التسميات

السبت، 11 نوفمبر 2017

الصلات التجارية بين شمال شبه جزيرة العرب والهند من القرن الأول وحتى القرن السادس الميلادي


الصلات التجارية بين شمال شبه جزيرة العرب والهند 
من القرن الأول وحتى القرن السادس الميلادي
أ.م.د. قيس حاتم هاني الجنابي
كلية التربية الأساسية/ جامعة بابل
 مجلة كلية التربية الأساسية - جامعة بابل -العدد 7  -  آيار/2012م
المقدمة
احتلت شبه جزيرة العرب أهمية بالغة في التاريخ، وتكمن هذه الأهمية في بروز حضارات عريقة مهمة كانت هي الأبرز في حضارات العالم عموماً لما أنتجته في شتى المجالات، فضلاً عن بروزها كحلقة وصل بين الشرق والغرب نقلت البضائع التجارية ما بين مراكز وموانئ التجارية في تلك المناطق، وكانت شمال شبه جزيرة العرب هي الأبرز في مجال نقل التجارة من الهند والصين إلى موانئ البحر المتوسط وبالعكس، الأمر الذي أثرى هذه المنطقة وأدى إلى بروز ممالك مهمة فيها كمملكة الأنباط ومملكة تدمر ومملكة الحيرة.
وقد تطلبت طبيعة البحث تقسيمه على عدة مباحث تناولنا فيها تحديد منطقة شمال شبه جزيرة العرب ثم قول العرب في التجارة، وأهم الطرق التجارية العالمية التي تمر بمنطقة الدراسة، وبعدها فصلنا في العلاقات التجارية بين الأنباط والهند وبين تدمر والهند وبين الحيرة والهند.
ولانجاز البحث اعتمدنا على عدد لا بأس به من المصادر الأولية والمراجع المهمة التي أثرت موضوع البحث، ويقف كتاب (الإشارة إلى محاسن التجارة) للدمشقي في مقدمة هذه الكتب، وكتاب (المقدمة) لابن خلدون، وكتاب (المفصل في تاريخ العرب) للمرحوم الدكتور جواد علي، وكتاب (العرب والتجارة الدولية منذ أقدم العصور إلى نهاية العصر الروماني) للمرحوم الدكتور منذر عبد الكريم البكر، وكتاب (طريق البخور والحرير) لشوقي شعث، وكتاب (طريق الحرير وتدمر مدينة القوافل) لبشير زهدي، وكتاب (تدمر وتجارتها التدمرية) لميشيل غافيكوفسكي، وغيرها من الكتب المهمة التي أدرجناها في قائمة في نهاية البحث.
حدود منطقة شمال شبه جزيرة العرب:
تشمل منطقة شمال شبه الجزيرة العربية بلاد الشام وجزء من العراق، أي ما يعرف بالهلال الخصيب، إذ أن الهلال الخصيب امتداد لا يمكن فصله عن شبه جزيرة العرب، وهو جزء لا يختلف من حيث طبيعته الصحراوية، وخواصه عن سائر أنحاء بلاد العرب([1]).
والحدود الشمالية لشبه جزيرة العرب حسبما يراه (ابن الفقيه الهمذاني)([2]) تمتد من مجرى نهر الفرات الأسفل في الشمال الشرقي إلى شواطئ فلسطين على ساحل البحر المتوسط في الشمال الغربي، في حين أن (الهمداني)([3]) يرى أن الحدود الشمالية لجزيرة العرب تشتمل على شبه جزيرة سيناء وفلسطين والجزء الأكبر من سورية وبادية العراق، ويؤكد المستشرق الروسي (بلياييف)([4]) في أن بادية الشام كانت جزءاً من شبه الجزيرة العربية، وأن الحدود السياسية بين الإمبراطوريتين الساسانية والبيزنطية، في القرنين الخامس والسادس الميلاديين، كانت مرسومة على نحو يبقي بادية الشام في حوزة سكانها الأصليين، وهذا ما تؤيده التسمية التي أطلقها العرب على بلادهم (جزيرة العرب) لأن الماء محيط بها من جميع الجهات، وهي بذلك ضمت معظم بلاد الشام كما ضمت جزء من أراضي العراق مما يقع غرب نهر الفرات.
وتسمية بلاد الشام التي أطلقت على القسم الأكبر من شمالي شبه الجزيرة العربية، إنما كانت تعني الشمال في لفظ العرب، وكانت لفظة اليمن تعني الجنوب، ويطلق اسم الشامة في الوقت الحاضر على الحدود الشمالية للسعودية المحاذية للأردن، ومما تقدم يبدو أن لفظة الشام واليمن كذلك لم تكن قبل الإسلام دلالة على تسمية لرقعة جغرافية محددة، إنما كانت تمتد لتشتمل على مساحات غير محددة تقع على شمال أو يمين الكعبة أو الحجاز عموماً، وهذا ما تشير إليه تسمية القسم الشمالي من الدار في بعض مناطق الجزيرة بـ(شام الدار)([5]).
رأي العرب في التجارة:
أدت التجارة دوراً بارزاً في حياة سكان شبه جزيرة العرب قبل الإسلام، وقد نظر العرب إلى التجارة بكل احترام وتقدير، ولذلك أشار الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم إلى مواضع كثيرة إلى التجارة([6])، وضرب بها الأمثال في مواقف متعددة لما لها من وقع وتأثير في حياة العرب قبل الإسلام وخلاله، وعدو التجارة كأفضل مهنة للارتزاق([7])، والتجارة في رأي العرب: ((محاولة الكسب بتنمية المال بشراء السلع بالرخص وبيعها بالغلاء))([8])، وربح التجارة يأتي ((إما أن يختزن السلعة ويتحين بها حوالة الأسواق من الرخص إلى الغلاء فيعظم ربحه وإما بأن ينقله إلى بلد آخر تنفق فيه تلك السلعة أكثر من بلده الذي اشتراها فيه فيعظم ربحه))([9])، فـ((التجارة هي عملية شراء من زاهد أو مضطر وبيع إلى راغب أو محتاج))([10])، وقد عرفوا حقيقة التجارة في أنها شراء البضاعة بسعر رخيص أو وقت رخصها وبيعها وقت الغلاء أو عند ارتفاع أسعارها([11])، والتجار ثلاثة أصناف: الخزان الذي يشتري البضائع من أصحابها بصورة مباشرة ويخزنها في أماكن خاصة إلى أن يبيعها على الصنف الثاني من التجار وهو (الركاض)، الذي يقوم بعملية شراء البضائع من الأسواق التي تتوافر فيها ونقلها إلى أسواق أخرى تطلب هذه البضائع، فيبيعها إلى الصنف الثالث وهو (المجهز) الذي يستقبل البضائع المستوردة ويبيعها في السوق([12]).
الطرق التجارية الرئيسة في شبه جزيرة العرب:
تتحكم بالطرق مجموعة من العوامل الجغرافية التي تؤثر في وجود الطريق التجاري، ويعد عنصر الأرض بتضاريسها المختلفة أهم هذه العناصر، فضلاً عن وجود المياه الصالحة للشرب وتوافره على مسافات كافية في محطات على الطريق، أما العلف والطعام بصفتها عناصر مؤثرة فيمكن أن ينقلا مع القوافل إن قضت الضرورة بذلك، وكانت المسافات الخالية من المرعى ومحطات التزود بهما طويلة، أما المؤثرات البشرية والسياسية فإنها وإن كانت ذات أهمية بارزة في الطرق والحركة على امتدادها وحمايتها وصيانتها، إلا أن أثرها كان أقل من العناصر الجغرافية، وكانت الطرق التجارية عاملاً مهماً من عوامل نشأت المدن والممالك في شمال شبه جزيرة العرب، والطرق البرية أوضح تأثيراً في تفاعل القبائل العربية مع التجارة إلى حدٍ كبير من الطرق البحرية، ويمكن أن نهتدي إلى الطرق البرية ومعرفتها بمعالم أهمها: وجود مدن ذات ارتباط تاريخي في منطقة من المناطق، وفي خط يغلب أن يكون متصلاً، وهذا نجد له مثالاً في الطريق التجاري بين جنوبي الجزيرة العربية وشمالها، وهناك علامة أخرى نتعرف بها على الطريق البري وهي النقوش أو الكتابات من حيث كثرتها([13])، أما أشهر الطرق الرئيسة التي مرت في شبه جزيرة العرب فهما طريق البخور وطريق الحرير:
  1. طريق البخور: التجارة حرفة قديمة، عني بـها العرب في شبه جزيرتـهم منذ زمن بعيد، وأسهموا فيها بقدر كبير، وخاصة أهل اليمـن الذين كان لهم دور ريادي في التجارة العالمية حيث اشتغل بـها الملوك والأقيال ورجال الدين والحاضـر والبـاد ممـا حدا ببعض الباحثيـن إلى الاعتقـاد بأن الحضارة اليمنية قامت على التجـارة مع البلـدان الأخـرى([14])، وكانت سلع البخـور في نظرهم هي عماد هذه التجارة، وهو أحد الطرق التجارية الرئيسة الذي يربط بلاد العرب ببلدان الشرق والغرب، ويشكل البخور السلعة الرئيسة التي توجر بها على هذا الخط، إذ يشكل البخور عنصراً مهماً في الطقوس الدينية التي كانت متبعة في العالم القديم([15])، ويبدأ هذا الطريق في بلاد العرب الجنوبية من منطقة ظفار، ويمر بعدة مناطق منها: شبوة ومأرب وتمنع وقرناو، وتلتقي بمختلف اتجاهاتها في نجران، وعندها يتفرع الطريق إلى اتجاهين: الأول نحو الشمال الشرقي عبر قرية الفأو في وادي الدواسر، ثم عبر اليمامة إلى جرها على الخليج العربي، ثم إلى جنوب وادي الرافدين([16])، والطريق الرئيس يستمر من نجران نحو شمال شبه جزيرة العرب إلى أن يصل إلى ديدان (العلا) ثم إلى البتراء ثم يتفرع إلى فرعين أحدهما يذهب إلى غزة على البحر المتوسط، والثاني يذهب إلى تدمر، والثالث إلى مصر، وقد استحدث فرع آخر فيما بعد يصل بين إيلة (العقبة) ثم تدمر ماراً بربة عمون وبصرى، ولاقى الفرع الثالث عناية خاصة من حكام وملوك الشام، إذ أقاموا له نقاط حراسة ومراكز استراحة على امتداد الطريق إلى الحدود الفاصلة بين الشام والحجاز([17])، ويلاحظ على طريق البخور أنه لم يكن مستقراً بصورة دائمة، بل كان يزدهر ويختلف تبعاً للظروف المختلفة([18]).
  2. طريق الحرير: تعد طريق الحرير البري واحد من أهم الطرق القديمة وأطولها وأشهرها في العالم، امتد من الصين إلى السواحل الشرقية للبحر المتوسط وإلى منطقة بيزنطيوم واليونان، لمسافة تقدر بنحو (9000كم)، وترجع شهرة الطريق إلى القرن الثاني قبل الميلاد، واستمر نشاطه حتى القرن الثامن الميلادي، أي قرابة الألف سنة، وهو بذلك يعد الطريق التجاري الرئيس الثاني الذي يربط بلاد العرب ببلدان الشرق والغرب، وبلاد العرب هنا بمثابة محطة وصل واستراحة لهذا الطريق([19])، إذ كانت الصين الموطن الأصلي للحرير الذي يصدر عبر هذا الطريق إلى حوض البحر المتوسط([20])، وكان الحرير يصنع في بعض مدن شمال شبه جزيرة العرب ثم صدر إلى الخارج، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون كل الحرير المصنع الذي يصل إلى أوربا وغيرها قد صنع في بلاد العرب، إلا أن وقوع شمال شبه جزيرة العرب على طريق الحرير بعدها أقرب نقطة تصل بين مدن حوض الفرات وبين الساحل الغربي لحوض البحر المتوسط جعل منها المستفيد الأكثر من هذه التجارة، فضلاً عن أن الطريق المار عبر أراضيها أكثر سهولةً وأفضل عبوراً ومروراً وأكثر أمناً وسلاماً للقوافل التجارية، وربما كان هذا سبباً في تفوق طريق الحرير البري على طريق البخور البحري([21])، ويرتبط طريق الحرير بشمال شبه جزيرة العرب عن طريق فرعي يأتي من بلاد فارس، فبعد أن يمر طريق الحرير بـ(سمرقند([22])) ينعطف إلى جهة الجنوب الغربي ليصل بلاد فارس ثم إلى (مرو([23])) التي كانت ملتقى الطرق البرية، ثم يتجه إلى (طيسفون([24])) ثم (هيت) على نهر الفرات ومنها إلى تدمر، ومنها إلى مدن الساحل الغربي للبحر المتوسط، ومنها تنقل إلى أوربا([25])، وكان للأمان الذي وفره سكان شمال شبه جزيرة العرب للقوافل التجارية أثرٌ في تفضيلها سلوك هذا الطريق، إذ أن الطرق التجارية عموماً لم تكن ثابتة المسالك بحسب الحالة الأمنية، وقد برع العرب في تكوين فرق لقيادة القوافل التجارية في الطرق الصحراوية التي خبروها جيداً([26]).
علاقة الأنباط التجارية مع الهند:
بزغ نجم الأنباط في مجال التجارة الدولية من خلال المراكز التجارية التي كانت تابعة لهم، والتي توافرت فيها بعض المزايا التي أهلتها لتبوأ هذه المكانة المرموقة في التجارة العالمية، ولعل الموقع هو أهم الأسباب التي ساعدت على قيامها بهذه المهام، إلا أن نشاط التجار الأنباط لم يقتصر على المراكز التجارية التي كانت تابعة لهم حسب، بل امتد نشاطهم التجاري ليغطي معظم المراكز التجارية المعروفة في العالم يوم ذلك، فكان لهم وجود في موانئ البحر المتوسط وموانئ الخليج العربي وموانئ الهند والصين([27])، والأنباط من الشعوب العربية التي جمعت ثروة عظيمة، واكتنزت الذهب والفضة بفضل اشتغالها بالتجارة، إذ موقعها الممتاز الذي تلتقي عنده جملة من الطرق التجارية البرية التي كانت عماد طرق القوافل في ذلك الزمان، وقد حملت القوال التجارية البضائع التجارية من الهند، فضلاً عن منتجات إيران والدويلات العربية الشرقية كالحيرة وتدمر لتوزع منها في الشام ومصر وموانئ البحر المتوسط([28])، وتجدر الإشارة إلى أن أهم المواد التي كان يتاجر بها في العالم القديم هي لؤلؤ الخليج العربي وذهب السودان وتوابل الهند وحرير الصين([29]).
امتد النشاط التجاري للأنباط إلى مناطق نائية، فقد عثر على آثار تجارتهم في شرق آسيا لاسيما بلاد الهند([30])، وتمكن الأنباط من استغلال موقع بلدهم لمرور شرايين التجارة بين اليمن وبلاد الشام بها([31])، وعمل ملوك الأنباط بكل ذكاء على الاستفادة من هذه الطرق واستغلالها لمصلحتهم ومصلحة مملكتهم، وتمكن الأنباط من تكوين علاقات تجارية مع مراكز تجارية كانت شبه مستقلة عن الفرثيين، منها ميناء جرها على الخليج العربي، وخاراكس عند ملتقى نهر الكارون بنهر دجلة، لذا نجد أن الأنباط اتصلوا مع تجارة الهند، إذ كانت التوابل المادة الرئيسة التي كانت تستورد من الهند([32]).
من الطرق التي ربطت الأنباط بتجارة الهند الطريق الذي يخرج من البتراء إلى شمال سوريا، ويمر هذا الطريق في الطفيلة ثم الكرك ثم إلى ذبيان ثم مأدبا ثم عمان ثم جرش فالمفرق (جميعها في الأردن حالياً)  ثم إلى درعا (في سوريا حالياً) ثم بصرى ثم من هناك إلى دمشق وشمال سوريا، وقد سيطر الأنباط في امتدادهم إلى الشمال على الطريق الذي عرف في العصور الإسلامية بـ(الطريق السلطاني) الممتد بين دمشق والبحر الأحمر، ثم استولوا على مدائن صالح بطريق تجارة الخليج وبجنوب بلاد العرب، الأمر الذي جعلهم قريبين من الحوراء على البحر الأحمر وهذا يصلهم بالطريق البحرية إلى الهند([33]).
هناك أيضاً طريق آخر يربط البتراء بالطريق البحري إلى الهند عن طريق جرها، وهو طريق تجاري مهم يصل الخليج العربي بمدينة البتراء، إذ يربط البتراء مع مدينة (جرها) على الخليج العربي، ولم يكن شأن هذه المدينة في التجارة أقل من شأن البتراء، وقد عمل ملوك الأنباط بكل ذكاء على الاستفادة من هذه الطرق واستغلالها لمصلحتهم ومصلحة مملكتهم([34]).
كانت البتراء تقوم بدور الوسيط في عملية نقل السلع إلى مصر وموانئ البحر المتوسط وأماكن أخرى، وبدأت تفقد مكانتها تدريجياً بعد أن أخذت السفن القادمة من الهند وجنوب شبه جزيرة تتوجه مباشرة إلى مصر، وهذا ما أدى إلى ضعف البتراء ثم سقوطها بيد الرومان سنة (106م)، ومع أن البتراء سقطت بأيدي الرومان، إلا أنها واصلت ازدهارها فترة من الزمن بعد سقوط دولة الأنباط، وأصبحت في العصر الروماني مركزاً اقتصادياً هاما ولكنها أخذت تفقد مكانتها الاقتصادية تدريجياً ولتحل محلها تدمر([35]).
علاقة تدمر التجارية مع الهند:
تعد تدمر أقرب طريق سالك من الفرات إلى دمشق([36])، ونقطة عبور اضطرارية، ومحطة قوافل بين البحر المتوسط والفرات، وعند أحد المعابر القليلة التي تجتاز جبال البادية، فأصبحت تدمر متحكمة في شبكة من الطرق التجارية التي تربط السواحل السورية بآسيا، وكان الفرثيون والرومان يحرصون على مصالحهم المشتركة، رغم خصومتهم، على استمرار النشاط التجاري لطريق الصحراء المختصر عبر تدمر وهو مباشر وآمن نسبياً([37]).
وتكمن الأهمية البالغة لمدينة تدمر التي تشكلت في واحة تدمر بحكم موقعها الجغرافي بين مركزين أساسيين لتوزيع البضائع التجارية بين مدن وادي الرافدين والسواحل الفينيقية، ومن ثم السيطرة على أهم خط تجاري يربط بين الشرق القادم من الهند والصين وبين الغرب عبر العراق وسوريا([38])، إذ يجتمع التجار في سوق تدمر ويتبادلون سلعهم التجارية، ولم تكن ملتقى للتجار من الشرق والغرب حسب، بل كانت أيضاً نقطة انطلاق للتجارة العربية الجنوبية نحو الشمال، ومن ثم فقد كونت موطناً مثالياً لاستقرار بعض القبائل العربية([39]).
وقد أنشأت تدمر العلاقات التجارية التي ربطتها مع غيرها من البلدان كبلاد وادي الرافدين ووادي النيل والجزيرة العربية والهند والصين وبكتيريا (أفغانستان) وآسيا الصغرى، روابط من العلاقات الاقتصادية بين تلك الشعوب ومهدت لإقامة علاقات سياسية واجتماعية وثقافية وفنية فيما بعد([40])، كما وجد الحرير الصيني في قبر تدمري يعود إلى سنة (83م)، مما يدل على دور تدمر في التجارة مع الشرق الأقصى واحتكارهم لها([41])، وأقام التدمريون علاقات تجارية مع الفرثيين، إذ كان للتدمريين فندق خاص بهم في مدينة (اولوشياد) الواقعة على الفرات بالقرب من بورسبا جنوب بابل، وقد بنى قائد القوافل التدمري الشهير (سوادا) معبداً للأباطرة، وكان تابعاً مخلصاً للرومان في قلب البلاد الفرثية، كذلك كان ذو حظوة حسنة لدى السلطة الفرثية، كما كان عزز العلاقات التجارية مع الشرق لاسيما الهند، إذ برع التدمريون في التجارة الدولية التي أصبحت النشاط الرئيس لهم، فكانوا يجلبون منتجات الهند من بلاد فارس ويصدرونها إلى بلاد الرومان([42]).
وتشير الكتابات التدمرية بين عام (147-192م) إلى ازدهار التجارة التدمرية وقيادة القوافل ونقل البضائع الهندية من موانئ ميسان تمهيداً لتصديرها إلى الأسواق الغربية، ومنها كتابة عثر عليها في كبيسة منقوشة على شاهد قبر حجري بالخط التدمري تعود لعام (184م)([43])، وربما يكون التدمريون قد امتلكوا حوضاً لبناء السفن على سواحل مملكة ميسان، ولعلهم من هناك قاموا برحلات بحرية إلى مدينة (بارباريكون Barbarikon([44])) عند مصب نهر السند وإلى مدينة بريجازا في الهند، إذ كانت تنقل منه وإليه البضائع الهندية والعربية، ومما يشير إلى اهتمام التدمريون بالتجارة البحرية العثور على نقش في مصر يرجع إلى أيام الإمبراطور هادريان (117-183م) يذكر نقابة من الربابنة التدمريين في البحر الأحمر، انبسط لها الرزق وحظيت باعتراف الإمبراطور([45]).
وكان للتدمريين مصانع لبناء أو إصلاح السفن في الخليج العربي، وأقاموا نشاطات تجارية في جزيرة خرج في الخليج العربي مما أماط اللثام عن جانباً مجهولاً من نشاطات هذا المركز التجاري البحري الذي يبدو أن التجار التدمريون كان لهم نشاط فيه([46])، إذ كانت السفن الكبيرة تنقل البضائع من الهند عبر المحيط الهندي إلى جزيرة خرج في الخليج العربي ثم تنقل بسفن صغيرة تستطيع السير في نهر الفرات إلى موانئ على ضفاف الفرات، ومن هناك تنقل في قوافل تجارية برية عبر المراكز التجارية إلى موانئ البحر المتوسط، وعندما تعرض طريق الحرير البري إلى مضايقات الفرثيين، استعاض التجار التدمريون عنه بطريق بحري، ويحتمل أن التدمريون كانوا ينزلون الفرات على قوارب من القرب وذلك لينطلقوا من الخليج العربي برحلات تجارية بحرية جريئة([47]).
وتشير الكتابات المكتشفة في الساحة العامة في تدمر إلى وجود علاقات مباشرة بين تدمر وبلاد (السلثيين([48])) في شمال غرب الهند إذ كانت مرفأً للسفن التجارية القادمة من موانئ الخليج العربي، وهذا ما يشير إلى تنظيم التدمريون لرحلات تجارية بحرية عبروا فيها مسافات شاسعة، وقد أشارت النقوش التدمرية إلى قيام تجار عائدين من الهند على متن سفينة تدمرية بإقامة تمثال لأحد التجار التدمريين ويدعى (مرقوس أولبيوس ياحاي) وقد أقيم هذا التمثال في خاراكس (أي في ميسان وهي في الوقت الحاضر المحمرة)([49])، وكان هذا البحار الجريء يعود محملاً بالبضائع الثمينة التي كان من بينها الأقمشة القطنية والأحجار الكريمة مثل اللازورد والفيروز فضلاً عن الحرير الصيني، وفي نقش آخر يكرم نفس الشخص من قبل تجار عادوا من الهند في مركب حنين بن حدودان لمساعدته لهم، ويشير هذا النقش إلى المساعدة التي قدمها هذا البحار للتجار الذين ذهبوا إلى برباريكوم الواقع على مصب نهر الهندوس([50]).
وقد كانت السفن التجارية القادمة من الهند والصين تعبر الخليج العربي ثم نهر دجلة ثم تصل إلى سلوقية، ثم تخرج القوافل عبر البر في طريقين يذهبان إلى سورية الأول من الفرات ماراً بمدينة (الصالحية) إلى إنطاكية([51])، وكانت اليمن هي الأخرى محطة رئيسة على طريق التجارة القادم من الهند وكانت تصدر هذه البضائع إلى شمال شبه جزيرة العرب ومنها تدمر تصدر إلى أسواق مصر وبلدان أوربا، فقد نقلت اليمن بضائع الهند والصين إلى باقي أرجاء شبه جزيرة العرب ومنها شمال شبه جزيرة العرب، ومن هذه البضائع فضلاً عما ذكرناه الذهب والعاج والأحجار الكريمة والقصدير وخشب الصندل والأقمشة الحريرية والقطنية والكتانية والآنية الفضية والنحاسية، فضلاً عن منتجاتها الأخرى([52]).
واستورد التدمريون من الأبلة وخاراكس وفورت (جميعها موانئ في شمال الخليج العربي بين ميسان والبصرة حالياً) البضائع القادمة من الهند والصين، مثل الدهون والبهار والحرير الصيني والنحاس وخشب الصندل وخشب الأبنوس، واستوردوا من الخليج لآلئ البحرين، وكانوا يستعملون بعضاً منها أما القسم الأكبر فقد كان يصدر مرة أخرى إلى أسواق حوض البحر المتوسط([53])، واستوردوا من أفريقية الشرقية الذهب والعاج والجلود وخشب الأبنوس وريش النعام والعبيد([54]).
علاقة الحيرة التجارية مع الهند:
يتميز موقع الحيرة بميزات رائعة ذكرها (البكري)([55]) بقوله: ((وكان مكان الحيرة من أطيب البلاد، وأرقه هواء وأخفه ماء وأعذاه تربة، وأصفاه جوا، قد تعالى عن عمق الأرياف، واتضع عن حزونة الغائط، واتصل بالمزراع والجنان والمتاجر العظام، لأنها كانت من ظهر البرية على مرفأ سفن البحر، من الصين والهند وغيرهما))، ويصف (القلقشدي)([56]) ذاكراً الحيرة: ((بصحة هوائها وطيب مائها ونزهة ظاهرها تصلح للخف والظلف … محل الملوك ومزارهم ومسكنهم ومثواهم))، وقد اشتهرت الحيرة بمناظرها الطبيعية رائعة الجمال، وخصوبة تربتها، كما أن نهر الفرات كان يتفرع في أطرافها إلى عدة فروع تأخذ منه جداول تروي تلك المنطقة حتى أن بعض فروع الأنهار كان يصل إلى الحيرة، مثل نهر الحيرة ونهر يوسف ونهر البحرية([57]).
كان للموقع الإستراتيجي لوادي الرافدين فضلاً عما حوته هذه الأرض من خيرات لاسيما أرضه الخصبة ووفرة مياهه عبر دجلة والفرات وسهولة التنقل في أرضه، أثر بارز في الرقي الحضاري والانتعاش الاقتصادي، وبلاد وادي الرافدين بموقعه المتميز بين قارات العالم القديم جعل منه جسراً لعبور التجارة بين الشرق لاسيما القادمة من الهند والصين وبين الغرب المتجهة نحو أقاليم البحر المتوسط، وكان لازدياد طلب البيزنطيين على بضائع الشرق لاسيما البضائع الهندية وبضائع جنوب شبه جزيرة العرب، أثر في بروز دور العراق كحلقة وصل مهمة تربط موانئ البحر المتوسط بالهند في عصر لم يعرف فيه رأس الرجاء الصالح([58])، واتخذ تجار الحيرة مجاري الأنهار لنقل بضائعهم، ومنها عبر الخليج العربي إلى الهند، يحملون معهم أنواع السلع ومنها منتجات العراق وما ترد إليه من بلاد سورية والروم واليونان مثل الحديد والنحاس والقصدير، فيبيعون هذه المواد في جنوب شرق أفريقيا أو في الهند ويجلبون معهم الحرير والإستبرق والقرنفل والدارصيني والفلفل والزعفران والهيل والصمغ والصدف والعاج والدر والمرجان والعطر وغيرها من منتجات الند والصين، فتفرغ السفن حمولاتها في موانئ العراق كـ(الأبلة وخاراكس وفورات)، ويأخذ سكان المنطقة احتياجاتهم ويصدر غالبيته إلى سورية ومصر وموانئ البحر المتوسط حيث يصدر من هناك إلى أوربا([59]).
ويشير (البكري)([60]) إلى أهمية موقع الحيرة ودورها في نقل التجارة من الصين والهند قائلاً: ((واتصل بالمزارع والجنان والمتاجر العظام، لأنها كانت من ظهر البرية على مرفأ سفن البحر، من الصين والهند وغيريهما)).
وتعد الكفل (فلغاشيا) أحد أبرز المراكز التجارية التي ارتبطت بالهند عبر الخطوط الملاحية النهرية التي ترتبط بالخليج العربي متجهةً نحو الهند، وقد سماها (ياقوت الحموي)([61]) باسم (بر ملاحة)، واسمها يوحي بأنها كانت مركز لرسو السفن القادمة عبر نهر الفرات، إذ أنها تقع على نهر هذا النهر في المكان المعروف حالياً، وكانت إحدى محطات النقل النهري المهمة التي تحط فيها القوافل، ومنها تتجه إلى تدمر حاملة معها بضائع الصين والهند والخليج العربي فضلاً عن منتجات وادي الرافدين، وكانت الطريق التجاري القادم من البصرة عبر الفرات إلى الكفل يتجه نحو البتراء، لوقوعه تحت سيطرة الأنباط، إلا أن القوافل التجارية بدأت تتجه إلى تدمر بعدما ضعفت البتراء وشارفت على الزوال، لذا نجد أن التدمريين قاموا بوضع حامية عسكرية على هذا الطريق لتوفير الحماية اللازمة لقوافل التجارية، واستقر فيها بعض التجار التدمريين، وبنوا معبداً فيها([62]).
وميناء خاراكس من الموانئ المهمة التي ربطت شمال شبه جزيرة العرب ببلاد الهند، وتسمى أيضاً (كرخا)([63])، وهي من المدن التجارية المهمة على الخليج العربي، بناها الإسكندر الأكبر في سنة (324ق.م) عند ملتقى نهر الكارون بنهر دجلة، وسميت بالإسكندرية، وتعرف الآن باسم المحمرة([64])، والظاهر أن هذه المدينة تمكنت من تكوين دولة ميسان بعد حصولها على الاستقلال عن السلوقيين، وقد استقرت في هذه المدينة فضلاً عن سكانها الأصليين جاليات من تدمر ومن بلدان أخرى مثل الأنباط واليونان والرومان ومن جرها على الخليج العربي، ومختصون آخرون بطرق الصحراء([65])، ويبدو أن استقرار مثل هذه الجاليات في هذه المدينة كان لأغراض اقتصادية، تقف التجارة على رأسها، إذ كانت هذه المدينة أحد المراكز المهمة للتجارة مع الهند، فقد كانت بعض السفن القادمة من الهند صوب موانئ الخليج العربي تحط في هذه المدينة، وقد جنى التجار في هذه المدينة من هذه التجارة أرباحاً طائلة، وأصبحت مسرحاً للتنافس على بضائعها بين التجار التدمريين والأنباط، وتشير النصوص التدمرية إلى امتلاك التجار التدمريون مخازن تجارية في هذه المدينة لحفظ البضائع القادمة لهم من أقصى الشرق، وكان فيها حي تدمري أسهم التجار التدمريون في إنشائه، وكان للجالية التدمرية في خاراكس رئيس منتخب ولها معبد تعبد فيه الآلهة التدمرية([66]).
ورست السفن التجارية في ميناء فورات الذي ربط بين شمال شبه جزيرة العرب لاسيما الحيرة وبين موانئ شرق آسيا لاسيما موانئ الهند، وتعرف بـ(فرات البصرة) و(بهمنشير) نسبة إلى (بهمن أردشير) بنيت عبر شط العرب باتجاه الأبلة بين واسط والبصرة([67])، وهي مدينة البصرة حالياً، وهي من المدن التجارية المهمة التابعة لدولة ميسان، تقع على أسفل نهر دجلة في جنوب وادي الرافدين، على بعد نحو (19كم) جنوب خاراكس([68])، وتظهر أهمية فورات التجارية في أنها الميناء الذي تنطلق منه خطوط تجارية بحرية ونهرية، وأهمها الطريق البحري الذي يربط مدينة خاراكس وميناء فورات ثم ابولوغوس (الأبلة) ثم جزيرة فيلكا ثم إلى باراباريكون عند نهر السند، والخط الثاني يربط مدينة فورات بمدينة سلوقية على نهر دجلة الذي كان صالحاً للملاحة إلى هذه المدينة، أما الطريق الثالث فيربط مدينة فورات بمدينة بابل عبر نهر الفرات، وارتبطت فورات بعلاقات تجارية متميزة مع تدمر، ويتضح ذلك من خلال النصوص التدمرية التي ذكرتها بصفتها مركز تاجر معه التدمريون، وتعود العلاقات التجارية بين فورت وتدمر إلى عام (19م) حيث أنشأ التجار التدمريون مراكز تجارية في مدينة فورت مارسوا من خلالها نشاطهم التجاري([69])، وقد بلغ من قوة الصلات التجارية بين فورت وتدمر أن ظهرت على الحياة السياسية تولى التدمريون مناصب إدارية في فورت حتى أن حاكم مدينة فورت في فترة من الفترات كان تدمرياً([70]).
وتعد الأبلة من أهم الموانئ التجارية التي ارتبطت تجارياً بالهند، وقد ذكر (الحموي)([71]) أن الأبلة ((بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة))، ويصف (ابن خلدون)([72]) الأبلة بأنها مرفأ للسفن من الهند الصين، مما يشير إلى تنوع السفن القادمة إلى الأبلة من الهند والصين كذلك.
وكانت الأبلة تستقبل السفن التجارية الهندية باستمرار وبكثافة لدرجة أن أطلق عليها (أرض الهند)([73])، وتعرف الأبلة في المصادر الكلاسيكية باسم (ابولوجوس)، وتقع قرب خاراكس ونهر الفرات، مقابلة لمدينة فورات([74])، وكانت الأبلة بالفعل مركزاً رئيساً للتجارة في الخليج العربي تصلها السفن المحملة بالبضائع الشرقية القادمة من الهند الصين، وتعد الأبلة المخرج الرئيس للبضائع الواردة والصادرة إلى العراق عبر الخليج العربي([75])، ووصفت بأنها ميناء كبير ومخزن للبضائع، ويبدو أن الأبلة كانت من أكبر موانئ الخليج العربي بل ومن كبرى الموانئ العالمية([76])، لذلك كانت الدولة الفرثية تحرص على إيجاد مواطئ قدم لها في الأبلة من خلال عمليات الاستيراد والتصدير التي يمارسها التجار الفرس في ميناء الأبلة، إلا أن الفرس لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم هذا على الرغم من ضعف دولة ميسان بسبب انتقال التجارة إلى البحر الأحمر، ولم يحققوا هدفهم إلا بعد سقوط دولة ميسان عام (225م)([77]).
وأدت الأبلة دوراً مهماً في التجارة الدولية، فقد كانت مركز دولي معترف به، وسوق للمتاجرة مع الهند وبلاد العرب، إذ كانت السفن التجارية تصلها بانتظام من بريجازا، وكانت تصدر البضائع إلى اليمن([78]).
المصادر والمراجع
القرآن الكريم.
  1. الأحمد، سامي سعيد، تاريخ الخليج العربي، منشورات مركز دراسات الخليج العربي، جامعة البصرة، (د.ت).
  2. الأنصاري، عبد الرحمن الطيب، لمحات عن بعض المدن القديمة في شمال غربي الجزيرة العربية، مجلة الدارة، ع1، الرياض (مارس1975م).
  3. البكر، منذر عبد الكريم، الجذور التاريخية لعروبة الأحواز، مطبعة جامعة البصرة(1981م).
  4. البكر، منذر عبد الكريم، العرب والتجارة الدولية منذ أقدم العصور إلى نهاية العصر الروماني، مجلة المربد، جامعة البصرة، ع4، البصرة(1970).
  5. بلياييف، العرب والإسلام والخلافة العربية في القرون الوسطى، ترجمة: أنيس فريحة، بيروت (1973م).
  6. حتي، فيليب، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، ترجمة: جورج حداد وعبد الكريم رافق، دار الثقافة، بيروت(1958م).
  7. الحسني، محمد باقر، نقود مملكة ميسان، مجلة المورد، مج15، ع3، بغداد(1986م).
  8. الحموي، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله(ت626هـ)، معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي، بيروت (1979م).
  9. ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المغربي(ت808هـ)، المقدمة، مؤسسة الأعلمي، بيروت(1971م).
  10. ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المغربي(ت808هـ)، تاريخ ابن خلدون المسمى (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، مؤسسة الأعلمي، بيروت(1971م).
  11. ابن سلام، أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، غريب الحديث، تحقيق: محمد عبد المعين خان، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثماني بحيدر آباد  الدكن، الهند (1964م).
  12. ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت(1408هـ).
  13. ابن الفقيه الهمذاني، أبو بكر محمد بن إبراهيم(ت290هـ)، مختصر كتاب البلدان، تحقيق: دي غويه، مطبعة بريل، ليدن(1885م).
  14. دلو، برهان الدين، جزيرة العرب قبل الإسلام، دار الفارابي، بيروت (1989م).
  15. الدمشقي، أبي الفضل جعفر بن علي (القرن 6هـ)، الإشارة إلى محاسن التجارة، تحقيق: البشري الشوربجي، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة(1977م).
  16. زهدي، بشير، طريق الحرير وتدمر مدينة القوافل، مجلة الحوليات الأثرية السورية، مج42، دمشق(1996م).
  17. سالم، السيد عبد العزيز، دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار المعارف، الإسكندرية (1967م).
  18. السامر، فيصل، الأصول التاريخية للحضارة العربية الإسلامية في الشرق الأقصى، دار الطليعة، بغداد(1977).
  19. شعث، شوقي، طريق البخور والحرير، مجلة الحوليات الأثرية السورية، مج42، دمشق (1996م).
  20. الطبري، محمد بن جرير(310هـ)، تاريخ الأمم والملوك، دار الكتب العلمية، بيروت(1407هـ).
  21. عباس، إحسان، تاريخ دولة الأنباط، دار الشروق، الأردن(1987م)، ص108.
  22. علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار الملايين، ط2، بيروت (1968 - 1978م).
  23. العلي، صالح أحمد، محاضرات في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار الكتب، الموصل (1981م).
  24. العمروي، عمر غرامة، بلاد رجال الحجر، الرياض(1398هـ).
  25. غافيكوفسكي، ميشيل، تدمر وتجارتها التدمرية، ترجمة: عدنان البني، مجلة الحوليات الأثرية السورية، مج42، دمشق(1996م).
  26. فيل، أرنست، تدمر وطريق الحرير، ترجمة: إيمان سنديان، مجلة الحوليات الأثرية السورية، مج42، دمشق(1996م).
  27. القلقشندي، أحمد بن علي (ت821هـ)، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، تحقيق: د. علي يوسف الطويل، دار الفكر، دمشق(1987م).
  28. كمال، أحمد عادل، الطريق إلى المدائن، دار النفائس، بيروت(1972م).
  29. لومزي، ج، تمهيد جغرافي تاريخي عن حفريات مديرية الآثار العامة في موقع حلبية زنوبيا، مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية، مج1، دمشق(1951م).
  30. الملاح، هاشم، الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار الكتب، الموصل(1994م).
  31. موسكاتي، سبتينو، تاريخ الحضارات السامية القديمة، ترجمة: السيد يعقوب بكر، دار الكتاب العربي، القاهرة (1957م).
  32. النجار وأبو مغلي، مصطفى ومحمد وصفي، جزيرة خارج، مركز دراسات الخليج العربي، البصرة(1982م).
  33. نودلمان، ش.أ.، ميسان، مجلة الأستاذ، مج12، بغداد(1964م).
  34. الهاشمي، رضا جواد، تجارة القوافل في التاريخ العربي القديم، من كتاب تجارة القوافل ودورها الحضاري حتى نهاية القرن التاسع عشر، مؤسسة الخليج، الكويت(1984م).
  35. الهمداني، الحسن بن أحمد بن إبراهيم(ت350-360هـ)، صفة جزيرة العرب، تحقيق: محمد بن علي الأكوع، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد (1989م).
  36. وهب بن منبه، كتاب التيجان في ملوك حمير، مركز الدراسات والأبحاث اليمنية، صنعاء(1347هـ).
  37. ويلسون، أرنولد، الخليج العربي، ترجمة: عبد القادر يوسف، مكتبة الأمل، الكويت(د.ت).
  38. يحيى، لطفي عبد الوهاب، العرب في العصور القديمة، مدخل حضاري في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار النهضة العربية، بيروت(1978م).

1

[1]() العلي، صالح أحمد، محاضرات في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار الكتب، الموصل (1981م)، ص13.
[2]() ابن الفقيه أبو بكر محمد بن إبراهيم(ت290هـ)، مختصر كتاب البلدان، تحقيق: دي غويه، مطبعة بريل، ليدن(1885م)، ص ص36-38.
[3]() الحسن بن أحمد بن إبراهيم(ت350-360هـ)، صفة جزيرة العرب، تحقيق: محمد بن علي الأكوع، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد (1989م)، ص ص84-85.
[4]() العرب والإسلام والخلافة العربية في القرون الوسطى، ترجمة: أنيس فريحة، بيروت (1973م)، ص72.
[5]() العمروي، عمر غرامة، بلاد رجال الحجر، الرياض(1398هـ)، ص158.
[6]() سورة البقرة، آية 282؛  سورة النساء، آية 29؛  سورة التوبة، 24؛  سورة النور، آية 37؛  سورة فاطر، آية 29؛  سورة الصافات، آية 10؛  سورة الجمعة، آية 11.
[7]() الدمشقي، أبو الفضل جعفر بن علي (القرن 6هـ)، الإشارة إلى محاسن التجارة، تحقيق: البشري الشوربجي، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة(1977م)، ص69.
[8]() ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المغربي(ت808هـ)، المقدمة، مؤسسة الأعلمي، بيروت(1971م)، ص349.
[9]() المصدر نفسه، ص349.
[10]() الدمشقي، الإشارة إلى محاسن التجارة، ص66.
[11]() ابن خلدون، المقدمة، ص394.
[12]() الدمشقي، الإشارة إلى محاسن التجارة، ص ص70-75.
[13]() الأنصاري، عبد الرحمن الطيب، لمحات عن بعض المدن القديمة في شمال غربي الجزيرة العربية، مجلة الدارة، ع1، الرياض (مارس1975م)، ص ص77.
[14]() موسكاتي، سبتينو، تاريخ الحضارات السامية القديمة، ترجمة: السيد يعقوب بكر، دار الكتاب العربي، القاهرة (1957م)، ص 197.
[15]() شعث، شوقي، طريق البخور والحرير، مجلة الحوليات الأثرية السورية، مج42، دمشق (1996م)، ص152.
[16]() البكر، منذر عبد الكريم، العرب والتجارة الدولية منذ أقدم العصور إلى نهاية العصر الروماني، مجلة المربد، جامعة البصرة، ع4، البصرة(1970)، ص ص49-50.
[17]() يحيى، لطفي عبد الوهاب، العرب في العصور القديمة، مدخل حضاري في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار النهضة العربية، بيروت(1978م)، ص316.
[18]() زهدي، بشير، طريق الحرير وتدمر مدينة القوافل، مجلة الحوليات الأثرية السورية، مج42، دمشق(1996م)، ص139.
[19]() شعث، طريق البخور، ص151.
[20]() حتي، فيليب، تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، ترجمة: جورج حداد وعبد الكريم رافق، دار الثقافة، بيروت(1958م)، ج1، ص391.
[21]() زهدي، طريق الحرير، ص139.
[22]() يشير وهب بن منبه إلى رواية غير صحيحة نوردها لكثرة ما رددت في المصادر العربية فيما بعد وهي: (مدينة الصغد وراء جيحون، يشير الإخباريون إلى أن الملك الحميري (شمر يرعش) قام بهدمها وسميت (شمر كند) أو (شمر كنداي) أي (شمر خربها) بلغة الفرس، ثم عربت إلى (سمرقند)). كتاب التيجان في ملوك حمير، مركز الدراسات والأبحاث اليمنية، صنعاء(1347هـ)، ص ص233-238.
[23]() مدينة معروفة في بلاد فارس، والمرو تعني المرج. البكري، معجم، ج4، ص1216.
[24]() هي مدينة كسرى التي فيها الايوان، بينها وبين بغداد ثلاثة فراسخ، وأصلها طوسفون فعربت على طيسفون. الحموي، شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله(ت626هـ)، معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي، بيروت (1979م)، ج4، ص55.
[25]() زهدي، طريق الحرير، ص134؛ حتي، تاريخ سوريا، ج1، ص298.
[26]() فيل، أرنست، تدمر وطريق الحرير، ترجمة: إيمان سنديان، مجلة الحوليات الأثرية السورية، مج42، دمشق(1996م)، ص93.
[27]()  سالم، السيد عبد العزيز، دراسات في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار المعارف، الإسكندرية (1967م)، ص240.
[28]() علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار الملايين، ط2، بيروت (1968 - 1978م)، ج3، ص22.
[29]()  زهدي، طريق الحرير، ص138.
[30]()  سالم، دراسات، ص240.
[31]() علي، المفصل، ج3، ص5.
[32]() المصدر نفسه، ج3، ص22.
[33]() عباس، إحسان، تاريخ دولة الأنباط، دار الشروق، الأردن(1987م)، ص108.
[34]() علي، المفصل، ج3، ص22.
[35]()  سالم، دراسات، ص238.
[36]() لومزي، ج، تمهيد جغرافي تاريخي عن حفريات مديرية الآثار العامة في موقع حلبية زنوبيا، مجلة الحوليات الأثرية العربية السورية، مج1، دمشق(1951م)، ص13.
[37]() دلو، برهان الدين، جزيرة العرب قبل الإسلام، دار الفارابي، بيروت (1989م)، ص148.
[38]() موسكاتي، تاريخ الحضارات السامية القديمة، ص37.
[39]() الملاح، هاشم، الوسيط في تاريخ العرب قبل الإسلام، دار الكتب، الموصل(1994م)، ص169.
[40]() شعث، طريق البخور، ص241.
[41]() البكر، العرب والتجارة الدولية، ص94.
[42]()  فيل، تدمر وطريق الحرير، ص ص93-95.
[43]() للمزيد ينظر: غافيكوفسكي، ميشيل، تدمر وتجارتها التدمرية، ترجمة: عدنان البني، مجلة الحوليات الأثرية السورية، مج42، دمشق(1996م)، ص ص118-120.
[44]() الاسم الروماني لكراتشي. السامر، فيصل، الأصول التاريخية للحضارة العربية الإسلامية في الشرق الأقصى، دار الطليعة، بغداد(1977)، ص36.
[45]() حتي، تاريخ سوريا، ص443.
[46]() النجار وأبو مغلي، مصطفى ومحمد وصفي، جزيرة خارج، مركز دراسات الخليج العربي، البصرة(1982م)، ص106.
[47]() الهاشمي، رضا جواد، تجارة القوافل في التاريخ العربي القديم، من كتاب تجارة القوافل ودورها الحضاري حتى نهاية القرن التاسع عشر، مؤسسة الخليج، الكويت(1984م)، ص8.
[48]() وهو الاسم الذي تعرف به قبائل (الساكا)، إذ كونت قبائل الساكاس دويلات متحدة بين سنة (150-140 ق.م) وكونت مملكة كوشان القوية التي دامت حتى سنة (226م).
[49]() غافيكوفسكي، تدمر، ص119.
[50]() غافيكوفسكي، تدمر، ص119.
[51]() حتي، تاريخ سوريا، ج1، ص298.
[52]() علي، المفصل، ج4، ص115.
[53]() موسكاتي، تاريخ الحضارات السامية القديمة، ص197.
[54]() دلو، جزيرة العرب قبل الإسلام، ص ص138-139.
[55]() معجم، ج2، ص479.
[56]() أحمد بن علي (ت821هـ)، صبح الأعشى في صناعة الإنشا، تحقيق: د. علي يوسف الطويل، دار الفكر، دمشق(1987م).، ج2، ص344.
[57]() المصدر نفسه، ج2، ص345.
[58]() كمال، أحمد عادل، الطريق إلى المدائن، دار النفائس، بيروت(1972م)، ص131.
[59]() الحموي، معجم، ج2، ص442.
[60]() معجم، ج2، ص479.
[61]() معجم، ج1، ص403.
[62]() علي، المفصل، ج3، ص87.
[63]() غافيكوفسكي، تدمر وتجارتها التدمرية، ص115.
[64]() كما عرفت باسم كارخ التي تعني بالآرامية المدينة المسورة(نودلمان، ميسان، ص435.
[65]()  فيل، تدمر وطريق الحرير، ص95.
[66]() نودلمان، ميسان، ص459؛ البكر، العرب والتجارة الدولية، ص94.
[67]() الحموي، معجم، ج1، ص516.
[68]() البكر، العرب والتجارة الدولية، ص103.
[69]() الحسني، محمد باقر، نقود مملكة ميسان، مجلة المورد، مج15، ع3، بغداد(1986م)، ص33.
[70]() البكر، العرب والتجارة الدولية، ص94؛ الحسني، نقود مملكة ميسان، ص33.
[71]() معجم، ج1، ص ص76-77.
[72]() عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي المغربي(ت808هـ)، تاريخ ابن خلدون المسمى (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، مؤسسة الأعلمي، بيروت(1971م)، ج2، ص103.
[73]() ابن سلام، أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، غريب الحديث، تحقيق: محمد عبد المعين خان، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثماني بحيدر آباد  الدكن، الهند (1964م)، ج4، ص166.
[74]() نودلمان، ميسان، ص460.
[75]() ويلسون، أرنولد، الخليج العربي، ترجمة: عبد القادر يوسف، مكتبة الأمل، الكويت(د.ت)، ص127.
[76]() الأحمد، سامي سعيد، تاريخ الخليج العربي، منشورات مركز دراسات الخليج العربي، جامعة البصرة(د.ت)، ص364.
[77]() البكر، منذر عبد الكريم، الجذور التاريخية لعروبة الأحواز، مطبعة جامعة البصرة (1981م)، ص51.
[78]() البكر، العرب والتجارة الدولية، ص ص102-103.

حمله من هنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا