التسميات

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

التركيب الجيولوجي - ليبيا

التركيب الجيولوجي - ليبيا

إرتكز ليبيا بصفة عامة فوق قاعدة من الصخور الأركية والتي تغطى بطبقات رسوبية مختلفة السمك والعمر الجيولوجي ولو بنينا جدولاً زمنياً للتطور الجيولوجي في ليبيا نجد أن :

1. في عصر ما قبل الكمبري : كانت الأراضي الليبية تمثل كتلة صخرية وهي جزء من القارة القديمة وكان البحر القديم يغطي معظم أراضيها وتكونت في هذا الزمن الصخور الأركية والمتمثلة في منطقة العوينات وهي على أهمية كبيرة في الاستفادة منها بسبب احتوائها على معادن ثمينة كالفضة والذهب والنحاس والقصدير والزنك .

(أ‌) الزمن الأول (الباليزوى): وحصل فيه مد وجزر للبحر فغطى مساحات كبيرة من مساحة ليبيا ثم إنحصر في فترة لاحقة وبذلك ازدادت مياهه أتساعا وعمقاً مما أدى إلى تكون رواسب بحرية جيرية ورمال فوق الصخور القاعدة الأركية . وكما تعرضت الأجزاء الجنوبية من ليبيا خلال الحركات التكتونية أدت إلى إلتواءات شديدة أدت إلى تكوين سلاسل جبلية جنوبية من أثرها تبستي والعوينات وأكاكوس وصاحبها نشاط بركاني غطى طفوحه مساحات واسعة .

(ب‌) الزمن الثاني (الميزوزوى): تعرضت الأجزاء الوسطى من ليبيا إلى طغيان مياه البحر ثم تراجعت مع نهايته مما أدى إلى تنشيط عوامل التعرية الهوائية مكونة رواسب قارية وتكون الحجر الجيري والطباشيري ومختلف رواسب الرمل والطين والطفل ، واحتوائها على حفريات كالأصداف والزواحف يبدو لك على أنها رسوبات بحرية تعد مخزناً للماء الجوفي وتغذى من مصادر يصل بعدها إلى أكثر من 3000 كم ويظهر الماء على شكل آبار وعيون في الواحات الصحراوية كما تحتوي على الحقول النفطية وخاصة تكوينات الكريتاسي .

(ت‌) الزمن الثالث (السينوزوى): تعرضت الأجزاء الوسطى والشمالية من ليبيا إلى هبوط أدى إلى تقديم مياه البحر وتراجعه بعد حركة رفع تالية مما أدى إلى انكشاف الطبقات الجيرية كما حدثت عدة حركات التوائية وثورات بركانية ، فالحركة الإلتوائية كونت جبال ليبيا الشمالية مع ملاحظة أن قسماً من الكتاب يشير إلى أن تداخل حركة الإلتواء مع انكسار كان سببها تكوين الجبل الأخضر وهو رأي ضعيف . كما كان من نتائج التكوينات البركانية بروز جبال الهروج السوداء في وسط الصحراء الليبية . وتكوينات هذا الزمن الحجر الجيري في مساحات واسعة وخاصة التقاء برقة فزان طرابلس وصخور ساحل البحر المتوسط ورواسب الحصى الرملي ، والتي تحتوي على آثار حيوانات برية وبحرية .

(د) الزمن الرابع : استمرت حركة الإلتواء والثورات البركانية وانتشار الطفوح ، وتعرضت ليبيا وخاصة المناطق الجنوبية إلى مناخ رطب وأمطار غزيرة ونشطت عوامل التعرية المائية . ثم الهوائية بعد التغير المناخي ونحت الجبال ونقلت فتاتها ورسبتها في المنخفضات كالأحواض والأودية مما أدى إلى تكوين رواسب رملية ملأت الأودية وكذلك كثبان الرواسب الرملية المتماسكة وغير المتماسكة وتكون الطوف الجيري حول الينابيع في الواحات .

وبذلك أخذت ليبيا شكلها النهائي في أواخر الايوسينى بمظاهرها الحالية والتي يمكن تقسيمها إلى:

(1) المرتفعات الجنوبية :-
 
فهي كتل جبلية فرقتها عوامل التعرية بأنواعها المختلفة وأصبحت جبالاً انفرادية كجبال العوينات وأركنو والهوائشى والترهونى وتبستى ونقى الهروج السوداء والحساونة وأكاكوس وتاورارات . فهي جبال التوائية قديمة تحولت إلى جبال ارادية بسبب عوامل التعرية.

الجبال الشمالية
وتشمل جبل نفوسة والذي يمتد من الشمال الغربي من البلاد وينتهي عند الخمس ، أما الجبل الأخضر والذي ينفصل عن الجبل الغربي بواسطة خليج سرت . يمتد الجبل الغربي بمسافة 500 كم من الحدود التونسية ويمر بجبل نفوسة والترهوني ويتكون من صخور جيرية تكونت فى نهاية الزمن الثاني والثالث وتقف هذه السلسلة حائلاً أمام تقدم الأمطار إلى الجنوب والعكس ، تمنع تقدم الرمال إلى الشمال وتحتضن إلى الشمال سهلاً ساحلياً هو سهل جفارة الخصب وهذه السلسلة ممثلة بمجموعة من الأودية التي تتجه نحو الجنوب والشمال. أما الجبل الأخضر فهو يشرف على بعض أجزائه على البحر ويمثل هضبة لها ثلاث قمم على شكل مدرجات أعلى ارتفاع له في القسم الثالث والتي تصل إلى 850 م والقمم هي الأولى المرج والثانية البيضاء والثالثة سيدي الحمري ويتكون الجبل من صخور أغلبها يعود إلى الزمن الثالث .
ومن الجدير بالذكر أن الجبل الغربي والأخضر يمثلان هضبة بقمم جبلية فأعلى ارتفاع للأولى هو 880 م في غريان والثاني يصل إلى 705 م.

(2) الهضبة :-
وتغلب على سطح ليبيا الهضبة فهي هضبة صخرية واسعة مترامية الإطراف متوسطة الارتفاع وارتفاعها في الجنوب ابتداء من سهول سرت وتصل إلى البحر بشكل متدرج كما في سرت والأقسام الغربية أو بشكل حاد كما في الجبل الأخضر وطرابلس وتحتضن الهضبة عدة مرتفعات يصل ارتفاعها إلى ( 3140م ) كما في جبال تاسيلى و 3040 في تبستى و 1934م في العوينات كما يوجد فيها أحواض عظيمة الاتساع ساعدت على نشوء واحات منتشرة في نطاقين نطاق إلى الشمال وآخر إلى الجنوب فيمثل النطاق الشمالي الجغبوب وجالو وأوجله ومرادة والجوف وغدامس والجنوبي فهي الكفرة وسبها وتقطع الهضبة عدة أودية جافة .
إما تكويناتها فهي مختلفة ومتنوعة كتكوينات الرمال الناعمة والتي تنتشر فى مساحات واسعة على شكل كثبان رملية سيفية وبلخانية كبحر الرمال العظيم ورملة ريبانه وأدها مرزق وأوبارى وتكوينات أخرى حصوية ناعمة وخشنة وتسمى بالسرير كسرير تبستى والقطوسة وتنتشر الحمادات ذات السطوح الصخرية شديدة الصلابة العادية في الرمال والحصى كالحمادة الحمراء وحمادة مرزق وحمادة تنغرت .

(3) السهل الساحلي :
يمتد السهل الساحلي من الغرب إلى الشرق ويتكون من مجموعة من السهول والتي تنحصر بين البحر والجبال الشمالية والهضبة في الوسط وينقسم إلى :-

(أ) سهل جفارة :
وهو عبارة عن سهل مثلث الشكل وهو سهل الشمال الغربي في الجنوب ويأخذ السهل بالارتفاع من الشمال إلى الجنوب ويحتضن أرضاً متموجة وخاصة الأجزاء الشرقية وأما في الأجزاء الغربية تنتشر المستنقعات كما في منطقة زوارة وتوجد فيه مناطق تغطى بالرمال .
ويمتاز السهل بغناه بالمياه الجوفية وتربة خصبة صالحة للزراعة فأقيمت عليه مزارع مهمة ويخترق السهل عدة أودية أقيمت عليها سدود لحماية الأراضي الغربية تقيه من خطر السيول .
ويمتد سهل وسطي من رأس المنى إلى الزويتينة ويحتضن هذا السهل عدة مزارع كالكراريم والدافنية وكلما تقدمنا نحو الشرق يمتد السهل في منطقة شبه صحراوية وخاصة جنوب مصراته وبعض الساحل في هذا الجزء توجد به الكثبان الرملية ويمتد سهل سرت إلى الجنوب ويمتازهنا بوجود السبخات والعيون المائية كتاورغاء وأم الأدهم والهيشة والعوينات والمرج وكركر وتجري فيه عدة أودية كسوف الجين والبى الكبير والعقر والهرارى والفارغ ويمتد السهل من الزويتينة إلى توكرة ويسمى سهل بنغازي وهو على هيئة مثلثات راسية فى الشرق وقاعدة فى الغرب منتشرة فيه التربة الحمراء وتكثر فيه المزارع كالقوارشة والهواري وتنتشر فيه الآبار كما تنتشر فيه الكثبان الشاطئية ويقطع هذا الساحل مجموعة من الأودية أودية الهيشة والباكور وزوارة والصلاليب والقطارة والتي تعتبر أكبر الأودية وأقيم عليها عدة سدود لاستغلالها وتجنب خطر المنسوب العالي على مدينة بنغازي كما تنتشر فى هذا السهل عدة مستنقعات وسبخات كسبخة قنفودة وقار يونس والسلماني ودريانة .
أما المنطقة التي تمتد من درنة حتى الحدود الشرقية وتحتضن سهولاً جمة كسهل المرج والابيار وينفصل السهل عن الساحل في منطقة توكرة حيث تصل حافة الهضبة بمياه البحر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا