التسميات

الخميس، 21 ديسمبر 2017

تقييم الواقع الاقتصادي والأسري لربات الأسر الأرامل في مدينة بهرز ...

تقييم الواقع الاقتصادي والأسري 

لربات الأسر الأرامل في مدينة بهرز

د. إزهار سلمان هادي

جامعة ديالى/كلية التربية للعلوم الإنسانية/وحدة الأبحاث المكانية
      أن الظروف التي مر بها العراق على مدى ثلاثة عقود متتالية من حروب وعدم استقرار اقتصادي وسياسي أدى إلى ظهور العديد من المشكلات الاجتماعية، وإحداها هي زيادة عدد الأرامل، ومن فئات عمرية مختلفة ولا سيما  في مقتبل العمر ، وما خلفته هذه الظاهرة من تبعات عانت منها المرأة كثيرا ، منها تحمل أعباء ومسؤولية الأسرة، وتعرضها لضغوط اجتماعية ونفسية مختلفة. لذا فان القيام بدراسات ومسح شامل لوضع الأرامل يُعد ضروري للجهات المسؤولة ولاسيما وزارة المرأة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية للوقوف على حجم تلك المشاكل، ووضع خطط لمعالجة آثارها ونتائجها المنظورة وغير المنظورة

هدف البحث
      يهدف البحث إلى التعرف على الواقع الاقتصادي والأسري للأرامل في أحياء مدينة بهرز من  خلال التعرف على حجم الأسر التي تعيلها وكذلك عدد من لديها عمل من اللواتي ليس لديهن عمل.
مشكلة البحث
     إن مدينة بهرز حالها حال مناطق العراق الأخرى تأثرت بالظروف التي مر بها البلد، وظهر فيها نتيجة لذلك العديد من المشاكل التي عانت ويعاني منها المجتمع العراقي، واحدها هو زيادة عدد الأرامل، وتحملهن أعباء إعالة أسرهن، وما رافق ذلك من مشاكل اجتماعية خطيرة.
مصادر البحث
    البحث هو جزء من دراسة ميدانية قامت بها وحدة الأبحاث المكانية لإعداد قاعدة بيانات مكانية لناحية بهرز لأغراض تخطيطية. وكان مصدر البيانات هو سجلات المجلس البلدي والتي هي بالأساس سجلات المختارين. وسيتناول البحث واقع حال الأرامل في مدينة بهرز من خلال معرفة التركيب العمري لهن، والتوزيع الجغرافي للأرامل على مستوى أحياء المدينة، ونسبة الأرامل العاملات من غير العاملات، وحجم الأسر المعالة من قبل الأرامل، والتوزيع الجغرافي لها، وكذلك التعرف على عدد الأرامل اللواتي يعشن بمفردهن
مدخل تعريفي بالمدينة
     مدينة بهرز هي مركز ناحية بهرز تابعة إلى قضاء بعقوبة وتقع إلى الجنوب منهُ، وتمتاز المدينة من الناحية الاجتماعية، بان يسكنها ولا سيما في الأحياء القديمة منها الأسر العريقة الذين هم سكان المدينة الأصليين كما إنها ذات طابع زراعي تقع إلى احد جانبي نهر ديالى ويقسمها جدول سارية إلى قسمين. وكما هو حال المدن فقد نشأت على أطرافها أحياء عشوائية والتي يسكنها العوائل النازحة من القرى المجاورة للمدينة نتيجة لظروف اقتصادية وأمنية إضافة من مناطق العراق الأخرى .
خريطة(1)موقع مدينة بهزر من محافظة ديالى
 
      خريطة(2) أحياء مدينة بهرز

التركيب العمري لأرباب الأسر الأرامل
    بلغ المجموع الكلي لأرباب الأسر في المدينة (6510) رب أسرة  وبلغ عدد ربات الأسر الأرامل (836) أرملة بنسبة (12.824%) من المجموع. وعند النظر إلى التركيب العمري لربات الأسر الأرامل كما في الشكل (1) يُلاحظ إن  الأرامل ضمن الفئة العمرية (70) فأكثر شكلت نسبة (22%) من مجموع الأرامل، تليها الفئة (55-59) وبـنسبة(16.148%)، وبلغ نسبة الأرامل ضمن الفئة العمرية (60-64) (12.364%)، في حين بلغ عدد ربات الأسر الأرامل الشابات أو من هن في سن الإنجاب (183) أرملة وبنسبة (21.889%) من مجموع الإناث الأرامل. ومن هذا يُلاحظ إن عدد ربات الأسر الأرامل ضمن هذه الفئات العمرية يعكس الظروف التي مر بها البلد من حروب ضمن عقد الثمانينات والتسعينات من القرن المنصرم، وما شهده البلد من حرب وما خلفته من مشاكل في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين
 
شكل(1)التركيب العمري لربات الأسر الأرامل 
 
المصدر/ بيانات المجلس البلدي لناحية بهرز( سجلات المختارين)
توزيع ربات الأسر الأرامل بحسب الأحياء
     يُلاحظ من الشكل(2) إن حي الدواسر سجل أعلى عدد لربات الأسر الأرامل إذ بلغ(156) أرملة وبنسبة (22.13%) من مجموع ربات الأسر الأرامل في المدينة، وهذا يعود لكون الحي هو من الأحياء العشوائية التي تقع جنوب المدينة ومعظم سكانها هم من المهاجرين اللذين نزحوا من القرى والمناطق المجاورة نتيجة لظروف أمنية واقتصادية، يليه حي العصري بـ(142) أرملة وبنسبة (16.986%)، ومن ثم السراي والسلام بواقع (114) و(103) أرملة وبنسبة (13.636و12.321)% على التوالي، وهي من الأحياء ذات كثافة سكانية عالية لكون يسكنها سكان المدينة الأصليين، أما أقل الأحياء فسجله حي برغة بـ (23) وبنسبة(2.751%) وهذا يعود كون هذه المنطقة هي قرية صغيرة ذات كثافة سكانية قلية تقع في الطرف الشمالي من المدينة (تقع قرية برغة على مشارف مدينة بهرز، التي نمت واتسعت، ويتوقع إن تحتويها إذا استمر التوسع في هذا الاتجاه .
شكل(2) عدد ربات الأسر الأرامل بحسب الأحياء 
 
المصدر/ بيانات المجلس البلدي لناحية بهرز( سجلات المختارين)
خارطة(1) توزيع الأرامل بحسب أحياء المدينة 

 
مهنة ربات الأسر الأرامل
     وعند تصنيف الأرامل على أساس المهنة ـ اتضح إن اغلب ربات الأسر ليس لديهن مهنة إذ بلغ عددهن(749) مقابل (83) لديها عمل، ويلاحظ من الشكل (3) إن جميع الأرامل في حيي برغة والدواسر ليس لديهن عمل وهذا يعود كون هذه لأحياء هي بالأصل أما قرى تبعت إداريا إلى المدينة أو مهاجرين من القرى المجاورة . أما في أحياء العصري والسراي والقادسية كان عدد الأرامل العاملات هو أكثر مما في الأحياء الأخرى على الرغم من قلته إذ ما قورن بعددهن الكلي، وهذا يعود إلى أن الأول والثاني هما من الأحياء القديمة في المدينة والتي يتركز فيها السكان الأصليين أما الأخير فهو من الأحياء الحديثة والذي كانت أراضيه قد وزعت من قبل الدولة إلى موظفين، وكلاهما يتمتع بمستوى تعليمي أعلى مما في الأحياء الأخرى
 
شكل (3) مهنة ربة الأسرة أنثى أرملة
المصدر/ بيانات المجلس البلدي لناحية بهرز( سجلات المختارين)

حجم الأسر التي تعيلها امرأة أرملة
   يتضح من الشكل(4) أغلب الأسر التي تعيلها أرملة بين صغيرة ومتوسطة، ففي حيي السلام والسراي كانت أغلب الأرامل معيلات لأسر صغيرة الحجم (1-3)، بينما تقارب حجم الأسر الصغيرة والمتوسطة في حي العصري، أما في حي السراي فكان حجم الأسر المتوسطة هو الأعلى، في حين كانت الأرامل المعيلات لأسر كبيرة (7 فأكثر) هو الأكثر في حي برغة، وفي حي الدواسر وعلى الرغم من إن اغلب الأرامل هن معيلات لأسر متوسطة الحجم إلا أنه يُلاحظ تسجيل الحي لأرامل معيلات لأسر كبيرة أكثر من الأحياء الأخرى للمدينة.
  (4) حجم الأسرة التي يعيلها أرمل بحسب الأحياء 
 
المصدر/ بيانات المجلس البلدي لناحية بهرز( سجلات المختارين)

الأرامل اللواتي يعشن بمفردهن
    أما عدد الأرامل اللاتي يعشن بمفردهن فبلغ (177) وبنسبة (21.172%) من المجموع، من الشكل (5) يتضح إن حي العصري سجل أعلى نسبة لعدد الأرامل اللواتي يعشن بمفردهن من مجموع الأرامل في الحي إذ بلغت (30.70%)، بينما يُلاحظ إن حي الدواسر سجل أقل نسبة إذ بلغت (12.82%) من مجموع الأرامل اللاتي يعشن بمفردهن ويتبين من ذلك إن الأرامل اللواتي يعشن بمفردهن اغلبهن في الأحياء ذات المستوى الاقتصادي العالي.
(5)الأرامل اللواتي يعشن بمفردهن
 
المصدر/ بيانات المجلس البلدي لناحية بهرز( سجلات المختارين)

الاستنتاجات
أهم ما توصل إليه البحث من استنتاجات هي:
1.  على الرغم من إن الفئة العمرية (70سنة فأكثر) سجلت أكثر عدد للأرامل وهذا يُعد أمرا طبيعياً، إلا إن فئة الشابات أو من هن في سن الإنجاب سجلن نسبة عالية في عدد الأرامل أيضا، وهذا مؤشر اجتماعي خطير، كما إن أغلب الأرامل هن من سكنت الأحياء الفقيرة التي تمتاز بمستوى اقتصادي متدني كما إن اغلبهن معيلات لأسر من الحجم المتوسط عدد أفرادها بين (4-6)، إضافة إلى ذلك إن نسبة كبيرة منهن ليس لديهن عمل إذ بلغت نسبتهن (89.593%) من مجموع الأرامل في المدينة وهذا يعطي مؤشراً أخر لحجم الضغوط النفسية التي تتعرض لها الأرامل ولا سيما العيش في مجتمع يعد زواج الأرملة من شخص أخر أمر غير مرغوب فيه.
2.  أما المؤشر الآخر الذي سجل في المدينة هو زيادة في عدد الأرامل اللواتي يعشن بمفردهن إذِ شكلن نسبة(21.172%) وسجلت الأحياء الغنية النسبة الأكبر،إن هذه النسبة إذا ثبت صحتها(وذلك لأن البيانات المسجلة في سجلات المختارين هي على أساس البطاقة التموينية فربما تكون تكون الأرملة تعيش مع أسرتها إلا إنها منفصلة عنهم فقط بالبطاقة التموينية)  فهي تحتاج إلى دراسة وتعمق أكثر لمعرفة الأسباب التي تقف وراء حدوث مثل هكذا ظاهرة اجتماعية في مدينة تمتاز بكونها ما تزال تحافظ على تقاليدها الاجتماعية المعروفة بالترابط الأسري.

  التوصيات 
أولا- فيما يخص  تحسين الواقع الاجتماعي والاقتصادي للأرامل على مستوى المدينة
1.  بما إن أغلب الأرامل هن من  الأحياء الفقيرة وليس لديهن عمل بالإمكان توفير فرص عمل لهن، عن طريق تهيئة ورش عمل صغيرة تتوفر فيها مستلزمات العمل للأرامل مثل معامل الخياطة، أو معامل تعنى ببعض الصناعات المحلية ولا سيما إن المدينة ذات اقتصاد زراعي فصناعة الدبس وشراب الرمان والخل وماء الورد من الصناعات المعروفة لدى سكان المنطقة بالإمكان تبنى مثل هكذا مشاريع من قبل المجلس البلدي بتشجيع بعض أصحاب رؤوس الأموال(الأغنياء في المنطقة بإقامة مثل هكذا مشاريع).)
2.  توفير الرعاية الصحية المجانية للأرامل وأسرهن عن طرق عمل بطاقة صحية لتلك الأسر للتمكن من مراجعة المراكز الصحية والمستشفيات أو الأطباء الاختصاص بدون أي أجور حتى وان كانت رمزية..
3.  توفير مراكز العناية بالمرأة من الجانب الصحي والنفسي لمتابعة الحالة الصحية  لربات الأسر وتقديم النصح والعون لهن، ولا سيما إن اغلب الأرامل هن صغيرات في العمر وما يتعرضن له من ضغوطات الحياة ومسؤوليات الأسرة قد يكون فوق طاقتهن. 
4.  إن عمل كل ذلك ليس صعباً عندما يُعرف إن في المدينة مؤسسة(مجتمع مدني) تُعنى بالأيتام..

ثانياً – أما على مستوى واقع حال الأرامل في العراق
        فان إعداد دراسة شاملة وحقيقية للأرامل ووضعهن الاقتصادي والاجتماعي يُعد ضرورة لأجل إعداد قاعدة بيانات، يمكن من خلالها تبني خطط لتحسين واقع الأرامل وأسرهن وان ذلك لن يتحقق إلا من خلال تعاون جدي ومشترك من قبل وزارات العمل والشؤون الاجتماعية والتخطيط والمرأة كما إن الاستعانة بخبرات الباحثين في المراكز البحثية يعطي العمل صورة أكثر دقة وعلمية
المصادر
سجلات المجلس البلدي لناحية بهرز، سجلات المختارين(بيانات غير منشورة) 


حمله 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا