التسميات

الخميس، 21 سبتمبر 2017

أسباب نشوء المناطق العشوائية ...



أسباب نشوء المناطق العشوائية

إعداد:

ريم شريدة العميري

1432هـ

المدخل:

  تتمثل ظاهرة نشوء المناطق العشوائية في قيام شريحة من المجتمع بأخذ المبادرة وحل مشكلاتها الإسكانية بمفردها خارج نطاق السلطة الرسمية وبعيداً عن نفوذها أو تدخلها ويتم ذلك بإمكانيتها المادية والثقافية المحدودة ,مما ينتج عن ذلك بيئة عمرانية غير مقبولة من كافة النواحي حيث ينقصها الكثير من القيم والمبادئ المعمارية والبيئية والتخطيطية السليمة وهي ظاهرة خطيرة وترجع خطورتها إلى كبر حجمها حتى أنه لم يكن بالإمكان تجاهلها في الكثير من دول العالم.( جرادات,صالح, 2009م:1).

  وقد بدأت ظاهرة الإسكان غير المشروع كرد فعل لعوامل متعددة، منها الاقتصادية والسياسية الديموجرافية والظروف الطبيعية، ما دفع العديد من سكان المناطق الريفية وغيرها، للنزوح نحو المدن والعواصم للإقامة على أطرافها، دون التقيد بقوانين ملكية الأراضي، ودون التقيد بنظم ولوائح التخطيط العمراني.وعادة ما تشيد المساكن العشوائية من الصفيح أو الزنك أو الخشب أو الكرتون في شكل أكواخ متفرقة، وذات أزقة ضيقة يصعب تحرك المركبات داخلها. وغالباً ما تفتقر مناطق السكن العشوائي للخدمات الضرورية كالصحة والصرف الصحي وإصحاح البيئة والخدمات الأمنية وغيرها من الخدمات الأساسية.

  واستخدمت العديد من المصطلحات للمناطق العشوائية كمدن الكرتون ومدن الصفيح، والإحياء الفقيرة ، والمدن العشوائية ، التي تعرف بأنها مناطق أقيمت مساكنها بدون ترخيص وفي أراضي تملكها الدولة أو يملكها آخرون، وعادة ما تقام هذه المساكن خارج نطاق الخدمات الحكومية ولا تتوفر فيها الخدمات والمرافق الحكومية لعدم أعتراف الدولة بها.

  وقد ذكر النعيم عن(البداينة، 1998) بأنه على الرغم من اعلان الأمم المتحدة عام 1987م كعام دولي لإسكان من لا مأوى لهم، ألا أن نسبة كبيرة من المساكن في الدول النامية تشيد قبل الحصول على ترخيص وموافقة الجهات المختصة على البناء وتـــتراوح نسبة من يسكنون في أحياء غير مخططة وغير قانونية في معظم المدن العربية بين 30% و 60% كما أوضحت الدراسة التي أجراها المعهد العربي لإنماء المدن في عام 1997م أن نحو 60% من العشوائيات في المجتمع العربي توجد على أطراف المدن و 30% توجد خارج النطاق العمراني، وتوجد 8% فقط وسط العاصمة. كما كشفت تلك الدراسة عن أن 70% من تلك العشوائيات قد شيدت بطريقة فردية و 22% شــيدت بطريقة جماعية. ولا تزيد نسبة المباني المستأجرة في الأحياء العشوائية عن 70%. كما أوضحت تلك الدراسة أن معظم العشوائيات في الدول العربية تفتقر لخدمات الصرف الصحي. ومياه الشرب النقية ونقص المواد الغذائية وتنتشر فيها البطالة والجريمة والمخدرات والاعتداء على الممتلكات .

  أن المساكن العشوائية في الدول العربية تشكل معوقاً للتنمية، وبؤرة للمشاكل الاجتماعية والصحية والأمنية .فقد أصبحت الإحياء العشوائية مناطق مغلقة، تصعب السيطرة عليها من قبل الأجهزة الأمنية.

  ففي جمهورية مصر العربية على سبيل المثال بدأت العشوائيات تشكل الانطلاق للجماعات المسلحة وكثرت فيها ما يعرف بالزاويا التي تنتشر فيها أفكار التطرف وتنشط فيها الجماعات الإرهابية. وأظهرت بيانات أمن الدولة العليا المصرية أن نسبة كبيرة من أعضاء التنظيمات المتطرفة والإرهابية تأتي من مناطق عشوائية بالقاهرة والجيزة. .(النعيم,عبدالله,2004 : 1)

  وقد أشار النعيم عن (البطران، 1995) بان عدد المناطق العشوائية في جمهورية مصر العربية بنحو 1034 منطقة، منها 903 منطقة مطلوب تطويرها وهنالك 81 منطقة مطلوب إزالتها .ويسكن في تلك الأحياء العشوائية نحو 6ر12 مليون نسمة، ويشكلون نحو 46% من أجمالي سكان المراكز. .(النعيم,عبدالله,2004 :1)

  أشار  النعيم عن الدراسة التي أجراها( مارتيني، 1997) في مدينة حلب بسوريا أن معظم سكان العشوائيات نازحون من الريف ويمثلون 47% من سكان العشوائيات. وهذا بالإضافة إلى أن 34% قد نزحوا من المدن المجاورة أو من وسط المدينة إلى أطرافها، وتشكل هذه العشوائيات حزام فقر حول مدينة حلب، تنتشر وسطها الجرائم. كما تتصف الإحياء العشوائية بمدينة حلب بارتفاع حجم الأسرة الذي يبلغ نحو 2ر7 فرداً. .(النعيم,عبدالله,2004 :1)

  وانتشرت ظاهرة العشوائيات في دول المغرب العربي، حيث اتضح أن نحو 50% من سكان المناطق الحضرية في المملكة المغربية يقيمون في إحياء عشوائية. كما اتضح أن نحو 6% من سكان العاصمة الجزائرية يقيمون في إحياء عشوائية تفتقر إلى الخدمات الضرورية لحياة الإنسان، وتنتشر فيها الجريمة ويُختبئ فيها عصابات الإرهاب ومختطفو الرهائن.

  ويعزي ازدياد عدد العشوائيات في البلاد العربية لعوامل عديدة، أهمها الهجرات المتزايدة نحو المدن والمراكز الحضرية الناتجة عن التنمية غير المتوازنة وعدم الاهتمام بالمناطق الريفية من حيث تحسين الأجور وتحسين الخدمات. كما أدى ارتفاع قيمة الأراضي وارتفاع ايجارات المنازل في المدن والعواصم لنزوح بعض الأسر الفقيرة لأطراف المدن وإقامة في الإحياء العشوائية. هذا بالإضافة لعدم تطبيق قوانين ملكية الأراضي والقوانين الخاصة بترخيص المباني .(النعيم,عبدالله,2004 :1)

   ويشير(المحيسن وخطاب ، 1997) لدراسة أجريت في الكويت إلى أنه على الرغم من أن مشكلة انتشار العشوائيات في الكويت لم تصل بعد إلى المستويات الخطيرة التي وصلتها في بلاد أخرى، إلا أن هذا لا ينفي وجودها . فقد نشأت بعض الإحياء العشوائية بمنطقتي السالمية وصباح السالم. 

   كما ظهرت مناطق عشوائية على أطراف المناطق السكنية القائمة كمنطقة شرق القرين ومنطقة رأس عشيرج. كما أوضحت تلك الدراسة أن المناطق العشوائية في الكويت تمثل مناخاً ملائماً لانتشار الجريمة وإيواء الخارجين على القانون، حيث يصعب على قوات الأمن السيطرة عليها نتيجة لضيق الأزقة وعدم انتظام الطرق وصعوبة معرفة دروبها مسبقاً (النعيم,عبدالله,2004 :1)

نماذج أسباب نشوء المناطق العشوائية 

1-المملكة العربية السعودية/ 

  نشأت المناطق العشوائية في فترات النمو السريع للمدن المملكة نتيجة للنمو السكاني المتزايد والسريع في المدن , الناتج عن الزيادات الطبيعية للسكان والهجرات الداخلية من الهجر والقرى والبوادي إلى المدن الكبرى وكذلك الهجرات الخارجية وقد كان للزيادة السكانية المفاجئة والمرتفعة والغير مخطط لها من آثار سلبية كبيرة على العمليات التنموية واختلال التوازن السكاني بين المدن والبادية وقد أدى ذلك الى زيادة نسبة سكان المناطق الحضرية,وقد صاحب هذا النمو المتزايد والكبير في السكان 

  وقد ذكر في (مشروع لائحة تطوير المناطق العشوائية في منطقة مكة المكرمة, 1429هـ)

الأسباب التالية لنشئة المناطق العشوائية في المملكة كالتالي/

- مناطق عشوائية نشأت ببناء المساكن والمباني بإجتهادات فردية من الأفراد بعضها بتراخيص وبعضها بدون تراخيص، وهي مناطق غير منظمة ولا تكتمل بها الخدمات والمرافق الضرورية وتصعب فيها حركة المركبات ولا يمكن معالجتها من خلال برامج التنمية العمرانية الإعتيادية.

- مناطق عشوائية شبه منظمة نشأت بدون تراخيص ولها تقسيمات شبه هندسية، وهي مناطق يسهل التعامل معها بالتطوير والتحسين، ويمكنها أن تستجيب لمعالجات وبرامج التنمية العمرانية المختلفة.

- المنطقة التاريخية أو البلد القديمة، التي تمثل النسيج العمراني العضوي التقليدي المخطط بطريقة عفوية بمبانيه القديمة التي لم تستخدم فيه تقنيات البناء الحديثة، فتلك المنطقة كانت تعتبر مركز المدينة القديمة والتي نشأت طبقا لظروف الحقبة التاريخية المحيطة بها، حتى أن بعض طرقاتها ودروبها كان مناسبا لحركة العربات التي تجرها الدواب ولا تستوعب حركة السيارات الحديثة، فهي ليست عشوائية بنفس المفهوم السابق وبالتالي يجب التعامل معها بعناية فائقة ضمن أطر الحفاظ والتجديد المتعارف عليها مهنيا، حيث تتسابق المدن العالمية في تبني وتطبيق برامج وأساليب الحفاظ على المناطق التاريخية التي تمثل الهوية المحلية والطابع العمراني المميز للمدن.

  كما أرى مجموعة من الظواهر الأخرى التي ساعدت على نشوء المناطق العشوائية بالمملكة ومنها : -

عدم وجود مخططات تنظيمية لعدد كبير من المدن والقرى بالمملكة. 

عدم قدرة السلطات المحلية على مواجهة هذه الزيادات الكبيرة في السكان وحل المشكلات المترتبة عليها وضعف أجهزة الرقابة فيها . 

عدم توفر إسكان شعبي اقتصادي ملائم لهذه الفئات. 

النقص في الأراضي المنظمة والمناسبة لذوي الدخل المتدني 

الارتفاع في أسعار الأراضي وما تبعه من عدم مقدرة بعض الفئات الشعبية على شراء الأراضي والبناء عليها. 

عدم وجود مخططات شاملة لاستعمالات الأراضي للمناطق الواقعة خارج حدود المدن والقرى.

ضعف الاهتمام بالتنمية المحلية والإقليمية والتي تهدف إلي إعادة توزيع سكان البلاد والخروج من الوادي الضيق إلي مجتمعات جديدة تستقطب تيارات الهجرة.

هذه الأسباب ساعدت في فترة زمنية سابقة من نشوء بعض الأحياء العشوائية في بعض مناطق المملكة العربية السعودية.

2-جمهورية مصر العربية/

  أما في جمهورية مصر أدى خروج السكان عن النظام إلى قيامهم ببناء مساكنهم سواء على أرضى الدولة أو على الأراضي الزراعية والصحراوية أو بزيادة الأدوار عن الحد القانوني وترتب على ذلك ظهور وانتشار المناطق العشوائية في مصر بهذا الشكل المخيف ويمكن توضيح الأسباب التى أدت إلى انتشار ونمو الإسكان العشوائي في الآتي (حسين,2001م:8):

 التناقص التدريجي في عرض الوحدات السكنية منخفضة التكلفة التى تكون في متناول يد الشرائح منخفضة الدخل من السكان بالقياس إلى الطلب عليها .

 الهجرة الداخلية من الريف الى الحضر.

 تردى الأوضاع الاقتصادية لدى المواطنين .

 ضعف دعم الدولة لقطاعات الإسكان العامة المخصصة لذوى الدخول المتدنية.

 عدم تطبيق قوانين التخطيط العمراني والبناء والتنظيم وتقسيم الا راضى الزراعية بكل دقة مع قسوة الاشتراطات البنائية وشدتها كل ذلك أدى إلى زيادة ونمو المناطق 

العشوائية بالإضافة إلى عدم توافر إمكانيات كافية للجهات الرقابية على عملية البناء لمواصلة دورها الرقابي.

3- المملكة الأردنية/

 وفي الأردن نشأت المناطق العشوائية نتيجة للنمو السكاني المتزايد والسريع في المدن الأردنية الناتج عن الزيادات الطبيعية للسكان والهجرات الداخلية من الأرياف والبوادي إلى المدن الكبرى وكذلك الهجرات الخارجية وقد كان للزيادة السكانية المفاجئة والمرتفعة والغير مخطط لها من آثار سلبية كبيرة على العمليات التنموية واختلال التوازن السكاني بين المدن والأرياف وقد أدى ذلك الى زيادة نسبة سكان المناطق الحضرية,وقد صاحب هذا النمو المتزايد والكبير في السكان مجموعة من الظواهر الأخرى التي ساعدت على نشوء المناطق العشوائية ومنها : عدم وجود مخططات تنظيمية لعدد كبير من المدن والقرى الأردنية . 

 وجود أراضي بمساحات كبيرة داخل بعض المدن وعلى حدودها مسجلة باسم خزينة الدولة لكنها مخصصة كواجهات عشائرية وغير مسوية مساحيا ويتم البيع فيها بواسطة مضبطة عشائرية غير معترف بها. 

 عدم وجود مخططات شاملة لاستعمالات الأراضي للمناطق الواقعة خارج حدود المدن والقرى.

ومع توضيح الأسباب السابق ذكرها فإنه من الصعب حصر كافة الأسباب والعوامل التى أدت إلى ظهور ونمو المناطق العشوائية أو أسهمت بشكل غير مباشر في نموها وانتشارها ، ولكن من الواضح ان عملية نمو المناطق العشوائية هي محصلة لعدة عوامل أو ظروف قد تكون عالمية أو إقليمية أو محلية هذا مع التأكيد على العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التى أدت إلى نمو العشوائيات

المراجع/

- ( أمانة بلدية مكة المكرمة, (1429هـ).مشروع لائحة تطوير المناطق العشوائية في منطقة مكة المكرمة, المقرة في شهر جمادى الأول, 1429هـ)

- ( حسين, أحمد, (2001): نحو إستراتيجية شمولية لمعالجة السكن العشوائي. مجلة الجامعة الاسلامية . (9) (2).

- جرادات,صالح,(2009م).ورقة عمل بعنوان: دور وزارة الشؤون البلدية في الحد من ظاهرة السكن العشوائي ومكافحة الفقر في المدن وإعداد استراتيجيات تطوير المدن .مقدمة في المؤتمر الإقليمي الثاني.(المبادرات والإبداع التنموي في المدينة العربية ).المقام في تاريخ: 27-29 نيسان 2009.عمان,الأردن.

- (النعيم,عبدالله,(2004م).مقال علمي بعنوان: الأحياء العشوائية وانعكاساتها الأمنية.مقدمة إلى ندوة ( الانعكاسات الأمنية وقضايا السكان والتنمية ).القاهرة 22/ 12/2004م ,مصر)

- المصادر/

(المعهد العربي لإنماء المدن, (1997م).المدينة العربية واقعها وحاضرها وتحدياتها للمستقبل. في أعمال المؤتمر العاشر لمنظمة المدن العربية. دبي 3 5 يوليو 1994م. الرياض، المملكة العربية السعودية.)

( البداينة، ذياب,( 1998م).التحضر والجريمة في المجتمع العربي. ندوة المدينة والسكن العشوائي , حمريه مكناس . 20 22 ابريل 1998م.)

المصدر: مجلة ومنتدى العلوم الاجتماعية -12-2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا