التحليل الكمي لمعطيات الأنواء الجوية وانعكاساتها
على خارطة التصنيف الجيوبيئي لمحافظة نينوى شمال العراق
حكمت صبحي الداغستاني
بشار منير يحيى
مركز التحسس النائي - جامعة الموصل
وقائع المؤتمر الأول للعواصف الترابية وتأثيراتها البيئية
الأسباب والمعالجات - 17 -18 تشرين الأول 2012
الخلاصة:
نظراً للترابط الوثيق بين مظاهر الأشكال الجيومورفولوجية واستخدامات الأرض والغطاء الارضي من جهة والتحليل الكمي لمعطيات الأنواء الجوية وانعكاساتها على خارطة التصنيف الجيوبيئي لمحافظة نينوى من جهة أخرى، جرى في الدراسة الحالية الاعتماد على العناصر الأساسية المتبعة في أسلوب تفسير المرئيات الفضائية المتعاقبة زمنياً موفرة بذلك الركيزة الأساسية لتشخيص بعض المشاكل البيئية والتي بدأت تعاني منها محافظة نينوى عبر الزمن. تشير العديد من الأدلة في تحليل عناصر التغير المناخي للفترة ما بين (1974-2010) إلى تسريع عمليات التصحر واختلال الموازنة البيئية للغطاء النباتي، الذي انعكس سلباً على تكوين العواصف الغبارية، ومطابقة نتائجها مع الواقع الحالي لخارطة التصنيف الجيوبيئية للمحافظة.
Quantitative Analysis of the Meteorological Data and their Implication for Geo-Environmental Classification Map of the Nineveh Governorate
Hekmat S. AL_Daghastani and Basher muneer yahya
Remote sensing center- University of Mosul, Iraq
Iraqi Journal of Science ISSN: 00672904 Year: 2012 Volume: 53 Issue: Special Issue Pages: 137-145 Publisher: Baghdad University
Abstract
Given the close interrelationship between the manifestations of geomorphological landforms and land use and land cover on the one hand and quantitative analysis of the Meteorological data and its implications on the classification map of the Governorate of Nineveh, on the other, was in the present study rely on the basic elements used in the style of the interpretation of visualization space successive time providing a main pillar for the diagnosis of some environmental problems, which began to suffer from Nineveh Governorate over time. Evidence suggests many of the elements in the analysis of climate change for the period (1974-2010) to speed up the processes of desertification and environmental budget imbalance of vegetation, which reflected negatively on the composition of dust storms and their conformity with the current reality of the geo-environmental classification map for the Governorate.
المناقشة والاستنتاجات
تم إعداد خرائط رقمية مناخية ومطابقتها مع الخارطة الجيوبيئية المفسرة من المرئيات الفضائية المتعاقبة لتقصي تأثير تغير المناخ على تكوين العواصف الغبارية وتوسع ظاهرة التصحر في محافظة نينوى. عرفت محافظة نينوى بمناخ شبه صحراوي إلى معتدل وهذا ما يزيد من مشاكل التصنيف الجيوبيئي فيها. إن وقوع المحافظة في هذا الحيز المناخي جعلها عرضة لمرور انخفاضات العروض الوسطى القادمة من البحر المتوسط في فصول الخريف والشتاء والربيع، الأمر الذي يسبب تغيرات مناخية واضحة مثل التذبذب في درجات الحرارة بين الارتفاع والانخفاض تصاحبها رياح متباينة الاتجاه والتأثير بين رياح جنوبية شرقية مصحوبة بأمطار مع وجود اتجاهات أخرى فصلية متأثرة بالعواصف الغبارية الإقليمية. أما في بعض أشهر الربيع والصيف والخريف فإن المنطقة تقع عموماً تحت نطاق الضغط العالي الشبه المداري الشمالي مما يوفر لها ارتفاعاً في درجات الحرارة وحدوث عواصف ترابية ولكنها عموماً أقل بكثير مما هو عليه في محافظات العراق الوسطى والجنوبية.
تتميز معطيات التحسس النائي بصفة التكرارية في تسجيل المعطيات عن منطقة ما مما يسهل عملية مراقبة التغيرات التي تطرأ على تلك المنطقة مع مرور الزمن وبشكل منتظم وهذا ما حصل فعلاً في الدراسة الحالية، إذ يمكن تلخيص أهم الاستنتاجات لهذه الدراسة:
1- يسود محافظة نينوى المناخ شبه الجاف الذي يتميز بوجود أشهر جافة وأخرى رطبة والذي يقود بالتالي إلى تباين في فعل العمليات الجيومورفولوجية ضمن خارطة التقسيم الجيوبيئي للمحافظة.
2- تسهم عناصر المناخ في تغيير المظهر الأرضي ضمن محافظة نينوى، إذ أن هناك العديد من الأشكال مرتبطة بطبيعة توزيع المناخ الحالي.
3- ارتفاع القابلية المناخية لتعرية وشدة الرياح أدى إلى زيادة في عملها الجيومورفولوجي المتمثل بعمليتي الحت والتذرية، وإلى انتشار ظاهرة العواصف الغبارية فضلاً عن إسهامه في تحديد الفعاليات الحياتية والأنشطة الاقتصادية المختلفة.
4- للرعي الجائر غير المنظم تأثير كبير يؤدي إلى استنزاف طاقتي التربة والنبات الطبيعي معاً والذي يسهم في التسريع من زيادة فعالية عمليات التجوية والتعرية الريحية.
5- إن تردي الإمكانات البيئية والكفاءة الوظيفية للأراضي الزراعية لمنطقة الجزيرة والمنطقة الجنوبية خاصة والناتج عن تأثيرات العوامل المناخية ويد الإنسان معاً من خلال ما وفرته المرئيات الفضائية الملتقطة بفترات زمنية متعاقبة مما يعكس ضرورة الإسراع في تنفيذ مشاريع حصاد المياه على وادي لثرثار وخاصة في المناطق الرعوية منها وتنفيذ مشروع ري الجزيرة الجنوبي التي تحتاجه المنطقة بشكل حيوي ومهم في لديمومة الأراضي الزراعية والغطاء النباتي لهذه المنطقة.
6- استخدمت معطيات التحسس النائي المتعاقبة زمنياً في دراسة التوزيع المكاني للوحدات الجيوبيئية لمحافظة نينوى. تم الاعتماد على الخصائص الجيومورفولوجية واستخدامات الأرض فيها ومواقع انتشار كل واحدة منها على خارطة التعبير الجيوبيئي التي أعدت بمقياس 1:250000.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق