التسميات

الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

ماضي و حاضر الغابات الطبيعية والاصطناعية في المملكة العربية السعودية ...


ماضي و حاضر الغابات الطبيعية والاصطناعية

في المملكة العربية السعودية

د. إبراهيم محمد عارف - د. لطفي إبراهيم الجهني

قسم الإنتاج النباتي بكلية الزراعة - جامعة الملك سعود

ص.ب. 2460 الرياض 11451، المملكة العربية السعودية

Ljuhany@ksu.edu.sa

ملخص البحث

  تقدر مساحة المملكة العربية السعودية بـ2.5 مليون كيلو متر مربع، أكثرها صحاري. تمثل الغابات الطبيعية 1.2 %فقط من هذه المساحة بما يعادل 221 ألف هكتار و توجد في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة حيث تغطي سلسلة جبال السروات. و قد ظلت هذه الغابات تحت نظام الحمي القبلي منذ أقدم العصور و حتى خمسين عاماً مضت، حيث كانت مصدراً مهماً لاحتياجات سكان هذه المنطقة من الأخشاب، التي استخدموها في صناعة أسقف المباني و أبوابها و نوافذها و الأدوات الزراعية، و من الحطب و الفحم و القطران و لتغذية الحيوانات و الاستظلال و غير ذلك. و قد تولت الدولة ممثلة في وزارة الزراعة و المياه منذ إنشائها إصدار التشريعات التي تنظم حماية أراضى الغابات في هذه المنطقة و غيرها والعمل على تنميتها و حسن استغلالها مع التركيز على استزراع الأشجار في جميع مناطق المملكة مما ساعد على زيادة مساحات أشجار الغابات على مستوى المملكة. كما اهتمت كليات الزراعة ومراكز البحوث بالمملكة بدراسة الغابات الطبيعية ودورها الفعال في مجال حماية البيئة و إمكانية استغلالها اقتصادياً. و نظراً لأهمية الغابات كمورد طبيعي متجدد و عنصر أساسي من عناصر التنوع البيولوجي و حفظ التوازن البيئي محلياً وإقليمياً، فقد أجريت هذه الدراسة لإبراز قيمة هذه الغابات و توزيعها وتنوعها ووضعها ضمن توزيع الغابات في العالم. 

مقدمة

  تشمل مساحة المملكة العربية السعودية ثمانية أقاليم جغرافية متباينة وهي السهول الساحلية الغربية والشرقية والمرتفعات الجبلية والهضاب والأودية والصحاري (Vesey-FitzGerald,1955 و أبوحسن و آخرون 1984). و تختلف كثافة الغطاء النباتي الطبيعي بما فيه أشجار الغابات باختلاف هذه الأقاليم. و على الرغم من أن الغابات الطبيعية تشغل جزءاً ضئيلاً من مساحة المملكة العربية السعودية، لا يزيد عن 1.2 من مساحتها الإجمالية، إلاّ أن لهذه الغابات أهمية كبيرة لما لها من تأثيرات بيئية واضحة في المنطقة التي تغطيها في جنوب غرب المملكة (بادي، 1997). و تمتد منطقة الغابات الطبيعية في المملكة من محافظة الطائف شمالاً إلى محافظة جازان جنوباً، حيث تغطي جبال السروات و التي قد يصل ارتفاعها في بعض المناطق إلى حوالي 2600 متراً فوق مستوى سطح البحر (أبوحسن و آخرون 1984). و تهطل على هذه المنطقة كميات من الأمطار تقدر بـحوالي 350 ملليمتراً سنوياً، يسقط معظمها في فصل الصيف (Aref, 1996)، و لذلك فالغابات الطبيعية في المملكة تعتبر من الغابات الجافة. ويعتبر العرعر أهم الأنواع التي تضمها غابات المملكة، حيث يمثل ما يقرب من 59 ٪ من جملة مساحة الغابات في المنطقة الجنوبية الغربية (أبو حسن و آخرون، 1984). و يعتقد بعض الباحثين أن مركز نشأة العرعر الإفريقي Hochst. Ex Endl. Juniperus procera هو تلك المنطقة، و منها هاجر غرباً عبر البحر الأحمر إلى مرتفعات إثيوبيا ومنها جنوباً إلى شرق إفريقيا و حتى تنزانيا ) Spalt and Stern, 1959 و (Kerfoot 1966 . و توجد غابات العرعر في جنوب غرب المملكة غالباً في صورة نقية في الارتفاعات الأعلى من 900 متراً فوق مستوى سطح البحر، و مختلطاً مع الزيتون البري (العتم) و الأكاسيا عند الارتفاعات الأقل من ذلك (أبوحسن و آخرون 1984، Aref, 1996، بادي، 1997). كما تضم منطقة الغابات إلى جانب أشجار العرعر والزيتون البري و الأكاسيات أنواعاً شجيرية مثل الشبارق و الشث (الديدونيا) و العثرب و غيرها (المنظمة العربية للتنمية الزراعية 1985 و 1995).

   و تعمل الغابات الطبيعية في جنوب غرب المملكة على توفير الحماية للأراضي الزراعية بالمنطقة حيث تحول دون انجراف التربة بفعل الأمطار مما يساعد على توزيع وتنظيم جريان الماء، كما أنها تزيد من مخزون الماء في باطن الأرض في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك فوجود الغابات في المنطقة يساعد على تكون السحب و من ثم هطول الأمطار. ولقد ظلت الغابات الطبيعية في المملكة مصدراً مهماً للأخشاب اللازمة للبناء و الطهي و التدفئة على مر الزمن إلاّ أنها تعرضت لسوء الاستغلال و الرعي الجائر والحرائق، فضلاً عن عدم العناية بها من ناحية التربية و التنمية (الشمراني، 1995و Abulfatih et al., 1989). و مع التوسع الزراعي و زيادة الوعي البيئي بصفة عامة بدأت الغابات الطبيعية في المملكة تحظى بالاهتمام، حيث صدرت الأوامر السامية و التشريعات و اللوائح الحكومية لحماية هذه الغابات، كما تبذل إدارة المراعي و الغابات بوزارة الزراعة و المياه جهوداً متواصلة للحفاظ عليها. و بالرغم من ذلك فمازالت هذه المنطقة الحيوية و التي تمثل نظاماً بيئياً فريداً داخل المملكة تحتاج إلى الكثير من الجهود حتى تظل على عطائها المعهود. و من العقبات التي تواجه تنمية الغابات الطبيعية في المملكة قلة عدد المتخصصين في مجال الغابات و ما يترتب عليه من قصور في الإلمام بالدور الرائد للغابات الطبيعية و تأثيراتها الإيجابية في البيئة (مناحي الحياة المختلفة للإنسان و الحيوان و النبات وكذلك تفاعلها مع الأرض و المناخ بما يعظم الاستفادة منهما) و تجاهل لضرورة صيانتها و تنميتها و رعايتها من أجل الحصول على أقصى فائدة منها و باستمرار.

أهداف الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى مايلي:

1. إلقاء الضوء على البعد التاريخي للغابات الطبيعية في المملكة. 

2. تحديد أنماط ومواقع الغابات الطبيعية والاصطناعية بالمملكة العربية السعودية. 

3. مناقشة الوضع الراهن للغابات في المملكة العربية السعودية و إمكانية تطويرها.

4. تقديم بعض المقترحات للمحافظة على الغابات الطبيعية في المملكة العربية السعودية .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا