التسميات

السبت، 8 فبراير 2020

مورفولوجية مدينة القائم - محمود عكاش أحمد الكربولي - رسالة ماجستير 2011م




مورفولوجية مدينة القائم



رسالة تقدم بها 

محمود عكاش أحمد الكربولي 

إلى مجلس كلية التربية للعلوم الإنسانية - جامعة الأنبار 

وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير آداب

في الجغرافية 



بإشراف 

الأستاذ المساعد الدكتور 

حسـن كشـاش عبـد الجنـابي 



1432هـ  - 2011 م



المستخلص

  امتلكت مدينة القائم شخصيتها المورفولوجية الحالية من خلال تفاعل المراحل المورفولوجية التي مرت بها، مستفيدة من خصائص موضعها الطبيعية والبشرية، التي أبرزت استعمالات وظيفية ساهمت في خدمة سكان المدينة وإقليمها التابع لها، والتي أدت إلى تشخيص شخصية المدينة المورفولجية في كل مرحلة من المراحل المورفولوجية التي مرت بها من خلال التقنيات المستخدمة التي هيأت للإنسان الحضري التكيف في الظروف البيئية الموجودة. وقد ظهر أن المظهر المورفولوجي العام للمدينة قد اختلف من مرحلة إلى أخرى ليكون شاهداً على ما مرت به من تغيرات مورفولوجية ساعدت في كل مرحلة على النمو والتطور الذي كان أحد عوامله القرار الإداري، الذي أعطى المدينة مرتبة مركز ناحية ثم مركزاً للقضاء يحمل أسمها تبعه عامل آخر تمثل في موقعها الحدودي بين العراق وسوريا الذي أفادها في تطور وظيفتيها التجارية والخدمية اللتان دفعتا باتجاه نمو وظيفي وعمراني تناغم مع مجموع سكان المدينة وحاجة المناطق المجاورة، الذي أفرز وحدات معمارية اختلفت تصاميمها ومواد بناءها وامتداداتها الأفقية والعمودية من مرحلة إلى أخرى تبعاً للتطور التقني والحضري لمجتمع المدينة، وقد كان لصيغة النمو الشريطي الطولي مع محاور الشارعين الرئيسين أن امتدت المدينة لمسافة 7,5كم معتمدة منذ نشأتها على نظام الشوارع الشطرنجي الذي سمح إلى حد ما في أن تكون قطع الأراضي بمساحات هندسية متجاذبة مع الامتداد الطولي الذي كان له دوره في حرمان الأحياء البعيدة من المدينة من الخدمات العامة والمجتمعية التي توفرت في مركز المدينة التجاري والجزء القريب منه من الشارع الوسطي. 

   وقد كان بالإمكان للمدينة أن تبتعد عن شكلها الطولي إذ اعتمدت منذ مرحلتها المورفولوجية الأولى على مخطط عام master plan ينظم استعمالات أرضها ويتجاوز سكة الحديد التي عدت حداً لا يسمح للمدينة ان تمتد بالاتجاه الجنوبي، وعندما أعد للمدينة تصميم أساسي عام 1996 فإنه أقرّ واقع الحال الموجود فظلت المدينة في مظهرها المورفولوجي العام مدينة خطية طولية محصورة بين ظهيرها الزراعي في الشمال وسكة الحديد في الجنوب والحدود السورية غرباً. ولما كان هذا التصميم قد نفد فإن بالإمكان تجاوز الوضع المورفولوجي الموجود عندما يقوم فريق متنوع الاختصاصات بإعداد تصميم آخر يأخذ بنظر الاعتبار الوضع الاجتماعي العشائري لسكان المدينة والأرض التي يعيش عليها والإمكانيات الموجودة في الإقليم المجاور مع ضرورة الحفاظ على الثروة المتمثلة بالأراضي الزراعية في الشمال باعتبارها (نفط دائم). ويفضل في هذا المجال أن تحاط المدينة بحزام اخضر يحفظ لها مساحتها التي يجب أن لا تتعداها ويضمن لساكنيها المكان الذي يستعيدون فيه نشاطهم ويتنفسون من خلاله الهواء النقي .



morphological AL-Qaim city 



submitted by

Mahmood Akash ahmed al- kahrboly


To the council of the college of education- university of AL-Anbar in partial fulfillment of requirement for the degree of the arts master in geography



Supervised by :

Assist. Prof. Dr.

Hasan kshash al-janabi 



1432 H 2011 A.C



Abstract 

  AL- Qaim has gained its current morphological status throughout the interaction of the successive morphological stages it passed through. It has benefited from the natural and human characteristics of its location that foreground functional uses which contributed in serving the people of this city and is affiliated regions . these uses have identified the morphological character of the city in each of the morphological stages it passed via the techniques that endowed its inhabitants the ability to adapt with the existing environmental conditions . 

   Its was clear that the general morphological shape of the city differed from stage to another so as to an evidence of the morphological changes it passed through . these morphological changes helped growth and development in each stage . one of the parameters of development was the administrative decree that gave the city the rank of centre of a county then centre of a province carrying its name. the second parameter was represented by its on boarder location between Iraq and Syria which helped in the development of its trading and service function that pushed forward function and construction development suitable to the total of inhabitants of the city and the needs of the nearby regions . The constructive development established housing units with different designs building materials and vertical and horizontal expansions from a stage to another based on the urban and technical development of the population of the city . 

  The liner strip from of development on both sides of the two main streets in the city helped in extending the city into a distance of 7.5Kms depending (since it foundation )on the chess scheme of the street design which allowed, to an extent, to make an extension which had a role in depriving remote districts of the public social service available in the centre of the business city ant the part very close to the central street. 

   The city could have deviated from its linear shape should it depended, since its first morphological stage, on a master plan organizing land uses and encompassing the railway that represents a restriction on the expansion towards the south. 

  When the master plan of the city was prepared in 1996, it kept the existing stage. As a linear city contained between its agricultural background in the north and the railway in the south and Syrian borders to the west. Since this design was implement the existing morphological state can be overcome if the a team of diverged specializations would prepare another design that takes into account the tribal social condition of the city inhabitants and the land they live on as well as the available capabilities in the nearby regions providing that the fortune represented by agricultural lands in the north being (a continuous oil ) should be surrounded by a green strip that preserves its area which it should not exceed and guarantee for its inhabitant the space that helps them restore their activities and breath fresh air. 

الـمـقـدمة

 درست المدينة من قبل الباحثين على اختلاف اختصاصاتهم، وينفرد الجغرافي في دراسته للمدينة، عندما يتناول نشاطاتها الوظيفية وما تفرزه من وحدات عمرانية ذات تصاميم تعكس المرحلة الحضارية التي تعيشها المدينة والتقنيات التي استخدمها الإنسان الساكن لتلك المدينة.

  وقد أشار جغرافيو المدن إلى أن موضع المدينة ووضعه الطبوغرافي يؤدي الدور البارز في رسم صورة مشهدها الحضاري. فمن خلال الموضع ينطلق تاريخ المدينة الوظيفي والعمراني عبر مراحله المورفولوجية التي لا تنتهي إحداها إلا لتبدأ أخرى لتساهم في إضافة مسحة وظيفية – عمرانية تتكامل لترسم الطابع المورفولوجي ذو الخصوصية التي تميزه عن باقي المدن، إذ أن المدن تتباين في طبيعة مواضعها وظروف نشأتها وتطورها الوظيفي والعمراني تبعاً للعوامل التي تفاعلت لتفرز بنية المدينة الوظيفية والمعمارية بمتغيراتها الاجتماعية والاقتصادية لتظهر لنا الصورة المورفولوجية النهائية للمدينة. 

  وعليه فإن الدراسة المورفولوجية لأية مدينة تفيد في تحديد هويتها، فمن خلال خطة المدينة وشبكة شوارعها والوحدات المعمارية وأشكال قطع الأراضي التي تنتظمها يمكن تفسير الشكل العام للمدينة وتقييمه وظيفياً ومعمارياً ومن ثم تقويمه بما يتوفر من سبل.

  ولقد اختار الباحث الخوض في موضوع (مورفولوجية مدينة القائم) لإرساء قاعدة معلوماتية جغرافية تحاول استيعاب المدينة بنظرة شمولية تستلهم التفاعل الحاصل في المتغيرات التي تفاعلت لتشخص صورة المدينة المورفولوجية في كل مرحلة مرت بها، ومن ثم التفاعل الحاصل بين المراحل الذي رسم المعالم المورفولوجية للمدينة في الوقت الحاضر، وهو وما يهيئ السبيل لتقديم أرضية جغرافية يمكن أن يستفيد منها المخططون وصناع القرار في أي معالجة للإخفاقات الناتجة من عدم اعتماد التخطيط السليم على امتداد عمر المدينة وحتى تسعينات القرن الماضي، ولذلك حاول الباحث تسليط الضوء على ما واكب ويواكب التطور الوظــيفي والعمراني للمدينة من قصور أو تراجع ليصار إلى معالجتها في التوصيات التي قدمها الباحث أو في الدراسات والبحوث اللاحقة.

   يأمل الباحث أن يكون قد توصل إلى نتائج مفيدة في مجال مورفولوجيا المدينة المدروسة وفي أكثر من زاوية لها علاقة بها مما يسهم في تطوير الدراسات التي تتناول مورفولوجيا المدن أولاً وفي مجال مورفولوجيا مدينة القائم ثانياً .

  وفي الختام يدعو الباحث العلي القدير أن يوفقه والباحثين عموماً، إذ أن الجهد العلمي المبذول قد استنفد الكثير من الوقت والجهد ليصل إلى الصورة التي يحقق من خلالها مساهمة جدية في مجال الدراسات الجغرافية ليرفد مسيرة البحث العلمي في قطرنا العزيز .

والله المستعان ومنه نستمد العون والتوفيق

الفصل الأول: الإطار النظري للدراسة وإبعادها التطبيقية 

       لكي يصار إلى بناء إطار نظري يستطيع الباحث التحرك في فلكه ليخدم عنوان الدراسة وتفاصيلها والعناوين المســتخدمة في فصـولها ومباحثها استدعى الأمر مراجعة المصادر العلمية التي تناولت هذا الموضوع  (على قلتها), لأجــل إرساء خلفية نظرية تعين الباحث في الغور في موضوع المورفولوجية الذي لا زال في مراحل نضـــجه الأولــى,ولــيس هذا بغــريب إذا ما علــمنا أن مجــال الدراســات الحضــرية لم يتطور بشكل ملحوظ إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 التي خلفت الكثير من المدن المدمــرة التي كان لابد من إعادة بناءها من جديد . ولم تتخلف الجغرافية من جانبها عن الإسهام في هذا الموضــوع , ليضاف إليها فرع جـديد عرف بجغرافية المدن (urban Geography) دخلت به الميدان التطبيقي , سابقة بذلك فروع الجغرافية الأخرى , إذ ساهمت مع بقية العلوم في بناء تصاميم المدن الأساسية (Master plan) بما فيها من خطط تفصيلية وقطاعية وأنظمة شوارع تنتضمها وحدات معمارية مختلفة . ولهذا فان إبراز واقع حـال المدينة المورفولوجي باعتباره جني التاريخ الحضاري والمعماري يدخل الجغرافي كأحد المساهمين في عملية إشاعة روح الحياة فيها , ومن هنا تأتي أهمية اختيار الموضوع ليكون محور الــدراسة في هذا الفصـل والفصول اللاحــقة ، الذي لابد قبــل الخــوض فيــه التـــعرف إلى بعض المفاهيم والمنطلقات النظرية التي تدور في فلك الموضــوع ، لتقود فيما بعد إلى بناء إطار نظري ذي أبعاد تطبـــيقية يمكن أن يستفاد منه في معالجة الموضوع قيد الدراسة ومن هذه المفاهيم والمنطلقات النظرية :-
1-1-     مفهوم المدينة  Concept of the City :-
         تجمع قواميس اللغة العربية على أن مفهوم المدينة يعني مكان الإقامة والاستقرار, وان لفظ المدينة مشتق من ( َمدِنَ المكان ) أي أقام به (1) وطالما أن القرية تعـني الاستقرار فلابد من الإشارة إلى أن لكل من المدينة والقرية نشاطا خاصا بها , فالذي يمكن أن تتــميز به الــمدينة عن القرية هو انتظام المباني واتصالها مع بعضها البعض في الوقــت الذي نلاحــظ فيه تناثر المساكن وابتعادها عن بعضها البعض في الحــقول الــزراعية وأطرافها . أما وظيفيا فالمدينة تتميز بتعدد الأنشطة الوظيفية والخدمية , بينما يكــون النشــاط الزراعي هو السائد في القرى الزراعــية , لذلك يصعب وضـــع تعريف خاص بها . ولما كانــت الدراســات الأكاديمية في الجغرافية البشرية قد بدأت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين تهتم بتعريف مفهـــوم المــدينة فقد أشار فردريك راتزل (1891م ) إلى أن المـــدينة تجــمع دائم للسـكان , والمساكـــن يغــطي مساحــة واسعة من الأرض تقع عند ملتقى الطـــــرق التجارية (2) وبما أن التجارة ليست النشاط الوحيد في المدينة , فقد ظهــرت عدة تعاريف كلها تصب في مفهوم المدينة وتؤكد على أن المدينة كائن عضــوي يتــميز بالداينمية والتغيــر المستمر عبر وحدتي الزمان والمكان , فهي إذن عبارة عن كيان عمراني وظيفي متعدد استقطب وظائف وخدمات متنوعة أدت إلى جذب السكان إليها (3) وبهذا المفهوم تكون المــدينة بمثــابة بؤرة تستقــطب الأنشطة الوظيفية الأخرى التي قد يتجاوز نفوذها سكان المدينة ليصل إلى المناطق المجاورة والبعيدة .
2-1-     مفهوم المورفولوجية Concept of the Morphology  :-
           يقصد بالمورفولوجية من الناحــــية اللغوية علم تكوين وتركيب الكلمات .وفي قامـوس المورد تعني علم الشكل . وقد استخدم هذا المفهوم في الدراسات الحـــضرية باعتبار انه يمـــثل واقع تفاعل الوظيفة التي ابتدعها الإنسان في بقعة محددة من الأرض الحضرية وأنتج من خلالها بالتقنيات التي يمتلكها النماذج العمرانية المتنوعة التي تعبر كل منها عن الوظيفة التي مارسها الإنـــسان الحضري.ولما كانت وظائف المدينة متعـــددة ومتنوعة فان من الطبــيعي أن تفرز وحدات معمارية تعــبر كل منها عن الوظيفة المـــوجودة . فالمساكن تمثل النموذج المعماري المعبر عن الوظيفة السكنية في حين تعبر الورشة الصناعية أو المصنع والمحل التجاري عن الوظيفتين الصناعية والتجارية وهكذا .
       وعليه يمـكن القول أن المورفولوجية تعني الإشكال المعمارية الناتجة من تفاعل الوظيفة مع الأرض عبر مدة من الزمن لينتج عنها بعد تفاعل المراحل المورفولوجية وتكاملها الكل المرئي من المدينة (4) .

3-1-      مفهوم المرحلة المورفولوجية Concept of the Morphological stage  :-
        تمثل المرحلة المورفولوجية مدة محددة من التاريخ الحضـــاري لأي مدينة تنتج فيـها إشكال ونماذج مادية لها ميزتها الحضـــارية التي استطاعـــت من خلال تكيفها أو تحديها للــظروف الطبيعية والتقنية أن تلبي احتياجــات سكان المدينة الاجـــتماعية والاقتصادية والخدمية , وان فهم خصوصية المـــدينة التخطيطية والعمرانية تقتضي فهم خاصية حراكها العضـوي وصيغ تفاعل مكوناتها عبر مراحل نموها التي قد تأتي بصــيغ متكاملة لتعطي للمدينة مظهرها العام (town scape) (5) خلال المرحلة الواحدة وانعكاس مجـموع المراحل التي مرت بها المدينة على واقعها المعاصر . وتؤثر في المرحـــلة المورفولوجية ومدتها الزمنية الظروف الطبيعية والبشرية لموضعها الأول الذي لا شك انه يختلف عن الأجزاء الأخرى التي ظـهرت فيما بعد , وان البحـــث في هذه الظـــروف يتطلب التتبع الزمني والاثاري للدور الذي أدته في رســـم ملامح المدينة التي ميزتها عن المراحل التي قطعـــتها المدينة في تأريخـــها المادي والحــضاري ,فالمـــدينة عندما تنشأ وتتشكل أو تقوى وتضـعف أو تتوسع وتنكمش ويطل فجرها أو تغرب شمسها فأنها تسجل بذلك مسيرة أحداثها نقشا على جـدران مبانيها وشوارعها لتكون شـــواهد على ما مرت به من تغيرات وتطورات ساهمت في صنع التركيبة المميزة لنسيجها العمراني (6).

4-1-    مفهوم المتغيرات المورفولوجيةconcept of the morphological variables :-                                
         تشـــخص المتـــغيرات المورفولوجية مراحل نمو المديـــنة وتميزها ما بين مدة زمنية وأخرى . ولما كانت الدراسات المورفولوجية تنظر إلى المدن وظيـــفيا ومعماريا بنظرة شمولية حتى يمكن استيعاب واقع التفاعل الحاصـل بين مكوناتها التي أوجدها المجتمع الساكن , فضلا عن تمييز المراحل المورفولوجية التي مرت بها , لذلك فقد تباينت الدراسات التي تناولت الجانب المورفولوجي للمـــدينة فمنها ما ركز على نوعية الوحدات السكنية بخصـــائصها الاجتماعية والاقتـصادية والعمرانية مثل دراسة الدكتور حسن كشـــاش الجنابي للماجستير التي كانت بعنوان الوظيـــفة السكنية لمدينة الرمادي , وأخرى ركزت على الطراز المعماري والجانب التاريخي لنشأة وحداتها السكنية كدراسة الدكتور سعد عبيد جودة لمرحلة الماجستير بعنوان مورفولوجية مدينتي بدره وخانقين , وفي هذه الدراسة تم التأكيد على مجموعة المتغـــيرات التي لها أهمـيتها في دراسة مورفولوجية مدينة القائم ومنها الخطة التي نمت عليها المدينة ونسيجها العمراني , فضلا عن المتغيرات الاخرى التي ظهرت من خلال المسح الميداني والملاحظة المباشرة للوحدات العمرانية لاسيما السكنية والتجارية والصناعية وهذه المتغيرات هي ما يأتي :-

1-4-1- تاريخ بناء الوحدات المعمارية :-
       إن تاريخ بناء الوحـدات العمرانية غالبا ما يفرز تباينا في تفاصيل نسيج الوحدات العمرانية من خلال التطور التاريخي الحاصل في التقنيات المستخدمة في بناء وحدات المدينة العمرانية وهذا ما حصل في منطقة الدراسة .

2-4-1- تصاميم الوحدات المعمارية :-
          تختـــلف التصاميم المعمارية  من مرحلة زمنية إلى أخـــرى تبعا للتــطورات الحاصلة في مواد البناء و وسائل الإضاءة وتكييف الهــواء داخل الوحدات العمرانية , فتصميم البناية ((Building Design وما يرتبط بها من معالجات كالتـــوجه المناسب وكيفية تحقيق التظليل المناسب والتهوية والإضاءة ودرجات والحرارة المناسـبة تؤدي دورها في جعل الوحدة المعمارية قريبة من تحقيق الراحة والأمان والاســـتقرار . ويمكن القول في هذا المــجال أن يد المعمار العربي الأول استطاعت في ظل عدم وجود وسائل التدفـــئة والتبريد والإضـــاءة الحالية تهـــيئة جو مناسب في داخل الوحدة السكـــنية ، من خلال معالجات تصمـــيمية يظهر للمتـــتبع أن هناك دراسة متفحـصة للعوامل المناخية السائدة والطبيعة الاجتماعيـــة للساكنين حددت الأسس التصـــميمية الواجب إتباعها في تنظيم الأبنية والفضـــاءات المفتوحة إلى السماء والمنغلقة على الشارع والجيران, ولذلك فان الوحدة السكنية أو الخان أو  المؤسسة الإدارية تميزت بنمطها المنسجم مع حاجات وإمكانات الإنسان العربي في مرحلة حضـــارية تعود إلى أكثر من 2000 سنة ق.م ,إذ وجد المـــسكن ذو الحوش ( الباحة ) في أور ونينوى وبابل (7), ليمثل استجابة للظروف الطبيعية شبه الصحراوية صـــيفا من خلال ترك فتـــحة واســـعة باتجاه السماء تسمح بدخول التيارات الهوائية الرأسية والأفقية لتجعل المسكن صــالحا للسكنى في ظروف لم تكن الكهرباء والتقنية الحديثة موجودة . 
           ولذلك شكلت الوحــدات السكنية نوى تخطيطية ومعمارية ووظيفية أسهمت في شد أواصر المجتـــمع الساكن فحققت حياة اجتماعية سليمة . وعليه فان النماذج المعمارية التي ظهرت في ظروف نشأة المدن العربية ومنها مدينة القائم شخصت عناصر مورفولوجية مهمة ساعدت على سهولة استيـــعاب ودراسة المدينة في مرحلتها المورفولوجية الأولى التي بدت مختلفة عن المرحلتين اللاحقـــتين ولم يأت ذلك إلا من خلال اعتماد متغير البعد الزمني ومعطــياته الوظـــيفية والمعمـــارية أثناء نمو المدينة وهذا ما ساعـــد على تتبع مراحل النمو وتشخيص معالم أجزاءه المتباينة التي تعبر عن الوظائف السائدة (8) .

3-4-1- مساحات قطع الأرض والمبني منها في الوحدات العمرانية :-
         التي قد تزيد أو تنقص لتعـكس الواقع الاقتـــصادي والتنظيمي لســـكان المدينة , وبالتالي فان مساحــات قطـــع الأرض والمـــبني منها يؤثر في اتساع مساحة معمور المدينة واختلافه من مرحلة إلى أخرى تبعا للحجم السكاني والتطــورات الاقتصادية والتقنية  في مجال النقل, لذا يعد هذا المتـــغير احد المؤشرات التي ساعـــدت في تحديد المراحل المورفولوجية للمدينة والتي شخـصت واقعها الاقتـــصادي والاجتماعي والتنظيمي في كل مرحلة من المراحل التي مرت بها المدينة .

4-4-1-عدد طوابق الوحدات العمرانية ومعدل ارتفاع البناء :-
        يحتم الضغط على الأرض اعتماد البناء المتعدد الطوابق ثم زيادة ارتفاع الوحدة العمرانية من مرحلة إلى مرحلة أخرى تبعا لنمو وظائف المدينة والتوجه المعماري السائد فيها , وبطــبيعة الحال فان لمجتمع المديـــنة وعلاقاته بمجتمعات المدن الأخرى الدور الرئيس في إتباع نمــط البناء الأفقي أو العمـودي , يضاف إليه دور العوامل الاقتـصادية والتقنية بما تحدثه من تغـيرات تولد ضـغطاً على أرض المدينة تدفع بالارتفاع في بناء الوحدات العمرانية لعـدة طوابق وهذا ما يعين في تميز المراحل المورفولوجية التي مرت ولا زالت تمر بها المدينة .

5-4-1- مواد البناء الرئيسة والثانوية المستخدمة في بناء تفاصيل الوحدات العمرانية:-
       إن استخدام مواد البناء الرئيسة والثانوية إبتداءاً من الجدران والسقوف وانتهاءاً بالأرضيات وجماليات واجـــهات المساكن والوحـــدات العمرانية الأخرى التي أخذت بالتطور والتنوع من مرحـلة إلى أخرى تعكس التطور التقني والاقتصادي لمجتمع المدينة وما شهده من تبدلات وتغيرات في مواد البناء المستخدمة التي عكست في كل مرحلة أثرها المورفولوجي المباشر في تمييز المراحل المورفولوجية التي مرت بها المدينة .
6-4-1- البنية الاجتماعية والاقتصادية للساكنين :-
        يفرز الواقع الاجــتماعي والاقتصـــادي للمجتمع الساكـــن في المدينة أو لجزء منها تركـــيبة عمرانية تعكس تحـــسن أو تردي البنية العـمرانية التي يتحرك عبر مساحاتها السكان بوسائل النقل التي تتناغم مع المرحلة التي يعيشها مجتمع المدنية، فالدور المتهرئة والقديمة لا يسكنها الموسرون بقدر ما تكون مأوى للأسر الفقيرة الباحثة عن سكن رخيص بغض النظر عن توفر الشروط الصحية في المسكن في الوقــت الذي تظهر فيه أحياء تجمع فئات من الناس أما على قدر واحد من الثقافة أو المستوى الاقتصادي والاجتماعي .

7-4-1- تحوير الوحدات العمرانية :-
        تتـــعرض الوحـــدات العمرانية المـــكونة للمدينة العربـــية مع التطور التقني والاقـــتصادي والاجتـــماعي إلى عمليات تحوير قد تكون تلقائية أو بتخطيط مسبق بشكل جزئي أو شامل وبدرجات متباينة إلى الحد الذي يؤدي إلى تغيــير نموذج الوحدة العمرانية السكنية والتجارية وغيـــرها التي تظهر جلـــها في مراكز المـدن (9) , إذ أن هذه المـــراكز تعد النواة الأولى لنشـــأتها ونظرا لقدم وحــداتها العمرانية وموقعها المركزي فان استعمالات الأرض، لاسيما التجـارية منها تتنافس في هذا المكان من المـدينة لاحتلال الأجزاء الأكثر حيوية المتمثلة في غالبـــها بالوحـــدات السكنية باعتبار أن نمو المدينة في بداية نشـــأتها كان تراكميا ولذلك فان التبدلات الوظيفية تفرض أشكالا جديدة تتناسب مع التطور الوظيفي والتقني الذي ظهر,فضلا عن ذلك فان للحـــروب و ما تخلفه من دمار للوحدات العـــمرانية يفرض إجراء التحويرات في الوحدات الــقديمة والـــحديثة ,وما حدث في مدينـــة القائم التي جرت على وحداتها العمرانية القديمة والحديثة من تحويرات و تبدلات لنماذج وحـداتها المعمارية كافة خير مثال على الدور الســـلبي لأثر احـــتلال أمريكا الوحشي والبربري للـــعراق عام 2003 , إلى جانب ذلك فان لحاجات الســـكان ومستوياتهم الاقتصادية دور أخر في هذه التحويرات , فالاتجاه السائد ألان في كل مدن العراق هو في تحديث تصاميم وطراز المساكن والمؤسسات التجارية والصناعية تبعا للاحتكاك الحـضاري الذي أفرزها التطور الحاصل في وسائل النقل والاتصال .

8-4-1- ملكية الوحدات العمرانية :-
         كلما تحســـن الوضـــع الاقتصـــادي وزاد عرض قطــع الأراضــي والمساكن،فان الوحدات العمرانية غالبا ما يشغلها مالكيها . أما إذ اشتد ضغط الساكنين على ارض المدينة فان المؤشر يتجه نحو ارتفاع نسبة المســـاكن المؤجرة التي يتباين معدل إيجارها تبعا لموقع وحالة وسعة الوحدة العمرانية .
5-1-   مفهوم استعمالات الأرض Concept of the Land use  :-
        تمثل استـــعمالات الأرض الحضـــرية بشكل وحـــدات مساحية مشــغولة بوظيفة معينة وتتـــباين مساحات استعـــمالات الأرض تبعا للوحـدة العمرانية المعبرة عن هذا الاستعمال, فالوحـدة العمرانية الممثلة لمؤسسة تجارة المفرد التي لا تزيد في مساحتها عن 2×3م2 تشغل مساحة صـــغيرة بالمـــقارنة مع الوحدة المعمارية الممثلة بالمسكن التي تراوحت مساحته في منطـــقة الدراسة بين10×20م2 الى50×20م 2 فأكثر, وتجدر الإشارة إلى أن هناك مجموعة من العـــوامل المـــؤثرة في حـــركة نمو وتطور هذه الاستعمـــالات المسـاحي يمكن إيجازها بالاتي :-

1-5-1- العوامل الطبيعية :-
        المتمثلة بالمـــظهر الطبوغرافي العام لأرض المدينة وظروفه المناخية ونوع الموارد المائية الموجودة وطبيعة التربة , إذ تعد هذه العوامل من أهم الأسس الجغرافية التي تحفز السكان على استثمار طاقاتهم الذاتية التي تؤدي إلى تكوين المستقرات الحضرية .

 2-5-1- العوامل الاقتصادية :- التي تلعب دورها من خلال العناصر الآتية :-
   أ‌-    سعر الأرض الذي يعكس الحاجة إلى الأرض نتيجة للضـــغط السكاني الحاصل عليها لاستغلالها بأحد الاستعمالات الذي يتباين ما بين موقع وآخر في المدينة .
  ب‌-   عامل المنافسة ودوره في استـــغلال منطقة أو موقع معين من ارض المدينة باستعمال معين كالاستعمال التجاري الذي يمتلك القدرة على الدفع ومنافسة الاستعمالات الأخرى في مركز المدينة, لا سيما السكنية ليدفعها باتجاه الأطراف.
  ج‌- سهـــولة الوصـــول, إذ أن المســـافة المقطوعة والوقت والجـهد والكلفة التي يحتاجها الساكنــين للوصول إلى الموقع المحدد لوظائف المدينة يعد عاملا مؤثرا في توقيع هذه الوظائف .
3-5-1- العوامل الاجتماعية :-
     المتمثلة بالغزو والتكتل والتدرج وسلوك الفرد , فضلا عن التدخل الحكومي والتي  يمكن إيجازها بما يأتي :-
1-3-5-1- الغزو :-
      عملية تغلغل لاستعمالات معينة او مجموعة من السكان في منطقة معينة تختلف في انماطها المتشابهه مع المناطق الاخرى , أي أنها المنطقة التي يتم التجمع فيها للانواع المتشابهه من الوظائف سواء كانت هذه الوظائف اجتماعية أو اقتصدية .
2-3-5-1- التدرج :-
    يقصد بمفهوم التدرج قوة التأثير الذي تفرضه استعمالات الأرض أو الوظائف على بعضها البعض وضمن الاستعمال او الوظيفة الواحدة والذي يمكن ان يلاحظ في معظم مدن العالم اذ ان المؤسسات التجارية الكبيرة تسيطر على المؤسسات الصغيرة وبدرجات أقل من مركز المدينة باتجاه اطرافها وذلك للعامل الاقتصادي الذي تتميز به المؤسسات الكبيرة .
3-3-5-1- السلوك الفردي :-
يؤشر السلوك الفردي تصرف فرد أو مجموعة من الافراد بحسب القيم والمثل الاجتماعية والحضارية التي يؤمن بها ذلك الفرد او الجماعة والتي يظهر تأثيرها على توزيع استعمالات الأرض والصفات المورفولوجية للوحدات العمرانية المعبرة عن ذلك الاستعمال.

4-3-5-1- التدخل الحكومي:- 
تؤثر المصلحة العامة في توزيع استعمالات الأرض والوظائف التي تؤديها المدينة وذلك من خلال إصدار القوانين الخاصة باستثمارات الأرض سواء كانت من خلال استثمار الأراضي المعرضة لخطر الفيضانات او تلك التي تنتشر فيها البرك والمستنقعات, كما أن للتدخل الحكومي دوره في منع الاستثمارات التي تتسبب بالضوضاء والتلوث في المدن , فضلا عن التدخل في إعادة تنظيم استعمالات الأرض وتسهيل حركة النقل فيها من خلال فتح الشوارع والطرق ووضع القواعد التي تنظم المرور بموجبها *
1-6 – مفهوم الوظيفة Concept of the function  :-
         يمارس سكان المــدن نشـــاطات متعددة يطلق عليها الوظـــائف استدلالا من علم وظائف الأعضاء,لان المدينة في المنظور الجغرافي تشبه الكائن الحي,وقد أدى التطور الديناميكي في المدن إلى تنوع وتعدد الوظـــائف الحضـــرية التي تعبر عن طبيعتها بنماذج معمارية مخــتلفة من ناحية الشكل والتصميم والكفاءة والمساحة التي تشغلها تبعا للمرحلة التي تمر بها المدينة , مما يفسر تنوع وتعدد وظائف المدينة كلما امتد بها الزمن .
       وعليه فإن مفهوم الوظـــيفة يمكن أن يعرف على أنه النشاط الذي يمارس من خلال وحدة  مساحية معينة تعكس الدور الفعال لفئة معينة من السكان اختارت أن تعمل في نشاط معين يهدف إلى توفير الاحتيـــاجات والمتطـلبات اللازمة للمجتمع الساكن في المدينة والمناطق التي تجاورها (10)ولما كانت وظائف المدن في تعدد وتنوع فإن بالإمكان الحديث عنها بإيجاز كما يأتي :-

1-6-1- الوظيفة السكنية :-
          تعد الوظيفة السكنية من أكثر الوظائف تطورا عبر الزمن , نظرا لما تشـــغله من مساحـــة من أرض المدينة المعـمورة , لأنه مهما تعددت وظائف المدينة فان تطورها يرتبط بتوفر السـكن الذي يمثل موطن الراحة والاستقرار للساكنين الذين غالبا ما يقضون أطول مدة ممـــكنة فيه , لذلك نجد أن الوظيفة السكينة شغلت نسبة 34,4% من مساحة مدينة فاركــــوت

______________
*للمزيد حول هذا الموضوع ينظر 1. صبري فارس الهيتي وصالح فليح حسن , جغرافية المدن ,الطبعة الثانية ,2000, ص76-81   
2. صلاح حميد الجنابي , جغرافية الحضر , دار الكتب للطباعة والنشر , الموصل , 1987. ص141-148

التابعة لولاية تنسي الأمريكية (11) , بينما تشغل مســاحة وصلت نسبتها إلى 54% من الأرض المعمــورة في مدينة عمان , ولذا فان هذه الوظيفة تعد أهم متغير مورفولوجي يمكـــن من خــلاله التعرف على البنية الوظيفية والمعمارية التي تحدد المراحل المورفولوجية للمدينة .

2-6-1- الوظيفة التجارية :-
        على الرغم من صغر الحـيز المكاني الذي تشغله هذه الوظيفة الذي تتراوح مساحته بين 3-5 % من معمور المدينة (12) لكنها تعــد من أهم وظائف المدينة ,فهي تمثل قلب المدينـــة النابض بالحركة التجـــارية والنـــشاطات المرتبطة بها التي من خلالها يتم تموين سكان المدينة بما يحتاجوه من سلع وبضائع وخدمات ,وكلما أشتد النشاط التجاري فإن البنية العمـــرانية للمنطقة التجارية تتغير وظيفيا ومعماريا من خلال النماذج المعـــمارية الجـــديدة التي تظهر بفعل عامل الزحـــف التـــجاري على المناطـق المحاذية المشغولة بالمساكن التي يتحرك ساكنوها باتجاه الأحياء المجاورة .
3-6-1- الوظيفة الصناعية :-
        تأتي أهـــمية الوظـــيفة الصـــناعية عندما تؤدي دورها المؤثر في التطـــور التقنـي الذي ينعكس بالضرورة على الوضع المورفولوجي من خلال المساحات المشغولة بأبنية المصـــانع والمداخن الممـــتدة في عمق سماء المدينة , لذلك حظيت هــذه الوظيـــفة باهتـــمام الجـــغرافيين باعتبارها من أهم الركائز الأساسية في البناء الوظيفي والمعماري للمدن , فضلا عن دورها في رفع المستوى المعاشي للعاملين فيها(13). ولما كانت المساحـــة التي تشغلها الوظيـفة الصناعية تختلف ما بين مدينة وأخرى فهي تتراوح بين 6,5 – 10% من مساحـــة معمور المدن الأمريكــية , بينما تستحوذ على 10% من مساحة مدن بغداد وصنعاء وبيروت (14), مما يعكس أهمية هذه الوظيفة ودورها المؤثر في أنشطة الـــمدينة والمجتمع السـاكن , إذ أن أنشطتها الوظيفية تدفع باتجاه تطور المدينة وظيفيا ومورفولوجيا .

4-6-1- وظيفة النقل :-
         تأخذ استعــمالات الأرض لأغراض النقل جانباً مهماً من ارض المدينة, لأنه لا يمكن أن يحـــدث تفاعل بين استعمالات الأرض المختلفة داخل المدينة ما لم تحدث عملـــية النقل التي تسهل حركة السكان وبضائعهم من مكان إلى آخر داخل أجزاء المدينة والمناطـــق المـــجاورة بما يســهم في التطور الاجتماعي والاقتصادي والعمراني للمدينة (15), فإذا كان السكن أهم الوحـــدات العمرانية التي تكـــشف عن التطور المورفولوجي للمدينة , فالــشارع أهم الفضاءات الخالية التي تؤدي وظيفة النقل وتساعد في الكشف عن خطة المدينة ونظام الشــوارع الموجود فيها (16) , وبطبيعة الحال تتفاوت المساحة التي تشغلها وظيفة النقل تبعا للتطور التكنولوجي والحجم السكاني فبينما شغلت نسبة 20% من مساحة المـــدن الأمــريكية فأنها لا تتـــجاوز نسبة 10,1% من الجزء المعمور من مدينة الرمادي (17) .
        ولما كانت استعمالات الأرض لأغــراض النقل تعتــمد في توسـع مساحــتها التي تشغلها تبعا لتطور إحجام المــدن والمســاحات المشغولة بالوحدات العــمرانية , فأنها تتــأثر مورفولوجيا بالــتطور التقني لوســائل النقــل من مـدة زمنية إلى أخرى , إذ كلما شغلت هذه الوظيفة مســاحة كبيــرة فأنها تعكس التطور الحضـاري والتكنولوجي للمــدن , ويمثل الشارع المعبر الرئيس عن وظــيفة النقل داخل المدينة باعتباره أحد العناصر المهمة الداخلة في تكوين البنية الفيزيائية لــصورة المدينة الحضــرية , لـيؤدي وظائــف متنوعة يقع في مقدمتها ربط أجزاء المدينة مع بعضــها البعض , فضلا عن الوظــائف التجارية والصناعية والخدمية الناتجة من خلال نشاط الوحــدات المعمارية القابعة على جانبيه , وان نجاح أي وظيفة من هذه الوظائف يتوقـف على مدى خـدمته بشــبكة الشوارع التي من خلالها يرسم شكل المدينة الذي يعتمد في العادة على النمط التصميمي لشبكة الشوارع الرئيسة.
        وهناك كــما هو معلوم عدة أنظـمة تبين من خــلال تتبع واقع التطور المورفولوجي لشوارع المدينة أنه اعتمد النظام الشبكي الرباعي (Grand system)خلال المرحلة الأولى ,إذ أن الـشوارع توزعت على هــيئة مربعات أو مستــطيلات بســبب تعامد بعضــها على بعض بزوايا قائمة, وقد ساهم هذا النظام على تقسيم أرض المدينة إلى أجزاء ذات أشكال هندسية واضحة المعالم بسبب استقامة الشوارع التي أمنت سهولة الانتقال وتجهيز الخدمات العامة والمجتمعية خلال المرحلة الأولى. ولما كانــت المدينة قد اعتمدت الشارع الرئيس كمحور تمتد على جانبي تفرعاته وجانبيه فإن خطة المدينة اتبعت النظام الشريطي الخطي (Liner system  ) الذي فرض بطبيعته توزيعا متوازنا للــشوارع الأخرى التي يتصل بعضها ببعض بشوارع أخرى تتعامد معها,مما ساعد في سهــولة الوصــول إلى الشــارع الــشرياني الذي مثل ولازال محور حركة النمو الوظيفي والعمراني للمدينة مع وجود حالة من ارتفاع التجــهيز ألخدماتي المرتبط بالنمو الطولي الذي يباعد بين أجزاء المدينة ومركزها (18).

5-6-1- الخدمات:-
        تمارس المدن منذ أن ظهرت فعاليات وأنشطة خدمية متعددة, يرتبط تطورها بتطور المجتمع الحضري وتقدمه الحضاري, لاسيما أن هذه الفعــاليات لا تــتوقف في تقديم خدماتها لســكان المدن بل غالبا ما تمتد إلى المناطق المجاورة لها , كالـــخدمات الإدارية مثلا ,كما أن تطور الخدمات يـساهم في إعطاء المدن مظهرا مورفولوجيا متميزا من مرحلة إلى أخرى من خلال المؤسسات التي تأخذ في العادة مسـاحة معتبره من ارض المدينة كالمستشفى والمقر الإداري والمناطق الترفيهية والمفتوحة التي تتخذ مواقع مختلفة من أرض المدينة,فالخدمات الإدارية غالبا ما تنشـأ في مواقع مركزية بسبب وجود العامل التاريخــــي الذي جسد الدور الإداري الذي أدته هذه المدن, فضـــلا عن ذلك فان هـذه الخدمات تبحث عن أفضل المواقع المركزية التي تتلاءم مع طبيعة عملها الإقليمي , بينما تتوزع الخدمات المحلية كالتعليمية والدينية والصحية في مواقع مختلفة من المدينة تتناسب وحاجة المجتمع الحضري , وبشكل عـــام فان تطور الخدمات سوءا كانت ذات صفة إقليمية أو محلية يظهر تأثيرها المورفولوجــــي على المدن بما تحدثه من تغــــيرات مستمرة في أشكال المباني نتيجة التطور الحاصل في تصاميم ومواد البناء , فينعكس أثرها على تطور المـــدينة العمراني. كما تساهم الخدمات في تطوير حجم المدينة ومرتبتها , فالمؤسسات الإدارية التي ظهرت في العهد العثماني في مدينـة القائم على سبيل المثال اختلــــفت جذريا في تصاميمها ومواد بناءها و فضاءاتها عن تلك التي ظهرت بعد تثبيت حدود الدولة العراقية في عشرينات القرن الماضي , مما يؤسس لحقيقة أن الإنسان بما يمتلك من تقنيات يحقق التغيير التخطيطي والوظيفي ومن بعده المورفولوجي ليعين في تتبع مسار التطور الوظيفي والعمراني بتفاصيله المتنوعة .
7-1- دور الوظائف الحضرية في نمو المدينة :-
          تميــــزت المدن منذ فجر التاريخ وحتى الوقت الحاضر بالحركة الدائمة والتغير المستمر في وحدتي الزمان والمكان , لأسباب لها علاقة بنشاط السكان والمرحلة الحضارية التي يعيشونها .فالوظائف التي تؤديها المدينة من خلال ساكنيها تمثل الأعصـــاب الداينمية التي تمد المدينة بالحياة وتبرر وجودها ونموها (19), فتنوع الوظائف يساهم في زيادة العمل التي تعزز التأثيرات المكانية للـــمدينة اقتــــصاديا واجتماعيا . وطالما أن المدينة لا تعيش لوحـدها بل تتفاعل مع المناطق المجاورة بواسطة هذه الوظائف التي عن طريقها تتأهل المدينة لتكون أساس الهرم ضمن المراكز الحضرية والريفية المحيطة التي لا تستطيع بدورها الاستغناء عن المدينة المركزية التي تتفيأ بظلال خدماتها لتكون بدورها المركز الرئيس للتأثير والتبادل (20) .
       وتتجلى أهمية وظائف المدينة من خلال اعتبارها وحدة وظيفية متفاعلة تسهم بشكل مباشر فـي تحقيق كفاية المجتمع الحضري من خــــلال شـــبكة النقل التي تمثل الشرايين والأوردة في جسم المدينة (21), كما أن تنوع وتطور الوظائف يساعد في نمو المدينة الحضري الذي يمكن أن نعرفه من خلال مجموعة الظــواهر التي تنشأ في منطــــقة معينة تتمتع بمميزات جــــغرافية اقتصادية واجتماعية وإدارية أكسبتها سمتي الجذب والتأثير في المناطق المحــيطة بها (22), إذ أن النمو الحضري يحصل بفعل التأثيــــر الوظيفي والتكنولوجي الذي يكشف عن إمكانيات المدينة بما تمتلكه من قوى محفزة لنموها (23) , فعندما تستثمر موارد إقليم المدينة الطـــبيعية والاقتصادية تنشأ بالضرورة روابط تنموية بين المدينة و ظهيرها بما يؤدي إلى تفعيل حــركة الأخذ والعطاء بين الاثنين , وتجدر الإشارة إلى أن لشبكة النقل وتطور الوسائل التي تــــسير عليها تترك أثرها البارز في تحفيز النمو الحضري , ففي الوقت الذي كانت فيه مساحة المدن القديمة داخل أسوارها لا تتجاوز نصف كيلومتر مربع, فإن مساحاتها تضاعفت بعد استـخدام وسائل النقل الحديثة (24).
       وقد اعتمدت دراسة مدينة القائم على تحديد الوظائف التي شغلت بمساحات متباينة وكـــونت بمجموعها التركيب الداخلي للمــــدينة الذي يخـتلف ما بين مرحلة وأخرى تبعا للظروف التي مرت بها المدينة وما أدته من دور ساهم في نمو وتوسيع الحدود البلدية للمدينة لتتشكل عليـها استعـمالات الأرض ذات القدرة المتــــباينة في الزحف والانكماش , مما ترك أثره على البنية الوظيفية للمدينة التي قد تتغير ملامحها من مرحلة إلى أخرى .إذ انسحبت الوظيفة السكنية في مدينة القائم حالها حال باقي مدن العالم باتجاه الأطراف لكن هذا الانسحاب كان شريطيا لأنه حاول الاستفادة من الـــشارع الرئيس في ظل تركز مجــــمل الوظائف الحضرية على جانبيه , فترك أثره البارز في استطــــالة شكل المدينة , وقــد زادت مساحة المدينة لأنها مثلت مركزا حضريا منذ ظهروها وتعززت هذه المركزية الحضرية في عام 1935 عندما مارست دور المركز الإداري لإقليم بدأ بناحية وصـــلت مساحتها إلى 3,3 كم2 ثم انتهت بقضاء ذي مساحة بلغت 7279كم2 ,وقد قادت سلسلة التغيرات الإدارية اللاحقة إلى اندماج مستوطنة الكرابلة التي كانت مركزا لناحية ثم ألغيت إلى أن تمتد المدنية الامــتداد الشريطي باتجاه الشرق بسبب وجود مجموعة من المحددات التي يمكن تحديدها بما يأتي :-
1-     تطابق حدود المدينة البلدية الغربية مع الحدود العراقية السورية.
2-     وجود خط سكة حديد بغداد – القائم جنوب المدينة الذي اعتبرته السلطات التخطيطية والتنفيذية عائقا أمام امتداد المدينة باتجاه الجنوب .
3-  الشريط الزراعي شمال المدينة الذي يعود في ملكــــيته للأهالي , مما جـعله حدا يمنع الامتــــداد باتجاه الشمال وهذه ميزه خاصة اختصت بها المدينة , إذ أن ساكنيها تصرفوا مع هذه الأراضي باعتبارها ثروة لا ينبغي التـفريط بها, لاسيما وأن انتـــماءات أغلب الســــكان يعود إلى الريف.
         ولما كانت هذه المحددات قد حالت دون امتداد المدينة باتجاه الغرب والجنوب والشمال, فان المدينة أخذت بالنمو الشريطي باتجاه الكرابلة شــــرقا مما انعكس على شــــكل المدينة الطــــولي ومساحتها المعمورة من مرحلة إلى أخرى, فقد كانت مساحة الجزء المعمور من المدينة خلال المرحلة الأولى لا تتجاوز 42,1 هكتاراً لكــــنها في المرحلة المعاصــــرة وصلت إلى 1119 هكتاراً أي بنسبة نمـو مساحي تجاوز العشرين ضعفا , وقد تضافرت مع هذا النمو المساحي لاستعمالات الأرض تطورات تقنية في مجال النقل والعــــمران وطرازه بمتغــــيرات مورفولوجية متعددة تلبية لاحــــتياجات اجـتماعية واقتــــصادية لمجــــتمع المدينة وإقليمها التابع , وهذا ما ساعد الباحث في تحديد المراحل المورفولوجية للمدينة , إذ لم تتكرر هذه المتغيرات بالصيغة نفسها عبر مراحل نمو الــمدينة ففي كل مرحلة تعمل مجموعة من المتغيرات على إظهار نسيج عمراني له ميزته الخاصة يختلف من النسيج الذي ظــــهر في مرحلة لاحقــــة بما في ذلك مساحــة الوحدات العمرانية المعبرة عن الوظائف التي ظهرت وتم مسحها وطراز بناءها وتصميمها وعدد طوابق وامتداداتها الأفقــــية والعموديــــة ونظام ملكيتها الوظيفية ميدانياً .
             إن جمــــلة المتغيرات المورفولوجية التي سـبق ذكرها التي اعتمدت عليها الدراسة الميدانية وبيانات الدوائر الخدمية والمقابلات الشخصية أفرزت للباحث ثلاثة مراحل مورفولوجية هي كــــما يبدو من الخارطة رقم (1) :-
1-     المرحلة المورفولوجية الأولى التي امتدت منذ نشأة المدينة حتى عام 1970 ,
2-    المرحــــلة المورفولوجــــية الثانيــــة خــــلال المــــدة 1971- 1990 .
3-      المرحلة المورفولوجية الثالثة ابتدءا من 1991 وحتى وقتنا الحالي .
مع ملاحظة تداخــل وتشابك المتغيرات التي أفرزت هذه المراحل, فما أن تظهر مرحلة وتقترب من نهايتها حتى تكون على أعتاب مرحلة جديدة لها ميزتها المورفولوجية .فقد كان لمحدودية موارد المدينة وظروف مناخها الصحراوي وبعدها عن مركز المحافظة ورغـــبة السكان في التحشد والتقارب مع محدودية استخدام وسائل النقل الحديثة خـــلال المرحلة الأولى
الأثر الأكثر تأثيراً في صغر مساحة الحيز الذي شغلته , لكن التغير الذي حصـل في بنية المدينة العمرانية والمساحية خــــلال المرحلتين الثانية والثالثة أدى إلى حــــدوث المزيد من عـــمليات التبدل الوظيفي والمعماري , لاسيما في الرقعة التي مثلت موضع المدينة الأول بفعل عامل التنافس بين الوظـــائف لاستــــغلال أفضل المواقع,لان هذا الجزء المهم من المدينة يمثل مركز الثقل الاقتصـــادي فيها الذي يمارس فيه السكان النشاطات التجارية والصناعية والخدمية التي نمت بـمرور الزمن لتمثل منــــطقة السوق الرئيس في الــــمدينة ,وقد ساعد مخططها الــشريطي وشبكة الشوارع الموجودة على ربطها بأجزاء المدينة, مما جعلها منطقة سهلة الوصول .
    وبما أن الدراسـة المعتمدة ذات بعد تطـبيقي تحاول استيعاب مخطط المدينة الذي وزع استعــــمالات الأرض على امتداد مراحل نمو المدينة الثلاث , فهي تهدف إلى تحليل البنية الوظيفية للمدينة عــــبر مسيرتها الحضارية لأجل الكشف عن معالمها العمرانية التي تغيرت تبعاً للمتغيرات التي مرت علـى المدينة .



8-1- منطقة الأعمال المركزية Central Business District  :-
        وتعد هذه منطقة الثقل الاقتصادي والخدمي في المدن , فهي مركز استقطاب لمختلف الاستثمــارات التجارية والمصارف,فضلا عن المؤسسات والورش الصناعية الخفيفة ,وهي تمثل في اغلب الأحوال نقطة التقاء الشوارع الرئيسة التي تعمل على ربطــــها بباقي أنــــحاء المدينة وإقليمها التابع ,لذا تتميز هذه المنطقة بارتفاع قيمــة الأرض مقارنة بالمناطــــق الحضــــرية الأخرى (25) , إذ أن تركز الفعاليات الاقتصادية والخدمية ضمن إطار مساحي محدد يغير من نمط الاستثمار الحضري من واقع امتداده الأفقي إلى الامــــتداد العمودي حتى يعوض حاجة المؤسسات للمساحة المطلوبة الذي يعطي انعكاسا واضحا لسعر الأرض العــــالي في هــــذا الـجزء من المدينة, الأمــــر الذي يترك أثره في التغيير الســــريع في مورفولوجية الــمدينة بما يتناسب والقدرة على سد متطلبات الفعاليات الحضرية ضمن هذا الحيز المحدود , وعليه فمن الصعب القـــول أن في مــــدينة القائم توجد منطقة أعمال مركزية C.B.D. بل يمكن القول أن فيها سوقا مركزيا رئيسا يغطي حاجــة سكان المدينة والإقليم الــــمجاور,إذ أن عدد الــــمحلات والورش والمؤسسات الــــخدمية في المدينة لا يمكن أن تقارن بمدن الرمادي وبغداد والقاهرة وباريس التي شــــهدت تغــــيرات متعددة أدت إلى تركز وتعدد وتنوع مؤسساتها التجارية والصناعية والخدمية التي أدى ضغطها على الأرض في هذا المكان أن اعتمدت البناء المتعدد الطوابق حتى تحقق اكبر عائد ربحي ممكن في وحدة مساحية قد لا تتجاوز في أحسن الأحوال عن 10×20م2 .

 1- 9   مفهوم تخطيط المدن  Concept of the urban planning  :-
       يمكن بواسطة اعتماد التخطيط العلمي الشامل ذي الاختصاصات المتعددة إنشاء وتطوير المستوطنات البشرية لتحقق الانســجام والتناغم التام بين هياكلها العمرانية وحــركة وراحة الإنسان الحضري إذ أن تخطيط المدن يرتبط بقدرة الإنسان للعيش ضمن جماعات معينة تعمل على تنظيم مظاهر الحياة في المستوطنة وحل مشاكلها ( 26) , وبطبيعة الحال فان المشاكل التي ترافق نمو الــــمدينة تتباين مــن مرحلة إلى أخرى تبعا للظروف التي تمر بها المستوطنة الحضرية .وقد حاولت فلسفة التخطيط فهم الوظائف المتنوعة السائدة في المدينة عبر مراحل نموها لتصــل إلى تحقيق حاجات الإنسان  المـــتنوعة , لذا فإن انتظام هذه الوظائف على أرض المدينة يعكس المخطط الذي نمت عليه . ولما كان لكل مدينة خطة خاصة بها جاءت من خلال اعتماد نوع أو آخر من التخطيط فمــــن النادر أن نجد مدينة متكونة من نوع واحد من الخطط , إذ غالبا ما تمتلك المدينة ذات العمق التاريخي أكثر من خطة , وقد أدى تفاعل هذه الخطط عبر الزمن إلى تعدد المراحل التي مرت بها المدينة  .
          وفي هذا المجال تشير المصادر التاريخـية إلى أن أولى خطط المدن ظهرت في وادي الرافدين في حدود 4000 ق.م في مدن آشور وبابل وكيش وفي وادي النيل في مــــدينتي منـــفس وطيبة ثم خطط المدن الإغريقية والــــرومانية وما تبعه من تخطيط في العــصور الوسطى للمدة 1000- 1500م وصولا إلى التخطيط الحديث في القرن الحادي والعشرين (27), وقد اهتمت الدراسات ذات الطابـــع الحضري بمعالجة خطط المدن التي رسمت ملامح المدينة المورفولوجية من خــــلال اعتمادها على مجموعة من العناصر لمخطط الشوارع واستعمالات الأرض والتوجهات المستقبلية . تعرف خطة المدينة التي تسمى بالتصميم الأساسي Master plan  بأنها الـشــــكل العام الذي يتخذه الإطار العام للمساحة المعمورة من المدينة وشبكة الشوارع الداخلية وتوزيع وتنظــــيم استــــعمالات الأرض ونسيجها العمراني , مع ملاحظة أن هذه الخطة تتأثر بطبوغرافية الموضـــع , فعندما يكون موضع المدينة موازيا لمجرى نهر أو حافة جبلية أو صحراوية أو طريق رئيسي فأن خطتــــها تأخذ شكلا شريطيا كما هو حال المدينة قيد الدراسة ومع ذلك فأن للتطور التكنولوجي أثره الواضــح الذي يمكن ان يغير في خطة المدينة بما ينسجم والمخطط المعتمد (28).
          يتجسد التصميم الأساسي بشكل خارطة ترسم المخطط الشامل لنمو وتوزيع استعمالات الأرض على رقعة المدنية ضمن الحدود المخطط لها لمدة زمنية تتراوح بين 25- 50سنة وعادة ما ترافق خارطة التصميم دراسة مفصلة عن ماضي وحاضــــر المدينة مع ذكر الإمكانيات الطبــــيعية والاقـــتصادية والبشرية الموجودة في إقليمها بهدف رسم واقع حال ومستقبل التفاعل الحاصــــل والذي سيحصل ما بين المدينة وإقليمها إذا ما تم استثمار الإمكانات لتساهم في تعزيز الأساس الاقتصادي للمدينة (29), ولكي يحقق التخطيط أهدافه المنشودة فلا بد من أن يستوعب فــريق العمل التخطيطي الذي يروم وضع تصميم أساسي للمدينة واقع حال المدينة والموروث الحضاري الذي تمتلكه بكل متغيراته باعتبار أن التصميم الأساسي لا يغفل ماضي المدينة الذي كان سببا في حاضرها ومنطلقا للتخطيط المستقبلي , لذلك فان أعداد التصميم الأساسي يحتاج إلى وقت وجهد وتكاليف حتى يضمن فهم تفاصيل المدينة بكل مكوناتها المادية الموجودة والمتوقعة في المستقبل, ثم انه يحتاج إلى قانون وسلطة تنفذه بما تمتلكه من نفوذ تستمده من قوة نظام الدولة .
          وقد تبين من خلال الدراسة والتمحيص أن مدينة القائم لم تعتمـــد في مرحلتي نموها الأولى والثانية على مخطط عام ينظم استعمالات الأرض فيها , وقد تأخر اعتماد عنصر التخطيط في هذا الجانب حـــتى عام 1996 أي بعد دخول المدينة في مرحلتها الثالثة بخمس سنوات معتمدا صيغة الخــطة الشريطية التي امتدت لمسافة 7,5كم طولا لتؤدي إلى تباعد المسافات بين أجزاء المدينة ناهيك عن الضـوضاء والحوادث المرورية الناجمة عن مواجهة المساكن والمؤسسات التجارية والخدمية للشوارع الــرئيسة ، يتكون مخطط المدينة من ثلاثة عناصر رئيسة هي :-
 1-9-1 أنظمة الشوارع Street system   :-
        تعد أنظمة الشوارع الأساس في تكوين مخطط المدينة , وقد تنوعت هذه الأنظمة التي يمكن الحديث عنها كما يأتي :-
 1-1-9-1- النظام الشبكي ( الرباعي ) :-
              يعد هذا النظام من أقدم الأنظمة المستعملة في شوارع المستوطنات الحضرية , إذ استخدم النظام الشبكي ( الرباعي) في مدن الحضارات الــــقديمة في وادي الرافدين والنيل وفي مدن الإغريق , وقد طبق هذا النظام في القرن التاسع عشر فــي مدينتي مانهاتن وفرانسيسكو الأمريكيتين,كما طبق في مدينة الناصرية عام 1869من قبل جان تلي(30). تقوم فكرة هذا النظام الذي سبق الحديث عنه من خلال تقسيم ارض المدينة بأشكال هندسية مربعة  أو مستطيلة بالشوارع المستقيمة الطولية والتي تتعامد بزوايا قائمة , وقد تميز هذا النظام بسهولة  تخطيطه وتنفيذه, كما انه يعطي مرونة في توسيع خطة المدينة .

2-1-9-1- النظام الشعاعي :-
     تعد مدن العصور الوسطى الأوربية نموذجا لهذا النظام وقد طبق في مدينة باريس , وتعتمد فكرته على إنشاء شبكة من الشوارع الشعاعية التي تنبثق من مركز المدينة باتجاه أطرافها وهو نظام ملائم للمناطق السهلية المنبسطة باعتبار أنه يوفر مرونة كافية في ربط مناطق الأطراف بمركز المدينة .
3-1-9-1- النظام الدائري :-
       ظهر النظام الدائري في المدن القديمة المسورة,وقد خططت شوارع موسكو ولندن والكــــويت الحديثة وفــــق هذا النظام ويمكن تنفيذه في المناطق السهلية والهـضبة والجبلية بشرط أن لا تعترض أرض المدينة حافة شاهقة او هوة سحيقة , وهو يؤمن مسافــــات متساوية بين مركز المدينة وأطرافها .
4-1-9-1- النظام العضوي :-
        يتكون هـــذا النظام من شوارع ملتوية وضيقة وأزقة ذات اتجاهات غـــير واضحة ومغلقة أحيانا , فهو نظام يقسم المدينة إلى قطع أراض مختلفة الأبعاد والأشكال, ويتميز بأنه نظام ملائم للمناخات الجافـــة والصحراوية لأنه يوفر الحماية من حرارة الصــــيف, لذلك هو يسيطر على نويات المدن ذات البعد التاريخي , وقد ساد هذا النظام في مــعظم الــــمدن العربية والاسبانية والهندية القديمة (31) .
       ويلاحظ  أن نظام الشوارع  ( الرباعي ) الموجود في مدينة القائم جــــاء منسجما مع النمو الشريطي للمدينة , لا سيما انه ظهر في المدينة مع بدايات نموها في مـــرحلتها المورفولوجية الأولى وحـتى وقتنا الحاضر,مما يؤكد حقيقة أن نظــــام الشوارع من أكثــــر العناصر المورفولوجية مقاومة للتغير الحاصل جراء التبدلات الاجتماعـية والاقتصادية والتكنولوجية مقارنة بعنصري الــوظيفة والشكل (32) , مما يعني أن أنظمة الشوارع تساهـم في إعطاء المدينة هويتها المورفولوجية التي تميزهــا عن باقي المدن .

2-9-1- إشكال قطع الأرض plots forms :-
           يقصد بأشكال قطع الأرض المساحات الهندسية المبنية المحاطة كليا أو جزئيا بالشوارع , وتتباين مساحات قطع الأراضي تبعا للوظيفة التي تشغلها وتكون أشكال قطع الأراضي مربعة أو مستطيلة إذا كان مخطط المدينة شريطيا وذو شوارع شبكية (رباعية) . أما إذا كان المخطط عضويا ذو شوارع ملتوية ومختلفة الاتجاهات فإن قطع الأراضي تكون بأشكال غير محددة الأبعاد ( بدكونيا ) (33)
9-1 -3- أنماط الأبنية Building patterns   :-
         وهي أنواع الفضاءات المشغولة بالأبنية التي تمثل جدرانها الإطار المورفولوجي لكل بنايــة ,وإن انعكاس مجموع الأبنية على مظهر المدينة يـحدد نمط البناء فيها (34) , كما أن تنظيم وترتيب الكتل العمرانية المبنية يــــعد أحــــد الجوانب المورفولوجية المهمة, فمنها يمكن مــلاحظة وتقييم الواقــــع المورفولوجي للجزء المبني من المدينة في المرحلة الحضارية التي مرت بها المدينة .
10-1- مفهوم النسيج العمراني concept of the urban fabric  :-
         يعني النسيج العمراني هيكل المدينة المكون من الفضاءات المشغولة بمختلف الوحدات العــــمرانية التي تعكس شدة أو ضعف تماسك نسيج المدينة وامتداده الأفقي أو العمودي  ليعكس دور الــــعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي تفــعل فعلها في فرز أنماط من الأنسجة العمرانية الــــتي تؤشر للمرحلة التي مرت فيها المدينة (35) .

1 -1-10- مفهوم مظهر المدينة العام concept of the townscape  :-
       يقصد بمظهر المدينة العام مجسم المدينة الثلاثي الأبعاد الذي نتج من تفاعل المتغيرات الثلاث الشكل والوظيفة والزمن , بما في ذلك من أنظمة شوارع وقطع الأرض وأشكال الأبنية التي تعلوها أو على جــزء منها مختلف الاستعمالات التي تكون بمجموعها شكل المدينة ككل متراكم يعطي حقيقة مظهر المدينة العام (36),ويمثل مظهر المدينة العام مشهدها الحضري الذي يدرك بحاسة البصر وما يحس به المتحرك في ثنايا المدينة بطبيعة توزيع هياكلها العمرانية والتدرج في مستويات الأرض بما يعطي في الــــنهاية تشكيلا متكاملا للزائر الذي يتحرك بين ثنايا وشوارع المدينة, إذ أن أهم المفردات التي يتعامل بها الـمشهد الحضري هي المشاهد الحضـرية المتسلسلة serial Visio والمكانplace والمحتوى content  العمراني للبنية الحضرية .
       فالمشهد الحضري المرئي بما فيه من نظام شوارع وأشكال الأبنية والاستعمالات الموجودة يـعبر عنه بمصــــطلح ( مورفولوجية المدينة ) التي تنظر إلى المدينة ككل متراكم يأخذ بنظر الاعتبار البعديــن الرأسي والأفقي لعمران للمدينة ,وتجدر الإشارة إلى أن (town scape ) المدينة يمثل الصورة الجمالية النهائية للمدينة , لا سيما منها المناطق التي تعج بالحركة والنشاط كمنطقة الأعمال المركزية والشوارع الرئيسة والفضاءات الترفيهية التي تمتاز بصفة ديمومة حركة الساكنين والوافدين .
1 -2-10- مفهوم خط سماء المدينة  concept of the sky line :-
        يؤشر خط سماء المدينة معدل ارتفاع الوحدات العمرانية المشغولة بالأنشطة الوظيفية الذي يتباين ما بين استعمال وأخر ومن مرحلة إلى أخرى ,مما يعني وجود عدة مستويات لخط سماء المدينة ترتبط هذه المستويات بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية الــتي مرت على المدينة ومجتمعها الحضري إلى جانب دور العامل الطبوغرافي في اختــــلاف هـذه المستويات تبعا لتوسع المدينة ومعدل الارتفاع عن مستوى سطح البحر(37).
             وقد تبين أن الخـط العام لسماء مدن العالم يتميز بالارتفاع كلما تقدمنا باتجاه قلب المدينة الــــتجاري, وتشذ عن هذه القاعدة حالة واحدة , هـــي عندما تقوم الدولة بما تمتلك من إمكانيات وتقنيات في بناء الوحدات المتعددة الطوابق في أنحاء المدينة أو أطرافها , ويمثل شارع حيفا في بغداد الحالة الأكثر بروزاً في هــــذا الجانب, إذ أن الدولة تدخلت بما تمتلك من ثقل اقتصادي وتقني فــــي بناء العمارات المــــتعددة الطوابق في منطقة تعــــد من المناطق السكنية ذات الإرث التاريــخي بمواصفاته العربية المعروفة فأفرزت نوعا من الشذوذ المورفولوجي عــــن الخط العام لسماء هذا الجزء الهام والحيوي من هيكل مدينة بغداد .

1 -3-10- مفهوم التنطيق الوظيفي concept of the Function zoning  :-
       يمكن تفسير التنطيق الــــوظيفي بأنه الكيفية التي يتم من خــــلالها توزيع استعمالات الأرض بشــكل متوازن يمكن من علاج المشاكل الـــوظيفية التي تعاني منها المدن في الحاضر والمستقبل (38) من خلال توزيع الوظائف الحضرية المختلفة في أنحاء المدينة بقصد تحقيق نوع من الكفاءة الوظيفية في المدينة ككل ووضع حـد لتكتل الوظائف المختلفة وازدحامها في مكان واحـد نتيجة غياب سياسة التخطيط في المراحل السابقة (39) .

1 -4-10- التسوية الاجتماعية  concept of the social Leveling :-
         تعني التسوية الاجتماعية انتقال السكان من المناطق القديمة فـي المدينة إلى الأحياء الجديدة فيـها (40) , فضـلا عن هجــــرة السكان من مناطقهم الريفية إلى المدينة الذي يتبعه تغيرا في النشاطات الوظيفية لهؤلاء المهاجرين , وهناك نوع من الحراك الاجتماعي الحاصل بين ساكني الأحياء عـندما يرغب البعض في تغيير مكان سكنه رغبة في الانتقال إلى منطقة تتماشى مع مستواه الاجتماعي أو الاقتصادي أو الثقافي .
1 -5-10- مفهوم سياسة الإحلال  concept of the Replacement policy  :-
          وتتمثل بحركة الوظائف الحضرية المتنافسة على وحدة المساحة المبنية وغيـــر المبنية التي تشخص اثر قوى الجذب والطـرد في التبدل الوظيفي والمعماري لاستعمالات الأرض , لا سيما في مــــنطقة الأعمال المركزية من المدينة (41) ,إذ أن الـوظيفتين السكنية والصناعية تعدان من أسرع الوظائف في الحركة والابتعاد عن مركز المدينة مقارنة بالوظيفة التجارية التي تمتلك القدرة التنافسية لاحتلال هذا المكان, وذلك بحكم المتغيرات الاقتصادية التي تمكن التجار من شراء الأراضي أو استـــئجارها مهما كانت غالية الثمن في الوقت الذي لا يستطيع فـــيه ساكني الدور وشاغلي الورش الصناعية من مقاومة الإغراء الذي يقدمه التجار والمستثمرون لشراء المساكن القريبة من منطقة الأعمال المركزية , ونظراً لارتفاع قيمة الأرض فان التجار الذين يشترونها يقومون باستغــــلالها بشـكل بنايات متعددة الطوابق أملاً في الحصول على المبالغ التي صرفت في وحدة زمنية قصيرة .
1 -6-10- مفهوم التجاذب الوظيفي concept of the Functional centripetal :-
           قــــد تنجذب وظيفة معينة لــــوظيفة أخرى تتكامل معها مع وجود وظائف أو خـــدمات ثانوية تختار مواقعها على مقربة من هذه التي تحتل مواقع مركزية سهلة الوصول حتى تستفيد من زخم المترددين , وتعــــد منطقة الأعمال المركزية مـن المناطق التي تجذب الوظائف الاقتصادية التجارية والخدمية والصناعات الصغيرة .
1 -7-10- مفهوم التجديد الحضري concept of the urban Renewal :-
           عادة ما تحدث عمليات التبدل الــــوظيفي والعمراني لاستعمالات الأرض التي غالبا ما تحدث فــــي الأجــــزاء التقليدية من المدينة (42) لتتمكن الوظائف المستحدثة في المدينة في تقديم وظائفها بكفاءة اكبر .
وقــــد عملت الدولة العراقية في ستينات القرن الماضي على إجراء سلسلة من التجديدات الحضرية فــــي الأجزاء القديمة من المدن بقصد توسيع أزقتها لتستوعب التطور التقني المتمثل بدخول السيارة كواسطة نقل خاصة وعامة.

11-1- مشكلة الدراسة :-
        تؤثر العوامــــل الطبيعية والبشرية في النمو الوظيفي والعمراني للمدينة . ولما كانت هذه العوامــــل تتكون من فعاليات مختلفة تتباين في قــــدرتها على التأثير والتفاعل الذي يعـــطي للمدينة مظهرها المورفولوجي, فان مشكلة الدراسة تبرز من خلال طرح الأسئلة الآتية :-
1-  هل مارست العوامل الطبيعية أدواراً متساويــــة في أحداث نمـــو وظيفي وعمراني متوازن عبر مراحلها المورفولوجية الثلاثة أعطى للمدينة شخصيتها المورفولوجية أم إنها دفعت باتجاه خـــلط وظيفي شوه هذه الشخصية ؟
2- هل ساهمت خطط المدينة عـــبر مراحل النمو الوظيفي والعمراني في تمييز صورة مورفولوجية واضحة لكل مرحلة من خلال شبكة الشوارع والوحدات العمرانية التي تنتظمها ؟
3-   كيف ظهر المظهر العام للمدينة Town scape  في المرحلة المعاصرة, وهل كان هذا المــظهر نتيجة لما أفرزته المراحل المورفولوجية من مخططات وأنظمة شوارع ووحدات عـــمرانية أم أنه جاء بشكل قفزه في مسار التطور الوظيفي والعمراني للمدينة ؟ .


12-1- فرضية الدراسة :-
       من خلال الأسئلة التي طرحت في مشكلة الدراسة يمكن صياغة فرضية الدراسة من خلال المقولة الآتية :-
{{ أدت العوامل الطبيعية دورا مهما في نــــشأة المدينة ونموها الوظيفي والعمراني مــــترافقة مــــع العوامل البشرية التي أفرزت الصورة المورفولوجية لمدينة القائم, وقــــد ساعــــد على ذلك مركزية المدينة في إقليمها الإداري الذي استقطب مجموعة من الأنشطة الوظيفية والخدمية التــي أدت دورها في البناء الوظيفي والعمراني للمدينة عبر المراحل المورفولوجية التي مرت بها }} .

13-1- حدود الدراسة المكانية والزمانية :-
         تحددت منطقة الدراسة المكانية بحدود بلدية مدينة القائم الحالية التي يحدها من الشمال الأراضي الزراعية ونهر الفرات ومن الجنوب الهضبة الصحراوية اما الحدود السياسية للعراق مع سوريا فانها تمثل حدودها البلدية الغربية وتمثل قرية سعده حدودها البلدية من جهة الشرق والتي توسعت عبر مراحل تطور المدينة . أما الــــحدود الزمانية فقد أخذت بنظر الاعــــتبار البوادر الأولى لظهور المدينة منذ عام 1100 قبل الميلاد ومن ثم مرورا بمراحلها المورفولوجية الثلاثة وحتى عام 2009 .

14-1- مبررات الدراسة وأهدافها:-
         تفتقر مدينة القائم إلى دراسة تفصيلية تبحث في نشأتها وطبيعة نموها الوظيفي والعمراني فضلا عن التوزيع الجغرافي للوظائف والوحدات العمرانية المعبرة عنها التي كان لها الدور المؤثر في تغيير مكوناتها العمرانية عبر الزمن , وهذا ما دفع إلى دراسة المدينة من الناحية المورفولوجية, وقد ساعد على ذلك كون الباحث ابن المدينة وقد واكب جزءا مهما من تطورها الوظيفي والعمراني في المرحلتين الثانية والمعاصرة .
         أما أهداف الدراسة فقد تركزت على دراسة طبيعة التـــطور والــــتغير المورفولوجي لبــــنية المدينة الوظــــيفية و العمرانية مــــنذ نشأتها حتى مدة كتابة هذه الرسالة لأجل رسم صــــورة مشهد المدينة المورفولوجي والأسباب التي دفعت باتجاه صنع هــــذا المشهد دون غــــيره حــتى يمكن للمخططين وصناع القرار إستلهام تفاصيل الــمشهد في أي معالجة لاحقة, لا سيما وان الدراسة حاولت تشخيص مواطن الخلل والموازنة التي يمكــــن من خــــلال إبرازها الدفــع باتجاه تطور وتنمية ما هو إيجابي ومعالجة الأخطاء التي حدثت في المراحل السابقة والمتوقع حدوثها في المستقبل .

15-1- هيكلية الدارسة :-
          تضمنت الدراسة خمسة فصول , فضلا عن الاستنتاجات والتوصيات والملاحق وخلاصة  الدراسة باللغة الإنكليزية .
      تناول الفصل الأول الإطار النظري لموضوع الدراســــة الذي تم فيه عرض المفـاهيم والمنطلقات النظرية ذات العلاقة المباشرة بموضوع الدراســــة , فضــــلا عن الجوانب المتعلقة بمشكلة الدراسة وفرضيتها وأهدافها ومبرراتها المنشودة والدراسات السابقة ثم أسلوب الدراسة ومنهجيتها,وقد تناول الفصل الثاني العوامل الطبيعية والبشرية التي أثرت في مورفولوجية مدينة القائم خلال المرحلة الأولى والذي تبع بالمرحلتين المورفولوجيتين الثانية والثالثة من خلال الفصلين الثالث والرابع . أما الفصل الخامس فقد ناقشت الرؤية الجغرافية لمستقبل مدينة القائم المورفولوجي.

16-1- الدراسات السابقة :-
           لقد كان من الواجب مـــلاحظة ما كتب في مجال مورفولوجية المدن لأجل رسم صورة تعين في تغطية تفاصيل الدراسة التي تحققت ومن هذه الدراسات :-
1- خالص حسني الأشعب وصباح محمود محمد , مورفولوجية المدينة , مطبعة جامعة بغداد 1983 .
2-  حسن كشاش الجنابي , الوظيفة السكنية لمدينة الرمادي , رسالة ماجستير , كلية الآداب, جامعة بغداد ,  1984 غير منشورة .
3-   سعد عبيد جودة , مورفولوجية مدينتي بدره وخانقين , رسالة ماجستير, كلية الآداب, جامعة بغداد  , 1985 غير منشورة .
4-     رشا جبار رضا المخزومي , مورفولوجية مدينة النجف , رسالة ماجستير , كلية التربية للبنات , جامعة الكوفة , 2005 غير منشورة .

17-1- أسلوب الدراسة ومنهجيتها :-
          استكملت الرسالة مادتها العلمية من خلال الدراسة الميدانية التي اشتملت على المسح الميداني والمقابلات الشخصية والملاحظة المباشرة التي كان لها الــدور الرئيس في النظر إلى المدينة باعتبارها كلا معماريا جاء نتيجة لتفاعل مجموعة من المتغيرات التي أدت دورها المؤثر على امتداد تاريخها .
         وحتى يمكن الوصول إلى الهدف في وحدة الــزمن المسموح به استلزم الأمر الاعتماد على الأساليب الإحصائية العلمية في تحديد حجم العينة التي أفادت كثيرا في استيعاب واقع تفاعل وظائف الـــمدينة وما أفرزته من نماذج عمرانية متباينة , لذلك اعــــتمدت الدراسة علـى إحصاء المساكن لعام 2009 المعتمد على قسيمة توزيع الكهرباء في دائرة كهرباء القائم وبيانات الحاسبة الالكترونية ذات العلاقة بالبطاقة الغذائــــية بقصد التعرف على سكان ومساكــــن واسر المدينة موزعة على الأحياء السكنية البالغة 21 حياً خارطة رقم (2) التي يسكنها 62522 نسمة بواقع 7565 أسرة تشغل 7035وحدة سكنية , وفي ضوء ذلك تم تحديد عينه المسح السكني البالغة 5%­من مجموع الأسر الساكنة في كل حي من أحياء المدينة لتصل إلى 378 أسرة كما يظهر من خلال جدول رقم (1) فيما تم مسح جميع المؤسسات التجارية في المدينة البالغ عددها 1424 مؤسسة عام 2009 وبنفس الطــريقة تم مســــح جميع المؤسسات الصناعية البالغة 474 مؤسسة .
        وعليه فقد تم اعتماد ثلاث نماذج من استمارات الاستبانة التي عالجت الوظائف الـــرئيسة الثلاث في المدينة وكان في مقدمتها استمارة الاستبانة السكنية التي احتوت على 20 سؤالا كما في ملحق رقـــم (1) التي غطت جوانب الدراسة وما له علاقة بموضوعها , ثم استمارة المسح التجاري المكونة مـن 16 سؤالاً بفقراته المختلفة المبينة في ملحق رقم (2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
­يكون حجم  العينة 20% عندما يكون المجتمع الإحصائي المدروس عدة مئات و 10% لمجتمع يتكون من بضعة ألاف 5 % لمجتمع كبير جدا تجاوز عشرات الآلاف , للمزيد ينظر أحمد سلمان عودة وفتحي حسن ملكاوي , أساسيات البحث العلمي في التربية والعلوم الإنسانية , الطبعة الثانية , مكتبة الكتاني , اربد , 1992 , ص 168 .


جدول رقم (1)
 حجم العينة للأسر الممسوحة في أحياء مدينة القائم السكنية عام 2009
أسماء الأحياء
عدد المساكن
عدد السكان
عدد الأسر الساكنة
حجم العينة
اليرموك
12 ربيع الأول
الرشيد
الأندلس
السلام
الفاروق
المأمون
السكك
الشام
الخوابرة
العسكري
الصناعي
المتنبي
الوليد
المعتصم
الشهداء
الآثار
العنقاء
العدل
النهضة الشرقية
الفرزدق

219
910
550
352
324
217
591
420
391
332
59
267
291
370
335
339
275
315
181
102
195

1690
8200
4970
3175
2911
1876
5375
2997
3098
2990
371
2310
2127
3630
3385
3215
2495
3374
1713
745
1675

239
933
596
374
351
230
610
428
427
344
67
271
315
395
371
369
315
381
211
117
221

12
47
30
19
18
11
30
21
21
17
3
13
16
20
19
18
16
19
11
6
11
المجموع
7035
62522
7565
378
   المصدر : 1-  وزارة التجارة , الشركة العامة لتوزيع المواد الغذائية , بيانات الحاسبة الالكترونية لعام
                     2009 غير منشورة .                                                                                                          
               2- دائرة كهرباء القائم , سجلات الحاسبة الالكترونية , قسيمة توزيع الكهرباء في المدينة على
                   المساكن ، بيانات غير منشورة ,  2009.              
        أما استمارة المسح الصناعي فقد احتوت على 22 سؤالاً يوضحها ملحق رقم (3), فيما تم الحصول على بيانات ومعلومات المؤسسات الخدمية بالاعتماد على إحصائيات الدوائر الرسمية الموجودة فــي المدينة التي بوبت وفقا لتواريخ نشأتها بحـسب تواريخ المراحل المورفولوجية , وقد كان لمراجــــعة الدوائر الرسمية المختلفة ومقابلة المهتمين بشــــؤون المدينة والذيــــن عايشوا مراحل تطورها الدور المباشر في استكمال المعلومات التي لها علاقة بالدراسة .
          استمـرت الدراسة الميدانية من 1-12-2008 لغاية 15-4-2009 ولأجل الاستفادة من البيانات التي افرزها تبويب استمارة المسح الميداني,فقد تم الاعتماد على المقاييس الإحصائية الواضحة والبسيطة المتمثلة بالنسبة المئوية والوسط الحسابي والفرق بين النسبتين , وقد أفادت النتائج المتحققة كثيرا في تحديد المراحل المورفولوجية الثلاث المعتمدة,إذ أن الإجابة عن السؤال الذي تكرر في المسح السكني والتجاري والصناعي عن تاريخ بناء المسكن, المؤسسات التجارية والصناعية , أظهرت لنا ثلاث مراحل مورفولوجية متميزة وظيفيا ومعماريا منسجمة مع واقع حال نمـو المدينة كــما في جــدول رقم (2)الذي يـــظهر واقع حال

جدول رقم (2)

حجم العينة ونسبتها للأسر الساكنة في المساكن الممسوحة من حيث تاريخ نشأتها حسب مراحل نمو المدينة
المراحل
حجم عينة الأسر الممسوحة
النسبة المئوية %
المرحلة الأولى
30
7,9
المرحلة الثانية
145
38,4
المرحلة الثالثة
203
53,7
المجموع
378
100

          المصدر :- الدراسة الميدانية بالاعتماد على ملحق رقم (1)

حراك المدينة العضوي والمورفولوجي على امتداد مراحلها المورفولوجية ,إذ لم تمثل المرحلة الأولى إلا نسبة 7,9 % من مجموع الأسر الساكنة لتعبر بذلك عن صغر مساحة الموضع الذي نشأت عليه المدينة في حين امتد هذا الموضع ليستوعب 38,4 %من الأسر الساكنة في الــمرحلة الثانية لكنه شمل 53,7 % من الأسر الساكنة في المرحلة الثالثة , وقد تطابق الأمر عندما تم مســــح المؤسسات التجارية والصناعية عندما أخذت نسبتها متماشية مـع واقع حال تطور المدينة الوظيفي والعمــراني , إذ يبدو من خلال تحــليل جدول رقم (3) إن المؤســسات


جدول رقم (3)
أعداد المؤسسات التجارية والصناعية الممسوحة من حيث تاريخ نشأتها حسب مراحل نمو مدينة القائم

المراحل
عدد المؤسسات التجارية الممسوحة
النسبة المئوية
عدد المؤسسات الصناعية الممسوحة
النسبة المئوية %
المرحلة الأولى
52
3,6
16
3,4
المرحلة الثانية
124
8,7
121
25,5
المرحلة الثالثة
1248
87,7
337
71,1
المدينة
1424
100
474
100
المصدر: الدراسة الميدانية بالاعتماد على ملحق رقم (3,2)

          التجارية والصناعية قـد تناغمت مع أعداد الأسر تبعا لحاجة تلك الأسر المتزايدة عبر السنين إلى هذه المؤسسات ,ففي الوقت الذي لم يتجاوز عدد المؤسسات التجارية والصناعية في المرحلة الأولى عـن 52و16 مؤسســــة فقد تزايدت في المرحلتين الثانية والثالثة لتصل إلى 1424و474 مؤسسة تجارية وصناعية . وقد كان لا بد من التوغل في هذه التفاصيل على صعوبتها لأجل فهم واقــــع حال الحراك العضوي لوظائف المدينة وما أفرزته من نماذج معمارية عكست التطور التقني الذي وصل إليه ساكن المدينة متأثرا بما جرى ويجري في العالم من قفزات كمية ونوعية في ميادين الطاقة والنقل ومختلف العلوم التي تعزز التطور التقني والحضري .
         وكان من دوافع الخوض في هذه التفاصــــيل محاولة الكشف عن كفاءة الوحدات العمرانية الممثلة لتلك الوظائف من الناحية الوظيفية والتوزيعية والتصميمية  بما يتناسب مع طـبيعة وحجم المدينة الذي لا شك انه تطور عبر المراحل المورفولوجية الثلاث التي مرت على المدينة .
           ولما كانت الدراسة ذات نهج جــــغرافي وبعد تطبيقي , فقد حـــاولت استيعاب البنية الوظيفية للمدينة وأنماط توزيعها المكاني في كل مرحلة بقصد تشخيص الأخطاء التي ارتكبت جراء عدم وجود مخطط واضح ينظم استعمالات أرض المدينة أو عدم الالتزام بتوجهاته .
         استطاعت الدراسة التوصل إلى حقيقة تفاعل الوظائف مــع الكل المرئي في المدينة وظيفياً ومعمارياً , وقد ساعدها في ذلك القرار الإداري عندما أعدها لتكون قاعدة إدارية تدير شؤون وحدة مساحــــية تمثلت بالناحــــية التي حمــــلت اسمها ثم بالقضاء الذي هــــو الأخر احتفظ باسم المدينة وبعدها كـان للقرارات الحكومية في إلغاء ناحية الكرابلة وحول مركزها إلى قرية الدور البارز في أن تمتد المدينة شرقا لتلتحم بهذه القرية آخذة الشكل الشريطي لتتشابه بذلك مــــع كل المدن التي امتدت مع النهر أو الطريق أو ساحل البحر كما هو الحال في مدن الرمادي وحديثة وطرابلس في ليبيا .
           ويأمل الباحث أن يكون قــــد حالفه التوفيق في معالجة موضوع الرسالة بزواياه المتعددة بما يسهم في مد المكتبة الجغرافية بدراســــة نعتقد أنها قد تناولت العــنوان والتفاصيل بنوع من الشمولية والعلمية ومن الله نستمد العون والتوفيق .

مصادر الفصل الأول
1-    ابن منظور , لسان العرب , المجلد الثامن , دار الفكر , بيروت , بدون تاريخ , ص402.
2-    جمال حمدان,جغرافية المدن,مطبعة لجنة البيان العربي,القاهرة , بدون تاريخ , ص 22
3-    محمد الجديدي , مسائل في الجغرافية الحضرية,جامعة تونس الأولى , 1996 , ص18
4-     صبري فارس الهيتي وصالح فليح حسن , جغرافية المدن , الطبعة الثانية , دار الكتب للطباعة والنشر , 2000, ص 295 .
5-   خالص حسني الأشعب , المدينة العربية , معهد البحوث والدراسات العربية , بغداد , 1982 , ص 18 – 19 .
6-   عبد الإله أبو عياش , أزمة المدينة العربية , الطبعة الأولى , الكويت , 1980 ,ص 18
7-  خالص الأشعب المدينة العربية , مصدر سابق , ص25
8- حسن كشاش الجنابي , الوظيفة السكنية لمدينة الرمادي , رسالة ماجستير , كلية الآداب , جامعة بغداد , 1984 غير منشورة , ص 6- 13 .
9-  خالص الأشعب , الأبعاد الاجتماعية للتخطيط العمراني في الوطن العربي ، بحث داينمية المجتمع وعضوية التخطيط العمراني , سلسلة المائدة الحرة , العدد 33 ,بيت الحكمة، بغداد , 1999 , ص 50 – 51 .
10-Clowson , marion and charles stewart , land use in formation john  hapkins press , baltimore , 1975 . p59 .
11-Farragut urban growth boundary report , prepareo for the town of farragut , tenuessee , 1999 , p 4  .
بحث منشور على الموقع الأتي :- town of Farragut, org/ growth plan ,htm.       
12-  خالص حسني الاشعب وصباح محمود محمد , مورفولوجية المدينة , مطبعة جامعة بغداد , 1983 , ص 188 .
13-    حسن الساعاتي , التصنيع والعمران , مطابع رويال, الإسكندرية , 1962 , ص 384 .
14-   خالص الأشعب , الابعاد الاجتماعية للتخطيط العمراني في الوطن العربي , مصدر سابق , ص 48 .
15-  خالص الأشعب وصباح محمود محمد , مورفولوجية المدينة , مصدر سابق , ص 20 .
16-  عبد الفتاح محمد وهيبة , جغرافية العمران , دار المعارف , الإسكندرية , 1950 ,   ص158 – 159 .
17-    حسن كشاش الجنابي , الإقليم الوظيفي لمدينة الرمادي , أطروحة دكتوراه , كلية الآداب , جامعة بغداد , 2006 , غير منشورة , ص 161 .                                      
18- Anderson stan ford , people in the physical  environment mitpress cambrigde university U.K. 1978 . p 15  – 30 .
19-Putman , R.G and others , Ageography of urban places , methuen .   publications , 1970 , p 91 -93 .  
20- Putman , R.G and others . OP . cit , p2
21- محمد علي مرزا , الأقاليم الوظيفية وتأثير العلاقات الإقليمية في الاتجاهات المكانية للنمو في مدينة بعقوبة , أطروحة دكتوراه , كلية الآداب , جامعة بغداد , 1997 غير منشورة, ص12 .
   22- محمود الكردي , النمو الحضري , دار المعارف , القاهرة , 1977 , ص 95 .
23- محمد علي مرزا , الأقاليم الوظيفية وتأثير العلاقات الإقليمية في الاتجاهات المكانية للنمو في مدينة بعقوبة , مصدر سابق , ص 9 .
24- Fisher stanly I . moving millious , harper and Rew puplished , U.S.A , 1979 , p173 .
25-David , Rhind and R , Hudson , landuse , First puplish , methuen and        Co . ltd , U.S.A 1980 . p 110 .
26- خالص الأشعب وصباح محمود محمد , مورفولوجية المدينة , مصدر سابق , ص 45 .
27- حول هذا الموضوع ينظر خالص الاشعب وصباح محمود محمد, مورفولوجية المدينة, مصدرسابق, ص53 – 82 .
28- صبري فارس الهيتي وصالح فليح حسن , جغرافية المدن, مصدر سابق,ص301– 304 .
29- محمد خالص رؤوف , التصاميم الأساسية للمدن العراقية بين الإعداد والتنفيذ , مجلة صلاح الدين للعلوم الإنسانية , العدد الأول , السنة الأولى , كانون الثاني, 1989, ص162-163.
30- صلاح حميد الجنابي , جغرافية الحضر, دار الكتب للطباعة والنشر,الموصل , 1987 ، ص255 .
31- المصدر نفسه , ص 258 .
32-  خالص الأشعب وصباح محمود محمد , مورفولوجية المدينة , مصدر سابق , ص 7.
33-   المصدر نفسه ، ص 10 .
34-     المصدر نفسه ، ص 10 .
35-   خالص الأشعب , الأبعاد الاجتماعية للتخطيط العمراني في الوطن العربي , مصدر سابق , ص 49 – 50  .
36-   خالص الأشعب وصباح محمود محمد , مورفولوجية المدينة , مصدر سابق , ص 5 .
37-     هادي عبد المحسن العنبكي , الأبعاد الاجتماعية للتخطيط العمراني في الوطن العربي , بحث المدينة العربية الإسلامية المغزى الاجتماعي للإطار العمراني , سلسلة المائدة الحرة , العدد 33, بيت الحكمة،بغداد،1999 , ص 17.
38-    خالص الأشعب وصباح محمود محمد , مورفولوجية المدينة , مصدر سابق , ص 40 .
39-  خالص الأشعب , أصالة المدينة العربية , مجلة أفاق عربية , العدد الأول , 1977، ص 37 .
40-   خالص الأشعب وصباح محمود محمد , مورفولوجية المدينة , مصدر سابق , ص17 .
41-   المصدر نفسه , ص 14 .
42-  المصدر نفسه , ص17 .

















أولاً : الاستنتاجات :- 

   أمكن بعد دراسة مورفولوجية مدينة القائم منذ نشأتها الأولى وحتى الوقت الحاضر على امتداد الفصول الخمسة الخروج بالاستنتاجات الآتية :- 

1. أثر موقع وموضع مدينة القائم في ظروف نشأتها، لاسيما أنها تقع عند المكان الذي تلتقي فيه البيئة الصحراوية في الجنوب مع البيئة الزراعية ونهر الفرات في الشمال، لذا فإنها مثلت نقطة الالتحام بين هاتين البيئتين اللتين شجعتا المدينة لتكون السوق الذي يتم فيه تموين بدو الصحراء والفلاحين القادمين من الريف المجاور بما يحتاجون من سلع وبضائع مقابل ما يسوقون إليها من منتجات زراعية وحيوانية . 

2. كان لعامل جفاف المناخ دوره المؤثر في أن تنجذب المدينة على مسافة من نهر الفرات لا  تزيد عن 3كم، وقد ساهمت التربة الطينية الموجودة والأحجار الرملية في بناء وحدات المرحلة المورفولوجية العمرانية الأولى . 

3. ورثت مدينة القائم عدة مواضع قديمة، وقد ساعدها على ذلك وقوعها على طريق القوافل التاريخي البري الموازي لنهر الفرات الذي هيأ لها لتكون محطة لاستراحة القوافل العسكرية والتجارية بين الشرق والغرب، وقد ظلت المدينة بأهميتها التجارية عندما أصبحت المنفذ التجاري الحدودي العراقي الغربي باتجاه سوريا. 

4. إن لعامل الشد الاجتماعي العشائري دوره في أن تنجذب الوحدات السكنية بالقرب من السوق في ظل جفاف المناخ وعدم توفر وسائل النقل الحديثة المتمثلة بالسيارة. 

5. بينت الدراسة أن المظهر المورفولوجي العام للمدينة في المرحلة الأولى تميز بطابعه الأفقي الهندسي للهيكل العمراني المكون من قطع الأراضي ذات الأشكال المربعة الواضحة المعالم التي سيطر عليها نظام الشوارع الرباعي الذي واكب التطور في وسائل النقل المتمثلة بالسيارة، وقد كان خط سماء المدينة متواضعاً لم يتجاوز في خطه العام 3 امتاز في ظل اعتماد التصاميم الشرقية المكونة من طابق واحد في البناء في مدينة تميزت بسعة المساحة . 

6. دفع التطور الاقتصادي والتكنولوجي الذي شهدته المدينة في المرحلة الثانية بالهيكل العمراني إلى الامتداد الشريطي مستفيداً من الشارع الوسطي والذي أدى بالنتيجة إلى تجاوز الهيكل العمراني للمدينة الحدود التقليدية بعد استخدام السيارة كوسيلة نقل على نطاق واسع . 

7. استمرت قطع الأراضي بأشكال هندسية واضحة المعالم تحيط بها شبكة الشوارع الرباعية، لكن حي الفاروق اختلفت فيه أشكال قطع الأرض لتكون (بدكونيا) غير واضحة المعالم، مما يعكس الطابع الريفي للساكنين. 

8. استمر نمو استعمالات أرض المدينة اعتماداً على القطاعات التي تفرزها البلدية. ولما كانت هذه القطاعات غير ملزمة بقانون أو سلطة تحميها، فإن حالات التجاوز استمرت من قبل الساكنين على أراضي البلدية الذين شيدوا عليها وحداتهم العمرانية المختلفة . 

9. استمر دور الحراك الاجتماعي والعشائري في تحديد السكن للأسر الساكنة في المدينة، في ظل الطابع الريفي للمهاجرين إلى المدينة خلال المرحلة الثانية، مما انعكس على الامتداد الأفقي واتساع مساحة قطع الأراضي للوحدات العمرانية المشيدة في هذه المرحلة. 

10. إن المظهر المورفولوجي العام للمدينة في المرحلة الثانية أصبح أكثر امتداداً وتشتتاً بعد الأخذ بالتطورات الاقتصادية والاجتماعية، مما أدى إلى بروز ظاهرة استغلال قطع الأراضي بالشكل الأمثل الذي انعكس على خط سماء المدينة الذي بلغ 6 أمتار في ظل اعتماد التصاميم الغربية في البناء. 

11. نمت مدينة القائم وفق خطة شريطية منذ نشأتها الأولى حتى يومنا هذا، وقد ساعد على ذلك المحددات البشرية المتمثلة بسكة الحديد في الجنوب والحدود العراقية السورية غرباً والأراضي الزراعية شمالاً، ولذلك كان القالب الذي طبع المدينة بطابعه المتميز هو الامتداد الطولي مستفيداً من الشارع الوسطي الرئيسي وقد تعزز امتداد المدينة الشريطي عندما تم دمج الكرابلة بالمدينة . 

12. نمت استعمالات أرض المدينة متوافقة مع خطة المدينة الطولية رغم عدم اعتماد المدينة على مخطط عام يوجه وينظم عملية نمو وتوزيع استعمالات أرضها، مما انعكس على شكل المدينة الطولي الذي اختلفت فيه مساحات قطع الأرض تبعاً للنمو غير المخطط الذي ساد المدينة حتى عام 1996 عندما وضع للمدينة أول تصميم أساسي دخل حيز التنفيذ بمجرد إقراره. 

13. إن اندماج الكرابلة بالمدينة عزز دور العامل الاجتماعي العشائري الريفي الذي تتميز به الكرابلة، مما انعكس على سعة مساحات قطع الأراضي للوحدات السكنية المشيدة والامتداد الأفقي الطولي للهيكل العمراني ككل . 

14. شهدت مواد البناء المستخدمة في تشييد الوحدات العمرانية تطوراً ملحوظاً من مرحلة إلى أخرى، ففي الوقت الذي استخدم فيه الحجر الرملي والجص في بناء الوحدات العمرانية واستخدام الحديد (الشيلمان) في تسقيف الدور خلال المرحلة الأولى، فإن مواد البناء المستخدمة في المرحلتين الثانية والثالثة تنوعت بين حجر الكلس والطابوق والبلوك والإسمنت في بناء الجدران والخرسانة المسلحة في التسقيف مع ملاحظة استخدام السيراميك وحجر الحلان الثرمستون والكاشي والقرميد في تزيين الوحدات العمرانية خلال المرحلة الثالثة , والحال ينطبق على تصاميم وطرز الأبنية التي تميزت بطابعها الشرقي في المرحلة الأولى الذي تحول في المرحلة الثانية إلى الطراز الشرقي المطور والغربي (المقبط) الذي تعرض إلى تغيير جوهري عندما تحول إلى ما يسمى بطراز (دبل فاليوم) ليحدث تغيراً مورفولوجياً متميزاً من مرحلة إلى أخرى . 

15. أظهرت الدراسة أن التصاميم الغربية تتمتع بكفاءة عالية نظراً لما تمتلكه من فضاءات متعددة ومتنوعة تحقق للأسر الساكنة متطلبات العصر المختلفة مقارنة بالتصاميم التي افتقدت إلى الشروط الصحية ومتطلبات التطور التكنولوجي الذي تشهده المدينة في الوقت الحاضر، مما جعلها تصبح عبئاً على الساكنين فيها. 


16. لم يمكن الامتداد الطولي للمدينة الجهات المسئولة من تأدية واجباتها في توفير الخدمات العامة والمجتمعية، ولذلك ظلت الأحياء البعيدة عن سوق المدينة تعاني من مشكلة قصور الخدمات. 

17. لا توجد أهمية للاستعمالات الترفيهية في مدينة القائم منذ نشأتها، ورغم أن التصميم الأساسي للعام 1996 قد خصص لهذا الاستعمال مساحة 61,6 هكتاراً إلا أن الدراسة كشفت عن وجود مساحة 11,4هكتاراً فقط مستغلة لأغراض الترفيه، فقد ظلت المساحة المخصصة للاستعمال الترفيهي مرسومة في التصميم فقط مما يعكس حالات اللامبالاة من قبل الجهات المختصة . 

18. تبين إن الوظيفة السكنية استحوذت على أكبر المساحات مقارنة بالوظائف الأخرى عندما كانت نسبة الأراضي التي شغلتها عبر المراحل الثلاث 66,7% و 62,6 و57,5% من مساحة معمور المدينة على التوالي . 

19. كشفت الدراسة أن الوظيفة التجارية لمدينة القائم استمرت في نموها خلال المرحلتين الأولى والثانية في حدود السوق التقليدي، لكن ما يلاحظ على هذه الوظيفة أنها أخذت بالتوسع على حساب المساكن التقليدية في المدينة ومن ثم امتدت مع محاور الشوارع الرئيسية متجاوزة حدود المدينة التقليدية خلال المرحلة الثالثة، مما يؤشر الأثر الايجابي لفتح المنفذ الحدودي التجاري بين العراق وسوريا في نمو وتطور وظيفتها التجارية. 

20. ظل سوق المدينة الرئيس يمثل المنطقة التجارية الوحيدة في المدينة مع وجود نواة لمنطقة تجارية ثانوية تمثلت على جانبي الشارع الوسطي في الجزء الشرقي من المدينة ضمن أحياء الكرابلة. 

21. أظهرت الدراسة سيادة النمو الأفقي للوحدات العمرانية في المدينة عبر مراحلها الثلاث، لكن المؤسسات الموجودة في سوق المدينة اعتمدت البناء المكون من طابقين وثلاثة طوابق في المرحلة الثالثة. 

22. كشفت الدراسة عن مرور مدينة القائم بثلاث مراحل مورفولوجية متميزة حدثت خلالها تغيرات وظيفية وعمرانية انعكست على مميزات النسيج العمراني للمدينة في كل مرحلة من مراحل نمو المدينة والوحدات العمرانية الممثلة لها. 

23. تعززت مركزية مدينة القائم بالقرار الإداري الذي حولها أولاً إلى مركز ناحية ثم إلى مركز قضاء يحمل اسمها , مما جعلها تكسب أهمية وظيفية وخدمية أدت إلى ظهور تنوع في استغلال أرضها دفع باتجاه تطور وظيفي ومورفولوجي على امتداد مراحلها المورفولوجية. 

24. بينت الدراسة أن المظهر المورفولوجي العام لواقع المدينة الحالي أظهر اختلافاً في مشهده الحضري الذي غاير مظهره العام للمرحلتين الأولى والثانية، إذ انطبع المظهر الحالي للمدينة بالطابع الاقتصادي لقيمة الأرض ونوع الاستعمال فيها، مما انعكس على ارتفاع خط سماء المدينة الذي وصل إلى 9 أمتار في سوق المدينة وقد اعتمدت في بناء الهيكل العمراني الحديث في المدينة أحدث التصاميم الغربية التي أفرزت مظهراً مورفولوجياً جديداً على المدينة بكل متغيراته الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية التي انعكست على فضاءاته المتعددة والمتنوعة لتنسجم مع متطلبات العصر التكنولوجية. 

ثانياً :التوصيـات :- 

1. ضرورة الحفاظ على المواضع التي ورثتها المدينة وحمايتها من أيدي العابثين، مع ضرورة القيام بالتنقيبات الأثرية للكشف عن ما تمتلكه المدينة من موروث حضاري وتاريخي تمتد جذوره إلى عهود ما قبل الميلاد. 

2. الاهتمام بظهير المدينة الزراعي الواقع في شمالها من خلال تقديم التسهيلات اللازمة لزراعة الأرض وتوفير المنتجات الزراعية التي تسد حاجة سكان المدينة بدلاً من استيرادها من الخارج، ويقتضي الواجب الحفاظ على الأراضي الزراعية من خلال منع أي توسع عمراني يمكن أن يمتد على حسابها . 

3. إن هناك ضرورة تقتضي توفير الخدمات المجتمعية والعامة في أحياء المدينة البعيدة عن المركز حتى تغني ساكني هذه الأحياء من عناء رحلة الذهاب إلى سوق المدينة. 

4. إن موقع المدينة على الحدود العراقية السورية يسمح باتجاه تنشيط الحركة التجارية بين البلدين وإيجاد مناطق تجارية حرة في المدينة تؤدي إلى تعزيز اقتصاديات المدينة . 

5. يقتضي واجب توفير فضاءات خضراء وترفيهية الاهتمام بالاستعمالات الترفيهية وإقامة حزام أخضر يحيط بالمدينة من جهاتها الثلاث الجنوب والشمال والغرب في ظل اتصال المدينة بالوحدات العمرانية والحقول الزراعية لقرية سعدة. 

6. إن على الجهات المسئولة رفع التجاوزات الحاصلة على الأراضي الحكومية والشوارع وعدم اعتبارها أمر واقع وان هذا لا يتم من دون إصدار القوانين والتعليمات التي تنفذها السلطة وأجهزتها التنفيذية. 

7. حتى تتخلص المدينة من امتدادها الطولي فإن توسع حدودها البلدية باتجاه الجنوب يمكن أن يساعد في شد النسيج الاجتماعي والعمراني للمدينة. 

8. يمتلك ظهير مدينة القائم الكثير من المصادر الطبيعية والاقتصادية التي إذا استثمرت فإنها ستحقق وفورات اقتصادية للمدينة ومجتمعها الساكن، مما يدفع بعجلة التطور العمراني والاقتصادي لسكان المدينة إلى الأمام. 

9. إن توفير الخدمات العامة والمجتمعية يقتضي إعادة توزيع المؤسسات الخدمية الموجودة واعتماد المعايير التخطيطية العراقية في تحديد احتياجات المدينة حاضراً ومستقبلاً من هذه المؤسسات التي لابد تشييدها اعتماداً على الأسس التخطيطية العربية الإسلامية لتحفظ للمدينة هويتها المورفولوجية العربية المتميزة. 

10- إن وجود الوحدات السكنية المتهرئة القديمة التي افتقدت إلى توفير الشروط الصحية للساكنين في المدينة يقتضي الواجب إزالتها وتشييد بدلها البنايات السكنية المتعددة الطوابق من خـــلال تشجيع الشركات المعمارية والمستثمرين للقيام بهذه المشاريع السكـنية مع ضـــــرورة اعـــتماد بناءها وفقاً للتصاميم الغربية الحديثة والاستفادة من خصائص وعناصر التصاميم الشرقية التي تحفظ للسـاكنين خصوصيتهم الاجتماعية من خلال الأسيجة المرتفـعة الفضـاءات القليلة الانفتاح على الشارع و الجيران، وهذا ما سيؤدي إلى توفــير الوحدات السكنية للأسر الباحثـة عن المساكـن حاضراً ومستقبلاً بـعيداَ عن الامتداد الأفقي، بما يمكن الساكنين من الحصول على الخـدمات العـامة والمجتمعية الموجودة في المدينة. 

11- على الجهات التخطيطية إعداد تصاميم قطاعية تفسر ما موجود في التصميم الأساسي، حـتى يمكن تنفيذ التوجهات الموجودة فيه على أكمل وجه وفي نفس الوقت دفع التجاوزات الحاصـلة على الأراضي المخططة لاستعمالات تخدم مجتمع المدينة. 


المصادر


أولاً :- المصادر العربية :-

أ :- الكتـــب :

1. ابن خلدون , عبد الرحمن , مقدمة ابن خلدون , بدون تاريخ .

2. ابن منظور , لسان العرب, دار الفكر , بيروت , بدون تاريخ .

3. أبو عياش , عبد الإله , أزمة المدينة العربية , الطبعة الأولى , الكويت , 1980.

4. أبو عيانة ، فتحي محمد ، جغرافية السكان ، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية ، 1989 .

5. الأشعب , خالص حسني , المدينة العربية ,معهد البحوث والدراسات العربية , بغداد , 1982.9.

6. الأشعب , خالص حسني , المدينة والحياة المدنية , الجزء الثالث , 1988.

7. الأشعب , خالص حسني وصباح محمود محمد , مورفولوجية المدينة , مطبعة جامعة بغداد , 1983.

8. بو جمعه , خلف الله , المدينة الإسلامية بين الوحدة والتنوع , بدون تاريخ . كتاب منشور على الموقع الأتي www.omrant.com .

9. الجديدي , محمد , مسائل في الجغرافية الحضرية , جامعة تونس الأولى , 1996.

10. الجنابي , صلاح حميد , جغرافية الحضر , دار الكتب للطباعة والنشر , الموصل , 1987.

11. الحسني , عبد الرزاق , العراق قديماً وحديثاً , الطبعة الثانية , 1956 .

12. حسين , عبد الرزاق عباس , جغرافية المدن , مطبعة اسعد , بغداد , 1977 .

13. حمدان , جمال , جغرافية المدن , مطبعة لجنة البيان العربي , القاهرة , بدون تاريخ .

14. حمدي , عطيات عبد القادر , جغرافية العمران , دار المعارف , مصر , 1964 .

15. الحموي ,ياقوت, معجم البلدان , طبعة عام 2008 .

16. خطاب , عادل عبد الله , جغرافية المدن , 1990.

17. الخطيب , محمد محي الدين , المراعي الطبيعية في العراق , مطبعة دار السلام, بغداد , 1973 .

18. الخلف , جاسم محمد , جغرافية العراق الطبيعية والاقتصادية والبشرية , معهد الدراسات العربية , الطبعة الثانية , 1965 .

19. الراوي , عادل سعيد وقصي عبد المجيد السامرائي , المناخ الطبيعي , جامعة بغداد , 1990

20. الساعاتي , حسن , التصنيع والعمران , مطابع رويال , الإسكندرية , 1962.

21. السامرائي , قصي عبد المجيد وعبد مخور الريحاني , جغرافية الأقاليم الجافة , جامعة بغداد , 1990 .

22. السعدي , رياض إبراهيم ومكي محمد عزيز ,جغرافية السكان , مطبعة جامعة بغداد ,1984.

23. شريف , إبراهيم , الموقع الجغرافي للعراق وأثره في تاريخه العام حتى الفتح الإسلامي , الجزء الأول , مطبعة شفيق , بدون تاريخ.

24. شوكت , إحسان ورسول الجابري , تخطيط خدمات التنمية الاجتماعية , المعهد القومي للتخطيط , بغداد , 1987

25. الطبري , تاريخ الرسل والملوك , الطبعة الثالثة , دار المعارف , القاهرة , 1979 .

26. عودة , أحمد سلمان وفتحي حسن ملكاوي , أساسيات البحث العلمي في التربية والعلوم الإنسانية , مكتبة الكتاني , اربد , 1992 .

27. فضيل , عبد خليل , دراسات في الجغرافية الصناعية , مطبعة التعليم العالي , بغداد , 1989.

28. القزويني , كتاب العجائب , بدون تاريخ .

29. الكردي , محمود , النمو الحضري , دار المعارف , القاهرة , 1977 .

30. متشل , روجر , تطور الجغرافية الحديثة , ترجمة محمد السيد غلاب ودولت أحمد صادق , الطبعة الأولى , القاهرة , 1973.

31. الهر , عبد الصاحب , مدينة خندانو الأثرية , الطبعة الأولى , 1980 .

32. الهيتي , صبري فارس وصالح فليح حسن , جغرافية المدن , الطبعة الثانية , 2000

33. الواموسيل , الفرات الأوسط , رحلة وصفية ودراسات تاريخية , ترجمة صدقي حمدي وعبد المطلب عبد الرحمن , المجمع العلمي العراقي , 1992.

34. وهيبة , عبد الفتاح محمد , جغرافية العمران , دار المعارف , الإسكندرية , 1950.

ب – الرسائل والأطاريح الجامعية :

1. الأسدي , صفاء عبد الكريم , تطور المراكز الحضرية وأثره في النمو الإقليمي , دراســة تطبيقية لمحافظة القادسية , أطروحة دكتوراه , كلية الآداب , جامعة بغداد , 1995 غير منشورة .

2. الجنابي , حسن كشاش , الإقليم الوظيفي لمدينة الرمادي , أطروحة دكتوراه , كلية الآداب , جامعة بغداد , 2006 غير منشورة .

3. الجنابي , حسن كشاش , الوظيفة السكنية لمدينة الرمادي , رسالة ماجستير , كلية الآداب , جامعة بغداد , 1984, غير منشورة .

4. حنتوش , محمد عبد , أشكال سطح الأرض لوادي الفرات بين القائم وقرية الزلة , أطروحة دكتوراه , كلية التربية , الجامعة المستنصرية , 2004 غير منشورة .

5. الداهري, عبد الله عبد الجليل , صلاحية المياه المعالجة المطروحة في الشركة العامة للفوسفات لأغراض الري , أطروحة دكتوراه , كلية العلوم , جامعة الانبار , 2002 غير منشورة . 

6. الربيعي , سعد عبيد جودت , الخدمات الترفيهية والسياحية في مدينة بغداد , أطروحة دكتوراه , كلية الآداب , جامعة بغداد , 1991 غير منشورة .

7. الربيعي , سعد عبيد جودت , مورفولوجية مدينتي بدرة وخانقين , رسالة ماجستير, كلية الآداب , جامعة بغداد , 1985 غير منشورة .

8. الشعباني , محمد موسى ,دراسة جيمورفولوجية لمنطقة الحبانية باستخدام الصور الجوية,رسالة ماجستير , كلية التربية , جامعة الانبار , 2005 غير منشورة .

9. كردي , هاشم محمد , أثر صناعة الفوسفات على تطور التجمع الحضري في قضاء القائم , رسالة ماجستير , كلية التربية , جامعة الأنبار , 2005 غير منشورة.

10. المخزومي , رشا جبار , مورفولوجية مدينة النجف , رسالة ماجستير , كلية التربية للبنات , جامعة الكوفة , 2005 غير منشورة .

11. مرزا , محمد علي , الأقاليم الوظيفية وتأثير العلاقات الإقليمية في الاتجاهات المكانية للنمو في مدينة بعقوبة , أطروحة دكتوراه ,كلية الآداب , جامعة بغداد ,1997 غير منشورة.

12. المولى , مشعل فيصل , التجمع الحضري في قضاء القائم , أطروحة دكتوراه , كلية الآداب , جامعة بغداد , 2006 غير منشورة .

13. الهيتي , ثائر شاكر, التوجهات التخطيطية للتنمية الحضرية في البيئة الصحراوية ,منطقة الدراسة مدينة القائم الكبرى , أطروحة دكتوراه , معهد التخطيط الخضري والإقليمي , جامعة بغداد , 2004 غير منشورة .

جــ ـ الدوريات والمجلات :

1- اسماعيل , بهيجة خليل , نصوص , نيونورتا – كودوري – اوصر حاكم سوخي وماري , مجلة سومر , المجلد 42, 1986.

2- اسود , فلاح شاكر , الخريطة الإدارية لمحافظة الأنبار , المؤتمر العلمي الأول لجامعة الانبار , 1992.

3- الأشعب , خالص حسني , موروثات , مدننا المعمارية , مشكلة تواجه تخطيط المدن , مجلة آفاق عربية , العدد التاسع , 1976.

4- الأشعب , خالص حسني , الأبعاد الاجتماعية للتخطيط العمراني في الوطن العربي , بحث

دينامية المجتمع وعضوية التخطيط العمراني , سلسلة المائدة الحرة , العدد 33, بيت الحكمة , بغداد , 1999.

5- الأشعب , خالص حسني , أصالة المدينة العربية , مجلة آفاق عربية , العدد الأول , 1977.

6- الأشعب , خالص حسني , المحلة العربية التقليدية بين الأصالة والتحديث , سلسلة المائدة الحرة , العدد 14 , بيت الحكمة , بغداد , 1998.

7- خاجيك , فاروق, تقرير جيولوجي عن واحتي المياه والبوكمال , ان إي 37- بي ام 7-8 , وزارة الصناعة والمعادن , المنشأة العامة للمسح الجيولوجي والتحري المعدني , 1988.

8- الخياط , حسن , التركيب الداخلي لمدينة طرابلس الكبرى , مجلة الجمعية الجغرافية العراقية , المجلد السادس , مطبعة اسعد , بغداد , 1970

9- رؤوف , محمد خالص , التصاميم الأساسية للمدن العراقية بين الأعداد والتنفيذ مجلة صلاح الدين للعلوم الإنسانية , العدد الأول , السنة الأولى , كانون الثاني , 1989.

10- العنبكي , هادي عبد المحسن , الأبعاد الاجتماعية للتخطيط العمراني في الوطن العربي , بحث المدينة العربية الإسلامية المغزى الاجتماعي للإطار العمراني , سلسلة المائدة الحرة , العدد 33 , بيت الحكمة , بغداد, 1999.

11- العزاوي , علي عباس , مورفولوجية القرية , مجلة الجمعية الجغرافية العراقية , العدد 23 ، 1989.

د- المطبوعات الحكومية :

1- المملكة العراقية , وزارة الشؤون الاجتماعية , مديرية النفوس العامة , إحصاء السكان لعام 1947, الجزء الأول , لواء بغداد والحلة والدليم وكربلاء والكوت وديالى , بغداد , 1954 , بيانات خاصة بمدينة القائم غير منشورة .

2- مديرية تربية القائم , سجلات المدارس , 2009 , بيانات غير منشورة .

3- مديرية بلدية القائم , قسم الأملاك , 2009 , بيانات غير منشورة .

4- وزارة البلديات , مديرية التخطيط والهندسة العامة , وحدة البحوث والدراسات , مبادئ عامة في تخطيط المدن , دار الحرية للطباعة , بغداد , 1977.

5- وزارة التخطيط , هيئة التخطيط الإقليمي , أسس ومعايير التخطيط الحضري , بغداد, 1977.

6- وزارة النقل والمواصلات , الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي , بيانات عن درجات الحرارة والرياح والأمطار خاصة بمحطة القائم , بغداد , 2009 , غير منشورة .

7- وزارة الداخلية , مديرية النفوس العامة, إحصاء السكان لعام , 1957 , لواء بغداد والكوت والناصرية وكربلاء وميسان والرمادي , بيانات خاصة بمدينة القائم غير منشورة .

8- وزارة الداخلية , مديرية الأحوال المدنية العامة , نتائج التعداد السكاني لعام 1965 , جداول خاصة بمدينة القائم غير منشورة .

9- وزارة التخطيط , الجهاز المركزي للإحصاء , نتائج تعداد السكان لعام 1977, جداول خاصة بمحافظة الأنبار غير منشورة .

10- وزارة التخطيط , الجهاز المركزي للإحصاء , نتائج تعداد السكان لعام 1987 , جداول خاصة بمحافظة الأنبار غير منشورة .

11- وزارة الإسكان والتعمير , الهيئة العامة للطرق والجسور , مديرية طرق وجسور محافظة الانبار , الإشراف والمتابعة , 2009, بيانات غير منشورة .

12- وزارة النقل والمواصلات , الهيئة العامة للسكك الحديد , دائرة السكك الحديد في القائم , 2009, بيانات غير منشورة .

13- وزارة التخطيط , الجهاز المركزي للإحصاء , مديرية إحصاء محافظة الأنبار , دائرة إحصاء قضاء القائم , الإحصاء السكاني عام 1997, بيانات غير منشورة .

14- وزارة التجارة , الشركة العامة لتوزيع المواد الغذائية , فرع الأنبار , سجلات الحاسبة الالكترونية , 2009, بيانات غير منشورة .

15- وزارة الأشغال والبلديات , هيئة التخطيط العمراني , معايير التخطيط العمراني لسنة 200.

16- وزارة الأشغال والبلديات , مديرية التخطيط العمراني في الأنبار , قسم التخطيط , خارطة رقم 675 ذات المقياس 1 : 5000 للعام 1996 .

17- وزارة الري , مديرية المساحة العامة في بغداد, قسم التخطيط , خرائط الكادسترو لمدينة القائم عام 1969 والخارطة الطبوغرافية لعام 1972 ذات المقياس 1: 25000 .

هـ ــ المقابلات الشخصية :

1- مقابلة شخصية مع السادة إسماعيل لطيف العاني والحاج نزار جابر البندر والحاج راشد مجيد العاني من قدماء التجار في مدينة القائم بتاريخ 4-3-2009.

2- مقابلة شخصية مع المعمرين سويد صلبي وعايد مخلف اللذان عاصرا البدايات الأولى لنمو المدينة بتاريخ 13- 3- 2009.

3- مقابلة شخصية مع المعمر الحاج إسماعيل لطيف العاني بتاريخ 22-3-2009.

4- مقابلة شخصية مع السيد عامر لابد العاني من كبار التجار في المدينة بتاريخ 29-3-2009.

5- مقابلة شخصية مع السيد أحمد مهيدي النجار مع قدماء النجارين في المدينة بتاريخ 2-4-2009

6- مقابلة شخصية مع السيد جميل إبراهيم العاني بتاريخ 3-3-2009

7- مقابلة شخصية مع المهندس رباح حمدان خلف الكربولي المشرف على شبكة مياه الشرب في مدينة القائم بتاريخ 8-4-2009.

8- مقابلة شخصية مع المهندس مجيد بهجت الراوي المهندس المسؤول عن صيانة وتطور شبكة الكهرباء في مدينة القائم بتاريخ 9-4-2009

9- مقابلة شخصية مع الحاج حمود عبود السلماني من قدماء العاملين في خدمة مسجد القائم بتاريخ 19-2-2009.

10- مقابلة شخصية مع المهندس ساهر حميدي خليفة الكربولي ,مدير دائرة الطرق والجسور في قضاء القائم بتاريخ 25-2-2009.

11- مقابلة شخصية مع المهندس إياد خير الدين العاني المساح المختص في مديرية بلدية القائم بتاريخ 27-2-2009.

ثانياً :- المصادر باللغة الإنكليزية :-

1- Anderson, stan ford, people in the physical environment, MiT press , combrigde university , U.K. 1978.

2- Buring . soil and soil conditions in Iraq. Ministry of Agriculture, Exploratory soil map of Iraq. 1960, scal 1:1000000.

3- Clowson , marion and Charles stewart , land use information John hapkins press, Baltimore , 1975.

4- David, herbort, unban geography, Afirst Approach, John willy and sons, London, 1984.

5- David, Rhind and R. Hudson, land , use, first puplish, Methuen and co. ltd, U.S.A, 1980.

6 -E.E,J,A. Erson and B.p fitcerl , in side the city , Longman, London , 1971.

7- Fisher stanly I, moving millious, Harper and Rew puplished , U.S.A. 1979.

8- Farraggut urban Growth Boundary Report ,prepare for the townof Farragut , Tennessee, 1999.

. بحث منشور على الموقع الأتي

www.town of Farragut, org / growth plan, htm9- Jones , Emrys , town and cities , Hazel Watson vency ,ltd sulesbery 1969.

10- Put man , R,G, and others, A Geography of urban places , Methuem. Publications , 1970.



تحميل من

↲                       mediafire

↲                           top4top



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا