تطور خدمات النقل في المشاعر المقدسة خلال 20 عام
د. مساعد بن عبد الله المسيند - أستاذ مشارك، كلية العمارة والتخطيط، جامعة الملك سعود
ملخص البحث. تشكل خدمات النقل محورا رئيسا في تلبية احتياجات المستخدمين المستفيدين وعنصرا مهما في الخطط التطويرية لمدن الحج والمشاعر المقدسة. ولأن المملكة العربيـة السعودية تتميز بتشرفها بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة فقد شرع القائد المؤسس الملك عبد العزيز- يرحمه الله- منذ توحيد المملكة في تبني مشاريع تطويرية لمناطق الحج سواء في المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، أو في المشاعر المقدسة، منى ومزدلفة وعرفات، اشتملت على تحسينات لخدمات النقل داخل وخارج المشاعر المقدسة. وسار على هذا النهج أبناؤه- يرحمهم الله- سعود وفيصل وخالد، حيث شهدت المناطق التابعة لمدن الحج مشاريع ضخمة لتحسين خدمات النقل الداخلي والخارجي، كالمطارات والموانىء والطرق ووسائط النقل وخدماته الأخرى.
ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الحكم قبل عشـرين عاما أولى- حفظه الله- اهتماما خاصا بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة تمثل في تنفيذ أضخم توسعة للحرمين الشريفين ومشاريع جبارة لتحسين خدمات النقل والمواصـــلات داخل وخارج المناطق المقدسة.
تركز هذه الورقة على إبراز الدور الريادي لخادم الحرمين الشريفين في الارتقاء بخدمات النقل في المدينتين الشريفتين والمشاعر المقدسة مع استعراض تاريخي لتطور خدمات النقل فيها. فالتطور في خدمات النقل البحري والجوي والبري لخدمة الحجاج والمعتمرين خلال هذه الفترة كان أنموذجا واضحا للاهتمام الكبير الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين لهذا القطاع المهم من خدمات الحج والعمرة، ونقلة حضارية لمدن الحج والمستفيدين فيها. تختتم هذه الورقة بالتأكيد على أهمية الاستمرار في هذا النهج للارتقاء بالخدمات المقدمة لقاصدي المناطق المقدسة من الحجاج والمعتمرين، وخاصة المتعلقة بقطاع النقل والمواصلات، وأهمية ذلك في خطط التطوير المستقبلية لتلك المناطق.
مقدمـة
يقول الله تعالى: ]وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق[ (الحج، 27). دعوة ربانية للبشر بمختلف فئاتهم وأجناسهم ومواقعهم الجغرافية بتلبية نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام لأداء فريضة الحج. اشتملت الآية الكريمة على دعوة للقدوم إلى المشاعر المقدسة رجالا أي مشاة على أقدامكم أو ركبانا باستخدام وسائل النقل كالجمال وغيرها. وتشير الآية الكريمة إلى التأكيد على قدوم حجاج بيت الله من أماكن بعيدة باستخدام هاتين الوسيلتين أو غيرها من الوسائل القديمة أو الحديثة. وقد لبى المؤمنون نداء الحج فتوافد الحجاج على بيت الله الحرام منذ زمن إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام إلى اليوم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
هذه الآية الكريمة تعكس الدور الرئيس لوسائل وخدمات النقل في إعانة الحجاج والمعتمرين على أداء مناسكهم التي فرضها الله عليهم. فقد كانت وسيلة المشي أو الدواب كالجمال والحمير وسائل النقل المتوفرة لحجاج بيت الله منذ ذلك الحين وحتى تطور وسائل النقل الحديثة كالسفن والطائرات والمركبات بأنواعها. كما أن هذه الوسائل ارتبطت بتوفر الخدمات التي يحتاجها المسافرون كتوفر الدروب والطرق الملائمة ووسائل الإرشاد ومحطات التوقف والاستراحة وغيرها من خدمات النقل الأخرى. وعبر التاريخ لعبت خدمات النقل وتطورها المستمر دورا بارزا في تسهيل أداء حجاج بيت الله والمعتمرين لشعائر الحج والعمرة وسعى الولاة والخلفاء والحكام والموسرين إلى الإسهام المستمر في تحسينها لخدمة الحجاج والمعتمرين.
تناقش هذه الورقة التطور التاريخي لوسائل وخدمات النقل في المشاعر المقدسة والدور الذي لعبه الحكام المسلمون وبخاصة خلال العهد السعودي الميمون في تطوير خدمات النقل وتسهيل أداء حجاج بيت الله لفرائضهم مع التركيز على عهد خادم الحرمين الشريفين كنقطة مضيئة في هذه المنجزات التاريخية. حيث يستعرض الجزء الأول من الورقة التطور التاريخي لخدمات النقل في المشاعر المقدسة وحتى نشأة المملكة العربية السعودية. أما الجزء الثاني فيناقش التطور الكبير الذي شهده قطاع النقل في مناطق المشاعر المقدسة منذ توحيد المملكة وحتى بداية عهد خادم الحرمين الشريفين قبل عشرين عام. ويتم التركيز على التطور الكبير في خدمات وسائل النقل خلال عهد خادم الحرمين الشريفين في الجزء الثالث من الورقة. وتختتم الورقة باقتراح الخطط المستقبلية لتطوير خدمات النقل في المشاعر المقدسة وأبرز التوصيات المتعلقة بالارتقاء بخدمات النقل لخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزائرين.
تطور خدمات النقل عبر التاريخ
منذ عهد إبراهيم الخليل عليه السلام وحجاج بيت الله يتوافدون إلى مكة المكرمة وبخاصة من المناطق القريبة منها ومن الجزيرة العربية. ولم تكن هناك طرقا مهيأة لخدمة زوار بيت الله الحرام حيث كانت طرق التجارة الشهيرة بين الشام واليمن خطوطا رئيسية للحجاج المنتقلين من مدن الشام واليمن إلى مكة المكرمة. كما لعبت مدينة جدة بمينائها البحري دورا هاما في استقبال سفن الحجاج المتجهين إلى مكة المكرمة رغم بدائية الميناء.
ولقد كانت الوسائل المستخدمة لنقل الحجاج بسيطة وبدائية سواء المشي أو ركوب الدواب باستخدام طرق بدائية لا تتوفر فيها الخدمات الضرورية للعابرين. وفي نفس الوقت تركزت معظم رحلات الحج القادمة إلى مكة المكرمة من الأماكن القريبة منها نظرا لصعوبة الوصول إليها وقلة أعداد المسلمين خارج هذا النطاق.
ومع انتشار الإسلام بعد البعثة النبوية الكريمة سواء في زيادة عدد المعتنقين للإسلام وما ترتب على ذلك من تأكيد لأهمية الحج كركن خامس من أركان الإسلام أو في زيادة المساحة الجغرافية لبلاد الإسلام نتيجة الفتوحات الإسلامية الكبيرة خلال عهد الخلافة الراشدة ومن ثم الأموية والعباسية، فقد برزت الحاجة الماسة لتطوير خدمات النقل وتسهيل وصول حجاج بيت الله الحرام إلى المشاعر المقدسة. كل ذلك أدى تطوير دروب الحج وذلك لتسهيل مرور قوافل الحجاج من المناطق الإسلامية المختلفة. وحرص حكام الإسلام على بذل الأموال لتيسير رحلة الحج وذلك من خلال تمهيد هذه الدروب وتزويدها بالخدمات الضرورية كحفر الآبار وجلب المياه وبناء الاستراحات وحصون الحراسة وحماية القوافل وتخزين المؤن وترقيم المسافات وبناء المنارات لإرشاد الحجاج إلى الطرق الصحيحة للوصول إلى المشاعر المقدسة (خليل الرحمن، 1420هـ). كما تسابق خلفاء المسلمين على العناية بدروب الحج وتزويدها بالخدمات الضرورية وذلك لخدمة الحجاج والقوافل التجارية بين مناطق الإسلام.
ومن أشهر دروب الحج المعروفة خلال القرون الإسلامية الأولى درب الحاج العراقي (درب زبيدة) الحج المصري ودرب الحج الشامي ودرب الحاج الجنوبي (فارسي، 1404هـ):
1- درب الحاج العراقي (درب زبيدة) ويسمى درب الكوفة مكة المكرمة وطوله 1300كم.
2- درب الحج المصري حيث يوجد دربان بحري وبري عبر سيناء وعلى طول ساحل البحر الأحمر إلى مكة المكرمة أو عبر نهر النيل جنوبا ومنه إلى قوص ومن ثم جدة عبر البحر الأحمر أو من السويس إلى جدة أو ينبع. تبلغ مسافة الدرب البري حوالي 1500 كم.
3- درب الحاج الشامي بدءا من دمشق إلى عمان فتبوك ثم المدينة المنورة والثاني من جنوب فلسطين إلى العقبة ثم يلتحم مع الدرب المصري. كما شيد على نفس المسار سكة حديد الحجاز والتي تربط دمشق بالمدينة المنورة.
4- درب الحاج الجنوبي وهو من أقدم الدروب قبل وبعد الإسلام للحج أو التجارة. حيث يمر الدرب الأول من صنعاء إلى الطائف عبر الجبال أما الدرب الثاني فهو درب الساحل عبر سهول تهامة من عدن إلى الليث ومن ثم مكة المكرمة. ويستخدمه أيضا الحجاج القادمون عبر البحر من شرق إفريقيا.
خط الحجاز الحديدي
مثل خط الحجاز الحديدي معلما من معالم التلاحم الإسلامي ووسيلة هامة من وسائل الارتباط بين الخلافة العثمانية والمشاعر المقدسة عبر بلاد الشام. حيث استخدم الخط الحديدي لنقل الحجاج والزوار من شمال الجزيرة إلى المدينة المنورة بالإضافة إلى دوره الاقتصادي والعسكري. ويبلغ طول الخط داخل حدود المملكة حوالي 762 كم (وزارة المواصلات، 1378هـ). وقد افتتح الخط في شهر شعبان عام 1326هـ (1908م). إذ بدأ التشغيل التجريبي للخط برحلات منتظمة بين دمشق والمدينة المنورة عبر الأردن. ففي عام 1332هـ تم تسيير ثلاث رحلات منتظمة من دمشق إلى المدينة المنورة أسبوعيا وذلك لنقل الحجاج والزوار والجنود (الدقن، 1405هـ). واستمر العمل بالخط الحديدي حتى تم تدميره بعد بداية الحرب العالمية الأولى عام 1337هـ (1919م) بمؤامرة إنجليزية ومساعدة من الأعراب القاطنين شمال الجزيرة العربية. ويمثل تدمير الخط حلقة البداية لتقطيع أوصال العالم الإسلامي بين المنتصرين في الحرب العالمية وبخاصة بريطانيا وفرنسا ونهاية للخلاقة العثمانية الإسلامية.
التطور في خدمات النقل منذ توحيد المملكة
منذ أن قام الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- يرحمه الله- بتوحيد المملكة عام 1353هـ (1932م) سعى إلى الارتقاء بخدمات النقل في المشاعر المقدسة وذلك لتسهيل وصول وتنقل الحجيج من وإلى المشاعر وداخل المشاعر المقدسة نفسها. حيث تم تشكيل العديد من الهيئات الحكومية للإشراف على قطاع النقل وخدماته وإنشاء الطرق وتشييد الموانئ والمطارات وتحسين الدروب والممرات. واستمر على هذا النهج أبناء الملك عبدالعزيز الملك سعود والملك فيصل والملك خالد يرحمهم الله . يوضح هذا الجزء التطور الكبير لخدمات النقل بمختلف عناصرها منذ تأسيس المملكة وحتى بداية عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز.
تشكيل هيئات النقل للعناية بخدمة المشاعر المقدسة
منذ تأسيس المملكة عني الملك عبدالعزيز بالمشاعر المقدسة وبتسهيل وصول الحجاج وتنقلهم من خلال تطوير الحرمين الشريفين والمناطق المحيطة بهما وشبكات الطرق والممرات المؤدية إليهما. فقد أسند إلى مصلحة الأشغال العامة والمعادن بعد إنشائها عام 1355هـ (1936م) العناية بالطرق وبخاصة الطرق في المشاعر المقدسة. وبعد توسع مشاريع النقل في المملكة وبدء العمل في مشروع خط السكة الحديدية الذي يربط ميناء الدمام بمدينة الرياض تم تأسيس وزارة المواصلات عام 1372هـ (1953م) وأسند إليها مسؤولية الإشراف على خدمات النقل والاتصالات في المملكة بما في ذلك الطرق والموانئ والسكك الحديدية. كما تم تأسيس النقابة العامة للسيارات عام 1372هـ (1953م) وذلك بهدف الإشراف والمتابعة على شركات نقل الحجاج ذات الامتياز الخاص بنقل الحجاج (الزهراني، 1420هـ) .
ونتيجة للتطور الكبير الذي شهدته خدمات النقل في المملكة فقد تم إعادة تنظيم الجهات المشاركة في تقديم خدمات النقل وذلك بفصل خدمات الاتصالات في وزارة مستقلة عن وزارة المواصلات وإنشاء المؤسسة العامة للموانئ والمؤسسة العامة للسكك الحديدية عام 1395هـ (1975م). وبعد عامين تم تشكيل وكالة متخصصة بخدمات النقل العام في المملكة باستثناء النقل الجوي داخل وزارة المواصلات وذلك للعناية بخدمة النقل بالحافلات وسيارات الأجرة العامة ونقل البضائع.
وما تزال وزارة المواصلات تمثل الجهة الرئيسة المشرفة على خدمات النقل في المشاعر المقدسة والدولة ككل والتي تتضمن تصميم وإنشاء وصيانة الطرق والجسور والإشراف على خدمات النقل العام بما في ذلك نقل الحجاج والمؤسسات المعنية بالموانئ والسكك الحديدية. ونظرا لأهمية موسم الحج وقطاع النقل بمتطلباته الخدمية فقد تم تشكيل الهيئة العليا للنقل بلجانها التنفيذية وعضوية بعض الوزارات كوزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور ووزارة الحج بالإضافة إلى وزارة المواصلات وذلك لتنظيم توفير وتشغيل خدمات النقل في المشاعر المقدسة وخاصة خلال موسم الحج والإشراف عليها. ويرأس الهيئة أمير منطقة مكة المكرمة وعضوية وزير المواصلات ووزير الحج ومدير الأمن العام. كما أن لجنة الحج المركزية والتي يرأسها وزير الداخلية تضم في عضويتها عددا من الوزارات المعنية بالحج مثل وزارة الحج ووزارة المواصلات تساهم في الإشراف على الخدمات والمشاريع المقدمة للحجاج بما في ذلك خدمات النقل من خلال التنسيق بين الوزارات والجهات المعنية بخدمات الحج.
تطوير الطرق وممرات المشاة
بدأ العمل في مشاريع الطرق في المملكة أولا في مناطق المشاعر المقدسة وذلك نتيجة وصول أعداد من الحجاج بالسيارات وذلك لأول مرة عام 1352هـ (1933م) (فارسي، 1404هـ). حيث تم تعبيد طريق جدة- مكة المكرمة عام 1355هـ (1936م) كأول طريق مسفلت في المملكة وذلك بطول 73 كم. وبعد 18 عاما تم إنشاء طريق جدة- المدينة المنورة وذلك بطول 424 كم (فارسي، 1404هـ). كما تم إنشاء وتعبيد طرق الحج بين مكة ومنى وعرفات ومزدلفة بطول 100 كم وذلك خلال عقد السبعينات الهجرية. ومع نهاية عقد السبعينات الهجرية تم تعبيد طريق مكة- الطائف بطول 120 كم وذلك لتسهيل وصول الحجاج والمعتمرين من مناطق وسط وشرق المملكة، كما بدأ العمل في مشروع طريق جيزان- جدة وذلك لربط المناطق الجنوبية بالمشاعر المقدسة. كما عني بطريق جدة- مكة المكرمة وذلك بإنشاء طريق مزدوج في نهاية السبعينات الهجرية وذلك لتقليل الضغط على الطريق الحالي وتقليل حوادث الاصطدام وخاصة خلال موسم الحج.
كما عنيت وزارة المواصلات بإنشاء وتعبيد الطرق بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وداخلها. فقد تم تعبيد طرق منى- مزدلفة- عرفات لربط مناطق مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة. وفي نهاية عقد الثمانينات الهجرية تم إسناد مهمة تعبيد الطرق إلى البلديات المحلية وبالتحديد بلدية مكة ومن ثم أمانة العاصمة المقدسة بإكمال مشروعات التطوير والتحسين لخدمات الطرق داخل المشاعر المقدسة.
الموانئ والمطارات
لعبت الموانئ التاريخية لمنطقة الحجاز كجدة ورابغ وينبع والقنفذة دورا بارزا في نقل الحجاج والبضائع إلى المشاعر المقدسة من الدول الإفريقية وآسيا وبلاد الشام وأوروبا بعد افتتاح قناة السويس عام 1869م (الأنصاري وآخرون، 1419هـ). إذ عني الخلفاء العثمانيون بالموانئ السعودية على البحر الأحمر لأهميتها الدينية والاقتصادية والعسكرية (الأنصاري وآخرون، 1419هـ). ومنذ أن قام الملك عبدالعزيز- يرحمه الله- بفتح بلاد الحجاز فقد سعى إلى تسهيل وصول حجاج بيت الله الحرام إلى المشاعر المقدسة. وكان من أولى المشاريع توسعة رصيف ميناء جدة على مرحلتين بدء من عام 1347هـ (1928م). حيث انتهت المرحلة الثانية عام 1356هـ (1937م) (الأنصاري وآخرون، 1419هـ). كما تم إصلاح ميناء ينبع لخدمة المدينة المنورة والحجاج القادمين من مصر وشمال إفريقيا.
واستمرت مشاريع التوسع والتحسين لميناء جدة. ففي عام 1387هجرية (1967م) تم البدء بتوسعة كبرى للميناء اكتمل العمل فيها عام 1382هجرية، اشتملت على زيادة عدد أرصفة الميناء بنسبة 500% بعدد 12 رصيفا وبطول 203 أكيال وعمق 11 مترا داخل البحر مع زيادة كبيرة في مرافق التخزين (الأنصاري وآخرون، 1419هـ). وبذلك أصبح ميناء جدة من أهم موانئ البحر الأحمر ونافذة بحرية مهمة للجزء الغربي من المملكة ومحطة وصول هامة لحجاج البحر. حيث زاد عدد حجاج البحر من 84547 حاجا عام 1390هـ إلى أكثر من 177390 حاجا عام 1394هـ، ثم بدأ بالتناقص التدريجي نتيجة التطور الكبير في وسائل النقل الأخرى الأكثر سهولة كالطائرات والسيارات حتى بلغ 56668 حاجا عام 1401هـ (فارسي، 1404هـ).
وفيما يتعلق بالنقل الجوي فمنذ دخول الطائرات إلى أجواء المملكة العربية السعودية سعى الملك عبدالعزيز ومن ثم أبناؤه- يرحمه الله- إلى تهيئة المطارات والمنافذ الجوية وذلك لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج القادمين بطريق الجو من مختلف بقاع العالم الإسلامي بعد التطور الكبير في خدمات النقل بالطائرات خلال العقود الأربعة الماضية. وكان من أول المطارات التي أنشأت لهذا الغرض مطار جدة الدولي وذلك لخدمة مناطق الحجاز وعلى الأخص المشاعر المقدسة. حيث استقبل مطار جدة الدولي رحلات دولية كبيرة وأعدادا كبيرة من المسافرين تزايدت في السنوات العشرين الماضية لتتجاوز الملايين العشرة كأكبر مطار دولي في المملكة والخليج العربي. وكان عدد الحجاج القادمين بطريق الجو لا يتجاوز 200 ألف حاج عام 1390 هجرية ارتفع عام 1405 هجرية إلى حوالي نصف مليون حاج. وكان لافتتاح مطار الملك عبدالعزيز الدولي قبل ثلاثة عقود الدور البارز في استقبال مئات الآلاف من الحجاج خلال مواسم الحج والعمرة وخاصة بعد تشغيل مبنى الحجاج بالمطار عام 1402 هجرية.
النقل بالحافلات
كان لإنشاء النقابة العامة للسيارات الدور البارز في تسهيل نقل الحجاج القادمين من خارج المملكة سواء عن طريق البحر أو الجو أو البر إلى مناطق المشاعر المقدسة وبينها. فقد تأسست النقابة عام 1372هـ (1953م) بعدد خمس شركات لنقل الحجاج بمجموع سيارات بلغ 1181 سيارة ومجموع المقاعد 35 ألف مقعد (الزهراني، 1420هـ). ولقد كان هذا العدد كافيا لمتطلبات نقل الحجاج في حينها إلا أن التزايد المستمر في أعداد الحجاج استوجب دعم هذه الشركات من قبل الدولة. حيث قامت الدولة بتوفير عدد ثلاثة آلاف حافلة بأقساط ميسرة لشركات نقل الحجاج بين عامي 1395 و 1398هـ (الزهراني، 1420هـ). الجدول رقم (1) يوضح النمو المستمر لأعداد السيارات والمقاعد الموفرة من قبل نقابة السيارات منذ تأسيسها وحتى بداية القرن الخامس عشر الهجري (بداية عهد خادم الحرمين الشريفين).
الجدول رقم (1). أعداد الحافلات والمقاعد الموفرة من شركات نقل الحجاج (1372- 1402هـ).
عدد المقاعد
|
عدد الحافلات
|
السنة
|
35074
|
1181
|
1372
|
58275
|
1295
|
1391
|
75343
|
1802
|
1394
|
130928
|
2262
|
1397
|
168094
|
3845
|
1400
|
171324
|
4045
|
1402
|
- المصدر: الأنصاري وآخرون، 1419هـ و الزهراني، 1420هـ.
فخلال ثلاثة عقود من الزمن زاد عدد السيارات الموفرة لنقل الحجاج من أقل من 1200 سيارة إلى أكثر من أربعة آلاف سيارة وبزيادة في عدد المقاعد من 17 ألف مقعد إلى أكثر من 170 ألف مقعد. كما زاد عدد الشركات المسجلة في النقابة من خمس شركات إلى ثمان شركات ما زال بعضها يعمل في هذا المجال إلى اليوم. هذه الزيادة الكبيرة في أعداد الحافلات كانت نتيجة للدعم الحكومي للنقابة من خلال تقديم ما مجموعه 420 مليون ريال كقروض ميسرة للشركات التابعة للنقابة بين عامي 1395 و1398هـ (الزهراني، 1420هـ).
بالإضافة إلى ذلك كان لإنشاء شركة النقل الجماعي عام 1399هـ (1979م) الدور البارز في تسهيل التنقل إلى المشاعر المقدسة بواسطة الحافلات من خارج المملكة وداخلها، بالإضافة إلى المساهمة الكبيرة للشركة في نقل الركاب داخل المشاعر المقدسة خلال مواسم الحج والعمرة. ومازالت محطات النقل الجماعي في مكة المكرمة والمدينة المنورة تمثل محطات رئيسية للتنقل بين المشاعر المقدسة وداخلها ومن المطارات والموانئ المجاورة وإليها لخدمة حجاج بيت الله والمعتمرين.
وتكمن أهمية النقل بالحافلات في كونه يلعب دورا رئيسا في نقل الحجاج من الموانئ والمطارات إلى المشاعر المقدسة. حيث يصل أكثر من 80% من حجاج الخارج بواسطة هذين المرفقين فيما يتوزع الباقي على حجاج البر ( البار، 1420هـ). كما أن حافلات النقابة تقوم بنقل الحجاج بين المدينتين المقدستين خلال موسم الحج سواء من محطات الوصول الخارجية أو من داخلها. وأخيرا تقوم النقابة بنقل معظم حجاج الخارج بين المشاعر المقدسة وخاصة بعد إنشاء مواقف حجز السيارات القادمة من خارج المشاعر خارج حدود مكة المكرمة.
تطور خدمات النقل في عهد خادم الحرمين الشريفين
شهدت المشاعر المقدسة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين- يحفظه الله-مشاريع عملاقة بلغت تكاليفها مئات المليارات من الريالات في نهضة عمرانية لم يسبق لها مثيل. فمشاريع توسعة الحرمين الشريفين وتطوير المناطق المحيطة بهما ومشاريع الطرق والأنفاق العملاقة وتحسين خدمات المطارات والموانئ تشهد بهذه الإنجازات الضخمة والتي ساهمت بصورة كبيرة في تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة لملايين المسلمين. يعرض هذا الجزء من الورقة الإنجازات التي تحققت للمشاعر المقدسة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين مع التركيز بصفة خاصة على خدمات النقل.
التوسع العمراني لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة
لم تحظ مدينة مكة المكرمة بتوسع عمراني ملحوظ عبر التاريخ، إذ تركزت التنمية حول المسجد الحرام والمناطق المحيطة به. فلم تتجاوز مساحـة العمران 45 هكتارا خلال عام 1336هـ. ونتيجة للتركيز الحكومي الواضح على توسعة الحرم المكي الشريف وتهيئة المناطق المحيطة في النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري فقد نمت المدينة عمرانيا بحيث بلغت مساحتها حوالي 11000 هكتار خلال عام 1391هـ.
ومع بداية عهد خادم الحرمين الشريفين والذي شهد أضخم التوسعات في تاريخ الحرمين زادت مساحة المنطقة المبنية من مكة المكرمة إلى أكثر من 12700 هكتار، بلغت مساحة خدمات النقل منها حوالي 1723 هكتارا. واليوم تغطي المساحة المطورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة بعد التحامها عمرانيا حوالي 27,000 هكتار تشكل مساحة خدمات النقل نسبة جيدة منها. وتشهد المدينة حاليا نموا عمرانيا سريعا يتجاوب مع الاستثمارات الحكومية الضخمة التي شهدتها المدينة المقدسة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين. ويتوقع أن يصل حجم المنطقة عمرانيا حوالي 42 ألف هكتار خلال عام 1425هـ (انظر الشكل رقم 1).
الشكل رقم (1). شبكة الطرق في المملكة العربية السعودية ويظهر في الجزء الغربي الأوسط شبكة الطرق الإقليمية لمكة المكرمة (1418هـ).
(المصدر: وزارة المواصلات)
التطور في شبكات الطرق وممرات المشاة
شهد قطاع الطرق وممرات المشاة أضخم الاستثمارات الحكومية خلال العهد السعودي. ولقد كانت السنوات العشرون الماضية حافلة بالإنجازات المتعلقة بتحسين شبكات الطرق والمشاة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. فتوسعة الطرق القائمة وإنشاء الطرق الدائرية والجسور والأنفاق للمركبات والمشاة لعبت دورا بارزا في تسهيل تنقل الحجاج والمعتمرين بين المشاعر وداخلها. ففي أولى سنوات القرن الخامس عشر الهجري تم افتتاح طريق جدة- مكة المكرمة السريع بطول 72 كم وطريق مكة المكرمة- المدينة المنورة بطول 420 كم وتوسعة الطرق الإقليمية لمكة المكرمة كطريقين مكة المكرمة- الطائف (السيل والهدا) وطريق مكة- البرك على ساحل البحر الأحمر وطريق مكة المكرمة- الليث-اليمن. الجدول رقم (2) يوضح الطرق الإقليمية المنجزة قبل وخلال عهد خادم الحرمين الشريفين وذلك لربط مكة المكرمة بالمدن والأقاليم الأخرى، حيث بلغ مجموع أطوال تلك الطرق 2230 كم ومجموع أطوال مساراتها للاتجاه الواحد حوالي 4158 كم. وتتضمن هذه الطرق ثلاثة طرق سريعة تربط مكة المكرمة بجدة والمدينة المنورة والطائف والتي بدورها ترتبط بطرق الحج الخارجية سواء من مناطق نجد والعراق والشام أو من قبل حجاج الجو أو البحر (انظر الشكل رقم 2).
الجدول رقم (2). الطرق الإقليمية لمكة المكرمة.
عدد السيارات
|
الطول (كم)
|
الطرق
|
2
|
72
|
مكة- جدة القديم
|
4
|
72
|
مكة- جدة السريع
|
1
|
227
|
مكة- المدينة
|
3
|
420
|
مكة- المدينة السريع
|
1
|
88
|
مكة- الهدا- الطائف
|
3
|
400
|
مكة- السيل- الطائف
|
1
|
500
|
مكة- الليث- اليمن
|
1
|
451
|
مكة- البرك (الساحل)
|
4158
|
2230
|
المجموع
|
- المصدر: فارسي ، 1404هـ وبتصرف من الباحث.
الشكل رقم (2). شبكة الطرق والخدمات في المشاعر المقدسة (1421هـ).
(المصدر: معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج).
وقد تزامن التطور في شبكات الطرق الإقليمية مع تطوير ضخم ومتسارع لشبكات الطرق داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. فقد تم تحسين معظم شبكات الطرق الرئيسية في مكة المكرمة وربطها بمشاريع الطرق الدائرية المنفذة أو تحت الإنشاء أو المقترحة. الجدول رقم (3) يوضح مشاريع الطرق المنفذة والمقترحة لربط مناطق مكة المكرمة وربطها بالمشاعر المقدسة. حيث تم اقتراح إنشاء أربعة طرق دائرية وطريق خارجي نفذ معظمها وما زال يجري العمل في أجزاء من الطريقين الثالث والرابع. ويبلغ مجموع أطوال الطرق الدائرية كما هو موضح في الشكل رقم (3) حوالي 104 كم بالإضافة إلى 162 كم تمثل الطريق الدائري الخارجي لمكة المكرمة. ونظرا للتكوينات الجغرافية الصعبة وبخاصة تداخل شبكات الطرق مع جبال مكة المكرمة ذات التكوينات الصخرية الصلبة فقد تم شق العديد من الجبال إما لإنشاء طـرق محاذية لها أو إنشاء طرق أنفاق لاختراقها واختصار مسافات التنقل. فالطريق الدائري الأول يتضمن أربعة أنفاق، أما الدائري الثاني فيضم خمسة أنفاق وسبعة جسور فيما تم اقتراح عدد ثلاثة أنفاق للطريق الدائري الثالث. الجدول رقم (3) يوضح أعداد وأطوال الأنفاق المنشأة داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة تنقلات الحجاج والزوار وسكان تلك المناطق والتي تم إنشاؤها خلال السنوات العشرين الماضية والتي بلغ عددها 31 نفقا للمشاة أو للمركبات أو لكليهما.
الجدول رقم (3). شبكة الطرق الرئيسية داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
عدد الأنفاق والجسور
|
عدد
المسارات
|
الطول
(كم)
|
مساحة المحيط (هكتار)
|
الطريــق
|
4
|
2
|
2,8
|
130
|
الدائري الأول
|
5 + 7
|
2
|
9,4
|
600
|
الدائري الثاني
|
3 (مقترح)
|
3
|
27
|
6000
|
الدائري الثالث
|
-
|
65
|
30000
|
الدائري الرابع
| |
1
|
162
|
180000
|
الدائري الخارجي
| |
26
|
11
|
العدد (9)
|
عرفات- مزدلفة
| |
13
|
4
|
العدد (4)
|
مزدلفة- منى
| |
13
|
4,5
|
العدد (4)
|
منى مكة
|
- المصدر: فارسي، 1404هـ وبتصرف من الباحث.
الشكل رقم (3). شبكة الطرق للمنطقة المركزية من مدينة مكة المكرمة.
(المصدر: معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج).
كما تم إنشاء وتحسين مجموعة من الطرق الرابطة بين منى ومزدلفة وعرفات وذلك بحسب ما تسمح به المساحة الجغرافية لتلك المشاعر. فقد ربطت منى بمكة المكرمة بعدد أربع طرق متوسط أطوالها حوالي 4,5 كم فيما تم ربط منى بمزدلفة بعدد أربعة طرق وبطول 4 كم، تضمنت 13 مسارا للحركة. أما مزدلفة وعرفات فتم إنشاء عدد 9 طرق بمسارات بلغت 26 مسارا لربط هذين المشعرين.
الجدول رقم (4). شبكة الأنفاق المطورة لخدمة طرق المركبات والمشاة داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
العرض
|
الطول*
|
اتجاه الحركة
|
اسم النفق
|
13,5
|
375
|
مشعر منى- المعيصم
|
أنفاق المعيصم للمركبات
|
11,5
|
283
|
المعيصم- الشعب الشرقي
|
أنفاق طريق المشاة
|
11,5
|
283
|
المعيصم- الشعب الشرقي والعكس
|
أنفاق طريق المشاة بالمعيصم (أ)
|
11,5
|
196
|
الشعب الغربي- الشعب الشرقي والعكس
|
أنفاق طريق المشاة بالمعيصم (ب)
|
11,5
|
546
|
الجمرات- الشعب الغربي والعكس
|
أنفاق طريق المشاة بالمعيصم (ج)
|
13,5
|
591
|
حي العزيزية- مشعر منى والعكس
|
أنفاق جسر الملك خالد
|
13,5
|
746
|
مشعر منى- حي العدل والعكس
|
أنفاق طريق الملك فهد
|
14,5
|
346
|
الروضة- الملاوي والعكس
|
أنفاق الفيصلية
|
14,5
|
549
|
الملاوي- شعب عامر والعكس
|
أنفاق الفيصلية
|
14,5
|
547
|
السليمانية- جرول والعكس
|
أنفاق السليمانية
|
11,5
|
1218
|
العزيزية- أجياد السد والعكس
|
أنفاق السد للمشاة
|
11,5
|
305
|
أجياد السد- المسجد الحرام العكس
|
أنفاق شعب علي للمشاة
|
14,5
|
1219
|
حي العزيزية- أجياد السد والعكس
|
أنفاق طريق الملك عبد العزيز
|
14,5
|
213
|
أجياد السد- شعب علي والعكس
|
أنفاق شعب علي للمركبات
|
14,5
|
73
|
أجياد السد- برحة المالية
| |
14,5
|
22
|
الفلق- ريع الرسام والعكس
|
أنفاق جبل هندي
|
14,5
|
1160
|
دحلة قريش- شعب عامر والعكس
|
أنفاق شعب عامر
|
13,5
|
480
|
بئر بليلة- دحلة قريش والعكس
|
أنفاق بئر بليلة
|
13
|
502
|
أجياد العام- أجياد السد والعكس
|
أنفاق أجياد
|
13,5
|
178
|
شارع إبراهيم الخليل- أجياد العام والعكس
|
أنفاق جبل القلعة
|
13,5
|
1669
|
كدي- أجياد المصافي والعكس
|
أنفاق كدي
|
14,5
|
279
|
المسفلة- ريع بخش والعكس
|
أنفاق ريع بخش
|
14,5
|
122
|
ريع بخش- بئر بليلة والعكس
| |
13,5
|
494
|
كدي- محطة زمزم
|
أنفاق باب الملك
|
13,5
|
1195
|
محطة زمزم- المسجد الحرام
| |
13,5
|
696
|
المسجد الحرام- المسفلة
| |
13,5
|
307
|
الكدوة- كدي
| |
11,5
|
223
|
محطة زمزم- الكدوة
| |
11,5
|
170
|
محطة زمزم- المسفلة
| |
13,5
|
572
|
الطندباوي- المسفلة وبالعكس
|
أنفاق الطندباوي
|
* طول وعرض النفق بالمتر (متوسط طول النفق الطالع والنفق النازل، "إن وجد").
- المصدر: معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج (1422هـ).
وقد حتمت جغرافية منطقة مكة المكرمة وجبالها المنتشرة والشاهقة إنفاق مبالغ ضخمة لإنجاز مشاريع الطرق داخل المشاعر المقدسة. فالمليارات من الريالات تم إنفاقها خلال العهد السعودي وبخاصة عهد خادم الحرمين الشريفين لشق وتوسعة شبكات الطرق وممرات المشاة كإنشاء الطرق وبناء الجسور الأسمنتية وحفر الأنفاق وحماية المناطق العمرانية من الصخور المتدحرجة من الجبال. الجدول رقم (5) يبرز أمثلة متعددة لتكاليف إنشاء بعض طرق المشاعر المقدسة الرئيسية الإقليمية منها والمحلية. إذ يلاحظ ارتفاع تكلفة وحدة الطريق مقارنة بالمناطق الأخرى من المملكة وذلك لصعوبة التضاريس في مكة المكرمة والحاجة لاختصار مسافات التنقل وتسهيله للمستخدمين عبر شق الأنفاق والجسور، وأيضا لضيق المساحة المخصصة لخدمات النقل داخل المشاعر المقدسة.
الجدول رقم (5). أمثلة لتكاليف مشاريع الطرق في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
التكلفة
(مليون ريال)
|
الطـول
(كم)
|
الطريــق
|
72
|
72
|
مكة - جدة السريع
|
420
|
420
|
مكة - المدينة السريع
|
131
|
131
|
مكة- السيل- الطائف
|
451
|
451
|
مكة- البرك (الساحل)
|
جسور وطرق مشاة
|
جسور وطرق مشاة
|
المشاعر- مكة- الهدا- الطائف
|
37
|
37
|
مكة- الكرا السريع
|
1.3
|
1.3
|
أنفاق الدائري الأول
|
8
|
8
|
الدائري الثالث
|
1.6
|
1.6
|
نفق أجياد مكة
|
84 (مع أنفاق وجسور)
|
84 (مع أنفاق وجسور)
|
شبكة طرق في منى
|
- المصدر: السبيل، 1419هـ و معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، 1422 هـ (بتصرف من الباحث).
أما بالنسبة لممرات المشاة فقد نالت حظا وافرا من الإنفاق الحكومي خلال عهد خادم الحرمين الشريفين. فقد تم تطوير وإكمال العمل في ممرات المشاة المنفذة لخدمة الحجاج المشاة بدءا من الحرم المكي الشريف إلى مشعر منى وانتهاء بمشعر عرفات كما هو موضح في الشكل رقم (4). يبلغ طول ممر المشاة الرئيسي داخل مشعر منى حوالي 4,5 كم وبعرض 30 مترا ويتضمن أربعة أنفاق وجسرين للمشاة لتفادي التقاطع مع حركة المركبات. كما يخترق مشعر منى ممر رئيسي مضلل للمشاة بطول 4 كم وعرض 30 مترا، يرتبط بممر المشاة الذي يخترق مشعر مزدلفة بطول 4 كم وعرض 60 مترا. أما مشعر عرفات فقد تم ربطه بممر المشاة الرئيسي بمزدلفة بواسطة طريقين للمشاة يبلغ طول كل واحد منهما 19,5 كم وبعرض 30 مترا، تم رصفهما بالكامل وتزويدهما بخدمات الشرب والاستراحات (المسيند، 1417 هـ). وتساهم ممرات المشاة في استيعاب ما نسبته 20-35% من أعداد الحجاج المتنقلين مشيا بين المشاعر المقدسة خلال موسم الحج.
الشكل رقم (4). شبكة الطرق والمشاة بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة (1420هـ).
|
(المصدر: معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج).
مواقف الانتظار
تكمن أهمية مواقف الانتظار في التزايد المستمر لاستخدام المركبات والحافلات للوصول إلى الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة. فالتطور في خدمات الطرق لا بد أن يتزامن مع توفير مستمر لمواقف الانتظار وذلك لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المركبات وخصوصا في المناطق محدودة المساحة كمكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وخلال مراحل تطوير خدمات النقل سعت الدولة في توفير مواقع متعددة لوقوف المركبات داخل المشاعر المقدسة وخارجها.
وخلال عهد خادم الشريفين والحكام السابقون تم تطوير عدد من مواقف الانتظار للمركبات والحافلات داخل مكة وخارجها. ففي عام 1404هـ تم تجهيز خمسة مواقف للانتظار خارج حدود مكة المكرمة معدل مساحتها يصل إلى 400 ألف متر مربع وبتكلفة 175 مليون ريال. كما تم إنشاء ستة مواقف للانتظار داخل مكة المكرمة. أما في المشاعر المقدسة فقد تم تجهيز حوالي 8200 موقف داخل مشعر عرفات و أكثر من 7000 موقف حافلة في مزدلفة. وآخر مشاريع المواقف كان في تسوية مواقف المعيصم خارج حدود منى وبماسحة 250 ألف متر مربع عام 1420هـ.
النقل بالحافلات
كان لإنشاء شركة النقل الجماعي عام 1399هجرية (1979م) العنصر البارز في توفير خدمات موثقة للنقل العام داخل مكة المكرمة. فقد غطت الشركة وبمسارات متعددة معظم مناطق مكة المكرمة مع ربطها بالحرم المكي الشريف. تقوم الشركة بتشغيل عدد 189 حافلة لنقل الركاب داخل منطقة مكة المكرمة يتركز حوالي الثلث منها في مدينة مكة المكرمة (البار، 1420هـ). وكان للدعم الحكومي للشركة بمنحها حق الامتياز ودعمها ماليا خلال سنوات التشغيل الأولى خطوة مهمة لتغطية الطلب الكبير على خدمات النقل بالحافلات داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ولتخفيف الازدحام المروري داخل المشاعر المقدسة خلال أيام العام وبخاصة خلال المواسم الدينية.
أما بالنسبة لنقل الحجاج فقد استمر الدعم الحكومي للنقابة والشركات التابعة لها وذلك للاستمرار في تقديم خدمات نقل الحجاج خلال موسم الحج. أدى ذلك إلى تحقيق زيادات كبيرة في أعداد الشركات المشاركة في النقابة والحافلات والمقاعد الموفرة لحجاج بيت الله الحرام. الجدول رقم (6) يوضح تطور أعداد الحافلات والمقاعد الموفرة من شركات نقل الحجاج خلال عهد خادم الحرمين الشريفين. فمع بداية القرن الهجري الجديد كان عدد الحافلات الموفرة لنقل الحجاج يتجاوز أربعة آلاف حافلة وبعدد مقاعد يصل إلى 165 ألف مقعد. وبعد عقد كامل زاد عدد الحافلات ليصل إلى أكثر من 6700 حافلة مجموع مقاعدها يتجاوز 322 ألف مقعد. وخلال حج عام 1421هـ زاد عدد الحافلات على 10800 حافلة وبمجموع مقاعد يصل إلى 518 ألف مقعد، أي بزيادة قدرها أكثر من ثلاثة أضعاف حجم الإركاب مقارنة بالعقدين الماضيين. ولم تتأتى تلك الزيادات إلا نتيجة للدعم الكبير التي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمات النقل وبخاصة النقل العام في المشاعر المقدسة ومواسم الحج.
وتقوم حافلات النقابة بنقل حوالي مليون حاج خلال موسم الحج وذلك بنظام النقل بدورتين. ومنذ خمس سنوات بدأت النقابة في تطبيق برنامج الرحلات الترددية لنقل بعض فئات الحجاج بين المشاعر المقدسة وخاصة بين منى وعرفات ومزدلفة. ويتمتع البرنامج بنجاح ملحوظ شجع على التدرج في تطبيقه على باقي فئات الحجاج خلال السنوات القليلة القادمة وذلك للفوائد الكبيرة المحققة من تطبيقه خلال موسم الحج.
الجدول رقم (6). أعداد الحافلات والمقاعد الموفرة من شركات نقل الحجاج خلال عهد خادم الحرمين الشريفين (1400-1421هـ).
عدد المقاعد
|
عدد الحافلات
|
السنة
|
165784
|
4004
|
1401
|
228939
|
5025
|
1406
|
343142
|
7504
|
1411
|
301998
|
6372
|
1416
|
517988
|
10811
|
1421
|
- المصدر: الزهراني، 1420هـ.
الموانئ والمطارات
استمرت الدولة السعودية في الارتقاء بخدمات النقل البحري لخدمة المشاعر المقدسة والتنمية الوطنية خلال عهد خادم الحرمين الشريفين. فقد شهد ميناء الملك عبدالعزيز بجدة توسعات متلاحقة وتسهيلات لخدمات التحميل والتنزيل واستقبال وتوديع الحجاج وذلك للمساهمة في تسهيل وصول ومغادرة الحجاج والمعتمرين إلى المملكة. كما تم ربط الميناء مباشرة بطريق جدة- مكة السريع وذلك بإنشاء جسر الميناء عام 1405هـ بتكلفة تقدر بـ 612 مليون ريال (السبيل، 1419هـ).
أما بالنسبة للمطارات فقد كان للتشغيل الكامل لمطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة دور بارز في تسهيل وصول الملايين من الحجاج والمعتمرين سنويا إلى المشاعر المقدسة. كما كان لتوسعة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين وتأهيله كمطار دولي مساهمة بارزة في تخفيف الضغط على مطار الملك عبدالعزيز بجدة وخاصة خلال موسم الحج.
ولعل أبرز المنجزات المتعلقة بتسهيل وصول الحجاج إلى المشاعر المقدسة تمثل في افتتاح مبنى الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز بجدة عام 1402هـ. حيث تبلغ مساحة المبنى 1,5 مليون متر مربع وبطاقة استيعابية تصل إلى 160 ألف حاج (معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، 1422هـ). ويضم مبنى الحجاج جزأين رئيسين شرقي وغربي وعدد صالات يبلغ 24 صالة مغطاة بـ 210 خيام وتتسع لوقوف 102 طائرة ومواقف انتظار لعدد 6000 حافلة و1500 سيارة. كما يتضمن مبنى المطار أسواقا تجارية ومرافق للخدمات كالطعام والبنوك وشركات الطيران والجهات الحكومية والأهلية ودورات المياه (معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، 1422هـ). ويستقبل المطار خلال موسم الحج حوالي 900 ألف حاج سنويا يتم نقلهم إلى المشاعر المقدسة بواسطة حافلات النقابة العامة للسيارات.
الخطط المستقبلية لتطوير خدمات النقل
في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة
كباقي القطاعات التنموية في المملكة ما زال قطاع النقل وخدماته الرئيسية يشهد تطورا ملموسا في طبيعة ونوعية الخدمات التي يقدمها لسكان المملكة وزائريها وبخاصة زوار بيت الله الحرام. فالاستراتيجيات العمرانية المقترحة لمناطق المشاعر المقدسة تؤكد على أهمية التوسع في تطوير خدمات ومرافق النقل في المشاعر المقدسة وذلك لاستيعاب الزيادات المتوقعة في أعداد الحجاج والمعتمرين القادمين لبيت الله الحرام.
ففيما يتعلق بشبكات الطرق فما زال العمل جاريا لاستكمال مشاريع الطرق الدائرية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة. كما أن التحسينات مستمرة للطرق الرابطة بين المشاعر المقدسة وخدماتها الأساسية وخاصة المنطلقة من مشعر عرفات إلى منى مرورا بمشعر مزدلفة. وهناك مقترحات جادة لزيادة عدد ممرات المشاة داخل مشعر منى وذلك لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج المنتقلين إلى وداخل مشعر منى خلال أيام الحج.
ويجري العمل حاليا على دعم شركات النقل بالحافلات للاستمرار في تقديم خدمات مقبولة لنقل الحجاج خلال مواسم الحج والعمرة وتسهيل منح التصاريح للراغبين في دخول هذا المجال من المستثمرين والمشغلين. كما أن النجاح الطيب لمشروع النقل بالحافلات الترددية قد شجع على تعميم الفكرة على أعداد أكبر من الحجاج مقارنة بالأعوام الماضية ويجري العمل على تنظيم ذلك لمواسم الحج القادمة.
وأخيرا تتبنى وزارة المواصلات مشروعا طموحا لربط المدينة المنورة والمشاعر المقدسة ومدينة جدة بمطارها ومينائها الدوليين بشبكة السكك الحديدية المقترحة على المستوى الوطني. ويتميز هذا المشروع بارتفاع فرص نجاحه مقارنة بالمقترحات الأخرى وأهميته على المستويين الوطني والدولي. كما أن العديد من الدراسات قد قدمت لدراسة فكرة إنشاء مطار دولي جديد بمكة المكرمة لتسهيل وصول الحجاج ومساندة مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة. وما زالت الفكرة تخضع للدراسة والمناقشة ويتوقع أن يتم بلورتها خلال السنوات القليلة القادمة.
الخلاصة والتوصيات
أكدت الورقة على الدور الهام لخدمات النقل في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. فمنذ بزوغ دعوة إبراهيم عليه السلام وبروز الإسلام كدين عالمي يمثل الحج أحد أركانه الرئيسية تقاطر المسلمون على بيت الله الرحمن رجالا وركبانا لقرون متواصلة. فقد كان لقطاع النقل وخدماته دور رئيس في تلبية النداء الرباني سواء في الوصول إلى المشاعر المقدسة من بقاع الدنيا أو في التنقل بينها.
وتنافس الحكام والولاة المسلمون على تسهيل تنقل حجاج بيت الله الحرام بشق الطرق والدروب وتزويدها بالخدمات الأساسية. واستمر حكام الإسلام على هذا النهج حتى ظهرت الدولة السعودية الثالثة بقيادة المؤسس الملك عبدالعزيز-يرحمه الله- ومن ثم أبناؤه الملوك البررة. فقد خصصت الدولة السعودية منذ نشأتها حصصا كبيرة من ميزانياتها السنوية للإنفاق على مشاريع النقل في المشاعر المقدسة مقتفين أثر حكام الإسلام السابقين وعلى منهاجهم المبارك. فنالت مشاريع الطرق الإقليمية والمحلية وممرات المشاة لخدمة المركبات الخاصة والحافلات والمشاة نصيب الأسد من مشاريع الإنفاق الحكومية. كما قامت الدولة بدعم شركات النقل العام والنقل بالحافلات وبخاصة الشركات التابعة للنقابة العامة للسيارات للاستمرار في توفير خدمات متكاملة لنقل الحجاج بالحافلات. أما مشاريع الموانئ والمطارات فقد تم التركيز على المنافذ البحرية والجوية القريبة من المشاعر المقدسة وتطويرها بتكاليف باهظة لخدمة حجاج بيت الله الحرام القادمين بالطائرات والسفن وغيرها من وسائط النقل.
وكان عهد خادم الحرمين الشريفين نقطة مضيئة في التركيز الرسمي على العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. فقد شهد عهده أضخم التوسعات للحرمين الشريفين وأكبر الإنجازات التقنية في مجال خدمات النقل وبخاصة المرتبطة بمناطق المشاعر المقدسة. كما أن مدن الحج شهدت في عهد خادم الحرمين الشريفين قفزات تنموية وحضارية لم يسبق لها مثيل تمثلت في التوسع العمراني وتوفر الخدمات العمرانية الأساسية للحجاج والمعتمرين طوال فترات مواسم الحج والعمرة. وتوضح الخطط المستقبلية المقترحة لمناطق المشاعر المقدسة استمرار حكومة خادم الحرمين الشريفين في نهجها المبارك نحو العناية بالحرمين الشريفين وإعطائها الأولوية في خطط التطوير المستقبلية للمملكة ومناطق الحج.
وأخيرا فإنه لا بد من التركيز على تبني التوجهات الاستراتيجية في التخطيط المستقبلي للخدمات الضرورية لزوار بيت الله الحرام وبخاصة خدمات النقل. فاستمرار الحاجة لمشاريع التحسين والتوسعة على المدى القصير لا يتعارض مع أهمية التطوير المتكامل بعيد المدى لخدمات النقل في المشاعر المقدسة. ويمكن ربط هذه الخطط بالاستراتيجية الوطنية للنقل المزمع تطويرها بالتعاون بين وزارتي المواصلات والشئون البلدية والقروية. ويمكن أن تركز الخطط الاستراتيجية على الاستفادة القصوى من الخدمات المتطورة لقطاع النقل المنجزة خلال العقود الماضية وذلك بالارتقاء بأساليب الإدارة والتنظيم لخدمات النقل. إذ لا بد من المشاركة الجادة للجهات ذات العلاقة بالقطاع والتركيز على التنسيق المنظم لمشروعات التطوير والتحسين لخدمة أهداف القطاع. كما أنه لا بد من دفع الخطوات المتعلقة بتطوير خدمات السكك الحديدية للمناطق المقدسة قدما نحو التفعيل الكامل وذلك لأهمية هذه الوسيلة في تخفيف الضغط على شبكات الطرق وخدمات النقل بالحافلات ومواقف الانتظار وغيرها من الأهداف البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن هذا المقام فإن الباحث يوجه الدعوة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، الذي لم يألوا جهدا لخدمة الإسلام والمسلمين، لتبني إحياء خط الحجاز الحديدي والذي يربط تركيا مرورا ببلاد الشام وبخاصة مدينة القدس المحررة بإذن الله بالأماكن المقدسة في المملكة. فقد ظهرت فكرة إحياء الخط خلال فترة حكم الملك سعود ولكنها لم تر النور لأسباب غير معروفة. هذا الخط سيكون بإذن الله نواة لشبكة السكك الحديدية الإسلامية التي تربط شرق العالم الإسلامي من بلاد آسيا الوسطى بغربه عند المحيط الأطلسي في المغرب العربي. حيث يمثل خط الحجاز الحديدي نقطة الربط لشمال العالم الإسلامي بما في ذلك أوروبا المسلمة بجنوبه عند مده إلى بلاد اليمن. وعندما يتحقق الحلم سيكون للعالم الإسلامي شبكة متكاملة لخطوط السكك الحديدية تمثل الحرمين الشريفين نقطة التقائها ومركزا دينيا وحضاريا لبلاد الإسلام تمثل عمق الترابط والتكاتف الإسلامي وعنصر التنمية العالمية والإقليمية اقتصاديا واجتماعيا وحضاريا.
المراجـع
[1] الأنصاري، عبدالرحمن محمد الطيب وآخرون. المواصلات والاتصالات في المملكة العربية السعودية خلال مائة عام: دراسة توثيقية. الرياض: وزارة المواصلات، 1419هـ.
[2] البار، أسامة فضل. تطور خدمات الحج في عهد خادم الحرمين الشريفين. عرض مقدم للمؤتمر العالمي عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وإنجازاته، الرياض، 1422هـ.
[3] البار، حامد عمر. تكامل النقل البري في المملكة العربية السعودية. السجل العلمي لندوة النقل البري. جدة: فرع وزارة المواصلات، 1420هـ.
[4] الدقن، محمود. خط الحجاز الحديدي. القاهرة، 1405هـ.
[5] الزهراني، عبدالرحيم حمود. واقع نقل الحجاج والحاجة إلى تطويره. السجل العلمي لندوة النقل البري. جدة: فرع وزارة المواصلات، 1420هـ.
[6] فارسي، محمد سعيد. التكوين المعماري والحضري لمدن الحج بالمملكة العربية السعودية. جدة: عكاظ للنشر والتوزيع ، 1404هـ.
[7] السبيل، محمد عبدالله. رعاية الحرمين الشريفين في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز. بحوث مؤتمر المملكة في مائة عام، الرياض، 1419هـ.
[8] مكي، زهير عبدالله. النقل بالسكك الحديدية في المملكة العربية السعودية. الكويت: الجمعية الجغرافية الكويتية، 1420هـ.
[9] المسيند، مساعد عبدالله. مواكبة استثمارات قطاع النقل في المملكة من خلال الاستراتيجيات الوطنية. بحوث مؤتمر المملكة في مائة عام، الرياض، 1419هـ.
[10] المسيند، مساعد عبدالله. حركة المشاة واستعمالات الأراضي في مشعر منى. مكة المكرمة: معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، 1417هـ.
[11] العوهلي، عبدالعزيز وبسام البسام. تطور خدمات النقل بين المدن للشركة السعودية للنقل الجماعي. السجل العلمي لندوة النقل البري. جدة: فرع وزارة المواصلات، 1420هـ.
[12] وزارة المواصلات. نشاط وزارة المواصلات في المملكة العربية السعودية. الرياض: وزارة المواصلات، 1378هـ.
_________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق