نحو جغرافية عربية جديدة
تدفق الطاقة في النظام الحضري للقاهرة الكبرى
واستراتيجية التفريغ السكاني
أ.د. فتحي محمد مصيلحي
يشوب تدفق الطاقة (الحركة) فيما بين المركز والحواف بعض مظاهر الخلل، لذا يجب قياس تدفق الطاقة فيما بين الكتلة الحضرية الرئيسية للقاهرة الكبرى ومراكز حافتها الخارجية ، وتحديد المحاور المتعثرة التي تنخفض بها سرعة تدفق الحركة الآلية لمستويات حرجة، تقويم حركة التفريغ السكاني والنزوح إلي الأحياء الهامشية عبر الزمن وأثر كلا منها في تشكيل مستويات الكثافة السكانية.
وبمعنى آخر ضبط خريطة تدفق الطاقة (الحركة ) داخل النظام الحضري لتحقيق مكاسب تتفق مع مفاهيم الاستدامة في البيئة الحضرية مثل تقليل حجم الرحلات فيما بين الكتلة الحضرية الرئيسية ومراكز الحافة الخارجية علي المحاور المختنقة من خلال إتباع سياسات بديلة تتمثل في التحكم في التفريغ السكاني للمناطق التي تخترقها المحاور المختنقة.
ولكي تتحقق الأهداف لابد من تفعيل منهج النظم الذي يتعامل مع النظام التنموي للقاهرة الكبرى من منظور شمولي ، مع الاهتمام بالرؤى التركيبية والتفكيكية لاكتشاف حالة النظام الحضري ، وتشخيص آليات التشغيل ، فضلا عن التحليل السببي – التأثيري للتعرف على الأسباب المباشرة والنتائج المترتبة عليها في نفس الوقت.
وقد يتكشف الأولويات المكانية لاستراتيجية التفريغ السكاني بهدف تسييل الحركة تجاه مراكز الحافة الخارجية تم التأكد بأن التفريغ السكاني يعتبر خيارا تنمويا هاما في تخفيف حدة الاختناقات المرورية وتسريع أعمال التعمير بالحافة الحضرية على الأراضي الصحراوية ، خاصة بعد أن أصبح تدفق الطاقة (الحركة) على المحاور الجنوبية والشمالية للقاهرة الكبرى لمستويات حرجة ومعاناة محاور الضفة الغربية للقاهرة الكبرى من اختناقات تحول دون تدفق الطاقة بدرجة متوسطة.
فعلى محور ميدان التحرير -عين حلوان يبلغ زمن الرحلة صباحا ثلث نظيرتها المسائية (33، 97 دقيقة) على التوالي، وتختنق الحركة بالفترة المسائية بطول المحور صباحا ومساءا حيث تبلغ السرعة الفعلية مساءا (15.5كم/ساعة)، رغم عدم ارتفاع الكثافة السكانية لمستويات حرجة إلا عند الكيلو (6)، والكيلو (11) بوسط المدينة، وسيشهد القطاع ما بين الكيلو (6- 16) تغيرا موجبا في الكثافة سيؤثر في زيادة تدفق الحركة لمستويات غير مقبولة، أنظر الشكل التالي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق