خريطة العالم القديم 1752م
ديديى روبرت دو فوغوندي (1723-1786)
ينحدر ديديى روبرت دو فوغوندي (1723-1786) من عائلة من جغرافيين ورسامي خرائط مشهورين. فقد كان حفيد نيكولا سانسون (1600-1667) وابن غيل روبرت دو فوغوندي (1688-1766)، الذي ألف ديديى معه أطلساً عالمياً يحتوي على 108 خريطة. تضمَّن هذا الأطلس، الذي نُشر لأول مرة عام 1757، خريطة العالم هذه لعام 1752. وعلى الرغم من الجهود التي بذلها المستكشفون العظماء، إلا أن العالم كما رسمه رسامو خرائط هذه الفترة ظلّ غير مكتمل بشكل كبير، وبالأخص فيما يتعلق بقارات أمريكا وأستراليا. ففي هذه الخريطة، على سبيل المثال، لا توجد ألاسكا، على الرغم من أن الاستكشافات الروسية التي قادها دان فيتوس بيرنغ في 1728 و1740 أدّت إلى اكتشاف هذا الجزء من العالم. وبالمثل، رُسمت أستراليا بالطريقة نفسها التي رُسمت بها في خرائط جوان بلاو في القرن السابق، على الرغم من أن المستكشف الهولندي أبيل جانسون تاسمان (حوالي 1603-1659) كان قد حدد بالفعل محيط القارة بأكملها. وفي إفريقيا، رُسم نهر النيجر وهو يصب في بحيرة تشاد، مما يعكس اعتقاداً جغرافياً خاطئاً كان سائداً حتى بدايات القرن التاسع عشر. خريطة العالم هذه هي جزء من مجموعة دانفيل بمكتبة فرنسا الوطنية. وجان-باتيست بورغينيون دانفيل (1697-1782)، الذي كان الجغرافي الرسمي للملك، هو مَن رَسَم الـ211 خريطة التي أحدثت ثورة في عالم رسم الخرائط بسبب دقتها العالية. وبالإضافة إلى رَسْمه الخرائط بنفسه، فقد كانت لدانفيل واحدة من أهم مجموعات وثائق الخرائط في الوجود، وقد تضمّنت كلاً من النقوش والمخطوطات. استحوذ الملك على مجموعة دانفيل عام 1779 وانتقلت بعد ذلك إلى مينيستير ديز أفاير إترانغير (وزارة الخارجية). وفي عام 1924 أصبحت المجموعة مِلكاً لقسم الخرائط بالمكتبة الوطنية. رُقمِنت هذه المجموعة الهامة التي تحتوي على أكثر من 8,500 وثيقة وهي متاحة الآن على غاليكا، وهو اسم المكتبة الرقمية التابعة لمكتبة فرنسا الوطنية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق