المجلة العربية للدراسات الجغرافية
تصدر عن
المؤسسة العربية للتربية والعلوم و الآداب
(AIESA)
العدد الثاني
تقديم رئيس التحرير :
علم نظم المعلومات الجغرافية – نقلة نوعية في الدراسات الجغرافية
أ.د/ محمد الخزامي عزيز
أستاذ نظم المعلومات الجغرافية قسم الجغرافيا - كلية الآداب - جامعة الفيوم
بالرغم من انقضاء أكثر من عشرين عاماً على استخدام مصطلح "علم نظم المعلومات الجغرافية GIS Science " عالميا، إلا إنه مازال هناك بعض الجغرافيين المصريين والعرب يصرون على أنه لا وجود لعلم بهذا الاسم وهو مجرد وسيلة لا ترقى الى مستوى العلم، ويترتب على هذه المواقف السلبية من تجريد الكوادر الجديدة من حماسهم نحو الانخراط في هذا المجال، ومن هنا جاءت فكرة البحث الحالي الذي يركز على البحث في الخلفية التاريخية لعلم نظم المعلومات الجغرافية، وأسس علم نظم المعلومات الجغرافية، والمناهج العلمية لهذا العلم، كما يطرح البحث الموضوعات التي تحدد المجالات البحثية في علم نظم المعلومات الجغرافية.
لقد واجه علم الخرائط يوما ما أفكاراً استنكارية حاولت سلبه الاستقلالية ووضعه في حيز ضيق لايتعدى سوى وسيلة لعلم الجغرافيا إلى أن جهود البحث العلمي قد تمكنت من وضع علم الخرائط Cartography في سياق إستقاليته ومكانته وأهميته معتمداً على مناهجه العلمية الراسخة، واليوم تكرر تلك الأفكار الاستنكارية محاولتها على أن علم نظم المعلومات الجغرافية ليس علماً، وإنما هو عبارة عن وسيلة تقنية حاسوبية تسهم في رسم خرائط رقمية بألوان مبهرة وبسرعة خيالية مقارنة بطرق الرسم اليدوي ولايمكن اعتباره علماً مستقلاً بأي حال من الأحوال.
وعندما توجه أحد أعضاء اللجنة العلمية لمجال الجغرافيا إلى الباحث أثناء المقابلة العلمية ضمن إجراءات تعيينه أستاذاً في جامعة الفيوم بتوجيه عبارات استغراب: نظم المعلومات الجغرافية لا تتعدى كونها "وسيلة" فكيف يمكن لنا ترقية في وسيلة؟؟؛ فكان رد الباحث: "هى فعلاً " وسيلة" إذا اقتصرت معرفتها على كونها وسيلة، أما إذا استطاع الباحث أن يوظف الوسيلة لخدمة مجال تطبيقي معين فإنها ترقى إلى مستوى " التطبيق"، وإذا اعتمد الباحث على أحد مناهج البحث العلمي مثله في ذلك مثل جميع العلوم المعترف بها فإنها ترقى إلى مستوى "العلم المستقل" وهذا هو مجال تخصصي الذي تم ترقيتي فيها لدرجة أستاذ منذ سبع سنوات خارج مصر" انتهى الاقتباس، ومن هنا جاءت ولله الحمد قناعة جميع أعضاء اللجنة العلمية الموقرين بالموافقة على تعيين الباحث على درجة أستاذ في تخصص نظم المعلومات الجغرافية، وبهذا القرار الحكيم قد فتح الباب إلى خريج جديد من جامعة بريطانية قد عاد إلى جامعة الإسكندرية أن يتم تعيينه مدرساً في نظم المعلومات الجغرافية بعد أن واجه الاعتراضات بألوان الطيف المرئية وغير المرئية وتحت الحمراء وفوق البنفسجية الضارة.
واليوم لنا نفتخر في الجامعات المصرية بأن نظم المعلومات الجغرافية أصبحت مجالاً علمياً معترف به في المجلس الأعلى للجامعات، ويشير الباحث في هذا السياق إلى القول الإنجليزي الشهير:"الجغرافيا لا شئ بدون خرائط Geography Maps Without Nothing Is" والذي يدفعنا بحق واستحقاق للتأكيد على قول الباحث كباحث مصري على النحو التالي:
"الجغرافيا لا شئ بدون نظم المعلومات الجغرافية ."Geography Is Nothing Without GIS
ويأتي العدد الحالى تتويجياً لتطبيقات علم نظم المعلومات الجغرافية في مجالات مكانية عديدة من دول عربية؛ المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية ليؤكد التوزيع الجغرافي للدراسات الجغرافية بشكل متوازن من حيث الموضوعات ومناطق الدراسات التطبيقية.
وكلنا أمل أن يشكل العدد الثاني نقلة نوعية في الدراسات الجغرافية العربية وتلعب المجلة العربية للدراسات الجغرافية دوراً ملموساً في هذا المجال وتحصل قريباً على معامل التأثير العربي ليخدم الباحثين المتقديمن إلى الترقيات العلمية.
و نسأل الله التوفيق والسداد،،،
رئيس التحرير أ.د/ محمد الخزامي عزيز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق