التسميات

الاثنين، 22 يوليو 2013

أفغانستان وأهميتها الستراتيجية في محيطيها الإقليمي والدولي: دراسة في الجغرافية السياسية ...

أفغانستان وأهميتها الستراتيجية في محيطيها الإقليمي والدولي: دراسة في الجغرافية السياسية
رسالة تقدم بها: عدنان  عودة فليح الطائي
إلى مجلس كلية الآداب - جامعة القادسية
وهي جزء من متطلبات  الحصول على درجة ماجستير في الجغرافية
بأشراف: الأستاذ الدكتور رضا عبد الجبار الشمري
2006م
تحتل الرقعة الاوراسية أهمية كبيرة في الدراسات الستراتيجية والجيوبوليتكية العالمية وبخاصة الدول التي تقع في منطقة القلب والإطراف ومن هذه الدول أفغانستان، التي تعد واحدة من دول وسط وجنوب اسيا والتي كانت تشكل جزء من البطن الرخو للاتحاد السوفيتي، الذي كان يرمي إلى السيطرة على هذه الدولة لما لها من تأثير مباشر على أمنه القومي من الناحيتين الستراتيجية الجيوبوليتيكية، وان أي نفوذ يخترق هذه المنطقة سوف يكون بمثابة تهديد مباشر لامنه ومصالحه الإقليمية فضلاً عن أهمية هذه المنطقة لجميع القوى لشرق وغرب وجنوب اوراسيا.
تحتل أفغانستان أهمية ستراتيجية كبيرة من خلال موقعها الجغرافي في وسط وجنوب أسيا، هذا الموقع الذي يتوسط منطقة متنوعة الاثنيات والمصالح والأيدلوجيات، فعلى أرضها تتقاطع الأهداف والنوايا للدول العظمى و الكبرى والدول المحيطة بها، لذا أصبحت من اهم المناطق الساخنة في العالم التي لم تذق طعم الاستقرار منذ عقود طويلة بسبب ميزة موقعها هذا.

لذا كان الوصول الى أفغانستان من قبل القوى الكبرى يعد هدفاً استراتيجياً غاية في الأهمية، ومن هنا كان الصراع الدولي والجيوبوليتيكي بين القوى الكبرى والعظمى على أفغانستان منذ تأسيسها كدولة عام 1747.  فعلى ارضها سارت جيوش المغول والفرس والبريطانيين واحتلها السوفييت والأمريكان.
ان هذه الأسباب تجعل الاختصاصات الجغرافية السياسية والجيوبوليتيكية مهتمة بدراسة هذه المناطق الساخنة والحيوية من العالم، اذا ما علمنا ان أفغانستان تمثل ملتقى لثلاث حضارات عملاقة هي الحضارة الإسلامية والحضارة البوذية والحضارة الهندوسية، كما تلتقي عند أفغانستان ثلاثة أقاليم سياسية معاصرة مهمة وهي الشرق الاوسط وجنوب اسيا ووسط اسيا، وما يزيد من اهمية الدراسة التي تهتم بهذه الدولة انها أصبحت تتوسط مجموعة من القوى الجيبولتيكية الإقليمية التي حصلت على التكنولوجيا النووية أو في طريقها للحصول عليها، مثل باكستان والهند وبعض جمهوريات وسط أسيا وإيران. فضلاً عن الصراعات الإقليمية حول كشمير أو على المناطق الحدودية المتصارع عليها في وسط وجنوب اسيا. 
مشكلة الدراسة:
يمكن طرح مشكلة الدراسة على شكل سؤال او عدة اسئلة غير مجاب عليها كما في السؤالين الاتيين:
السؤال الاول: ما هو سبب تزايد الأهمية الستراتيجية(*) لأفغانستان اقليمياً ودولياً في العقود الأخيرة ؟
السؤال الثاني: لماذا يشتد التنافس والصراع الدوليين حول أفغانستان إلى درجة الاحتلال على الرغم من فقرها  في مواردها الطبيعية و موقعها القاري الحبيس؟
فرضية الدراسة: 
         تفترض الدراسة ان موقع أفغانستان يحتل اهمية جيوبوليتيكية كبيرة،  فقد كان يعد جزءاً من البطن الرخوة للاتحاد السوفيتي السابق مما دفع الاتحاد السوفيتي إلى احتلالها مباشرة، ومن ثم زادت اهمية افغانستان بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وتغلغل الولايات المتحدة في وسط اسيا وجنوبها، مما جعلها دولة ذات اهمية ستراتيجية في حسابات القوى الجيوبولتيكية الكبرى والصغرى في اوراسيا التي ما زالت تعد الساحة الرئيسية لصراع القوى الجيوبوليتيكية التي يمكن ان تحسم الصراع العالمي وبالتالي الانفراد بالعالم وتكوين الامبراطورية العالمية.
اهداف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى التعرف على ألأسباب الحقيقية التي تقف وراء الأهمية الستراتيجية لأفغانستان، وذلك من خلال دراسة المقومات الطبيعية والسكانية والاقتصادية،  فضلاً عن دراسة تطور الدولة الأفغانية ونظامها السياسي ودراسة مشاكلها الحدودية والسياسية.
 كما تهدف الدراسة إلى دراسة العلاقات الأفغانية مع دول محيطيها الاقليمي والدولي وكذلك دراسة أهمية أفغانستان في ظل النظريات الجيوبوليتيكية القديمة والحديثة.
أهمية الدراسة:
          تتمثل أهمية الدراسة في كونه يدرس دولة تقع في منطقة ساخنة ذات أهمية كبيرة اقليمياً ودولياً، فضلاً عن كون موقع هذه الدولة لها آثارها المباشرة وغير المباشرة على الوطن العربي، الى جانب كونها دراسة اهتمت بمنطقة كان لها الاثر البالغ في مجرى الاحداث الكبيرة التي تمخض عنها فرض الهيمنة والسيطرة الأمريكية المباشرة على وسط وجنوب اسيا كما انها تتوسط منطقة تعج بالصراعات السياسية والاقتصادية والعسكرية فضلاً عن كونها تتوسط قوى جيوبوليتيكية اقليمية تؤثر على الامكانات النووية أو في طريقها للحصول عليها.
حدود الدراسة:
         تعتبر حدود الدراسة من اهم ما يميز الدراسات الجغرافية خصوصاً في الجغرافية السياسية، ومن هنا كانت حدود الدراسية المكانية والزمانية التي  تمثلت بدولة افغانستان التي تعد احدى دول وسط وجنوب اسيا تبلغ مساحتها 652225 كم2 وعدد سكانها 29928987 نسمة في سنة 2004م، اما الحدود الزمانية فقد ركزت الدراسة على العقود الثلاثة الاخيرة من القرن العشرين إلى نهاية العام 2004 فضلاً عن دراسة تطور الدولة الافغانية والنظام السياسي فيها خدمة لاغراض الدراسة.
منهج الدراسة:
         ما يميز البحوث الجغرافية السياسية هو اعتمادها اكثر من منهج في الكتابة، خدمة  لأغراض البحث العلمي. وتحقيقاً لأهداف البحث اعتمدت على عدة مناهج ولكن ابرزها هو المنهج التحليلي كما استخدم المنهج التاريخي اينما كانت الحاجة ماسة لتتبع تطور بعض مفردات هيكلية الدراسة، كما استخدم المنهج الإقليمي وخاصة في الفصلين الثاني والرابع.
هيكلية الدراسة:
         تضمنت الدراسة مقدمة وخمسة فصول بالإضافة إلى الاستنتاجات والتوصيات والوثائق والمصادر، فقد تناول الفصل الأول المقومات الجغرافية الطبيعية للدولة الأفغانية وأثر ذلك في قوة أفغانستان واهميتها الستراتيجية وتمثلت هذه المقومات الموقع الجغرافي والمساحة والشكل وحدود الدولة الأفغانية وكذلك تناولت الدراسة موضوع السطح والمناخ والموارد الطبيعية والمتمثلة بموارد المياه والنبات الطبيعي والموارد المعدنية والتربة، اما الفصل الثاني فقد اهتم بدراسة المقومات البشرية للدولة الأفغانية والذي قسم الى مبحثين تناول الأول دراسة المقومات السكانية من حيث حجم السكان ونموهم وتوزيعهم الجغرافي والتركيب السكاني العمري والنوعي والاقتصادي والاثنوغرافي واثر تلك المقومات في وزن أفغانستان في منطقتها، اما المبحث الثاني من هذا الفصل فقد اهتم بدراسة المقومات الاقتصادية لأفغانستان من خلال تحليل قطاعاته الأساسية الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات، واثر ذلك في قوة أفغانستان. 
 اما الفصل الثالث فقد درس مراحل البناء السياسي للدولة الأفغانية منذ تأسيسها عام 1747 والى يومنا هذا 2005. اما الفصل الرابع فقد ركز على مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي لهذه الدولة وكذلك موقف دول الجوار ودول العالم من عملية الاحتلال الأمريكي لأفغانستان وكذلك ركز هذا الفصل على دراسة العلاقات الدولية مع أفغانستان.
اما الفصل الخامس فقد تناول أهمية موقع أفغانستان الستراتيجية من خلال الاهتمام الذي جاءت به النظريات الجيوبوليتيكية القديمة والحديثة، وبالتالي معرفة المستقبل الجيوبوليتيكي لأفغانستان.  
ولهذا جاءت الدراسة لتبين اهمية أفغانستان الستراتيجية من خلال تحليل بنيتها الجغرافية الطبيعية والبشرية وتحليل اسباب التنافس الدولي على هذه الدولة و اهمية موقعها السيتراتيجي،
و كذلك تبين الدراسة اهمية أفغانستان في ظل المتغيرات الدولية الكبيرة التي حصلت في العالم وخاصة بعد مرحلة التفرد الامريكي بالعالم والذي تجلت نتائجه باحتلال هذه الدولة ذات الموقع الستراتيجي الذي تستطيع من خلاله الولايات المتحدة التأثير على عدة اقاليم سياسية وقوى جيوبوليتيكية كبرى في اوراسيا وكذلك في وسط وجنوب اسيا، فضلاً عن دراسة علاقات الجوار والعلاقات الدولية لأفغانستان وأثار الاحتلال الامريكي على دول الجوار والمنطقة.
         كما تم دراسة أهمية أفغانستان في ظل النظريات الجيوبوليتيكية القديمة والحديثة وكذلك اهتمت الدراسة بالمستقبل الجيوبوليتكي لهذه الدولة.
         ومن ابرز النتائج التي توصلت اليها الرسالة ان أفغانستان دولة فقيرة بمواردها الطبيعية وهي ذات بيئة جبلية وعرة وظروف مناخية قارية، فضلاً عن فقرها بالنبات الطبيعي وتربتها قليلة الخصوبة فضلاً عن شحة مواردها المائية مما جعلها واحدة من أفقر دول العالم.
          ان وقوع أفغانستان في وسط وجنوب أسيا جعلها تحتل موقعاً ستراتيجياً وسط قوى كبرى متناقضة المصالح والتوجهات مثل روسيا والهند والصين، وتجاور دول إقليمية قوية ذات طموحات جيوبولتيكية كبيرة في وسط وجنوب أسيا مثل إيران وتركيا وباكستان وبعض جمهوريات آسيا الوسطى، فضلاً عن كون موقعها أصبح ذا أهمية ستراتيجية بالغة للولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول فرض سيطرتها المباشرة على جمهوريات أسيا الوسطى التي استقلت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991 وهي الجمهوريات الغنية بالثروات الاقتصادية ومصادر الطاقة من جانب ومن جانب أخر ان الولايات المتحدة الأمريكية باحتلالها لأفغانستان تكون قد كبحت جماح الطموحات الإيرانية والباكستانية في قيادة  العالم الإسلامي وبخاصة في جنوب اسيا وفي منطقة الخليج العربي الغنية بالنفط والغاز الطبيعي، الى جانب التأثير على طموحات روسيا الحاملة للإرث السوفييتي الذي ترمي من خلاله السيطرة على المنطقة فضلاً عن اقترابها من منطقة  كشمير المتنازع عليها بين الجارتين النوويتين الهند وباكستان.
         وتبين ان أفغانستان ذات تنوع اثني ( قومي، ديني، طائفي ) كبير لم يتسبب في صراعات قبل العام 1978، ولكن بعد عملية الاحتلال السوفييتي والأمريكي تأججت الصراعات التي أضعفت تماسك الشعب الأفغاني والتي كان للاحتلالين أثرهما بذلك مما مهد لقيام الحرب الأهلية بين ابناء الشعب الأفغاني الواحد والتي استمرت من العام 1989 حتى احتلال امريكا لهذا البلد عام 2001.
         كما بينت الدراسة اهمية أفغانستان في ضوء مبادئ النظريات الجيوبوليتكية القديمة كنظريات ماكندر وسبايكمان وغيرها من النظريات الحديثة والتي وضع أسسها العديد من خبراء الجيوبولتيك  أمثال كيسنجر وبرجنسكي وكريستوفر وغيرهم.
         كما بينت الدراسة تخلف القطاعات الاقتصادية الافغانية المتمثلة بقطاعات الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات.
        

(*)  الستراتيجية: هو الفن الذي بموجبه او على نمطه تستخدم القوة والامكانات العسكرية تسهيل الوصول الى الغايات والاهداف في اوقات الحرب.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا