التسميات

السبت، 8 يونيو 2024

العلاقة بين استهلاك المياه والموارد المائية المتاحة بمشروع وادي كعام الزراعي - جمعة علي المليان - رسالة ماجستير 2005م



العلاقة بين استهلاك المياه والموارد المائية المتاحة 

بمشروع وادي كعام الزراعي



رسالة مقدمة استكمالاً لمتطلبات الإجازة العالية (الماجستير)





إعداد الطالب

جمعة علي المليان



إشراف

الدكتور 

حسن محمد الجديدي



العام الجامعي 2004 ـ 2005 م
 



 

فهرس المحتويـــــات

 

الموضـــــــــــــوع

الصفحة

الآيـــــة

ب

الإهــــداء

ج

الشكر والتقدير

د

المحتويــات

هـ

فهرس الجداول

ط

فهرس الخرائط

م

فهرس الأشكال

ن

فهرس الصـور

س

الفصل الأول

الإطـــار النظـــــــــــــــــــري

المقدمــــــــــة

2

تحديد مشكلة الدراســـة

3

أهدافهــــــــــا

4

أهميتهــــــــــا

4

فرضياتهـــــــــا

5

أدوات الدراسة ومنهجيتها

5

حدود منطقة الدراســـة

6

الدراسات السابقـــــة

9

المفاهيم والمصطلحــات

14

الفصل الثاني:

المعطيات الجغرافيــــــــــــة

نبذة تاريخية عن منطقة الدراسة

17

الموقع الجغرافي

19

التضاريس

20

جيولوجية المنطقة

26

علاقة البناء الجيولوجي بالمياه الجوفية

32

المناخ

34

عناصر المناخ

37

        أولاً: درجة الحرارة

37

        أثر الحرارة على الموارد المائية

41

        ثانياً: الضغط الجوي والرياح

42

        اتجاه الرياح وسرعتها في منطقة الدراسة

44

        أثر الرياح على الموارد المائية والزراعة بالمنطقة

45

        ثالثاً: الأمطار

47

        القيمة الفعلية للأمطار

52

        أثر الأمطار على الموارد المائية

54

        رابعاً: الرطوبة النسبية

55

        خامساً: التبخر

57

التربـــة

60

القدرة الإنتاجية للتربة

67

النبات الطبيعي

69

أثر النبات الطبيعي على المياه الجوفية

72

الفصل الثالث:

مصادر الميــــــــــــــــــاه


المياه في الطبيعة

75

        أولاً: المياه السطحية

77

        أ مياه الأمطار

78

        ب بحيرة سد وادي كعام

78

        دور بحيرة سد وادي كعام في تحسين إمكانيات المنطقة المائية

84

        ج عين كعام

89

        ثانياً: المياه الجوفية

93

        المياه الجوفية في منطقة الدراسة

99

        خزانات المياه الجوفية بالمنطقة

104

        هيدروكيمياء المياه الجوفية

107

        تغذية الخزان الجوفي

118

الفصل الرابع:

إنشاء مشروع وادي كعام الزراعي

لمحة عن التنمية الزراعية في الجماهيرية

120

مراحل تنفيذ المشروع

122

        أولاً: مرحلة التأسيس

122

        ثانياً: مرحلة التنفيذ

124

        1 أعمال التسوية وتقسيم المشروع إلى مزارع

124

        2 قطاع السدود

130

        3 قطاع الري

131

        4 المرافق والإسكان

142

        5 مياه الشرب والصرف الصحي

144

        6 أعمال مقاومة الانجراف

146

        7 الطرق

150

        8 شبكة الكهرباء

152

توزيع المزارع على الفلاحين

154

المزرعة التجريبية

155

التركيبة المحصولية المقترحة

156

الفصل الخامس:

دراسة تحليلية للوضع الحالي للمشروع

تحليل الوضع الحالي للمشروع

161

        أولاً: قطاع الري

161

        ثانياً: سد وادي كعام

164

        ثالثاً: عين كعام

167

        رابعاً: الوضع الكيميائي الحالي للمياه الجوفية بالمنطقة

168

        خامساً: مياه الشرب

173

        سادساً: المرافق والإسكان

173

        سابعاً: المزرعة التجريبية

174

        ثامناً: سكان المشروع

 

        تاسعاً: الحالة الاقتصادية للفلاحين

 

        عاشراً: الإنتاج الزراعي والتسويق

 

الفصل السادس:

الإفراط في استهلاك المياه والآثار المترتبة عنه

استهلاك المياه

191

أولاً: الاستهلاك الزراعي للمياه في منطقة الدراسة

195

نظام الري المستخدم وأثره على استهلاك المياه

203

ثانياً: استهلاك المياه في سقي الحيوانات

209

ثالثاً: الاستهلاك المنزلي للمياه

210

الموازنة المائية

212

الآثار المترتبة على استنزاف المياه الجوفية بالمنطقة

214

أولاً: انخفاض منسوب المياه الجوفية

214

ثانياً: تداخل مياه البحر

216

ثالثاً: تدهور التربة الزراعية

220

رابعاً: هبوط سطح الأرض "الانخساف"

221

الخاتمــــــــة

222

أولا: النتائــــــج

222

ثانيا: التوصيات والمقترحات

227

المصادر والمراجــع

229

الملاحـــــــق

239

 

  

الفصــــل الأول: 

الإطار النظري 


 ـ المقدمة.
ـ تحديد مشكلة الدراسة.
ـ أهدافها.
ـ أهميتها.
ـ فرضياتها.
ـ أدوات الدراسة ومنهجيتها.
ـ حدود منطقة الدراسة.
ـ الدراسات السابقة.
ـ المفاهيم والمصطلحات.    

الفصل الأول

الإطار النظري

المقدمة:

            يواجه العالم الذي نعيش فيه قضية حيوية هامة تهدد حياته ومستقبله على هذا الكوكب، وهي قضية نقص المياه وتدهور نوعيتها، وتشير التقارير إلى أن 25% فقط من سكان العالم يتمتعون بقدر كاف من المياه، وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن المياه العذبة لا تكفي لتلبية الاحتياجات حيث قدرت أن كل شخص يحتاج إلى 1000 متر مكعب من المياه سنوياً([1])، وأن كمية المياه العذبة المتوفرة على المستوى العالمي لا تشكل إلا حوالي 2.7% من جملة الموارد المائية وهذه النسبة القليلة تعادل حوالي 37.3 مليون كيلو متر مكعب من المياه العذبة.([2]) وحتى هذه الكمية لا تتوزع بالتساوي على كافة أنحاء الكرة الأرضية بل إن هناك مناطق يصل فيها نصيب الفرد إلى 700 ألف متر مكعب في السنة فيما لا يزيد نصيب الفرد في مناطق أخرى عن 0.02 متر مكعب من المياه العذبة.([3])

            وليبيا ليست بأحسن حال إذ إن أغلب أراضيها تعاني من الجفاف وإن مساهمة المياه الجوفية تشكل 98% من إجمالي الموارد المائية فيها([4]) حيث إنه قدر العجز في الموارد المائية على مستوى الجماهيرية سنة 2000 بنحو 1679 مليون متر مكعب ويتوقع أن يصل سنة 2025ف إلى 4735 مليون متر مكعب.([5])

            ومن خلال ذلك نلاحظ أن هناك عجزاً في كمية المياه تتزايد في ظل عمليات الاستنزاف الراهنة، خصوصاً وأن هناك انخفاضاً في مستوى كفاءة استغلال الموارد المائية، وهذه الظاهرة متمثلة في منطقة الدراسة "مشروع وادي كعام الزراعي" الذي يقع بين مدينتي الخمس وزليتن وتبلغ مساحته الكلية 4000 هكتار منها ما يقرب من 1500 هكتار مروي و2500 هكتار بعلي، ويعتمد المشروع على المياه السطحية والمياه الجوفية وتتمثل الأولى في بحيرة سد كعام وعين كعام وتتمثل الثانية في حفر 14 بئراً إنتاجياً وتستخدم هذه المصادر الثلاثة لري 236 مزرعة، إلا إنه نتيجةً لسوء استغلالها وقلة العناية بها أصبحت لا تكفي حاجة الفلاحين، لذلك زاد التوسع في حفر الآبار بشكل عشوائي حتى أصبح ما لا يقل عن 70% من هذه المزارع بها آبار خاصة، الأمر الذي ساهم في زيادة الضغط على المخزون الجوفي، مما أدى إلى تدهور المياه من حيث الكم والنوع ومن هنا شعر الباحث بأهمية هذه المشكلة وضرورة دراستها.

تحديد مشكلة الدراسة:

          تُعد المياه الجوفية والمياه السطحية المتمثلة في بحيرة سد وادي كعام وعين كعام هي المصادر الأساسية للري بالمشروع، وهذه المصادر موزعة على مختلف أرجاء المشروع عن طريق شبكة يتم من خلالها ري 236 مزرعة مقسمة على أربع مناطق هي " أ "، " ب "، " ج "، " د "، إلا أن هذا التوزيع لم يفِ بغرض الري إذ إن أجزاءً من المشروع كانت تعاني من ندرة في كمية المياه وأجزاء أخرى تعاني من عدم انتظام فترات الري، الأمر الذي ترتب عليه ظاهرة حفر آبار جوفية جديدة. من هنا أثار الباحث التساؤلات الآتية:

1 إلى أي مدى تلعب المياه السطحية دوراً في ري مزارع مشروع وادي كعام؟

2 هل ظاهرة حفر الآبار هي الحل الأمثل لمشاكل الري بالمشروع؟

3 هل تتناسب الزيادة في عدد الآبار المحفورة مع مخزون المياه  الجوفية بالمنطقة؟

4 هل تتناسب المحاصيل الزراعية المتبع زراعتها في المنطقة مع الكميات المتاحة من الموارد المائية؟

5 هل أنظمة الري السائدة بالمشروع تلائم الموارد المائية المتاحة؟

6 كيف يتم تغطية احتياجات المنطقة من مياه الشرب والاستعمالات المنزلية؟ وما أثر ذلك على المخزون الجوفي؟

أهدافها:

          على الرغم من أن مشروع وادي كعام يُعد أحد مظاهر النمو الاقتصادي في المجتمع إلا أن هذا النمو قد صاحبه استهلاك عشوائي وغير مسؤول للمياه، لذلك فإن الأهداف الرئيسية للبحث تتمثل في:

1 دراسة الموارد المائية بالمشروع والمشاكل المتعلقة بها ومدى ملاءمتها للاستهلاك القائم عليها.

2 وضع تصور لتفسير أسباب تذبذب الإنتاج والتغير الذي طرأ على             التركيبة المحصولية.

3 دراسة استخدام المياه في المنازل والحظائر وتحديد المشكلات المتعلقة بها وأثرها على الموارد المائية.

4 مقارنة الظروف المائية الراهنة بالمخططات القائم عليها المشروع.

أهميتها:

تتمثل أهمية الدراسة فيما يلي:

1 التعرف على الأضرار الناجمة عن سوء استغلال الموارد المائية سواء على المخزون الجوفي أو على التربة ومدى صلاحيتها للزراعة.

2 بيان أهمية الاعتماد على المياه السطحية بدل المياه الجوفية وبخاصةٍ وأن المياه السطحية متوفرة وتضيع دون الاستفادة منها.

3 التعرف على أنواع المزروعات التي تتلاءم مع الكميات المتاحة من المياه  في المنطقة.

4 التعرف على أفضل الوسائل التي يمكن من خلالها المحافظة على الموارد المائية بالمنطقة.

5 وضع المسؤولين والفلاحين أمام واقع اتساع الهوة بين حجم استهلاك المياه والموارد المائية المتاحة.

فرضياتها:

          تهدف الدراسة إلى التحقق من الفرضيات الآتية:

1 إن عدم وجود خطط مدروسة للتركيبة المحصولية تتلاءم مع الموارد المائية المتاحة ساهم في انتشار بعض المزروعات التي تستهلك كمية كبيرة من المياه.

2 إن إهمال شبكة الري العامة بالمشروع جعل الفلاحين يتوجهون إلى حفر  آبار خاصة بمزارعهم الأمر الذي يؤدي إلى الإفراط في استهلاك المياه الجوفية بالمنطقة.

3 التوسع في حفر الآبار يؤدي إلى محدودية الاستفادة من المياه السطحية بالمنطقة.

4 إن استخدام أنابيب ري قديمة تحتاج إلى صيانة يزيد من احتمال ضياع        كمية كبيرة من المياه ومن ثم زيادة تركيز الأملاح في التربة بسبب  تكون المستنقعات.

أدوات الدراسة ومنهجيتها:

أولاً: فيما يتعلق بجمع المعلومات والبيانات:

          سوف يتم الاعتماد على الجانب المكتبي الذي يتضمن الاطلاع على كل ما أمكن التوصل إليه من كتب أو مجلات أو تقارير تتناول المياه والزراعة سواء في الجماهيرية أو في منطقة الدراسة وبخاصةٍ تلك الدراسات التي تربط بين الزراعة والمياه. إضافة إلى الجانب المكتبي ستُجمع المعلومات عن طريق الزيارة الميدانية سواء لإدارة مشروع وادي كعام أو هيئة المياه والتربة أو الجهات المختصة بتحليل المياه وغيرها، وسيتم جمع المعلومات عن طريق الاستبيان الذي سيشمل جميع مزارع المشروع والبالغ عددها 236 مزرعة أي بنسبة 100% حتى تكون النتائج أكثر دقة.

ثانياً: فيما يتعلق بتحليل البيانات:

          سوف يتم الاعتماد على الجانب التحليلي الذي يتضمن الوصف والتحليل للمعلومات والبيانات التي يتم التوصل إليها بالإضافة إلى استخدام الأسلوب الكمي أو الرياضي المناسب عن طريق استخدام الأساليب الإحصائية، واستخدام بعض القوانين الرياضية مثل النسب المئوية والمتوسطات الحسابية وغيرها من  الأساليب الإحصائية التي تساعد في تحليل البيانات ونتائج الاستبيان.

حدود منطقة الدراسة:

أولاً: البعد الجغرافي:

يقع مشروع وادي كعام الزراعي في الجزء الغربي من سهل مصراته شمال غرب الجماهيرية (خريطة رقم 1) بين خطي طول (15ً17َ14ْ       57ً27َ14ْ) ودائرتي عرض (56ً21َ32ْ 44ً31َ32ْ).([6])

ويبعد مركز المشروع عن مدينة طرابلس مسافة 140 كم، وعن مدينة مصراته 75 كم، وعن مدينة الخمس 20 كم، وعن مدينة زليتن 15كم، ويمتد على ضفتي وادي كعام، وامتداد المشروع على الضفة الغربية للوادي أكثر منه على الضفة الشرقية، ويمتد شرقاً ليندرج ضمن الحدود الإدارية لمؤتمر شهداء كعام بزليتن، وشمالاً يتجاوز الطريق الساحلي الذي يربط المدن الساحلية بالجماهيرية، أما غرباً فيمتد حتى مسافة كيلو متر تقريباً ضمن الحدود الإدارية لمؤتمر الساحل ويمتد المشروع ليشمل بعض سفوح المرتفعات التي تمثل تلالاً تحيط بمنطقة الدراسة من الجنوب.

وتبلغ مساحة المشروع الكلية 4000 هكتار منها 1500 هكتار مروي و2500 هكتار بعلي، والجزء البعلي يضم كل ما هو في مخطط المشروع ليشمل الأراضي الفضاء، وتلك التي تم تشجيرها بمختلف أنواع المشاتل الغابية التي تمثل مصدات للرياح ومواجهة الانجراف، أما الأراضي المروية وهي محور موضوع الدراسة تضم 236 مزرعة مساحة كل منها 6 هكتارات تقريباً موزعة على أربع مناطق هي([7]): (انظر خريطة الموقع رقم 1)

ـ المنطقة " أ " وتضم (93) مزرعة.

ـ المنطقة " ب " وتضم (23) مزرعة.

ـ المنطقة " ج " وتضم (47) مزرعة.

ـ المنطقة " د " وتضم (73) مزرعة.

            أما بالنسبة لسكان مجتمع الدراسة فهم يمثلون سكان المزارع (236 مزرعة) وكذلك سكان القريتين المحلية والمركزية باعتبارهما جزءاً من تركيبة المشروع.

ثانياً: البعد الزمني للدراسة:

          تتناول هذه الدراسة الموارد المائية بمشروع وادي كعام الزراعي منذ بداية تأسيس المشروع في سنة 1970ف والفترة الزمنية اللاحقة التي شهدت استهلاك الموارد المائية حتى سنة 2003ف، وذلك للوقوف على حجم التباين الذي طرأ على استهلاك المياه في تلك الفترة الزمنية.   

الدراسات السابقة:

          هناك العديد من الدراسات التي تناولت الموارد المائية سواء على مستوى الوطن العربي أو على مستوى الجماهيرية أو تلك التي شملت منطقة الدراسة، إلا أن الدراسات التي تربط بين الزراعة واستهلاك المياه محدودة خاصة على مستوى منطقة الدراسة، حيث إنها تقتصر على التقارير والدراسات التي تجريها الجهات العامة أو الشركات الأجنبية ومن بين الدراسات التي تناولت الموارد المائية على صعيد الوطن العربي دراسة المعتاز الذي توصل فيها إلى أن معظم المياه الجوفية الموجودة في الخليج العربي غير صالحة للاستعمال المباشر، وذلك لارتفاع كمية الأملاح والمواد الذائبة بها وأنه لا يمكن استخدامها دون معالجتها وبخاصة وأنها مياه عسره، واقترح معالجة المياه المختلفة سواء مياه المجاري أو المياه الصناعية والاهتمام بتصريفها في مناطق تغذية الخزان الجوفي.([8])

ـ وفي دراسة للخورى ذكر فيها أن الماء الملوث هو العامل الرئيسي الذي يشكل خطراً على صحة الإنسان، وأن هذا الخطر لا يأتي من المياه الجوفية الملوثة فحسب بل وإنما من السلسلة الغذائية أيضاً واقترح بأن يتم تشجيع الأنشطة التنموية في المناطق التي تمتاز بانخفاض تلوث مياهها والحد من هذه  النشاطات في المناطق المرتفعة التلوث وذلك بتوفير خرائط عن حساسية المياه الجوفية للتلوث.([9])

ـ وفي دراسة لسلامة تناول فيها مصادر المياه وتطويرها والتطور في الاستعمالات وسياسة رفع الكفاءة وتوصل إلى أن جنوب الأردن هو أكبر مخزون للمياه الجوفية، وأن استغلالها يؤدي إلى استنزاف  الطبقات الحاملة للمياه وصعود المياه المالحة وهبوط سطح الأرض.([10])

ـ دراسة محمد وعيسى حيث تطرقت إلى مصادر المياه بالوطن العربي واستنتجت أن العجز سيكون في حدود 42 مليار متر مكعب في سنة 2030ف.([11])

            أما على صعيد الجماهيرية فهناك العديد من الكتب التي تناولت الموارد المائية إلا أن أهمها بالنسبة لموضوع الدراسة تلك الدراسات التي تربط بين الزراعة واستهلاك المياه كدراسة الجديدي التي توصل فيها إلى أن حوالي 63.6% من منطقة شمال غرب سهل الجفارة تقع ضمن نطاق شبه الجاف وأن المياه  تزداد ملوحة مع زيادة هبوط منسوب المياه الجوفية الناتج عن الاستهلاك الذي قُدر متوسطه الحسابي بنحو 87 سم في السنة والمواطن بعد سنوات لا يستطيع الوصول إلى المياه الجوفية على نفقته، وهناك توسع أفقي في الزراعة قدر بـ78.5% من سنة 1958 إلى 1974ف ويوجد توسع في المزروعات التي تستهلك كمية كبيرة من المياه رغم قلة أهميتها.([12])

ـ وفي دراسة لأبي لقمة وفضيل حول الموارد المائية جاء فيها أن  الزراعة تُعد المستهلك الرئيسي لمياه سهل الجفارة وتفوق نسبة المياه المستغلة في هذا المجال 90% من إجمالي الاستهلاك الكلي للبلاد الذي قدر سنة 1993ف من قبل الهيئة العامة للمياه بحوالي 1300 مليون متر مكعب سنوياً، علماً بأن تقديرات منظمة الأغذية والزراعة كانت في حدود 700 مليون متر مكعب سنوياً في سنة 1998ف.([13])

ـ وجاء في دراسة قصوده أن كمية المياه المستهلكة في مجال الشرب   هي قليلة جداً إذ لا تتجاوز 4.2% مقابل 95.8% تستهلك لأجل النظافة  وغيرها حسب تقديرات عام 1990ف التي قدر فيها معدل استهلاك الفرد بنحو 254 لتر/اليوم، وهناك هبوط في منسوب المياه الجوفية وبخاصة في       عين زاره وبن غشير والسواني، وأن سكان مدينة طرابلس يشكلون 30%  من سكان الجماهيرية.([14])

ـ وذكر البوزيدي في دراسة حول النتائج الاقتصادية لمشروع وادي الحي الزراعي الاستيطاني إن مصادر المياه بالمشروع تستغل من مصدرين أساسيين هما المياه السطحية حيث تهطل على السهل أمطار تقدر بـ200 ملم سنوياً ويقدر هذا المعدل بحوالي 2000م3 من المياه على الهكتار في السنة، إضافة إلى المياه الجوفية التي تُستخرج عن طريق الآبار من التكوينات الترياسية المسماة محلياً طبقة أبو شيبة وطبقة العزيزية وأن كمية المياه المتاحة للاستهلاك بالمشروع 7.4 مليون متر مكعب سنوياً وتصل احتياجاته إلى 11.7 مليون متر مكعب من المياه الجوفية والسطحية سنوياً.([15])

ـ كما ذكر الحلاق إن مدينة بنغازي تعتمد على المياه الجوفية بنسبة 97% أما الباقي وهو 3% فتساهم به محطة تحلية شمال المدينة، وأن معدل إنتاج المياه والزيادة السكانية كان متزناً حتى فترة الثمانينيات، ثم اختل التوازن نتيجة النمو الحضري والتوسع الصناعي.([16])

ـ وذكر الرجيبي إن الزراعة في بلدية الزاوية هي أكبر مستهلك للمياه حيث بلغ مجموع ما تحتاجه يزيد عن 300 مليون متر مكعب في السنة تأتي جميعها من المياه الجوفية وإن المتطلبات المنزلية تستهلك كميات من المياه تقرب من 38 مليون متر مكعب سنوياً تأتي جميعها أيضاً من المياه الجوفية باستثناء ما تنتجه محطة زواره لتحلية المياه التي يقدر إنتاجها اليومي بنحو 1300 متر مكعب/يومياً.([17])

            أما على صعيد منطقة الدراسة فإن هناك العديد من الدراسات التي تناولتها من جوانب مختلفة بعضها تعرض للموارد المائية لما لها من علاقة مع جوانب الحياة المختلفة نذكر منها دراسة الغرياني وتيبار حول الاحتياجات المائية لمحصول "الصفصفة" في منطقة الشريط الساحلي التي أجريا فيها تجارب على هذا المحصول في المزرعة التجريبية بمشروع وادي كعام الزراعي ومحطة تجارب كلية الزراعة بسيدي المصري وتوصلا إلى أن أقصى إنتاج ممكن ما يقرب من 30 طن للهكتار وأن أقصى قدر للماء المستهلك لها سنوياً حوالي 18,000 متر مكعب للهكتار في السنة.([18])

ـ كما تعرض معتوق وبشيء من الإيجاز إلى المياه الجوفية في المنطقة الساحلية الممتدة من الخمس حتى مصراته وعلاقتها بتنوع وتركز المحاصيل الزراعية، وأشار إلى أن المياه الجوية تؤثر على تنوع وتركز المحاصيل من ناحيتين الأولى مدى توفرها فكلما توفرت سمح ذلك باتساع مساحة        الأراضي المروية، والثانية تفاوت نسبة الأملاح المذابة في المياه الجوفية      التي تتراوح ما بين 2000 10000 جزء من المليون مما جعلها تساهم في تنوع المحاصيل الزراعية.([19])

ـ وفي دراسة للحشاني حول التصحر في المنطقة الساحلية الممتدة من الخمس حتى مصراته تبين من خلالها أن المنطقة الساحلية لا سيما الزّدُوو الشمالية ونعيمة، والدافنية، وازريق، وزاوية المحجوب، قد تعرضت لتملح تربتها وتوسعت السبخات في شمال شرق مصراته وبعض أجزاء تاورغاء وشمال مشروع كعام القديم، وأشار أيضاً إلى جفاف العيون، والينابيع في كثير من أرجاء المنطقة كما في مجرى وادي كعام والأطراف الجنوبية من المنطقة.([20])

ـ وتناول البوزيدي العوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة على الزراعة في المشاريع الاستيطانية في المنطقة الممتدة من الدافنية إلى غنيمة وقام بدراسة مدخلات ومخرجات الإنتاج الزراعي وإيجاد العلاقة الاقتصادية بينهما.([21])

ـ دراسة بولسيرفس التي قامت بوضع مخطط شامل لعام 2000ف  لمنطقة الدراسة والمناطق الأخرى المجاورة وتناولت الزراعة بشكل مبسط وقامت بعمل خرائط توضيحية للمساحات الكثيفة والمنتشرة ومناطق الرعي والغابات والأحراش.

ـ دراسة المؤسسة السوفيتية سلخوزيروم أكسبورت سنة 1980ف لتربة المناطق الواقعة شمال خط مطر 200 ملم سنوياً.

ـ دراسة الشركة اليوغسلافية (الانرجوبروجكت) لمنطقة الدراسة التي  أوكل إليها مهمة الإشراف على تنفيذ مشروع وادي كعام الزراعي.

            نستنتج من خلال هذه الدراسات أنه كلما زاد استنزاف المياه الجوفية كلما تدهورت هذه الكميات سواء في الكم أو النوع وما يسببه ذلك من أعباء مادية ضخمة تثقل كاهل المواطن أو الدولة بشكل عام.

            ونلاحظ من خلال هذه الدراسات أيضاً أن أغلب الكميات المستهلكة من المياه هي في مجال الزراعة، لذلك وجب الاهتمام بهذا القطاع  سواء في الجماهيرية ككل أو منطقة الدراسة على وجه الخصوص (مشروع    وادي كعام الزراعي).

            وتتضح العلاقة بين هذه الدراسات وموضوع البحث في استهلاك الموارد المائية وضرورة ترشيد هذا الاستهلاك، إلا أن الباحث سوف يقوم بدراسة العلاقة القائمة بين استخدام المياه والموارد المائية المتاحة في المنطقة والخروج بنتائج تساهم في رفع مستوى الكفاءة في استهلاك الموارد المائية فيها.

المفاهيم والمصطلحات:

ـ المنطقة: وهي منطقة الدراسة التي تشمل محلة كعام وتمتد ضمن الحدود الإدارية لمحلات شهداء كعام ومغرغرين وقوقاس وبندار.

ـ المحلة: هي حيز مكاني له حدود إدارية قد تكون طبيعية كالمرتفعات والأودية أو بشرية كالطرق مثلاً. وكثيراً ما يرتبط اسم المحلة بالمؤتمر الشعبي الواقع في نطاقها ومجموعة المؤتمرات تشكل ما يسمى بالشعبية.

ـ مُعامل الإمرارية: هو كمية المياه التي تسري في وحدة العرض بطول المقطع للطبقة الحاوية للمياه في وحدة الزمن م3/دقيقة أو ساعة أو يوم وهذا يعتمد على المسام والشقوق والفواصل فيها.([22])

ـ التضاريس: اختلاف أو تفاوت الارتفاعات لأي جزء من سطح الأرض.

ـ التل: جزء صغير من سطح الأرض يرتفع عما يجاوره، وهو أقل ارتفاعاً من الجبل.

ـ الصخور الجيرية: تلك التي تحتوي على كربونات الكالسيوم وأقل من 5% من المغنيسيوم.([23])

ـ المشبكات أو المجمعات (كونجلوميرا): تطلق هذه التسمية على الصخور الرسوبية المتماسكة التي تتكون من قطع مستديرة من الصخور الملتحمة بعضها ببعض والتي تتفاوت أحجامها بين الحصى والرمل ويرجع استدارة هذه القطع إلى فعل المياه الجارية التي نقلتها من مصدرها إلى حيث ترسبت، أما المادة اللاحمة التي تحدث التماسك فقد تكون جيرية أو جبسية أو حديدية.([24])

ـ البرسيم الاسكندراني: ويطلق عليه أحياناً اسم البرسيم المصري وهو محصول علف حولي ينمو في فصل الشتاء ويبدأ في النمو خلال الأسبوع الثاني من  عمر النبات وساقه رخوة عصيرية قائمة أو شبه قائمة حسب الأصناف.([25])

ـ الشوفان: محصول نجيلي شتوي وله عدة أنواع أهمها من الناحية الاقتصادية النوع العادي الذي يتميز بلون البدرة الأبيض وهو نبات قائم غير متفرع يشبه الشعير ويصل ارتفاعه إلى 120سم.([26])

ـ البرسيم الحجازي (الصفصفة): نبات عشبي بقولي معمر جذره وتدي يتعمق كثيراً وعندما يكون تحت الري فإن معظم المجموع الجذري يكون سطحياً نسبياً، أما السيقان فإنها غالباً ما تكون قائمة وقد تكون مفترشة.([27])

ـ الذرة السكرية: محصول علف صيفي تنجح زراعته في المناطق الجافة وشبه الجافة، وسميت بذلك لاحتوائها على نسشبة عالية من السكر يتراوح ما بين 10 و18% وهي غزيرة التفرع كثيرة الأوراق وتزرع من أول شهر الطير "أبريل" إلى نهاية الصيف "يونيه".([28])

ـ "بالة": لفظ محلي يطلق على ربط محصول العلف الجاف ويبلغ عرض البالة نصف متر وطولها عادةً متر واحد.

 



[1] ـ مجلة البيئة، تصدر من الهيئة العامة للبيئة بالجماهيرية كل شهرين، العدد 17، ص26.

[2] ـ الهيئة القومية للبحث العلمي، سلسلة دراسات وتقارير علمية، التقرير الاستراتيجي، قضية المياه (الواقع والروية)، بدون تاريخ ص4.

[3] ـ امحمد عياد امقيلي، التلوث البيئي، كلية الآداب، جامعة الفاتح، دار شموع الثقافة، ط1، 2002ف، ص226.

[4] ـ مجلة الهندسي، تصدر عن الهيئة العامة للمهن الهندسية، عدد خاص حول المياه، العددان 36،37 لسنة 1997ف، ص32.

[5] ـ سعد أحمد الغرياني، مقالة بعنوان "أزمة المياه وتواصل التنمية جدلية مستمرة "مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية، العدد الأول 1995ف، ص222.

[6] ـ مصلحة المساحة طرابلس، الخريطة الطبوغرافية لمنطقتي الخمس وسوق الجمعة زليتن، بمقياس 1/50000 الأولى تحت رقم 2190/2، الثانية تحت رقم 2298/4.

[7] ـ سعد مصباح أبو سليانة، م بإدارة مشروع وادي كعام، مقابلة شخصية بتاريخ 26/6/2003ف.

[8] ـ إبراهيم صالح المعتاز (تحسين نوعية المياه الجوفية للاستعمال الزراعي والبشري)، مجلة الزراعة والمياه، تصدر عن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "إكساد"، العدد الخامس نيسان أبريل 1987، ص37،38.

[9] ـ جان خوري، "حماية المياه الجوفية لتحقيق تنمية مستدامة معاصرة" مجلة الزراعة والمياه، العدد الواحد والعشرون حزيران يونيه 2001، ص77.

[10] ـ الياسي سلامة، "مصادر المياه في الأردن وأهميتها التنموية" مجلة العلوم والتكنولوجيا، العددان 17،18، 1989، ص107،113.

[11] ـ بهجت محمد محمد وناظم أنيس عيسى "المياه العربية بين مشكلتي النقص والهدر" مجلة العلوم والتكنولوجيا، العددان 17،18، 1989ف، ص107،113.

[12] ـ حسن محمد الجديدي، "الزراعة المروية وأثرها على استنزاف المياه الجوفية في شمال غرب سهل الجفارة" الدارة الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان، 1986ف، ص377،380.

[13] ـ محمد فضيل، الهادي أبو لقمة، "الجماهيرية دراسة في الجغرافيا" تحرير الهادي أبو لقمة، سعد خليل القزيري، الدار الجماهيرية للنشر والتوزع والإعلان، ط1، 1995ف، ص219.

[14] ـ محمد عبد الله قصوده، "أثر نمو السكان على استنزاف موارد المياه ببلدية طرابلس"، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة الفاتح 1994ف.

[15] ـ امحمد البوزيدي، "النتائج الاقتصادية لمشروع وادي الحي الزراعي الاستيطاني"، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة الفاتح، 1984ف.

[16] ـ أكرم حسن الحلاق، "النمو الحضري وأثره على استهلاك المياه بمدينة بنغازي"، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة قار يونس، 1992ف.

[17] ـ عبد الرزاق علي الرجيبي، "المياه الجوفية ببلدية الزاوية وأوجه استثمارها" رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة السابع من أبريل، الزاوية، 1998ف، ص137.

[18] ـ سعد أحمد الغرياني وآخرون، "دراسة الاحتياجات المائية لمحصول الصفصفة في منطقة الشريط الساحلي"، مجلة العلوم الأساسية والتطبيقية، تصدر عن الهيئة القومية للبحث العلمي السنة الأولى، العدد الأول، 1993، ص117.

[19] ـ معتوق علي عون، "ظواهر التنوع والتركز الزراعي في المنطقة الساحلية (مصراته، الخمس)"، رسالة ماجستير غر منشورة جامعة ناصر كلية الآداب والعلوم زليتن، 2000ف، ص117.

[20] ـ عبد السلام محمد الحشاني، "التصحر التدعيم والرجوعية في المنطقة الساحلية (مصراتة، الخمس)، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة ناصر كلية الآداب والعلوم، زليتن، 2000ف، ص276.

[21] ـ امحمد محمد البوزيدي، "مشاريع الاستيطان الزراعي في السهول الساحلية الممتدة من الدافنية إلى غنيمة، شرق طرابلس، ليبيا، دراسة المردود الاقتصادي"، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة محمد الخامس، الرباط، ص1998ف.

[22] ـ إبراهيم مصباح الرتيمي، "تغير منسوب المياه الجوفية وأثره على بيئة منطقة الزاوية في الفترة من 1973ف إلى 2003ف"، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة السابع من أبريل، كلية الآداب والعلوم، 2004ف، ص126.

[23] ـ يوسف توني "معجم المصطلحات الجغرافية"، دار الفكر العربي ط؟ بدون تاريخ، ص68.

[24] ـ نفس المرجع السابق، ص420.

[25] ـ خيري الصغير، "محاصيل العلف"، منشورات المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان ط2، 1980، ص181.

[26] ـ نفس المرجع السابق، ص191.

[27] ـ نفسه، ص163.

[28] ـ نفسه، ص217.




تحميل الرسالة

👇




تحميل الرسالة من قناة التيلغرام

👇

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا