التسميات

الخميس، 9 نوفمبر 2017

تخطيط المدن السعودية في إطار هويتها العمرانية حالة دراسية: مدينة حائل ...


تخطيط المدن السعودية في إطار هويتها العمرانية

حالة دراسية: مدينة حائل 

إعداد: 

أ .د. أسامة سعد خليل إ براهيم

كلية العمارة والتخطيط - جامعة الملك سعود


مجلة العمارة والتخطيط، م1(28)، ص ص 77-101، الرياض ( 2016م / 1437هـ )

ملخص البحث:

  في إطار الاهتمام العالمي والمحلى بضرورة تحقيق التوازن البيئي في تخطيط المدن التاريخية للحفاظ على هويتها العمرانية، فقد تبنت المملكة السعودية إستراتيجيات تشجع على تأصيل هذه المفاهيم ضمن مدنها المختلفة. ويناقش البحث إشكالية النمو الطبيعي المتسارع في المدن التاريخية، مما قد يفقدها طابعها وهويتها المحلية. ومن أهم مظاهر هذه الإشكالية هو التشابه بين المخططات العمرانية الجديدة في العديد من المناطق على الرغم من تباين خصائصها المكانية وأهدافها العمرانية وأبعادها التراثية. وتم اختيار مدينة حائل شمال المملكة السعودية نظرا لموقعها المتميز، و خصائصها الطبيعية والعمرانية المتفردة، وهذه المقومات التراثية والطبيعية تشكل العمران بالمدينة وتعكس أسس التطوير العمراني الذي يتوافق مع هذه المعطيات. و تتعاظم أهمية البحث في التزامن مع الخطط التطويرية الحالية بشمال المدينة وجنوبها ومنظومة الحركة بها.

  يركز البحث على صياغة "خطوات منهجية لتحقيق الهوية في ضوء الخصوصية المحلية والإقليمية للمدن" و يعتمد البحث في ذلك على "المنهج الاستقرائي" للمداخل المتبعة في التخطيط العمراني، و المنهج "الوصفي والتحليلي" لدراسة الحالة الدراسية. وتتمثل أهم النتائج المستهدفة من البحث في: تشخيص الحالة الراهنة لمدينة حائل وهويتها العمرانية، ومن ثم التأكيد على الأطر التطويرية التي تحدد الجوانب الكيفية لتأصيل الهوية المحلية بالمدن، وذلك في ضوء تأصيل دور المدن التاريخية والحفاظ عليها بوصفها منطلقا لعمران مستقبلي ينبع من الثوابت الأصيلة للمملكة العربية السعودية ويحقق أهدافها الوطنية.

الكلمات المفتاحية: الهوية العمرانية، التخطيط العمراني، المدن التاريخية، التوازن البيئي

5 نتائج تحليل البيئة العمرانية لمدينة حائل:

 مـن خلال التحليـل البصري والعمـراني للبيئة المحليـة في مدينـة حائـل يمكـن التوصـل إلى مجموعـة مـن الخطـوط الإرشـادية تدعـم فكـرة ’’الأصالـة والمعـاصرة‘‘، ويمكـن صياغة هذه الخطـوات فيما يلي:

1. إعـادة النظـر بشـكل كامـل في منظومـة العمـران بمدينـة حائـل مـن خلال تارخيهـا وحضارتهـا والتأسـيس لرؤيـة شـاملة تحتضـن في مضمونهـا النماذج التاريخيـة، والقيـم الإيجابيـة المعـاصرة ، وتقويـم النماذج العمرانية السـالبة، مـن أجل رؤية بصريـة تحتقـق الهويـة العمرانيـة الحائليـة المميـزة.

2. إضفـاء روح المعاصرة وطابعهـا من خلال معاجلة الواجهـات المطلة على الطرق الرئيسـة باسـتخدام المفـردات العمرانيـة المشـار إليها؛ لإعطـاء الطابع الذي يتامشـى مع الـروح الحائليـة للمدينة.

3. تشـكيل الكتلـة البنائيـة في المناطـق الخدميـة، بحيـث توفـر ممـرات مشـاة مظللـة وآمنـة لحركـة المشـاة، وبخاصـة أثنـاء فترات النهار لاسـتخدام الأنشـطة والوظائـف المرتبطـة بالطريـق، وهـو ما يعكـس طبيعة التعامـل الإيجابي الواجـب في البيئة الصحراويـة الحـارة التـي تتسـم بهـا مدننـا العربيـة.

4. التنسـيق العمراني، والاسـتفادة من البيئـة الطبيعية السـائدة مـن خلال دعـم اسـتخدام النخيـل والتشـجير بامتـداد الأرصفـة الموازيـة للطـرق والأنشـطة الترفيهيـة لإعطـاء شـكل بصري مميـز وإضفـاء روح جماليـة للبيئـة المبنيـة، بالإضافـة إلى دورهـا الإيجـابي في تحسين الظـروف البيئيـة لحركة المشـاة على الطـرق، وأيضا معالجـة التلوث الناتـج عن حركة السـيارات والأنشـطة الصناعية جنـوب المدينـة.

5. تعزيـز المكتسـبات العمرانية الإيجابيـة التي تتوافق مـع طابـع الأصالـة والمعـاصرة ومنهـا على سـبيل المثـال: جامع الملك فهـد، ومبنى المواقـف، ومبنى الإمـارة، ومبنـى الأمانـة، وغيريها. وإعـادة تأهيل المحيـط المـكاني لبعـض النماذج التاريخيـة، مثـل: مبنـى القشـلة لإبـراز قيمتـه التاريخيـة والبصريـة المميزة

6. تعزيـز المناطـق الترفيهيـة وتأكيـد تمركـز هـذه الأنشـطة مـن خلال تكثيـف التشـجير والنخيـل بهـا، بالإضافـة إلى الأنشـطة والاسـتعمالات الأخـرى، وكذلـك تعزيـز الأنشـطة الثقافيـة التي تحكـي تاريـخ المدينـة ولتكـون مبانيهـا متحفـاً مفتوحـاً يعكـس الهويـة المحليـة لمدينـة حائـل. 

6- نتائج البحث وتوصياته:

  تبنـى البحـث مفهـوم ’’الهويـة المحليـة‘‘ بالمـدن التاريخيـة مـن خلال المنظـور الأكبر وهـو المسـتوى ’’الإقليمـي والوطنـي‘‘، وفي هذا الإطـار ركز البحث على ’’صياغـة إجـراءات منهجيـة تطبيقيـة لتأصيـل الهويـة بمـدن المملكـة العربية السـعودية‘‘. وتشـكلت المنهجيـة المسـتهدفة في ثلاث مراحل أساسـية تضمنت المرحلـة الأولى: دراسـات على المسـتوى ’’الوطنـي/ الإقليمي‘‘، والمرحلة الثانية: دراسـات على ’’المسـتوى الإقليمـي/ المحلي‘‘، والمرحلـة الثالثة: دراسـات على المسـتوى ’’المحلي‘‘، وتفاصيل هـذه المراحل موضحة (الشـكل رقـم 3) ، وتتلخـص أهـم نتائـج البحث فيما يلي :

1. أكـد البحث مـن خلال دراسـات المرحلـة الأولى والمتضمنـة ’’المحتوى العمـرانب للمدينة في إطارها الوطني/الإقليمـي‘‘؛ ضرورة إجـراء دراسـات متخصصـة ومتعمقـة لـكل مدينـة تاريخيـة على حـدة فى إطارهـا الإقليمـي وضمن الاستراتيجية الوطنيـة قبـل البـدء بدراسـات الهويـة المحليـة، وذلـك من أجـل تحديـد الأهميـة النسـبية والقيمة التاريخيـة ودور المدينـة في منظومـة التنميـة الشـاملة.

2. أكـد البحـث خلال دراسـات المرحلـة الثانيـة المتضمنـة ’’مدينـة حائـل في إطارهـا (الإقليمـي/ المحلي)؛ ضرورة ارتباط المدينـة بالمحيط الحيوي لهـا والكيانـات العمرانية في إطـار منطقتها، وذلك في ضـوء مـا تلعبـه المدينـة مـن دور حيـوي في إطـار منطقتهـا، فهي المدينـة الأم والمركـز الوطني للمنطقـة لذلـك يجب أن تتشـكل هويتهـا في إطار منطقتهـا لمـا لـها مـن قيمـة عمرانيـة وسـياحية وإقليميـة.

3. أكـد البحـث ف مرحلة دراسـاته الثالثـة وتتضمن ’’المسـتوى المحلي‘‘؛ ضرورة مراجعـة العمـران الحـالي بحائـل بشـقيه (التاريخـي والحديـث)، وذلـك في ضـوء الخلفيـة الحضاريـة والهويـة المكانيـة، وبما يتناسـب مـع وزنها النسـبي بوصفها مركـزاً تنمويـاً وطنيـاً، وبالأخـص التوسـعات العمرانيـة على امتـداد جانبـي طريـق الملـك عبد العزيـز والاسـتفادة من النتائج في توسـعاته الحالية المسـتهدفة (24 إلى 60م).


4. توصـل البحث مـن خلال دراسـاته إلى خطوات وإجـراءات منهجيـة لتحقيـق الهوية المحليـة لمدينة حائل تتأسـس على ثلاث مراحل أساسـية، أولها: التحليـل العمـراني للنماذج العمرانيـة ذات القيمة ً التاريخيـة، آخذا في الحسـبان درجة الأهمية في ضوء الكـم والنـوع والتوزيـع، وتحليـل هـذه النماذج واسـتقراء شـخصيتها العمرانيـة، واسـتخلاص التفاصيـل والمفـردات العمرانيـة التـي تعكـس الهويـة. والمرحلـة الثانيـة: تشـمل دراسـة النماذج العمرانيـة الإيجابيـة والتي لاقـت نجاحـاً عمرانياً وظيفيـاً وبيئيـاً واجتماعيـاً. والمرحلـة الثالثـة: دراسـات للنماذج العمرانيـة الحديثـة وتقييمها في ضـوء المنفعـة والمواءمـة البيئية والطابـع العمراني، وبحـث أطـر تقويمهـا. وتنتهـي الدراسـات بصياغـة الاستراتيجيات العمرانيـة التي تؤسـس للهويـة مـن حيـث المفهـوم والفكـر والتطبيـق والتفاصيـل والتـي تتسـم بالمحليـة والخصوصيـة العمرانيـة.

5. يـوصي البحث بضرورة إجراء دراسـات لتأصيل الهويـة العمرانيـة للمـدن التاريخيـة على مسـتوى المملكـة العربيـة السـعودية، وأن يتـم ذلـك في إطـار منظومـة متكاملـة من أجـل صياغـة عمران مسـتدام يحقـق الأبعـاد التنمويـة، ويسـاهم في سـياحة بيئيـة متميـزة في مـدن المملكـة العربيـة السـعودية.

6. يؤكـد البحـث كذلـك أهمية مشـاركة أبعـاد الهوية التاريخيـة في تطويـر المخططـات الجديـدة بالمـدن التاريخيـة، بما يدعـم مفاهيـم التـوازن البيئـي والتنميـة المسـتدامة، ويسـاهم في تحريـك الفكـر باتجـاه المدينة العصريـة الأيكولوجيـة، التي تراعي الصـورة الذهنيـة والهويـة المكانيـة للمجتمعـات.

للقراءة والتحميل  اضغط هنا أو اضغط هنا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا