التسميات

الاثنين، 22 يوليو 2013

مدينة العزيزية - ليبيا ...

مدينة العزيزية
أولاً : التعريف بالمدينة :

   العزيزية مدينة تقع على الساحل الشمالي لليبيا بسهل ورشفانة بها رأس جبل صغير يقع بوسط المدينة يسمى الكدوة لم يكن بها سور أو باب إلا أنه يوجد بها قصر العزيزية المعروف في التاريخ ولم يبق هذا القصر حيث تم هدمه وكان يقع في هضبة الكدوة بأعلى المدينة وكانت تحيط بهذا القصر العديد من البيوت والمباني إلا أن العزيزية قد كثر عمرانها في الوقت الحاضر وأمتد بعيد عن مكان القصر ، وما حواليه بكثير حيث توسعت المدينة بشكل هندسي مخطط وأنيق .وهي تقع على مسافة 40 كيلو متر من جنوب العاصمة طرابلس وإلى الشمال من وادي الهيرة بنحو 5 كيلو متر .
   وكانت فيما مضى قاعدة للجهاد الليبي ضد الغزو الإيطالي حيث أصبحت مقر القيادة الجهادية وتسمى بلد ورشفانة لأن كل سكانها قبائل ورشفانة وكانت أصغر مما هي عليه الأن بعدة مرات ، ومبانيها من عدة أدوار ، والأرض حولها منبسطة خصبة كثيرة المياه لقرب وادي الهيرة إليها .

  وهي مشهورة في ليبيا وإحدى أبواب طرابلس من ناحية الجنوب يسمى باب العزيزية إتخذه القذافي مقر لحكمه من سنة 1969 إلى سنة 2011 ولها تاريخ مجيد بما تعاقب عليها من زعماء القوم وعظماء الرجال ، وبما كان لها في حروب ليبيا عامة ، وحروب مقاومة الإحتلال الإيطالي سنة 1911 خاصة ، أسسها الأتراك العثمانيين في عهدهم وكانت تسكن حولها ولازالت قبائل ورشفانة من أولاد عطية والسهلة وأولاد إمبارك وأولاد سعود وأولاد حرب والملطة وأولاد حامد وأولاد جابر والجعادي والبراني والعقب والعمائم وأولاد جاهلية وأولاد تليس وأولاد عيسى وأولاد صالح والميامين وأولاد بودلال والهجنة والسعادة والعزيب ، وهذه القبائل من بني سليم إلا أنها سميت بورشفانة ويظهر أنها سميت بهذا الأسم لإستقرارها في أرض قبيلة ورشفانة القديمة ولاشك أن قبائل وأفخاذاً كثيراً من العرب دخلت طرابلس وأستوطنت أرض ورشفانة تلك القبيلة البربرية التي تنتسبوا إلى قبائل زناته بطرابلس وقد إندمجت هذه القبيلة مع بني سليم وبقت هذه الأرض تحمل إسم ورشفانة .
   وقد شيد فيها البنيان والمساجد وكل شي يوفر للناس أسباب الراحة وقد اتجهت إليها أنظار طلاب العلم من أبناء ورشفانة لدراسة والتحصيل والمعرفة كما جلبت إليها التجار فأنشئوا فيها المحلات وأصحاب الحرف والصنائع وقد يهاجرون إليها للإستقرار فيها فأصبحت مركز ورشفانة وعاصمتهم .

   تعتبر العزيزية مدينة ليبية ومن أهم المدن الرئيسية في سهل ورشفانة ليس من الناحية العمرانية فحسب بل وإنما أيضاً من الناحية السكانية حيث يتجمع فيها مجموعة سكانية كبيرة وقد بلغ عدد سكان المدينة وضواحيها في 2011 إلى 400000 نسمة ويتركز في العزيزية العديد من الأنشطة الإقتصادية والزراعية والصناعية والثقافية وهي بذلك تعتبر المركز الرئيسي لقبائل ورشفانة.
  ومدينة العزيزية مازالت تنمو كل يوم نمواً عمرانياً مضرداً ممثلاً في حركة الأحياء السكنية الجديدة وهذا يرجع إلى زيادة السكان وإلى توفر الخدمات وسهولة المواصلات . 
  ويقع بها مقر المجلس المحلي العزيزية وضواحيها  وجل القطاعات الخدمية الأخرى وتعتبر حلقة وصل بين شمال ليبيا وجنوبها وهي بوابة طرابلس الجنوبية وتعد أول عاصمة جمهورية في الوطن العربي والعالم الإسلامي وهي الجمهورية   الطرابلسية سنة 1918
وتحيط بالمدينة أراضي زراعية خصبة صالحة للزراعة والرعي وتتميز بكثرة أشجار الزيتون والكرم وبعض الأشجار الأخرى المثمرة .
وتشتهر العزيزية بتسجيل أعلى معدل إرتفاع لدرجة الحرارة بالعالم في الظل ففي 13/9/1922 إرتفعت درجة الحرارة إلى 58 درجة مئوية ( 136 درجة فهرنهايت ) 
أطلق إسم العزيزية على المركز الرئيسي لقبيلة ورشفانة وفروعها فقد عرفت هذه المنطقة في السابق بالكدوة .


ثانياً : نشأة المدينة ونموها التاريخي :

1) الكدوة في العهد العثماني الأول 1551 – 1711 :

     تعتبر العزيزية ( الكدوة ) عربية الأصل والتكوين وكانت تسمى خلال العهد التركي الأول وقبله ( بالكدوة ) نسبة إلى هضبة الكدوة الموجودة في وسط المدينة وقد أستقرت بها قبائل ورشفانة  وغالباً ما يطلق إسم ورشفانة على الموقع وعلى القبيلة القاطنة فيه 
   وقد كان السبب الحقيقي الذي دفع الورشفانيين إلى تأسيس هذه المدينة سبباً إجتماعياً واقتصادياً ولموقعها المتميز بين شمال طرابلس وجنوبها يتعلق أساساً برغبة الورشفانيين في إستقرار 
    نشاطهم الزراعي وفي إقامة العديد من قبائل ورشفانة في أطراف هضبة الكدوة منها وادي الهيرة وبئر كوكا وقد تم فيها بناء العديد من المنازل والنجوع .وكانت ورشفانة في العهد العثماني الأول تشكل بالإشتراك مع جنزور قضاء تابعاً لسنجق طرابلس .

2) الكدوة في العهد القرمانلي 1711 – 1835 :

  بقت ورشفانة في العهد القرمانلي تشكل قضاء مشترك مع جنزور تابع لولاية طرابلس ولم يدخل هذا العهد أي تعديل أو تحسين في ورشفانة حيث أهتم بتحصيل الضرائب دون تقديم خدمات للسكان.
  إلا ان منطقة ورشفانة قد كان لها دور سياسي في الأوضاع المضطربة والمتغيرة التي تعيشها طرابلس الغرب سواء في بداية العهد القرمانلي أو في نهايته فقد كانت لها دور بارز في إنتفاضة المنشية ( طرابلس ) ضد وجود الأسرة القرمانلية ( حرب الوراثة ) التي نشبت بين أفراد الأسرة القرمانلية وهي حدثت خلال الفترة من ( 1832 – 1835 ) راح ضحيتها العديد من أبناء ورشفانة كما ساهم أعيان ووجهاء ورشفانة ومشائخهم وأبنائهم في تولي زعامة تلك الإنتفاضة التي أطاحت بحكم الأسرة القرمانلية وهذا ما توضحه الوثيقة التاريخية الصادرة من مركز جهاد الليبيين بعنوان زعماء إنتفاضة طرابلس التي كانت وراء الإطاحة بحكم الأسرة القرمانلية للكاتب د / محمد إمحمد الطوير.

3) العزيزية في العهد العثماني الثاني 1835 – 1911 :

   إن البناء الإجتماعي في قضاء العزيزية (الكدوة ) خلال العهد العثماني الثاني قد تألف من قبيلة ورشفانة بإختلاف الأصول المنتسبة إليها حيث لم تكن قبيلة ورشفانة في إطار إجتماعي مغلق ، بل تشير المصادر إلى أن ورشفانة كثيراً ما ضمت في إطارها الكثير من المنظمين إليها سواء طلباً للحماية أو للحياة الكريمة .
والأسم القديم للعزيزية هو الكدوة أو ورشفانة ثم سميت العزيزية وقد أنشئت ناحية في سنة 1862 تمجيداً للسلطان العثماني القائم على أمر الأمبراطورية حينداك وقد أطلق عليها إسم العزيزية نسبة للسلطان عبدالعزيز وفي سنة 1904 تحولت إلى قضاء .
   وقد نشأت هذه المدينة في منطقة زراعية ، تعد من أغنى المناطق الزراعية المحيطة بمدينة طرابلس إلا أنها من أخصب المناطق تربة وأكثر مطراً وكانت من أغناها في المياه الجوفية ولوقوعها عند مصب ومجرى وادي الهيرة ويحيط بالمدينة بساتين الزيتون والكثير من الأشجار المثمرة .
  وهي ملتقى قبائل ورشفانة إنشاء بها قصر في العهد العثماني الثاني يسمى بقصر العزيزية تدار به شئون قبيلة ورشفانة والمناطق المحيطة بها .
ويقول الأستاذ محمود ناجي في كتابه تاريخ طرابلس الغرب :
( قضاء العزيزية : بم أنه تشكل حديثاً فليس له حركة تجارية أو عمرانية ومركزه المكان المسمى ( الكدوه ) وهو على بعد ثماني ساعات من مركز الولاية وقد كان التقسيم الإداري لطرابلس الغرب يشمل لواء طرابلس وبه ملحقات لمركز الولاية تشمل : 
النواحي ، تاجوراء ، جنزور ، الجفارة 
النواحي الأربعة ، الزاوية ، العجيلات ، زوارة ، ترهونة ، ورفلة ، غريان ، العزيزية ، نجاد.

4) العزيزية في عهد الإحتلال الإيطالي 1911 – 1943:

  ترتبط العزيزية بكثير من الوقائع والأحداث السياسية التي اتصلت بحركة الجهاد فقد لعبت دوراً هاماً وحيوياً في مقاومة الغزو الإيطالي ونظراً لأهميتها ولموقعها الجغرافي فقد اتخذت كمركز للحركة الوطنية الأولى ، حيث اتخذها المجاهدون والأتراك مقر لقيادتهم العامة للدفاع عن مدينة طرابلس ولصد تقدم الإيطاليين وقد احتلت مكاناً بارزاً خلال الأحداث التي توالت على القضية الوطنية لليبيا منذ بداية حركة الجهاد سنة 1911 حتى إستئناف الإيطاليين للحرب الإستعمارية الثانية سنة 1922 وقد كانت قاعدة لكثير من العمليات العسكرية التي جرت خلال هذه الفترة وبعدها ، وقد عقدت فيها العديد من الإجتماعات واللقاءات الوطنية احتلها الإيطاليون للمرة الأولى في 16/11/1912 عقب توقيع معاهدة لوزان وحاولوا التمسك بها أثناء الثورة الوطنية الشاملة التي وقعت في سنة 1915 وأمام تزايد حركة المقاومة إضطرت الحكومة الإيطالية إلى الجلاء عن العزيزية في 16/يوليو /1915 .
  عاد إليها الإيطاليون في سنة 1919 عقب الإتفاق بين الوطنيين والإيطاليين إذ تم بموجبه إنشاء مركز إتصال بها .
   إلا أن اندلاع الثورة من جديد سنة 1922 إدى إلى نشاط حركة المقاومة في منطقة العزيزية فحوصرت الحامية الإيطالية المتمركزة في العزيزية وفي النصف الثاني من أبريل 1922 وبداية مايو تم تنفيذ خطة عسكرية بقيادة الكولونيل غراتسياني للزحف على العزيزية وقد أدت عملية احتلال العزيزية إلى عدة معارك منها بئر المرغني وسيدي السائح وسواني بني أدم ؛ كما استعملت كمقر لقيادة المجاهدين زمن الجمهورية الطرابلسية .
  وبعد الإحتلال الكامل لليبيا ظلت العزيزية متمثلة في قبائل ورشفانة قضاء تابع للعاصمة طرابلس ولم تغير الإدارة الإيطالية من هذا التنظيم الإداري العثماني.

5) العزيزية في عهد الإدارة البريطانية 1943 – 1952 :

لاتتوفر لدينا معلومات في هذا العهد وهي طور البحثز

6) العزيزية في عهد المملكة الليبية 1952 - 1969 :

لاتتوفر لدينا معلومات في هذا العهد وهي طور البحث.

7) العزيزية في عهد جماهيرية القدافي 1969 - 2011 :

تتوفر لدينا معلومات في هذا العهد وهي طور الاعداد والدراسة.

ثالثاً : أهمية مدينة العزيزية :

1) الأهمية الجغرافية لمدينة العزيزية :

   تقع مدينة العزيزية جنوب مدينة طرابلس بحوالي 40 كم وهي شمال خط الأستواء عن خط عرض 32 :32 شمالاً وعلى خط طول 15:02 درجة شرقاً .
  وهي تقع من الناحية الجغرافية في سهل العزيزية الزراعي يحدها من الشمال السواني وقصر بن غشير ومن الجنوب ( الجبل الغربي ، غريان ، قطيس ، الرابطة ) ومن الشرق ( اسبيعة ، سوق الخميس ، سوق السبت ، قصر بن غشير ) ومن الغرب ( بئر الغنم ،الزاوية ) .
   وقد تركزت زراعة الأشجار والزيتون والنخيل والحمضيات في الأجزاء الشمالية من منطقة العزيزية ، في حين تركزت الزراعات البعلية الموسمية التي تعد الحبوب محصولها الرئيسي في المناطق الداخلية والجنوبية بوادي الهيرة وبئر كوكا ورأس الصيد.
   وقد ظلت ناحية العزيزية التي أنشئت سنة 1862 حتى بداية الغزو الإيطالي لليبيا حيث استمرت مركز إدارياً لتنظيم إداري استمد وجوده من التنظيم الإداري العثماني في الولاية وقد تضمن في إطاره التجمع الإجتماعي المعروف بقبائل ورشفانة وقد نشأت معظم المراكز العمرانية في ناحية العزيزية والتي أصبحت مدن في الأراضي السهلية من هذا المراكز العامرية ، الناصرية ، الزهراء ، السواني ، الساعدية ، المعمورة ، إنجيلة .
   كما أن اعتدال المناخ ووفرة المياه ساهم في نشأة هذه المراكز العمرانية ذات النسيج الإجتماعي المترابط وقد جعلت هذه المقومات من العزيزية نقطة جدب لإستقرار الكثير من الجماعات السكانية عبر التاريخ ( العصور ) مما ساهم في نمو المنطقة إجتماعياً وعمرانياً واقتصادياً .
  إضافة إلى ذلك فإن الموقع الجغرافي لمنطقة العزيزية على الطريق الجنوبي لطرابلس الرابط بين شمال طرابلس وجنوبها سمح لها بالقيام بأدوار مختلفة وخاصة منها ما تتعلق بطريق المسافرين القادمين من الجبل الغربي والمناطق الجنوبية المتجهين إلى طرابلس أو الذين وجدو في خدمات هذه المنطقة وأراضيها الزراعية الشاسعة محطة استراحة وأستقرار خاصة وأن قبيلة ورشفانة قد عرفت واشتهرت عبر العصور بكونها ملجأ وملاد أمن لكثير من العائلات التي في الغالب استجارت بورشفانة من تسلط وظلم بعض الولاة الأتراك أو نتيجة الصراعات القبلية .
   وبذلك فإن موقع العزيزية قد شكل أهمية كبيرة للمدن المجاورة لها كالزاوية وقصر بن غشير وغريان عندما أتخذت كمقر للحكومة الوطنية التي تعرف بهيئة الإصلاح المركزية حيث أستطاع أعضاء هيئة الإصلاح المركزية التنقل بسهولة دون أي عائق بين هذه المناطق المحيطة بالعزيزية .

2) الأهمية الإقتصادية لمدينة العزيزية :

   إن غنى العزيزية بإنتاجها الزراعي والحيواني يرجع إلى خصوبة ترتبتها الطينية ، كذلك فإن المياه كانت متوفرة أكثر مما عليه الأن في الأبار حيث تعد المياه الجوفية المصدر الرئيسي للسكان وقد كانت على عمق قريب تميزت بعذوبتها ، إضافة إلى إتساع رقعة الأراضي البعلية والرعوية التي تقع في أقصى الجنوب من المدينة حيث تتركز في وادي الهيرة وبئر كوكا حيث تعد هذه الأراضي المصدر الرئيسي للحبوب كالقمح والشعير بالإضافة إلى أنها مكان مناسب للرعي .

3) الأهمية التاريخية لمدينة العزيزية :

  للعزيزية (الكدوة) مكانة مهمة في تاريخ ليبيا القديم والحديث فكلما تعرضت طرابلس إلى غزو وإحتلال أو قامت فيها ثورة ضد مستعمر كانت المقاومة الوطنية تجد في العزيزية حصنها الحصين فقد وقعت فيها العديد من الأحداث على مر التاريخ وإتخذها المجاهدين  معقلاً لهم .
   وقد انخرط الكثير من أبنائها في صفوف المقاومين والمجاهدين وقد ذكر الكثير من أبنائها في تاريخ حركات المقاومة الوطنية في ليبيا على اختلاف العصور وتعرضت لغارات جوية وقت الإحتلال حيث استعملت فيها سلاح الطيران لأول مرة في التاريخ الحديث وقد اسقط المجاهدون إحدى هذه الطائرة وقد كان لهذا الحدث صدى في الأحداث العالمية سنة 1911.
  وتعود أهمية العزيزية إلى كونها تقع في ملتقى طرق بين مدينة طرابلس ومدن الجبل الغربي والمناطق الجنوبية لليبيا. 
   وموقعها هذا أغرى الورشفانيين بإتخاذها مركز تجمع لهم ، ثم دفع العثمانيين في العهد العثماني الأول من سنة 1551 – 1711 إلى إتخاذ ورشفانة وجنزور قضاء مشترك وابقاء القرمانليين على هذا التنضيم الاداري 1711 – 1835 ثم أوحى للأتراك في العهد العثماني الثاني أن يجعلوها ناحية سنة 1862 ثم قضاء مستقل تابع لطرابلس سنة 1904 .
  وقبل مداهمتها من قبل القوات الإيطالية الغازية إتخذها الأتراك والوطنيين مقر للقيادة العامة للعمليات العسكرية ضد الإيطاليين سنة 1911 وداهمتها القوات الإيطالية 16/11/1912 وتم جلاها في 16/يوليو / 1915 ثم اعيد إحتلالها 1922 وإتخذها المجاهدون مركز قيادة لحركة الجهاد ثم عاصمة للجمهورية الطرابلسية وأصبحت مركز لادارة الأراضي التي كانت خارج الإحتلال الإيطالي .
  تغيرت الأحوال الإقتصادية لليبيا التي إتخذت تتوسع وتكبر بشكل سريع ومستمر منذ سنة 1969 وذلك لوجود النفط ثم جاءت خطوة التحول والإعمار لتدفع بالعزيزية خطوات واسعة سريعة نحو النمو والإزدهار والتقدم حيث إنشئت فيها المباني الحديثة والعديد من الوحدات السكنية والمنشأة الصناعية والقلاع العلمية وقد أصبحت بلدية وتعد ثان بلدية في ليبيا تم إنشائها وقد ذكرت العزيزية عند العديد من المؤرخين والسياسين والصحافيين خاصة أثناء الإحتلال الإيطالي وتزخر المؤلفات بالعديد من الأحداث التي وقعت بها .
   وترجع معظم الأهمية الحالية لمدينة العزيزية إلى موقعها على الطريق الرئيسي الرابط بين جنوب ليبيا وشمالها وهي فضلا عن ذلك تعد ملتقى الطرق الممتدة في المنطقة الساحلية بسهل الجفارة والمنطقة الجبلية ومن أهمها الطرق إلى توصلها بمجموعة مناطق الجبل الغربي غريان ، الرابطة ، الأصابعة وكذلك الطريق تمتد إلى الجنوب الغربي وتصلها ببئر الغنم وتاغمة ويفرن والزنتان والجوش وكذلك الطريق التي تمتد شرقاً وتصلها بالسبيعة وسوق الخميس وسوق السبت والنواحي الأربعة وقصر بن غشير .
  زاد في تلك الأهمية وقوعها في جنوب مدينة طرابلس وقربها منها ، فهي الباب الجنوبي للمدينة ومدخلها لسكان الجبل الغربي وجنوب ليبيا وأحيطت بالمدينة عدة قرى يسكنها فروع قبيلة ورشفانة تخدم إقتصاد المدينة منها وادي الهيرة والساعدية والعامرية ، الناصرية ، السواني ، البئر الجديد ، تهللت بالإضافة إلى قرى أخرى ، وساهمت المدينة مساهمة هامة وفعالة في التجارة كما كانت مركز إجتماعياً وسياسياً لقبيلة ورشفانة تمارس فيها حياتها الإجتماعية وتجتمع فيها القرى والأرياف والبوادي القريبة والمحيطة بالمدينة إضافة إلى أهل الحاضرة والريف بالمناطق الساحلية القريبة لشاطي البحر من جنزور وصياد والماية والنجيلة والحشان والهناشير .
   وأشار الرواة ، بأهمية المدينة ، وعراقتها وبما أحتوته من مؤسسات علمية ودينية وإجتماعية وهي مدينة كثيرة الخيرات والأرزاق وخصبة الأرض كثيرة الدكاكين التجارية ، وقد تفوقة على الكثير من المدن المحيطة والقريبة منها بهجة ورونقاً.
وساهمت العزيزية شأنها شأن المدن الليبية في مقاومة ظلم وبطش ولاة الأتراك وفي رد عدوان الأستعمار الإيطالي .

رابعاً : معالم المدينة :

   تضم العزيزية العديد من الشوارع والساحات والميادين كما تزدحم بالعديد من المناشط الإقتصادية والإجتماعية والصحية والتعليمية وبعدد من المواقع الإدارية والمؤسسات الخدمية ، ويقطن بها العديد من أبناء ورشفانة كما تضم المواقع التاريخية الأتية : 

1- قصر العزيزية :
  وهو مبنى تركي قديم تم هدمه نهائياً في عام 1975 من قبل بلدية العزيزية ومراقبة الإسكان دون الإتفاق أو أستشارة إدارة الأثار بطرابلس حتى تقوم بتوثيقه وكانت قد طالبت العديد من الشخصيات بورشفانة بعدم هدم المبنى لأهميته التاريخية ، وقد بنى في مكان قصر العزيزية عمارات سكنية اتخذت كمقرات إدارية تطل على ميدان الشهداء الذي يوجد به نصب تذكاري لمعارك الجهاد بوسط مدينة العزيزية .
  وكان يوجد في قصر العزيزية السوق القديمة وأغلب المؤسسات المحلية في ذلك العهد ويرجح أن يكون هذا القصر تم بناءه في عهد علي باشا عشقر التركـي والي طرابلـس ( 1254 : 1258 هجري ) ( 1838 : 1842 م ) .
   يقول الصحفي الإنكليزي ج. أبوت في كتابه الحرب المقدسة واصفاً قصر العزيزية (وهو مبنى مستطيل الشكل طوله خمسة وأربعون يارده وعرضه ثلاثون يارده ويجاوره بعض الإصطبلات . كان هذا المبنى مخصصاً لأيواء حامية عسكرية ، إلا أنه فيما بعد أدخلت عليه بعض التعديلات حيث بنى فوقه دور ثان على إمتداد الواجهة الأمامية أتخذ كمحل لإقامة القائمقام ومكاتب . وهو يحتوي على ستة غرف واسعة تفتح داخل شرفة وقد علق على باب إحدى الغرف ورقة كتب عليها (مقر الآمر ) وخصصت غرفة للبريد والبرق وشغل الضباط والأطباء بقية الغرف الأخرى .
  أما الفناء فقد أحيط بأبراج محصنة تشبه مصطبة ثلاثية الشكل محاطة إبحاجز به فتحات للرمي ويزيد إرتفاع بعض أجزائه على ستة أقدام .............. ).

2- هضبة الكدوة : 
وأهم معالم مدينة العزيزية هضبة الكدوة وفي رأس الكدوة يوجد ضريح رمضان أحمد المرغني ويقال إنه ولي صالح قدم من منطقة سوق الجمعة بطرابلس .

3- المساجد:  
بها العديد من المساجد.

4- المدارس : 
بها العديد من المدارس ومنها :
1-مدرسة العزيزية للتعليم الأساسي.  2-مدرسة العزيزية الثانوية .

5- الزواية العيساوية .

6- ميدان الشهداء ( النصب التذكاري للمجاهدين ) .

7- نادي السلام الرياضي الثقافي الإجتماعي .

8- مكتبة العزيزية .

9 - أسواق المدينة .

  لورشفانة سوق ينعقد في يوم الأحد من كل أسبوع مركزه مدينة العزيزية يلتقي فيه كل أبناء ورشفانة والمناطق المحيطة بها ويتم فيه بيع السلع والمنتجات وقد كان هذا السوق يعقد في يوم الأربعاء من كل أسبوع الاانه ثم تغييره حيث يعقد السوق يوم الأحد بالعزيزية ويوم الاربعاء بالزهراء.

خامساً : السكان :

  لا نعرف عدد سكان المدينة خلال القرن الماضي إلا أن عدد سكانها في سنة 2009 بلغ 400000 أربعمائة ألف نسمة وسكن مدينة العزيزية قبيلة ورشفانة بكل فروعها إلا أنه إستوطن بالمدينة عدة فئات من السكان الليبيين من القبائل المحيطة بورشفانة وإمتزجوا بأهل المدينة وأشتغل أهلها بالزراعة ولا سيما زراعة أشجار الزيتون والمحاصيل الزراعية الموسمية الأخرى كالقمح والشعير وكذلك بالتجارة والمهن والحرف الأخرى والمناطق العمرانية التي كانت لها علاقات ومبادلات تجارية مع مدينة العزيزية هي مدينة طرابلس ، ومنطقة تاجوراء وقصر بن غشير والزاوية ومناطق الجبل الغربي القريبة وأهمها غريان وككلة والرابطة ويفرن وغيرها وظلت العزيزية مركز إدارياً لمنطقة ورشفانة وقد أستمرت في إجتداب السكان والتجار إليها ، وأنطبع كل من يلجأ إليها من القبائل الأخرى بطابعها الخاص وبقيت البوادي الواقعة جنوب العزيزية والمحيطة بها كوادي الهيرة وكوكا تصلح للزراعة والرعي .
  وقد عرفت قبيلة ورشفانة بشجاعة فرسانهم وكثرة خيولهم ووفرة أرزاقهم وقطعان ماشيتهم وإتساع مراعيهم في جفارة ورشفانة وهي المنطقة الممتدة من الرقيعات وحتى بئر الغنم والزاوية ويشمل كوكا ووادي الهيرة ورأس الصيد والمعمورة الفوقية وتسكنها قبائل ورشفانة في خيام ثابتة وأنجع وأن وجد فيها بعض البناء الذي إندثر مع مرور الزمن وتزرع القمح والشعير ويباع هذ المحصول في سوق الأحد بمدينة العزيزية.

المصدر : موقع العزيزية ورشفانة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا