات فجائية ذات زوايا قائمة والتي عندما تهبط أسفل مستوي سطح البحر تكّون الفيوردات المعروفة في السويد وجنوب غرب نيوزيلندا .
 3  2  البراكين :
وتحدث بسبب الضغط الشديد ، والحرارة التي تتعرض لها الماجما الموجودة في جـوف الأرض ويخرج من فوهة البركان عند ثوارنه مواد منصهرة شديدة الحرارة تعرف باللافا ، كما تخرج منها بعض الغازات والرماد البركاني ويتحجر جزء من اللافا عند خروجها من البركان مباشرة مكونة مخروطا بركانيا علي شكل جبل شاهق الارتفاع وتتعرض الأشكال التضاريسية المرتبطة بالبركنة vulcanism في النهاية لتأثير قوي العوامل الخارجية ، ولكنها رغم ذلك فهي ظواهر بنيوية وتضيف موادا لسطح الأرض ويمكن تقسيم تطور الإقليم البركاني وما يرتبط به من ظواهر إلى عدة مراحل :
أالمرحلة الأولي في هذه المرحلة تكون المخاريط البركانية ظاهرة واضحة في المنظور الطبيعي ، وتنساب اللافا الخارجة من فوهة البركان أسفل المنحدرات وتكوّن سدودا تنشأ خلفها البحيرات ، ويحدث الجريان السطحي مباشرة مكونا مجاري نهرية علي طول هوامش اللافا .
بالمرحلة الثانية وتسمي مرحلة النضج ، وفيها تتمزق المخاريط البركانية ، وتصبح اللافا المنسابة ذات مقاومة أكثر من المناطق المحيطة ، ويتم تعريتها إلى ميسة متعرجة ومنخفضة تعرف بالأودية المقلوبة inverted valleys والميسة mesa عبارة عن هضبة مستوية السطح منحدرة الجوانب
جالمرحلة الثالثة : وهى مرحلة الشيخوخة ، وفيها تقطع الأودية المقلوبة كتل اليابسة القارية  كما في هضبة الدكن في الهند وأما ترسبات اللافا الناتجة بعد عدة انفجارات بركانية فإنها تنتج نوعا من الهضاب بعرف بـ ignimbrite plateaux .وبسبب تفريغ الصهير الصخري من أسفل السطح في العملية فمن الممكن حدوث انهيارات لاحقة للبركان ، وقد يؤدي هذا إلى تكوين الكـالديرا ، ويختلف هذا عن النشاط البركـاني السابق ذكره والذي يؤدي إلى تكـوين المرتفـعات {THOMPSON etal : 1986 } .
 3  3  الالتواءات :

وهى طيات أو ثنيات تحدث في الصخور الرسوبية ، عندما تتعرض لضغوط جانبية شديدة وتؤدي الالتواءات إلى تكوين الجبال والأودية .

تحدث الالتواءات الصخرية في تتابع تتعاقب فيه القمم والأحواض ، وتعرف قمم الالتواءات بالمحدبات ، وأما الأحواض فتعرف بالمقعرات وحينما يكون الالتواء حديثا تبدو فيه المحدبات في شكل حافات ، وأما المقعرات فتبدو في هيئة أودية حيث تعمل عوامل التعرية علي تحتيتها ونجد أن الجانب المحدب هو أقل جزء يبرز للتعرية ، وبمجرد قطعه ينتج زوجا من الكوستات التي تعري تضاريس منحدراتها بسرعة أكثر من الجوانب المحدبة بسبب بروز الصخر الأقل مقاومة والموجود في الأجزاء السفلي وتوجد الكوستا عادة في التلال المتكونة من صخور شديدة المقاومة وأخري قليلـة المقاومة ، وتوصف الصخور بأنها أحادية الميل أي أنها تمثل زاوية ميل واحدة ، حيث تنتج الشكل التضاريسي المعروف بالكوستا ذات التضاريس الجرفية والمساطب الجانبية } الشكل (9) { . 

شكل رقم (9) مراحل تطور الأشكال التضاريسية في المناطق المرتبطة بالبركنة


المصدر  :  Thompson  1986

 3  4  الانكسارات :

هي صدوع أو شقوق تحدث في القشرة الأرضية ، بسبب تعرض الصخور الـنارية أو المتحولة إلى ضغوط جانبية شديدة .

ويمكن تمييز نوعين من الانكسارات :
أالنوع الأول : ويسمي بالمفصل أو الفاصل joint وهو الكسر أو الشق الذي يصيب الصخر ، دون أن يترتب علي وجوده إي زحزحة أو انتقال في الطبقات أو الحوائط الصخرية .
بالنوع الثاني : ويسمي بالفالق أو الانكسار fault وفيه تتحرك الطبقات أو الكتل الصخرية وتتزحزح من مكانها علي طول سطح الانكسار .
وتؤدي الانكسارات بأنواعها المختلفة إلى تكوين الأشكال التضاريسية الآتية :
1- الجروف شديدة الانحدار : scarp slopes وتسمي بجروف خط الانكسار ، وتنتج إذا كانت الصخور المكونة بجانب خط الانكسار ذات مقاومة متباينة .
2- الإزاحة الأفقية للجروف شديدة الانحدار : وتحدث نتيجة لفعل الانكسارات المؤقية الأفقية .
3- الهضاب الإندفاعية : horsts وهى عبارة عن بروز مناطق ارتفعت لأعلي نتيجة لمجموعة من الانكسارات المتوازية .
4- الخفات garbens وهى عبارة عن هبوط مناطق لأسفل نتيجة للانكسارات المتـوازية وعندما تمتد هذه الخفات امتدادا طوليـا يطلق عليهـا اسـم الأخـاديد rift valleys .

تدريب:

1- أكتب بأسلوبك الخاص ما تعنيه المفاهيم الآتية :
         علم الجيومورفولجيا  الفيوردات  الزلازل  الميسـة  الكالديـرا –          البراكين   المنظور الطبيعي .
2- ماذا تعني ظاهرتي التوافق وعدم التوافق في نظام الطبقات ؟
3- إن لكثير من الصخور تعبيرات جيومورفولوجية فمن خلال مقارنـة الخريطة الطبوغرافية بالجيولوجية أذكر أمثلة توضح هذه التعبيرات .
4- أذكر الفرق بين الانكسارات والالتواءات ثم حدد أنواع الصخور التي يحدث فيها كل منهما .
5- تتمثل العوامل الباطنية في فعل القوي الداخلية السريعة والبطيئة ، متناولا تلك القوي حدد الأشكال التضاريسية المرتبطة بكل منها .
6- يتوزع نشاط البراكين فوق أجزاء محددة من سطح الأرض سـم هذه الأماكن التي تحدث فيها البراكين .
7-      أكتب مقالا عن ظاهرة الكوستا .

نشاط :

      مستعينا بخطوط الكنتور ارسم الأشكال التضاريسية الناتجة عن الآتي :
    الالتواءات                       البراكين                      الانكسارات .
 4 الظواهر التضاريسية المرتبطة بفعل القوي الظاهرية :
تضم هذه القوي كل القوي التي تؤثر علي سطح الأرض من رياح ، ومياه ، وجليد وغيرها وتعمل هذه القوي مع الداخلية في تشكيل سطح الأرض وتنقسم إلى مجموعتين عوامل التجوية ، وعوامل التعرية .
 4  1 :  التجوية :

       وتعني عملية تحطم وتفتت الصخور السطحية بفعل العوامل الجوية

وتنقسم إلى نوعين رئيسين هما :
 4  1  1  التجوية الفيزيائية : ( الميكانيكية )
وتشمل جميع العمليات التي يتم بواسطتها تحطيم الصخور وتفتيتها بوسائل ميكانيكية ، بحيث لا تؤدي إلى إحداث أي تغيير في الخصائص الكيميائية للمعادن التي تتكون منها الصخور ، ولهذا فأن الفتات الصخري الجديد لا يختلف عن الصخر الأصل إلا من حيث الحجم فقط وبالتالي فإن التجوية الميكانيكية تعني :

عملية تحطيم الصخر وتفتته دون حدوث أي تغيير في خصائصه الأصلية وللتجوية الميكانيكية أشكال متعددة ؛ أهمها ما يعرف بتقشر الصخور والذي يعني :

انفصال القشرة الخارجية للصخور بفعل واختلاف درجة الحرارة بين الليل والنهار ، وبين الصيف والشتاء .

ويؤدي تجمد المياه أيضا بين الفوالق الصخرية إلى توسيعها وتحطيمها ولعل أهم الأشكال الأرضية الناتجة عن التجوية الميكانيكية تتمثل في :
أالجبال والتلال ذات الشكل الدائري القبابي ) : وتعد من أبرز الأشكال الأرضية التي تنتج عن التجوية الميكانيكية في الأراضي الجافة ، والناتجة أصلا عن تقشر الصخور .
بحقول الحجارة : وهى من أبرز الأشكال الأرضية الناتجة عن فعل التجوية الميكانيكية في المناطق الباردة ، والمناطق الجبلية شديدة الارتفاع حيث تعمل التجوية علي تجمد المياه مما يجعل الحطام الصخري ذو أشكال حادة ومدببة .
 4  1  2  التجوية الكيميائية :
وتشمل جميع العمليات التي يتم بواسطتها تحطيم الصخور وتفتيتها وتآكلها نتيجة تفاعلات كيميائية تحدث بين المعادن  التي تتكون منها الصخور  وبين بعض العناصر الكيميائية الموجودة في الغلاف الجوي مثل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون وغيرهما وتؤدي هذه العملية إلى تكوين مواد صخرية جديدة ذات خصائص كيميائية تختلف عن خصائص الصخر الأم وعليه فالتجوية الكيميائية تعني :

     تفتت الصخور وتآكله نتيجة تفاعل بعض المعادن التي يتكون منها الصخر مع  العناصر أو المركبات الكيميائية الموجودة في الغلاف الجوي .

يعتمد التحطيم الكيميائي للمعادن كمرحلة أولي في عملية التجوية الكيميائية علي عدة أنواع من التفاعلات هي التحلل ، التميؤ ، التحليل المائي الإذابة ، الكربنة والأخسدة الأكسدة والاختزال ) . ويؤثر التحلل علي المواد القابلة للتحليل مثل الهاليت ، وكبريتات وكربونات الكالسيوم والماغنسيوم وأما التميؤفيظهر بوضوح في مجموعات الفلسبار ، والبيروكسيت ، والامفيبول ، والمايكا التي تحتوي علي أكاسيد الحديد بينما تحول عملية الإذابة التحليل المائي الكربونات إلى بيكربونات ، وبالأخص في المناطق الرطبة التي تنتشر فيها الصخور الكلسية وأما الأكسدة فتتمثل في اتحاد الأكسجين المذاب في الماء مع معدن الحديد الذي يدخل في تركيب كثير من الصخور ، ويحوله إلى ثاني أكسيد الحديد الذي يعرف بالصدأ .
وعلي العموم فإن معدلات التجوية تعتمد بصفة عامة علي طبيعة المواد ، ومتوسط درجات الحرارة السنوي ، وكمية الماء المتبخر وتؤدي في النهاية إلى إنتاج أجسام ذات أحجام تتدرج من الجلاميد وحتى الطين .  
ومن أهم الظواهر التضاريسية المرتبطة بفعل التجوية الكيميائية :
1- التلال المروحية الشكل : والتي تنشأ عند حضيض المرتفعات .
2- الفجوات والحفر الناتجة عن تعرض سطح المناطق التي تتركب من صخور جيرية لعملية الإذابة الكربنة ) .
3- تعمل علي تكوين التربة . 

    • تدريب :

1- فسر بأسلوبك الخاص ما تعنيه المصطلحات الآتية :
التجوية  الكربنة  تقشر الصخور  التجوية الكيميائية .
2- كيف تتم عمليات التجوية الميكانيكية والكيميائية ؟بين بعض وسائلها .
     3- وضح كيف يُسهل وجود فواصل عملية التجوية الكيميائية .
     4- صغ عبارة توضح فيها العلاقة بين كل من عمليات التجوية ، وكـل مـن المٌناخ وطبيعة الصخور .
    5- للكائنات الحية دور مهم في عمليات التجوية بنوعيها ناقش هـذه العبـارة  موضحا دور كل من النباتات والحيوانات والإنسان في هذا المجال .

    • نشاط :

   من خلال تناولك لموضوع التجوية تعرفت علي أن هذه العملية تنج أشكال عديدة من التضاريس الأرضية بالرسم المسمي وعن طـريق خطـوط الكنتـور وضـح أهـم الظاهرات التضاريسية الناتجة عن فعل التجوية .

 4  2  التعرية :

وتعني عملية تفتت الصخور ونقلها من موضعها الأصلي ، وإرسابها في موضع آخر .

تضم عملية التعرية المياه الجارية أو الأنهار ، الجليد المتحرك ، الرياح ، وفعل البحر وتستطيع عوامل التعرية بما تقوم به من نحت هدم وإرساب بناء أن تغير معالم سطح الأرض .
تقسم التعرية إلى تعرية نهرية ، تعرية هوائية ، تعرية جليدية ، تعرية بتأثير المياه الباطنية وسنناقش هذه الأنواع وما يرتبط بها من ظاهرات تضاريسية تحويها الخرائط الطبوغرافية .
 4  2  1  التعرية النهرية :
تعمل الأنهار علي نحت ونقل وإرساب المواد بفعل قوي المياه والمواد التي تحملها أثناء تحركـها ويتلخص فعل الأنهار كعامل نحت في أربعة عمليات هي :
أفعل المياه : ويؤدي فعل المياه إلى تقويض ضفاف المجري النهري cavitation .
بعملية نحت الجوانب والقاع بواسطة قوة ضغط المياه وما تحمله من رواسب ، وتؤدي إلى تكوين الحفر الوعائية pot holes   .
جعملية احتكاك المواد الصخرية ببعضها : وتؤدي إلى تحطيم الصخر إلى جزئيات أصغر يسهل حملها بواسطة المياه .
دعملية الإذابة والتحليل : وتؤدي إلى إذابة أنواع معينة من الصخور مثل الصخور الجيرية مما يؤدي إلى تكوين أودية عميقة واسعة من تلك التي تجري في صخور نارية أو رملية .
 4  2  1  1  دورة التعرية النهرية : Fluvial Cycle of Erosion 
لا يمكن دراسة التعرية النهرية وما يرتبط بها من ظواهر تضاريسية كنتاج لها ، إلا من خلال تطبيق أو دراسة دورة التعرية النهرية وتتكون هذه الدورة من ثلاث مراحل الشباب ، النضج ، الشيخوخة } أنظر الشكل (10) { .
أمرحلة الشباب :
في هذه المرحلة يتميز الوادي النهري بالآتي :
iقصر الروافد .
iiيسود النحت لأسفل .
iiiيكون المجري النهري مستقيما نسبيا ، ولكن قد تتداخل الألسنة فوق بعضها البعض .
ivقد يكون القطاع الطولي للمجري عديم الانتظام لدرجة كبيرة .
vتكثر الجنادل والشلالات .
vi تضيق الأودية النهرية ، وتشد عمقا إذ يشبه شكل الواحد منها الحرف v ) لشدة انحدار المجري .
viiيغطي مجري النهر مجمل قاع الوادي وفي هذه المرحلة يعظم النحت الرأسي للأنهار علي النحت الجانبي وتنشأ عدة ظواهر تضاريسية ترتبط بهذه المرحلة وتتمثل في :
iالخوانق : وتتميز بانحدار شديد في الجوانب ، ويتغلب النحت الرأسي علي النحت الجانبي وعلي الأخص في الصخور الصلبة .
iiالحفر الوعائية : وهي عبارة عن منخفضات مستديرة الشكل توجد في قاع النهر .
iiiالمنعطفات : وتتكون في هذه المرحلة عندما يكون النحت الرأسي عاملا علي تعميق الوادي بشدة ويتفادي النهر في جريانه العطيات الصخرية الصلبة التي تعوقه ، فيتثنى ويتلوى من حولها مكونا الثنيات النهرية river meanders  .
ivالجنادل : تنشأ نتيجة الاختلاف في طبيعة الصخور التي يتركب منها قاع المجري النهـري ، كما هو موجود في نهر النيل كجنادل السبلوقة .
vالمساقط المائية أو الشلالات : وتنشأ لعدة أسباب } راجع جودة : 1979 {
بمرحلة النضج :
ما يميز الوادي النهري في هذه المرحلة ما يلي :
iيقل النحت لأسفل ويسود النحت الجانبي .
iiيتثنى مجري النهر ويكون أكثر طولا ، وذلك لعمليات النحت التراجعي للروافد باتجاه المنابع .
iiiيكون القطاع الطولي منحني منتظما .
ivلا توجد جنادل وشلالات .
vيكون قاع الوادي أكثر أتساعا من مجري النهر ، ويصبح شكل الوادي شبيها الحرف u .
viيبدأ السهل الفيضي في التكوين علي امتداد الوادي فوق جانب واحد أو علي جانبي النهر .
وأما الظاهرات التضاريسية المثالية لوادي النهر في هذه المرحلة التي توجد في المجري الأوسط الذي يعرف بالوادي تتمثل في :- اتساع الوادي النهري لازدياد قوة النحت الجانبي ، ويقل الانحدار فتتناقص سرعة التيار ، ويزداد وضوح منعطفات الشباب فتبرز الضفاف المقعرة مكونة الجروف النهرية river cliffs بينما تنحدر الضفاف المحدبة انحدارا هيناً مكونة السفوح الرسوبية .
جمرحلة الشيخوخة :
عندما تصل الأنهار إلى مرحلة الشيخوخة تكون قد تمكنت من نحت معظم المناطق المرتفعة التي تفصل بين الأودية النهرية ، وحولت المنطقة المرتفعة كلها إلى منطقة منبسطة تعرف بالسهل التحاتي الذي يعني منطقة منبسطة ناتجة عن عمليات النحت النهري لكل المناطق المرتفعة . إلا أن بعض التلال المنعزلة التي تمثل مناطق ذات صخور صلبة شديدة المقاومة لعمليات التعرية تبقي موجودة في بعض المناطق ولعل أهم ما يميز النهر في هذه المرحلة أنه يجري بطيئا مترنحا في سلسلة من الثنيات فوق وادي عريض تحف به حافات صخرية منخفضة ،حيث يصبح الإرساب هو الأكثر أهمية ويتوقف النحت الرأسي باستثناء عملية شق المجري خلال السهل الفيضي .
و من أهم الظاهرات التي تتسم بها هذه المرحلة وتوجد في المجري الأدني للنهر :
iالسهل الفيضي : flood plain وهو سهل يحيط بالنهر ، ويتكون من المترسبات التي رسبها النهر وبصفة عامة يمر تكوين السهل الفيضي بعدة أحوال ، كما يضم الكثير من الأشكال التضاريسية }أنظر الرديسي : 1997 { .
iiالبحيرات المتقطعة : ox bow lakes ويمر تكوينها بعدة مراحل حيث يتكون أولا عنق الثنية ، وثانيا الثنية المقطوعة ، وأخيرا البحيرة المتقطعة التي تقطع من مجري النهر .
iiiالجسور الطبيعية واطماء المجري : وتتكون نتيجة للإرساب المثالي من الفيضانات المتتابعـة حيث يؤدي هذا في النهاية ونتيجة لرفع قاع المجري  خاصة في زمن التحاريق  إلى رفع منسوب النهر فوق مستوي سهله الفيضي .
دالدالات البحرية :
وتعد من أهم الأشكال الأرضية الناتجة عن إرساب الأنهار لما تحمله من حصى ورمال وغرين عند مصباتها في البحار والمحيطات لمعظم الأنهار الرئيسة في العالم وتوجد الكثير من الأشكال الدلتاوية ؛ منها ما يشبه القوس أو الأصبع .  
ويمكن تمييز الوادي النهري في مرحلة الشيخوخة بالآتي :
iتسود التعرية الجانبية وترسب نقاط الحاجز point bar .
iiيتثنى المجري ويكّون انحدرا قليلا .
iiiتكثر فيه البحيرات المتقطعة ، أو الهلالية والثنيات .
ivيكون قاع المجري واسعاً جداً .
vتوجد التروس الطبيعية علي امتداد معظم مجري النهر .

شكل رقم ( 10) دورة التعرية النهرية

المصدر  :  Thompson  1986

تدريب:

1- قارن بين خصائص المجاري المائية في كل مرحلة من مراحل دورة التعرية .
2- صغ بأسلوبك الخاص ما تعنيه كل من المفاهيم التالي :
الخوانق  النحت التراجعي للأنهار  السهل التحاتي  الحفر الوعائية  السهل
الفيضي .
3- قارن بين العمليات الجيومورفولوجية التي تؤدي إلى تعميق المجاري المائية بتلك التي تؤدي إلى توسيعها .
4- ( بالرغم من المردودات الإيجابية الكثيرة للسد العالي في مجالات توليد الطاقة الكهربائية وري أراضي جديدة ، فقد كانت له تأثيرات سالبة علي نمو دلتا نهر النيل ناقش .


    • نشاط :

1- من الشكل (11) حدد الجزء الرئيسي من النهر الذي يقع في الحوض الأعلى .
ماذا تستدل من تقارب خطوط الكنتور في ذلك الجزء ؟
2- مستعينا بخطوط الكنتور أرسم مراحل دورة التعرية النهرية .
3- من خلال دراستك السابقة لمقرر علم الجيومورفولوجيا تعرفت علي الدلتاوات من حيث المفهوم والنشأة والأنواع المخصصة لها ، ومراحل تكوينها مستعينا بخطوط الكنتور أرسم المراحل التي تكوّن الدلتا مع توضيح ما يحدث في كل مرحلة بالتفصيل .


شكل ر قم (11) دورة تعرية نهرية لأحد الأنهار 

 4   3  التعرية الهوائية :
تشكل التعرية الهوائية الظواهر التضاريسية في البيئات الجافة وتنحصر التعرية الهوائية في عمليات النحت ، والنقل ، والارساب ، حيث ترتبط بها الكثير من مظاهر السطح .
ويتوقف فعل الرياح كعامل نحت علي سرعتها وقوتها وطبيعية هبوبها ، وعل مقدار ما تحمله من رمال ، ثم علي طبيعة الصخر الذي تؤثر فيه إن كان لينا هشا أو صلبا مندمجا ومن مظاهر النحت بواسطة الرياح :
أبري الصخور وصقلها ، وتكوين الحصى ذو الأوجه المصقولة ، أو ما يعرف بالوجه  ريحيات ventijacts .
بتكوين الحفر ، والثقوب ، والكهوف في الصحاري ، والموائد الصحراوية .
جتكوين الجبال الجزيرية ، والشواهد الصحراوية ، وتضاريس الياردانج ، والمنخفضات الصحراوية .    
وأما أهم الأشكال الأرضية الناتجة عن عمليات النقل بواسطة الرياح هي :
أالصحاري الصخرية : وتسمي صحراء الحمادة وهى هضاب صخرية اكتسحت الرياح كل المواد والمفتتات الصخرية من علي سطحها ، وتركتها عارية .
بالصحاري الحصوية : ويعرف هذا النوع من الصحاري بالرق ، ويتكون سطحها من الحصى والجلاميد التي تكون الرياح قد حملت عنها كل ذرات الرمال الدقيقة ، ولم تبق إلا الحصى والحجارة التي لم تقوي علي حملها .
جالصحاري الرملية : وتعرف بصحاري العرق ، وتبدو في هيئة سهل عظيم من الرمال المموجة التي ارسبتها الرياح حين ضعفت .
ويؤدي الارساب بواسطة الرياح لتكوين الكثير من الأشكال التضاريسية مثل :
أتكوينات الكثبان الرملية : والتي تضم الأنواع الفرعية مثل الكثبان الهلالية ، والكثبان الطولية أو السيوف الرملية ، والكثبان العرضية .
بارسابات اللوس .
جتكوين مسطحات الرمال الهوائية المستوية ، والألسنة الرملية ، والربوات الرملية النباتية ، والتموجات الرملية الصغيرة .
 4 - 3  1  دورة التعرية الهوائية :
يلخص هامبلين وهوارد HAMBLIN & HOWARD ) دورة التعرية في الأقاليم الجافة في ثلاث مراحل :
أمرحلة الشباب :
في هذه المرحلة تتمثل الخصائص الآتية لدورة التعرية في المناطق الجافة ذات الطبيعة الجبلية الانكسارية :
iتحدث معظم ظواهر الارتفاع في المرحلة الابتدائية نتيجة لالتواء أو انكسار الكتل عبر مراحل متعاقبة 
iiتبني الدلتاوات المروحية للخارج من مقدمة الجبل ، وتصبح الأحواض أو المنخفضات ممتلئة بمفتتات التعرية .
iiiقد تتكون البحيرات المؤقية والضحلة البلايس playas ) في الجزء المركزي من الحوض .
بمرحلة النضج :
وتتميز هذه المرحلة بالآتي :
iتقطع الكتلة الجبلية إلى مجموعة معقدة من الخوانق ، وخطوط تقسيم المياه والقمم وتتراجع مقدمة الجبل من موضعها الأصلي .
iiتتطور البيدمونت علي امتداد مقدمة الجبل ، وتعمل التعرية المائية علي تآكل الكتلة الجبلية .
iiiتتناقص وتضمحل التضاريس المحلية .
جمرحلة الشيخوخة :
تتميز هذه المرحلة بما يلي :
iالملء المستمر للأحواض الجبلية الداخلية بواسطة المفتتات .
iiيحل البيدمونت محل معظم الكتلة الجبلية ، عندما تصبح بصغر حجم الجبال ويقل ارتفاعها .
iiiفي المرحلة الأخيرة تبقي بقايا صغيرة تشبه الجزر ، وتعرف بالجبال المنعزلة inselbergs  ، وفي الغالب تغطي معظم المنطقة بالمفتتات .
وبصورة عامة تعكس المراحل الثلاثة هذه فعل الرياح فقط من نحت ونقل وإرساب ، وإن كان المثال يقتصر علي بيئة جبلية فقط .
 4 - 4  التعرية الجليدية :
يغير فعل الجليد في مظاهر المناطق التي يغطيها ويتحرك فوقها ، فتتعرض المناطق الجبلية لنحته والسهول لارسابه  وتسمي كتل الجليد التي تغطي مساحات واسعة بالغطاءات الجليدية ، كما تعرف الكتل التي تشغل الأودية الجبلية باسم الأودية الجبلية أو الثلاجات الجبلية هذا وتتميز كتل الجليد بعدة ظاهرات تضم :
أالهوة الجليدية : وهي ثغرة تفصل ين حقل الجليد ، وبين حوائط الجليد التي تغطي القمم المحيطة .
بالهوة الهامشية : وهي أشبه بثغرة ، أو فجوة تقع بين واجهة الصخر خلف الحلبة الجليدية ، وحقل الجليد أو الثلاجة الجليدية .
جظواهر الشقوق والتورق : وتساهم عملية النحت بفعل الجليد في تشكيل سطـح الأرض ، وهي المسئولة عن تكوين ظاهرات كثيرة أهمها الأودية الجليدية ، الأودية المعلقة ، الحلبات الجليدية ، الحافات الجليدية والقمم الهرمية .
وتتمثل مظاهر الارساب الجليدي في الركامات بأنواعها ، وفي الصخور الضآلة ، والصلصال الجيلاميدي ، ثم الكثبان الجليدية بمختلف أشكالها ، إضافة للإسكر eskar وهي عبارة عن حافات وربوات تتكون من الرمال والحصى الجليدي ، ويمكن تقسيمها إلى مجموعتين هما الأوقر والكام .} الشكل 12 { . 

شكل ر قم ( 12) مراحل التعرية الهوائية


المصدر  هامبلين وهوارد /Hamblin & Howard   بدون تاريخ
 4 - 5  المياه الباطنية :
تتعدد مصادر الماء الباطني ، حيث يوجد ما يعرف بالماء المتبقي أو الحبيس connate water   ، والماء الصهارى المنشأ والذي يتجمع في نطاق التشبع بفعل الموصلة الهايدروليكية أو قابلية الصخر للنفاذية والذي يتأثر بدوره بامتصاص ونقل الماء بواسطة فرجات الصخر ويعتمد حدوث الماء الجوفي أساسا علي العوامل الجيولوجية خاصة تلك العوامل المرتبطة بتبدل الطبقات المنفذة وغير المنفذة في البيئة الصخرية المقعرة .
ويظهر دور الماء الباطني في المناطق الجليدية الرطبة ، التي تنتشر فيها الصخور الكلسية ، وتسمي الأشكال الأرضية الناتجة عن تأثير المياه الجوفية بطبوغرافية الكارست karst topgraph في البيئات المطرية ، حيث ترتبط هذه الأشكال بما ينشأ من عمليات الأذابة من توسيع للشقوق والفواصل والكسور ، ومن أهم ظاهرات الكارست الأسطح الجيرية المضرسة ، والبالوعات ، والكهوف ، والمجاري المائية الباطنية ، والأودية الجافة } الشكل 13- A { .
 4- 5  1  دورة تعرية المياه الباطنية :
لقد حدد كل من هامبلين وهوارد مراحل دورة التعرية للمياه الباطنية ، وقاما بتقسيم هذه الدورة إلى ثلاث مراحل الشباب ، النضج والشيخوخة ؛ وتتميز كل مرحلة بعدة خصائص وصفات :
أمرحلة الشباب :
              أهم صفات هذه المرحلة تتمثل في :
                            iأن الأسطح الرئيسة تكون مستوية ومسطحة تقريبا .
                            iiتكثر البالوعات ، وتكون أكثر وفرة واكبر حجما } الشكل 13  B }.
بمرحلة النضج :
                            في هذه المرحلة تتمثل الخصائص الآتية :
iتنتشر وتتوحد البالوعات الفردية مكونة ؛ أودية كبيرة ذات مخارج متفرعة غير منتظمة .
                                          iiيزول معظم السطح الأصلي ، وتوجد الكثير من الأنهار والينابيع المختفية .
iiiيتحقق أعلي ارتفاع للقمم ، ومن النادر أن يتعدى الفرق في الارتفاع بين مستوي السطح والقمم أكثر من 100 قدم } الشكل 13 - C } .
جمرحلة الشيخوخة :
                            تتميز هذه المرحلة بلآتي :
iيؤدي النشاط بواسطة التحليل إلى خفض المنطقة علي أساس وحدة الجحر الجيري .
iiتقل التلال في عددها ، وتتوزع بشكل واسع ، وفي العادة تتحول إلى الشكل المخروطي .
iiiتتميز الطبوغرافيا والتضاريس بالتصريف التحت سطحي ، وتقل الأفرع ، وتتميز بالقصر .
ivيفتقر الإقليم في مجمله إلى نظام تصريف سطحي متكامل بصورة جيدة ، إلا أنه تظهر فجاءة عدد من الأنهار الصغيرة في الوديان المقفولة ، وتتدفق لمسافات قصيرة ، ومن ثم تختفي أسفل السطح الشكل 1 D } . 


شكل رقم (13)  دورة تعرية المياه الباطنية 

المصدر  هامبلين وهوارد /Hamblin & Howard   بدون تاريخ

 4 - 6  التعرية البحرية :
                هنالك العديد من الأشكال التضاريسية المرتبطة بفعل التعرية البحرية ، وتعرف بظواهر الساحل ، ويعني الساحل اتصال اليابس بالبحر ويشمل الشاطئ المساحة الواقعة بين حضيض الجروف البحرية  وهي الحوائط المشرفة علي البحر وأما إذا كان السهل خاليا من الجروف فإن تعبير الشاطئ يطلق علي المساحة بين أعلي حد تصله أمواج العواصف ، وبين أدني منسوب تصله مياه الجزر } جودة : 1979 { .
             تتكون مظاهر النحت البحري من الجروف cliffs ، والكهوف والأقواس ، والمسلات البحرية ، والرصيف النهري التحاتي wave cut platfoim وأما مظاهر الارساب فتتمثل في السواحل والشواطئ ، والتي تتشكل بظاهرات مورفولوجية متنوعة نتيجة لهذا الارساب ، وتتضمن هذه المظاهر البلاجات وحافاته الحصوية beach ridges ، والحواجز والألسنة الارسـابية depoition boe & spit .
 4 - 6  1  السواحل وأنواعها :
             لقد أشار ديوري } DURY : 1967 { إلى أن الإزاحة الواسعة لخط الساحل الظاهر تؤدي إلى دورة جديدة من تعرية خط الساحل ، فوق المنحدر ، أو قاع البحر المواجه وعلي ذلك صنّف خطوط الساحل إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
                                          أخطوط الساحل الغاطسة submergence .
                                          بخطوط السواحل البارزة shorelres of emesence .
جخطوط السواحل المحايدة neutral shorelires والتي تضم الدلتاوات  البراكين  الانكسارات .
دخطوط السواحل المركبة compound shorelines وتسود علي الطبيعة .
                            ولكن هامبلين وهوارد قد أشارا إلى التصنيف الآتي :
1- السواحل الابتدائية :
                            ويشكل خط الساحل بفعل عوامل التعرية الأرضية والارساب ، أو بالتشكيل البنيوي .
2- السواحل الثانوية :
                            ويٌشكل خط الساحل نتيجة للعوامل البحرية ، أو للكائنات البحرية وتضم سواحل التعرية بفعل الأمواج ، وسواحل الارساب البحري ، والسواحل التي تنتج من فعل البنـاء بواسـطة الكائنـات } الشكل 14 { .
شكل رقم (14) أنواع خطوط السواحل

المصدر  هامبلين وهوارد /Hamblin & Howard   بدون تاريخ
    • تدريب:

                                          1- أكتب بأسلوبك الخاص ما تعنيه كل من المفاهيم الآتية :
                                          طبوغرافية الكارست  البيدمونت  صحاري العرق  صحاري الحمادة .
                                          2- ما هي الأشكال الأرضية الناتجة عن التعرية الهوائية ؟
                                          3- أذكر أسماء ثلاثة مناطق توجد بها تربة اللوس .
                                          4- تناول بإيجاز مظاهر النحت والارساب البحري .
                                          5- صنّف هامبلين وهوارد السواحل إلى قسمين ما هما ؟
                                          6- اكتب بإيجاز عن التعرية الجليدية .
7- أشرح الدورة التضاريسية للتعرية بواسطة فعل المياه   الباطنية كما أوردها
كل من هاملبين وهوارد .

    • نشاط :

                                          مستعينا بخطوط الكنتور أرسم كل من مما يلي 
                                                        أأنواع خطوط السواحل .
                                                        بمراحل التعرية الهوائية .
                                                        جمراحل التعرية في مناطق الكارست .

 5  الرتب التضاريسية :
               استعرضنا في الفصل السابق الأشكال التضاريسية الرئيسة ، والأسباب المسئولة عن وجـودها  سواء أكانت عوامل باطنية أو خارجية ولتفصيل أكثر وفهم لتفسير الظواهر التضاريسية من الخرائط الطبوغرافية ، بذلت عدة محاولات كان من ضمنها محاولات فون إنقلـن } VON ENGLEN : 1924 { .
 5  1  تفسير فون إنقلن للظواهر التضاريسية :
             وضع فون إنقلن أسساً لتفسير الظواهر الطبيعية ، حيث قام بتقسيم هذه الظواهر إلى عدة رتب :

1- تضاريس الرتبة الأولي :
            وهى ليست بذات أهمية لمفسر الخرائط ، ويجوز تفسيرها إذا أريد معرفة حدود امتداد مواقعها علي الطبيعة وتحوي هذه الرتبة العديد من تضاريس المرتبـة الثانيـة السهل الفيضى للمسيسبي أو السهل الساحلي للأطلنطي مثلا ) .
2- تضاريس الرتبة الثانية :
          تعتبر ذات أهمية في التفسير ، إلا أن كل ظواهر هذه الرتبة لم يتم تحديد مواقعها ومجموعتها بشكل كامل لذا يجب فقط التعرف علي العمليات الجيولوجية التي كونتها والخصائص العامة لها وهذا يعتبر نقطة البدء للاستقراء والاستدلال واستخلاص النتائج .
3- تضاريس الرتبة الثالثة :
          إن التعرف علي تضاريس هذه الرتبة بخصائصها وأسبابها تمثل الأسس الحقيقية للتفسير ، لأنها تمثل التضاريس الحقيقية التي تكون السطح الذي يظهر في الخرائط ، ومن أمثلة تضاريس هذه الرتبة المراوح النهرية  السهول الفيضية الصغيرة  البروزات الصخرية  الايكسر الجليدي .
            وتتضمن الأشكال التضاريسية land forms بمعناها الواسع شكل الأرض أي طبوغرافيتها ، وبهذا الفهم الواسع يكون لها قيمة قليلة في التفسير ولكن إذا كانت للظاهرة التضاريسية المفردة مظاهر خاصة ، أو شكل موجي يكشف عن معلومات محددة عن تكوينها ونسيجها ، فإن ذلك يكون ذا أهمية في التفسير لذا يستخدم مصطلح وحدة تضاريسية وحسب التعريف هي :
                           
                              ظاهرة تضاريسية تتكون في العادة من الرتبة الثالثة ، أوجدتها العمليات الطبيعية  بطريقة  بحيث يمكن وصفها ومعرفتها في إطار ظواهر مماثلة حيثما توجد ، والتي عندما  يتم التعرف عليها تتوفر معلومات كافية تختص بتركيبها أو تكوينها ونسيجها أو توافقها .

           ولهذا أشار فون إنقلن إلى تصنيف الوحدات الجيومورفولوجية ، وأعتبر أن كل وحدة جيومورفولوجية ظاهرة تضاريسية من الرتبة الثالثة ، وتنتج إما من العوامل الباطنية أو الظاهرية ، ولها بنية متسقة تعمل علي فوقها العمليات السطحية والتحت سطحية ، لتنتج تضاريس الرتبة الثالثة بنمط يمكن التنبؤ به .
                            اتبع فون إنقلن في تصنيفه للوحدات الجيومورفولجية خمس مجموعات هي :
المجموعة الأولي : وتمثل البيئات البسيطة  المتكونة من المترسبات غير المتماسكة مثل المناطق الساحلية  التندرا  المناطق الجليدية والنهرية والدلتاوية  السهول الواقعة في سفوح الجبال البيدمونت  مناطق صحراء العرق .
المجموعة الثانية : وتتمثل في البيئات البسيطة والصخور الملتحمة مثل السهول الداخلية  الأحواض المفتوحة ذات الانحدارات المندفعة نحو المركن  المخاريط البركانية .
المجموعة الثالثة : وهي بيئات بسيطة تتكون من صخور متلاحمة ، لها تكوين الحجر الجيري مثل الوحدات التضاريسية  الجزر المرجانية .
المجموعة الرابعة : وتضم البيئات الالتوائية  والانكسارية ، المتكونة من صخور متلاحمة ذات منشأ رسوبي مثل المرتفعات القبابية  الجبال الالتوائية  الجبال ذات الكتل الانكسارية .
المجموعة الخامسة : وتمثل البيئات المشوه والكتل القاسية القديمة المتكونة من الصخور النارية والمتحولة ، وتوجد كسهول وهضاب وجبال ، ولها تواريخ تعرية طويلة مثل الكتل النارية القديمة  الثلاجات الجليدية القارية  السهول التحاتية .
                            لقد نوقش تصنيف فون إنقلن ، ووجد أن التصنيف إلى الرتبة الثالثة ليس كافيا للتفسير العملي ، لذا أقترح إضافة رتبة رابعة لهذا التصنيف بغرض التعبير بصورة واضحة عند تفسير الظواهر التضاريسية .

    • تدريب : 
                                         
                                          1- عرف كلاً مما يأتي :
                                          الإقليم  البيئات البسيطة  الهضاب البنيوية  السهول التحاتية .
                                          2- بشيء من الإيجاز ناقش تصنيف فون إنقلن للوحدات الجيومورفولوجية . 


الفصل الثالث

الصخور وأنوعها

أهداف الفصل :

                            بعد الانتهاء من هذا الفصل يتوقع من الطالب أن يكون ملما بالآتي :
                                          1- العمليات الطبيعية المسئولة عن تكوين مواد الأرض .
                                          2- مفهوم وماهية الصخور .
                                          3- أنواع الصخور .
                                          4- الأشكال التضاريسية التي ينتجها كل نوع من أنواع الصخور .


 1  مدخل :
                            يتكون سطح الأرض من مواد متماسكة وغير متماسكة وشبه متماسكة هذه المواد هي نتاج لفعل العمليات الطبيعية والمتمثلة في :
                                          أإجهاد وانفعال الكتل .
                                          بالتغيرات في علاقات الضغط ، درجات الحرارة ، الحجم .
                                          جعمليات التجوية .
                                          دعمليات التعرية .
                                          هـالعمليات الكيميائية الخاصة .
                                          والعمليات الحياتية } لمزيد من التفاصيل أنظر LUEDER : 1959 { 
والصخور عبارة عن :                             
                               مركب كيميائي ينشأ عن اندماج مجموعة من المعادن ، وقد يظل ثابتا وقد يتغير . 

 2  أنواع الصخور :
                            تنقسم الصخور إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي :
 2  1  الصخور النارية Igneous Rocks

                            وهي  الصخور :


                                          التي تخرج علي شكل مادة منصهرة من جوف الأرض وتعرف بالماجما ثم تتحجر بعد أن تصل سطح الأرض  وتسمي الصخور التي تتحجر فوق سطح الأرض ، أو بالقرب منها ، بالصخور البركانية والتي تقسم إلى صخور طفحية وصخور فورانيةeffalate & effasive rocks  ، وقد تتصلب الماجما في الأرض ، وتسمي في هذه الحالة بالصخور الجوفية .

تتشكل الصخور النارية من ثمانية عناصر كيميائية الأكسجين  السليكون  الألمونيوم  الحديد  الكالسيوم  الصوديوم  البوتاسيوم  الماغنسيوم وتمثل حوالي 99% من وزنها وتتكون من ستة معادن تمثل أكثر من 95% من حجمها ، والمعادن هي الفلسبار  البيروكسيت  الأمفيبول  الكوارتز المايكا ) . ويمكن التعرف علي التكوين المعدني للصخور علي حسب ألوانها ، وذلك حسبما تتكون به الماجما من المركبات الكيميائية ؛ فالماجما الغنية بالحديد والماغنسيوم والكالسيوم والتي تسمي بالمافية ، وتنتج كميات كبيرة من الأولفيت  البايروكسيت  الأمفيبولات  بلاجيوبلاس الكالسيوم يكون لونها داكن بسب وفرة معادن الفيروماغنسيوم وأما الماجما الغنية بالألمونيوم والتي تعرف بالسليكا ، تنتج صخور ذات ألوانا خفيفة مثل الكوارتز  فلسبار البوتاسيوم  بلاجيوكلاس الصوديوم .
وإلى جانب اللون يمكن استخدام النسيج texture ) كدليل آخر لتصنيف الصخور النارية وللتعرف عليها ويعرف النسيج بأنه :

الحجم والشكل والعلاقات الحدودية بين المعادن المتجاورة في الكتلة الصخرية

وفي معظم الصخور النارية نجد نمطا عاما من البلورات المتشابكة ، وتتضح في الصخور التي تحتوي علي بلورات كبيرة ويمكن تقسيم نسيج الصخور النارية تقسيما فرعيا إلى الأنواع الآتية : 

أالنسيج الفانيراتي Phaneritic    
يمثل هذا النوع البلورات المفردة كبيرة الحجم للحد البعيد ، والتي يمكن رؤيتها بالعين المجـردة .
بالنسيج البروفايراتي prophyritic
وله شكلان مختلفان من البلورات كبيرة الحجم ، والتي تري بالعين المجردة .
جالنسيج الأفانتي Aphanitic
في هذا النسيج توجد البلورات المفردة صغيرة جدا ، والتي تتم رؤيتها باستخدام المايكروسكوب وتظهر صخور هذا النوع ككتل وعديمة البنية ، ولكنها تحوي بلورات صغيرة مترابطة وإلى جانب هذه الأنواع يوجد ما يسمي بالنسيج الزجاجي ، والمتفرق .
ويمكن تقسيم الصخور النارية إلى أربعة مجموعات علي حسب نسبة أكسيد السليكون الموجودة بها :
1- مجموعة الصخور الحامضية :
تحتوي علي نسبة تتراوح بين 65% - 75% من أكسيد السليكون ، ومن أمثلتها الصخور الجرانيتية  الكوارتز  البيجمايت .
2- مجموعة الصخور النارية الوسيطة :
تحتوي علي نسبة تتراوح بين 55% - 65% من أكسيد السليكون ، ومن أمثلتها الديورايت  الانديزيت  بودفيريت .
3- مجموعة الصخور القاعدية :
تحتوي علي نسبة تتراوح بين 45% - 55% من أكسيد السليكون ، ومن أمثلتها البازلت  الايابان  الجابرو .
4- مجموعة الصخور فوق القاعدية :
تحتوي علي نسبة أقل من 45% من أكسيد السليكون ، ومن أمثلتها البيديروتيت  الديونيت .
وتتميز الصخور النارية بصفة عامة بالقساوة ، وتقاوم عمليات التجوية ، كما في كتل الجرانيت في بقاع كثيرة من العالم .
 2  1  1  تضاريس الصخور النارية :
تنتج الصخور النارية ظواهر تضاريسية متميزة توضحها الخرائط ، ويمكن الاستدلال عليها من منطلق أشكالها المميزة لها ويظهر الشكل { 15 } العلاقة المحتملة بين الصخر الناري والسطح وتظهر معظم الانبثاقات علي الخرائط في أشكال دائرية تقريبا أو بيضاوية .


شكل رقم (15) العلاقة المحتملة بين الصخر الناري والسطح

المصدر  ديوري /Dury   1967
ويمكن أن نميز بين التضاريس الناتجة عن الصخور النارية علي النحو التالي :
1- إذا انبثقت الصخور النارية فوق الصخور الرسوبية التي تكون فيها اتجاهات الارتفاع خطية فقد تعطي بروزا لمناطق النمط العام للتضاريس وقد ينعكس الشكل القبابي لأنواع من الصخور النارية في الارتفاع العام للسطح كما لو كانت الصخور النارية أكثر مقاومة ، وقد أنكشف سطحها بواسطة التعرية .
2- عندما تتكون الصخور من الجرانيت ، قد تتأثر تفاصيل السطح بتكوين المفاصـل ، وقد تتكون كتل من الجرانيت المتجوي من مفاصل في شكل نتوءات صخرية فوق الأجـزاء المرتفعة من الاسترسابات .
3- قد يكون الصهير الصخري المتماسك في فوهات البراكين القديمة في الغالب أكثر مقاومة من رماد المخاريط والصخور المحيطة ، وقد يزال كليهما بواسطة التعرية ليتركا العنق البركاني كظاهرة واضحة في تضاريس المنطقة .
4- تشكل الصخور البركانية  ما عدا التي انكشفت من أسفل المترسبات العظيمة السمك  تضاريسيا متميزة ، وتتباين البراكين نفسها من المخاريط ذات الانحدار الطفيف إلى مخاريط الرماد البركاني واللافا المركبة .
 2  2  الصخور الرسوبية :
وهي الصخور التي تكونت نتيجة تعرض الرواسب التي ألقتها الأنهار في البحار والمحيطات لضغوط شديدة .
تتكون معظم الصخور الرسوبية من أربعة مكونات فقط الكوارتز  الكالسيت  الطين  قطع الصخر ) . ويعتبر النسيج أيضا مهماً في تفسير الصخور الرسوبية ، لأنه يوفر دلائل هامة تخص مسافة النقل ، وبيئات الترسيب ويوجد نوعان من الأنسجة هما :
أالنسيج الكلاستي :
ويعتبر حجم الحبيبات المعيار الأساسي عندما يراد تصنيف هذا النسيج ، حيث يتراوح حجم الجسيمات الكلاسية من الجلاميد إلى الغبار الدقيق .
بالنسيج الكريستالي :
وفيه نجد المعادن التي تم ترسيبها من مياه البحر أو البحيرات ، والتي تعمل علي تطوير نسيج يتكون من شبكة من البلورات المتلاصقة ذات المعدن الوحيد .
يمكن تقسيم الصخور الرسوبية بناءا علي أصل نشأتها إلى الأقسام الآتية :
1- صخور رسوبية كلاستية أو ميكانيكية :
وهذه نشأت نتيجة لتحطيم الصخور الأصلية ميكانيكيا ، ومن أهمها الصخور الرملية  صخور الأركون  اللويس  صخور الطفل .
2- صخور رسوبية كيميائية :
وهذا النوع نشأ من ترسيب المواد التي تحويها المحاليل عندما ترفع درجات الحرارة تركيزها ، ومن أمثلتها الحجر الجيري بأنواعه المختلفة  الدولوميت التي تعرف بالصخور الكربونية .
3- صخور رسوبية عضوية :
وتنشأ من تراكم هياكل الأعضاء الحيوانية والنباتية ، وتضم الاويركا  السينيت السلكـي .
 2  2  1  تضاريس الصخور الرسوبية :       
تتميز غالبية الصخور الرسوبية بأنها إما منفذة للماء ، أو غير منفذة للماء ، مما ينعكس ذلك علي الظواهر التضاريسية المختلفة في الخرائط وتسمي الصخور بأنها ذات نفاذية عندما يكون هنالك القليل من الماء السطحي ، وقد تعزي هذه النفاذية إلى عدد من العوامل مثل المسامية كما في الحجر الرملي ، وإلى القابلية للذوبان كما في الحجر الجيري ، وإلى المدي الذي تٌكسي فيه الصخور بمعظم المفاصل والانفلاقات .
يعتبر الحجر الجيري واحدا من أهم الصخور الرسوبية التي تؤدي إلى الكثير من المظاهر التضاريسية التي تميز هذا النوع من الصخور } أنظر القسم الخاص بالتعرية واسطة الماء الباطني { .
ومن الصخور الرسوبية أيضا صخور الحجر الرملي ؛ وهى ذات أنواع كثيرة ، فإذا كانت متلاحمة ومتماسكة بضعف بحيث تعتبر منفذة من وقت لآخر يمكن رؤية الوديان الجافة فوق الخرائط أما إذا كانت متلاحمة الجزئيات فإنها تنتج صخورا مقاومة للتعرية ، وتتميز بالآتي :
أتكون أقل نفاذية للماء ، ويري علي سطحها بعض أنواع التصريف .
بنقاط التلاحم يمكن أن تتحكم في اتجاه التصريف .
جقلة وجود الجير ، تؤدي إلى وجود الترب الحمضية ، والمراعي ذات النباتات المبعثرة أو غير منتظمة التوزيع .
وأما إذا كانت غير متماسكة فإنها تنتج صخوراً سهلة التعرية ، وتتميز بما يلي :
أيكون نظام التصريف أقل كثافة ، وحاداً بصورة واضحة ، ويكون جافاً في العادة ومصحوباً بنباتات طبيعية كثيفة نسبيا ، وتنمو علي امتداد الوادي .
بالسهول الفقيرة ذات النباتات الطبيعية وتحتل المناطق الرملية المنخفضة القيمة الزراعية .
جتكثر ظواهر الكثبان الرملية .
إضافة لما سبق ذكره ، توجد الصخور الطينية كأحد الصخور الرسوبية ، وهي صخور ضعيفة تتمزق بقوي التعرية والتجوية ، وتشكل ودياناً مفتوحة ويعتبر الطين عالي المسامية ولكنه غير منفذ للماء ، لذا تتطلب الترب الثقيلة التي تتطور فوق الصخر تصريفا بمواصفات تقنية عالية قبل توفر إمكانيات الزراعة ونتيجة لذلك سيتضمن دليل الخريطة مجاري مستقيمة ، ويدون التصريف الصناعي بواسطة خطوط زرقاء ضعيفة وتحتل الأنهار الرئيسية دوما المناطق الطينية وعلي هذا تتميز مناطق الصخور الطينية بالسطح المستوي ، والانحدارات الطفيفة المنتظمة المعنية بالتصريف السطحي ، وسهولة انجرافها ، وتنتج ودياناً طينية تحتلها توابع الأنهار ، كما تتميز بحسن استغلالها الزراعي .
3- 2  3  الصخور المتحولة :
يطلق مصطلح صخور متحولة علي الشظايا الصخرية ، والكتل الصخرية ، أو علي الترب وجزئيات الترب المتشقق من ذلك الأصل المتحول .
تنتج هذه الصخور من تحول كتل الصخور الأخرى بسبب التغيرات في الضغط ، ودرجة الحرارة ، والحجم والإجهاد والانفصال ، والعمليات الكيميائية الخاصة التي تؤثر علي تلك الكتل بحيث تغير في خصائصها ويوجد نوعان من التحول :
أالتحول الاحتكاكي :
وهو تحول حراري يحدث في العادة عندما تحتك الصخور الأصلية بمواد الصهر الصخري المتداخلة .
ب-التحول الإقليمي :
وينتج من الفعل المشترك لدرجات الحرارة المرتفعة ، والاجهادات وينتج في المناطق التي تعرضت لقوي إقليمية نشطة .
وللتعرف علي هذه الصخور يعتمد علي النسيج ، حيث نجد النسيج الورقي التورق joliation ) ، الذي يعتبر عنصرا واضحا في الصخور المتحولة ، وقد يعبر عنه بالتشققات المتلاصقة الأبعادstaty cleavage ، والتنظيم المتوازي للمعادن المسطحة ، أو بتبادل طبقات من التكوين المعدني المختلف gneissic layering . وإلى جانب هذا النوع قد يكون النسيج حزميا أو ليفيا .
ونظرا لتعقيد الصخور المتحولة فمن الصعب صياغة تصنيف مقنع ، يعتمد علي التكوين المعدني  أو طريقة النشأة ومن أكثر الطرق شيوعا وضعها في مجموعات طبقا للظواهر البنيوية ، مع تقسيم فرعي يعتمد علي التكوين وتبعا لهذا التصنيف يمكن تقسيم الصخور المتحولة إلى نوعين :
الصخور المتورقة ، والصخور غير المتورقة ، وبها يمكن التعرف علي عدد كبير من الصخور المتحولة طبقا للمعادن السائدة } أنظر الجدول { . 

جدول رقم (3) تصنيف الصخور المتحولة

         أسم الصخر
     التركيب التكوين )

         النسيج

الاردوان السليت  slate
      البيروكسيت
      الامفيبول
      الفلسبار
      الكوارتز
      المايكا
     الكلوريت

ناعم جدا

عديم الطبقات

متجه الحبيبات

الفايلايت          phyllite

ناعم

الشست           schist 

خشن

النيس              gneiss

خشن



غير المتورقة
          أسم الصخر
     التركيب التكوين

         النسيج

ميتاكونفلومريت
شظايا معاد تشكيلها من أي نوع من الصخر
خشن
الكوراتزايت
الكوارتز
خشن إلى ناعم
الرخام الماربل )
الكالسيت أو الدولوميت
ناعم

    • تدريب :

    1- عرف المفاهيم الجغرافية الآتية :
              الصخور الرسوبية  النسيج الأفانتي  الصخور النارية  التورق .
             2- لتفسير الصخور وأنواعها من علي الخرائط طرق خاصة أذكرها تفصيلا .
             3- تنتج الصخور النارية أشكالا تضاريسية عديدة ما هي ؟ وما هي خصائص كل شكل ؟
             4- عدد أنواع الصخور الرسوبية ، ثم مثل لمميزات كل نوع من هذه الأنواع علي حسبما يمكن تفسيره من الخرائط .
             5- كيف تميز بين الصخور النارية والصخور الرسوبية علي الخرائط ؟
             6- أذكر أهم العناصر الكيميائية ، والمكونات المعدنية للصخور بأنواعها الثلاثة .   

الفصل الرابع

تحليل الارتفاع Relief Analysis

أهداف الفصل :

يستهدف الفصل تحقيق الآتي :
1- توضيح مفهوم الارتفاعات .
2- معرفة بعض الطرق المستخدمة في تحليل الارتفاعات .

 1  مدخل :
أشرنا في الفصل الأول إلي طرق تمثيل الارتفاعات في الخرائط ، وفي الفصل الثاني تعرفت علي الأنواع الرئيسية لظواهر الارتفاعات الموجودة في البيئات الطبيعية المختلفة ، والعوامل المسئولة عن وجودها وسنتطرق في هذا الفصل لتحليل الارتفاعات ونود أن نشير إلى أن تحليل ظواهر الارتفاع يتم عن طريق تطبيق الطرق القياسية التي تستخدم التعابير الرياضية ، لأن التحليل يعد الركيزة الأساسية لإجراء التفسير علي ظواهر الارتفاع فالارتفاع يعني :  فروقات ارتفاع أعلي نقطة قياس اختيرت اعتباطيا    

4- 2 : التحليل المورفمتري morphometric Analysis
يعني تعبير مورفمتري " : قياس الشكل ويرمي هذا التحليل للكشف عن خصائص مختارة لشكل الأرض ، تمثلها الخريطة بكل دقة ووضوح وهذه الطرق المورفمترية تستخدم مختلف الطرق الكارتوغرافية ، والتخطيطية ، والمعلومات الإحصائية عن سطح الأرض ، والتي توفرها الخرائط الطبوغرافية ، أو التي قد تم قياسها في العمل الميداني .     
يعتبر رسم القطاعات من الخرائط الكنتورية } راجع الفصل الأول { ذو فائدة عظيمة ، إذ يساعد في رؤية الارتفاع ، وفي وصف وتوضيح الأشكال الأرضية وتوجد الكثير من أنواع الارتفاعات .
 3  الرسوم التخطيطية المجسمة Block Diagrams
ترسم هذه الرسوم المجسمة لتمثيل مظاهر سطح الأرض التضاريسية ، أو الجيومورفولوجية ، وتساعد في تفسير أشكال تلك التضاريس ، فهي تختص بتبيان ظاهرة طبوغرافية واحدة كظاهرة الارتفاع مثلاً وبشكل مبسط ، وفي الحقيقة فهي أشكال لنماذج الارتفاع أكثر من كونها صورة حقيقية من سطح الأرض .
تمكن الرسوم المجسمة من رؤية وإدراك الأقسام الجيولوجية والسطح ، وكذلك إبراز مراحل تطور المنظور الطبيعي وتوجد ثلاثة مجموعات من الرسوم التخطيطية المجسمة من أهمها :
 3  1  الرسوم التخطيطية المجسمة التحليلية لأشكال سطح الأرض :
وترسم بالعين المجردة ، أو بالاسترشاد بمعالم الأشكال الهندسية مثل الاسطوانة أو المخـروط ، وتستخدم كأساس  فالمخروط يمكن الاستفادة منه كأساس للبراكين ، المراوح والجبال بصفة عامة ، والاسطوانات يستفاد منها في رسم الجبال الالتوائيـة .
 4  بعض طرق تحليل الارتفاع :
توجد الكثير من الطرق لتحليل الارتفاعات من أهمها :
 4  1  طريقة الارتفاع النسبي Relative Relief Procedure
لعمل وتعين الارتفاع النسبي فلا بد من تتبع الخطوات الآتية :
أتحديد المنطقة المراد عمل خريطة الارتفاع النسبي لها .
بإنشاء شبكة من الخطوط المتقاطعة مربعات لتغطي كل المنطقة .
جتحديد أعلي و أدني ارتفاع في كل مربع ، وحساب الفرق بينهما فروقات الارتفاع تكون بين خطوط الكنتور ) .
ديمثل الفرق الارتفاع في مختلف أجزاء المنطقة .
هـاختيار فاصل ارتفاع مناسب ، وتظليل المربعات التي تقع في مدي الارتفاع المحدد بتظليل واحد ، وهكذا .
ووضع مفتاح التظليل أسفل الخريطة .   
ولتوضيح ما سبق نورد المثال الآتي :
    245    200    55                         140    55   30                      105    145    25
      205    150    60                          100    50   30                      105    100    30
      220    95     60                             90     35    25                130    60      35
      190    100    85                              65     45    25                        125    65     60 
     أعلي قيمة كنتورية                  أدني قيمة كنتورية           الفرق بين أعلي وأدني                                          قيمة كنتورية في كل مربع   

يلاحظ أن المناطق العليا من الخريطة تتميز بمدي أعظم من الارتفاع ، حيث ترتفع الأرض من الأراضي المنخفضة إلى المرتفعة .

 4  2  تحليل تكرارية الارتفاع Altimetric Freguency Analysis
تفيد هذه الطريقة في معرفة أسطح التعرية ، والمقارنة بينهما وتتلخـص هـذه الطريقـة في :
1- حساب تكرار حدوث الارتفاع فوق مستوي سطح البحر .
2- رسم هذه التكرارات عن طريق المدرج التكراري ، وفي بعض الأحيان تحسب فقط نقط المناسيب فوق مجمل الخريطة ، وفي أحوال أخري يمكن تغطية خريطة المنطقة المراد دراستها بشبكة من المربعات الصغيرة ، وملاحظة أعلي نقطة في كل مربع وكتابتها إما من نقط المناسيب الحقيقية ، أو بالتقدير من الخطوط الكنتورية إذا لم تقع نقط المناسيب في مربع محدد .
3- يحسب تكرار حدوث الارتفاع ، ومن ثم يرسم تخطيط هذه التكرارات فوق المقياس الرأسي مقابل الارتفاعات الحقيقية الممثلة فوق الأفقي .
 4  3  المنحنيات الهيبوسمترية Hyposmetric Curves
وتستخدم هذه الطريقة للإشارة لنسبة مساحة من السطح لمختلف الارتفاعات ونتبع في هذه الطريقة الخطوات الآتية :
1- نحسب مساحة المنطقة المراد دراستها ، والمساحة التي تقع بين خطوط الكنتور 100 قدم ، والمساحة الموجودة خلال خطوط الكنتور العليا ، وتتابع هذه المساحات حتى أعلي نقطة .
2- نختار مقياس أفقي مناسب ليمثل المساحات بالأميال المربعة ، ونضع النقطة صفر إلى اليسار أو اليمين .
3- ننشئ مقياس رأسي فوق الجانب الأيسر أو الأيمن من خط القاعدة يمثل الارتفاع .
4- نرسم كل مساحة مقابل فاصلها الكنتوري المقابل لها ، ونضع علامة لموقعها كالنقطة مثلا .
5- نصل كل نقطة مع الأخرى بمنحنى منتظم .
6- يشكل هذا المنحني ما يعرف بالمنحنى الهيبوسمتري .
ويستخدم هذا المنحنى للمناطق التي تتسم بالوحدة الطبيعية ، ولإجراء المقارنات بين التضاريس الجبلية كمقارنة الجبال الالتوائية الألبية بالسلاسل والكتل الجبلية في أي منطقة في العالم .
هنالك طريقة أخرى تسمي بالمنحنيات الهابيوستمرية المئوية ،حيث يتم فيها التعبير عن المساحة التي تم قياسها بين كل زوجين من خطوط الكنتور كنسبة مئوية من مجمل مساحة المنطقة تحت الدراسة ، ويرسم مقياس نسبة مئوية أفقي ، وبالمثل يرسم مقياس راسي بنسبة مئوية يمثل نسبة الارتفاع لأي خط كنتور فوق مستوي قاعدة المنطقة فوق الخريطة إلى مجمل الارتفاع ويرسم منحني عبر النقاط التي رسمها .
يحسب التكامل الهايبوسمتري بالمعادلة الآتية :
  النسبة المئوية للارتفاع ÷ النسبة المئوية للمساحة
وتحسب النسبة المئوية للارتفاع كالآتي :
أصغر قيمة كنتورية ÷ أعلي قيمة كنتورية
وبعد ذلك يمكن حساب حجم السطح الذي تعرض للتعرية بالمعادلة التالية :
حجم الجسم المتعري  =   التكامل الهايبوسمتري × المساحة

                                                   النسبة المزاحة                            


    • تدريب :

          1- عرف كلا مما يأتي :
          الفواصل الكنتورية  نقط المناسيب  النسبة المزاحة  المبالغة الرأسية .
2- تناول بشي من التفصيل الخطوات الواجب إتباعها لتحـليل الارتفاعـات
عـن   طـريق :
تكرارية الارتفاع  المنحنيات الهايبوسمترية
3- ماذا يعني باستخدام الرسوم التخطيطية المجسمة ؟ ولماذا تستخدم ؟ وما هي أهم
مميزات وعيوب استعمال هذه الرسومات ؟
4- أشرح طريقة استخدام الارتفاع النسبي .


الفصل الخامس

تحليل الانحدار Slope Analysis

أهداف الفصل

بعد الانتهاء من هذا الفصل يتوقع أن يكون الطالب علي علم بالآتي :
1- المناهج التي تساعد علي إجراء التحليل السليم للانحدارات .
2- أنواع الانحدارات .
3- أهم الطرق الرياضية المستخدمة في قياس الانحدارات .

 1  مدخل :
تلعب الانحدارات دورا حيويا للغاية علي سطح الأرض ، إذ تحدد شكل وأنماط الكثير من الظواهر الجغرافية الهامة ؛ سواء أكانت هذه الظواهر طبيعية تمثل  أنماط التصريف ، والتلال ، والهضاب ، وغيرها ، أو بشرية وتنعكس علي أنماط استخدام الأرض ، وتتحكم في قنوات الري وامتدادها ، وتوجه طرق النقل والمواصلات إلى حد ما .
لهذا حظيت الانحدارات بكثير من الاهتمام الذي أولاه لها الجغرافيون والجيولوجيون وغـيرهم ، وقد أشار سباركس } SPARKS : 1986 { إلى أربع مناهج لدراسة تطور الانحـدارات ، لتساعد في عملية التفسير والتحليل لها وهي :
1- المنهج الاستقرائي Inductive    
رواد هذا المنهج يرون أن المنحدرات تتكون من ثلاثة أجزاء هي التحدب العلوي upper convexity ، والقسم الأوسط من الانحدار الثابت constant convexity ، والتقعر السفلي lower convexity . وتأخذ هذه الانحدارات في الانخفاض ببطء  عندما تتقدم دورة التعرية .
2- المنهج الإحصائي :
رائد هذا المنهج استراهلر STRAHLER ، فقد درس زوايا الانحدار العظمي ووجد أن لها توزيعاً اعتدالياً حول قيمة المتوسط } SPARKS : 1986 { ومنها صاغ قانونه العام حيث ذكر أن المنطقة التي تتكون أساسا من الغلاف الصخري المتجانس ، والتربة المتجانسة ، والنبات الطبيعي وغيرهما ، فإن زوايا الانحدار السطحي تميل بأن تكون موزعة اعتداليا ، مع تشتت قليل حول قيمة المتوسط ، الذي يحدد بواسطة العوامل المقترنة بكثافة التصريف ، وميلان قطاع المنحدر ، والارتفـاع .
3- المنهج الجيومتري : ( الهندسي )
هذا المنهج رياضي ناقشه العديد من العلمـاء الجغرافـيين ، مـن بينهـم العـالـم وود } WOOD : 1942 { ، والذي أقترح نموذجاً لهذا المنهج ، ومن خلاله حاول إيجاد معادلة رياضية عامة لتطوير المنحدرات ، معتمدا في الأساس علي تحليل معدلات نقل المفتتات ، بالحصول علي بياناتها من الحقل ، وذلك لقياس بعض العمليات مثل زحف وغسيل التربة وقد توصل إلى أن أي تغير يحدث في شكل المنحدرات إنما يتوقف علي :
أالشكل المبدئي للمنحدر .
بالاختلاف في معدل نقل المفتتات فوق المنحدر .
جالأحوال البينية ؛ بمعني ما سيحدث لخط التقسيم عند قمة المنحدر ، وعند نهاية المنحدر .
دالخريطة ، أو ميلان خطوط الكنتور ، لأن هذا سيؤدي إلى تراكم أو إزالة المفتتات جانبا .
هـمعدل التجوية فوق المنحدر ، ومعدلها نسبيا لمعدل النقل .
4- نموذج العملية  الاستجابة :
يقارن هذا المنهج بين العملية والشكل } أنظر الرديسي : 1997 { ، ولقد ذكر رواد هذا المنهج بأن للمنحدر ثلاثة عناصر رئيسية هي التحدب العلوي ، والتقعر السفلي ، وبينهما المنحدر الرئيسي ، وليس بالضرورة أن يتضمن أي منحدر هذا العناصر ويقوم هذا المنهج علي أن المراحل التطورية التي يمر بها مجمل المنحدر يمكن دراستها من خلال دراسة تطور المنحدر الرئيسي ، إذا كان المنحدر الرئيسي يتكون من عدد من الوحدات الأكثر صغرا ، آخذين في الاعتبار كلا من  العمر والليثولوجية والمناخ كعناصر تساعد في التفسير ، وذلك لتأثيرها علي مختلف عناصر المنحدر .
 2  أنواع الانحدارات :  
يمكن تقسيم الانحدارات إلى نوعين :
أعلي أساس شكل الانحدار :
وتضم أربعة أنواع من الانحدارات الانحدار المنتظم uniform slope ، والانحدار المقعر concave slope ، والانحدار المحدب convex slope ، والانحدار غير المنتظم ، وقد سبق لك أن درست هذه الأنواع في مقرر قراءة الخرائط .



بعلي أساس درجة الانحدار :
وتصنف هذه الأنواع علي أنها طرق رياضية ، ويتم من خلالها يتم معرفة درجات الانحدارات التي تقابلها علي سطح الأرض ، وكذلك معدل هذه الانحدارات ، ووصف طبيعتها ، ثم بعض الملاحظات عليها من حيث  استخداماتها العامة } الجدول { .

جدول رقم (4) تقسيم الانحدارات حسب درجة الانحدار

   طبيعة الانحدار
         معدل الانحدار

   زاوية الانحدار

         معتدل
       1 / 60

    أقل من 2º

         متوسط
       1 / 60 إلى 1 / 20

    من ا إلى 3º

       معوق للحركة
        1 / 20 إلى 1 / 10

   من إلى 6º

       انحدار شديد
        1 / 10 إلى 1 / 5

   من إلى 12º

     انحدار شديد جدا
        1 / 5 إلى 1 / 3

  من 12 إلى 20º

     انحدار شديد جدا
        1 / 3 إلى 1 / 2

  من 20 إلى 30º

      انحدار مفاجئ
         أكثر من 1 / 2
   أكثر من 30º
المصدر سطيحة  1974
 3  طرق قياس الانحدارات :
لقياس انحدارات سطح الأرض عدة طرق ، تعتمد علي النسـبة بين الفاصـل الرأسـي أو الكنتوري vertical or contour interval وبين المسافة الأفقية horizontal equivalent ، فالفاصل الرأسي هو :

عبارة عن الفرق في الارتفاع الرأسي أو العمودي بين كل خط منحني كنتور آخر

وأما المسافة الأفقية فهي عبارة عن :

المسافة المحصورة بين أي خطين من خطوط المنحنيات الكنتورية في المستوي الأفقي
         أي علي مستوي سطح الخريطة نفسه )
وفيما يلي أهم طرق حساب الانحدارات :
 3  1  حساب انحدارات جوانب التلال والوديان :
تتوفر العديد من الطرق لتقدير انـحدار جوانب التـلال hill sides وجوانب الوديان valley sides من أهمها :
أمعدل الانحدار Average Gradient
تتضمن هذه الطريقة قياس مجمل طول خطوط الكنتور باستخدام الاوبيزميتر وقد اقترحها ونيتويرث } MONK HOUSE "et al" : 1973 { ، وتتلخص هذه الطريقة في الخطوات التالية :
1- تغطية الخريطة الكنتورية للمنطقة بشبكة خطوط من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب .
2- تحسب كل تقاطعات خطوط الكنتور وجدولتها ، ومنها نحدد معدل تقاطعات خطوط الكنتور في الميل الواحد .
3- نطبق المعادلة التالية :
معدل تقاطعات خطوط الكنتور في الميل الواحد × الفاصل الكنتوري
                                                                                    3361 ( ثابت ) 
4- النتيجة التي يتحصل عليها هي عبارة عن ظل زاوية معدل الانحدار ، فلابد من تحويلها إلى درجات باستخدام جداول الظلال .
بطريقة متوسط الانحدار The Mean Slope Method
تعتمد هذه الطريقة علي الاختيار العشوائي random sampling عن طريق مجموعة متوالية من الخطوط المتباعدة التي ترسم في الخريطة تتلخص هذه الطريقة في :
1- نرسم شبكة من الخطوط المتقاطعة في اتجاهين أو أكثر ، ويمكن أن نكتفي باتجاهين في الأحوال العادية
2- نحسب عدد تقاطعات خطوط الكنتور مع خطوط الشبكة في كل مربع .
3- نقيس طول خطوط الشبكة ، ونضربها في مقياس رسم الخريطة للحصول علي أطوال حقيقية ، ثم نجمعها مع بعضها البعض . 

4- نحسب ظل زاوية متوسط الانحدار باستخدام المعادلة التالية :
ظا θ = مجموع تقاطعات خطوط الكنتور               ×  الفاصل الكنتوري

                       إجمالي طول خطوط الشبكة                             3361

وإذا كان المقياس بالكيلومترات نقسم علي 1000متر .

مثال : إذا بلغ عدد تقاطعات خطوط الكنتور مع خطوط الشبكة 500 تقاطع ، وبلغ إجمالي طول خطوط الشبكة 6كلم ، وكان الفاصل الرأسي يعادل 100متر وباستخدام المعادلة السابقة :

500  ×  100  = 1  ×  1  = 10  = 0.83º 

 3  2  حساب انحدار الطرق والأنهار والتلال وجوانب الوديان :
تسمي هذه الطريقة بحساب زاوية الانحدار ، وتعني زاوية الانحدار :

مقدار الزاوية المنحصرة بين المستوي الأفقي وخط انحدار سطح الأرض
الحقيقي علي الطبيعة

ويهتم الجغرافيون بزاوية الانحدار لأنها تصف المنحدرات من حيث ضعفها أو شدتها ، ويمكن اتباع عدة طرق لقياس درجة زاوية الانحدار ، هذه الطرق تتمثل في :
أحساب زاوية الانحدار بمعرفة معدل الانحدار :
يمكن قياس زاوية الانحدار قياسيا دقيقا ، إذا حولنا كسر معدل الانحدار إلى كسر عشري ، ثم ننظر إلى ما يقابل هذا الكسر من درجات في جداول الظلال .
بحساب زاوية الانحدار دون الرجوع إلى جدول الظلال :
يمكن حساب زاوية الانحدار دون الرجوع إلى جدول الظلال ، وذلك بضرب كسر معدل الانحدار في 60 ( وهو عدد ثابت لا يتغير ) . فمن المثال السابق نجد أن :
ظل الزاوية 1÷20 × 60 = 3 درجات .
مما سبق يتضح أن ؛
درجة زاوية الانحدار =     الفاصل الكنتوري ×  60

                                                                                               ا              لمسافة الأفقية  

أيضا هنالك عدة طرق تحليلية أخري من ضمنها طريقة استرالر ، وطريقة سميث وغيرهـما .
    • تدريب :

1- صنِّف الانحدارات علي أساس درجة الانحدار .
2- تناول أهم المناهج التي يمكن من خلالها تبسيط عملية تفسير الانحدارات .
3- أشرح بإيجاز أشكال الانحدارات .
4- أذكر الخطوات التي يجب اتباعها لقياس الآتي :
أقياس انحدار جوانب التلال وجوانب الوديان .
بقياس انحدار الأنهار والطرق  

    • نشاط :

مستعينا بخطوط الكنتور ارسم أشكال الانحدارات . 


الفصل السادس

تحليل وتفسير شبكات التصريف السطحي
Drainage Networks Analysis and Interpretation
أهداف الفصل :

    يهدف هذا الفصل إلى معرفة وفهم الآتي :
1- أنظمة الجريان السطحي .
2- أشكال التصريف النهري .
3- خصائص أنماط التصريف .
4- رتب الأنهار .

 1  مدخل :
تشكل شبكات التصريف السطحي أحد المحاور الرئيسة في تفسير الخرائط ، ويحدث الجريان السطحي عندما يتعاظم التساقط ، ولا يستطيع معظمه من التسرب داخل التربة ويلتقي النهر في تحركه من منبعه إلى مصبه بعدد من الأنهار تدعي الروافد ، بحيث ينشأ عن ذلك نظام نهري يشغل مساحة تجميع المياه والتي تسمي بالحوض basin ، ويحيط بالحوض خط تقسيم المياه water divide الذي يفصل بين حوض النهر وحوض نهر آخر .
يتوقف نظام الجريان النهري في أي نهر علي عدة عوامل وتضم درجة الانحدار ، ونظام التساقط وكميته ويمكن تقسيم الجريان النهري السطحي إلى ثلاثة أقسام وهي :
أالنظام البسيط :
ويتضمن كل سنة فترتين ، أحدهماللفيضان ، والأخرى للتحاريق مثل نهر النيل .
بالنظام المزدوج :
وتتميز أنهاره بارتفاع منسوب المياه فيها في فترتين واضحتين ، بسبب ذوبان الجليد في أوائل الصيف ، وسقوط الأمطار في الخريف والشتاء .
جالنظام المركب :
ويختص بأحواض فسيحة تغطي أقاليم مناخية متباينة ، وتتلقى روافد عديدة تختلف عن بعضها البعض في نظام جريان المياه ، وعلي ذلك يصبح جريانه مركبا من عدة نظم مثل نهر المسيسبي . 

 2  أشكال التصريف النهري :
توجد ثلاثة مراحل في تطور الوادي النهري } راجع الفصل الثاني { . ولعل من الأشياء الهامة الواجب معرفتها عند تحليل وتفسير شبكات التصريف السطحي هي تحديد شكل التصريف النهري ويقصد بشكل التصريف النهري :

    الصورة العامة التي يبدو عليها النهر بروافده الرئيسية والثانوية

وأشكال التصريف نتاج لعمليات عديدة منها :
أاختلاف التراكيب الصخرية التي تجري فوقها الأنهار وتضم عاملين يتحكمان في نشوء ونمو النظم النهرية ، أولهما مدي ارتفاع المنطقة ودرجة انحدارها ، وثانيهما تعقيد التراكيب الصخرية التي يترتب عليها تعريض الصخور المتفاوتة في صلابتها ومقاومتها لعملية التعرية .
بتأثير التراكيب الالتوائية : والتي تتألف من ثنيات مقعرة ومحدبة ، فيتمثل في أنه حينما يجري نهر تابع طولي أصلي علي امتداد ثنية مقعرة ، أن تتصل به روافد تنحدر إليه متعامدة من فوق منحدرات الثنيات المحدبة الممتدة علي كلا جانبيه ، وتعرف هذه الروافد بالأنهار التابعة العرضية الجانبية .
جتأثير التراكيب المخروطية والقبابية : وهي المسئولة عن نشوء أشكال التصريف النهري التابع الإشعاعي الذي سنشير إليه لاحقا .
دتأثير التراكيب الانكسارية : ولها دور رئيسي في إيجاد أنماط معينة من التصريف النهري ، تعرف بالنمط المستطيل .
ومن أهم أشكال التصريف النهري ، نجد الأنواع التالية :
 2  1  التصريف النهري الشجري :
إذا كانت صخور الحوض النهري متجانسة في طبيعتها ، وفي مدي مقاومتها للتعرية ، فإن كل نهر تابع يصبح مركزا لنظام تصريف نهري مائل ، تلتقي الروافد فيه مع بعضها البعض وبالمجري الرئيسي بزوايا حادة ، بحيث يتخذ شكل شجرة متعددة الفروع والأغصان ويطلق عليه مسمي التصريف النهري الشجريdendrite { الشكل 16  أ .          
 2  2  التصريف النهري المتشابك :
إّذا كان حوض النهر التابع يتركب من صخور غير متجانسة ، تتفاوت في مقاومتها للتعرية ، بحيث ترتبط الروافد التي تنشأ وثيقا بالتركيب الصخري وتسمي هذه الروافد بالمجاري التالية حينما تجري علي طول مضرب الطبقات أو خط ظهورها أما إذا تألف حوض النهر التابع من سلسلة نطاقات من الصخور الصلبة تتعاقب مع نطاقات من الصخور اللينة ، وتميل كلها في نفس الاتجاه ، وتمتد عموديا في اتجاه منحدر النهر التابع ، فنجد أن المجاري التالية تجري حينئذ علي امتداد مضرب الطبقات الصخرية اللينة ، وتتصل بالنهر التابع بزوايا قائمة وأما نطاقات الطبقات الصلبة فتوجد قائمة علي حافات أو تلال طولية توازي المجاري التالية .     
إضافة لما ذكر أعلاه تنشأ روافد للمجاري التالية تنحدر إليها من الحافات التلالية الصلبة للصخور ، بحيث يجري البعض من هذه الروافد متتبعا المنحدر الأصلي اتجاه البحر ، وتسمي بالمجاري التابعة الثانوية وأما الروافد التي تجري علي المنحدرات المضادة فتسمي بالمجاري العكسية obsequent وهو النهر الذي يجري في اتجاه مضاد لاتجاه النهر التابع ، حيث يعرف بالتصريف المتشابك trellised كمصطلح عام الشكل 16  ب } .  
 2  3  التصريف النهري الإشعاعي :
يتألف هذا النمط من عدد من الأنهار التابعة ، والتي تنحدر من قمم المخروطات البركانية ، أو قباب اللاكوليث والباثوليت فوق منحدراتها إلى أسافلها وتعتبر التراكيب الصخرية المخروطية والقبابية الشكل هي المسئولة عن نشوء هذا النمط من التصريف الإشعاعي الشكل 16  ج } . 
 2  4  التصريف النهري الدائري :
تتسبب التراكيب أحيانا في نشأة نظام آخر من التصريف المائي يعرف بالتصريف الدائري annular حول قاعدة القبة وتجري الأنهار في مجاري دائرية حول القبة متوافقة مع مضارب تلك التكوينات الحقيقية ، ومشكلةً ما يعرف بالتصريف النهري الدائري الشكل 16  د } .
 2  5  التصريف النهري المستطيل :
وفي هذا النمط تلتقي المجاري المائية بالنهر الرئيسي الذي يتبع خط انكسار طولي معين ، وتتعامد عليه الروافد الأخرى ، وتتبع هي الأخرى خطوط انكسارات عرضية ، تتعامد علي خط الانكسار الطولي الرئيسي ، وتجري الأنهار في مجاري متعرجة متتبعة خطوط الانكسارات المتقاطعـة الشكل 16  هـ } .
 2  6  التصريف النهري التلقائي : ( العشوائي )   
لا يتبع هذا النمط نظم التراكيب الصخرية ، ولا ينشأ علي صلة أصولية متوافقة معها ، ويعرف أحيانا باسم التصريف النهري غير المتوافق وينشأ هذا النمط في النظم الالتوائية غير مباليا بثنياتها المقعرة والمحدبة الشكل 16  و } .
وإلى جانب هذه الأنواع توجد أنواع أخرى تضم النمط المتوازي والمركزي .
 3  تحليل أشكال التصريف النهري :
يعتبر التصريف النهري السائد فوق السطح التضاريسي لأي منطقة مؤشرا لنوع التربة والصخور الأصلية والتركيبة الجيولوجية ، وغياب نظام التصريف المتكامل يوفر أيضا معلومات هامة ، فمثلا إن
شكل رقم ( 16 ) أشكال التصريف النهري 

المصدر  خاروف  1994
قلة شبكات التصريف السطحي قد يشير إلى وجود الصخور المسامية أو ذات النفاذية العالية وعلي العموم يتم تفسير وتحليل التصريف السطحي علي ضوء ما سيسرد فيما يلي :
1- يشير النمط الشجري من التصريف بأن المنطقة تتسم بالاستواء في الأصل ، وبأنها تتكون من مواد متجانسة نسبيا فالطبقات المستوية من الصخور الرسوبية ترمى لتطوير النمط الشجري مع الركام الجليدي ، والمستنقعات المدجزرية ، والمناطق الواقعة في السهول الرملية الساحلية وقد يساعد الاختلاف في نسيج النمط الشجري في التعرف علي المواد السطحية ، فالمناطق المتكونة من الجرانيت  مثلا تظهر نمطاً شجريا ناعم النسيج .
2- النمط المتشابك صفة تختص بالصخور الالتوائية ، ويتطور فوق الطبقات الرسوبية المغطاة ، وينتج في الأصل من صخور ملتوية  ومن ثم تجزأت .
3- تتكون الأنماط المتوازية من التصريف النهري من أنهار تجري جنبا إلى جنب في اتجاه الانحدار الإقليمي regional slopes . وكلما عظم الانحدار كلما عظم توازي الجريان السطحي تقريبا ، واتخذ الجريان شكلا مستقيما .
4- يوجد النمط المستطيل من التصريف فوق الصخور المتحولة  خاصة الشست والازدواز ، ويمتلك الاردواز نظام نسيجي ناعم بصفة خاصة ، ويتميز نمط تصريفه بأنه زاوي .
5- بالنسبة للنمط الإشعاعي والمركزي ، فيتميزان بالقباب أو المنخفضات فمثلا نجد جوانب البركان أو التل القبابي تمتلك نمط تصريف إشعاعي ، بينما النمط الموجود داخل المخروط البركاني أو قاعدة الحيرة الجافة قد يكون مركزيا ؛ بمعني انه يتجمع تجاه مركز المنخفض وقد تتبع قنوات تصريف القباب الجرانيتية مجري دائرياً حول قاعدة القباب الجرانيتية عندما تحاط بالطبقات المغطاة ، وتكون هذه المجاري النمط الدائري من التصريف وهو عبارة عن شكل معدل من النمط الإشعاعي للتصريف .
 4  خصائص أنماط التصريف :
يمكن وصف أي نوع من أنماط التصريف في إطار خصائصها الرئيسة وتضم هذه الخصائص التي يستخدمها مفسر الخرائط الآتي: 

 4  1  درجة التكامل :
تعني درجة التكامل درجة الوحدة التي يظهرها نظام التصريف فالنمط الذي له درجة عالية من التكامل خلال حدود منطقة ما ، تكون له الصفة بأن يُمكن تتبع مجراه من أي نقطة فيه ودرجة التكامل تعتبر مؤشر لـ :
أالتوافق ودرجة القابلية للتعرية النسيج ، ونسبة التسريب ، والجريان ) .
بطول فترة التعرية .
جوجود وموقع العوامل المحولة مثل خصائص المادة ، والتعابير الطبوغرافية وغيرها .
 4  2  الكثافة :
تعني الكثافة عدد مجاري التصريف لكل وحدة من سطح الأرض ، ويغطي النمط ذو الكثافة المرتفعة بالعديد من مجاري التصريف المتلاصقة جيدا ، ونظام التصريف الذي له كثافة منخفضة تكون له مجاري تصريف قليلة نسبيا لكل وحدة من مساحة المنطقة والكثافة هي مؤشر لـ :
أدرجة القابلية للتعرية النسيج ، ونسبة التسريب ، والجريان ) .
بطول فترة التعرية .
جالأحوال المناخية الخاصة .
 4  3  درجة التوافق :
تعني درجة التوافق التجانس النسبي لنمط من التصريف السطحي فالنظم المتوافقة متشابهة بصرف النظر عن دراستها جزئيا أو كليا وللنمط غير المتجانس مناطق تكون الأنماط الفرعية الفردية مختلفة عن تلك التي في المناطق الأخرى وقد يكون للنمط أي اقتران من التكامل والكثافة وتعتبر درجة التوافق مؤشر لـ :
أتوافق القابلية للتعرية .
بتوافق تاريخ التعرية .
جالحدود بين المناطق ذات التاريخ المختلف في الخصائص فقد يكون النمط الذي يغطي منطقة واسعة غير متجانس في مجمله ، ولكن قد يتكون من مناطق لها مكونات عديدة كل منها متوافق مع نفسه ولذلك فقد تقسم المنطقة الكبيرة إلى مناطق أصغر لها خصائص تحاتية مختلفة ، فترسم حدود هذه المناطق بثقة .
 4  4  التشريق :
يعني التشريق الأشكال الاتجاهية لنمط التصريف ، والتي وضعت فوق الأنماط التي لها جريان متجه لأسفل ويتضمن التشريق الاتجاه ، ويتطلب وصف النمط التشريقي تحديد الاتجاه أو الاتجاهات ويتسم النمط غير التشريقي بالعشوائية في الطبيعة وقد يمتلك النمط أي اقتران من التكامل والتوافق ، وقد يكون تشريقيا أو لا تشريقيا ويشير التشريق إلى تأثير العوامل الجيولوجية ، إضافة لعوامل التعرية البنيوية الأرضية مثل صخور القاعدة الضحلة نسبيا ، والظواهر البنيوية ، والحركة التكتونية .

 4  5  درجة التحكم :
تعني درجة التحكم السيادة النسبية للتشريق ويتميز النمط التشريقي الذي له درجة عالية من التحكم بمجاري تصريف تتبع الاتجاهات التشريقية في الغالب وللنمط التشريقي الذي له درجة تحكم منخفضة تكون له مجاري تصريف غير واضح في الغالب وتوفر درجة التحكم دلائل تختص بالعوامل الجيولوجية المسببة للتشريق ، كما توفر أيضا معلومات حول خصائص المنطقة الخاصة مثل العمق النسبي لصخر القاعدة .
 4  6  الزاوية :
تعني الزاوية شدة انحدار التغير الاتجاهي الذي تظهر الأنهار المكونة للنمط وتتضمن الزاوية المرتفعة تغيرات حادة وغير طبيعية في الغالب في اتجاه النهر وتتضمن الزاوية المنخفضة التغيرات التدريجية في اتجاه النهر وقد تقتصر الزاوية علي موقع واحدا علي امتداد النهر ، أو علي منطقة ما ويوفر وجود درجة وتكرارية الزاوية دلائل تخص وجود الأحوال غير العادية ، والانكسارات المختبئة ، والانفلاقات ، والبنيات التحتية .
 4  7  زوايا الاقتران :
تعني زوايا الاقتران angles of junction نمطا خاصا من التشريق ، والزاوية هي الزاوية  التي بين النهر وتوابعه وعادة ما تتميز الأنماط غير المتحكم فيها واللاتشريقية بزوايا حادة أعلي النهر بين النهر ورافده وتتميز بعض الأنواع من الصخور والبنيات بزوايا اقتران متماثلة ومتميزة ومتكررة ،  وتعمل الزوايا كمؤشرات واضحة لتبين أنواع هذه الصخور والبنيات .
 5  الفئات المكونة لنمط التصريف :
يمكن تقسيم نمط التصريف النهري الطبيعي إلى ثلاثة فئات هي :
أمجاري التصريف الابتدائية :
وهي أكبر المجاري ، وهي عبارة عن الأنهار التي تظهر امتداد واضحا في سطح الأرض عند مقياس الرسم 1 : 63360 ( 1 ميل لكل بوصة ) . وهذه الأنهار هامة لأنها أنهارا دائمة الجريان ، ولها تغيرات جيولوجية باقية ، ولها أيضا القدرة علي أن تعلو بجريانها فوق كل أنواع الصخور المقاومـة .   

بمجاري التصريف الثانوية :
وتتضمن كل روافد الأنهار الابتدائية  عدا تلك الأفرع ذات التصنيف الثلاثي  وقد تكون هذه المجاري دائمة الجريان ، أو موسمية ، ولا تظهر امتدادا واضحا علي سطح الأرض ، ولكن لها مجاري واضحة ولها طول كبير في العادة .
جمجاري التصريف الثلاثية :
وتتضمن الروافد الصغيرة لمجاري التصريف الثانوية ، وتكون في العادة موسمية متقطعة ، وليس لها مجاري واضحة للجريان ، وترتبط بأحوال الطقس الرطب ، والتصريف التحت سطحي الضحل الذي يتبع المنخفضات التحاتية أو التوابع .
وهناك ما يعرف بمجاري التصريف للأخاديد الجدولية ؛ وهي عبارة عن الامتداد النهائي للتصريف الثلاثي ، وتوجد في شكل مجاري متعددة ، وقصيرة ، وفردية ، ومتقطعة ، ومتلاصقة عند النهايات البعيدة عند مناطق تجمع المياه .
 6  رتب الأنهار :
إن أحد المفاهيم الأساسية عند تحليل وتفسير شبكات التصريف السطحي تحديد رتب الأنهار المكونة للشبكة وبصفة عامة توضع الأنهار في رتب من الدرجة الأولي ، أو الثانية ، أو الثالثة وهكذا ، وتكون الرتبة الأولي هي أدني الرتب ووضع الأنهار في رتب هي إحدي طرق التحليل الكمي لشبكات التصريف السطحي ، وذلك بغرض إجراء المقارنة بين مختلف أحواض التصريف بهدف الوصول إلى العلاقات المختلفة لأشكال التصريف لنفس الحوض ، لتعريفه وتضمين خصائصه ، ووضعها في قانون ليكون ذو فائدة عند التفسير } SPARKS : 1967 { .
ويعد النمـوذج الذي اقترحـه هورتــون } HORTON : 1945 { من أهـم الطـرق المستخدمة في ترتيب الأنهـار والذي نجد فيه أن النهر ذو الرتبة العالية في الحوض يحدد أولا ، ومن ثم يوسع للوراء إلى منبعه البعيد } أنظر  الشكل 17 { والذي يظهر نهر من الرتبة الرابعة وراء منبعه وبالمثل فإن الروافد من الرتبة الثالثة بالنسبة للرتبة الرابعة قد وسعت للوراء لمصادرها البعيدة كأنهار من الرتبة الثالثة وهكذا ويوضح نظام الترتيب من الشكل ، مما يعني أن هورتون قد عمل علي وضع كل الأنهار في رتب . 

شكل رقم ( 17 ) نموذج هورتون في ترتيب الأنهار

 المصدر  هورتون /Horton 1967

لقد أجري استراهلر تعديلا علي النموذج الذي أقترحه هورتون } الشكل 18 { ، ويعتبر أكثر الطرق تطبيقا وسهولة في الإجراء لقد أسمي استراهلر الأنهار الإصبعية ، أو الأنهار التي لا تستقبل أفرع بالأنهار من الرتبة الأولي ويتحد نهرين من الرتبة الأولي ليكونا نهر من الرتبة الثانية ويقترن نهرين من الرتبة الثانية ليكونا نهر من الرتبة الثالثة وهكذا وعندما يقترن نهرين من رتبة مختلفة ؛ مثلا نهر من الرتبة الأولي وآخر من الرتبة الثالثة ، فإن النهر الناتج من اقترانهما يحفظ رتبة النهر ذو المرتبة الأعلي المساهم فيه .
شكل رقم ( 18 ) النموذج الذي أقترحه استراهلر في ترتيب الأنهار

المصدر  دوري /Dury   1967
أيضا هناك نموذج آخر قد أقترحه شريف } SHREVE : 1967 { فيختلف عن النموذجين السابقين ، ويتكون نموذج شريف من إضافة أرقام رتبة أي نهرين يساهمان في الاقتران وعلي ذلك فعند أي نقطة فوق شبكة التصريف تعطي رتبة النهر بواسطة رقم يمثل إجمالي عدد أنهار الرتبة الأولي التي ساهمت فيه } الشكل 19{ .
شكل رقم ( 19 ) نموذج شريف في ترتيب الأنهار

المصدر  Shreve 1967

وعلي كل حال تعمل هذه النماذج علي لفت الانتباه تجاه أحواض مستجمعات المياه ، كوحدات ذات تقسيم فيزيوغرافي فرعي ، وتشجع علي دراسة الأنهار كنظم عاملة ، وتؤدي لتحليل إضافي سريع ، وتظهر بعض الخصائص المحددة لنظم الأنهار } DURY : 1967 { .
ويمكن اشتقاق بعض المؤشرات الهامة من دراسة رتب الأنهار ، لتساعد في المقارنة الموضوعية لمختلف ظواهر أحواض التصريف ومن هذه المؤشرات نذكر :
1- كثافة التصريف :
وهي عبارة عن مجمل طول المجاري النهرية مقسوما علي مجمل مساحة حوض التصريف باستخدام أي من الوحدات المناسبة ، وبهذه الوسيلة يمكن من إجراء المقارنات البسيطة التي تبرز تأثير المناخ والنبات الطبيعي علي كثافة التصريف ، وبالمثل تأثير الصخور والتربة . 
2- مقارنة رتب الأنهار مع عدد الأنهار :
عند إجراء هذه العملية لمستجمع مياه محدد يتم إيجاد إجمالي عدد الأنهار في كل رتبة نهرية ، وترسم الأعداد مقابل الرتبة في رسم بياني شبه لوغرتيمي } الشكل 20-2 { ، حيث تتضح العلاقة اللصيقة بين الرتبة وعدد الأنهار ، بحيث يمكن تحديدها إحصائيا ويلخص انحدار خط الرسم البياني البنية الداخلية لشبكة التصريف التي تم تحليلها .
3- نسبة التفريغ :
نسبة التفريغ bifurcation ratio هي نسبة عدد أجزاء النهر من الرتبة الواحدة إلى عدد أجزاء النهر من الرتبة التالية مباشرة ، بمعني :
نسبة التفريغ =     عدد الأنهار من الرتبة الواحدة (ن)
                     عدد الأنهار من الرتبة الأعلي التالية (ن+1)  

    • تدريب :

1- ما هي أقسام نظام التصريف النهري ؟
2- " إن أشكال التصريف النهري هي نتاج لعدة عوامل ناقش مستدلا
بالرسومات التوضيحية .
3- سم أهم أشكال التصريف النهري .
4- ما هي أهم الخصائص التي يستخدمها مفسرو الخرائط لتوضيح أنماط
التصريف النهري ؟
5- للخصائص التالية : ( درجة التكامل ، الكثافة ، درجة التوافق ،
التشريق مؤشـرات معينة تسـاعد في عملية التفسـير والتحليل
أذكـر هـذه    المؤشرات  .
6- أذكر أهم النماذج التي استخدمت في تحديد رتب الأنهار .
7- لدراسة رتب الأنهار عدة مؤشرات ، أذكرها . 

    • نشاط :

1- عن طريق الرسوم التوضيحية ميز بين الآتي : ( النمط النهري المتشابك
، النمط النهري الشجري ، النمط النهري العشوائي .

القسم الثاني

تفسير الظواهر البشرية

أهداف القسم :

  بعد الانتهاء من هذا القسم يتوقع من الطالب أن يكون علي دراية بما يلي :
1- الطرق المستخدمة في تفسير الظواهر الطبيعية .
2- طرق تحليل وتفسير مناطق الاستقرار .
3- تحليل وتفسير طرق النقل والمواصلات .
4- تحليل وتفسير أنماط استخدام الأرض .

 

الفصل السابع

تحليل وتفسير مناطق الاستيطان
Settlements Analysis and Interpretation

أهداف الفصل :

   من أهداف هذا الفصل تحقيق ما يلي :
1- فهم واستيعاب مفهوم مناطق الاستيطان .
2- التفريق بين أنواع مناطق الاستيطان .
3- فهم وتطبيق الطرق المستخدمة في تفسير وتحليل مناطق الاستيطان .      

 1  مدخل :
مناطق الاستيطان هي المناطق التي يتخذها الإنسان لسكنه ، وتوجد مناطق فوق الكرة الأرضية غير مأهولة بالسكان ، وعلي ذلك فإن معايير كثافة السكان في منطقة ، وثبات وظائفهم ونشاطهم المتمثل في استغلال الأرض ، تستخدم للتمييز بين مناطق الاستيطان والمناطق غير المأهـولة } KARIEL & KARIEL : 1972 { . ولعل أهم دافع يدفع الناس للاستيطان في منطقة ما ربما يكون الأمل في المكسب الاقتصادي من شتي أنواع الأنشطة .
وتستخدم معايير مختلفة لتصنيف مناطق الاستيطان ؛ أحد هذه المعايير هو الشكل أو المورفولوجيا ، ويعني بذلك شكل منطقة الاستقرار في مجمله ، وبالتنظيم الداخلي لمكوناتها ، حيث تبرز عدة أشكال منها الدائري ، والمستطيل ، والأشكال علي امتداد طرق المواصلات المتقاطعة كما يوجد تصنيف آخر يعتمد علي التعريف القانوني لمنطقة الاستيطان ، حيث تعتبر أي منطقة استيطان يبلغ عدد سكانها أو يزيد عن عدد معين من السكان بمثابة مدينة وبصفة عامة تختلف مصادر هذا التعريف القانوني من دولة لأخرى ويوجد تصنيف آخر يعتمد علي الوظائف أو علي النشاطات الدائمة لمنطقة الاستيطان ، ويختلف هذا التصنيف تبعا للمعايير المستخدمة ، والمناطق المصنفة إحصـائيا ، وعدد الفئات المحددة }KARIEL & KARIEL : 1972 { .
 2  أنواع مناطق الاستيطان :
تنقسم مناطق الاستيطان بصفة عامة إلى مناطق سكن ريفي ، وإلى مناطق سكن حضري وأما بالنسبة لمناطق السكن الريفي فيوجد تمييز واضح بينها ، فتوجد مناطق السكن الريفي النواتية nucleated والمتشتتة dispersed . وتلائم المناطق ذات السطح المستوي ، وذات إمدادات المياه المحدودة النمط النواتي للاستيطان الريفي ، والعكس بالنسبة للسكن الريفي المشتت وتلعب بعض العوامل البيئية الأخرى دورا كبيرا في تحديد هذه الأنواع ، حيث تشجع التضاريس غير المتصلة ، والمياه الوافرة تشتت مناطق الاستيطان الريفي ويقودنا هذا للإشارة إلى التمييز العام بين مواقع الاستقرار المرتبطة بمناطق المياه الوفيرة wet point sites ، ومواقع الاسـتقرار البعيدة عـن مصـادر الميـاه dry point sites . ويعرف سبيك وكارتر } SPEAK & KARTER : 1964 { مناطق الاستقرار البعيدة عن مصادر المياه بأنها مناطق الاستيطان الموجودة فوق المناطق المرتفعة حول المستنقعات ، وعلي امتداد السهول الفيضية للأنهار ، وذلك لتفادي أحوال الغمر والفيضانات التي قد تحدث نتيجة لفيضان الأنهار ، أو عند أوقات المد والجزر العالي للمياه والعواصف أما المناطق المرتبطة بمواقع المياه فتوجد فيها القرى حول الآبار والينابيع ، حيث تتوفر مياه الشرب النقية بانتظام ، وتعرف المناطق المرتبطة بالينابيع باسم مناطق الاستيطان المرتبطة بخطوط الينابيع spring line settlements . وعندما تنمو القرى عند ملتقى الأراضي المرتفعة والأراضي المنخفضة تعرف باسم مناطق الاستيطان عند أسفل التلال foot hill settlements حيث توفر المأوي والحماية من رداءة أحوال الطقس .
وتتعدد مناطق الاستيطان الريفي ؛ فعندما تكون القرية بمثابة منطقة الاستقرار الأصلية فيعرف شكلها بالنواتية الابتدائية primary nucleation ، وتمثل المزارع التشتت الثانوي والذي يعني مرحلة إعادة توزيع السكان علي نطاق المساكن الفردية المبعثرة ، ومن الممكن وجود التشتت بحسبانه شكلا أصيلا ، ولكن من الصعوبة إثبات ذلك ويمكننا أيضا التعرف علي التشتت الابتدائي قديم المنشأ ، والتشتت المقحم ، والتشتت الابتدائي الحديث فالنوع الأول قديم المنشأ يوجد في مناطق الغابات ، والمناطق الجبلية التي لا تلائم النشاط الزراعي في مجتمع القرية حيث تتوفر المراعي الواسعة مقارنة بإمكانية ممارسة النشاط الفلاحى وينتج التشتت المقحم من الاستقرار التدريجي أثناء العصور الوسطي  خاصة في مناطق الغابات وما حولها من الأراضي التي تم تنظيفها للاستقرار السكني وأما التشتت الابتدائي الحديث فهو شكل من أشكال مناطق الاستيطان الحديثة نسبيا ، والتي غالبا ما نشأت في المناطق التي استغلت حديثا للنشاط الزراعي .
وأما الشق الثاني من أنواع مناطق الاستيطان فهو السكن الحضري ، ويختص أساسا بسكن الإنسان في المدن وتتعدد أنواع المدن فوق الخرائط الطبوغرافية ، فيوجد ما يعرف بـ :
أمدن الملتقي confluence towns والتي توجد عندما يلتقي نهران أو أكثر ، أو عند تلاقي مجاري الأودية وقد يكون لهذه المدن وظيفة تسويقية ، أو تعمل كميناء نهري .      
بمدن الأسواق market town وتقع في المركز بالنسبة للمناطق التي تخدمها ، وغالبا ما يؤدي تميز موقعها بأن تنمو علي حساب مناطق الاستيطان المحيطة بها ، ونسبة لأهميتها الكبيرة تلتقي عندها الطرق والسكك الحديدية مؤكدةً علي موقعها العقدي nodal .
جمدن الفجوات gap town توجد حيثما تلتقي الطرق والسكك الحديدية لتعبر خلال أحد الفجوات الطبيعية ، والتي يقطعها عادة أحد الأنهار عبر سلسلة من التلال وتستفيد مناطق الاستقرار هذه من حركة المرور التي تعبر من خلالها .
دمدن الجسور bridge town توجد حيثما تستطيع الطرق عبور الأنهار بواسطة الجسور ، مما يؤدي لأن يصبح الموقع موقعا لمنطقة استقرار تتحكم في حركة المرور عبر الجسر .
هـالمدن الصناعية industrial town يمكن الاستدلال عليها بالاعتماد علي الحجم وبعض الرموز ويشير ديوري DURY : 1968 } إلى أنه علي الخرائط ذات المقياس 1/25000 يظهر بوضوح أن قلب المدينة الصناعي يتكون من كتلة متماسكة من المباني ، وبعض الشوارع الضيقة  خاصة عند منحنيات الأنهار  ويعتبر ذلك مؤشرا لتفسير هذه المناطق في الدول الأوربية فقط .
 3  تفسير نمط الاستيطان الريفي :
يعتمد تفسير نمط الاستيطان الريفي علي الآتي :
أشكل القرى : يتأثر شكل القرى بكل من البيئة الطبيعية ، والنظام الزراعي للمستوطنين الأصـليين ويمكن تفسير مناطق الاستيطان الريفي بالاعتماد علي شكل القرى ، حيث توجد القرى الخطية الممتدة elongated linear villages التي تضم قري الطرق ، حيث تشكل المنازل خطوطاً علي جانبي الطريق ، بحيث تنتج مخططاً يشبه شكل السيجار كما توجد أشكال أخرى من القرى لمزيد من التفاصيل أنظر ديوري : 1968 } .
إن علي مفسر الخرائط البحث عن الأشكال السائدة ، وأن يعمل علي اختيار الاستثناءات القليلة الواضحة بغرض الدراسة التفصيلية ، بدلا من الاعتماد علي التفسير الموضح أعلاه ، والذي يتصف بعدم الدقة والشمولية .
باستخدام أسماء الأماكن : وتؤخذ كدليل للتفسير أيضا ، ويجب أن يقترن مع نوع وشكل منطقة الاستيطان الريفي ونظرا لأن أسماء الأماكن تتغير من فترة لأخرى لا بد لمفسر الخرائط أن يضع أثر الأسماء في اعتباره بعد دراسة العناصر الأساسية الأخرى .
 4  طريقة دراسة الحالة لتفسير مناطق الاستيطان الريفي :
تستخدم طريقة الحالة لتفسير مناطق الاستيطان في كل من النمط الريفي والنمط الحضري ، وسنعود للنمط الحضري في جزء لاحق من هذا الفصل تستخدم هذه الطريقة عادة لإظهار العلاقات المتداخلة بين الموقع والموضع والشكل الظاهري والوظيفة في مختلف الأقاليم الطبوغرافية وتتدرج أنماط السكن الريفي من المزرعة إلى العزبة ثم إلى القرية وبالرغم من وجود هذا التدرج غالبا ما نجد أن أي تجمع لموقع ما تكون له وحدة جغرافية stow ويسود فيها عنصر أساسي كلما نما التدرج إلى رتبة أعلي .
 4  1  الموضع Site 
الموضع هو المساحة الحقيقية للأرض ، والتي تقف عليها منطقة الاستيطان وقد يكون هذا الموضع مستويا يسمح بسهولة تشييد المساكن ، أو قد يكون مرتفعا فوق السهول الفيضية للأنهار ويعتبر شكل الموضع هاما لأنه يوفر أدلة عن الكيفية التي تطورت بها منطقة الاستيطان وقد يكون الشكل نواتيا ، أو حول منطقة متوسطة ظاهرة مثل السوق ، أو المسجد ، أو القلعة وقد يكون خطيا كما أشرنا سابقا وعند تفسير منطقة الاستيطان يجب وضع اعتبار كبير للارتفاع النسبي للمنطقة وما حولها أنظر الفصل الرابع وللانحدار الفصل الخامس وللتصـريف السـطحـي الفصل السادس ولطبيعة هوامش منطقة الاستيطان وصلتها بالظواهر الطبيعية .
 4  2  الموقع Situation  
يعني الموقع لمنطقة الاستيطان علاقتها بما يحيط بها من أرض وظواهر مائية ، أي بمعني آخر وضعها الجيومورفولوجي ، وعند تفسير موضع منطقة الاستيطان الريفي لا بد من وضع الاعتبار الكبير إلى الوضع الطبيعي في إطاره العام ، وشبكة طرق النقل والمواصلات ، والوضع الإداري .
 4  3  الشكل الظاهري Morphlology
يتضمن الشكل الظاهري لمنطقة الاستقرار الريفي شكل المباني ، وشبكة المواصلات الداخلية ، والحدائق ، والميادين العامة ، وتمييز المباني التاريخية ولا بد من ملاحظة مناطق الاستيطان الريفي باختلاف البيئات الطبيعية ، ومستويات الدخل ، والتقدم التكنولوجي .
 4  4  الوظيفة Function 
يمكن معرفة الوظيفة الرئيسة لمنطقة الاستيطان الريفي مباشرة من الخرائط بدراسة موضعها وأسمها ، وكثيرا ما تبني أسماء ومواضع القرى الكبيرة التي تقع في الأقاليم الزراعيـة علـي وظيفتـها راجع نظرية الأماكن المركزية لكريستالر ) . وتقدم مثل هذه القرى كثيرا من الوظائف لمحيطها الجغرافي الذي يضم القرى التوابع التي تعتمد عليها في التسويق ، وخدمات الأمن ، والمواصلات والاتصالات ، وربما بعض الخدمات الإدارية الأخرى .
 5  طريقة تحليل نسيج توزيع مناطق الاستيطان الريفي :
أشرنا إلى أن الجغرافي عند دراسته لمناطق الاستيطان الريفي يميز بين مناطق الاستقرار النواتية ومناطق الاستقرار المشتتة وتوجد اختلافات كثيرة بين هذين النوعين وتوجد عدة طرق لإظهار البعد المكاني لمناطق الاستقرار النواتية من أهم هذه الطرق :
أطريقة تحليل الجار الأقرب :
هذه طريقة بسيطة وغير معقدة ، ولكنها تحتاج إلى وقت أطول كلما كان لدينا عدد أكبر من النقاط ، رغم أنه لا ينصح باستخدامها حينما يكون عدد النقاط أقل من 25 نقطة خلاصة هذه الطريقة هو قياس المسافة بين كل نقطة وأقرب نقطة مجاورة لها ، ومن ثم يتم مقارنة متوسط كل هذه المسافات ، مع متوسط كل المسافات المتوقعة في حالة أي توزيع عشوائي غير متمركز ، ويعبر عن هذا المقياس بما يسمي بمعامل الجار الأقرب فإذا كان توزيع النقاط غير متمركز ، فإن هذا المعيار يستوي واحدا صحيحا ، وكلما قلت النتيجة عن الواحد الصحيح كان التوزيع أميل إلى التمركز  أي تميل النقاط إلى التجمع وفي حالة التمركز في تجمع واحد أو نقطة واحدة ، فإن ذلك يعطي معاملا قيمته صفر وإذا كان توزيع النقاط منتظما فإن المعيار يرتفع عن الواحد الصحيح ، وقد يصل إلى 2.25 وهي أقصي درجات الانتظام .
ماذا تعني نتيجة المقارنة ؟
لعل المثال التالي يوضح ذلك ، فالشكل ( 20 ) يوضح توزيع 25 مركزا عمرانيا في منطقة مساحتها 30كلمولإيجاد معامل الجار الأقرب لا بد من اتباع الخطوات التالية :
الخطوة الأولي :
أتحديد المراكز العمرانية التي تشملها الدارسة وفي هذه الحالة فإن المراكز العمرانية الموضحة علي الشكل {20} ( مجموعها 37 ) تقع ضمن إطار الدراسة بغض النظر عن اختلاف الحجم .
بمن الأفضل رسم خريطة توضح مواقع هذه المراكز فقط مع ضرورة توضيح الأسماء ويمكن أن نرسم هذه الخريطة من الخريطة الأصلية أنظر الشكل 20} .
الخطوة الثانية :
1- أوجد المسافات الملاحظة بين كل نقطة وأقرب جـار لهـا مـن النقـاط الشكل 20}.
2- من الأفضل عمل جدول من عمودين ، يمثل العمود الأول أرقام المراكز العمرانية ، والعمود الثاني المسافة لأقرب جار بالكيلومترات .
الخطوة الثالثة :
أوجد متوسط المسافة الملاحظ لكل المنطقة ، وفي هذه الحالة فإن مجموع المسافات الملاحظة هو 13.84كلم ، وبالتالي فإن المتوسط   =
مجموع المسافات                 =  13.84                   = 0.554كلم

           عدد النقاط                             25

الخطوة الرابعة :
أحسب كثافة النقاط (ك) :
ك  =   عدد النقاط

                           مساحة الخريطة

              الكثافة  =  25   ÷  30  =  0.83
الخطوة الخامسة :
أوجد متوسط المسافة المتوقع أي في حالة التوزيع العشوائي غير المتمركز ، وذلك من خلال المعادلة :
1
                           2  × مج ك
    ك الكثافة ، وهي في هذه الحالة  =     1              =         1       =  0.602                                                                                      2  × 0.83                      1.66


الخطوة السادسة :
أوجد معيار الجار الأقرب من خلال المعادلة :
متوسط المسافة الملاحظ  =     0.554                  =  0.92

                            متوسط المسافة المتوقع          0.602

وبما أن هذا المعيار (0.92) أقل من الواحد الصحيح ، فإن المراكز العمرانية في الشكل (20) تميل إلى حد ما إلى التمركز .

شكل رقم (20 ) توزيع 25 مركزا عمرانيا في منطقة ما
المصدر  أبو عياش   1984
ب-  المسافة المعيارية :
تستخدم هذه الطريقة لوصف وتحليل التشتت في أنماط النقاط ، مما يمكن من خلاله استخلاص بعض المؤشرات حول الانتشار المكاني للنقاط حول المركز .
وتعرف المسافة المعيارية أيضا باسم انحراف المسافة المعيارية ، أو الجذر التربيعي لانحراف مربع المسافة ، ويعتبر بمثابة المكافئ المكاني للانحراف المعياري وتستخدم المعادلة التالية بحسبانها أبسط أشكال المعادلات لحساب المسافة المعيارية :
  المسافة المعيارية  =  مج م  ÷  ن
حيث تشير (ملمسافة كل نقطة من المركز المتوسط ، و(نلعدد النقاط وبتحديد موقع المركز المتوسط من الممكن قياس كل المسافات مباشرة من الخريطة ، ثم تربع هذه المسافات ، وتستخرج مجموع كل التربيعات وقسمتها علي عدد النقاط ، ومن ثم إيجاد الجذر التربيعي لها .
 6  تفسير مناطق الاستيطان الحضري :
المنطقة الحضرية هي المنطقة التي يقطن فيها عدد كبير نسيا من الأفراد ، أو يرغبون العيش فيها ، ويتم خدمة هؤلاء القاطنين كمجموعة فيما يخص احتياجاتهم العامة .
وتعتبر معرفة التركيبة الداخلية للمدن هامة لمفسر الخرائط ، لأنها تعكس الأنماط المختلفة لاستخدام الأراضي الحضرية ، وهذا يستدعي الإلمام بنظريات النمو والتركيبة الداخلية للمناطق الحضرية ومن هذه النظريات يمكن الإشارة إلى نموذج بيرجس BURGESS : 1929  } الذي فرق بين خمسة نطاقات داخلية ، يعكس كل واحد منها نوعا معينا من استخدامات الأرض :
أالنطاق الداخلي وهو المنطقة التجارية الإدارية .
بنطاق سكني متحول من منطقة سكنية قديمة بدأت تغزوها الأعمال التجارية أو الصناعات الخفيفة .
جنطاق سكني لفئة العمال .
دنطاق السكن الفاخر ، والذي يتكون من مبان واسعة وفيلات ومساكن فـردية .
هـنطاق المتنقلين يوميا إلى المدينة ، ويقع علي هوامش المناطق الحضرية ، وعلي امتداد طرق النقل والمواصلات المتجه إلى المدينة .
وتوجد نماذج أخرى مثل القطاعي ، والمركب ، ومتعدد النوايا أنظر الشكل 21 } . كما أن هنالك عوامل تؤخذ في الاعتبار لاستيعاب اختلاف استخدامات الأرض المختلفة في المناطق الحضرية ، وتضم العوامل الطبيعية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية لتفصيل أكثر راجع KANEL & KANEK : 1962 } .
شكل رقم (21 ) نماذج في التراكيب الداخلية للمدن

المصدر  :

 6  1  بعض الإرشادات في تفسير مناطق الاستيطان الحضري :
يمكن الاهتداء بالإرشادات التالية حين التعرض لتفسير وتحليل مناطق الاستيطان الحضري من الخرائط :
أالشكل : ( الهيئة Form    
يعتبر التعرف علي الأنماط التوزيعية داخل المدينة جزءا من دراسة هيئة أو شكل المدينة .
بالوظيفة :
تتضمن وظيفة المدينة كل أنماط الحياة ، وأنواع العمل فيها الاجتماعية والاقتصادية وهناك تصنيفات عديدة للمدن طبقا للوظيفة مثل مدن الصناعات الاستخراجية ، ومدن الخـدمات ....الخ ، إلا أن هذه التصنيفات تعبر عمومية للحد البعيد ، وعلي كل حال توجد ضرورة لهذا التصنيف الوظيفي ليساعد في عملية الوصف الدقيق لأجزاء المدينة المختلفة ، حيث يمكن ذكر بعض المؤشرات التي تعين لإجراء هذا التصنيف ، وهي الإنتاج  الاتصال والمواصلات  التسويق  السكن  الثقافة  الدفاع .
جالموضع :
تأخذ كل المدن شكلا عقديا ، حيث يظهر تجمع الطرق استجابة للظواهر الطبيعية ، إلا أن تفسير العقدية ليس دائما سهلا ، وعند دراسة الموضع يمكن لمفسر الخرائط أن يحاول تعريف ووصف الموقع الجغرافي من حيث :
1- كيف ولماذا تعتبر المدينة سهلة الوصول من ناحية طبيعية ؟
2- كيف ترتبط تجمعات الطرق التي تعبر عن العقدية بشكل التضاريس ؟
ولأسباب واضحة ففي الغالب تقع مدن الأسواق الصغيرة في المناطق التي تخدمها ، ولكن المراكز التجميعية والتوزيعية الكبيرة تعتبر هامشية للحد البعيد وتقع العديد من النقاط العقدية عند مركز مجموعة الوديان ، حيث يمكن اعتبار التفسير الواضح بأن موقع المدينة هو عقدة لمعابر الوديان ، ولكن في الغالب فإن الطرق في الماضي قد اتبعت قمم خطوط التقسيم ، متجنبة قيعان الوديان الممتلئة بالأشجار والمستنقعات .
دالموقع :
عند دراسة موقع أي مدينة فمن الواجب البحث عن شيئين هما :
1- النواة التي حدث حولها النمو وتكون واضحة فوق الخرائط ذات المقياس الصغيرة .
2- الطريقة التي أقلمت بها المدينة النامية بنيتها للتضاريس .   

    • تدريب  :

1- عرف كلا من المصطلحات الجغرافية الآتية :
مناطق السكن الريفي  الموقع  المدن الصناعية  مناطق السكن الحضري  الموضع  مدن الخدمات .
2- تناول في إيجاز أنواع مناطق الاستيطان .
3- أكتب عن أهم الوسائل التي يمكن أن تتبعها لتفسير وتحليل أنماط وأشكال الاستيطان البشري بنوعيها الريفي والحضري .
  


الفصل الثامن

تحليل شبكات النقل والمواصلات

أهداف الفصل :

  يتوقع من الطالب بعد الانتهاء من هذا الفصل أن يكون علي علما تام بما يلي :
1- أهم المزايا والإيجابيات التي تجني من شبكات النقل والمواصلات .
2- العوامل التي تحدد انتهاج المسار العلمي السليم لعمليات الوصف
والتحليل والتفسير لشبكات النقل والمواصلات مـن علي الخرائـط
الطبوبوغرافية .
3- أهم الطرق الإحصائية المستخدمة ، والتي تساعد أيضا في عملية
التفسير لشبكات النقل والمواصلات .

 1  مدخل :
إن شبكات النقل والمواصـلات علي الخـرائط الطبوغـرافيـة ذات المقيـاس المتوسـط ( 1 : 50000 ) يمكن أن تعكس مرحلة التنمية الاقتصادية التي تمر بها المنطقة وبما أن هذا الموضوع مهم جدا لحياة السكان فيجب أن ينال عناية خاصة في تفسير الخرائط ولكن إن الوصف والتحليل والتفسير للخرائط الطبوغرافية ذات المقياس المتوسط تحدده بعض العوامل منها :
أإن أهمية ووظيفة الطرق الرئيسة خاصة السكك الحديدية والطرق البرية قد لا تتضح بصورة مثلي إذا تم الرجوع للخريطة موضوع الدراسة ، لأن الخريطة في هذه الحالة قد توضح أجزاء فقط من شبكات هي في الواقع تمتد خارج حدود الخريطة ، فمثلا في خريطة منطقة ارتنجتون الشكل 22 } فإن أهم طريق رئيسي علي الخريطة هو الذي يتجه غرب الجنوب الغربي من تايلر هوم Tulor Home . إن الخريطة لا تعكس هذه الحقيقة بصورة واضحة ، فهو موضح بنفس الرمز المستخدم للطرق الرئيسة الأخرى إلا أن هذا الطريق والطريق الآخر الذي يتجه للجنوب الغربي هما الوحيدان اللذان يتصلان بأهم طريق في شبكة طرق بلابيريا ، وأما الطرق الأخرى علي الخريطة فليس لديها هذا الاتصال .
بإن الطرق المحلية ، وخاصة طرق المشاة أكثر سهولة في التحليل والتفسير في هذه الخرائط ، إلا أن المعلومات المتاحة عادة ما تكون قليلة عن هذه الطرق ، وذلك لأن المعلومات تؤخذ في الغالب من الصور الجوية الراسية راجع الفصل العاشر ، والتي لا تعطي الكثير من التفاصيل في هذا الصدد .
جإن الطرق علي الخرائط توضح عادة بمبالغة في حجمها ، حيث تصبح أكثر سهولة عند القراءة والوصف ، فعرض الطريق الموضح علي بعض الخرائط البريطانية مثلا هو 50 متراً بالتقريب ، بينما عرض الطريق الفعلي هو (5) أمتار فقط مما يعني مبالغة رأسية تقدر بـ 10 مرات ، وبالتالي فإن هذا الأمر يؤثر علي أي حسابات قد تجري لتصنيف استغلال الأرض باستخدام طريقة العينة الخطية أنظر الفصل التاسع استخدام الأرض } . ويقل أثر هذا العامل كلما كبر مقياس الرسم إضافة لذلك فإن التغير هو سمة شبكات الطرق والمواصلات ، فدائما تنشأ طرق جديدة ، وأخرى تضمحل وتندثر ، أو يستغني عن استخدامها ولكن علي الرغم من ذلك فإن هنالك مظاهر عديدة للنقل والمواصلات يمكن أن نستقيها من الخرائط  حتى ولو كان مقياس الرسم صغيرا  خاصة إذا كان لدي الفرد الاستعداد التام لاستخدام معرفته ومهاراته ومعلوماته عن أهمية وخصائص الطرق .

شكل رقم ( 22 ) خريطة ارتنجتون

 2  المركزانية : ( أو الوسيطية Centrality or Nodality                                             
في أي شبكة مواصلات هنالك بعض الأماكن التي تتميز بسهولة الوصول إليها عن الأماكن الأخرى ، ويمكن حساب معيار المركزانية بإعطاء قيمة لكل خطوط الشبكة حسب الأهمية التي يقدرها الباحث ففي المثال التالي الشكل 23 } فإن المقياس القيمي حدد للطريق الرئيسي : 3 نقاط ، وللطريق الفرعي نقطتان ، وللطريق غير المرصوف نقطة واحدة ، وأما طريق المشاة فقد حدد له نصف نقطة وكذلك حدد لكل من محطة السكك الحديدية والمطار نقطتان . ( هذا المقياس القيمي خاضع لتقدير الدارس ، ويمكن أن يختلف من شخص لآخر ) .
والجدول التالي يوضح نتيجة حساب الشبكة ، مما يعني أن مدينة كأينما هي الأسهل في الوصول الشكل 23 } من بين المراكز الموضحة علي الخريطة .
                     التوضيــح
عدد النقاط
الموقع
طرق رئيسية واحد طريق فرعي محطة سكة حديد مطار
    15
كاينما
طرق رئيسية + 3 طرق مشاة
    7
جبندور
طريق غير مرصوف + 3 طرق مشاة
    ½2
باو باو
طريق مشاة واحد فقط
  ½ نقطة
  ديما

شكل رقم ( 23 )

 3  سهولة الاتصال Directness     
إن شبكة المواصلات الجيدة يمكن أن تصل أي نقطة بالنقاط الأخرى في الشبكة عن طريق خط مستقيم لذلك فمن الممكن إيجاد معيار سهولة الاتصال بين أي نقطتين ، وذلك بحساب المسافة الفعلية بأقصر الطرق ، ومقارنة ذلك بطول الخط المستقيم الذي يصل بينهما ، أي :
  معيار سهولة الاتصال   =      المسافة الفعلية بأقصر الطرق

                                                                  مسافة الخط المستقيم

مثال مطلوب إيجاد معيار سهولة الاتصال بين المركزين العمرانيين (أو (دإذا كانت المسافة بين (أو (دعن طريق المشاة والطريق الرئيسي = 6.5كلم ، وطول الخط المستقيم الذي يصل (أو (د) 3.2كلم .
معيار سهولة الاتصال  =  6.5  ÷  3.2    =  2.03
ومن الشكل 24 } نجد أن معايير الاتصال لمدينة كاينما مع بعض المدن الأخرى كالآتي :
          النتيـجة
   معيار سهولة الاتصال
        مـن وإلـى
           1.07
   9كلم  ÷ 8.45كلم
     كاينما  جوفار
           1.21
   7.6كلم  ÷  6.3كلم
     كاينما  باو باو
           1.31
   5.55كلم  ÷  4.25كلم
     كاينما  كوياقسما
           2.91
10.75كلم  ÷  3.7كلم
     كاينما  جينقلو
المصدر :
            وعليه فإن أسهل اتصال لمدينة كاينما هو مع جوفار .
لاحظ أن المعياريين السابقين لسهولة الوصول ، وسهولة الاتصال تعطي وصفا رقميا لمظاهر مختلفة لشبكة المواصلات لذلك فإن أيا من هذه المظاهر يحتاج لبعض التوضيحات أثناء عملية التحليل مثلا الأسباب وراء اختلاف قيمة المعايير الأربعة السابقة لسهولة الاتصال .


    • تدريب :


  1- ماذا نعني بشبكات النقل والمواصلات .
                  2- بماذا تساهم شبكات النقل والمواصلات في تطور وتنمية المناطق المختلفة  في شتي بقاع العالم ؟
  3- أذكر أهم العوامل التي تحدد عملية الوصف والتحليل والتفسير لشبكات  النقل والمواصلات من الخرائط الطبوغرافية .
  4- تناول في إيجاز المعايير الرياضية التي يمكن من خلالها إعطاء تفسير رقميا لمظاهر شبكات النقل والمواصلات . 

الفصل التاسع

تحليل استخدام الأرض land Use

أهداف الفصل :

       يهدف هذا الفصل إلى أن يلم الطالب بالآتي :
1- التعـرف علي أنماط اسـتخدام الأرض .
2- فهم واستيعاب طرق تحليل وتفسـير استـخدام الأرض .
3- اكتساب مهارة تطبيق طرق التحليل والتفسير في استخدام الأرض .


 1  مدخل :
رغم أن الجغرافي يستطيع الحصول علي معلوماته عن استخدام الإنسان للأرض من خلال العمل الميداني ، عن طريق وسائل جمع المعلومات المتنوعة ، إلا انه لا يستطيع أن يغطي مناطق كبيرة ، بل يلجا إلى أساليب العينات المكانية المختلفة خطوط  نقاط ) . لكن تحليل وتفسير استخدام الأرض من الخرائط الطبوغرافية خاصة توفر للدارس إمكانية تغطية ودراسة مناطق واسعة وقد يتبادر إلى الذهن التساؤل حول كم المعلومات الخاصة باستخدام الإنسان لسطح الأرض ، والذي يمكن الوصول إليه ، أو التعرف عليه من خلال تحليل وتفسير الخرائط وهنالك مثلا بعض الأدلة المباشرة كالمباني والتي تشير إلى استخدام محدد . - كما أنه وعن طريق دراسة أسماء المواقع والرموز والتي تطرقنا إليها في الفصل الأول من هذا الكتاب  يمكن بسهولة التعرف علي أنماط أخري لاستخدام الأرض شبه الدائمة مثل المناجم ، والمحاجر ، والمصانع ، والحدائق العامة ..... الخ .
 2  الاستخدام الزراعي :
يعتبر الاستخدام الزراعي من أنواع استغلال الأرض غير المستديم ، وذلك حسب فصول السنة ، أو لأسباب وعوامل تسويقية ، أو إدارية لذلك كثيرا ما تفتقد بعض الخرائط لتفصيل نوع استخدام الأرض الزراعي التفصيلي ، وكما أن البيانات التفصيلية وإن اثبتت علي الخرائط قد تتحول بطول الزمن إلى معلومات تاريخية فقط فخرائط استخدام الأرض البريطانية بمقياس 1 : 63360 ، والتي صممت قبل الحرب العالمية الثانية بتفصيل لأنماط الاستخدام ، لا تصلح حاليا إلا للدراسة التاريخية فقط ، لذا استبدلت بسلسلة خرائط جديدة من مقياس 1 : 25000 بتصنيف عام لأنماط الاستخدام الزراعي .
أما تحليل وتفسير النشاطات الزراعية من الخرائط الطبوغرافية العامة فيعتمد استخلاصه علي طبيعة سطح الأرض ، التصريف ، كثافة المزارع أو الحقول الزراعية ، وأي رموز خاصة مستخدمة ذات صلة بالنشاط الزراعي ويمكن أن توضح كثافة الحواشات أو الحقول الزراعية ذات الخصوبة العالية النسبية لتربة المنطقة ، وكذلك نمط الزراعة الكثيفة كما أنه يمكن أن تكون كثافة قنوات الري والتصريف مؤشرا لخصوبة التربة وإنتاجيتها العالية ، والتي تغطي التكلفة العالية لشق الترع ، وإنشاء قنوات الري والصرف .
من كل ما سبق فإن هذه الخرائط لا تعطي تفاصيل حول نمط الاستخدام ، إن كان زراعة محصولات ، أ علف لتربية الحيوانات ، إلا أن المعرفة بجغرافية المنطقة الاقتصادية يمكن أن تعين في الوصول إلى تقدير جيد علي أن المناطق ذات الاستخدام الشجري زراعة الفواكه أو المشاتل مثلا قد تكون واضحة من خلال الشكل والترتيب والتباعد المسافي المنتظم بين الأشجار وتوجد في بعض الخرائط رموز خاصة تستخدم في المناطق المرتفعة لتوضح المناطق غير المزروعة ، أو المخصصة لرعي الحيوان ، والتي يمكن بواسطتها استنتاج أن المزارعين في المناطق يزاولون تربية الحيوان بجانب الزراعة أم لا ولعل المعرفة السابقة بجغرافية المنطقة الاقتصادية يمكن أن تقود إلى استنتاج نوع الحيوان كذلك فإن الرموز الدالة علي المستنقعات ، والمناطق سيئة التصريف يمكن أن تدل علي سيطرة رعي الحيوانات علي هذه المناطق كما أن هنالك بعض المؤشرات التي يمكن أن تقود إلى نوع المحصول المزروع ، فوجود مصنع للسكر يشير إلى أن المنطقة تسود فيها زراعة قصب السكر ، أو وجود رمز يدل علي وجود صوامع غلال فيعني ذلك سيطرة زراعة الذرة أو الحبوب ... الخ .
وبصورة عامة تفرق الخرائط بين النبات الطبيعي والمزروع كما أن بعضها يوضح تفاصيل مثل غابات ، حشائش ، حقول زراعية ، غابات محجوزة ...الخ لذلك فمن الضروري دراسة مفتاح الخريطة جيدا قبل البدء في التحليل والتفسير وكثيرا من الخرائط الأوربية تفرق بين أنواع الغابات عريضة الأوراق أو ابرية الأوراقصنوبر أو مختلطة كما أن رموز مناطق النشاط الزراعي تكون محددة ولكنها بيضاء دون رموز خاصة ، كما قد لا توضح الفرق بين مناطق الحشائش إن كانت لرعي الحيوانات ، أم حشائش برية دون تدخل من الإنسان أو الحيوان .
علي أنه يسهل التعرف علي الغابات أو الأحزمة الشجرية المزروعة من خلال سيطرة نوع واحد من الأشجار كأشجار البان مثلا ، أو من خلال الشكل الهندسي للمنطقة المزروعة شـجريا .

 3  استخدام الأرض التعديني والصناعي :
إن الرموز الدالة علي النشاط التعديني موجودة في كل الخرائط الطبوغرافية تقريبا ، وهي توضح مناطق النشاط بجلاء خاصة التعديني والصناعات الاستخراجية ، فالمحاجر ومواقع التعدين المفتوح تبين برموز خاصة ، كما أن كثيراً ما يشار إلى المناجم بكتابة الكلمة منجم علي المواقع ، وهي كلها في الغالب بعيدة عن المناطق السكنية ، ويرتبط بها الكثير من المواقع لبعض الصناعات الصغيرة ويمكن التمييز بين نوع التعدين المفتوح والعميق من خلال المساحة الكبيرة التي يغطيها نشاط التعدين المفتوح ، وكذلك من خلال شبكة الطرق المخططة جيدا ، والمساحات المخصصة للتخزين ، ومن المراكز العمرانية الحديثة المنشأ .
أما الاستخدام الصناعي فيظهر من خلال التنظيم الوظيفي للمباني ، خاصة قرب خطوط السكك الحديدية والطرق الرئيسية ، أو من خلال بعض التعابير المكتوبة أحيانا علي الخرائط مصنع ، مطاحن ... ألخ ويمكن أيضا من خلال طبيعة المباني ، ومن خلال الأشكال الدائرية التي توضح مستودعات الغاز أو البترول... ألخ ولكن مرة أخرى فأن المعرفة الجغرافية الاقتصادية لمنطقة الدراسة تساعد كثيرا في استنتاج نوع الصناعة ، إلا أن هنالك بعض المؤشرات التي تبرز من خلال الدراسة الجيدة والمتأنية للخريطة ، فالصناعات التي تعالج المواد الخام كصناعة الحديد والصلب كثيرا ما تحتاج إلى مساحات شاسعة .                   
 4  استخدام الأرض لأغراض السياحة والترفيه :
تكون هذه المناطق غالبا بالقرب من المدن ومناطق التجمعات السكانية الكبيرة ، أو علي السواحل ، وتظهر في شكل حدائق عامة وملاعب ومناطق خضراء ، وقد لا تعطي لونا معينا علي الخرائط ، أو رمزا يدل عليها ، ولكنها تتضح في المساحات الواسعة والهندسية الشكل غالبا ، كما انه قد يوضح عليها بالكتابة أو باللون في الخرائط الأوربية .
 5  المناطق غير المستخدمة أو غير الصالحة الاستخدام :
تبقي بعد التعرف علي مظاهر النشاط البشري من الخريطة بقية المناطق ، وهي إما أنها صالحة للاستخدام ولكنها غير مستعملة حاليا ، أو أنها أراضي جرداء غير قابلة للاستخدام مثل المناطق المرتفعة ، أو السيئة الصرف ، ومناطق الكثبان الرملية ، أو الأراضي الملحية الغير صالحة للزراعة أو الإنبات ويضاف إلى ذلك مناطق التحجير والتعدين المفتوح المهجورة ، وكذلك المناطق المخصصة لتجميع الأوساخ والنفايات بشقيه المنزلي والصناعي . 

 6  تحليل وتفسير استخدام الأرض :
يعتمد تحليل وتفسير استخدام الأرض علي دقة وكم المعلومات المبينة علي الخريطة ، وكذلك علي مهارة الدارس وخبرته ولكلي لا يجنح التحليل إلى عملية الوصـف البحت يقترح ديـوري DURY : 1975 } ضرورة الاستعانة بالوسائل الكمية لتصنيف الأنماط المختلفة ، وإلى إعطاء قابلية منطقية للتقسيمات الإقليمية الناتجة ويعتقد ديوري (1975) أن النموذج الذي تبنته الآنسـة أكولمان A. COLEMAN } في بحثها حول نموذج جغرافي لتحليل استخدام الأرض (1969) يشكل تركيبا منظما ، وذلك بالتفريق بين ثلاثة نطاقات رئيسية لاستخدام الأرض وهي النطاق الزراعي  النطاق الصناعي  نطاق الأراضي غير المستغلة ويري ديوري (1975) ضرورة إضافة نظامين آخرين هما نطاق التداخل بين أراضي الاستخدام الزراعي وتلك غير المستغلة marginal fringe ، وكذلك نطاق التنداخل بين المظاهر الريفية والحضرية urban fringe أو rural fringe . ويمكن الرجوع إلى نموذج كولمان في هذا الصدد .
يشتمل نموذج كولمان علي ثلاثة جوانب إيجابية ، وهي كما يوردها ديوري علي النحـو التالي :
1- أنه يعطي إطارا للعمل ، يمكن بواسطته تنظيم وترتيب المعلومات والحقائق الموجودة بالخريطة وبالتالي يساعد علي التعرف علي العلاقات المتبادلة بين مظاهر الاستخدام المختلفة .
2- أنه يعقد مقارنة بين رموز مظاهر الاستخدام ، ورموز الخريطة الأساسية فإن النموذج يساعد علي تفسير التغير في أنماط الاستخدام وكما تقول كولمان (1969) فإن الدراسات الإقليمية كانت تهتم سابقا بإبراز شخصية المكان ، إلا إنها اليوم تركز علي إثبات التغيير .
3- إن النموذج يتحاشي المزالق التي يمكن أن ترد في إطار محاولة توضيح أنماط الاستخدام الأرض من خلال الأقاليم الطبيعية ، أو نشاطات اقتصادية كما أن النموذج يدعم الاتجاه نحو وصف وتحليل أنماط الاستخدام كل علي حدة وتجدر الإشارة إلى أن التركيب الجيولوجي والأساس الطبيعي عوامل مهمة في وجود اللاندشافت الزراعي أو الصناعي ، إلا أن هناك عوامل أخرى لا يشترط وجودها علي الخريطة وتساهم في وجود نمط أو أنماط معينة من استخدام الأرض .
وعموما فإن معظم الباحثين يتفقون علي أنه من خلال الحقائق والبيانات الموجودة علي الخريطة وحدها لا يمكن الجزم بأن شكل أو وحدة طبيعية معينة هي السبب في نمط معين لاستخدام الأرض ، ولكن يمكن القول بأن هذا النمط مرتبط بتلك الوحدة الفيزيوغرافية أو الشكل الطبيعي المعين لذلك فإن دراسة كل العوامل المسئولة عن أنماط الاستخدام السائدة تحتاج إلى معلومات إضافية علي المستوي الإقليمي أو الوطني مثل الأحوال الاقتصادية ، الظروف التسويقية ، سلوك واتجاهات ملاك الأراضي والمساحات الزراعية ... الخ .
ومن المهم أيضا الإشارة إلى نمط التصنيف الذي أوردتـه كولمان في نموذجـها زراعـي  صناعي  غير مستغل ، وما يرتبط به من توزيعات وخصائص  ومن النادر أن يتوفر بكامله علي خريطة طبوغرافية واحدة  إلا أن النموذج يوفر إطارا للتعرف علي استخدام الأرض وتفسير أنماطها ، وتغيرها حسبما هي واضحة في إطار مجال سيطرة كل منها .

    • تدريب :     

  1- ماذا نعني بالآتي :
  خريطة الأساس  استخدام الأرض  الأراضي غير المستغلة .
  2- تناول باختصار أهم أنماط استخدام الأرض .
  3- تناول بالتفصيل نموذج كولمان في استخدام الأرض متضمنا أهم المزايا  والمثالب لهذا النموذج .
  4- ما هي الأسس التي توضع في الاعتبار إذا أردنا تفسير أنماط استخدام الأرض  من الخرائط الطبوغرافية .
 

المراجع والمصادر


أولا المراجع العربية :

أبو عياش ، عبـد الاله  ( 1984 ) : الإحصاء والكمبيوتر في معالجة البيانات مع تطبيقات جغرافية  ، وكالة المطبوعات ، الكويت .
خاروف ، حسن حلمي  ( 1994 ) : الاستشعار عن عد وتفسير المرئيات ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون ، دمشق 
جودة ، حسنين جـودة ( 1979 ) : معالم سطح الأرض ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، الاسكندرية .
راضي ، عادل صباح الدين( 1988) : مقاييس الرسم وتطبيقاتها العملية ، الدار العربية للكتب ، طرابلس .
-  الرديسي ، سمير محمد علي( 1997 ) : العمليات البيوفيزيائية في البيئة الطبيعية منهجية جغرافية مترجم ، الدار السودانية للكتب ، الخرطوم .
سطيحة ، محمـد محمـد( 1975 ) : الجغرافيا العملية والخرائط ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ، بيروت .

عبد الحكيم و الليثي ، صبحي وماهر ( 1969 ) : علم الخرائط ، مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرةالعنقري ، خالـد محمـد ( 1986) : الاستشعار عن بعد وتطبيقاته في الدراسات المكانية ، دار المريخ للنشر والتوزيع ، السعودية .

مصطٍفي ،أحمد أحمـد ( 1986 ) : الجغرافيا العملية والخرائط ، دار المعرفة الجامعية ، الاسكندرية 


ثانيا المراجع الأجنبية :

- Burgess, E. W., ( 1929 ) : Urban Areas in T. V. Smith and White, L. D. ( eds ) : chicage : An Experiment in Social Science Pesearch . university of Chic. Press . pp. 133 – 138 .
- Bygott,  J.       ( 1952 ) : An Introduction to Mapwork and Practical Georaphy , University Tutenr Press, London .
- Dury, G. M., Moodie, A. E. and Brookfield , H. C., ( 1967 ) : Map Interpretation ,  Pitman and Sons LTD . London .             
- Galbraith, I.    ( 1981 ) : Map Reading and Analysis , Oxford University Press , Oxford
- Hamblin, W. K. and Howard, J. D. ( بدون تاريخ ) :  physical Geology , Laboratory Manual .
- Horton, R. E.   ( 1945) : Erosional Develoment of Streams and their Drainage Basins , Bull – geol – Soc. Am. 56 (1), 275 – 370 .
- Kariel, H. G. and Karel P. E. ( 1972 ) : Explanation in Social Geography , Addition Wesley Pub. London .
- Shreve R. E. ( 1967 ) : Infinite Topogically , raaelom channal network , J. Geol. 74, 17 – 37 .
- Stamp, L. D. ( 1957 ) : The Word , General Geography , Longman , Green and Co. , London .
- Sparks, B. W. ( 1986 ) : Geomorphology , thrid edition , Longman .
- Speak and Carter, A. H. C. ( 1964 ) : Map Reading and Interpretation , Longman , London .
- Thomas, M. Lillesand and Ralph W. Kiefer ( 1987 ) : Remote Sensing and Image Interpretation , John Wiley & Sons ,
- Thompson, R. D. (et al ) ( 1986 ) : Processes in Physical Geography , Longman .
- Von Englen O. D. ( 1942 ) : Geomorphology , The Maemillan come , New York . 
  

تدريبات عامة

مستعينا بالرموز الموضحة في الملحقين ( 1 و 2 ) أجري التدريبات العامة التالية والموضحة بالتمارين ( 1 ، ، 3 ) .

تمرين ( 1)

أدرس الملحق ( 3 ) جيدا ثم أجب عن الأسئلة الآتية :
*مستعينا بما درسته أكتب وصفا للمنطقة التي تغطيها خريطة اوتوتو UTUTU   .
ما هي خصائص طرق النقل والمواصلات علي الخريطة ؟

تمرين ( 2)

أدرس الملحق ( 4 ) خريطة KANEMA جيدا ثم أجب عن الآتي :
أكتب تفسيرا لشبكة الطرق والمواصلات في الخريطة .
أكتب تفسيرا لأنماط الاستيطان الموجودة بالخريطة .
أكتب تفسيرا لأهمية مدينة كأينما إلى نوع تنمتي مدينة كأينما ؟ ولماذا ؟


تمرين ( 3)

أدرس الملحق ( 5 ) خريطة ARTHINGTON جيدا ثم أجب عن الآتي "
أكتب تفسيرا للمنطقة التي تغطيها الخريطة من الناحتين الطبيعية والبشرية .


الملحق رقم ( 1)

الملحق رقم ( 2)

الملحق رقم ( 3)
  

الملحق رقم ( 4) 

الملحق رقم ( 5)





 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا