التسميات

الجمعة، 3 نوفمبر 2017

فى حلايب وشلاتين «٢-٢» الأهالى يطالبون بتوفير الأدوية والكهرباء والمياه والأطفال يغنون: «من يشرب من النيل هو إيه.. هو مصرى»


 فى حلايب وشلاتين«٢-٢» 

الأهالى يطالبون بتوفير الأدوية والكهرباء والمياه

والأطفال يغنون: «من يشرب من النيل هو إيه.. هو مصرى» 


رسالة حلايب وشلاتين - داليا عثمان -«المصري اليوم» ملف خاص- العدد ٢٤١٥ - الأحد ٢٣ يناير ٢٠١١:


أحد أسواق حلايب 

   هناك فى أقصى جنوب البلاد، وتحديداً فى مدينتى «حلايب، وشلاتين»، والقرى التابعة لهما، مصريون يعتزون بمصريتهم ويدافعون عن انتمائهم، ويستقبلون الضيف بحفاوة تنسيه عناء السفر، وهو ما تحدثنا عنه فى الحلقة الأولى من رحلة «المصرى اليوم» إلى المدينتين.
وفى الحلقة الثانية والأخيرة، نتخلى قليلاً عن نظرة السائح، محاولين التعرف على المشكلات، التى يعانى منها أهل المنطقة، واحتياجاتهم لنكتشف أنها لا تقل «مصرية» عن احتياجات الكثير من القرى المصرية: «انقطاع الكهرباء، وعدم توفر المياه النقية، وتأخر وصول المواد التموينية، وغيرها».

  اخترنا فندقاً للمبيت فى شلاتين بالقرب من السوق، ويعد الفندق أفضل الأماكن الموجودة، رغم أنه أشبه بمنازل الريف، وهو عبارة عن مبنى من طابقين، الأول به مسجد صغير، ومدخل أمامى مغلق على عدد من الغرف، فضلا عن وجود مدخل جانبى يدخل منه النزلاء، الذين يكونون عادة من التجار الذين يحضرون إلى المنطقة لتصدير واستيراد السلع من وإلى السودان عبر المدينة.

  انقطاع المياه، واستخدام زجاجات المياه المعدنية من أجل الاغتسال والوضوء، من السمات الأساسية لهذا الفندق رغم تأكيد رئيس المدينة أثناء مرافقته لنا فى اليوم التالى، أن هناك شبكة مياه بطول ٣٤ كيلومتراً، وأنه يتم نقل المياه إلى خزانات السكان بعربات الوحدة المحلية بإجمالى ٦٩٤ طنا يومياً، مشيراً إلى توافر المياه يوميا فى المدينة والقرى، بالإضافة إلى وجود مكثف مياه جارٍ تنفيذه بتكلفة ٢١.٥ مليون جنيه بطاقة ١٠٠٠طن يوميا لتصل طاقة المياه إلى ٣٣٠٠ طن مياه عذبة للأهالى يومياً.

  بعد الحديث عن انقطاع المياه تحركت بنا السيارة لاستكمال رحلتنا إلى قرى أبورماد، وحلايب، ورأس حدربة، إلا أننا توقفنا عند محمية «جبل علبة» المصنفة عالميا فى المرتبة الثانية ضمن المحميات الطبيعية، حيث إنها غنية بالحيوانات النادرة، والنباتات الطبيعية، وترى بداخلها الغزلان النادرة تتحرك بحرية، ويمنع اصطيادها، حسب تأكيد سمير السنباطى، رئيس جمعية «هبيكا» للمحميات، الذى قال إن مساحة المحمية تبلغ ٣٦ ألف متر، وتنقسم إلى ٣ مناطق، هى علبة، وأبرق، والدئيب، وتتميز المنطقة بوجود العديد من الحيوانات البرية النادرة، مثل الغزال المصرى، والنعام، والتيتل الجبلى، فضلا عن وجود أشجار المنجروف.

  وأضاف «السنباطى» أن زوار المنطقة من المصريين فقط، بسبب صعوبة إصدار التصاريح، مشيراً إلى أنه يتم تنظيم رحلات سمر إليها، لافتا إلى أن هناك بعض القبائل التى تقطن المحمية، منها العبابدة، والبشارية، والرشايدة.
وتعتبر قبيلتا العبابدة والبشارية وما يتفرع منهما، السكان الأصليين فى مدينتى شلاتين، وحلايب، وما يجاورهما من مناطق، ومعظم السكان حضروا من السعودية والعراق والأردن والسودان، ليقيموا فى هذه البقعة، ويصبحوا جزءاً منها، متمسكين بانتمائهم إلى مصر، وتعتبر قبيلة العبابدة أكبر وأقدم القبائل فى المنطقة، وحرفة الرعى وتربية الجمال والتجارة بها الحرفة الأساسية لهذه القبائل.

  واستأنفت السيارة سيرها لتتوقف مجدداً عند سوق الجمال الجديدة التى تقع على مقربة من السوق القديمة، وأقيمت السوق على مساحة ٨٠ ألف مترمربع، وتضم ٤٠ محلا، وتم بناؤها بمواصفات خاصة، حيث تنقل إليها الجمال بعد جلبها من منطقة تسمى «تبة الجمال» فى شلاتين، بعد وصولها سيراً على الأقدام من منطقتى «كسيل» و«أبوسيل» فى السودان. ولأهمية هذه التجارة، أقيم منفذ «أبوحدربة»، الذى يبعد ١٢ كيلومتراً عن قرية «أبورماد»، ويعتبر المنفذ الرئيسى لدخول الإبل من السودان، فضلا عن استخدامه فى حركة البضائع بين مصر والسودان.
وتبعد قرية أبوحدربة عن شلاتين نحو ١٧٠ كيلومتراً، ولا يزيد عدد سكانها على ٦٥٠ نسمة فقط، ولا توجد بها وسائل مواصلات داخلية، وبها وحدة صحية صغيرة، ووحدة تضامن اجتماعى، كما أن بها ماكينة كهرباء محلية تعمل ١٠ ساعات ليلاً، وساعتين فقط نهاراً، وتعتمد على مياه التحلية القادمة من حلايب.

  ولم تختلف مطالب أهالى مدينة «شلاتين»، عن مطالب أهالى القرى رغم بعدها عنها، وكذلك مطالب أهالى حلايب، وأبورماد الذين يؤكدون رفضهم الانتماء إلى أى دولة أخرى غير مصر، مشيرين إلى أنهم يعانون من نقص الأدوية، ووسائل المواصلات، ووسائل الاتصال، وتأخر وصول حصة التموين التى تصلهم شهرياً، وقال الشيخ وهاج حسن عبدالقادر، شيخ قبيلة «الكيداب»، إن التموين الشهرى يصل متأخرا، وقد لا يتمكن الكثيرون من الحصول عليه، فضلا عن أن هناك نقصاً فى الأدوية فى الوحدة الصحية، ولا توجد محطات تقوية لشبكات التليفون المحمول.

  وقال الشيخ أحمد جيش، إن الأهالى يعانون من انقطاع الكهرباء، مشيراً إلى أنه رغم تعلم أبنائهم، فإنهم يعانون من البطالة، وعدم توافر فرص العمل، فضلاً عن صعوبة إصدار بطاقات الرقم القومى خاصة السيدات.

   وقال عابدين سعيد، رئيس الوحدة المحلية لقرية «أبورماد»، إن القرية بها ١٢٠٩ أسر معظمهم من أبناء قبيلة البشارية التى تتفرع منها ١٧ قبيلة، موضحاً أن الرعى، والصيد، وبعض الأعمال التجارية الصغيرة، هى أهم المهن الموجودة بها، لافتا إلى وجود مدارس تضم جميع المراحل التعليمية، ووحدة صحية، ونقطة إسعاف، ومحطة لتوليد الكهرباء بقدرة ١٣٥٠ كيلووات فى الساعة، ووحدتين لتحلية المياه، وشبكة مياه بطول ١٤ كيلومتراً. ولا يختلف الوضع فى «حلايب»، التى تبعد عن «أبورماد» بنحو ٤٥ كيلومتراً كثيرا، إلا أن الحرفة الأساسية لأهالى «حلايب» التى يبلغ تعداد سكانها ٣ آلاف نسمة هى الصيد،
لكنهم يواجهون مشاكل متعلقة بوقف الصيد فى توقيت معين، 
 
  وقال عدد منهم إن «حلايب» كانت تستخدم فى عهد محمد على، كميناء للحج، وتعرف باسم ميناء «عيزاب»، مشيرين إلى أنها تستخدم الآن فى الصيد، لكن فى أوقات معينة، وقال حسن محمد هدل، شيخ مشايخ حلايب، إن هناك فترة يمنع فيها الصيد، ويعانى الصيادون من البطالة، فيصيبهم اليأس، لأن البعض منهم عليه أقساط مستحقة على المراكب، مطالباً بـ«تعديل موعد وقف الصيد ليتناسب مع أحوالنا»، وتوفير المياه اللازمة للاستخدام اليومى.

  وقال صالح محمد، شيخ قبيلة «البطرة»، إن المياه لا تتوافر بشكل كاف للأهالى، الذين يشترونها بـ٤٥ جنيها للجركن، ولا توجد مشروعات لديهم غير العمل فى البحر.

  ورغم قسوة البيئة على أهالى المنطقة، فإن أبناءهم خاصة الفتيات، لديهم إصرار شديد على التعليم، ففى مدرسة أبورماد الابتدائية، أعربت الطفلة زينب، التى تنطق الحروف الإنجليزية بلهجة بدوية مميزة، عن رغبتها فى أن تكون طبيبة لتخدم أهالى قريتها. ويردد طلاب أحد الفصول كلمات أغنية بسيطة تعبر عن انتمائهم لمصر، تقول «من يشرب من النيل هو إيه.. هو مصرى»، ويبدون إقبالاً شديداً على التعليم، برره ناظر المدرسة بقوله إن المدرسة بها الكثير من المميزات، حيث يحصل الطالب على مصروف يومى قيمته ٥ جنيهات، ووجبة طعام، فضلاً عن وجود مدرسين فى مختلف التخصصات، باستثناء النقص فى مدرسى الألعاب ومرحلة الحضانة.

  الطموح نفسه موجود فى مدرسة حلايب الثانوية، التى يريد أحد طلابها أن يصبح عالم آثار، وآخر عالم ذرة، معبرين عن إصرارهم على استكمال التعليم، الأمر الذى أرجعه عبدالكريم محمد، مدرس أول اللغة العربية فى المدرسة، إلى تميز الأطفال فى هذه القرى بالذكاء بقوله: «الطفل هنا يتميز بمستوى ذكاء عال، وثقافة الدروس الخصوصية معدومة تماما، ونسبة النجاح غالبا ما تصل إلى ١٠٠%». 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا