التسميات

الجمعة، 30 مارس 2018

التفاعل والعلاقات الوظيفية بإقليم مدينة براك الفرع البلدي براك (سابقاً) د. فضل إبراهيم الأجواد ...



التفاعل والعلاقات الوظيفية

بإقليم مدينة براك الفرع البلدي براك (سابقاً)

 فضل إبراهيم الأجواد

كلية الآداب ـ جامعة سبها 
 
مجلة جامعة سبها (العلوم الإنسانية) المجلد السابع ، العدد الثاني (2008ف) ص ص 52 - 57:

الملخص

  الأصل في العلاقات بين أية مدينة وظهيرها علاقة تكاملية، حيث تقوم المدينة لتؤدي عملاً في إقليمها تأخذ منه وتعطيه، ولعل هذا الأخذ والعطاء هو الذي يجعل من المدينة حقيقة جغرافية كاملة. 

   وهذا ما تقوم به مدينة براك داخل إقليمها حيث تتفاعل وترتبط بالمراكز العمرانية المجاورة بعلاقات وظيفيـة متنوعة اقتصادية واجتماعية وإدارية، كما ترتبط بقية المراكز ببعضها بعلاقات مماثلة، وإن كانت أقل قوة وأهمية من علاقاتها بالمدينة الرئيسية براك.

  كما تظهر علاقة هذا الإقليم واضحة بمدينة سبها لقربها من جهة وبعدها الكبير في إقليم فزان من جهة أخرى باعتبارها عاصمة الإقليم وكبرى مدنه.  

مقدمة

  تقع مدينة براك عند التقاء خط طول 14 16 ْ شرقاً، ودائرة عرض 37 34 ْ شمالاً  في إقليم وادي الشاطئ (1) بحوض فزان "أنظر الخريطة (1) التي توضح موقع مدينة براك في إقليم وادي الشاطئ، وتحيط بها من الشرق مجموعة من المدن الصغيرة والقرى التي تعتمد عليها وترتبط بها وتتفاعل معها.

   إن هذه المدن الصغيرة والقرى المختلفة الأحجام تعتمد على هذه المدينة اعتماداً كبيراً في الكثير من أمورها، مما جعلها ترتبط بها بعلاقات مكانية متنوعة.

  وفي الوقت نفسه جعل هذه المدن الصغيرة والقرى ترتبط هي الأخرى ببعضها بعلاقات مختلفة اعتماداً على مواقعها وخصائصها المكانية في خدمة سكانها وسكان المراكز الأخرى المجاورة، هذا وقد تكون هذه العلاقات سلبية وقد تكون علاقات إيجابية.

لقد كانت العلاقات المكانية التي تربط بين المراكز العمرانية في الإقليم تكاد تكون معدومة في الماضي بسبب بساطة الحياة الاقتصادية من جهة، وتخلف وسائل المواصلات من جهة أخرى، مما جعل هذه المراكز العمرانية تعيش في شبه عزلة، ومع تطور الزمن وتحسن وسائل الحياة ووسائل المواصلات ازدادت العلاقات بين هذه المدن والقرى التي أصبحت تتفاعل فيما بينها وترتبط بمجموعة من العلاقات المكانية التي ساهمت في نموها وتطورها فيما بعد.

خريطة رقم (1) موقع مدينة براك في إقليم وادي الشاطئ


مشكلة الدراسة

   إن لموقع مدينة براك المميز وخصائصه المكانية الجيدة دوراً كبيراً في جعل هذه المدينة تحظى بمكانـة مميزة في الإقليم الذي تقع فيه وترتبط بالمراكز العمرانية في هذا الإقليم وفي إقليم وادي الشاطئ ككل، هذا الموضوع يثير عدة تساؤلات وإن الإجابة عليها تعد عاملاً مساعداً في فهم الموضوع، والتساؤلات هي:

ـ ما هي أهم العلاقات التي تربط مدينة براك بغيرها من المراكز في الإقليم؟.

ـ ما هي العلاقات التي تربط المراكز العمرانية المختلفة بعضها ببعض؟.

فروض الدراسة

  بناءاً على التساؤلات التي أثارتها مشكلة الدراسة أمكن صياغة الفروض التالية:

1. ترتبط مدينة براك بغيرها من المراكز العمرانية في الإقليم المذكور بعدة علاقات مكانية اقتصادية وتعليمية وصحية وسكانية.

2. ترتبط مراكز الأقاليم المختلفة بعلاقات مكانية مختلفة.

3. تعد العلاقات الصحية والتعليمية والتجارية أهم هذه العلاقات في الإقليم.

أولاً: التفاعل والعلاقات الوظيفية بين مدينة براك والمراكز الأخرى:

  لعل من أهم الموضوعات التـي شغلت أذهان كثير من الباحثين في جغرافية العمران، هي دراسة العلاقة القائمة بين المراكز الريفية والحضرية والمدينة، لا تقوم في الواقع إلا لخدمة إقليمها، وذلك لأنها لم تنشأ بمحض إرادتها، بل إن الإقليم هو الداعي إليها وباعثها، لكي تحقق له ما يحتاج إليه من خدمات. (2)

  من المعلوم أن إقليم أية مدينة يقوم على أساس الترابط والتفاعل بين المدينة وما حولها من رقعة جغرافيـة، والأصل في العلاقة بين المدينة والريف علاقة تكاملية، فالمدينة قلب ونواة الإقليـم الريفي الذي يتبلور حولها(3)، من الناحية النظرية فإن إقليم المدينة أمكن أن  يعبر عنـه في شكل عدد من الحلقـات التي تمثل كل منها أوجه العلاقات بين المدينة وإقليمها(4). هذا وتقوم  المدينـة لتـؤدي عملاً، ولكنها لا تقـوم به في فراغ وإنما وسط إقليم تأخذ منـه وتعطيـه، فهي في الريف أو هكذا كانت له، ولعل الأخذ والعطاء هو الذي يجعل من المدينة حقيقة جغرافية كاملة ومميزة(5)

  هذا ويعتمد نمو المدينة وتقدمها الاقتصادي على درجة علاقتها الإقليمية والتي بدورها تعتمد على خصائص الإقليم الذي تقع فيه وهي بالتالي تؤثر فيه وتتأثر به.

  وإقليم مدينة براك يضم حوالي 9 مراكز عمرانية أكبرها مدينة براك، التي ترتبط معها بمجموعة من العلاقات والخدمات التي لا يرتبط مجالها بالحدود الإدارية، ذلك أن إقليم المدينة مفهوم مركب.

  هذا وتقع مدينة براك في وسـط هذا الإقليم المحدود في الامتداد والمساحة تقريباً، "أنظر الخريطة (2)"، تمثل عاصمته وعاصمة إقليم وادي الشاطئ ككل، فهو يمتد من أشكدة شرقاً حتى الحدود الفاصلة بين آقار وحي شهداء القارة في الغرب، ويضم كذلك قيرة وأبوغردقة والزوية وتامزاوة وققم وحي المشاشية.

  إن موقع هذا القسم في شـرق إقليم وادي الشاطئ بالغرب من منطقة نفوذ مدينة سبها كبرى مدن الجنوب الليبي وعاصمته، وتبعد عنها بحوالي 80 كم، جعل نفوذ مدينة براك يتأثر نوعاً نتيجةً لاتجاه العديد من الأشخاص سواء من مدينة براك نفسها أومن المدن والقرى الأخرى في الإقليم إلى هذه المدينة (سبها) من أجل الحصول على الخدمات والسلع المختلفة.

خريطة رقم (2) منطقة الدراسة


 أهم العلاقات التي تربط مدينة براك بالمراكز العمرانية بالإقليم: 

   ترتبط هذه المدينة بمجموعة من العلاقات بالمراكز العمرانية الأخرى التي من أهمها :

أولاً: العلاقات الاقتصادية:

   يرى ألكسندر(6) أن الوظيفة الاقتصاديـة للمدينة لا تعتمد على السكان المقيمين، بل المترددين من خارجها يمثلون جزءاً من وظيفتــها الاقتصاديــة، هذا وتتمثل العلاقات الاقتصادية في:-

أ- العلاقات الزراعية :

  من المعروف أن لسكان المدينة متطلبـات غذائية تتمثل في الخضروات والفواكه التي يوفرها الظهير الزراعي المجاور، ولهذا فإن هذا الظهير يختلف باختلاف حجم هذه المدينة السكاني وحسب استهلاكهم من المحاصيل الزراعية،فكلما كبرت المدينة وازداد عدد سكانها اتسع النطاق الزراعي الذي يمدها باحتياجاتها من تلك المحاصيل الزراعية، والعكس صحيح(7).  

  ومدينة براك باعتبارها مدينة صغيـرة (16300 نسمة) حسب تعداد 2006، فإن النطاق الذي يمكن أن نطلق عليه ظهيرها الزراعي والذي تمارس تأثيرها على الزراعة به، لا يتعدى حدود الأراضي الزراعية التابعة لها وأراضى المدن المجاورة لها من أشكدة شرقاً وحتى آقار غرباً، أي أراضى ما يعرف سابقاً بالفرع البلدي براك، والملاحظ أن هذا الإقليم لا يوفر كل ما تحتاج إليه المدن والقرى في الإقليم، ولهذا فهي تحتاج إلى توفير النقص من بقية المراكز العمرانية في إقليم وادي الشاطئ، ومن المراكز العمرانية في إقليم فزان الكبير ولا سيما مدينة سبها التي تعد سوق الخضروات والفواكه الإقليمي الذي يقصده تجار الإقليم من أجل تغطية احتياجات الإقليم.

ب - العلاقات التجارية :

  تعد هذه العلاقات من أهم العلاقات التي تربط المدينة بغيرها من المراكز العمرانية سواء على المستوى العالمي أو على المستوى المحلي، وبالنسبة لمدينة براك يمكن القول أن حجـم العلاقات التجارية التي تربطـها بإقليمها صغير، وأن إقليمها التجاري يتسم بالضيق، حيث إن عدد القرى والمدن في الإقليم قليل.

  وإذا نظرنا إلى تجارة الجملة في المدينة فنجد نشاطها قليلاً وإن بدأت تزدهر وهي تتمثل في تجارة مواد محـدودة مثـل المواد الغذائية، حيث يوجد في المدينة حوالي 7 محلات تجارية تمارس هذا النوع من التجارة، كما تمارس تجارة الجملة في مواد البناء، حيث توجد حوالي 4 محلات تجارية،كما أصبح عدد من الأشخاص يمارسون تجارة الجملة في الخضروات والفواكه، أما تجارة الجملة في باقي السلع فهي محدودة إلى معدومة.

   أما تجارة التجزئـة أو القطاعي فـإن كل المـراكز العمرانيـة يوجد بها محلات تجارية تغطى حاجات سكان كل مركز عمراني، وهذا لا يمنع أن بعض السكان يتجهون إلى مدينة براك من أجل قضاء بعـض المصالح مما يجعلهم يقومون بشراء بعض السلع اليومية من محلاتها التجارية.

  هذا وبالرغم من تعدد المؤسسات المالية ولا سيما المصارف إذ يوجد في مدينة براك 4 مصارف، إلا أن حجـم المعاملات والودائع لا يزال صغيراً نظراً لعدم وجود القطـاع الصناعي والمؤسسات الخاصة الكبرى، وهذه المصارف تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي مصرف زراعي يقدم خدماته للمزارعين، ومصرفين تجاريين يتعاملان مع رواتب المواطنيـن في الإقليم، بالإضافة إلى مصرف التنمية الذي يقدم القروض الإسكانية للمواطنين. 

ثانياً: العلاقات الاجتماعية:

   وهذه تنقسم إلى:

أ- العلاقات التعليمية :

  تعد مدينة براك أهم مراكز تقديم الخدمات التعليمية في الإقليم، وإن مركزيتها تناقصت في هذا الجانب، بحيث أصبحت تفوق غيرها في تقديـم خدمات التعليـم الجامعي فقط.

   فإذا نظرنا إلى التعليم الأساسي ونفوذ هذه المدينة في هذا الجانب، فنجد أنها تقدمه فقط لسكانها، لأن هذه الخدمة أصبحت تقدم لسكان كل المراكز العمرانية، وبذلك فقدت المدينة مركزيتها على هذا المستوى، وكذلك الحال بالنسبة للتعليم المتوسط منذ ثمانينات القرن الماضي، في حين نجد أن مدينة براك الآن تحتكر فقط التعليم الجامعي حيث يوجد بها 3 كليات جامعية يلتحق بها طلاب المراكز العمرانية المجاورة وطلاب بقية مراكز العمران في إقليم وادي الشاطئ وأقاليم حوض فزان الأخرى.

ب- العلاقات الصحية :

  تنتشر في الإقليم العديد من المنشآت والمؤسسات الصحية التي تقدم خدماتها لسكانه، وهي تتمثل في المراكز الصحية ووحدات العناية الصحية ومراكز الأمومة والطفولة والعيادات ومستشفى عام(8).

  إن الخدمات الصحية من الخدمات المهمة التي تقدمها مدينة براك، حيث يوجد بها أكبر مستشفيات الإقليم، وهو مستشفى براك العام الذي يقدم الخدمات العلاجية والوقائية للسكان، كما أنه يقدم خدمات الإيواء السريري حيث يوجد به 120 سريراً، شغل منها مرضى الإقليم ، هذا ويقدم المستشفى (9) حوالي 65% سنة 2006 خدمات النساء والتوليد والباطنية والعظام والأطفال والعيون والجراحة العامة، مما يجعله يستقبل يومياً مئات الاشخاص من أجل الكشف العام وتلقي العلاج المناسب، كما تقدم هذه المدينة خدمة الأمومة والطفولة في المركز المعد لذلك، وكذلك خدمات التأهيل والعلاج الطبيعي في مركز رعاية وتأهيل المعاقين.

  أخيراً تجب الإشارة إلى ظهور العيادات الخاصة التي تكمل خدمات المستشفى، حيث تقدم خدماتها في الفترة المسائية بعد أن انتشرت في المدينة بشكـل واضح، وأصبح عددها 6 عيادات، أغلبها تقدم خدمات الباطنية والنساء والتوليد والأسنان والأطفال.

  هذا وتجد مدينة براك منافسة كبيرة من مدينة سبها في تقديم هذه الخدمات، حيث أدى تعدد العيادات والمؤسسات الصحية وتنوعها في مدينة سبها إلى جذب العديد من السكان في هذا الإقليم.

جـ- العلاقات الثقافية:

  على الرغم من تضـاؤل دور مدينة براك وغيرها من المدن في إقليم فزان في هذا الجانب، إلا أن المستقبل سيكون زاهراً إذا تم إنشاء المكتبات العامة والمراكز الثقافية التي تم إقرارها، بالإضافة إلى إنشاء المسارح ودور الخيالة وغيرها من المؤسسات، فبالعودة إلى الماضي القريب نجد أن مكتبة المركز الثقافي في مدينة براك كانت مركز إشعاع ثقافي، زارها العديد من سكانها وسكان المناطق المجاورة.

د - العلاقات السكانية:

  وهذه تنقسم إلى:

1- هجرة السكان إلى مدينة براك من القرى والمدن الصغيرة وذلك إما من أجل الاستقرار والعمل وإما من أجل الدراسة.

2- رحلة العمل اليومية: يسكن عدد من العاملين في المدينة خارجها أي في إقليمها، وهناك أيضاً من يسكن المدينة ويعمل خارجها، وإنما بنسبـة أقل دائماً ولذا فهناك رحلة يومية للعمل تجعل إقليم المدينة يسمى منطقة الرحلة اليومية(Commuter's zone (10.

   وباعتبار مدينـة براك عاصمة لإقليم وادي الشاطئ تتجمع فيها كل الخدمات المركزية، لهذا كانت مقصداً لعدد من الموظفين الذيـن يأتـون من كافة أرجاء الإقليم، بالإضافة إلى الطلاب، هذا وينقسم القادمون إلى:ـ

أ. العاملين في القطاعات والمؤسسات العامة المختلفة.

ب. العاملين لحسابهم الخاص، حيث نجد عدداً من سكان المناطق المجاورة يمتلكون مشاريع خاصة في مدينة براك، مثل المحلات التجارية والورش والتشاركيات ومكاتب الخدمات العامة.

ج. العابرين وهؤلاء يعبرون مدينة براك لبقية مراكز العمران في الإقليـم، أو في الأقاليم الأخرى الجنوبية أو الشمالية.

ثالثاً: العلاقات الإدارية:

  نظراً لكون مدينة براك عاصمة لإقليم وادي الشاطئ تتجمع فيها كافة الخدمات المركزية في الإدارات والمؤسسات العامة المختلفة التي بدورها تقدم الخدمات المختلفة الإدارية والمالية لسكان المدينة وسكان المراكز العمرانية المجاورة، لهذا نجد أن هذه المدينة تعد مقصداً للعديد من السكان للحصول على هذه الخدمات.

ثانياً: العلاقات الوظيفية بين المراكز العمرانية المختلفة: 

  فبالإضافة إلى العلاقات التي تربط المراكز العمرانية المختلفة بعاصمة الإقليم (براك)، ترتبط بقية المراكز العمرانية ببعض العلاقات المكانية المحدودة، ومن هذه العلاقات:-

أ- العلاقات الإدارية: فكما هو معروف أن نظام المؤتمرات الشعبية هو السائد في المنطقة مثلها مثل المناطق في الأقاليم الليبية الأخرى، حيث يوجد في الإقليم حوالي 7 مؤتمرات شعبية أساسية تتركز في كل من أشكدة، قيرة، براك المركز، الزاوية، الزوية، تامزاوة وآقار، وهذه المراكز بحكم أنها مراكز للمؤتمرات الشعبية، فهي تقدم خدمات إدارية لسكانها وسكان المناطق التابعة لها، وإن كان عدد المناطق التابعة يعد قليلاً. فعلى سبيل المثال الإجراءات المتعلقة بالسكن والأراضي وبعض المستندات التي يحتاجها سكان أبو غردقة، تتم في أشكدة باعتبارها مركز المؤتمر الشعبي التابعة له أبوغردقة، كذلك الحال بالنسبة لسكان ققم وحي المشاشية الذين يتجهون إلى آقار من أجل الحصول على الخدمات الإدارية المختلفة.

ب ـ العلاقات التعليمية :

   تختلف هذه العلاقات حسب المستوى التعليمي، فالملاحظ أن مركزية التعليم الأساسي أصبحت معدومة كلياً نظراً لأن هذا النوع من التعليم ينتشر في كل المراكز العمرانية في هذا الإقليم. 

   لقد كان القسم الثاني من هذا النوع من التعليم (الإعدادي) يتركز في مدينة براك حتى بداية السبعينيات من القرن الماضي، والآن ينتشر في كل المراكز خصوصاً بعد أن أصبح يكوّن مع التعليم الابتدائي ما يعرف بالتعليم الأساسي أو الإجباري الذي كان يقتصر على التعليم الإبتدائي فقط.

  كذلك الحال الآن على مستوى التعليم المتوسط حيث ينتشر في كل مراكز الإقليم، وبعد أن كان يتـمركز هو الآخـر في مدينة بـراك حتي بداية ثمانينات القرن الماضي، والشيء الملفت للنظر الآن هو أن تغير نظام الثانوية العامة بنظام الثانويات التخصصية أدى إلى وجود نقص في بعض التخصصات سواء على المستوى الأدبي أو العلمي في المركز العمراني الواحد، وهذا يتطلب انتقـال الطلبة بيـن المراكز العمرانية للحصول على التعليم المطلوب، ولهذا فظاهـرة انتقال طلبة الثانويات التخصصية بين المراكز العمرانية ظاهرة واضحة الحدوث.

جـ - العلاقات التجارية:

  تباع المواد الاستهلاكية اليومية في العديد من المحلات التجارية التي تتوزع على المراكز العمرانية المختلفة، ولهذا لا توجد مركزية في هذا الجانب، في حين ينتقل سكان المراكز العمرانية من مركز إلى آخر للبحث عن الأفضل والأرخص فيما يخص السلع الأخرى، مثل الملابس والأحذية والمواد المنزلية وغيرها.

   كما ينتقل عدد كبير من سكان هذا الإقليم يوم الخميس من كل أسبوع لزيارة سوق براك الأسبوعي من أجل الحصول على الخضروات والفواكه والملابس والحيوانات والأسماك والدواجن واللحوم وغيرها، كما ينطلق البعض منهم إلى الأسواق الأسبوعية في مدن أخرى خارج الإقليم مثل سوق القرضة الذي ينعقـد يوم الجمعة وسوق برقن الذي ينعقد يوم السبت.

د - العلاقات الصحية:

   هذه العلاقات محدودة جداً بين المراكز العمرانية في الإقليم حيث إنّ المستوصفات والعيادات تنتشر في معظم هذه المراكز. 

   ورغم ذلك هناك تنقلات بين هذه المراكز، وذلك لنقص الأطباء والخدمات الصحية في بعض العيادات والمستوصفات فـي بعـض المراكز العمرانيـة، مما يجعل بعض الناس ينتقلون إلى أماكن أخرى من أجل الحصول على خدمات صحية أفضل.

نتائج البحث

   أمكن التوصل إلى النتائج الآتية:

1. تعدد العلاقات الوظيفية التي تربط مدينة براك بالمراكز العمرانية في الإقليم باعتبارها أكبر مدنه وعاصمته.

2. ضعف العلاقات الوظيفية وانخفاض مستواها بين المراكز العمرانية الريفية.

3. اقتصار المركزية التعليمية لمدينة براك على التعليم الجامعي، في حين تلاشت هذه المركزية بالنسبة للتعليم الأساسي والتعليم المتوسط، مما جعل بعض طلبتها ينتقلون إلى المراكز الأخرى من أجل الحصول على التعليم المتوسط التخصصي.

4. تأثير نفوذ مدينة سبها على مجال نفوذ مدينة براك، مما جعلها تنافسها وتشاركها مجال نفوذها، وترتب على ذلك انتقال عدد لا بأس به من سكان هذا الإقليم إلى مدينة سبها من أجل الحصول على سبيل المثال الخدمات الصحية نظراً لوجود مستشفى مركزي وعدد كبير من العيادات العامة والخاصة، والخدمات التعليمية لتعدد الكليات الجامعية والمعاهد العليا، والخدمات التجارية لتعدد المحلات التجارية وتنوع السلع التي تحتويها.

هوامش الدراسة

5. فضل إبراهيم الأجواد، براك القديمة، دراسة إقليمية، مرزق: المركز العربي لأبحاث الصحراء وتنمية المجتمعات الصحراوية، 1996، ص29.

6. أحمد البدوي الشريعي، جغرافية العمران الريفي، بحوث تطبيقية، القاهرة : دار الفكر العربي، 1996، ص168.

7. محمد خميس الزوكة ونوال فؤاد حامد، في جغرافية الريف، الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1991، ص313.

8. أحمد علي إسماعيل، دراسات في جغرافية المدن، القاهرة: دار الثقافة والنشر والتوزيع، الطبعة الخامسة،1992، ص 220.

9. عبد الفتاح وهيبة، في جغرافية العمران، بيروت: دار النهضة العربية، 1980، ص225.

10. John, Alexander, The Basic-non Basic, concept of urban Economic functions, Economic Geo., Vol., XXX July 1954, PP264–267.

11. رجب رفعت الدسوقي إبراهيم، العمران في مركز اجا محافظة الدقهلية، رسالة ماجستير غير منشورة، القاهرة، جامعة عين شمس كلية البنات قسم الجغرافيا،2001، ص 312.

12. فضل إبراهيم الأجواد، هرمية الأماكن المركزية في وادي الشاطئ، دراسة في التنظيم المكاني، رسالة دكتـوراه غير منشورة، بنغـازي: جامعة قاريونس كلية الآداب قسم الجغرافيا، 2004، ص232.

13. سجلات مستشفى براك العام 2006.

14. أحمد البدوي الشريعي، مرجع سابق، ص1.

للقراءة والتحميل 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا